الأكراه:
الأكراه في الدين

زهير قوطرش Ýí 2010-01-04


 

الأكراه في الدين:
 
صديقي يان أو( جان) في الانكليزية ,من الأطباء المشهورين في مجال اختصاصه ,صداقتنا بدأت بعد رحيلي واستقراري في مدينة براتسلافا في جمهورية سلوفاكيا عام 1985.
بحكم عمله في الفترة الأخير انتقل الى مدينة في شرق سلوفاكيا تبعد عن مكان إقامتي أربع ساعات سفر في السيارة. ومع ذلك فنحن نلتقي عادة مرة كل شهر أو شهرين.
في زيارته الأخيرة لي ,لاحظت تغيراً على حالته الن&Yacالنفسية ,كان يحاورني بشيء من العصبية .تركته على حريته ,ولكني كنت أشعر أنه سيصرح  لي حول ما يقلقه أو يزعجه  .. أو أنه سيفاجئني بخبر محزن... .لم يطل انتظاري ...حتى صرح لي أنه حزين لدرجة  لا توصف. سألته خيراً إن شاء الله . أجابني بصوت مرتجف يا صديقي :
"أنا مضطر لاعتناق الإسلام"
استغربت قائلاً : لم أسمع  قبل اليوم أن أحداً يعتنق الإسلام رغماً عنه.
أجابني ....أنت تجهل التاريخ على ما يبدوا ,أنت تجهل أن أجداد المسلمين ,معظهم اعتنقوا الإسلام تحت تهديد السيف أو الجزية .
ضحكت وكنت لا أريد الدخول في نقاش حول الفتوحات ,والغزوات الإسلامية . وأخبرته بقولي : يا صديقي ...ذاك زمان مضى وولى ,وهم يتحملون وزر تلك الفتوحات وما جرى فيها...نحن أبناء اليوم وسوف نحمل أوزار عصرنا الذي نعيشه.لكن أخبرني بالله عليك ...
أي مسلم رفع سيفه عليك حتى تعتنق الإسلام بالإكراه.
المشكلة ليست مشكلة سيف ...ويا ليته رفع أحدهم سيفاً بوجهي ,لكنت نافقت وتظاهرت بأني مسلم لكي أحمي رأسي مرة واحدة فقط من القطع.
المشكلة يا عزيزي ,أنني أحببت فتاة مسلمة ,وصار حبي لها يملك  علي كل وجودي وكياني ,ولا أستطيع تصور العيش بدونها .فتاة رقيقة القلب ,جمالها مزيج من جما ل الشرق والغرب .حضورها وكأنها باقة ورد جورية تنشر العطر والجمال على من حولها. صمت ... حزيناً...... واضعاً يديه على وجهه ,حتى ظننت أنه يجهش بالبكاء.
سألته أين المشكلة إذن ...أجابني ...أبوها فرض علي الإسلام إذا رغبت بالزواج منها. بسيطة إذن... أجبته وأنا أضحك المشكلة محلولة ...لكن ..هل تعلم كيف تصبح مسلماً؟..
أجابني :
 أخبرني والدها أنه على أن أغتسل وأتوضأ ,وعلى يدي شيخ المسجد أُعلن على الملأ  أنه لا إله إلا الله ,وأن محمداً رسول الله ...وأخبرني والدها  أيضاً أنه ,ولكوني صديق ابنته التي يحبها كثيراً, فقد أعفاني من موضوع الختان.... لم أتمالك نفسي وصرت اضحك كالمجنون...وأنا أردد ما شاء الله على كرم الوالد.
سألته وهل لديك مشكلة في انجاز هذا الحدث العظيم ؟ أجاب بالطبع ...كيف أعتنق ديناً وأنا لا أعرف عنه إلا ما اسمعه من وسائل الأعلام ...ألا يكفي أن أردد أن لا إله إلا الله ...أنا علماني أوربي , أؤمن بالله .وهي علمانية ولدت في أوربا لأب مسلم وأم مسلمة , تعيش وتعمل  في نفس  المستشفى التي أعمل فيها ...نحن متفقون  أنا وهي على أن الدين قضية شخصية ,لا مانع عندي أن تكون زوجتي مسلمة أو هندوسية أو بوذية ,المهم الاتفاق على منظومة الأخلاق التي سنعيش تحت خيمتها ونربي الأولاد عليها ...والأولاد أحرار فيما سيعتنقون من دين ...لا أدري لماذا هذا الإكراه.
كيف لي أن أنافق وأعلن إسلامي مُكرهاً .... فقط لأني أُحب فتاة مسلمة. هل يعقل ذلك أن أبدأ حياتي الزوجية التي هي أهم عقد مقدس ما بين الزوج والزوجة بالنفاق .أنا لم أحبها لأنها مسلمة ,أحببت فيها إنسانيتها وأخلاقها ,وهي لم تحبني لأنني مسيحي ,بل أحبت فيَ كوني رجلاً صادقاً ومخلصاً  في حبي لها....ثم تابع حديثه قائلاً : معك كل الحق استطيع أن أذهب الى المسجد يوم الجمعة لأعلن ما يريد أبوها المحترم ...بدون قناعة داخلية ... كيف سأتصرف مستقبلاً ....و بفعلي هذا أأضحك عليهم أم أنني أضحك على الله معاذ الله. ...وتابع حديثه قائلاً: تصور أن أختها التي تكبرها تزوجت من شاب أوربي أصوله إسلامية ,ملحد لا يؤمن لا بالمسيح ولا بمحمد ولا حتى بالله .ومع ذلك لم يطلب منه الأب أن يعلن إسلامه.
هل لك أن  تعطيني تفسيراً   لذلك ؟
ودعني ....ولم أستطع أن أعطيه أي تفسير منطقي  أقتنع به أنا في المقام الأول!!!!!!!
 
 
اجمالي القراءات 19331

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (6)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٠٤ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44655]

أخى العزيز زهير .. من حقهما الزواج شرعا وبلا موافقة الأب طالما بلغت هى سن الرشد .

أعلنت أكثر من مرة استعدادى للعقد زواج المختلفين ـ رسميا ـ فى الديانة ، لحلّ مشكلة تقابلها الفتيات المسلمات اللاتى يردن الزواج من شباب مسيحى ،ويرفض الأب إلا بشرط أن يعلن العريس اسلامه الظاهرى . الاسلام الظاهرى ليس بترديد كلمة ، ولكن  أن يكون الانسان مسالما لا يعتدى على أحد ولا يضطهد أحدا فى دينه . هو بذلك مسلم مهما اختلفت العقائد لأن العقائد مرجعها لله تعالى يحكم فيها بيننا يوم الدين. نحن لنا الحكم الظاهرى فقط فالمسلم هوالمسالم ، والمشرك الكافر هو الذى يستخدم اسم الله جل وعلا ودينه فى اضطهاد الناس وفى قتل الناس ، فالمتطرفون الارهابيون   هم الكافرون المشركون حسب جرائمهم وافعالهم . هؤلاء يحرم الزواج منهم أو تزويجهم ، وهم المقصودون بالمنع و التحريم فى سورتى البقرة و الممتحنة.


ولقد قمت بنفسى بعقد ثلاث زيجات بين مسلمات و مسيحيين متطوعا ، ولا زلت مستعدا لذلك ،وبيتى مفتوح لمن يريد الزواج الحلال على سنةالله جل وعلا و رسوله الكريم .


بالمناسبة / زينب بنت محمد عليه السلام كانت متزوجة من رجل رفض دخول الاسلام ولكنه كان مسالما ، وظلت معه زوجته فى مكة بعد هجرة أبيها و المسلمين للمدينة . وقد أرغمه قومه على الخروج لحرب المسلمين فى بدر فوقع فى الأسر ، وبعثت زوجته ( زينب بنت محمد ) بعقد لها كانت ترتديه ، كان قدأهداها أبوها خاتم المرسلين لها من قبل ، بعثت به لأبيها لافتداء زوجها ، فعرض النبى ـ وعيناه تدمعان ، على المسلمين أن يطلقوا سرح زوج ابنته مجانا ،فوافقوا . وطلب منه النبى وهو يرحل أن يرسل الى المدينة ابنته زينب لأنه لا يأمن عليها فى مكة بعد هزيمة المشركين فى بدر. وفعلا استطاعت زينب الهرب من مكة بعد أن نجت من القتل ، وفقدت جنينها . وظل زوجها فى مكة الى أن أعاد للناس ودائع كانت لديه ثم هرب الى المدينة ليلحق بزوجته . هذا ما جاءفى كتب السيرة ..دراما رائعة ..اليست كذلك ؟


2   تعليق بواسطة   أيمن عباس     في   الثلاثاء ٠٥ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44689]

هم مصدراً لتشويه صورة الإسلام .

الأستاذ زهير قوطرش / السلام عليكم ورحمة الله ، إن هؤلاء الذين يجعلون من أنفسهم أوصياء على غيرهم مستمرين في تشويه صورة الإسلام والمسلمون الحقيقيون الذين يفهمون الإسلام على حقيقته. هؤلاء المهتمون بالإسلام الظاهري  - سواء عن قصد او بغير قصد - يعطوا صورة سيئة للإسلام  في الداخل والخارج بدلاً من إظهار سماحة الإسلام وأنه دين سلام ومحبة ولا يوجد مكان للنفاق والمنافقين في الإسلام  وبين المسلمين الفاهمين للإسلام فهماً حقيقياً . ففي الحقيقة أخي الفاضل هم غير محتاجين لموافقة هذا الأب ماداموا راشدين  ومقدرين للأمور .


3   تعليق بواسطة   ايناس عثمان     في   الأربعاء ٠٦ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44701]

المسلم اسما أم واقعا

كيف كان نبي الله إبراهيم إذن  حنيفا مسلما وقد كان سابقا في الزمن كما نعلم جميعا لأنبياء الله موسى وعيسى ومحمد عليهم جميعا السلام ؟ سؤال يقفز إلى ذهني على ذكر المسميات  كيف نكون نحن فقط من نسمى بالمسلمين ونحتكر هذه التسمية دون غيرنا ؟ مع أن هذا مخالف لما جاء وصفا في القرآن لنبي الله إبراهيم ،  على العلم أن واقعنا العملي لا يدل مطلقا على إي مسالمة ؟


4   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الأربعاء ٠٦ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44715]

الأخ الدكتور أحمد

حياك الله يا أخي على فكرك النير ومواقفك القرآنية المبدئية.ونحن متفقون أن الأسلام كما قالت العزيزة إيناس هو واقع وليس أسم.وهذا الواقع بعيد عن مسميات أهل النقل بدون العقل.


شكراً لك على الحادثة .حادثة زينب بنت محمد.لم أسمع عنها من قبل.


5   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الأربعاء ٠٦ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44716]

الأخ أيمن عباس

تحياتي لك وشكراً عل تعليقك ,وأتفق معك مئة بالمئة. وسيبقى الإسلام الصحيح بعيدأ عن تفكير وإسلام المنافقين.


6   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الأربعاء ٠٦ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44717]

العزيزة إيناس

شكراً لك. الإسلام هو واقع يستمد آصالته من الكتب السماوية بعيداً عن فكر أصحاب النقل .وواقع الإسلام هو ما جاء في كتاب الله ,لكن ما نراه  من واقع فعلي هو أبعد مايكون عن الإسلام الصحيح.إنه إسلام الشرك بالله وتقديس البشر والحجر.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-02-25
مقالات منشورة : 275
اجمالي القراءات : 5,893,032
تعليقات له : 1,199
تعليقات عليه : 1,466
بلد الميلاد : syria
بلد الاقامة : slovakia