آحمد صبحي منصور Ýí 2009-12-08
( ملاحق مضافة لم تكن فى الكتاب الأصلى )
الملحق الأول :
سيناء المصرية في القرآن الكريم :
أرض الوادي المقدس طوى:
حقائق أغفلها المسلمون و المصريون
مقدمة
1 ـ من الأماكن القليلة التى تحدث عنها القرآن الكريم وكانت موجودة قبل نزوله واستمرت بعده حتى الان : مصر . ليس مصر فقط ، بل هناك جزء خاص منها يحتل مكانة خاصة فى الدين الالهى. وتلك الأهمية الخاصة كانت قبل نزول القرآن الكريم ، وصاحبت نزول القرآن الكريم ، وستستمر بعده الى يوم الدين . هذه المنطقة هى سيناء .
2 ـ " سيناء" ذلك الجزء الآسيوي من مصر شهد انتقال بعض الأنبياء من فلسطين إلى مصر ، تذكر التوراة مسيرة إبراهيم خليل الله من الشام إلى مصر عبر سيناء ، ويذكر القرآن الكريم رحلة يوسف وهو طفل اشترته قافلة وسارت به إلى مصر ، كما يذكر استقبال يوسف لأبيه يعقوب عند الحدود الشرقية – أي سيناء – وقوله لأبويه وأهله : ( وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ.)( يوسف – 99) .
3 ـ ولكن ما ذكرته التوراة والمصادر المسيحية عن سيناء مع أهميته لا يعادل مكانة سيناء في القرآن الكريم .. وتتجلى هذه الأهمية في قصة موسى عليه السلام وانعكاساتها على نزول القرآن الكريم مرة واحدة على قلب خاتم المرسلين فى جبل الطور حيث كان المسجد الأقصى .
أولا :. كلمة عامة عن أهمية سيناء فى دين الله جل وعلا :
1 - ويمكن أن نلمح هذه الأهمية في قوله تعالى فى هذه السورة الكريمة : ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ) فالله تعالى يقسم فى بداية السورة بالتين والزيتون وهما من منتجات سيناء ، ثم يقسم بجبل الطور وبنسبه إلى سيناء " وطور سينين " ثم يقسم بمكة البلد الأمين .. والمعنى أن سيناء جاءت في الترتيب قبل مكة في موضوع يقسم به رب العزة على خلق الإنسان في أحسن تقويم ، وما يحدث له بعدها حين يتحول الى أسفل سافلين ،إلا من إعتصم بالوحى الالهى الذى نزل فى طور سيناء وفى مكة .
وأهمية سيناء تتلخص في مكان واحد هو جبل الطور .. ولذلك انتسبت سيناء . أو ( سينين ) إلى الطور " وطور سيناء " .، وهى أهمية عالمية ترتبط بالانسان نفسه ، لذا جرى الربط بين خلق الانسان فى أحسن تقويم ثم سقوطه فى الأسفل إلا من آمن وعمل صالحا ،والعبرة بالفلاح هى فى إتباع الوحى الالهى الذى بقى منه لنا ما جاء فى التوراة و ما جاء فى القرآن الكريم . وتأكد هذا الربط بالقسم الالهى بسيناء وما تنتجه وبالبلد الأمين مكة المكرمة المشار اليه فى قوله جل وعلا : (وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ) .
2 ـ ولم تات كلمة ( الطور ) فى القرآن الكريم إلا فى الحديث عن طور سيناء ، وقد تكررت الكلمة فى القرآن الكريم عشر مرات ، دار الحديث خلالها عن الوحى الأول لموسى ، وفى أخذ العهد على بنى اسرائيل ورفع جبل الطور فوقهم ، ثم أهمية جبل الطور فى سيناء وشجرة الزيتون المباركة فيه ، مع الربط بين جبل الطور و ( المسجد الأقصى ) و البيت المعمور أو المسجد الحرام .
3 ـ ووصف الله جل وعلا أو سمّى جبل الطور : طوى، ويأتى هذا الوصف ملحقا بوصف آخر للجبل ، هو الوادى المقدس (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى) (طه 12 ) (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ) ( النارزعات 15 : 16)
4 ـ والعجيب أن كلمة ( جبل ) جاءت فى القرآن الكريم فى ستة مواضع ، ثلاثة منها جاءت نكرة ، وثلاثة جاءت فيها معرفة تدل على جبل الطور فقط .
جاء نكرة فى قصة ابراهيم حين طلب من ربه جل وعلا أن يريه كيف يحيى الموتى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا) ( البقرة ـ 260 ) وفى قصة نوح وغرق قومه المشركين وقول ابنه (قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء ) ( هود 43 ) وفى سياق الوعظ بالقرآن الكريم (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) ( الحشر 21 ) . وكلمة الجبل هنا نكرة تدل على أى جبل .
ولكن الله جل وعلا حين يتكلم عن جبل الطور فإنه يجعل معرفا بالأف واللام ،اى( الجبل المعروف المشهور ) ، وقد ورد هذا فى ثلاث مرات فى سورة الأعراف (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ )( وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) (الأعراف 143 ،171 ).
أى من بين جبال الكرة الأرضية ينفرد من بينها جبل واحد مبارك مشهور معروف شهد الوحى الالهى لموسى ، وشهد نزول الرسالة الالهية والأخيرة للبشرية قبيل قيام الساعة.
هذا الجبل فى مصر ..
5 ـ بل يأتى التحديد بموضع معين فى الجبل ، وذلك فى معرض التذكير بالجبل واللقاء الذى حدث عنده بترتيب رب العزة فيقول تعالى لبنى إسرائيل : "( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ )(طه 80 ). وجانب الطور الأيمن هو نفسه الذي قال فيه تعالى عن موسى : (وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ) (مريم 52) .. أى فى ذلك الجانب الأيمن من جبل الطور كان أول وحى وحوار جرى بين موسى مع ربه جل وعلا ، كما كان ذلك اللقاء الذى رفع الله جل وعلا الجبل فوق بنى اسرائيل وأخذ عليهم فيه العهد والميثاق.
بل يأتى التحديد بدقة أكثر فى المكان الذى جرى فيه أول حوار بين رب العزة وموسى عليه السلام : (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)(القصص29 : 30 ). التحديد الدقيق هنا فى قوله تعالى (مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ ) أى كان موسى يسير بزوجه مارا بجبل الطور فرأى نارا تخرج من شجرة تلوح له من بعيد . الله جل وعلا يصف البقعة بأنها مباركة ، وأنها فى ناحية من الشجرة . وهذه البقعة المباركة ، وذلك الوادى المقدس طوى هو أرض مصرية ، لو كنتم تتذكرون ..!!
وذلك المكان المقدس بالشجرة المباركة حرص القرآن على تحديده بدقة يقول تعالى : " فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " القصص 30 .
ومع ان الله تعالى يكرر إسم جبل الطور ،فإنه يشير اليه ضمنا باسم الجبل :(وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ ) أو باسمه ( الطور ) (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ )، أو باسم الوادى المقدس طوى (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى )(طه 9- ) . كما جاءت سورة كاملة باسم ( الطور ) .
6 ـ وفى سورة " الطور " نسبة لطور سيناء يقسم الله تعالى بالطور أو جبل الطور في سيناء فيقول: (وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ) وموضوع القسم هنا هو قرب قيام الساعة و مجىء العذاب للمكذبين بوحى الله جل وعلا الذى نزل فى جبل الطور على النبى موسى ، ثم على قلب النبى محمد حين نزل القرآن كله كتابا مكتوبا مرة واحدة على قلبه حين رأى جبريل بفؤاده ، على نحو ما جاء تفصيله فى بحث ( ليلة الاسراء هى ليلة القدر فى شهر رمضان ).
يقول تعالى (وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَا لَهُ مِن دَافِعٍ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ )
ومع وجود الربط بين جبل الطور و الكعبة البيت المعمور إلا إن ( الطور) مذكور قبل الكعبة البيت المعمور ، والترتيب هنا يشير إلى أن الطور شهد نزول التوراة على موسى ، ثم شهد نزول القرآن الكريم كتابا مكتوبا فى قلب النبى محمد ، وبعدها شهدت مكة فيما بعد نزول القرآن ـ متفرقا ـ على محمد عليهما السلام حسب الأحداث.
وهو نفس الترتيب فى سورة التين :( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ )
ثانيا : سيناء و الوحى الالهى لموسى عليه السلام
1 ـ كانت سيناء المسرح الكبير لقصة موسى عليه السلام ، عبرها إلى مدين هاربا من السلطات الفرعونية ، ثم عاد إلى مصر ومعه زوجه . ثم بعد فصول من قصة موسى وفرعون انتقل موسى بقومه إلى سيناء حيث دار الفصل الأخير في ربوعها واحتضنت سيناء رفات موسى ، وظل فيها ـ وحولها ـ بنو إسرائيل أربعين سنة يتيهون في الأرض.
2 ـ لقد تميز موسى عليه السلام بخصوصية الحوار مع رب العزة جل وعلا ، يقول تعالى : (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)( النساء )164، وكل هذا التكليم أو الحوار بين موسى وربه جل وعلا جرى فى أرض مصر فقط ، بداية من الوحى اليه فى سيناء وجبل الطور، مرورا بلقائه بقومه وصراعه مع فرعون الى خروجه بقومه الى سيناء ومشاكله مع قومه فيها ، حيث ظل بها الى أن مات ، فلم يدخل موسى فلسطين أبدا بعد أن صار نبيا يوحى اليه . بل إن إسم مصر ورد فى بعض هذا الوحى يؤكد وقوعه فى أرض مصر ، يقول جل وعلا (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) ( يونس 87 )
ومن بين هذا الوحى ( التوجيهى ) نتوقف مع أربعة منها ، كلها عند جبل الطور فى سيناء : الوحى الأول حين ناداه ربه لأول مرة ، ثم تلقى الألواح ، ومجىء موسى بسبعين رجلا من قومه للتوبة عند الطور فأخذتهم الرجفة ،وأخيرا أخذ الميثاق عليهم حين رفع جبل الطور فوقهم.
3 ـ لقد شهد جبل الطور في سيناء – فيما نعلم – أول وحى مباشر من الله تعالى إلى رسول من رسله وهو موسى عليه السلام، ونزل ذاك الوحي بدون جبريل أي بدون واسطة ملك من الملائكة.
في ذلك الوقت كان موسى عائدا بزوجته فرأى نارا بجانب شجرة تلوح من بعيد ، فقال لزوجته امكثي هنا ، وذهب إلى النار ، وحين اقترب منها سمع كلام الله تعالى له ، وفى ذلك يقول تعالى : ( فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) وتتابع كلام الله جل وعلا لموسى (وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) وردّ موسى على ربه جل وعلا ( قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ ) وجاءه الرد من رب العزة (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ )( القصص 29ـ ) .
نحن هنا امام حوار بين الخالق جل وعلا ومخلوق من خلقه ، وليس مجرد وحى من طرف واحد.
وجرى هذا الحوار فوق أرض مصرية هى سيناء.
وهذه الخصوصية للوادي المقدس طوي انعكست على مكانة موسى بين الأنبياء نلمح هذا من قوله تعالى عنه : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا )( مريم 51 ). فالله تعالى يقول عن رسوله موسى انه ناداه من جانب الطور الأيمن وقربه إليه يناجيه ويحدثه ويكلمه .. وقوله تعالى " وقربناه نجيا " فيها من الحب ما فيها ... وفى هذا الموقف استجاب الله تعالى لرغبة موسى فجعل معه اخاه هارون نبيا ووزيرا ليشد من أزره .
4- وشهد جبل الطور أيضا نزول ألواح أو كتاب التوراة حيث واعد الله جل وعلا موسى أربعين ليلة وفيها تلقى الألواح من الله ، وجاءت التفصيلات في سورة الأعراف ( 142 : 147 ).
5 ـ ثم كان جبل الطور مسرحا لأحداث أخرى جرى فيها الوحى الالهى مع موسى . وكان هذا فى الميقات الثانى الذى حضره بنو اسرائيل فى نفس المكان ( جبل الطور ).
إذ بعد أن أخذ موسى الألواح عاد الى قومه بنى اسرائيل فوجدهم قد عبدوا العجل ( نموذجا من عجل أبيس الفرعونى بسبب تأثرهم بالعبادات المصرية الفرعونية ) . وغضب موسى وفى ثورة غضبه كسّر الألواح وكاد أن يبطش بأخيه هارون الذى استخلفه عليهم فى غيابه (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) ، ثم هدأ موسى (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ )( الأعراف 148 ـ ). وتعبيرا عن توبة بنى اسرائيل إختار موسى من بينهم سبعين رجلا ذهبوا معه الى جبل الطور فأخذهم الله جل وعلا بالرجفة.
6- كما شهد جبل الطور إعطاء العهد والميثاق على بني إسرائيل ، وفيه رفع الله جبل الطور فوق رؤوسهم فسجدوا لله تعالى رعبا وهم ينظرون إلى الجبل المرفوع فوقهم كأنه ظلة ، وفى ذلك الموقف الرهيب أخذ الله عليهم العهد والميثاق ، ويقول الله تعالى يصف ذلك الحدث (وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ( الأعراف 171 )
ثالثا :الوحى الالهى بين المسجد الأقصى فى طور سيناء والمسجد الحرام.
ومن أبرز ملامح التجاهل لأهمية سيناء تلك المؤامرة التى جعلت مسجد الوليد بن عبد الملك فى القدس هو المسجد الٌأقصى ، وتناست جبل الطور الذى سماه الله جل وعلا ( طوى ) و سماه ( المسجد الأقصى ). وتجاهلت أن طور سيناء هو محل الاسراء حيث نزل القرآن الكريم فى ليلة القدر مرة واحدة على قلب خاتم المرسلين .
إذ بعد أن أخذ موسى الألواح عاد الى قومه بنى اسرائيل فوجدهم قد عبدوا العجل. وتعبيرا عن توبة بنى اسرائيل إختار موسى من بينهم سبعين رجلا ، وأعدهم للقاء عند جبل الطور فأخذهم الله جل وعلا بالرجفة ، وغضب موسى وانفعل كالعادة ، ثم هدأ كالعادة :( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ) أى طلب موسى من ربه أن يكتب لهم حسنة فى الدنيا ، وجاء الرد من رب العزة (قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) فى ذلك الحوار بين رب العزة وموسى عليه السلام أخبر الله جل وعلا مقدما بمجىء خاتم المرسلين بتلك الرحمة للعالمين ، أى نزول القرآن الكريم نورا للعالمين (فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )(الأعراف 150 ـ)
أى هى رحمة تفتح ذراعيها للعالمين جميعا ،( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )( الأنبياء 107 ) ولكن لا ينالها إلا من آمن و عمل عملا صالحا ، واتبع النور القرآنى .
وتحقق وعد الله جل وعلا فكان فيما بعد بقرون أن حدث الاسراء بخاتم المرسلين من المسجد الحرام فى مكة الى المسجد الأقصى فى جبل الطور فى سيناء ، وتلقى محمد عليه السلام الكتاب فى قلبه كما تلقى من قبل فى نفس المكان موسى عليه السلام الواح التوراة بيده، يقول جل وعلا يربط بين هذا وذاك : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ ) ( الاسراء 1 : 2 ) فهنا ربط بين الاسراء وبين إيتاء موسى الكتاب ، والجامع بينهما جبل الطور و المسجد الأقصى فيه حيث توجد أطهر بقعة فى الأرض ، لو كنتم تعلمون .
ويتكرر هذا الربط فى قوله جل وعلا عن نزول القرآن الكريم :(وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ) بالآية التالية التى تتحدث عن موسى وأول وحى جرى له فى نفس المكان فى جبل الطور ( إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ) ويأتى وصف هذا المكان بالبركة (فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا) ( النمل 6 : 8 ) أى فهو المسجد الأقصى (الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ) أو الذى (بُورِكَ) فيه وما حوله، والذى رأى فيه موسى آيات الله من العصا ويده التى تخرج بيضاء من غير سوء (وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ)( وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ) وتكرر هذا فيما بعد فى نفس المكان مع خاتم المرسلين حين رأى من آيات ربه الكبرى (الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ )( الاسراء 1 : 2 )( لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى )( النجم 18 )
رابعا : سيناء ارض الطهر والتقديس .. المجهولة
1ـ والله جل وعلا يصف منطقة الوحي في جبل الطور بأنها " بقعة مباركة "( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ ). وفى موضع آخر يصفها رب العزة جل وعلا بالوادى المقدس أى الذى تقدس وتطهر بذلك الحوار بين الله تعالى وموسى عليه السلام ، يقول تعالى : ( وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى )(طه 9- ) ولأن جبل الطور هو " الوادي المقدس طوي " فإن الله جل وعلا يأمر موسى بأن يخلع نعليه حين يدخله ، لان ذلك الوادي اكتسب قدسية بكلام رب العزة المقدس .
لقد واعد الله جل وعلا موسى أربعين ليلة وفيها تلقى الألواح من الله ، وجاءت التفصيلات في سورة الأعراف ( 142 : 147 ). وأثناء الحوار طلب موسى أن يرى ربه: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)( الأعراف 143 ).
نحن هنا أمام ظاهرة فريدة جرت أحداثها فوق أرض مصرية فى جبل الطور ، حيث تجلى الله تعالى للجبل فجعله دكّا وخرّ موسى صعقا ، ولم يحدث هذا فى أى مكان فى الكون إلا فى مصر.
لو حدث هذا فى بلد آخر فى الكرة الأرضية لظل يفخر به على العالمين ، ولكن المؤرخين المسلمين تجاهلوا هذا الحدث الذى جاء فى القرآن الكريم ، وانشغلوا بأكاذيب واسرائليات حيكت حول مسجد أقامه الخليفة الوليد بن عبد الملك فوق الآثار المتبقية من هيكل سليمان وأطلق عليه زورا وبهتانا ( المسجد الأقصى ) ، وعزفوا ـ ولا يزالون يعزفون ـ فوقه أغانى وأوبريتات تجعل من الاسراء أضحوكة وتنشىء اسطورة المعراج الخرافية ، ومنها ذلك (البراق ) وهو بزعمهم حيوان فوق الحمار ودون الحصان، أى (بغل ) ولكنه بغل يتكلم ، فقلبوا الحق باطلا والباطل حقا ، وألهوا الناس عن حق مصر فى حقائق قرآنية والاهية يجب أن يفخر بها كل مصرى.
2 ـ لذا تكرر فى القرآن تذكير بني إسرائيل بذلك الموقف شديد الخصوصية : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) (البقرة 63 ) ولكن أغلبهم ما لبث أن نقض العهد و الميثاق ، فقد تغلب على أكثرهم عبادة الذهب أو ما يرمز اليه العجل الذهبى الذى تشربت قلوبهم عبادته (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ ) ( البقرة 93) ، وبسببه تناسوا العهد والميثاق ،بل تناسوا جبل الطور ، وكان تركيزهم ـ ولا يزال ـ على هيكل سليمان الذى يرمز الى الجاه و القوة. وانتقلت من بنى اسرائيل للمسلمين عدوى النسيان و تجاهل سيناء و المسجد الأقصى فيها وجبل الطور و الوادى المقدس طوى بسبب الاسرائليات ومواويل وأغانى واناشيد الاسراء و المعراج ، فقد تبعهم المسلمون فى تقديس المبنى المقام على هيكل سليمان المدعو زورا بالمسجد الأقصى ،وتناسوا كل ما ذكره لرب العزة عن سيناء المصرية وجبل الطور فيها .
خامسا : شجرة الزيتون المباركة فى جبل الطور فى سيناء
1 - وذلك المكان المقدس بالشجرة المباركة حرص القرآن على تحديده بدقة يقول تعالى : " فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين " القصص 30 .. وتلك الشجرة التي شهدت وحى الله كانت شجرة زيتون . واقسم الله تعالى بها " والتين والزيتون وطور سنين " .. - وجعل الله تعالى فيها سرا وبركة اقتصادية يمكن أن نلمحها من قوله تعالى : " ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين ، وأنزلنا من السماء ماء بقدر فاسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ، فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون " . فهنا يتحدث الله تعالى عن خلق السماوات السبع والبشر وإنزال الماء من السماء وجنات النخيل والأعناب ، وبعدها يقول تعالى : " وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين " المؤمنون 17- 20 . أي جعل شجرة الزيتون التي تنبت في جبل الطور – في الوادي المقدس – من نعم الله تعالى على الخلق شأن النعم التي سبقتها في الآيات . وجعل نعمة هذه الشجرة مستمرة متجددة شأن المطر والجنات والبساتين والسماوات السبع وجاء التعبير بالمضارع فقال : " وشجرة تخرج " " تنبت بالدهن " . واعتقد أن هناك خيرا اقتصاديا يكمن في زيتون سيناء .. وان هذا الخير الإلهي مستمد من ذلك الوادي المقدس الذي شهد وحده كلام الله تعالى لأحد الأنبياء .. وان هذا الخير وضعه الله لكفاية البشرية .. " وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين " .
ويلفت النظر هنا ماذا حدث لجبل الطور وهو يشهد كل تلك التطورات الالهية ، من رفع ودك ،ولا يزال باقيا .
2 ـ كما يلفت النظر موقع جبل الطور فى قصة بنى آدم .
أن الله جل وعلاقد ضرب مثلا لنور الهداية فى هذه الايةالكريمة :(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) ( النور 35 ).وهنا يذكر جل وعلا شجرة الزيتون السيناوية المباركة التى يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار .وهنا ربط بين النور المعنوى ( الهداية ) وزيت الزيتون باعتباره طاقة لم يتم استغلالها بعد ضمن عناصر الطاقة المعروفة لدينا.
وهو ربط يشير الى إعجازا مدخر للمستقبل عن سيناءو شجرة الزيتون فى جبل الطور .
والله جل وعلا ، هو الأعلم .
الهـــــــــــــــــــــــــــ روب
( وأوحينا الى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون )
الصورة أعلاه تظهر رحلة النبي موسى هربا مع قومه من فرعـون و ظلمه , و كما تظهر الخارطه فلم يكن هناك مانع طبيعي ( بحــــــــــري ) يحول بين مرور النبي موسى قبل خليج العقبه , و لذلك فشلت جميع الأبحاث التي بحثت في خليج السويس على مـر عقد من الزمان - و منذ حملة نابليون - من الوصول الى أي توكيـدات حول هذه الحادثه التاريخيه.
الإسرائيليـات تشير الى أن بني إسرائيـل كان عددهم كبيرا , و هناك في التوراه ما يقول " "They are entangled in the land, the wilderness hath shut them in " و هذه الأرض المبسوطه يمكن رؤيتها بسهوله على شاطئ نويبــــع الذي يعتقـد ان بني إسرائيل تجمعوا عنده و تحسسوا أن موسى ٌقد أوقعهم في مأزق خصوصا و ان هذه المنطقه الممهده تسمح بتجمع الأسباط الإثني عشــر الذين رافقوا موسى ( تحتاج الى منطقه واسعه لتحملهم وما معهم من أطفال بالطبع لن يستطيعوا تسلق الجبال )
قال تعالى (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم )
و هناك ملاحظه لابـد من الوقوف عندهــا !
فاختيـار المصريين شاطئ " نوبيع " للمرور منه للحج لم يكن إعتباطيــا, فهو يعتبر اقرب مكان يابس الى شبه الجزيرة العربيـه حيث تبلغ المسافه بين شبه الجزيرة العربيه و سيناء في تلك النقطه ما لا يصل الى 7 ميــل , و ليس هذا المهم !!
الأهـــم ... أن البحر في تلك المنطقه عندما يشاهد من الأقمار الإصطناعيه التي تقيس اعماق البحار فإن البحــر في تلك المنطقه الأن و بشكل غير مفســـــر يرتفع ليصبح عمقه أقل من 800 قدم فقط !! و الأعجب أنه لم يكن بالشكل التدريجي المعهود في جميع البحار ( التدرج في العمق ) فالغريب ان يمين ذلك الممر عمقه أكثر من 5 أضعاف البحر عند الممر , و يساره عمقه يتجاوز 5000 قدم !
و هذه الصورة لقياس العمق من قمر اصطناعي تظهر البحر باللون الأزرق الفتح في المنتصف بينما العمق يزداد عن الجهتين , كما يظهر شاطئ نويبع كمنطقه ممهده تختلف عن الشريط الجبلي عن الجهتين
و هذه صورة جغرافيــه مرسومه تظهر الجسـر البري المغطى بالميـاه الضحله و الذي يصل بين شبه الجزيرة العربيه و مصـر
* الوصــــــــــــــــــــــــول الى الضفة الأمنــــه
و بعد أن أغرق فرعون و جيشــه في البحر , ووصول موسى عليه السلام و قومه الى شبه الجزيرة العربيـه , يوجد ما يتماشى مع الأحداث و لكن أين في شبه الجزيرة العربيه و ليس في شبه جزيرة سيناء.
و الصور التاليـه تظهر اثـار العربات الفرعونيــه التي تجرها الخيول وعرف الفراعنه باستخدمها في الحروب , و كلها وجدت في خليج العقبه و ليس في خليج السويس, و الصورة الأولى رسم فيها صورة تخيليه لعجلات العربه الفرعونيه لتقارن بالأثر الموجود بقاع خليج العقبه.
و هذه ايضـــا
و هذه ايضـــا
في أرض الحجـــــــــــاز مباركــة من نبي الله إبراهيـم و رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .. و الأن موسى عليه السلام !
( فاخلع نعليـك إنك بالواد المقدس )
أولا : الجبل , على الضفه الأخرى ( الشرقيه ) من خليج العقبه في الجهه المقابله لنويبـع يعرف أهل المنطقه ( جبـــــــل اللوز ) ! المثيـــر ... و بشكل لا نراه في جبال الحجاز الناريــه , أن رأس هذا الجبل مســــود بشكل مختلف وواضح عن بقية الجبل بل وحتى لون الجبال المجاوره المائله الى اللون البني , و يمكن مشاهده الجبل من خلال الصور التاليــه
و هذه صورة أخرى للجبل
فهل هذا الٍإسوداد لرأس الجبل نتيجة لطلب البشري موسى عليه السلام من الله عزوجل ليظهر له , فطلب الله سبحانه من موسى ان ينظر الى الجبل الذي ( قال رب أرني أنظر إليـك قال لن تراني و لكن انظر الى الجبل فإن استقر ... الاية الكريمه )
أو هي كما يتوافق مع التوراة التي تذكر ان نور الله قد سطع على الجبل عندما تسلم موسى الألواح من ربه
* عــــــــــــــــــــــودة موســـى إلى أهله و العجــــــــل
كما هو مذكور في القرآن الكريم و التوراه , بعد أن عـاد موسى عليه السلام من لقاء ربه وجـد قومه قد اتخذوا من العجل صنما مقدســا !
و كما نلاحظ في الصـور التاليـه , انه حتى الدولــــه الســـــعوديه قامت بتسييج المكان الذي يعتقـد انه المكان الذي ثبت عليـه العجل الذهبي , خصوصا بعد مشاهدة نقوش على حجارة قاعدة الصخور وجود نقوش واضحه لرســـوم " للعجل " مرسومه بشكل يشابه النقوش الموجوده في مصـر لرسم الأبقار التي تتميز بالقرون الطويله " الجواميس " و الجزيرة العربيه لم تكن تعرف هذا النوع من الأبقار " الجاموس " ذو القرون الطويله.
ليس هذا فحسب !! بــــل حتى توجد أثار اخرى و كلها تقع داخل السياج ..
المثيــــر ايــــضا , وجــود صخره فيها فالق عظيــــم بجوار الجبل مباشــــرة ,
قال تعالى ( و اذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ).
و لا ننسى أن الرسول صلى الله عليـه وسلم و خلال توجهه الى غزوة تبـــوك في شمال الحجاز , كان قد أشـار الى أصحابه الى أن النبي موسى عليه السلام مدفون الطريق الى تبوك , أي أنه داخل شبه الجزيرة العربيـه , قال أبو هريرة: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فلو كنت ثَم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر" فلو كان بنو اسرائيل قد تاهوا داخل سينــاء ومعهم النبي موسى عليه السلام فكيف كان سيمر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟
للإخوة الذين يريدون مشـاهده السياج السعودي بالمرسوم الملكي للمكان في القرن الهجري المنصرم يمكنكم الإطلاع على اللوحه و السياج عبر مقطع طوله 5 دقائق من يو-تيوب و للمعلوميه من صوره و علق عليه هم للأسـف - نصارى امريكيين - دخول الى البلاد كباحثين وصوروا هذا المقطع
فهل ندرك الأن لماذا تنازل اليهود لمصـر عن سينــــاء ؟
و في ختام هذا الموضوع أقول : نعـــــم قد تكون تلك اثار بني إسرائيــــل , لكن تذكروا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ليهود المدينه ( نحن أولى بموسى ) و جعل يوم عاشوراء يوم صيــام للمسلمين يؤجر من يقوم به في ذكرى العبور .
فنحن الذين صدقنا بموسى عليه السلام , وبرب موسى رغم اننا لم نرى شيئا , و ليس مثل يهود الذين رغم ما شاهدوه مع موسى إلا ان المعصية كانت ديدنهم
مــنـــقـــول
وثمَّت بحث آخر سأنقله إن شاء الله
فما رأي الأخوة الأفاضل
لم أكن أتوقع أن أرى من يزيف حقائق الدين والتاريخ من أجل التميز على الآخرين ليس إلا ويبدو لي أن مصر بتاريخها ونيلها وشعبها هي موضع حقد وضغينة ممن ليس لهم تاريخ مماثل فلا حول ولا قوة إلا بالله
شكرا للدكتور أحمد... و لكن هناك أمر محيّر... و هذا الأمر هو مسألة الشجرة.. الجميع يعلم و ليس من الصعب التأكذ أن المنطقة المشتبه بوجود الطور فيها من سيناء هي منطقة مجدبة تماماً ..و ليس "تماماً" هنا من قبل المبالغة بل هي الحقيقة المطلقة - أي تماماً جداً.. ليس فيها نبات على الأطلاق .. بل هي منطقة صخرية و جبالها نارية - أي تشكلت من حمم البراكين و لهذا السبب فإن النصف أو قل الثلثين الجنوبيين من سيناء هي منطقة ليس فيها زرع مطلقا ً .. و لكن القرءان يخبر عن وجود "شجرة" .. أكثر من مرة! ..و هي شجرة تنبت بالصبغ - قد تكون الزيتون - .. و لكن سيناء (خاصة نصفها الجنوبي) لا ينبت فيها شيء فضلا عن أن تنبت بها شجرة طويلة بحيث يراها الرائي من مسافة بعيدة كما حصل مع موسى!! .. هذا أمر محير! و أما الأجابة بأن القصة حدثت في الماضي فلربما كانت وقتها أرض سيناء تنبت بالدهن. و لكن هذا الجواب ليس له اساس علمي مطلقاً ، فحتى يتغيّر مناخ منطقة ما هذا التحول الجذري فيلزمه ملايين السنين..و ليس عدة الاف منها...
حسب ما أرى ليس هناك إجابة على هذا الالتباس إلا واحدة من اثنتين: إما أن تلك الشجرة لها خصوصية..و لربما هي الوحيدة الموجودة في تلك المناطق من سيناء و بالتالي لو بحثوا عنها لربما وجدوها و عندها يعرفون تلك البقعة المباركة ..و قد يكون هذا هو السبب الذي من أجله ذكر الله سبحانه لنا تلك الشجرة و أوصافها في القرءان أكثر من مرة. أو أن الشجرة و الطور كلها تقع في مكان آخر غير الذي يسمى سيناء الآن.
و الله أعلم
أولا بالنسبة لما أثاره اخي / دويكات ، أود ان أعلمه أنني قد زرن هذه المنطقة مرتين سنوات 1980 ، 1999 .
وفد رأيت هذه الشجرة وهى تسمى العليقة المقدسة والتقت صور لها ، وهى مازالت نضرة مورقة منذ زمن سيدنا موسى وحتى الآن وليست شجرة زيتون .
ومن جانب آخر يوجد العديد من أشجار الزيتون بمزرعة الدير ، وفليل خارجه .
وكنت آمل أن يتم تماس هذا الموضوع مع موضوع النور والليزر ، والذي هو المحدد للمنطقة المختلف حولها .
والذي يظهر من خلاله نور الله كما ذكر بالقرآن الكريم .
على الرابط :
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=318
هذا إن كنا نعمل على تكامل موضوعاتنا ، وهو ما يجب أن يكون ، حتى لا تكون ابحاثنا شذرات متناثرة تذروها الرياح .
دمتم إخواني جميعا بكل خير ووفقكم لنوره
والسلام
الاستاذ الفاضل الدكتور أحمد لم نقرأ فى هذا المقال عن قصة موسى مع العبد الصالح مع أنها من سياق الآيات حدثت فى المياه المحيطة بشبه جزيرة سيناء المصرية فى البحر الأحمر وخليجى السويس والعقبه فهل سيتم ذكرها فى الملاحق القادمة ؟
أخي الأكبر أحمد شعبان على الأيضاح ، و أود أن اسألك بما أنك قد رأيت تلك "العليقة المقدسة" هل هي فعلا تبدو قديمة؟ من رؤيتك لها هل تستطيع القول أنها تظهر عليها آثار القدم ؟ مثل امتدادها و مدى حجم جذعها .. الخ.. الذي جعلني أقول ما قلته هو الصور لتلك المنطقة .. فهي منطقة ذات صخور بركانية و هذه لا تنب فيها حياة إلا بعد مئات آلاف السنين من أثر الترسبات التي تحصل. و الله أعلم
أخي الكريم الدكتور / دويكات
تحية مباركة طيبة وبعد
قد أكون أكبر سنا ، ولكني قد لا أكون أكبر مقاما ، فنحن جميعنا نعتز بسيادتك كقيمة علمية عظيمة .
ومن جانب تساؤلات سيادتك :
نعم أخي كما قلت تماما ، وأتمنى على كل قادر أن يزور هذه المنطقة التي تتفرد بمميزات لا تساويها منطقة أخرى على ظهر البسيطة .
دمت أخي بكل خير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اقتباس" نحن هنا أمام ظاهرة فريدة جرت أحداثها فوق أرض مصرية فى جبل الطور ، حيث تجلى الله تعالى للجبل فجعله دكّا وخرّ موسى صعقا ، ولم يحدث هذا فى أى مكان فى الكون إلا فى مصر.
لو حدث هذا فى بلد آخر فى الكرة الأرضية لظل يفخر به على العالمين "
هذا المقال والمقالات الاخرى المتعلقة بمصر فى القرام الكريم يقتح الباب على مصراعيه للتفاخر بيننا كبشر ويؤدى الى التنابذ والتعالى والتفرقة بين الناس اكثر مما هم عليه الان من الاختلافات والتناحر والدليل هو الرد الاول المذكور على المقال وما حدث بين مصر والجزائر اخيرا لمجرد مباراة فى كرة القدم --رغم اقتناعى الكامل بكل ما جاء بالمقال كواقع تاريخى ولكن فى اعتقادى ليس لنا التفاخر بهذه الاشياء وخاصة الان و......, والا ليس لنا الحق فى لوم السعودية فى التفاحر بوجود الكعبة المشرفة بمكة بالسعودية وكذلك مولد الرسول بها ومنهم....الخ ولا نلومهم فى احتكار ادارة الحج سياحيا كما نحتكر نحن ادارة هذه المناطق السياحية بسيناء .......
مع العلم اننى من اشد المؤيدين لدعوة سيادتكم لجعل ادارة الاماكن المقدسة بالسعودية للمسلمين جميعا بل اشد من ذلك ادعوا الى تدويل كل شئ فى العالم اقتصاديا واداريا وفى كل شئ ... فى اطار من المساواة والحرية والعدل بين البشر كما امرنا الله فى رسالاته السماوية جميعا
تحياتى وشكرا لسيادتكم والسلام عليكم
إن هذا المقال قرأته العديد من المرات وفي كل قراءة أستفيد فهما و وعيا بأهمية دور مصر بين شقيقاتها العرب كرائدة وأخت كبرى لهم وليس كمقودة وتابعة وذليلة ة ، إننا نحن المصريين نفخر أنه تم ذكر مصر وسينائها في القرآن كمهبط للتوراة ومكان عاش فيه موسى عليه السلام مع قومه بني إسائيل زمنا كبيرا كما ذكرت سيادتك من خلال استرجاع آيات القرآن حصرا ، وكما جاء في المقال أن سيناء وطورها كان هو المكان الذي تم الإسراء إليه للنبي الخاتم ، فهنيئا لمصر تلك المكانة المتميزة . وهذا الفخر لا يدعونا أن نتعالى بالعكس يضع علينا مسؤلية كبيرة في ضرورة أن تعود مصر لمكانتها التي أرادها لها المولى عز وجل دائما في الصدارة ،وأن تسعى لنيل هذه المكانة عمليا في رعايتها لكل الأديان على أرضها وبما تميزت به من تسامح كان سمتها دائما قبل الهجمة الوهابية عليها وما أجدثته فيها من تقلبات أفقدتها تلك الزعامة .
أولا : خالص الشكر لكم جميعا .
ثانيا :
1 ـ أقول للاستاذ دويكات ما سبق قوله من إعتقادى أن موضوع شجرة الزيتون فى جبل الطور هو إعجاز مدخر للمستقبل ، وسيأتى أوانه لأن رب العزة قال عن علمنا البشرى القاصر والذى يتقدم شيئا فشيئا بمشيئة الله جل وعلا ( ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء ). نحن الآن فى مرحلة إثارة الانتباه الى إعجاز علمى ( شجرة الزيتون قى سيناء : مثلا ) وحين يأتى الوقت الذى قدره الله جل وعلا لتقدمنا العلمى المناسب لذلك الاعجاز لكى نحيط بع علما وتطبيقا سنتمكن من هذا ، وتكون تلك الشجرة موردا للطاقة و الأصباغ و الطعام بما يفى بحاجة العالم ، وعندها يكون هذا الاكتشاف حجة على ذلك الجيل .
2 ـ الاستاذ احمد شعبان . إننى أخى العزيز أكتب فى كل شىء يخص القرآن و الاسلام و المسلمين ، لأربط المسلمين بالقرآن الذى اتخذوه مهجورا . وبالتالى لا وقت لدى للتركيز على قضية واحدة. وظيفتى فتح كل الملفات ومناقشتها ثم أترك للباحثين البناء على ما كتبته و سدّ الفراغات . وأعلم أنك مهتم جدا بموضوع النور وشجرة الزيتون وتوحيد فكر المسلمين .. بارك الله جل وعلا فى مسعاك ..ومن المهم ان يرسم كل انسان مشروع حياته وسلم أولوياته. والله جل وعلا المستعان .
الاستاذة عائشة حسين
هذا موضوع شرحه يطول ( التشكيك فى قصة موسى وفرعون وعدم تأييد مكتشفات الآثار لها ) ويلحق بذلك القول بوجود آثار لمدن وأماكن فى الجزيرة العربية تحمل تلك الأسماء المصرية . سأخصص ملحقا للرد على ذلك ، والله جل وعلا هو المستعان .
الاستاذة نعمة علم الدين :
شكرا جزيلا .. فلم يخطر على بالى موضوع موسى و العبد الصالح ..سأجعل له ملحقا خاصا بعونه جل وعلا.
الاستاذ عبد السلام على :
مع احترامى لوجهة نظرك إسمح لى بالاختلاف معك . القضية ليس مجرد تفاخر بمصر . القضية هى إهمال لموضوع مصر فى القرآن استمر طيلة تاريخها العربى والاسلامى , وهذا الاهمال لم يقتصر على تاريخ مصر بين الأنبياء بل امتد الاهمال الى ناحيتين خطيرتين تم التركيز الالهى عليهما فى آخر رسالة سماوية للبشرية ، وهى سيناء وطور سيناء وعلاقته بنزول القرآن الكريم ، و تحليل الاستبداد السياسى وكيف يصل الى ادعاء الالوهية فى فرعون الرمز لكل مستبد .
ولقد أغفل المسلمون تلك الدروس ( المصرية ) فى القرآن الكريم ، وأغفلها المصريون المسلمون ، فكانت النتيجة أنهم نشروا الاستبداد باسم الاسلام ، وأقاموا وثنا إسمه المسجد الأقصى فى فلسطين ، وجعلوه حرما ثالثا يشدون له الرحال .
ثم اسمح لى اخى الحبيب بعتاب رقيق : لماذا تستكثر على ( مصر فى القرآن ) هذا الكتاب الصغير الذى يحلل لأول مرة ماجاء فى القرآن عن مصر ؟ وما جاء عن مصر هو أكثر مما جاء فى القرآن الكريم عن أى موضع آخر فى الكرة الأرضية ؟ اين هذا الكتاب الصغير من أطنان الكتب التى امتلأ بها التراث كذبا وبهتانا فى مناقب بلاد ومدن و اقوام وقبائل ، ملئت بأحاديث وأكاذيب بينما يغفلون عن مصر التى كانت قبل القرآن ولا تزال بعد نزوله تحمل نفس الخصائص تقريبا ؟ إنه ليس مجرد أكتشاف لمصر فى القرآن الكريم ، إنه لفت للنظر فى إعجاز تاريخى للقرآن الكريم فى حديثه عن مصر.
أخي العزيز الدكتور / منصور
تحية مباركة طيبة وبعد
شكرا لك أخي الكريم على إجابتك والتي أسعدتني كثيرا .
وما كتبته كان لزيادة الفائدة من خلال تكامل الرؤى بين الموضوعات التي تبحث في ذات الموضوع لنخرج برؤية متكاملة قدر الإمكان .
ومن المؤكد وجود تفاوت في فهم بعض الجزئيات فمن خلال الاهتمام الجماعي يمكننا سد هذا التفاوت .
مع العلم أنني أعذرك تماما أخي لكثرة انشغالاتك وتشعبها ، وكم كنت أتمنى أن أكون أداة عون لسيادتك في بعض التكليفات التي تجدني جدير بها .
بارك الله فيك أخي وأعانك لفعل الخير دائما .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
إخواني الأعزاء
يسعدني أن أقدم لكم تعريفا مصورا لجبل الطور ، والعليقة المفدسة على الرابط التالي :
http://www.moon25.com/vb/t66142.html
وتقبلوا خالص تحياتي
أخي الفاضل الأستاذ أحمد شعبان على هذا الرابط و تلك النبذة التعريفية عن تلك المنطقة.
اخونا واستاذنا الكريم
انا لااستكثر هذا الكتيب ولا غيره من الكتب الابحاث القيمة التى تنشرها لنا على موقعكم الكريم بل اشكركم شكرا جزيلا على هذه الكتب والابحاث التى نستفيد منها جميعا
كل ما قصدته هو خوفى من التحول من الافتخار الى التعالى على الاخر كما حدث ويحدث من الوهابيين الذين اتخذوا من وجود مكة المكرمة والكعبة و المسجد الحرام للتعالى على الناس وانهم هم المسلمون الوحيدون فى العالم والذين يحملون لواء الدعوة الحقيقية للاسلام ووو.....الخ من هذا التعالى على البشر
اوافق على ان الموضوع هو اهمال لقضية مصر فى القران او استغلال ذلك استغلال سيئا كما ذكرت فى التعليق" بل امتد الاهمال الى ناحيتين خطيرتين تم التركيز الالهى عليهما فى آخر رسالة سماوية للبشرية ، وهى سيناء وطور سيناء وعلاقته بنزول القرآن الكريم ، و تحليل الاستبداد السياسى وكيف يصل الى ادعاء الالوهية فى فرعون الرمز لكل مستبد . "
شكرا لسيادتكم ودعائنا لكم بالتوفيق والسلام
أنا أتفق تمانما مع ما قالته الأخت عائشه فهو الأقرب للصواب والواقع لعدة أسباب:
1. عملية الهروب كانت من خلال البحر ( فلا منفذ الا الى الحجاز)
2. عملية انتهاء أجل خدمة موسى عليه السلام وعودته الى مصر لا تتم الا من خلال فلسطين وأرضها بمحاذاة شاطيء البحر وليس من جنوب سيناء.
3. حينما ولَى الله المسلمين القبلة الأولى " موجهة للاستذ الفاضل أحمد هداه الله وايانا " فمن الطبيعي أن كل المسلمين في ذلك الوقت وكذلك أهل الكتاب كانو يعرفونها ويعرفون أنها في فلسطين، وليس من المعقول ولم يرد أي أثر يدل على أنها في سيناء، وهذه الاية أهملها الأستاذ الفاضل في بحوثه عن غير قصد كما أظن، مما يثبت " عقليا ومنطقيا" من سياق الاية أن المسجد الأقصى في فلسطين ، فهو كان أولى القبلتين، بدلالة القران الكريم:
تم ذكر "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ في " 4 موضع
{وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} (البقرة:143)
ومن هذه الايات سهل فهم أن الجميع كان يعرف قيمة المكان الأول الذي كانو يتوجهون اليه...
4. البحث الكامل مع الصور يقع في العنوان التالي :
http://www.biblebelievers.biz/bb971126.htm
5. أخيرا وجود اليهود الكثيف في اليمن والحجاز في تلك الأزمان واختيار اليهود لفلسطين الان، فليس من المعقول أن اليهود أيضا "ضلو" عن الارض التي يحلمون بها، من بين كل بقاع الأرض، وليس من المعقول أنهم يبذلون الغالي والنفيس لهدم المسجد الأقصى وبحثهم عن هيكلهم المزعوم في تلك البقاع ...
والله أعلم
﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾(النَّمْل:19).
سيناء" ذلك الجزء الآسيوي من مصر شهد انتقال بعض الأنبياء من فلسطين إلى مصر ، تذكر التوراة مسيرة إبراهيم خليل الله من الشام إلى مصر عبر سيناء ، ويذكر القرآن الكريم رحلة يوسف وهو طفل اشترته قافلة وسارت به إلى مصر ، كما يذكر استقبال يوسف لأبيه يعقوب عند الحدود الشرقية – أي سيناء – وقوله لأبويه وأهله : ( وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ.)( يوسف – 99) .
ولكن ما ذكرته التوراة والمصادر المسيحية عن سيناء مع أهميته لا يعادل مكانة سيناء في القرآن الكريم .. وتتجلى هذه الأهمية في قصة موسى عليه السلام وانعكاساتها على نزول القرآن الكريم مرة واحدة على قلب خاتم المرسلين فى جبل الطور حيث كان المسجد الأقصى .وأهمية سيناء تتلخص في مكان واحد هو جبل الطور .. ولذلك انتسبت سيناء . أو ( سينين ) إلى الطور " وطور سيناء " .، وهى أهمية عالمية ترتبط بالانسان نفسه ، لذا جرى الربط بين خلق الانسان فى أحسن تقويم ثم سقوطه فى الأسفل إلا من آمن وعمل صالحا ،والعبرة بالفلاح هى فى إتباع الوحى الالهى الذى بقى منه لنا ما جاء فى التوراة و ما جاء فى القرآن الكريم . وتأكد هذا الربط بالقسم الالهى بسيناء وما تنتجه وبالبلد الأمين مكة المكرمة المشار اليه فى قوله جل وعلا : (وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ) .ولم تات كلمة ( الطور ) فى القرآن الكريم إلا فى الحديث عن طور سيناء ، وقد تكررت الكلمة فى القرآن الكريم عشر مرات ، دار الحديث خلالها عن الوحى الأول لموسى ، وفى أخذ العهد على بنى اسرائيل ورفع جبل الطور فوقهم ، ثم أهمية جبل الطور فى سيناء وشجرة الزيتون المباركة فيه ، مع الربط بين جبل الطور و ( المسجد الأقصى ) و البيت المعمور أو المسجد الحرام .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,691,150 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
لن أفعل . : هل لديكم مقالا ت تتحدث بخصوص الاست غفار ...
ماذا لو قرأت لنا ؟: هل في تبديل الحسن ة بالسي ئة فتنة ام عقاب في...
حقوق الانسان: الوها بيون يتهمو ن حقوق الانس ان ىبانه ا ...
يقولون ما لا يفعلون: سؤال ..الاي ه الكري مه التي تقول ...وان...
قاعة البحث(3 ): In the name of God most Merciful most Gracious السل ام عليكم...
more
هناك من بستكثر على مصر وسيناء أن يتم ذكرهما في القرآن الكريم
كنت أتجول في بعض المواقع وفؤجئت بهذا المقال الذي يحاول كاتبه أن يمحو أي أفضلية لمنطقة سيناء بسبب ذكرها في القرآن وذلك كله لصالح إقليم الحجاز ,
وهذا هو نص المقال المنقول من على احد المواقع السعودية ..
هل جبل الطور الذي كلَّم الله ُ فيه موسى في مصر أو في السعودية(صور ودلائل)
-------------------------------------------------------------------------------
قال تعالى ( و التين و الزيتون و طور سينين و هذا البلد الأمين )
في Galatians 4:25 mountin of sinai in arabia
النقطة الأولى
لا توجــد اي إشـارة الى أن جبل الطـــور المذكور في القرآن الكريم يجب أن يكون فيما يعرف الأن بشبه جزيرة " سينـــاء " المصريـه , و كثير من المؤرخين ذكروا ان اسم سيناء انما أخذ من اللفظ التوراتي لمعتقد انها مكان الجبل " sinai " المقدس, و اللفظ القرآني الكريم جـــاء كما نلاحظ موافقا للفظ التوراتي ( سينين : و ساينا ), بـــــــــل !!! و عند عودة موسى عليه السلام معه اهله الى ارض مصر قادما من مدين في شمال الحجاز .... مالذي يجعل موسى و معه نسـاء ينعطفون الى اقاصي جنوب سيناء الغير مأهوله وهو يعرف ان وجهته أرض مصر حيث فرعون و قومه , و هذا يعني ان الطور منطقيا ليس بجبل موسى في جنوب سيناء.
قال تعالى"فلما قضى موسى الاجل وسار باهله آنس من جانب الطور نارا قال لاهله امكثوا اني انست نارا لعلي اتيكم منها بخبر او جذوة من النار لعلكم تصطلون )
النقطة الثانيـه : جغرافيـا لم تكن شبه جزيرة سيناء في القديم جزئا من Arabia فلم يكن هناك أي فاصل جغرافي ( قناة السويس الإصطناعيه ) لتفصـل مصــر من سيناء.
النقطه الثالثـه : عشرات من الملايين من الأبحاث التي انفقتها مراكز أبحاث مدعومه من الكنيسه في الولايات الأمريكيـه في الخمسينيات و السبعينيات من القرن الماضي فشلت في العثور على أي دليل يشير الى وجــود أي اثار بشرية أو اثـار عربات الخيل الفرعونيـه في خليج السويس , و هذه النتائج أعطت الملاحـــده - الغير دينيين - بانكار قضية العبور من الأساس.
قبل الدخول في طرح الأدلـه أو الشـواهـد , لابــد من اظهار امر فيه اختلاف بسيط بين النصوص القرآنيه ( وهو الحق الذي لا يأتيه الباطل ) و بين التوراة , فالقرآن الكريم يتناول قضية النبي موسى و تكليم الله له خلال عودته من أرض مدين في الحجــاز ثم إيتـاء موسى عليه السلام الألواح عندما غاب عن أهله 40 يومـا, بينما في التوراة تظهر ان التكليـم الأساسي حدث عندما عبر النبي موسى مع بني إسرائيل حيث تم اعطاء الألواح أو الصحف. و رغم هذا الإختلاف إلا انه بسيــط و لا يؤثر في مجرى الموضوع , حيث أن " قدسية الوادي طوى " هي التي جعلت النبي موسى ينحرف ببني اسرائيل مرة اخرى الى أرض العرب بغية " الوادي المقدس " و حيث اعطاهم الله هنــاك المن و السلوى.