آحمد صبحي منصور Ýí 2009-09-09
الدكتور الفاضل/ أحمد صبحي موضوع شيق ويحتاج إلى قراءة بتركيز، ومن بين ما شدني في المقال نقطة القسط في الاقتصاد ،فبما أن إقامة القسط بين الناس يشمل كل أنواع العدل ، .وبما أننا نشكو في دولنا العربية من عدم العدل في الاقتصاد، من هنا نجد كثير من الشباب لايجدون عمل مناسب على أحسن تقدير،وأحياناً كثيرة لا يجدون عمل بالمرة،فالمشاريع الكبيرة محمية، وتجد من يقف بجانبها، بعكس المشاريع الصغيرة لا تجد من يحميها فيكون مصيرها الفشل،ودائماً ما نجد مقولة بين الشباب تقول من بدأ صغير سوف يظل صغير كما هو ،بعكس من يبدأ كبير سوف يكبر أكثر وأكثر،ونجد أن رجال الأعمال الكبار يمثلون هذه الظاهرة بوضوح ، فلو أحس رجال الأعمال الكبار بالمبتدئين من الشباب، الذين يتعسرون في خطواتهم سوف يحدث توازن بينهم في المجتمع ،وبالتالي سوف يتحقق نوع من العدل المطلوب.
فتح الله عليك وزادك هدى وحكمة
ليت قضاة مصر وجميع الدول الإسلامية يقرأون هذا المقال ليعلموا أن الظالم والقاسط فى النار، وأنه لا يدخل الجنة إلا المُقسطون.
والسؤال هو:
ما دور المُحامين فى القضاء الإسلامى، إن كان لهم دور؟
وهناك نكتة أمريكية تقول:
A newspaper announced:
Two hundred lawyers drowned yesterday!
And the first comment was:
A good beginning!
بارك الله فيك
عزالدين محمد نجيب
10/9/2009
لفت نظرى نفس التساؤل الذى أثاره أخى الأستاذ عز الدين نجيب عن وجود المحامى فى نظام التقاضى فى الدولة الاسلامية ، وعزمت على التعرض للموضوع ولكن هذا البحث عن نظام القضاء بين الاسلام و المسلمين هو مجرد مدخل لإثارة شهية الباحثين للبحث فى الموضوع من كل جوانبه ، وسيظهر هذا فى الحلقات القادمة التى تكتفى بإعطاء نماذج ،تاركة فراغات كثيرة تدعو للبحث المتعمق .
نظام المحاماة ـ فيما أعتقد ـ مأخوذ عن النظم الغربية ، وقد جىء به بعد وضع القوانين المدنية ، وهى تحتاج الى متخصص ، ولا يمكن لأى متهم أن يعرف كيف يدافع عن نفسه مستدلا بالقانون .
فى القرآن يوجد كاتب وشاهد ( البقرة 282 ) ورما حراس للحبس غيلر العقابى ( المائدة 106 ) . وفى الدولة الاسلامية يمكن أن تستحدث بنظامها الديمقراطى نظام المحامى ، وتضع له من القوانين ما يساعد على تحقيق العدل ، وليس إطلاق سراح المتهم ولو على حساب العدل.
أخى الحبيب أحمد, مقال رائع ومتكامل ومن الطبيعى ان يرشح هذا المقال لكل قاضى فى العالم الإسلامى ان يقرآه, ولكن, هل حقا سيكون هناك قاضى واحد ممن سوف يتبع ما جاء فى المقالة!!
لقد قلت مما فهمت من المقالة , اللهم إلا إن كان الصيام قد أثر على ما تبقى من العقل, ان الرسول ( ص) كان خير مثلا لذلك القاضى المثالى الذى قمت بعملية تشريحية دقيقة لمواصفاته, بل انك قلت ان الرسول كاد ان يقع فى خطأ إدانه مظلوم, لأنه كما قلت بالحرف ( لأن تحقيق العدل مهمة ينبغى أن يضطلع بها الجميع من خصوم وشهود وقضاة ومجتمع بأسره), فإن كان الرسول نفسه كاد يقع فى الخطأ, لولا ان الله نبهه لذلك ولامه على ذلك, فكيف تعتقد ان هناك إنسان أخر سوف لا يقع فى الخطأ, وكيف تعتقد ان المواصفات التى وضعتها لتحقيق العدل من ان يكون الجميع من خصوم وشهود وقضاه ومجتمع بإسرة ممكن تحقيقها فى زمننا او على يد من؟؟
لقد فهمت من المقاله انه بعد الرسول الذى كان هو القاضى لمدة عشر سنوات فى دولته الإسلامية وهى ( المدينة) بل ربما كان القاضى الوحيد, فهمت ان العدالة التى تحدثت عنها لم تتواجد من بعده, وارجو ان تصححنى إن كنت قد أخطأت فى الفهم, فإن لم تكن العداله التى نوهت وأشرت اليها قد وجدت منذ عصر الرسول فكيف نتوقع انه فى الإمكانية ان تعيد إقامتها فى دولة ايا كانت مواصفات تلك الدولة فى العصر الحديث.
كذلك مما أثار إهتمامى هو ما جاء فى المقالة من شرح للفارق بين القاسط والمقسط, وقد قلت أن القاسط هو الذى يحكم بالعدل فى الغالبية العظمى من قضاياه, وقد أعطيته ما يصل الى 90%, وقلت ان المقسط هو الذى يحكم ب 100%, فهل تعتقد بعد المقدمة التى أشرت اليها أعلاه ان هناك قضاة يحكمون بنسبة 100%, وكما تعلم سيادتك جيدا بأن هذه النسبة ( 100% اى النقاء التام ) لا تتواجد علميا فى أى شيئ, فهل طبقا لذلك وطبقا لما فهمته من المقالة انه لا ولن يوجد قاضى واحد ممن يمكن وصفه بالمقسط, وأنا كما تعلم لا أدين احد وكما تناقشنا من قبل ويبدو انك قد أيدت ذلك الأن فى هذه المقاله من أن الله هو , وهو وحده الذى يعلم مصير عباده ويعلم من ضل ومن أهتدى.
سؤال اخير وأرجو ان لا اكون قد سببت لك صداعا خاصة فى هذا الشهر, لقد فسرت الآيات ( 105 – 113) من سورة النساء بقصة درع ويهودى......الخ, فهل جاءت تلك القصة فى اى مكان من القرآن, كيف عرفتها ومن أين , هل من بعض مصادرالتراث, هل جاءت فى كتب الحديث مثلا او كتب التاريخ, وكيف نعرف صحتها او صدقها بحيث ننظر اليها ونقيمها بثقة تامة لدرجة أن لشرح بها أيات القرأن.
وافر محبتى وكل عام وأنتم بخير
بعد السلام والتحية ورمضان كريم ، والدعاء لكم بالصحة و العافية أقول :
1 ـ عن احتمال الخطأ لدى القاضى ، أقول : طبقا لما قاله رب العزة فإن الخطأ غير المتعمد يغفره الله جل وعلا ، المهم أن يحاول القاضى بكل ما فى وسعه الاجتهاد فى تحرى العدل ، ولا يؤاخذه الله جل وعلا بما هو فوق طاقته لأن الله جل وعلا يكلف نفسا إلا وسعها .وقد أشرت لهذا فى قولى ( والفيصل هنا هو ضمير القاضى الذى يتحرى العدل، وعلى أساس ضميره سيكون حسابه عند الله وسيكون تقييمه، هل هو ظالم قاسط؟ أم هو عادل مقسط ، وهل تعمد الظلم فى حكمه أم مجرد إهمال ؟ وهل أخطأ بحس نية ،أم تعمد الخطأ ..ألخ .. والله جل وعلا وحده هو الذى يعلم خفايا السرائر. أما درجة الحكم نفسها فهى مرتبطة بإمكانات القاضى البشرية، وقد رأينا أن النبى عليه السلام نفسه قد تعرض للخداع فكيف بغيره.) ولذلك أضفت عنوأنا عن أن القاضى المسلم لا يجكم باسم الله ، ولكن باسم المجتمع، لأن الحكم الصادق المطلق لن يكون إلا يوم القيامة .
2 ـ هل ممكن تحقيق ذلك فى زمننا ؟ هذا المقال البحثى فيما ينبغى أن يكون ، وفيه الاعتراف بوجود الفجوة بين ما ينبغى وما هو كائن ، وستاتى المقالات التالية عما كان ( كائنا ) فى عصر الخلفاء . وليس مستحيلا تحقيق ما ينبغى أن يكون ، لأن شرع الله جل وعلا هو دائما فى إطار الممكن ، ولكن هذا يستلزم تغيير ما بأنفسنا ، وسبق فى المقال الثانى أن قلت ( ثم يأتى الأساس الثانى فى تعليم القيم الأخلاقية العليا ، ومنها إرادة التغيير والاصلاح التى أوكلها الله جل وعلا للبشر ، وجعل إرادة التغيير للبشر سابقة لارادة الله جل وعلا ، مثل الهداية ، فإن أرادوا التغيير الى الأفضل أراده الله جل وعلا لهم (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ ) ( الرعد 11 ) أى لا بد أن يغيروا ما بأنفسهم من خضوع وخنوع ومن كل ملامح ثقافة العبيد ليستبدلوا مكانها ثقافة الأحرار وفق القيم الاسلامية ، وعلى راسها العدل و القسط والاحسان والسلام واحترام حرية الرأى والفكر والدين وحقوق (العباد ) أو حقوق الانسان . إما إذا أرادوا الخنوع للملك المستبد فالله جل وعلا يعترف به ملكا عليهم طالما ارتضوه لأنفسهم )
3 ـ وقد أمكن تحقيق العدالة فى أروع صورها فى دولة خاتم المرسلين فى المدينة ، نقول هذا ليس نقلا عن كتب التراث ، ولكن لأن الله جل وعلا كان يتتبع النبى محمدا بالوحى يصحح له إذا أخطا . وبعد موته عليه السلام فالقرآن معنا ، وليس علينا إلا أن نخلص لله جل وعلا ضمائرنا و عقائدنا و نتقى الله جل وعلا ونؤمن باليوم الاخر ، والذى من أجله تهون كل الدنيا بما فيها من محن ومن منح . عندها يستطيع كل منا أن (ينهى النفس عن الهوى )ومن يستطيع التحكم فى هوى نفسه لا يستطيع بشر أن يقهره . وتلك القوة النفسية ممكنة ، وأصحابها هم القادرون على إقامة دولة اسلامية حقيقية لو كانوا الأغلبية فى المجتمع ، وهم أيضا من أصحاب الجنة ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) ( النازعات 40 : 41 ).
ومستحيل طبعا فى مجتمع خامل يسيطر عليه رجال الدين الأرضى ويعبد هواه وتتكاثر فيه الالهة من البشر و الحجر أن يصل الى هذه الدرجة العليا .
ومن الممكن بالوعى الجمعى وبحيوية المجتمع الوصول الى درجة وسطى وهى الديمقراطية النيابية الغربية التى تعترف بدور رأس المال فى التاثير على الحكم ، والتى ( يحكم ) فيها ليس الشعب ولكن وكلاء منتخبون من الشعب ، كما فى الغرب . وهى درجة نتمنى أن يصل لها المسلمون ولو فى نهاية هذا القرن .
4 ـ درع اليهودى ـ تلك القصة التراثية ـ جاءت فى (أسباب النزول ) للنيسابورى . وقلت إننا نأخذ من الروايات التاريخية ما نراه ـ وفق المنهج البحثى ـ مقبولا ، وفى النهاية فأخبار التاريخ ـ لو صحت ـ فهى حقائق نسبية ،أى يجوز عليها الخطأ و يمكن أن تكون صحيحة ، أما التاريخ الحقيقى لكل منا فسيكون يوم القيامة فى كتاب الأعمال الفردى و الجماعى. ونعود الى الحادثة القرآنية ونرى بين سطورها تلك القصة التى تتكرر دائما ، عندما يفلت المجرم من العقاب لأنه صاحب نفوذ بينما يقبع البرىء فى السجن .
ومن الممكن أن تكون قصة اليهودى المظلوم صحيحة هنا ، ومن الممكن ألا تكون ، وتاتى رواية أخرى تملأ الفراغات ، وبنفس الأحداث الأساسية ( مجرم صاحب نفوذ + برى مظلوم + قاضى مخدوع ) . وفى كل الأحوال ليس مهما الأسماء والمكان و الزمان طالما يتضح رأى رب العزة فى القرآن .
5 ـ خالص مودتى ..أحمد
شكرا جزيلا أحى الحبيب أحمد على ردك الفائض بالكرم والتفاصيل.
ربما لم أستطيع التعبير تماما عما أردت أن اقوله, وليس فى الحقيقة هناك خلاف معك, اردت ان اقول ان الرسول الذى أختاره الله عز وجل وليس بطريقة عشوائية من بين البشر عندما إختاره, بل لأنه كان أفضل واحق إنسان بالرسالة, لعلنا نتفق على ذلك, ذلك الرسول الذى كان القرآن بين يديه وفى قلبه, والذى كان مدعما بالوحى الإلهى وبالتوجيه الإلهى, ورغم كل ذلك فقط أخطأ او كاد, وقام الله عز وجل بتصحيحه, فكيف يمكن لإنسان أخر أيا كان أن لا يخطئ, ثم نعود مرة أخرى الى ان القاضى يحكم بين الناس, وبالتالى فالناس أيضا تحكم على القاضى سواء رضينا ام لم نرضى, وقد يكون القاضى قد حكم بالعدل, ولكن بعض الناس سوف لن يرون ذلك العدل بل وقد يعتبرونه ظلما, وقد إتفقنا على ان الحكم فى النهاية لله, أليس كذلك, إذن فالله سبحانه وتعالى فى هذه الحالة بل وفى جميع الحالات هو الحكم الأخير, ومن الناس من سوف يخطئ تماما فى حكمه على الأخر, ولا أريد ان ابدو مثل الإسطوانه المشروخه, بأن ذلك هو ما كنت أشير اليه فى مناقشاتنا الأخيره من حيث ان الله هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن إهتدى. ولعلى أهرف الان فلازال هناك حوالى ثلاث ساعات على ( المدفع) وأنا فى منتهى الظمأ, فلا تؤاخذنى بما أفعل او أقول, رمضان كريم.
أما بالنسبة لإختيار ما نراه مناسبا من الروايات التاريخية كما قلت, فأرجو أن تسمح لى بالتفكير فيه قليلا, لأن ذلك قد يدعو الى التساؤل عن معنى ما نراه مناسبا, وعن الفكرة المسبقه التى قد تكون سببا فى إ ختيار ما نراه مناسبا لإثبات الفكرة وترك ما هو عكس ذلك, لم اعطى ذلك القدر الكافى من التفكير للتعليق عليه بعد.
سوف انتظر مقالتك التالية التى سوف توضح كما قلت بأنه ليس من المستحيل تحقيق تلك الشروط بفارغ الصبر.
تحياتى وأرجو ان يكون رمضان (مبارك ) لديك, أم أنك تفضله كريم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنتم بكل الخير والأمان
كاما قرأت مقالاتكم الرائعة وما فيها من جهد بحثى وجهاد لتنوير ظلام عقول المسلمين وإصلاح أوطانهم وشؤنهم تتزاحم داخلى مشاعر الرغبة فى التعبير عن الإمتنان لرجل وعالم ومجاهد بالحكمة والموعظة الحسنة فأجدنى عاجزا فأحجم عن التعليق واليوم لا أستطيع الصمت فلا أجد إلا الدعاء من القلب لكم بالصحة وطول العمر وأن يبارك الله لك فى ذريتك ويجزيك عنا أحسن الجزاء
راجيا من الله أن يبلغك أملك الغالى فى إظهار الحق إن شاء الله بالنصر على أساطين الجهل والتضليل أعوان كل مستبد وظالم
وتقبل خالص التحية والحب والتقدير
عابد
قلت فى الرد إننى سأكتب المقالات التالية عما كان كائنا فى عصر الخلفاء. أما عن أن تحقيق الديمقراطية ليس مستحيلا ، فقد أجبت عنه فى نفس الرد.
وأيضا عن اختيار الرواية الصحيحة قلت بأنه وفق المنهج العلمى ،أى ليس بالانتقاء والهوى . للمنهج التاريخى صرامته وقواعده فى فحص الرواية من حيث السند والعنعنة ومن حيث المتن ، ومدى اتساقه مع العصر ومع الروايات الأخرى فى نفس الموضوع .
لا أملك إلا أن ادعو لك بالسعادة فى الدارين ، وأن يجمعنا جل وعلا فى مقعد صدق عند مليك مقتدر.
خالص محبتى
أحمد
معلهش, متأخذنيش, ليس على العجوز الصائم حرج, أما الشباب من مثلك فالصيام لا يؤثر عليهم كما يؤثر على العواجيز من مثلى.
يبدو ان ما تبقى لدى إن كان هناك شيئا قد تبقى من العقل قد ( شطب عليه ) الصيام. لقد أسأت فهم ما قلت, فإعتقدت انك تقول ان وجود القاضى العادل الذى أشرت اليه ممكنا, ولكن يبدو انك لم تكن تتحدث عن القاضى العادل ولكن عن الديموقراطيه, فمعذرة, لأن الشروط التى وضعتها لم تشمل فقط شخص القاضى ولكن المجتمع بأكمله, فكما قلت أعلاه ( ( لأن تحقيق العدل مهمة ينبغى أن يضطلع بها الجميع من خصوم وشهود وقضاة ومجتمع بأسره) ومن ذلك نستطيع ان نقول وأن نجزم دون أى تحفظ انه طبقا لتلك الشروط لن يتواجد ذلك العدل الذى تحدثت عنه ووصفته فى اى مجتمع على هذا الكوكب مطلقا. كذلك, فلا تنسى ان المجتمع الذى تبوأ الرسول فيه منصة القضاء, لم يكن بأى حال من الأحوال مثل ذلك المجتمع الذى وصفته, والقران نفسه يخبرنا بان فترة تولية مسؤلية دولته الإسلامية فى المدينة خلال السنين العشرة الأخيرة من حياته, لم تكن نزهه, بل قام فيها بعدة حروب ضد أعداء الإسلام من الداخل والخارج, والمنافقون كانوا يشكلون خطرا كبيرا على دولته, وجميع او معظم الآيات القرآنيه التى نزلت فى المدينة كانت تسودها التوجيهات الإلهيه للرسول فى كيفية التعامل مع الأخرين سواء المؤمنين او غير المؤمنين ( ليس فقط فى النهج المعروف فى الآيات الملكية والتى سادها التقوى والخشوع والإيمان ........الخ ولكن فى إطار ما يشبة إدارة أعمال وقيادة مدنية دنيوية), وبالتالى يمكن الحكم بأن ذلك المجتمع الذى وصفته والذى وضعته كشرط للعدال, لم يكن حتى موجودا فى دولة ا لرسول.
بالنسبة للديموقراطيه, فأرجو ان اجد فى مقالتك التالية شرحا لما تصورته من تحقيقها فى عصر الخلفاء او بعده, علما بأن الديموقراطية والعدل, ليسا إسمان لشيئ واحد, فهناك ما يتفقا فيه وما يختلفا عليه, أى انهما لا يتبعان نفس الطريق طوال الوقت.
معلهش مرة تانية, باقى ساعة على المدقع, فإن كان هناك اى خطأ, فليس ذلك منى ولا يبغى ان تلومنى عليه.
تحياتى القلبية
معنى أن (يقوم الناس بالقسط ) هو قدرة المجتمع بنفسه على إقامة القسط نتيجة إيمانه بالرسالة السماوية الداعية لاقامة القسط . وإقامة القسط تبدأ بنشر ثقافة القسط المستمدة من القيم العليا التى يحث عليها رب العزة فى كتابه باعتبارها المعروف المأمور به ، ومنع الظلم والاستبداد وكل أنواع المنكر المنهى عنها.إقامة القسط بين الناس تشمل كل أنواع العدل ، فالقسط فى السياسة يعنى الديمقراطية المباشرة ، والقسط فى الاقتصاد يعنى حرية السعى فى سبيل المعاش واستغلال موارد المجتمع بأمثل طريقة لفائدة المجتمع ، وتكافؤ الفرص ، وحق الفقراء والمساكين وغيرهم فى التكافل الاجتماعى. وأقامة القسط على المستوى الفردى فى التعامل بين الجيران و داخل الأسرة وفى العمل وفى الييع و الشراء وسائرمستويات التعامل الاقتصادى ، و حتى فى التعامل مع البيئة والموارد الطبيعية بعدم تجاوز الميزان (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ )(الرحمن 7 : 9 ) أو التوازن البيئى . إقامة الناس لكل أنواع القسط يستلزم مجتمعا حيّا نشطا حرّا متفاعلا بالحركة ، تدفعه ثقافة ايمانية بأن العدل هو أساس شرع الله جل وعلا وأساس كل الرسالات السماوية ، وأساس حفظ المجتمع وحمايته ، وراحة أبنائه وأمنهم ، بعكس الظلم الذى يجعل المستبد خائفا من شعبه ويجعل الشعب خائفا من المستبد .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,689,651 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
لا بد من الصداق: تم بدون مهر لأى سبب مثلا الزوج ة اتناز لت عنه...
الديون أولا: توفى أبى وكانت عليه ديون ، فقام أخى الأكب ر ...
ليس حراما : الفا ظل السلا م عليكم رجاء الإجا بة ...
ضاع التعليم .!!!: تم نقلي لمدرس ة نائيه ، وجدت ان معظم الطلا ب ...
الميسر حرام قطعا: انا اتسائ ل عن السرع ة التي تجعل العلم اء ...
more
ـ إقامة الناس لكل أنواع القسط يستلزم مجتمعا حيّا نشطا حرّا متفاعلا بالحركة ، تدفعه ثقافة ايمانية بأن العدل هو أساس شرع الله جل وعلا وأساس كل الرسالات السماوية ، وأساس حفظ المجتمع وحمايته ، وراحة أبنائه وأمنهم ، بعكس الظلم الذى يجعل المستبد خائفا من شعبه ويجعل الشعب خائفا من المستبد ، ويتطور خوف المستبد الى تحصين نفسه بالمزيد من إرهاب الناس وظلمهم وكلما تضاعف ظلمه تضاعف رعبه وخوفه الى أن يسقط ،أو يسقط المجتمع فى الفوضى.
ولعلي أذكر انني قرأت في مقدمة ابن خلدون الشهيرة ما يوافق هذا الرأي من أن الظلم يؤدي إلى تقاعس الناس عن العمل و دليل آخر على أن العدل ضرورة لاستمرارالنشاط والعمل والانتاج أن الناس كانوا يفرون هربا من المحتسب تاركين وراءهم كل شيء من أرض وبيت حتى لا يتم جلدهم لعدم توفيرهم ما يطلبه منهم المحتسب