آحمد صبحي منصور Ýí 2009-07-10
فى كتاب لنا ـ سننشره بعونه جل وعلا على موقعنا ـ قمنا فيه بتحليل مقدمة ابن خلدون ، و عقليته الفذة . وقام مركز ابن خلدون بنشر الكتاب بمناسبة الاحتفال بالعيد العشرى لإقامة مركز ابن خلدون بالقاهرة ، وبمناسبة مرور ثمانية قرون على وفاته .
وقبل نشر الكتاب بعدة سنوات نشرت لى جريدة العالم اليوم هذا المقال عن ابن خلدون .
يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الحكيم
( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وأرزقوهم فيها وأكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا ) النساء 5
تلك الآية الكريمة تحذر المؤمنين من تمكين السفهاء من أموالهم والسفهاء المقصودين هنا حسب سياق الآية الكريمة هم سفهاء الطفولة أى بسبب عدم بلوغهم الحلم أو سن الرشد وكذلك السفهاء بسبب العته أى المرض العقلى أو تأخر وصول الشخص الى إكتمال رشده لمرحلة متأخرة من العمر على خلاف المعتاد أو المعروف بين الناس
وتنهى آيات الذكر الحكيم عن تمكينهم من أموالهم إلا بعد أن يظهر عليهم من خلال تصرفاتهم ما يدل على الرشد أى رجاحة العقل
( فإن آنستم منهم رشدا فأدفعوا اليه أموالهم ) النساء 6
وإذا تأملنا ما كتبه بن خلدون فى مقدمته عن عوامل تنمية إقتصاد الدولة أوعن أسباب إنهيار هذا الإقتصاد نجد أن واقع حكام المسلمين المستبدين محتكرى المال والسلطة قديما وحديثا يدل دلالة واضحة على [ سفاهتهم ] بدرجة إمتياز مع مرتبة ((( السفاهة القذرة ))) التى يعافها لصوص الشوارع والنشالين لأن هؤلاء لصوص بسسب الفقر المدقع والحاجة أما هؤلاء الحكام لصوص بسبب الجشع والشره الكريه للحصول على ما ليس حقهم دون أن يكونوا فى حاجة له
وقد يسأل سائل ما علاقة السفاهه باللصوصية والإجابة أن اللص سفيه لأنه لو لم يسرق وسعى فى طلب ما حصل عليه من السرقة لحصل عليه نتاج سعية ونجى من العقاب الذى ينتظره فى الدنيا والآخرة وكذلك سفاهة الحاكم اللص أنة لو لم يسرق وسعى لتنمية دولته لحصل على أضعاف ما يصل اليه من سرقاته فى صورة إرتفاع لمستوى معيشة دولته وشعبه وطمئنينه بدل من كوابيس إنتقام من ظلمهم وبطش بهم وكوابيس إنهيار دولته واللعنه التى ستلاحقه وذريته جزاء ما فعله بوطنه وشعبه
وسبب القول بسفاهتهم هو التشابه أو قل التطابق فى تصرفات الأطفال ((( السفهاء ))) بالفهوم القرآنى وتصرفات هؤلاء الحكام لأن الطفل عندما تنهاه عن فعل شىء تجد هذا الشىء الذى تنهاه عنه أحب الأفعال الى نفسه تماما كما فعل حكام المسلمون مع نصائح بن خلدون فهم يمارسون فى حكمهم العكس والنقيض تماما لما نصح به هذا المفكر العبقرى فى مقد مته
فقد قال بتقليل الضرائب ...... فكانت الضرائب مبالغ فيها لدرجة أن هناك من الممولين من لا يستطيع الوفاء بها فيصل به الحال فى كثير من الأحيان أن يتعرض للحجز على رأس ماله ومصنعه أو محله وبيعه فى المزاد
وقد قال أن تكون الضرائب عادلة .... فكانت الضرائب فى ظل حكمهم أفدح وسائل الظلم
وقال أن يبتعد كل من فى الحكم عن التجارة ولا يشتغل بها ..... فكانت التجارة والإحتكار إهتمامهم الأول وليس شئون الحكم والدولة
وقال بتقليل عدد موظفى الدولة ..... فكانت تلك الجيوش الجرارة من الموظفين الفاسدين والمرتشين
وقال بتقليل عدد وكم التشريعات..... فكانت تلك الألوف المؤلفة من التشريعات التى تتفرع بعد ذلك الى الوف من الوائح والتى تتفرع بدورها الى ألوف أخرى من التعليمات والوائح التنفيذية التى ينتهى بها المطاف فى النهاية الى أدراج وأرفف المصالح ومكاتب الموظفين ثم تنفذ وتمارس تعليمات ولوائح وتشريعات أخرى من صنع هؤلاء الموظفين الفاسدين والمرتشين مثل ( أهرش ) أو ( شخشخ جيبك ) أما تكون عرضة للائحة ( فوت علينا بكرة يا سيد ) وما خفى كان أعظم
رحم الله بن خلدون وأزاح الله عنا غمة فساد حكامنا وموظفينا
وشكرا أستاذنا الفاضل د/ أحمد صبحى منصور على هذا الدرس القيم
إن النتيجة التي توصل اليها ابن خلدون في الفصل الثاني من مقدمته عند بحثه للعمران البدوي و هي:((ان اختلاف الأجيال في أحوالهم انما هو باختلاف نحلهم من المعاش)) قادته بالضرورة إلى دراسة عدة مقولات اقتصادية تعتبر حجر الزاوية في علم الاقتصاد الحديث، مثل دراسة الأساليب الإنتاجية التي تعاقبت على المجتمعات البشرية، و انتقال هذه الأخيرة من البداوة إلى الحضارة، أي من الزراعة إلى الصناعة و التجارة:((...و أما الفلاحة و الصناعة و التجارة فهي وجوه طبيعية للمعاش .أما الفلاحة فهي متقدمة عليها كلها بالذات..و أما الصناعة فهي ثانيها و متأخرة عنها لأنها مركبة و علمية تصرف فيها الأفكارو الأنظار ، و لهذا لا توجد غالبا إلا في أهل الحضر الذي هو متأخر عن البدو و ثان عنه )).
قرأت في الموضوع أن الرئيس الأمريكي الأسبق ريجان قد تتلمذ على يد الثقافة الخلدونية وخاصة فيما يخص الناحية الاقتصادية وأن تلك التلمذة آتت اكلها وقد أشاد الرئيس الأمريكي السابق ريجان في إحدى خطبه بآراء ابن خلدون السابقة ، وأشار إلي أنه يسير علي هداها في إصلاح الاقتصاد الأمريكي فكم من رئيس عربي فعل ذلك ؟!!
كيف أن الرجل ( ابن خلدون ) وصل إلى وصف دقيق لما يحدث عند كثرة فرض الضرائب وكأنه موجود بيننايصف لنا بعض أصحاب المشاريع الصغيرة وكيف أنها لا تقوى على الصمود !!
وهناك مثلا طبقة الفلاحين أو المزارعين انظر كيف أنهم ضاقوا ذرعا مما يفرض عليهم من فواتير لابد أن تسدد للجمعيات الزراعية وفي المقابل كيف وصل سعر الكيماوي إلى أضعافا مضاعفة ومجبر الفلاح على شرائه حتى لاتبور أرضه بالإضافة إلى تكلفة الري واجور العمالة !!
Why you have to have this title to your article? how deep this title to the article?
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,688,839 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
النسيان فى الصلاة: عندما أشرع في أداء الصلا ه أريده ا أن تكون...
الصلاة وذكر الرحمن : بعض الأوق ات فی التشه د فی الصلا ة ...
فى الركوع: في الركو ع أقول دائما :(الْح َمْدُ ...
نرجو ان نجد الوقت: وعدنا الشيخ احمد في الساب ق ان يكتب عن...
more
يعتبر ابن خلدون أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية, فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة, وقد توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية, وبناء الدولة و أطوار عمارها وسقوطها . وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقاً بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت .
اعتزل ابن خلدون الحياة بعد تجارب مليئة بالصراعات والحزن على وفاة أبويه وكثير من شيوخه إثر وباء الطاعون الذي انتشر في جميع أنحاء العالم سنة 749هجرية (1348 م)وتفرغ لأربعة سنوات في البحث والتنقيب في العلوم الإنسانية معتزلا الناس في سنينه الأخيرة، ليكتب مؤلفه الرائع الذي عرف بمقدمة ابن خلدون ومؤسسا لعلم الاجتماع بناء على الاستنتاج والتحليل في قصص التاريخ وحياة الإنسان. واستطاع بتلك التجربة القاسية أن يمتلك صرامة موضوعية في البحث والتفكير..