آحمد صبحي منصور Ýí 2009-04-30
مقدمة
1 ـ سبق التأكيد على نهى الله جل وعلا عن التفريق بين الرسل ، وأن من يصمم على هذا ويموت عليه هذا يلقى الله تعالى كافرا طبقا لما جاء فى القرآن الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا )، أما المؤمنون حقا فقد قال تعالى عنهم :(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )( النساء 150 : 152 ) أى هى قضية (فارقة ) بين المؤمن حقا والكافر فعلا عند الله جل وعلا حسبما جاء فى القرآن الكريم. وقلنا إن التفريق بين الرسل يعنى تفضل رسول على آخر بما يمهد لرفعه الى مستوى الالوهية مع الله جل وعلا ، وهذا ما يقع فيه معظم المسلمين من أصحاب الديانات الأرضية حين يجعلون محمدا عليه السلام قرينا لله تعالى فى الذكر والتسبيح والأذان والصلاة و التشهد و الحج .. وفى شهادة الاسلام.
2 ـ شهادة الاسلام هى أصلا شهادة توحيد أى شهادة واحدة ، ولكنهم يجعلوها شهادتين ، يقسمونها بالتساوى بين ذكر الله تعالى وذكر محمد ، ولا يخلو ذكر لله تعالى من وجود محمد معه كأنما يستكثرون ذكر اسم الله تعالى وحده .
3 ـ والغريب أنهم يهتفون دائما ( الله أكبر ) ويفتتحون الصلاة ب ( الله أكبر ) أى (أكبر) مطلقا من أن يكون الى جانبه مخلوق آخر ،أو (أكبر) من أن (نذكر) معه شيئا آخر، ثم يناقضون مفهوم (الله أكبر ) حين يضيفون للأكبر جل وعلا واحدا من مخلوقاته،وهم بذلك ما قدروا الله تعالى حق قدره .
4 ـ تمييزهم (محمدا ) وحده بذكر اسمه مع الله تعالى فى شهادة الاسلام يتجلى فيه التفريق بين الرسل ، فلماذا نذكر محمدا دون عيسى أو موسى أو لوط أو ابراهيم أواسحق أو يونس ..الخ .
5 ـ وتميز (محمد) بذكره وحده الى جانب الله تعالى فى شهادة الاسلام فيه تفضيل صريح لمحمد على من سبقه من الأنبياء و المرسلين ،وليس من حق أى مخلوق أن يفاضل بين الأنبياء ، ومن يفعل ذلك لا يكون فقط كافرا بالله تعالى ورسوله ولكن يكون أيضا مدعيا للالوهية دون أن يعلم.
6 ـ وتميز (محمد) بذكره الى جانب الله تعالى فى شهادة الاسلام يجعل الاسلام دين محمد وحده دون بقية الأنبياء ، وهذا تناقض مع القرآن الكريم الذى يؤكد أن الاسلام هو دين الله تعالى الذى نزلت به كل الرسالات السماوية ، كل منها ينطق بلسان القوم الذين جاء منهم واليهم النبى أو الرسول ،الى أن نزل القرآن الكريم خاتما للرسالات السماوية بلسان عربى مبين .
7 ـ وتقديس اى نبى هو البداية التى تفتح المجال لتقديس البشر ممن يطلق عليهم الصالحين والأولياء و( القديسين )ثم ينفتح الباب على مصراعية لتقديس العصاة والمجرمين والحكام المستبدين والمتلاعبين بالسياسة و الدين.
ومثلا فإن تقديس شخص محمد وإسمه وإدخال إسمه فى الصلاة و الأذان والحج الى الوثن المسمى بقبر النبى فى المدينة كان مقدمة لتقديس أضرحة الأولياء والحج اليهم واعتقاد الشفاعة فيهم أسوة بالشفاعة المزعومة للنبى محمد ،بل وإضافة أسماء الأولياء فى الأذان للصلاة بتمجيد أسمائهم على المآذن كما كان شائعا فى العصر المملوكى.
والبداية هى إدخال اسم محمد فى شهادة الاسلام وجعلها ثنائية بعد أن كانت واحدة وحدانية ، وجعلها قسمة بين الله تعالى و أحد مخلوقاته وهو محمد .
ارتكب الدين السّنى هذا الافك ، وعليه سار العصر العباسى ، ثم تسيد التصوف فرفع مكانة الأولياء الى جانب محمد ، وقام الشيعة برفع أسماء على وبنيه الى جانب النبى محمد ، و تكاثر (الشركاء ) لله تعالى فى ملكه ودينه .
8 ـ ونعطى مثالا عمليا عن التحوير العملى فى شهادة الاسلام فى العصر المملوكى بحيث أصبحت ثلاثية و ليس فقط ثنائية .
ففي العصر المملوكي حيث أصبح التصوف التدين الفعلي للدولة ، صار الاعتقاد في الأولياء هو الشهادة الرسمية للدخول في الإسلام ، حيث أضحى الإسلام مجرد رسم وشكل مظهري تمارس من خلاله شعائر التصوف ومعتقداته المضادة للإسلام .. فعندما أسلم أحمد بن هولاكو بعث برسالة رسمية إلى المنصور قلاوون يشهد فيها ( بوحدانية الله والشهادة بمحمد عليه أفضل الصلوات والسلام، بصدق نبوته ، وحسن الاعتقاد في أوليائه الصالحين) .( سيرة المنصور . تاريخ مخطوط / مجلد 1 / لوحة 10) ولم يعرف المسكين – الذي دخل الإسلام زوراً – أن الاعتقاد في الأولياء الصالحين بزعمه ينفي إخلاص الدين لله تعالى ، ولكنه الدين الأرضى الذى تسيد العصر المملوكى بعد أفول سيطرة الدين السنى فى العصر العباسى ، وسار على ذلك الناس ، و(أسلم ) ابن هولاكو على أيديهم.. أى دخل فى دين التصوف الأرضى الذى اختطف اسم الاسلام فى العصر المملوكى .
وترتب على الإيمان بالأولياء الصوفية الإيمان ببركاتهم و(تصريفهم ) أى كراماتهم ومعجزاتهم حتى لم تخل تحية الإسلام (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) من تأثير الدين الأرضى الصوفى ، فأدخل فيها الأولياء مع الله، وسجل ذلك كتاب رسمي بعثه النجاشي للسلطان جقمق سنة 847 فقال فيه (ورحمته وبركاته عليكم أجمعين وبركات الأولياء الصالحين) .( السخاوى : تاريخ التبر المسبوك ص 68 . )
8 ـ وانتهى العصرين المملوكى و العثمانى ، وخفت تأثير الدين الصوفى الأرضى ولكن عادت بالوهابية سيطرة الدين السّنى الأرضى فعادت شهادة الاسلام إثنين بالابقاء على اسم محمد فقط الى جانب اسم الله جل وعلا. وسيطر ذلك على أفئدة الكثيرين ، فليس صعبا التخلى عن تقديس الأولياء الصوفية ، ولكن الصعب هو التخلى عن تقديس محمد.
كانت شهادة الاسلام واحدة فى العصر الحقيقى للاسلام ، ثم جعلوها مثناة ، ثم ثلاثية ، وعادت مثناة الآن ، ونتمنى أن تعودة الشهادة الحقيقية للوحدانية ، ولهذا نناقش هنا التاكيد على أن شهادة الاسلام هى ( لا إله إلا الله ) فقط .!!
أولا :
شهادة الاسلام ليس فيها إسم مخلوق بجانب الخالق جل وعلا :
1 ـ الشهادة فى العقيدة فرع عن الايمان العقيدى ،أى تعلن شهادتك بما تؤمن به ، فالذى يؤمن بمحمد أفضل من الأنبياء وشريكا لله تعالى فى دينه وفى ملكه وملكوته يتجلى هذا فى شهادته بأن يجعلها مثناة ، والذى يضيف الى محمد أهل بيته أو الأولياء وكراماتهم يجعل شهادته ثلاثية .
ولو كنت مؤمنا صحيح الايمان فلن يكون أى مخلوق محلا لإيمانك ، فالايمان فى الاسلام ليس بشخص النبى أو شخص الرسول ، ولكن بما نزل على ذلك النبى وذلك الرسول ، يقول جلا وعلا :(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ)( البقرة 285 ـ ). أى أن الرسول نفسه آمن ـ ليس بشخصه ونفسه ولكن ـ بما أنزله الله تعالى عليه فى الكتاب السماوى. وبنفس الايمان ونوعيته آمن المؤمنون :(وَالْمُؤْمِنُونَ ) أى آمن المؤمنون بما أنزله الله تعالى على الرسول ، وليس ايمانهم متعلقا بشخص الرسول واسمه وتاريخه ولكن بما أنزله الله جل وعلا عليه .
ولأنها قضية ايمان وكفر فقد جاءت فى مفتتح سورة (محمد ) : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) فلم يقل ( آمنوا بمحمد ) ولكن قال (وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ). وبالتالى فالشهادة هنا ممنوع أن يوجد فيها غير الله جل وعلا وما أنزله على رسوله ،أى ممنوع أن يوجد فيها اسم مخلوق من البشر أو من الملائكة .
2 ـ ومن المضحك أن نتصور النبى محمدا ينطق شهادة الاسلام فيقول ( أشهد أنه لا اله إلا الله وأننى محمد رسول الله )، ولكن عليه أن يلتزم بقوله تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ) أى عليه أن يشهد بالشهادة الاسلامية الصحيحة التى شهد بها الله جل وعلا ، وشهد بها معه الملائكة وأولو العلم قياما بالقسط والعدل .
ومن المضحك ايضا أن يقول النبى فى حياته ( ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة ) فلم يكن يعرف اين قبره ولا بأى أرض يموت ، أو أن يقول ( من حج ولم يزرنى فقد جفانى ) أو يقوم هو بتشريع الحج الى قبره وهو حى يرزق ..أو أن يقول فى التشهد ( اللهم صلى على حضرتنا وعلى آل حضرتنا ..الخ ) كل ذلك الافك كلام مضحك يبعث على الرثاء ، وطقوس مضحكة تبعث على البكاء. وكل هذه المبكيات المضحكات نبعت من جعل شهادة الاسلام مثناة بعد ان كانت واحدة تعبر عن الوحدانية .
3 ـ إن شهادة الاسلام جاءت فى صيغتها الصحيحة فى قوله جل وعلا : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ )( آل عمران 18 : 19 ).
هنا تأتى شهادة أنه لا اله إلا الله مؤكدة من رب العزة ، ومن الملائكة ومن أولى العلم ، وفى نفس الآية تتكرر شهادة أنه لا اله الا الله مرتين مع وصفه جل وعلا بالعزيز الحكيم ، وتقرير أن الدين عند الله هو الاسلام ،أى إن هذه هى شهادة الاسلام الذى نزلت به كل رسالات السماء و قال به كل الأنبياء . وكما نرى ليس فى هذه الشهادة بالاسلام سوى (لا اله إلا الله ) ، وليس فيها محمد أو غيره. وقوله جل وعلا فى سياق هذه الشهادة (قَائِمًا بِالْقِسْطِ ) إشارة الى أن العبث بهذه الشهادة الالهية للاسلام هو نقيض القسط ،اى هو ظلم للخالق جل وعلا حين نضع الى جانب إسمه العظيم أسما لمخلوق من مخلوقاته .
إن شهادة الاسلام ( لا اله الا الله ) شهادة واحدة هو"التشهد" وهو جزء أساس فى الصلاة اليومية يقوله رب العزة والملائكة وأولو العلم : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ىل عمران 18 ) ومن اسف اننا تناسينا هذا التشهد وابدلناه بصيغة متهافتة منتحلة مختلفة الصياغات أسميناها " التحيات " حتى نجعل لاسم محمد ذكرا وتعظيما فى صلاتنا وهى ـ أى صلاتنا ـ المفترض فيها أن تكون لذكر الله تعالى وحده وتعظيمه وحده.
4 ـ ولو قال رب العزة ( شهد الله أنه لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله ...) لأصبح ذلك تناقضا فى القرآن الكريم ، فكيف ينهى الله تعالى عن التفريق بين الأنبياء ثم يقوم هو جل وعلا بوضع هذا التفريق فى شهادة الاسلام. ليس فى الاسلام عوج أو تناقض ، ولكن المسلمين بأهوائهم ودياناتهم الأرضية هم الذين أوقعوا أنفسهم فى تناقض مع القرآن الكريم .
5 ـ وفى التأكيد على أن شهادة الاسلام شهادة واحدة فقط تقصر الألوهية على الله تعالى وحده ، دون ذكر اسم بشر معه من الرسل والأنبياء ، يكفيك قوله تعالى : (وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ). و اقرأ ما بعد هذه الآية الكريمة: (وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ) (النحل 51 ـ 53). تجد هنا معنى أن تقتصر شهادة الاسلام على أنه لا اله الا الله فقط دون رفع بشر الى مرتبة الاقتران بالله جل وعلا ، فهو وحده مالك السماوات والأرض ، وهو وحده الذى يملك الدين ، وهو وحده الذى يجب أن نتقيه ونخشاه ، وهو وحده الذى يملك النفع والضرر، وليس محمد أو أى مخلوق آخر شريكا لله جل وعلا فى أى شىء مما سبق ، فكيف تقرنه برب العزة ؟.
ثانيا : للقرآن الكريم صفات رب العالمين :
ولأن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين ـ وكلام الله جل وعلا صفة من صفاته وإسم من أسمائه الحسنى ـ فإن الله تعالى وصف القرآن الكريم بما وصف به ذاته العلية ، وننقل هنا بايجاز ما شرحناه فى كتابينا ( القرآن وكفى ..) :
1- فكما أنه لا إله إلا الله فانه لا كتاب للمسلم إلا القرآن كتاب الله..يقول الله تعالى فى ذاته العلية (مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) (الكهف 26:27) فالله وحده هو الولى الذى لا يشرك فى حكمه أحدا. والقرآن هو وحده الكتاب الذى أوحى للنبى ولا مبدل لكلماته ، ولن يجد النبى غير القرآن كتاباً يلجأ إليه. والنبى لا يلجأ إلا لله تعالى رباً وإلهاً (قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ); (الجن 22).والنبى أيضاً ليس لديه إلا القرآن ملتحداً وملجأ (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا); هذا بالنسبة للنبى عليه السلام.. فكيف بنا نحن؟.
2 - المؤمن يكتفى بالله تعالى رباً ويكتفى بالقرآن كتاباً : عن اكتفاء المؤمن بالله تعالى رباً يقول تعالى (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) ; (الزمر 36).والمؤمن طالما يكتفى بالله تعالى رباً فهو أيضاً يكتفى بكتاب الله فى الهداية والتشريع يقول تعالى (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ) (العنكبوت 51). ويلاحظ أن الآيات الكريمة التى تحض على الاكتفاء بالله رباً وعلى الاكتفاء بالقرآن كتاباً جاءت كلها بأسلوب الاستفهام الإنكارى.. أى الإنكار على من يتخذون أولياء وأرباباً مع الله والذين يتخذون كتباً أخرى مع كتاب الله.
3- القرآن هو الحق الذى لا ريب فيه، ويلفت النظر أن الله تعالى وصف ذاته العلية بأنه الحق، ووصف إنزال القرآن بأنه أنزله بالحق، ووصف القرآن نفسه بأنه الحق.. عن وصف الله تعالى بالحق يقول الحق تعالى (فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ) (يونس 32)، ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ ) (لقمان 30).
وعن إنزال القرآن بالحق يقول تعالى (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ )(الإسراء 105).
وعن وصف القرآن بأنه الحق يقول تعالى (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ ) (فاطر 31). ويقول : (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ) (آل عمران 62).
بل إن الله تعالى يصف الحق القرآنى بأنه الحق اليقينى المطلق، يقول تعالى (إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ) (الواقعة 95) (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ); (الحاقة 51).
4- القرآن هو الحديث الوحيد الذى ينبغى الإيمان به : إذ أكد رب العزة أن الإيمان لا يكون إلا بحديثه تعالى فى القرآن الكريم فقال (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) (المرسلات 50).(الأعراف 185)
بل إن الله تعالى يجعل من الإيمان بحديث القرآن وحده مقترناً بالإيمان به تعالى وحده، فكما لا إيمان إلا بحديث القرآن وحده فكذلك لا إيمان إلا بالله وحده إلهاً. وكما أن المؤمن يكتفى بالله وحده إلهاً فهو أيضاً يكتفى بحديث القرآن وحده حديثاً.. وجاءت تلك المعانى فى قوله تعالى (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) (الجاثية 6: 8).
5 ـ لا مثيل للقرآن كما أنه لا مثيل لله تعالى : يقول تعالى عن ذاته العلية (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) (الشورى 11). ويقول تعالى عن كتابه الحكيم (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ) (الإسراء 88).. إذن لا مثيل للقرآن كما أنه لا مثيل لله ، فليس هناك مثيل لله جل وعلا وليس هناك مثيل للقرآن.
ثالثا : شهادة الله جل وعلا للقرآن الكريم هى ايضا تاكيد للشهادة بأنه لا اله إلا الله :
1 ـ ولأن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين ـ وكلام الله جل وعلا صفة من صفاته وإسم من أسمائه الحسنى ـ فإن الله تعالى يشهد ايضا شهادة مماثلة بأن القرآن الكريم منزل من عند الله ، ويشهد بذلك أيضا الملائكة ، وكفى بالله جل وعلا شهيدا ،إقرأ فى ذلك قوله جل وعلا فى شهادته عن القرآن الكريم :(لَّكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)(النساء 166 ).
2 ـ وحين تقول : "اشهد ان لا اله الا الله" تكون قد نطقت بصحيح الايمان المذكور فى قوله جل وعلا : (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ)( البقرة 285).
وتكون أيضا قد آمنت بكل كتاب سماوى جاء به الأنبياء جميعا، وتكون قد آمنت بهم جميعا لأن كل واحد منهم جاء مبعوثا بهذه الحقيقة السامية، وهذا ما قاله رب العزة لخاتم رسل الله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) الأنبياء 25 ) وقال له أيضا نفس التحذير من الوقوع فى الشرك ، وهو نفس التحذير الذى قيل من قبل للأنبياء السابقين : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ . بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) الزمر 65 : 66 ) .
وحتى لا يظن نفسه مميزا على الأنبياء السابقين قال الله تعالى لخام النبيين : (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ) الأحقاف 9 ) أى أمره رب العزة ان يقول ويعلن أنه ليس مميزا بين الرسل ، وانه لا يعلم الغيب ولا يدرى ما سيحدث له أو لغيره ، وأنه مجرد رسول منذر لقومه متبع للقرآن الكريم.
وحين تؤمن بالقرآن الكريم وتردد شهادة الله جل وعلا بأن القرآن نزل من عند الله جل وعلا وأنزله بعلمه فإنك تشهد بنبوة محمد ونبوة كل من سبقه من الأنبياء ـ بلا تفريق وبلا تفضيل حسبما جاء فى القران الكريم .
وفى نفس الوقت فإن من يكفر برسالة نبى إنما يكفر بكل الرسالات لأن كل الرسالات السماوية تقول شيئا واحدا ، وعلى سبيل المثال فان قوم نوح حين كذبوا برسالة نوح فقد كذبوا بكل الرسالات السماوية التى لم يكونوا يعلمون عنها شيئا لأنها نزلت بعد موتهم وغرقهم وهلاكهم ، يقول جل وعلا عنهم :(وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ ) ( الفرقان 37 ) (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ )( الشعراء 105 )أى كذبوا برسالات لم يعرفوها لأنهم كذبوا برسالة نوح وما جاء فى رسالة نوح جاءت به كل الرسالات اللاحقة .
3 ـ باختصار : حين تشهد بأن القرآن الكريم منزل من عند الله جل وعلا فانك تؤكد شهادة أن (لا اله إلاا الله ).
رابعا : خاتم الأنبياء مأمور بقول شهادة واحدة
1 ـ ولذا تأتى شهادة الله جل وعلا للقرآن الكريم مقترنة بالشهادة بأنه جل وعلا لا اله إلا هو ، وأتى ذلك فى أوامر تكرررت للرسول محمد عليه السلام بكلمة :(قل ) أى أن يقول هذا فى الرد على المشركين : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهِ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ) ( الأنعام 19 ). أى إن شهادة الله أكبر شهادة ، والشهادة الالهية هنا بأن الوحى القرآنى قد نزل إنذارا لهم ، وإذا كانوا يشهدون أن مع الله تعالى آلهة أخرة فالرسول مأمور أن يرفض هذه الشهادة الشركية ، ومأمور أن يشهد أنه لا اله الا الله.
والمستفاد من الآية الكريمة أن الشهادة واحدة بألوهية الله تعالى وحده ، ويؤكدها أن القرآن منزل من عند الله جل وعلا ، وأن محمدا هو أول المأمورين فى القرآن بقول هذه الشهادة ، وأنه مأمور أيضا برفض أى شهادة تخالف لا اله الا الله.
2 ـ ويؤكد هذا قوله تعالى لخاتم الأنبياء : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) ( محمد 19 ) والعلم هنا هو شهادة قلبية قبل أن تكون شهادة لسانية .
خامسا : الحب الحقيقى للنبى محمد هو اتباع القرآن ، ومنه أن تكون شهادة الاسلام واحدة فقط
1 ـ الحب الحقيقى للنبى محمد عليه السلام هوأن نستمسك بما كان يستمسك به محمد عليه السلام وهو القرآن الكريم (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ( الزخرف 43 ) هو أن تتبع القرآن الكريم وهوالمنهج الالهى الذى جاهد فى سبيله.
الحب هو الاتباع والطاعة للقرآن الكريم : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ . قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) آل عمران 31 : 32 ).
ولقد كان عليه السلام مأمورا بإتباع القرآن وحده ( الأعراف 203 ) ( الأنعام : 50 ، 106 ) ( الأحقاف 9 ) ( يونس 15 ) ( الأحزاب 1 )( الجاثية 18 ) ( القيامة 18 )، وأمره الله تعالى باتباع ملة ابراهيم ، وهى محفوظة فى القرآن الكريم (النحل 123 )(الأنعام 161 )( النجم37 ـ )(الأعلى ـ 19 ).
وأمرنا الله جل وعلا باتباع القرآن الكريم ـ شأن النبى محمد ( الأعراف 3 ، 157 ) ( الأنعام 153 ) وأمرنا باتباع ملة ابراهيم ( آل عمران 95 ) ( النساء 125 ) ( الحج 78 ).
2 ـ بكيد الشيطان نصبح أعداء لله تعالى ورسله دون أن ندرى، فالشيطان يجعلنا نتطرف فى حب النبى ليتحول حبنا له الى تأليه وتقديس نتناسى معه جوهر العقيدة الاسلامية التى ناضل وأوذى محمد عليه السلام نفسه فى سبيلها. وأفظع مثل لهذا التأليه أن يكون محمد جزءا تاليا لشهادة التوحيد ، والتى من من المفروض ـ كشهادة توحيد أن تكون شهادة واحدة ولكنهم يجعلونها شهادة ثنائية، ثم يشركون محمدا مع الله تعالى فى الأذان والصلاة ( صلاة الفرض وصلاة السنة ، والتحيات )، بل حتى فى كل مسجد تقريبا يوضع اسم الله تعالى فى جهة واسم محمد فى الجهة المقابلة ، وفى الحج هناك حج لقبره المزعوم ، وهناك صلوات له بزعم الصلاة عليه تضاهىء الصلاة لله تعالى والتسبيح لله تعالى ، بل تزيد . الأساس هنا أنهم قاموا بتقسيم الاسلام بين الله تعالى ومحمد ، وجعلوا شهادة الاسلام ثنائية وليست وحدانية.
ومن العادات المضحكة للتدين الفاسد فى مصر ان يقال عند الوداع " أشهد ان لا اله الا الله " فيرد الطرف الآخر " واشهد أن سيدنا محمدا رسول الله ". والغريب انهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. ولو أنصفوا لرددوا شهادة واحدة هى " لا اله الا الله " وعملوا بها فعلا ، واذن لن يكونوا أعداء لمحمد وربه جل وعلا.
الأنبياء جميعا أرسلهم الله تعالى ليؤكدوا تلك الحقيقة، وقد عانوا وجاهدوا فى سبيل نشرها وكانوا أول الناس ايمانا بها وتفانيا فى نشرها، ثم جاء الشيطان ليحوّل حبنا لهم الى تطرف يجعلهم آلهة مع الله ، وبذلك ينسف أساس دعوتهم ، ويجعلهم فى موقف حرج مع الله تعالى يوم القيامة حين يسائلهم رب العزة عن أولئك الذين عبدوهم : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ؟ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ) الفرقان 17 :18 ).
سادسا : شهادة (لا اله إلا الله ) وكون الرسول رحمة للعالمين :
من خلال القرآن الكريم نتعرف على الحقائق الآتية خاصة بالنبى محمد وبالرسول :
1 ـ محمد خاتم النبيين والرسول رحمة للعالمين :
عن شخص محمد يقول تعالى: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )(الأحزاب 40 )، وفعلا فلم ينجب محمد عليه السلام ولدا عاش حتى بلغ مبلغ الرجال ، أى لم يكن محمد أبا لأحد من رجال المسلمين بعده، وتخيلوا لو حدث فسيكون هذا الابن مقدسا غاية فى التقديس ، تخيلوا التقديس الذى يحظى به الحسين والسيدة زينب وغيرهم وهم مجرد أحفاد من إبنته فاطمة ؟. محمد عليه السلام ليس أبا لأحد من الرجال البالغين ، وهو خاتم الأنبياء . هذه هى صفته باعتباره نبيا ، وقد سبق فى كتابنا (القرآن وكفى ) ـ وهو منشور هنا ـ أن فصلنا فى الفرق بين مدلول النبى ومدلول الرسول ، فقلنا إن مصطلح النبى هو شخص محمد فى حياته وتعاملاته مع عصره و المحيطين به ،أما مفهوم الرسول فهو النبى حين يقرأ القرآن أو الرسالة الالهية ، وبعد موته فالقرآن أو الرسالة هو الرسول . ومن هنا فان محمدا كشخص ليس رحمة للعالمين ، ولكن الرسول هو الذى يظل رحمة للعالمين ، لأن محمدا النبى قد مات ،أما الرسول وهو القرآن بعد وفاة النبى فهو مستمر رحمة للعالمين طالما استمر القرآن الكريم بيننا.
وهنا نتأمل قوله تعالى : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا )( الفرقان 1 )، فالقرآن الكريم أنزله الله جل وعلا على عبده (النبى محمد ) ليكون القرآن الكريم إنذارا للعالمين جميعا من عهد النبى الى قيام الساعة ، فالفرقان هنا ـ أى القرآن ـ هو رسالة إنذار وتحذير وتوعية للعالمين ، ولو استوعبوا هذا الإنذار وتلك التوعية وعملوا بمقتضاها لاستحقوا رحمة الله تعالى يوم القيامة ، وفى هذا المعنى يقول تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)(الأنبياء : 107 )،أى أرسله الله تعالى بالقرآن ليكون القرآن أو الرسالة رحمة للعالمين .
وليس معقولا أن يكون محمدا البشرـ الذى مات ـ رحمة للعالمين ، المعقول أن يكون القرآن أو الرسالة المحفوظة من لدن الله تعالى ـ والتى لا تزال بيننا ـ هى الرحمة الباقية و المستمرة . وهذه الرحمة ليست منحة مجانية لكل من هبّ ودبّ ، بل هى رحمة لمن يؤمن بها ، ويلتزم بها فى سلوكه ، ويموت على ذلك ، وبها تشمله رحمة الله تعالى يوم القيامة فينجو من عذاب النار.
أهمية هذا هنا فى التركيز على الرسالة وهى القرآن الكريم ، فالقرآن هو الذى جاء مصدقا لكل الكتب السماوية السابقة ومهيمنا عليها ، وهو الذى نزلت بشأنه آيتان فى أن الله تعالى يشهد بنزوله من لدنه جل وعلا ، وهو الذى ينهى عن التفريق بين الرسل وأن الايمان يجب أن يكون بالرسل جميعا بلا تفرقة.
الأهمية أيضا هنا هى فى الرد على من يجعل شخص محمد ( رحمة للعالمين ) ليتخذ منها مسوغا لرفع محمد فوق بقية الأنبياء ووضعه الى جانب الخالق جل وعلا.
2 ـ النبى والرسول بين البشرية و الوحى :
يؤكد هذا أن النبى محمدا موصوف بالبشرية مثل بقية البشر ، وأن الوحى الالهى لا يرتفع به فوق البشرية التى يتماثل فيها مع كل الناس ، بل إنه مأمور بأن يعلن أنه بشر مثلنا يوحى اليه أنه لا اله إلا الله : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ )( الكهف 110 ). ويأتى التاكيد على كونه عليه السلام رجلا من العرب الأميين ينذرهم بالوحى الالهى : (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ) ( يونس 2 ). وقد مات ذلك الرجل ـ ذلك البشر ـ وبقى معنا القرآن الكريم محفوظا بيد العلى القدير . وبالتالى فلا يصح أن يكون هذا البشر ـأو الرجل العربى ـ شريكا لله جل وعلا فى شهادة الاسلام ،أو فى أى ملمح من ملامح الألوهية .
سابعا : موضوع ومنطوق الشهادة فى الاسلام واحد فقط لا يتعدد :قد يتعدد الشهود ولكن يكون موضوع الشهادة واحدا لا يتعدد :
هناك شاهد ينطق بالشهادة ، وهناك صيغة الشهادة أو موضوعها التى ينطق بها الشاهد . وهناك شهادات مختلفة متنوعة يشهد فيها أو بها المؤمن أو المؤمنون فى العقيدة و الشريعة ، ولكن موضوع الشهادة نفسه المنطوق على اللسان يكون واحدا لا يتعدد . ونعطى أمثلة للتوضيح :
فى العقيدة :
1 ـ يقول جل وعلا :( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ ) ( آل عمران 18 : 19 ). موضوع الشهادة هنا واحد فقط هو ( لا اله إلا الله ).
2 ـ يقول جل وعلا( لَّكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ) ( النساء 166 ) . موضوع الشهادة هنا واحد فقط هو أن القرآن الكريم نزل بعلم الله جل وعلا.
3 ـ يقول جل وعلا ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهِ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ) ( الانعام 19) . هنا شهادتان لكل منهما موضوعه ، فموضوع الشهادة هنا واحد فقط ، هو فى الأولى أن الله تعالى أوحى للنبى محمد بالقرآن لينذرهم به ، وفى الثانية أنه لا اله إلا الله .
4 ـ يقول جل وعلا ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ( آل عمران 84 : 86 ) موضوع الشهادة هنا واحد فقط هو أن ( الرسول حق ) . والرسول يعنى هنا الرسالة لأن الخطاب عام لكل زمان ومكان بأن من يبتغى غير الاسلام دينا فلن يقبله الله جل وعلا ، فالاسلام هو الدين الذى نزلت به كل الرسالات السماوية ، وأن أولئك الذين شهدوا بأن الرسول حق قد جاءتهم البينات من ربهم ، أى القرآن أى الرسالة. ويلاحظ ان وصف ( الحق ) فى (وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ ) لا يطلق على شخص ، وإنما هو وصف للقرآن الكريم أو لرب العالمين أو يأتى بمعنى العدل ، وبالتالى فالشهادة هنا ليست لشخص محمد وإنما لما نزل عليه من البينات، أو الرسالة .
5 ـ يقول جل وعلا ( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) ( آل عمران 52 : 53 ) موضوع الشهادة هنا واحد فقط هو قولهم : (وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ). ثم جاء بعدها دعاؤهم لله جل وعلا (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )
6 ـ يقول جل وعلا ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) ( آل عمران 64 ) وهنا أمر بهذه الشهادة الواحدة: (فَقُولُوا) أى هم مأمورون بأن يجعلوا موضوع الشهادة واحدا فقط هو: (اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ).
فى الآخرة :
1 ـ يقول جل وعلا ( يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) (المائدة 109 ) موضوع الشهادة هنا واحد فقط هو(لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) أى يطلب الله جل وعلا شهادة الرسل عن مدى إستجابة أقوامهم لهم ، وتأتى شهادتهم واحدة فقط ،أنهم لا يعلمون ، لأن الله تعالى وحده هو علام الغيوب .
2 ـ يقول جل وعلا ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ) ( الانعام 130 ) موضوع الشهادة هنا واحد فقط هو شهادتهم على أنفسهم بالكفر.
3 ـ يقول جل وعلا ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ ) ( الاعراف 37 ) موضوع الشهادة هنا واحد فقط هو شهادتهم على أنفسهم بالكفر.
4 ـ يقول جل وعلا ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)(التوبة 107 ) موضوع الشهادة هنا واحد فقط هو: (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ).
5 ـ يقول جل وعلا ( أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) ( الحشر 11) موضوع الشهادة هنا واحد فقط هو ( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ).
6 ـ يقول جل وعلا ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) (المنافقون 1 ) موضوع الشهادة التى قالها المنافقون واحد فقط هو قولهم (نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ )، وشهادة الله جل وعلا عليهم هى واحدة فقط : (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )
وحتى فى الشريعة والمعاملات :
1 ـ فى تحريم ما أحلّ الله تعالى بهتانا وزورا ، يقول جل وعلا ( قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) ( الانعام 150) موضوع الشهادة هنا واحد فقط هو:(أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا )
2 ـ فى العقوبة السلبية للمشهورات بالفاحشة دون وجود دليل مادى ، يقول جل وعلا ( وَالَّلاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ) ( النساء 15 ) موضوع الشهادة هنا واحد فقط هو إن أولئك النسوة يأتين الفاحشة ، يقول هذه الصيغة الواحدة أربعة من الشهود.
3 ـ فى أخذ اليتيم أمواله من الوصىّ عليه بعد أن يبلغ مبلغ الرجال يقول جل وعلا ( وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) ( النساء 6) موضوع الشهادة هنا واحد فقط هوالاشهاد عليهم باستلامهم أموالهم المدفوعة لهم.
4 ـ عندما يوصى الرجل عند الموت وهو بعيد عن أهله فى سفر أو غربة فلا بد من وجود شاهدين يسمعان منه وصيته ، ويبلغان الشهادة للأهل وصاحب السلطة فى المجتمع ، فلو ظهر أنهما كاذبان فيقوم إثنان غيرهما ، يقول جل وعلا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) (المائدة 106 : 108) موضوع الشهادة الأولى واحد فقط هو: (لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ) فإن كذبا فيشهد ويقسم إثنان آخران بقول محدد ، وهو : (لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ )
5 ـ يقول جل وعلا (قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ ) يوسف 26 :27) موضوع الشهادة هنا واحد فقط هو : ( إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ )
6 ـ عندما يلاعن الزوج زوجته متهما إياها بالزنا ـ دون تقديم شهود ثلاثة معه ، يقول جل وعلا : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ)(النور 6 : 9 ) موضوع الشهادة هنا واحد فقط هو إتهام الزوجة بالزنا فى أربع مرات ، وفى الشهادة الخامسة يشهد بأن لعنة الله جل وعلا عليه إن كان كاذبا. ونفس الحال مع الزوجة المتهمة ، تشهد أربع شهادات بصيغة واحدة أن زوجها كاذب فى اتهامه لها ، وفى الشهادة الخامسة تشهد بأن غضب الله جل وعلا عليها إن كان زوجها صادقا فى اتهامه لها. الموضوع هنا واحد ومحدد.
7 ـ عن الانفصال النهائى بعد مرحلة الطلاق ، يقول جل وعلا ( فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ) ( الطلاق 2 ) موضوع الشهادة هنا واحد فقط هو أن يشهد إثنان من الشهود العدول بأن الزوجة المطلقة بعد بلوغ عدتها وهى فى بيت الزوجية قد أمسك بها زوجها أى تمسك بها بالمعروف ولم يرد الانفصال عنها ،أو أنه فارقها وانفصل عنها أيضا بالمعروف .
يتضح مما سبق أن منطوق الشهادة ومضمونها واحد ، حتى لو تعددت الشهادات و تعدد الشهود ، وبالتالى فلا يصح أن يتعدد منطوق الشهادة ومضمونها كأن تقول : ( أشهد أن لا اله إلا الله وأن فلانا رسول الله )
خامسا ـ هل كان عليه السلام يدعو للايمان به أم الى الايمان بالقرآن ؟
1 ـ كان عليه السلام يجاهد المشركين سلميا بالقرآن الكريم ( فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ) ( الفرقان 52 )، وبه كان ينذرهم ( وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) ( الأنعام 51 ) ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ )( الشورى 7 ) وبالقرآن الكريم كان عليه السلام يعظ المؤمنين ويذكّرهم : (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ) ( ق 45 )
2 ـ فى دعوته المشركين لم يكن عليه السلام يدعوهم الى الايمان به ولكن الى الايمان بالقرآن الكريم ، لم يكن يقدم لهم نفسه ولكن يقرأ عليهم القرآن الكريم داعيا أن يؤمنوا بهذا القرآن ، وقد تكرر هذا فى القرآن الكريم ، ومنه نعرف كيف كانت تختلف مواقفهم حين الاستماع الى القرآن الكريم :
* منهم من كان يجادل بالباطل متهما القرآن بأنه أساطير ، ويقوم بحملة دعائية ضد القرآن ناهيا عن الاستماع له وآمرا بالابتعاد عنه ، وجاء وصفهم فى قوله تعالى : ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَاؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) ( الأنعام 25 : 26 ).
* وبعضهم فى النهى عن الاستماع للقرآن الكريم كان أيضا يأمر بالتشويش على القارىء باللغو فى الكلام : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ) ( فصلت 26 )
* وكان بعضهم يرفض الاستماع للقرآن متبجحا بأنه قد سمع بما فيه الكفاية ، وأنه يستطيع الاتيان بمثله ،متهما القرآن بأنه أساطير الأولين ، بل كان يرفع يديه الى السماء داعيا الله تعالى أن ينزل عليه الهلاك إن كان هذا القرآن من عند الله تعالى : (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ( الأنفال 31 : 32 )
* وبعضهم كان يقولها بصراحة ؛ إنه لا يعجبه هذا القرآن ويطلب من النبى ان يبدله ويخترع قرآنا آخر على هوى المستمعين : (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ) ويأتى الرد ( قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُل لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ) ( يونس 15 : 17 )
* وبعضهم كانت عيناه تنطق بالغضب حين يسمع القرآن ، وينظر شذرا للنبى محمد عليه السلام وهو يقرأ عليه آيات القرآن متهما النبى عليه السلام بالجنون : (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ) (القلم 51 )
* وبعضهم ـ حين كان يتلى عليهم القرآن ـ كانوا يكادون يفتكون بالقارىء :(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا) ( الحج 72 ) وهنا إشارة الى أن بعض أوائل الصحابة كان يشارك فى الدعوة الى الاسلام بقراءة القرآن متابعا لطريقة النبى فى الدعوة بالقرآن .
* وبعضهم كان يعرض عن الاستماع للقرآن ويستهزىء به :( وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ َسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) ( الجاثية 7 ـ ) أو يشترى لهو الحديث و الأساطير يحكيها للناس ليلهيهم عن الاستماع للقرآن الكريم (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ( لقمان 6 : 7 ).
أى إنه عليه السلام لم يكن يطلب من الناس الايمان به بل كان يطلب منهم الايمان بالقرآن الذى أنزله الله تعالى عليه ، ولذلك كان يتلوه عليهم وهم لما يسمعون رافضون .
3 ـ ومن خلال معاناتنا فى الدعوة الى الرجوع الى القرآن الكريم فان أصحاب الديانات الأرضية ـ خصوصا السنيين ـ يتصرفون نفس التصرف حين نستشهد لهم بالقرآن الكريم ، لذا فإن من إعجاز القرآن الكريم وآياته أنه لا يجعل كلامه خاصا باهل مكة أو المشركين فى عهد النبى ، وإنما يجعلها حالة عامة تتكرر فى كل زمان فى التعامل مع هدى القرآن ، وهى فعلا تتكرر فى عصرنا وفيمن نعرفه من الناس . لذلك يقول تعالى مثلا :( وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ َسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) ( الجاثية 7 ـ )، ولو تمعنت فى الايات الكريمة وجدتها تشير الى عصرنا كما لوكانت نزلت فى عصرنا ، وكذلك كل الايات السابقة ، إقرأ مثلا قوله جل وعلا : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ( لقمان 6 : 7 ) أى طالما يوجد (ناس ) فمن الناس من يفعل هذا . وهكذا يفعل ( الناس ) فى عصرنا هذا .
سادسا : السجود إيمانا بالقرآن كان شهادة الاسلام العملية فى عهد النبى محمد عليه السلام .
1 ـ فى مقابل التكذيب من المشركين كان المؤمنون من أهل الكتاب يسارعون باعلان ايمانهم بالقرآن حين كان عليه السلام يتلو عليهم آياته :( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً )(الاسراء 105 ـ ).
نلاحظ هنا أنهم سجدوا معلنين ايمانهم بما سمعوا ، حيث تذكروا وعد الله تعالى لأسلافهم فى عهد موسى عليه السلام حين رفع فوقهم جبل الطور واخذ عليهم الميثاق ، فسجد الأسلاف على أذقانهم وهم ينظرون الى جبل الطور المرفوع فوقهم يظنون أنه واقع بهم ( وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(الأعراف 171 ). وأعتادوا من وقتها السجود على الأذقان إعلانا للايمان ، فلما قرىء عليهم القرآن الكريم ـ وهم أصحاب العلم القديم ـ بادروا باعلان شهادتهم بالسجود على الأذقان وفق ما اعتادوا.
وقد قال جل وعلا عن موقف الصالحين من أهل الكتاب حين تتلى عليهم آيات الرحمن : (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ) ( مريم 58 ) ،أى انه ليس فقط أن تسجد حين تدخل فى الاسلام إيمانا بما أنزل الله تعالى من كتاب ، ولكن تسجد أيضا كلما تليت عليك آيات الرحمن ، فالسجود إعلان بالدخول فى الاسلام وإعلان باستمرار الانتماء الى الاسلام ، ويتكرر هذا كلما وعظك أحد بالقرآن الكريم ، يقول جل وعلا عن المؤمنين الحقيقيين : (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ) ( السجدة 15 ).
بل إن سحرة فرعون الذين لم تكن لهم خلفية دينية صحيحة والذين أتوا لمنافسة موسى خدمة لفرعون ـ عندما فوجئوا بآية موسى أعلنوا ايمانهم برب موسى وهارون بأن سجدوا فورا لله جل وعلا : (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ )( الأعراف 120 ـ )
2 ـ فالسجود عند تلاوة القرآن الكريم كان هو الشهادة المعلنة للدخول فى الاسلام، لذلك نرى العكس فى موقف المشركين ، يقول تعالى عنهم: ( فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ )(الانشقاق 20 ـ ) ،أى بدلا من أن يؤمنوا حين يستمعون لقراءة القرآن وبدلا من السجود إيمانا به كانوا يعلنون تكذيبهم للقرآن الكريم برفض السجود .
ولقد ارتبط الكتاب الالهى باسم الرحمن قبل نزول القرآن الكريم ، ونلمح هذا من قوله تعالى عن الصالحين من أهل الكتاب من ذرية الأنبياء السابقين : (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ) ( مريم 58 ). ونزل القرآن الكريم مرتبطا أيضا باسم الرحمن الذى علّم القرآن : (الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) ( الرحمن 1 : 2 )،ولذلك ارتبط أيضا تكذيب المشركين بنفورهم من اسم (الرحمن ) ، ورفضهم السجود للرحمن حين يتلى عليهم القرآن : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا )( الفرقان 60 ).
ونعطى مثلا لرفضهم السجود للرحمن وتكذيبهم للقرآن باستعراض بعض آيات سورتى القلم و النجم ، وهما من أوائل ما نزل من القرآن الكريم.
تبدأ سورة (القلم ) بالقسم بالقلم وما يسطره القلم بأن النبى محمدا ليس مجنونا حينما نزلت عليه نعمة ربه وهى القرآن الكريم (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ )، وهذا جاء ردا على اتهامهم للنبى محمد عليه السلام بالجنون . ثم بعدها يشير رب الى محاولة المكذبين بالقرآن التاثير على النبى فيأمره ربه جل وعلا ألاّ يطيع المكذبين للقرآن الكريم ، سواء من كان منهم مداهنا كالأفعى أو كان فظا غليظ القلب : (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ ).... (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ). وهم جميعا كانوا يرفضون السجود للقرآن الكريم مع استمرار دعوتهم للسجود إيمانا بالكتاب الكريم ، ولذا سيكون من عقابهم يوم القيامة أنهم سيحاولون السجود ندما ـ بعد فوات الأوان ـ فلا يستطيعون :(يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ) والسبب فى هذه المهانة أنهم كانوا يكذبون بالقرآن الكريم ، لذا يقول جل وعلا للنبى محمد : ( فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ). ثم تنتهى السورة برسم حىّ نابض لمشاعرهم حين كان يتلو عليهم النبى محمد عليه السلام آيات القرآن ، كانوا ينظرون له شذرا فى كراهية ويتهمونه بالجنون مع أن الله تعالى أنزل هذا القرآن الكريم ذكرا للعالمين :(وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ) (القلم 1 : 2 ، 8: 10 ، 15 ، 42 : 44 ، 51 : 52 ). يهمنا فيما سبق التأكيد على دعوتهم للدخول فى الاسلام بالسجوك للقرآن ، وأنهم كانوا يرفضون .
وبنفس الطريقة تبدأ سورة النجم بالقسم بالنجم بأن صاحبهم محمدا ـ الذى صاحب المشركين وعرفوا صدقه وأمانته ـ لم يقع فى الضلال والغواية عندما نزل عليه الوحى القرآنى ونطق به وأخذ يتلوه داعيا قومه للسجود للرحمن إعلانا عن إيمانهم بهذا الوحى الالهى:(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى)(النجم 1 ـ ) وتنتهى السورة بالاشارة الى موقف المشركين من القرآن الكريم، وتدعوهم الى اعلان الايمان به سجودا لله جل وعلا : (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) ( النجم 59 : 62)
3 ـ وفى كل الأحوال فان القرآن هو الأساس فى الرفض أو القبول ، فالمؤمن ينشرح صدره إذا سمع القرآن ويزداد به ايمانا ، والمشرك يضيق صدره بما يسمع، بل يزداد طغيانا وكفرا ، وليس هذا مقصورا على عهد النبى محمد عليه السلام ، بل هو حكم عام يسرى فى كل زمان ومكان ، ونعانى منه فى وقتنا هذا وفى مجتمعات تنتمى الى الاسلام بالاسم وهى تكرر أفعال مشركى العرب فى عهد النبوة.
وللتدليل على صحة ما نقول نستشهد بالايات الكريمة التالية :(فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ) ( الأنعام 125 : 126 ) (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) ( الأنفال 2 ) (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) ( المائدة 64 ، 68 )( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ ) ( التوبة 125 : 126 ).
4 ـ وليس شرطا أن يكون هذا السجود لله تعالى فى حضور النبى محمد عليه السلام لأنه ليس فى الاسلام كهنوت ،بل هو علاقة خاصة ومباشرة بين المخلوق وخالقه جل وعلا ، ويتم بها الانقياد بالعقيدة و السلوك لله تعالى وحده ،وليس إنقيادا لمحمد أو غيره من المخلوقات . لذلك فقد تحدث رب العزة عن مؤمنين آمنوا فى مكة بعد الهجرة و لم يعرفهم النبى محمد حيث كان فى المدينة بعيدا عنهم . وأولئك المؤمنون أعلنوا لله جل وعلا إيمانهم وسجدوا له أيمانا بالقرآن الكريم ، وبلغ من إهتمام رب العزة بسلامتهم أن منع المسلمين من الهجوم على مكة ردا على إعتداء مشركى مكة ، خوفا من أن تؤدى الحرب الى قتل أولئك المؤمنين فى مكة والذين لا يعلم النبى والمؤمنون عنهم شيئا ، يقول جل وعلا : ( هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) ( الفتح 25 ).
ونفس الحال حين أدرك العرب فى النهاية عبث عبادة الأصنام والقبور ، بعد أن ذاع بينهم القرآن فآمنوا ودخلوا فى دين الله بالآلاف دون أن يكون محمد النبى شاهدا على اسلامهم وعلى قولهم ونطقهم الشهادة. ثم قابلهم عليه السلام بعدها ورآهم فى حجة الوداع أفواجا يقول جل وعلا له:( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ) (النصر 1 : 2).
5 ـ إنّ الدخول فى ( دولة الاسلام )هو الذى يستلزم الدخول فى العهد والعقد. وهنا يتجلى الفارق بين الاسلام ودولة الاسلام .
الاسلام علاقة خاصة بين المخلوق وخالقه جل وعلا ، لا تستلزم واسطة أو شهادة رسمية أو حضورا بشريا من أحد . وهنا يختلف الاسلام دين الله جل وعلا عن أديان البشر الأرضية حيث الكهنوت والمؤسسات الدينية و( رجال الدين ) بملابسهم الخاصة بألوانها الخاصة وتصميماتها الخاصة ، ودرجاتها ورموزها وطقوسها و طرقها العبقرية فى استجلاب و استحلاب أموال الناس.
ومع أن دين الاسلام لا يستلزم هذا الإشهار فى دخول الاسلام أو الاشهار فى اعلان شهادة الاسلام فإن الأمر يختلف بالنسبة لدخول دولة الاسلام . لأن الدولة فى الاسلام هى تعاقد بين الناس تتم على أساسه قيام سلطة مهمتها إقرار العدل وحرية الفكر والمعتقد طبقا لقاعدة:(لا إكراه فى الدين). وفى هذا العقد يدخل الأفراد جميعا من رجال ونساء : (المائدة 7 ) ( الممتحنة 12 ) ، ثم هناك عهد آخر بالدفاع عن الدولة عند الخطر:( الأحزاب 15 ، 22: 24 )( الفتح 18، 10 ). وقد فصّلنا هذا فى مقالات سبقت.
أخيرا : المنافقون هم الذين كانوا يأتون للنبى يشهدون له أنه رسول الله :
1 ـ المشركون يتركز اهتمامهم على شخص النبى فيرفضون الكتاب السماوى حسدا منهم لشخص النبى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ) ويرد عليهم رب العزة : ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) (الأنعام 123 : 125 ).
2 ـ والمشركون الذين كانوا يدخلون فى الاسلام خداعا ونفاقا كانوا يحرصون على إعلان إيمانهم على مشهد من المؤمنين وملأ من المسلمين ، وكان ينزل الوحى القرآنى يفضحهم ، يقول جل وعلا : (وَإِذَا جَاؤُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ ) ( المائدة 61 ). والسخرية هائلة من أولئك الذين يدخلون بالكفر ويخرجون به مع إعلانهم الايمان .
وبعضهم كان يحلو له خداع المؤمنين بهذا الاعلان عن الايمان ، ثم بعد ان يخلو بعضهم ببعض يتندرون على المؤمنين وخداعهم للمؤمنين ، وهم فى الحقيقة يخدعون أنفسهم مما يشعرون : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ).. (وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ)(البقرة 8: 9 ، 14 )
وبعضهم كان يؤكد ايمانه و اسلامه بأن يقسم بالله أغلظ الايمان ،وسرعان ما تفضحهم أعمالهم ، أو كفرهم السلوكى فيراهم المؤمنون على حقيقتهم أشد الناس كفرا ، يقول جل وعلا عنهم : (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ ) ( المائدة 53 )
وبعضهم كان يذهب للنبى محمد يؤكد اسلامه وطاعته ، ثم يخرج من عنده يتآمر عليه ويكذب عليه ؛ ينسب له أقوالا لم يقلها ، وينزل القرآن يفضحهم ويأمر النبى محمدا عليه السلام بالاعراض عنهم : (وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ) ثم يوجّه الله تعالى لهم نصيحة بصيغة استنكارية تقول : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) ( النساء 81 : 82 )، لأنهم لو تدبروا القرآن الكريم بقلب مفتوح لأمنوا حق الايمان وما احتاجوا لهذا الخداع .
وتكرر مرة أخرى قوله تعالى (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) تعليقا على موقف ممائل يتحدث عن أولئك المنافقين الذين كانوا يكرهون ما أنزل الله ، وكانوا يدخلون على النبى يؤكدون إيمانهم ثم إذا خرجوا من عنده استهزءوا بالاسلام : ( محمد: ـ 16 : 24 )
ومما سبق نفهم قوله جل وعلا عن المنافقين : ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ( المنافقون 1: 2 ). فقد حرص المنافقون على المجىء للنبى ليشهدوا أمامه ـ كذبا وخداعا ـ قائلين له (إنك لرسول الله ) ويأتى الرد بأن الله تعالى يعلم بأنه رسول الله ، ولكن يشهد الله جل وعلا بأن المنافقين كاذبين فى شهادتهم لأنها لا تعبر عن حقيقة ما فى قلوبهم من تكذيب للرسول وكفر بالقرآن الكريم وعداء للاسلام.
المنافق هو الذى يحتاج الى إشهار إيمانه رهبة أو رغبة ، وهكذا كان يفعلون فى حياة النبى محمد يشهدون له بأنه رسول الله ، وكان القرآن الكريم ينزل يخبر بما فى قلوبهم ، داعيا أحيانا الى أن يتدبروا القرآن الكريم .
3 ـ وانتهى القرآن الكريم نزولا ، ومات خاتم الأنبياء عليهم جميعا السلام، ومالبث أن عادت عقائد الشرك تغزو قلوب المسلمين فاخترعوا لها بالافتراء أديانا أرضية ، تبدأ عقيدة الشرك فيها بإضافة اسم محمد الى شهادة الاسلام توطئة لتقديس مخلوقات أخرى الى جانبه .
وبسبب تعمق هذا الزيف فى قلوب الأغلبية الساحقة من المسلمين فإن القارىء لهذا المقال يستغربه ، وقد يستهجنه ، ولأنه لا يستطيع إنكار الايات القرآنية التى يقوم عليها ولا يستطيع الهجوم على القرآن الكريم فلا يتبقى له إلا الهجوم على كاتب المقال.
4 ـ بسيطة ..
غفر الله تعالى لنا ولكم ، وهدانا وإياكم قبل أن يأتى أحدنا الموت ..
الدكتور الكريم أحمد صبحي منصور
تحية طيبة وبعد:
سبق التأكيد على نهى الله جل وعلا عن التفريق بين الرسل ، وأن من يصمم على هذا ويموت عليه هذا يلقى الله تعالى كافرا طبقا لما جاء فى القرآن الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا )
وأنا أقول أن من حقك أن تبدي وجهة نظرك ولا غبار عليها إطلاقاً وهذا في حالة عدم تكفيرك لمسلم مثلك، فهل معني عبارتك السابقة أن من مات علي شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فهو يتساوي بالذي يشرك بالله أو ينكر الألوهية علي الإطلاق.... هذا بالطبع مستحيل تماماً... إن المراد من تلك الآية السابقة هو توجيه الله تعالي للناس بألا يكونوا كاليهود والنصاري فلا يجب عليهم أن يغلوا في دينهم فيدعوا أن المسيح إله أو موسي هو الرسول الخاتم مثلاً.... فلو فعل المسلمون فعلهم المذموم هذا فقد يرفعونه إلي مصاف الألوهية دون أن يدروا كما يفعل معظمهم اليوم فيدعي أن الرسول سوف يشفع لأمته يوم القيامة وأن أعمال الأمة كلها تعرض عليه في قبره، وبالطبع فهنا فقط تكمن الخطورة... أما أن يشهد بأن محمداً عبد الله ورسوله فهذا هو منتهي صحة الاعتقاد وسلامته..
جميع الملل تشهد ألا إله إلا الله بظاهر أقوالهم فقط، فالمسيحي يشهد ألا إله إلا الله ولكنه في الوقت ذاته يدعي تارة أنه المسيح، وتارة أخري يدعي أن المسيح هو ابن الله.... واليهودي يشهد بذلك ظاهراً أيضاً فقط، ولكنه لا ينزه الله ولا يوقره ويتبع التحريفات التي طرأت علي كتابه والتي تصور الله تعالي بصفات لا يمكن أن تكون في إنسان سفيه فضلاً عن كونه إله (سبحانه وتعالي عما يقولون وعما يصفون علواً كبيراً) فكلاهما يكفر بمحمد وينكر نبوته ورسالته، وكذلك الأمر في سائر الملل والنحل.. ولكن المسلم عكس ذلك تماماً.... فهو يشهد ألا إله إلا الله في ضميره وعقله ووجدانه أولاً.... ثم تأتي شهادته بأن محمداً هو عبد الله تعالي ورسوله والتي بموجبها يشهد بعظمة القرآن الكريم وتنزيهه للإله الذي آمن به سلفاً فتكون شهادته صحيحة بنسبة مائة في المائة قولاً وفعلاً واعتقاداً بعكس الملل الأخري.... فلا تصح الشهادة الأولي دون الجهر بالشهادة الثانية لأن الثانية هي التي سوف تميز بينه وبين غيره ممن يدعون إيمانهم بألا إله إلا الله مشقشقين بها ألسنتهم فقط، هذا فضلاً عن الاعتراف الضمني من خلالها بجميع الأنبياء والرسل وصدق رسالة السماء.
وأستطيع أن أختم مداخلتي بالشهادة الآتية:
أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله
وأسأل الله تعالي أن يتوفني عليها وأن أبعث عليها يوم الدين
أجل، إن الآذان قد وصل إلينا بالتواتر، ولا أري فيه أي شائبة أو أي عبارة مشينة أو شركية.... فما الذي لا يعجبك فيه هل هي صيغته أم ارتفاع الصوت كما قلت هنا.... وبمعني آخر.. فهل حينما يخفض المؤذن صوته فسوف يعجبك الآذان حينئذ...؟؟.. ألا تري أنك تخلط الحابل بالنابل هنا والأمور بعضها ببعض..!!.
أنا أؤيدك في أن اقتران اسم محمد باسم الله تعالي كما يكتبون في صحون المساجد هو شرك صريح ولا غبار عليك في تلك النقطة
تقول: فهل كان من قبلنا من الحواريين يقولون مثلا أشهد أن لا إله إلا الله و أن عيسى رسول الله؟
وأقول لك نعم، وأضف إلي ذلك أيضاً أنهم كانوا يشهدون بأن محمداً رسول الله، ألم تقرأ الآية التي تقول: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف 127).
تقول أيضاً: إذا كان هذا الآذان هو الذي كان في عهد الرسول عليه السلام يرفع و هو الذي وصل إلينا متواترا بزعمهم، كيف لا نجده موحدا؟ وكل يدعي الوصل بليلى و ليلى لا تقر بذلك.
وسؤالي لك الآن هو: ما دليلك علي عدم توحيد صيغة الآذان..؟؟.. أرجو أن تذكر لنا عدة صيغ مختلفة للآذان لو تكرمت علينا بذلك، فإن لم تستطع فلا تتقول بأشياء ليس لها أي أساس من الصحة.
تحياتي
يقول الله تعالي: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران 18).
ومعني ذلك أن الله تعالي يشهد ألا إله إلا هو قبل أي مخلوق خلقه...
يقول تعالي أيضاً: (إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) (المنافقون 1).
ومعني ذلك أيضاً أن الله تعالي يشهد أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عبده ورسوله...
فإذا كان رب العالمين يشهد ألا إله إلا وهو وأن محمداً عبده ورسوله، فكيف لا نشهد نحن بذلك....؟؟..
ثم إنني أراك يا دكتور أحمد صبحي منصور تتكلم عن الرسول عليه الصلاة والسلام أحياناً بما لا يليق به (معذرة ولكنها الحقيقة ومن باب التذكرة أيضاً).. فحينما تتكلم عن الرسول عليه الصلاة والسلام تقول (عليه السلام) فقط ولا تقول (عليه الصلاة والسلام)، وأري أن ذلك يعد انتقاصاً لحق من حقوقه التي منحه الله إياها..... فكيف تسلم عليه دون أن تصلي عليه علي الرغم من أنك مأمور بالصلاة عليه...؟؟ يقول الله تعالي: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب 56).
أرجو من سيادتك إعادة التفكير مرة أخري في المقال، فالأمر جد خطير
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
الاستاذ الكريم أبو ريا
أنا أعتذر أخي الكريم إن كنت أتدخل هنا و لكن رغم أنك توجه كلامك للدكتور أحمد (و لغيره من قبل) و لكن أحببت ان أعطي رأي الشخصي بخصوص ما تقوله لعله يفضي الى شيء:
- تقول عن سؤال سابق للأخ إبراهيم (وأقول لك نعم، وأضف إلي ذلك أيضاً أنهم كانوا يشهدون بأن محمداً رسول الله، ألم تقرأ الآية التي تقول: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف 127).) و السؤال كان ( فهل كان من قبلنا من الحواريين يقولون مثلا أشهد أن لا إله إلا الله و أن عيسى رسول الله؟) .... الحقيقة هناك تغيير في الالفاظ كبير .. فالاية تقول "يتبعون الرسول" ..و ليس"يشهدون للرسول") و الاية نفسها تفسر لنا هذا الاتباع بأنه أتباع للنور الذي أنزل مع الرسول النبي - أي القرءان - ... فالكلام هنا هو عن مدي اتباعهم و تقيدهم بالرسالة فإذا أردنا أن نطلق معنى آخر للشهادة بحسب هذه الاية عندها تصبح الشهادة للرسول عبارة عن اتباع لرسالته.
- تقول (يقول تعالي أيضاً: (إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) (المنافقون 1).ومعني ذلك أيضاً أن الله تعالي يشهد أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عبده ورسوله ) مرة أخرى هناك تغيير في ألفاظ الاية الواضحة للعيان: الاية تقول "أن الله يعلم" (بديهية) أن محمد رسوله ، و لم تقل "أن الله يشهد" أن محمد رسوله! و هناك فرق .. بل إن هذه الاية من أدلة الحض على عدم حصر الاسلام بضرورة الشهادة لمحمد بالرسالة.... فهؤلاء المنافقين كانوا يظنون أنهم بشهادتهم لمحمد بالرسالة فإنهم أصبحوا مسلمين ، و الله يقول لا داعي للشهادة لمحمد بالرسالة لأنه يعلمها بل كان الاولى من هؤلاء المنافقين العمل بمقتضى الرسالة و ليس مجرد ترديد الشهادة على اللسان.
- أما بخصوص الاذان .. فلا أظن أنه من الضرورات و إنما هو أداة من الممكن تغييرها... فليس لكيفية الاذان دليل مباشر من القرءان
- اما بخصوص الصلاة على النبي .. فالاية تطلب منا أن "صلّوا عليه و سلموا تسليما" فلا أدري كيف يصبح قولنا "عليه الصلاة و السلام " أو "صلى الله عليه و سلم" هو صلاة و تسليم عليه... فالله يقول صلوا عليهّ و نحن نقول الصلاة عليه! ليس هناك منطق في هذا بتاتاً... تماما مثل أن تقول لشخص ما "رد على الجرس" فيرد عليك فيقول "على الجرس الرد".... أعتقد أن الاية تطلب منا أن نفعل شيئا و نحن نرد أن ذلك الشيء مفعول أو موجود... لهذا أظن أن معنى تلك الاية هي الطلب و الحض على إبقاء الصلة و هي متعلقة بالرسالة نفسها
و الله اعلم
يرجى مراجعة مقالات الأخ شريف هادي
حيث أنه حل هذه القضية:
الأسلام جاء في القرآن على معنيان
المعنى الأول : الأسلام بالمعنى الأعتقادي وهو التوحيد الخالص لله تعالى فقط, وهو الأقرار بوجود اله واحد فقط وهو الله سبحانه وتعالى: اي بأختصار الأقرار ب "لا اله الا الله". أي بأختصار الأسلام هنا جاء بمعنى "التوحيد". وهنا هذا الأسلام موجود عند اليهود والنصارى والمسلمين.
المعنى الثاني: الأسلام بالمعنى الديني أي الأسلام كمجموعة من : العقائد + الأخلاقيات+مناهج العبادات+ شرعات. وهنا الأسلام بهذا المعنى المقصود بة "كل" ما نزل على محمد وهي الرسالة الأخيرة. وهنا لابد من الأقرار بأن محمد رسول الله بالأضافة الى باقي الرسل طبعا ولا بد من الأخذ بالقرآن ومافية من مناهج للعبادات وشرعات تختلف عن ما سبقها عند أهل التوراة والأنجيل.
طبعا الأسلام بالمعنى الثاني يبدا بشهادة أن لا اله الا الله والأيمان باليوم الآخر وعمل الصالحات وبأن جميع الأنبياء المذكورين في القرآن أنبياء الله, والأيمان بوجود الملائكة , والأيمان بكتب الله سبحانه وتعالى المذكورة في القرآن. وينتهي بالعمل بالشرعات المذكورة في القرآن وخصوصا الأبتعاد عن المحرمات المذكور في آيات القرآن.
من يتصور بأن الشهادتين لازمة للدخول في الأسلام بالمعنى الأول فهو طبعا قد أرتكب أشراكا.
من يتصور بأن الشهادتين لازمة للدخول في الأسلام بالمعنى الثاني فلدية حق, حيث أن الأسلام بالمعنى الثاني معناه مجموعة كل التعاليم التي نزلت الى محمد ومن ضمنها الأعتراف بنبوة محمد, وألا أصبح مكذبا بالقرآن وهو ما لايحتملة الدخول في الأسلام بالمعنى الثاني.
مع التقدير
أخي الكريم محمود دويكات تحية طيبة وبعد:
لا تعتذر عن أي شئ يا أخي، فمن حق أي إنسان أن يدلي برأيه هنا كيفما يشاء ووقتما يشاء، وأنا علي كل أحترم رأيك الشخصي وإن اختلفت معه، تقول:
الحقيقة هناك تغيير في الالفاظ كبير .. فالاية تقول "يتبعون الرسول" ..و ليس"يشهدون للرسول") و الاية نفسها تفسر لنا هذا الاتباع بأنه أتباع للنور الذي أنزل مع الرسول النبي - أي القرءان - ... فالكلام هنا هو عن مدي اتباعهم و تقيدهم بالرسالة فإذا أردنا أن نطلق معنى آخر للشهادة بحسب هذه الاية عندها تصبح الشهادة للرسول عبارة عن اتباع لرسالته. ولكنني أحب أن أذكرك أخي الفاضل أن إتباع الرسول فيما يتعلق بخبر السماء يستلزم التصديق والإيمان برسالته أولاً، أي أن هذا المتبع لا بد أن يشهد أن الذي يتبعه هو رسول الله ثم يتبعه بعد ذلك دون أعمال لعقله ومسلماً قياده له في كل ما يقول أو يأمر به، فمن غير المعقول أن يتبع شخص شخصاً آخر يخبره بأن رسول دون أن يؤمن برسالته ويشهد له بالنبوة والرسالة... أليس كذلك..؟
بل إن هذه الاية من أدلة الحض على عدم حصر الاسلام بضرورة الشهادة لمحمد بالرسالة.... فهؤلاء المنافقين كانوا يظنون أنهم بشهادتهم لمحمد بالرسالة فإنهم أصبحوا مسلمين ، و الله يقول لا داعي للشهادة لمحمد بالرسالة لأنه يعلمها بل كان الاولى من هؤلاء المنافقين العمل بمقتضى الرسالة و ليس مجرد ترديد الشهادة على اللسان.
كلا يا أخي، فالأمر ليس كما تتصور، فالمنافقين لم يشهدوا للرسول عليه الصلاة والسلام بالرسالة أو النبوة، وذلك بدليل أن الله قد قال في نهاية الآية (والله يشهد أن المنافقين لكاذبون)، وإلا فلماذا سماهم الله تعالي بالمنافقين...؟؟.. بالطبع لأنهم يُظهِرون ما لا يبطنون كنوع من الرياء، فلو كانوا يشهدوا أنه رسول الله وخاتم النبيين دون أن يعملوا بتلك الشهادة لما صح أن يصفهم الله تعالي بالمافقين، وإنما كان من الممكن أن يصفهم حينئذ بأنهم ضالين أو عاصين أو ما إلي ذلك.
أما بخصوص الاذان .. فلا أظن أنه من الضرورات و إنما هو أداة من الممكن تغييرها... فليس لكيفية الاذان دليل مباشر من القرءان
للأسف أن الدكتور أحمد صبحي منصور قد بالغ كثيراً في هذا الأمر فجعل تلك الشهادة في الآذان بمثابة شرك صريح، وبالطبع فهذا خطأ كبير، فأنا كمسلم أشهد ألا إله إلا الله وأشهد بصدق رسالة سيدي محمد عليه الصلاة والسلام مع إيماني الراسخ بأنه مجرد عبد لله تعالي وبشر مثلنا ولكن الله تعالي قد فضله علينا بتشريفه وتكليفه أيضاً بالرسالة وتطهيره وتنقيته وجعله من عباده المخلصين، فأين الكفر والشرك في ذلك...؟؟..!!..
ثم إن الأخ إبراهيم دادي قد ادعي أن هناك عدة صيغ مختلفة للآذان، وقد طالبته بالدليل ولكنه أخفق في ذلك تماماً.
اما بخصوص الصلاة على النبي .. فالاية تطلب منا أن "صلّوا عليه و سلموا تسليما" فلا أدري كيف يصبح قولنا "عليه الصلاة و السلام " أو "صلى الله عليه و سلم" هو صلاة و تسليم عليه... فالله يقول صلوا عليهّ و نحن نقول الصلاة عليه! ليس هناك منطق في هذا بتاتاً... تماما مثل أن تقول لشخص ما "رد على الجرس" فيرد عليك فيقول "على الجرس الرد".... أعتقد أن الاية تطلب منا أن نفعل شيئا و نحن نرد أن ذلك الشيء مفعول أو موجود... لهذا أظن أن معنى تلك الاية هي الطلب و الحض على إبقاء الصلة و هي متعلقة بالرسالة نفسها
للمرة الثانية فليس الأمر كما تتصور يا أخي الفاضل، فحينما نقول عليه الصلاة والسلام فإننا نعني أنه عليه صلاة والله وملائكته الذين يصلون عليه... وكذلك فإننا حينما نقول صلي الله عليه وسلم فإننا لا ندعوا له بأن الله تعالي يصلي عليه، إذ أن هذا الأمر محسوم سلفاً من الله تعالي، ولكنني أري أنه من الخطأ أن نقول (اللهم صل علي سيدنا محمد)، لأن الله تعالي قد صلي عليه بالفعل هو وملائكته، وبالطبع فهذا المثل يختلف تماماً عن المثل الذي أوردته حضرتك "رد علي الجرس".
أشكرك أخي الفاضل
اشكرك وأتفق معك تماماً فيما ذهبت أنت إليه وجميع المسلمين بأن الشهادتين هما شئ واحد لا يمكن أن ينفصل أو يتجزأ أبداً، فهيا بنا نشهد جميعاً أن لا إله إلا الله وأن سيدنا ونبينا محمد عبد الله ورسوله.
إن شهادة أن محمداً عبد الله ورسوله وإنما هي اعتراف ضمني بأن جميع الأنبياء الذين ذكرهم الله تعالي في القرآن هم من عند الله ولا يجب أن نفرق بين أحد منهم... ولكن العكس غير صحيح علي الإطلاق، بمعني أننا لا يمكن أن نعترف بجميع الأنبياء الموجودين في القرآن الكريم دون أن نعترف بالقرآن الكريم نفسه.... وهذا لن يتحقق إلا في حالة عدم اعتراف الشخص بنبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وهذا بالطبع تناقض واضح.
تحياتي
أشكرك جزيل الشكر على ردك ، و الذي فيه الكثير من النقاط الجميلة
قولك أن اتباع الرسول يستلزم الشهادة و الاقرار له بالرسالة هذا كلام لطيف و أظنني مقتنع بهذه الجزئية .. لكن أجد صعوبة في قبول قولك (ثم يتبعه بعد ذلك دون أعمال لعقله ومسلماً قياده له في كل ما يقول أو يأمر به،) فأعتقد ان هذه الجملة تصبح أكثر صحة إذا كنت تتحدث عن اتباع الرسالة التي أتى بها الرسول أما الرسول (النبي) كرجل عادي في الحياة العادية فلا أظن أن هناك وجوباُ لاتباعه اللهم مجرد حب لتقليده عليه السلام.
و كلامك عن المنافقين أيضا فيه شرح طيب و بهذا القول يصبح الهدف من الشهادة ليس القول فقط و إنما تطبيق ذلك باتباع ما نزل على محمد عليه السلام ..
و بخصوص الصلاة على النبي .. فحسب ما فهمته من جوابك فأنت تظن أن معنى الصلاة على النبي هي التذكير بأن الله فعلا قد صلى على النبي و ليس الطلب مجددا من الله الصلاة على النبي...(كما يقول و يعتقد الكثيرون). على كل حال هذا الموضوع من المواضيع التي لا أدري بالضبط ماهو المقصود بقوله سبحانه بأن صلوا على النبي .. و أنا مازلت أميل بأن الهدف هو التذكير بالصلة و الرسالة التي أنزلت للنبي و هي القرءان..
الحقيقة بالنسبة لي شخصياً فأنا لا أظن أنها سياسة جيدة أن نقوم بتكفير أناس على مجرد ذكرهم للشهادة لمحمد بالرسالية ..فنحن لا ندري ما في قلوب اولئك الناس .. لهذا الاسلم و الاحسن أن نترك ذلك لله .. و إن كنت أعتقد أن الدكتور أحمد عندما جاء بهذا الموضوع فهو كان يقصد جميع المسلكيات و التصرفات التي منبعها تخصيص محمد و تفضيله على بقية الرسل و الانبياء الكرام عليهم السلام. و هي مما تؤدي الى المفاضلة ما بينهم و بالتالي الشرك و غيره.
و الله أعلم
أستاذنا العزيز بارك الله فيك وفى قلمك وعلمك ،وجزاك عنه خير الجزاء.
أعتقد أن مُشكلة الرافضون للإقرار بالشهادة لله وحده لا شريك له تتلخص فى قضية إخلاص الدين لله وحده سبحانه ،فلو أخلصنا الدين لله ،وعلمنا أن رسالة الإسلام منذ آدم إلى محمد عليهما السلام هى لإقرار الشهادة القولية والعملية ل(لا إله إلا الله وحده لا شريك له )لتقبلنا هذا الموضوع بسلاسة وهدوء ويقين ـوإتخذناه على أنه تذكرة لنا قبل لقاء ربنا .فارجو أن نقف أمام أنفسنا ونسألها (هل نحن مُخلصون الدين لله إعتقاداً وقولاً وعملا ،أم لا؟؟؟)
....أما بخصوص مُناقشتهم للموضوع فأرجو أن نلتزم بمناقشة بالمُفردات التى كتبها الدكتور فى بحثه كما هى ،فمثلا هناك فرق كبير بين مصطلح الشهادة المتلازمة فى كل شىء،وبين مُصطلح إتباع الرسالة الخاتمة التى نزلت على رسولنا عليه السلام ،فهذا شىء وذاك شىء آخر تماماً ،فأرجو الا نخلط بينهما أو فى غيرهما .
وكذلك لا أفهم ما هو معنى أن ترفض تلازم الشهادتين فى موضع ،ثم تقبلهما أو تفرضهما فى موضوع آخر؟؟؟ هل العقيدة تتجزأ ؟؟؟
كما أتمنى ألا نُزايد أو نتهم بعضنا بعضاً بأن (الدكتور ،أو من يشاركونه الرأى )لا يحبون النبى عليه السلام ،او لا يقدرونه ،أو أو أو ... فهذا غير صحيح ،ولا نقبل المزايدة فيه ،ولا نُحب أن نسمعه من المثستنيرين المُحترمين ،فكفانا أن سمعناه من مشايخ الأزهر ومن والاهم .
وفى النهاية أذكركم ونفسى بإخلاص الدين لله (عقيدة وقولاً وعملاً) ..وشكراً لكم ولأستاذنا الدكتور- منصور- مرة خرى :
أخى أحمد , سؤالى فى الحقيقة ليس عن المقالة او ما جاء بها, فقد قتل هذا الموضوع نقاشا من قبل, وأعنى قتل, مات , انتهى, وعرف الجميع أين تقف أنت منه وأين يقف البعض من الأخرين, ولأنى لم أجد إى أضافة فى المقالة عما جاء فى مقالاتك وتعليقاتك عن نفس الموضوع من قبل, اللهم إلا إن كنت قد فاتنى ذلك, وأعنى هنا إضافة شيئ ذو ثقل كبير يدحض بعض الأراء المعارضة من قبل, او يضيف ما لم يكن بمقالاتك وتعليقاتك السابقة عن الموضوع, فسؤالى هو لماذا ؟؟, لماذا إعادة طرح نفس الموضوع الذى أثار خلافات كبيرة وكثيرة من قبل, ومع أختلافى الذى تعرفه ويعرفه الأخرين فى موضوع المقالة, تقبل حبى وتقديرى.
عزمت بسم الله،
أولا أشكر جزيل الشكر الفاضل الدكتور محمود دويكات، على مداخلته القيمة التي وضح فيها الكثير، ,وأنا أتفق مع ما قله تماما.
فشهادة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هي اعتراف بإله واحد، وبجميع رسله وبجميع الرسائل التي كانت تدعو إلى توحيد الله تعالى وحده لا شريك له.
وسوف أضع بين أيديكم أمثلة تعظم النبي وترفعه لدرجة الألوهية وهو الشرك بعينه.
بالنسبة للفاضل الأستاذ جمال أبو ريا، أشكره على مداخلته وتساؤلاته التي كفاني الإجابة عنها الدكتور دويكات مشكورا، وأما قوله: ثم إن الأخ إبراهيم دادي قد ادعي أن هناك عدة صيغ مختلفة للآذان، وقد طالبته بالدليل ولكنه أخفق في ذلك تماماً.
أقول نعم أخي الكريم هناك اختلاف كثير في صيغة الآذان فصيغة آذان الشيعة ليس كالسنة، وفي السنة تجد اختلافات فيه أيضا. فعليك أن تسمع الآذان المختلف من الأثير.
أما الصلاة على النبي فإن الله تعالى أخبرنا أنه وملائكته يصلون على النبي، ( ولم يسلموا) ثم أمرنا نحن البشر أن نصلي عليه ونسلم، لأن الله تعالى لم يسلم على النبي، ولا يمكن أن يسلم على مخلوق فيذعن له ويعترف به، فأمرنا نحن البشر أن نصلي عليه ونسلم بما جاء به وهو القرآن العظيم لا غير.
هذا رد على عجالة ولي عودة بإذن الله تعالى.
تقبلوا تحياتي جميعا.
ـ (سبق التأكيد على نهى الله جل وعلا عن التفريق بين الرسل ، وأن من يصمم على هذا ويموت عليه هذا يلقى الله تعالى كافرا طبقا لما جاء فى القرآن الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا )، أما المؤمنون حقا فقد قال تعالى عنهم :(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )( النساء 150 : 152 ) أى هى قضية (فارقة ) بين المؤمن حقا والكافر فعلا عند الله جل وعلا حسبما جاء فى القرآن الكريم. وقلنا إن التفريق بين الرسل يعنى تفضل رسول على آخر بما يمهد لرفعه الى مستوى الالوهية مع الله جل...)
هذا هو ملخص رأي الدكتور أحمد في هذا الموضوع ، ومن المؤكد أنه يطرحه من أجل النقاش نظرا لخطورته على المسلم يوم القيامة مهما يلا قي من نقد ويكفره البعض لذلك فإنه ينشره لكي يتعظ ـ من أراد ـ دون ضغط أو إكراه وليختر كل منا ما يريد والحساب عند الله يوم القيامة .
فكما هو واضح من المقال فإن الدكتور أحمد صبحي يعتقد أن إضافة اسم رسول واحد مع الله دون الباقين يعتبر تفريقا بين الأنبياء وكما هو معروف أن شهادة الإسلام كانت في جميع العصور من أول آدم إلى محمد عليه السلام واحدة ومعنى هذا أن تخصيص نبي واحد وذكره في شهادة الإسلام هو تفريق بين الأنبياء كما ذكرت الآيات القرآنية السابقة هذا بعض ما جاء في المقال الذي يثير ضجة .
أما الرأي الآخر فيتأرجح ما بين أنه ذنب بسيط أو أنه ليس ذنبا مطلقا أن يقول الشخص أشهد أن لا إله إلا الله ،ويضيف معها وأشهد أن محمد رسول الله ، وأن الأمر في هذا لا يندرج تحت آية التفريق وأن الأمر ليس بالخطورة التي يصورها الدكتور أحمد .
ولنقرأ معا قول الله سبحانه وتعالى (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) لذلك أرى أن لايتم تناول هذا الموضوع بالمعارضة فقط ، لأن الآيات واضحة فيمن من يفرق بين الأنبياء وكما يقول المثل (تأتي النار من مستصغر الشرر) وحذار أن نعده هينا وهو عند الله عظيم ،لأنه يخص العقيدة( الإيمان والكفر ) فكلنا يؤمن بأمن محمد وعيسى وموسى إلخ .... جميعا رسل الله، ولا نريد أن نفرق بينهم ولا نفاضل وليس لنا هذا الحق الذي اختص الله به وحده نفسه .
قلنا وطلع على لساننا شعر من كثر ما قلنا!! والآن نعيد نفس الكلام: التفضيل لا علاقة له بالتفريق فلكل مصطلح منهما مدلول مختلف عن مدلول الآخر ولكن يبدو أن الدكتور منصور ما زال يكابر ويصر على الخطأ قال تعالى: (((إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا))) فهل يمكن أن ينهى الله الناس عن التفريق بينه وبين رسله لو كان التفريق هو التفضيل كما تزعم!!!؟؟؟ دفعتني لطرح سؤال ثقيل على اللسان ولكن ما باليد حيلة: هل الله يا دكتور منصور هو أيضا ليس أفضل من رسله ولهذا فتفضيله على الرسل هو كفر وشرك كما هو تفضيل بعض الرسل على البعض الآخر!!؟؟
ما الفرق بين قول النبي في صلاته: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وقوله في صلاته: يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وقوله: وإنك لعلى خلق عظيم في كل هذه الحالات يتحدث النبي عن نفسه بضمير الغائب أو المخاطب فلماذا لا تطلب منه أن يقول عوضا عن ذلك: وإنني لعلى خلق عظيم أو أن يقول: يا أيها الذين آمنوا صلوا علي وسلموا تسليما!!؟؟ لماذا تلك مثيرة للضحك وهذه لا؟ أم هو كلام مرسل لا سند له قليل من الحكمة يا دكتور السلام عليكم
أحسنتم يا أخي الفاضل، فقد أصبت كبد الحقيقة بتحليلك الرائع والذي يحمل فحوي عظيم يناقض هذا المقال بل ويشجبه ويستنكر ما جاء به أيضاً
والسلام عليكم
وما يضيرنا إذا نطقنا الشهادة بالصورة التي كانت عليها منذ آدم عليه السلام إلى محمد عليه السلام خالصة دون إضافة أيا من الرسل إليها هل هذا يعتبر إقلالا أو تقليلا من رسالة النبي الخاتم إن النظرة المتعجلة لموضوع الشهادة والغاضبة في نفس الوقت هي ما تضعنا في حيرة لذا نرجوا من الجميع التروي دون إصدار أحكام (كمن يتهم دكتور منصور بأنه يشرك نفسه مع الله عند قوله : وأفوض أمري وأمر الدكتور احمد صبحي منصور الي الله .. فأنا أري أن الدكتور احمد بهذا المقال يشرك نفسه مع الله ويتقول عليه ..
والجملة الأخيرة ليس مقصودا منها إلا أن يشرب الدكتور احمد من نفس الكأس .. واستغفر الله العلي العظيم عليها ) والدكتور منصور فقط يضع بين أيدينا آيات الله ولنا أن نختار ما نريد دون تجني ويا من تتهمون الدكتور أحمد بأنه يشرك نفسه مع الله نقول لكم
لا تنه عن خلق وتات مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
مع تحياتي للجميع وشكرا
كانت الأخت رحمة عبدالمولى قد كتبت مقالا بمعنى الصلاة على النبي :
"إنّ الله و ملائكته يصلّون على النبي؛ يأيها الذين ءامنوا صلّوا عليه و سلّموا تسليما (56)" الحجرات
و لو تأملنا سياق الأيات لتوصلنا إلى فهم دليل الصلواة على النبي لنقرأ الأية 55 :
"يأيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلاّ أن يؤذن لكم إلى طعام"
"فإذا طعمتم فانتشروا
و لا مستأنسين لحديث"
"إنّ ذلك كان يؤذي النبي"
" و ما كان لكم لكم أن تؤذوا رسول الله و لا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا "
لنقرأ الأن الأية 57 و 58 :
"إنّ الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله "
"و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا مبينا "
نلاحظ ان الآيه " يأيها الذين ءامنوا صلّوا عليه و سلّموا تسليما " جاءت بعد توضيح للمؤمنين بما كان يؤذي النبي وقبل التحذير من جرم ايذاء رسول الله ، فالأمر جاء للذين ءامنوا أن يتفاعلوا مع النبي دون أن يتعدواو دون أن يتجاوزوا و دون أن يؤذوه في حياته الخاصة مع أهله و دون أن يبحثوا في خصوصيات حياته وهذا معنى الصلاه عليه وليست ألفاظ من قبيل :
"اللهم صل على محمد"
فالله يصّلي على النبي و يصلي على جميع الناس و إن المطلوب أن يصلي بعضنا على بعض بأن نتفاعل دون أن نتجاوز الحدود و دون أن نتعداها.
اخينا احمد انت على حق في كل ما تكتبه لتنور به عقولنا المغيبة منذ قروووووووووووووون
ولا تنسى دكتور ان المسائل العقائدية شيئ معقد للغاية لانه وراثي واذا اعطاك الله علما فهذا من فضله عليك
والا لماذا لم يعطيه لغيرك من علماء الازهر وغيرهم ومازالوا يرددون ونحن نردد من ورائهم--- وهم يصررون ونحن خائفون---
المفروض ان لا تذكر كلمة كفر بمعنى الكفر االصريح لان عامة المسلمين لا يقصدون الكفر بالشهادتين بل هي مسالة تعود
لكن الغريب انك تجد واحد عنده عقل وتنذره وهو لا يسمع --تقول له --يا اخي اذا ذكرت الله تعالى اذكره لوحده وتشرح له بما فيه الكفاية ولكنه يصر على ان يقرن شهادة التوحيد باسم عبد من عباد الله ويتمنى يموت على هذه الشهادة ----وهو قد عرف قدر نصيحتك له---
نحن ثقافة ترديد تقافة قطيع وراء فقهاءنا الجديد والقديم منهم---و انموتو في العناد --
هذه حقيقة لا يستطيع انكارها احد من المسلمين وانا واحدة منهم--الا من رحم ربي
انا قبل ان اتعرف على هذا الموقع كنت اؤمن بان الرسول محمد هو خير المرسلين وافضلهم وسيد الخلق اجمعين---قصيدة البرده-
وانه نور الكون ووووو فلماذا لم اتدبر القران الكريم- لماذا هذه اقولها لنفسي --لكن عندما وجدت من ينذرني والحمد لله قلت سمعا وطاعة نعم سمعا وطاعة لله تعالى وحده مش لاحمد منصور سمعا وطاعة لله تعالى الذي امرنا في كتابه القران الكريم ان لا نفرق بين احد من رسله--اما الشهادة والحمد لله فانا لا اذكر مع الله تعالى شيئا اخر --لا الاه الا الله- والله تعالى يعلم كيف امنت به --ذالك عن طريق رسالاته واخرها على النبي محمد- النبي المرسل والخاتم والذي امنت به وبجميع الرسل من قبله فايماني بالرسول محمد كرسول ونبي خاتم هذا يكفي وليس لي الحق في ان اذكر اسمه كلما اردت ان اوحد الله تعالى وانزهه في اذكاري اليومية--والفضل يرجع لاخينا احمد الذي نبهنا وارشدنا وله جزيل الشكر ولولا تذكيره لنا لبقيت كما قبل---والفضل كله يرجع لله تعالى الذي انار عقل اخينا احمد ثم بواسطته نورنا احنا
يبقى هل سنحاسب على عدم تدبرنا للايات ومضي العمر في الترديد كالببغاوات وراء فقهاء الامة--
الله اعلم
معليش تحمل دكتور احمد اليوم الهجوم قوي زيادة على اللزوم
ملاحظة- انا لم اتبع اسم الرسول محمد ب -صلى الله عليه وسلم لانني مازلت لم افهم الاية التي تامرني بان اصلي واسلم تسليما -على الرسول--مش لما افهم الاول او ابقى اردد كالببغاء--الله تعالى وحده يعلم انني لم افهم الاية الى يومي هذا وذالك بعد ان اثار اخينا احمد هذا الموضوع -فما معنى --صلوا وسلموا تسليما---هل يعقل صلو معناها اردد صوتيا --صلي----
يعني تجد الواحد منا طوال يومه يذكر اسم الله ولا يتبعه ب تعالى او سبحانه ويا ويلك وسواد نهارك لو ذكرت اسم محمد ولم تقل --صلى الله عليه وسلم---والحاضرين يرددوا كمان --بالله عليكم كم مرة نذكر اسم الله تعالى في اليوم ---
والله هذه هي حقيقتنا ملي اننفتح عيونا الصبح حتى يجي وقت النوم
وشكرا
لقد كفيت ووفيت يا أخي الدكتور أحمد صبحي منصور بدراساتكم الشافية الكافية الوافيةأعلاه التي تحاولون من خلالها إخراج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم.
لقوله تعالى:
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) النساء
وتتكرر ثانية في نفس السورة بقوله تعالى:
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (116) النساء
فعلا.. أنتم قامة فكرية أصولية قرءانية كبيرة وتستحقون التقدير والإحترام... وجزاكم الله خير الجزاء بإذنه تعالى
وفعلا.. لا توجد شهادتين في الإسلام
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1949
وأستغرب لماذا يصر البعض ويكابر على إشراك وإقران الرسول محمد وإبن عمه وأحفاده مع شهادة الوحدانية لله جل جلاله وحده لا شريك له ظلما وعدوانا!!!
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=2045
تقبل مني كل التقدير والإحترام لجهودكم الحثيثة الرائعة
أرجوا عودتهم للرابط:
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1577
والآية الكريمة:
"إنّ الله و ملائكته يصلّون على النبي؛ يأيها الذين ءامنوا صلّوا عليه و سلّموا تسليما (56)" الحجرات
لم تحدد شخص أي من أنبياء الله جل جلاله... فموسى وعيسى ومحمد وكثير من أنبياء الله المُكرمين والرسل جميعهم بالضرورة أنبياء, والآية الكريمة لا تخص النبي محمد دون غيره ( إنّ الله و ملائكته يصلّون على النبي؛ ) وتعني الترحم عليهم والإستغفار لهم والسلام عليهم تسليما.. وليس تعظيما!! أو تذكرونهم حتى تنسوا ذكر الله... والعياذ بالله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) الأحزاب
مع تقديري وإحترامي
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا) الآيه واضحه الدلاله ، الذين يكفرون بالله ورسله ماذا يريدون ؟ يريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ، كيف يفرقوا بين الله ورسله ؟
يقولون نؤمن ببعض الرسل ونكفر بالبعض الآخر ، بعباره اخرى نعترف ببعض الرسل انهم مرسلون من الله ولا نعترف بالبعض الآخر انهم مرسلون من الله ، هذا هو التفريق بين الله ورسله ،
لكن هذا الفهم لمعنى التفريق لا يعني ان شهادة التوحيد وشهادة الأسلام تكون مقرونه بشهادة محمد رسول الله واشراكه مع شهادة ان لااله الا الله والدليل ان هؤلاء المسلمين لم يشهدوا بان محمدا رسول الله ، فهذا نوح عليه السلام ( فان توليتم فما سالتكم من اجر ان اجري الا على الله وامرت ان اكون من المسلمين ).
وهذا ابراهيم وابنائه ويعقوب وابنائه مسلمون بدون ان يشهدوا ان محمدا رسول الله ( ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون )
وها هم الحواريون مسلمون ولم يشهدوا ان محمد رسول الله ( واذ اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي قالوا امنا واشهد باننا مسلمون )
والآيات كثيره وواضحه ان شهادة الإسلام والتوحيد هي لا اله الا الله وحده لا شريك له .
لكن لا بد ان ننوه ان الامر ليس بهذه البساطه فهناك حلقه مفقوده عند الكثير وهي عدم التفريق بين المسلمين والمؤمنين واعتبارهم شيئا واحد وهم ليسوا كذلك ، والدليل قوله تعالى ( فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) الذاريات 36،35 فبما ان القران فرّق بين المؤمنين والمسلمين علينا ان نفرق بينهم ، فليس من ضرورات الأسلام ان تشهد ان محمدا رسول الله ، فانت مسلم اذا آمنت بالله لا تشرك به شيئا وباليوم الاخر وعملت صالحا ، والإسلام سابق على الإيمان فلا يمكن ان تكون مؤمنا دون ان تكون مسلما ومن ضرورات الأيمان شهادة ان محمدا رسول الله ، حين ندخل على القرآن بالطريقه التي يجب تنتهي هذه الإختلافات فالحلقه المفقوده عند الجميع التفريق بين الإيمان والإسلام .
تحية طيبة
التشهد سياق عقائدي في الحقيقة.
أنظر تعليقي على هذا المقال أعلاه, وأنظر مقالات الدكتور شريف هادي, حيث نقول بأنه جاء" الأسلام" في القرآن على معنيين رئيسيين , أولا بالمعنى الأعتقادي ويعني التوحيد وثانيا بالمعنى الديني ويعني مجموعة مانزل الينا في القرآن من عبادات وشرائع وأعتقادات وأخلاقيات ونمط حياة.
لكن هناك ملاحظة مهمة الا وهي أن "سياق التشهد" هو سياق أعتقادي وليس سياق ديني. فالتشهد سياقه سياق خاص الا وهو سياق التوحيد وهو خالصا لله, ولايجوز ذكر أي تشهد آخر بجانبه. فالتوحيد هو الأسلام بالمعنى الأعتقادي, وشهادة لا اله الا الله تدخلك فيه.
أما المعنى الديني للأسلام فهو معنى جمعي يقوم على جمع كافة الأوامر والنواهي المذكورة في القرآن, ولايمكن الدخول لهذا الأسلام بالشهادتين, أذا أن النطق بالشهادتين ليس له أي علاقة بالمعنى الديني للأسلام. بل الدخول في هذا الأسلام يستلزم شهادة لا الله الا الله ,ويستلزم الأقرار بأتباع كافة ما نزل على رسول الله من أوامر ونواهي , وكلها موجودة في القرآن, ولذلك نطق الشهادتين لايحيط بالمعنى الديني للأسلام, حيث أنه جزء من المجموعة وليس المجموعة كلها.
لذلك لايوجد تشهد كاف ليدخلك في الأسلام بالمعنى الديني, لكن يوجد تشهد يدخلك في الأسلام بالمعنى الأعتقادي, وهذا التشهد هو"لا اله الا الله".
أذن الدكتور منصور لديه بعض الحق هنا, لكن المشكلة هي في تكفير من يقول بالشهادتين.
أقول هناك كان خطأ الدكتور منصور, لأن الأعمال بالنوايا وليس بالمظاهر, الذي ينطق الشهادتين أعتقادا منه بالتوحيد وبالأقرار بعبودية محمد لله وبأن الشهادة الثانية معناها الأقرار بأتباع الرسالة الخاتمة , فهو ليس بمشرك, وفي الحقيقة يجب علينا أن لا ننتزع الشهادتان عن سياقهما التأريخي الدارج, فكل مسلم يعتقد بأن النطق بالشهادتين تعني الأيمان بالله الها واحد, والأيمان بمحمد عبده ورسوله وبأن مانزل على محمد هو الرسالة الخاتمة, فهذا هو سياقها التأريخي وأستعمالها الدارج, وطبعا هذا لاعلاقة له بالأشراك من قريب ولا من بعيد, أي بمعنى آخر كان سياق الشهادتين هو الدخول في الأسلام بالمعنى الديني, وهذا لابأس به, وكان معمولا به على زمن الرسول, حيث أن المنافقين كان يشهدون بذلك أمام المجتمع الأسلامي, مما يدل على وجوده زمن النبي, ولا أشكال فيه مطلقا.
أما الذي يعتقد بأن شهادة أن "محمد رسول الله" تجعل من محمد اله مع الله نفسه, فهذا طبعا مشرك, ولكني لا أعتقد بأن هناك أحدا يفعل ذلك.
لذلك جميع المسلمين الذين ينطقون بالشهادتين ليسوا من المشركين.
طبعا انا لازلت أتفق مع الدكتور منصور في أن الأصح هو النطق بالشهادة الواحدة فقط. لكن بالرغم من أن النطق بالشهادتين هو ليس الأصح حيث لاسياق لها لكنها بالتأكيد لاتخرج قائلها عن الاسلام ولاتعني بأن قائلها كافر,وأستعمالها بالسياق الدراج لا أشكال فيه مطلقا.
مع التقدير
بعد التحية-- انت اردت ان تقول انه اذا ما قلت واشهد ان محمدا رسول الله فبذالك يصبح ايمانك بجميع الانبياء كامل لا نقصان فيه-
لتميز نفسك عن باقي العقائد الناقصة والفاسدة--
يا اخي هو مين يحاسب على العقائد--انت لما تذكر الشهادة مش بينك وبين الي خلقك او انت خايف ملي بجنبك
او تتعالى علي -موجود هااااااااااا هنالك ----
انت ركز شوي مع المقالة --ولا تنسى ان العقائد من القلوب ولا يعلمها سوى خالق القلوب
انا اعطيك حل- انت اذا ذكرت الله تعالى اذكره لوحده كما امرك
لا الاه الا الله وحده لا شريك له واذا خفت والمفروض انه يجب ان لا تخاف لان الله تعالى يعلم ما في قلبك
ولكن في البداية صعب شوي عليك لان تذكير احمد منصور شيئ جديد على موروثك انها ثقافة قرون---
امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله كافة وباليوم الاخر واذا احسست ايضا انك مازلت مقصرا وذالك بسبب ما ورثته من فقهاء الامة الله لا يبارك فيهم -حاشا الي ما يستاهل-- اذا زد وقل والصلاة والسلام مني على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين لكن لا تنسى ان تشرح لنا ما معنى والصلاة منك على رسول الله --كيف تصلي على رسول الله هل ترددها حرفيا هكذا---اما السلام فالنعتبره مفهوم والله تعالى اعلم
الى ان ياتي يوم وتقول لنفسك يااااااااااااااااااااااه اداش كنت ---- --مش الله تعالى يعلم انني اؤمن بان محمد خاتم النبيين
--مش انا امنت بالله الواحد الاحد عن طريق اخر رسالة سماوية التي ذكر الله تعالى فيها ما قبلها من الرسالات
اداش اتموتو في لي عنق الايات----نفسي اعرف لش واحد يقتنع والاخر يكابر
قبل مجيئ الاسلام كان كل ما جاء رسول يدعو الناس لتوحيد الله تعالى ويامر كل رسول قومه ان يقولوا
-لا الاه الا الله وانه رسول الله وحاشا ان يكون رسول من الرسل فعل ذالك ولو كان ذالك صحيح لتجلى لنا في الايات الكريمة
استغفر الله العظيم
وان احيي اخواني ابراهيم دادي وفوزي فراج وانيس محمد صالح وزهير الجوهر وايمن اللمع والسيد دويكات وعلي عثمان واختي عائشة حسين في الاخير ليس الا احتراما لهم وليس نقصانا من قدرهم ولافكارهم النيرة التي تظهر في التعليقات
وشكرا
أخى الفاضل د زهير - لايُهلك المرأ إلا بنواياه التى يعتقد ويصر على أنها حسنة ، فهل نسينا قول الله تعالى (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يُحسنون صنعا).اليس اصحاب هذه الآية من أصحاب النوايا الحسنة ؟؟؟ فما نفعتهم نواياهم ،فيا صديقى ليس المهم النوايا الحسنة ،ولكن المهم إخلاص العقيدة والقول والعمل لله رب العالمين لا شريك له سبحانه . فأخشى على من يُقرن بين الشهادتين بأن يكون كمن قال الله عنهم (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زُلفى ) ،وأيضاً بالنوايا الحسنة ....
هذا المقال يعتبر من ضمن المقالات التي تدافع عن نبي الإسلام عليه السلام ، ويؤكد على بشرية النبي الخاتم ، وان الفارق بين النبي الخاتم عليه السلام وبين باقي الخلق إنما هو في الوحي فقط ..حيث يقول رب العالمين في كتابه العزيز ..
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً } الكهف 110
{ قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ } الأنبياء108 ...
أي أن الله سبحانه وتعالى يحذرنا من ان نرفع نبينا محمد عليه السلام فوق مستوى البشر .. لأن في هذه الحالة سنصل به إلى مقام الألوهية ولهذ تكرر كثيرا في القرآن الكريم التأكيد على هذا على لسان النبي عليه السلام . حيث تذكر الآية رقم 108 من سورة الأنبياء ثلاثة حقائق
الحقيقة الأولي (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ ) أي أن النبي يوحى إليه فقط ...
الحقيقة الثانية ( أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) أي ان في مقابل بشرية النبي فإنه لا إله إلا الله ..
الحقيقة الثالثة ( فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ) أي بناءا على الحقيقة الأولى والتي تؤكد على بشرية النبي والحقيقة الثانية والتي تؤكد أن إلهنا إله واحد ، تأتي الحقيقة الثالثة لتسأل ( فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ) أي أن هذا هو الإسلام ليس هناك في عقيدة المسلم غير الله سبحانه وتعالى ..!! فهل نحن مسلمون بذلك .. ندعو الله أن نكون من المسلمين ..
يا دكتور عمرو أرجو أن تختار ألفاظك بعناية ،وألا تتقول علينا بما لم نقله وبما نقاتل اصحابه فكرياً ، فلم يقل أحداً أبدا من أهل القرآن وعلى رأسهم الدكتور منصور .(بأن محمد بن عبدالله هو خاتم الأنبياء وليس خاتم المرسلين ).... فأتحداك أن تأتينا بهذه الجملة مما كُتب على الموقع ، أو مما نُشر لأهل القرآن على أى موقع آخر ... فنحن نؤمن بأن (محمد بن عبدالله هوخاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام ).
أما عنما تُعلن إفلاسك وتريد أن ترمينا بهذه التُهمة الباطلة فلا وألف لا .ولن نُمررها لك كما مررنا لك الكثير من قبل ......فإتق الله يا دكتور _ إتق الله - إتق الله .
-أما بخصوص جملتك الأخيرة عن أدوات البحث ، فيشرفنى أن تتفوق كل كتابات الموقع على كتاباتى ، وليس إخوانى وأصدقائى الدكتور - حسن ،والدكتور محمود فقط ، فهذا إثراء للفكر القرآنى ،ويكفينى شرفاُ أن أكون من بينهم وهذا يكفينى ،وأسأل الله العلى العظيم أن يجمعنا معهم فى الآخرة و فى روضات الجنات كما جمعنا فى الدُنيا على حُب كتابه الكريم والدفاع عنه ) ...ويكفينى شرفاً أن أكون مُهاجماً لفكر البخارى وأتباعه ...
فأرجو أن تفهم يا دكتور أن كُل محاولاتك البائسة للتفريق بين كُتاب الموقع مآلها الفشل الذريع .....فإتق الله إتق الله إتق الله يا دكتور عمرو
الصلاه على النبي هو أمر الهي جاء اكمالا للأوامر والتوجيهات فيما يتعلق بكيفية مخاطبته والتحدث عنه.
فقد نهى عن مخاطبته وذكره بمحمد (مجردا) او بابن عبدالله :
( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )
49:2
بل ويمكن ان يفهم من الايه التاليه من ضمن ما يفهم :
ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما
33:40
انه نهى حتى عن نداءه بأبي القاسم..
ثم ختم توجيهاته الالهيه في هذا الخصوص بقوله :
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
33:56
أما السلام على باقي الانبياء فقد جاء من قوله تعالى عن يحيى وعلى لسان عيسى بن مريم (عليهما السلام) :
{ وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَياً } يَحْيَىٰ
19:15
{ وَٱلسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ
19:33
وبالقياس صار السلام على كافة الانبياء والمرسلين.
أما لماذا الاصرار علي هذا الموضوع بالذات .. أخي فوزي .. فأعتقد والعلم عند الله .. لها علاقة بفكر تحت السطح يدعي أن سيدنا محمد خاتم النبيين وليس خاتم الرسل .. وأن جبريل لم يتقاعد بعد !!!!!!!!!!!!!!!!..
دكتورنا العزيز هذا الإعتقاد غير وارد في الأجنده على الإطلاق ، لسبب بسيط هو انه لا يمكن ان تكون رسولا دون ان تكون نبيا اولا ، فيجب ان تكون نبيا اولا حتى يتم تنزيل رسالة السماء اليك فتصبح رسولا ، وانظر موسى النبي الرسول برسالة التوراة وهارون النبي غير الرسول المتبع لرسالة موسى عليهما السلام ، فالرسول اعلى درجه من النبي ، والله تعالى طالبنا ان نؤمن برسله وليس انبيائه .
وامر اخر دكتور عمرو هو ان شهادة الأسلام فقط هي شهادة واحده لا اله الا الله بدليل وصف حال جدك فرعون في قوله تعالى( وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين) ولا نرى دخل لموسى بالموضوع ، دخول الإسلام التسليم بمسلّمة الإيمان بالله وحده تعالى .
{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }الزمر45
لماذا الغضب من أي أبحاث تؤكد وتؤصل لبشرية الرسول عليه الصلاة والسلام ، لماذا نغضب ممن يحاول تحذيرنا أن لا نقع فيما وقعت فيه الأمم السابقة من أخطاء ، فلنفرض أن أحد الفريقين رأيه صحيح .. فليكن علينا أن لا نشمئز عندما يذكر الله وحده ..
أرجو من كل الكتاب والمعلقين على الموقع الكريم أن يقرأوا هذه الآية بعناية وأن يجهز كل منا حجته فيما يقول في هذه القضية .. فليس مهما أن يحاول كل من الفريقين أن يثبت للفريق الآخر أنه على حق في الحياة الدنيا ، وذلك لأن ذلك لن يفيد يوم القيامة .. وبالتالي فإن تشنجات الدكتور عمرو إسماعيل وغيره رغم أحترامي لأشخاصهم .. لن تنفع لأن الأهم هو الدراسة وتجهيز الحجة ليوم الدين وليس في الدنيا .. فمن يريد أن يكتفي بقول لا إله إلا الله فقط فليفعل ومن يريد أن يضيف إليها ما يشاء فليفعل ولا حجر عليه ، وعلى كل فريق أن يجهز حجته أمام الله سبحانه وتعالى هذا هو المهم ..
يا سبحان الله ..!! هل توحيد الله جل وعلا ودعوة الناس جميعا لقول لا إله إلا الله يغض البعض لهذه الدرجة ، لدرجة الدفاع المستميت لوضع خاتم الأنبياء والمرسلين بجانب المولى تبارك وتعالى في كل شهادة ، إذا كانت رسالة جميع الرسل والأنبياء جاءت لهدف واحد ، وإذا كان خلق الجن والإنس لهدف واحد هو عبادة الله بلا شريك فلماذا كل هذه المكابرة وهذا الجدال الذي يخالف آيات القرآن الكريم ، لا أإستطيع إلا أن أقول لا حول ولا قوة إلا بالله .. ولا إله إلا الله
شهادة (لا إله إلا الله ) أليست صالحة لكل زمان ومكان من أول آدم إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد عليه الصلاة والسلام ، فلقد قالها آدم عليه الصلاة والسلام ، ولقد قالها نوح عليه الصلاة والسلام ومن آمن معه من قومه ، ولقد قالها جميع النبياء من إبراهيم ولوط وعيسى وموسى وإدريس وكل ما ذكرهم القرآن ولم يذكرهم .. عليهم جميعا الصلاة والسلام .. فلماذا يحتكر كل فريق شهادة الإسلام ويريد أن يصبغها بصبغته هو ، ( {صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }البقرة138 ) لماذا لا نعود جميعا لملة إبراهيم .. ونترك التحزب وإحتكار الشهادة وكل فريق يضع نبيه من ضمن مستلزمات إيمانه بالله .. لماذا لا توحدنا ( لا إله إلا الله ) فقط إلا تكفي ، ألا يدخل ضمنها الإيمان بجميع الأنبياء والرسل والكتب السماوية .. بدون تفريق بين أنبيائه ورسله ..
على تنبيهي لمسألة النوايا بصورة عامة. لكن كان عليك قرآءة كامل التعليق, لا أن تقتطع جزءا منه خارج سياقه كله.
لقد قلت في تعليقي بأن الذي ينطق بالشهادتين بنية أخلاص التوحيد لله عز وجل والأقرار بأنه يتبع الرسالة المنزلة على محمد(ص) عبده ورسوله, ليس بكافر ولامشرك لامن قريب ولامن بعيد.
فأنا لم أكن أتكلم عن مطلق النوايا, وأنما تكلمت عن نية محددة تحديدا.
وبما أن السلف والخلف قد ساروا على هذه النية عندما ينطقون بالشهادتين, اذن فهم ليسوا كفارا ولامشركين لامن قريب ولا من بعيد.
مع التقدير
اله اليهود يدعى (يهوه) ويؤمنون انه خاص بهم فقط ولا علاقه له بالهة الاقوام الاخرى !!
فهل هذا الاله هو نفس اله محمد !؟
يقول النصاري:
بسم الآب والإبن والروح القدس الاله الواحد آمين.... ويؤمنون بذلك.
فهل هذا الاله هو نفس اله محمد !؟
رب العالمين... ألواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد لاشريك له.
كما علمنا سيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام)
ونقول: آمنا برب محمد كما قال سحرة فرعون: آمنا برب هارون وموسى.
وننطق بالشهادتين توكيدا.
هل يشترط للدخول في الاسلام ان ينطق المرء بالشهادتين ام ان شهادة أن لا إله إلا الله تكفي ؟
إن كانت شهادة أن لا إله إلا الله كافية فما دور الشهادة الثانية؟
الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )( وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )(وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )(يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَـٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ )(وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۗ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )(وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا )(لَّـٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَـٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا )
نرى من خلال الآيات أن التأكيد على الإيمان بالله والرسالات واليوم الآخر ولم أر آية واحد تحض على الايمان بالرسل مقرونة باسم الرسول
في الواقع أني لم أجد آية في كتاب الله تؤكد على شهادة بشخص محمد ( عليه السلام ) ولم يذكر اسمه إلا كرجل يؤمن بالله وذكر من معه من المؤمنين كوصف لهم ليكونوا مثلا رائعا للتمثل بمقتضى هذا القرآن أو بوصفه رسول كباقي الرسل
(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)
حتى سورة محمد حين حض الله فيها على الايمان ,حض على الايمان بما أنزل على محمد وليس بمحمد كبشر
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ
كماان المولى عز وجل أكد في مجمل الكتاب على أمرين من يأت بهما معا يدخل جنة ربه ولا حاجة لغير هذين الامرين (رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا )(يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
صحيح أن مؤدى الامر ان الرسالة أنزلت على بشر وهو الرسول بيد أن الله يؤكد من خلال هذا الآية أن القدسية هي لله وحده وكلماته التي أنزلها
المقال بأكمله يؤكدعلى أمرواحد وهو أن التقديس لله وحده دون اعلاء لاي مخلوق أو ذكر لاحد معه
في الحقيقة أن هناك آية في كتاب الله كلما قرأتها خشع قلبي لله وخشيت أن أذكر أي مخلوق مع الله مهما كان السبب
وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
والآية الأخرى التي أخشى من خلالها أن أذكر اي مخلوق في صلاتي
وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا
في النهاية لكم جميعا الشكر
أولاً: هل المسلم الذي يشهد ألا إله إلا الله وأن محمد عبد لله ورسوله ويؤمن في قراراة نفسه أن النبي محمد لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً وأنه لا يعلم الغيب، وأنه لا حول له ولا قوة إلا بالله العلي العظيم يكون بذلك مشركاً...؟؟... أتحدي...!!..
ثانياً: هناك أكثر من مليار إنسان علي وجه المعمورة يصلي خمس صلوات يومياً علي الأقل بما يعادل 17 ركعة، وبما يعادل أيضاً 9 تشهدات وهو جالس، وفي كل تشهد يقرأ ((أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله))، والأسئلة المطروحة هي:
1- هل هناك مسلمين يقرأون بديلاً لهذا التشهد الذي يحتوي علي هاتين الشهادتين...؟؟.. أتحدي...!!..
2- هل جميع المسلمين الذين علي وجه البسيطة منذ وفاة الرسول الكريم وحتي الآن يعدون كفاراً لأنهم يقرأون الشهادتين تسع مرات علي الأقل في صلواتهم اليومية...؟؟.... أتحدي....!!..
ثالثاً: هل الإيمان بالأشخاص غير موجود بالإسلام كما قال الدكتور أحمد صبحي منصور..؟؟.. أتحدي....!!!.. والدليل علي ذلك هو:
(...فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف 157).
(فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (الأعراف 158).
وكلاهما آيتين صريحتين تحثان بما لا يدع مجالاً للشك علي الإيمان بالرسول عليه الصلاة والسلام
رابعاً: هل هناك ما يدل من القرآن الكريم علي أن الذي يشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ويعلن ذلك علي الملأ يكون كافراً ويستحق الخلود في النار....؟؟... بل وأكثر من ذلك، هل هناك في تلك المقالة ما يدل علي ذلك من قريب أو بعيد....؟؟.... أتحدي...!!..
وفصل الخطاب في ذلك الموضوع أن جميع المعلقين الذين دافعوا عن تلك المقالة إنما حججهم داحضة تماماً ولا تساوي شيئاً في ميزان العقل أو الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله شهادة صدق تنجي صاحبها من عذاب الله وأدعو الله تعالي أن يتوفني وأن يبعثني عليها.
الذي أستغربه (في هذه القضية بالذات) من الدكتور أحمد أنه يعلن تكفير من يشهدون بأن محمد رسول الله جنبا الى جنب مع الشهادة لله بالوحدانية دونما دليل مباشر و صريح من القرءان ، ادلته كلها ضمنية و استنتاجية .. أذكر أنه عندما كان يتكلم عن تحريم لحم الخنزير فهو كان يصمم على الادلة الصريحة الواضحة أمام من كان يقول له أن دهن الخنزير(مثلا) قد يكون حراماً.. يعني إذا كان في التحريم الدكتور ينادي بصراحة الادلة و لكن في التكفير فإنه يكتفي بالاستنتاج فهنا يوجد تناقض (أو مشكلة) ... حتى يصبح الانسان كافرا فإنه يجب أن يفعل شيئا مطابقاً تمامَ المطابقة و بكل صراحة لماجاء وصفه في القرءان ، فمثلا من قال أنه إله أو أنه ابن إله .أو كفر صراحة عيانا نهارا بالله عندها يمكن أن نقول أن ذلك الشخص قد كفر..تمام المشابهة لرجل يأكل لحم الخنزير أمامنا عندها نقول أن هذا الرجل ارتكب محرماً ...فإذا علمنا أن في القرءان جميعه ليس هناك دليل مباشرو صريح على كفر من ينطق بالشهادتين معاً إذن لا نستطيع أبداً أن نقول بكفر من يفعلها. تماما كما لا نستطيع أن نقول ان من أكل عظام الخنزير (مثلا) يكون قد ارتكب محرماً بسبب عدم وجود دليل صريح و واضح.
كمثال آخر على صراحة الادلة .. نستطيع أن نقول أن محمد عليه السلام لم يكن يعلم الغيب بكل ثقة. لماذا؟ ببساطة لأن هناك (أكثر من) آية واضحة و صريحة تحدثت لنا عن النبي الكريم (شخصيا نفسه = محمد) واصفة ً إياه بأنه لا يعلم الغيب. فليس ثمة أستنتاج في هذه المسألة.
كملخص: إذا كان الدكتور أحمد يرى جواز استخدام الاستنتاج في التكفير (الذي أصلا هو بيد الله) فكيف لا يرى جواز الاستنتاج في التحريم فهو لا يحرم دهن الخنزير و لا عظامه و لا التدخين و لا المخدرات ..الخ السبب حسب وجهة نظره هو عدم ورود دليل مباشر.. حسناً .. أيضا هنا ليس ثمة دليل مباشر على تكفير من يقول أشهد أن لا إله الله و( أشهد) أن محمد رسول الله. ... و لكن من كان يعتقد في نفسه أنه بهذه الشهادة قد ضمن مقعداً في الجنة أو أنه سيخفف عنه الحساب أو غير ذلك بحجة مقام النبي محمد عند الله .. فعندها قد ارتكب كفرا (أو شركا) لأن هناك أكثر من دليل صريح وواضح يكفر من يشرك مع الله في حكمه أحداً.
و الله أعلم
لا أظن أن أحد يستطيع أن يعلم مصير هؤلاء في الاخرة إلا الله تعالى .. و إن كانت سذاجتهم و بساطتهم تغري بأنهم أناس طيبون .. و هو ما يجعلني أظن أنهم (من المحتمل) أنهم سيرحمهم الله ، لكن هو أعلم بهم ..و هو أدرى بقلوبهم و ما هي نواياهم تجاه الاخرين..الخ .. فنحن نعلم ان الكثير من بسطاء المسلمين كانوا يحجون بشكل صريح لقبر الرسول و يدعونه من دون الله كواسطة لله الأحد من أجل أن يوفقهم في تجارتهم أوفي زيجتهم .. الخ .. طبعا ..هذا واضح أنه من الشرك العظيم .. لكن نعلم أن الكثير منهم لا يدركون ما يفعلون .. إنهم كما قال القرءان في معظمهم كانوا على أمة و إنهم على آثارهم مقتدون (دونما أن يفكرون) .. أعتقد أن الله سوف يحاسبهم على عدم استخدام عقولهم و لكن لا ندري ما يفعل الله بهم .. نسأل من الله الرحمة لنا جميعا.
و الله أعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي انا ادلو بدلوي في هذا الموضوع واتمنى ألا تقوم إدراة الموقع بحذفه مثلما حذفت تعليقاتي السابقة لأنها هتكون الخاتمة بإذن الله!!
اعتقد ان الموضوع اخذ اكثر من حقه وبالرغم من ان الدكتور منصور كان غرضه طيبا في محاولته لرفع التأليه الواضح عن النبي محمد، إلا انه سلك مسلك اصحاب الأيديولوجيات السلفية والتكفيرية في تناوله الموضوع.
أنا اتفق مع الدكتور منصور في معظم ما جاء في مقاله إلا ان مدخل المقالة صدمني مثلما صدمني مصادرة حرية الرأي على موقع يتغنى بأن الإسلام اول من ارسى حرية الرأي في العالم! يعني الدكتور منصور عانى من التكفيريين وقد دافعنا انا وغيري من اهل هذا الموقع عن الفكر القرآني في كل مكان وموقع، وتحملنا الآذية والإهانة من اجل إخراس من يتهموا الدكتور واتباعه بالكفر ولم اتخيل ابدا ان يأتي اليوم الذي يتكلم فيه الدكتور منصور بنفس المنطق الذي تكلم به من اتهموه من قبل بالكفر! بل وقد لاحظت ان اصحاب الموقع كانوا يرفضون وصف النصارى بالكفار بالرغم من ان القرآن صرح بكفرهم وكنت اظن إنها سياسة فكر راقي يتبعها رواد الموقع تقوم على عدم تكفير الآخر لأن الله وحده يعلم ما في القلوب وهذا زاد من احترامي لهم. ولكن فجأة تغيرت السياسة فأصبحت حرية الرأي تصادر بالرغم من إنها لم تخالف شروط النشر ولكن خالفت الأهواء والتوجهات، وحل التكفير محل التدبر وبدل من ترك الحكم لله وحده لا شريك له، اصبحتم تطلقون الأحكام التكفيرية على من يرفض كلامكم.
اكرر إني اتفق مع 90% مما جاء في المقال ولكن ارفض وبشدة ان يتهم إنسان بالكفر طالما ان الله لم يضع فيها حدا فاصلا. وبصراحة لا ارى اي عيب في الشهادة الإسلامية فهي المدخل للإسلام، فنحن لم نعرف الإسلام إلا عن طريق النبي محمد، وبالتالي اي شخص سيدخله عليه ان يعترف بالله "الإسلامي" ولكي يعترف بالإله الإسلامي عليه ان يعترف بالرسول الذي دعى إليه. لا ارى في هذا الكلام اي معضلة او شرك بالله... فمقام الله لازال محفوظ. ولا ارى ايضا الفرقة بين رسول وآخر في الشهادة المعتادين عليها، فشهادتنا بمحمد تعني إننا نشهد بمن هم قبل محمد، وبدل من رص كل الأسماء التي سبقت محمد اختسرناها في آخر نبي ودمتم.
ثم إنني اتفق مع الدكتور في إننا في صلاتنا لا يجب أن نذكر إلا الله وبهذا لا "يعجبني" التشاهد الإسلامي ولكن اعود واجد ان الكثير من الآيات ذكرت اسم النبي، وانا في صلاتي مطالبة بقراءة آيات قرآنية فهل كفر ايضا ان اقرأ احدى تلك الآيات التي تذكر اسم النبي محمد؟ يعني إذا لغينا صيغة التشهد لأنه لا يعجبني وكذلك يرفضه الدكتور منصور، فهل نأمر المسلمين ايضا بعدم قراءة آي آية قرآنية يأتي فيها ذكر اسم محمد في صلاتهم حتى تستوي عبادة الله على طريقة الفكر القرآني؟
نعم النبي محمد تحول إلى سيد الخلق واول من ستنشق عنه الأرض وكلام فارغ كثير وهذا ما يجب محاربته ولكن محاولة جعل محمد ساعي بريد لا قيمة له إلا توصيل القرآن ودمتم محاولة يائسة لأن النبي محمد شئنا ام ابينا اب هذا الدين ومعلمه الأول والمدخل الرئيسي له، ولا يستوي حتى فهم الكثير من الآيات القرآنية بدون الرجوع لحياة النبي ومن حوله.
المهم يعني، محاولات الدكتور منصورة نبيلة ولكن مدخله اضر بالصورة الجميلة التي عرضها علينا وعن نفسي ارفض تكفير اي شخص وكما دافعت عن القرآنيين من قبل ضد التكفريين سأدافع عن اي إنسان يتهم ظلما بالكفر!
فما اسوأها تهمة عانينا جميعا منها!
من خلال قراءة المقال قراءة متأنية وغير منحازة نجد أنه يقول قال الله تعالى ولم يقل أنا الذي أقول فهذا هو قول الله تبارك وتعالى فلماذا الغضب ممن يقرأ آيات الله تعالى ولم توافق هواه.ماذا يريد الغاضبون من الدكتور أحمد أن يحذف آيات التكفير من القرآن لكي يحافظ على أعصابنا هادئة أم عليه أن يهمل هذا الجانب من القرآن الكريم ، وبذلك تنطبق عليه الآية الكريمة { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة85 أتريدون من الدكتور أحمد أن يخون الأمانة ولا يذكر بآيات الله التي تغضب البعض وبذلك يقع في حبائل الشيطان . فهل ينفعه الغاضبون إذا فعل هذا وقت الحساب ..
ونظرة سريعة نجد أن الدكتور أحمد صبحي أغضب الكثيرين قبل ذلك في موضوع الشفاعة والعصمة وعلم الغيب ، فهل تريدون منه ألا يغضب أحداً على الإطلاق ويكتم ما أنزل الله حفاظاً على مشاعر البعض،فهو يؤكد ويقول في بداية البحث (سبق التأكيد على نهى الله جل وعلا عن التفريق بين الرسل ، وأن من يصمم على هذا ويموت عليه هذا يلقى الله تعالى كافرا طبقا لما جاء فى القرآن الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا )، أما المؤمنون حقا فقد قال تعالى عنهم :(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )( النساء 150 : 152 ) أى هى قضية (فارقة ) بين المؤمن حقا والكافر فعلا عند الله جل وعلا حسبما جاء فى القرآن الكريم. وقلنا إن التفريق بين الرسل يعنى تفضل رسول على آخر بما يمهد لرفعه الى مستوى الالوهية مع الله جل وعلا ، وهذا ما يقع فيه معظم المسلمين من أصحاب الديانات الأرضية حين يجعلون محمدا عليه السلام قرينا لله تعالى فى الذكر والتسبيح والأذان والصلاة و التشهد و الحج .. وفى شهادة الاسلام.فهل يذكر إلا ما قاله الله تعالى في كتابه العزيز فأنا لا أرى مبرر لهذا الغضب من آيات الله.
جزاك الله تعالى كل خير يادكتور أحمد وحفظك من كل مكروه وأمد بعمرك لتزيدنا من هذا العلم الذي حباك الله. أرجو من الإخوة المعلقين أن لاينغصوا علينا نحن الذين ننتظر الجديد من مقالات الدكتور وأن يكفوا عن قلة الأدب مع هذا العالم الجليل وأتوجه لإدارة الموقع أن توقف مهزلة التعليقات وأن تعدل في قانون الموقع بحيث يتم وضع وصلة (Link) في نهاية مقال الدكتور ينص على أن من يرغب بالتعليق يضغط على الوصلة التي تأخذه إلى صفحة أخرى ويمكن للمعلق إضافة تعليقه فيكون بذلك أخذ حقه في إبداء رأيه أو النقد وفي نفس الوقت أراحنا وأراح أعصابنا من تعليقه . أرجو من الإدارة أن تأخذ هذا الطلب على محمل الجد فأنا بصراحة أرى أن الكثيرين يتجاوزون حدود الأدب والأخلاق في انتقادهم للأفكار التي يطرحها أستاذنا الفاضل.
وتقبلوا خالص تحياتي
تذكرة الدخول الى الإسلام هي شهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وبها يصبح الإنسان مسلما
تذكرة الدخول الى الأيمان شهادة ان محمد رسول الله وبها يصبح المسلم مؤمنا ويشهدها مرة واحده فقط ويكفي ، ولا يجوز جعلها النصف المكمل لشهادة الإسلام ولا يجوز قرنها بشهادة لا اله الا الله ، وبعباره اكثر وضوحا فان تريدها دائما مع شهادة لا اله الا الله يصبح تسبيحا بشخص محمد ومشاركه له مع الله وهذا لايجوز بحق الله .
أقدر واحترم شعورك تجاه جارك و صديقك (الشامي) ولكن لا تحذف تعليقي (بحق الأله!!!!!)
و دعه يجيب عليه بنفسه!!!
تحية طيبة
رأيي الخاص في طرحكم الكريم هو أنه طرح خاطيء. هناك مؤمنين غير مؤمنين برسالة محمد, هناك مؤمنين من اليهود والمسيحيين وغيرهم وليس فقط من المسلمين.
الأسلام بالمعنى الأعتقادي هو الأقرار بعدم وجود اله غير الله.
الأسلام بالمعنى الديني هو مجموعة التعليمات الألهية الموجودة في القرآن.
بالنسبة للأيمان فهو التصديق القلبي بالله وتعاليمه تصديقا يظهر في أفعال الأنسان وأعماله.
فهناك الكثير من المسلمين سواءا بالمعنى الأعتقادي أم الديني لكنهم لايوجد لديهم التصديق القلبي لأوامر الله , فتراهم يكذبون ويحتالون على الناس وهكذا, فهولاء مسلمين لانهم أقروا ظاهريا بالوحدانية لله , لكن ذلك الأقرار لم يمس قلوبهم بحيث يظهر في أفعالهم. تماما مثل قضية المصلين والمحافظين على الصلوة. فالمحافظين على الصلاة هم الذين ظهر في أعمالهم الأبتعاد عن الفحشاء والمنكر, لكن المصلين الساهين هم الذين لم يظهر ذلك في أعمالهم.
كما أن هناك مسلمين ومؤمنين بين أتباع النبي محمد فهناك كذلك مسلمين ومؤمنين من بين أتباع الأنبياء السابقين.
شهادة أن محمد رسول الله هي شهادة ظاهرية, وليست عملا قلبيا. وبالتالي فهي لاتدخل قائليها في الأيمان, الأيمان هو عندما تتفاعل تعاليم الله مع القلب البشري بحيث يظهر أثر ذلك التفاعل على أعمال الأنسان.
مع التقدير
اهلا بك استاذ زهير
رأيي الخاص في طرحكم الكريم هو أنه طرح خاطيء. هناك مؤمنين غير مؤمنين برسالة محمد, هناك مؤمنين من اليهود والمسيحيين وغيرهم وليس فقط من المسلمين.
استاذ زهير خطاب القران للذين امنوا هو خطاب موجه حصرا لمن آمن برسالة محمد عليه السلام ولا يعني باليهود والمسيحيين ، فالمؤمنون حصرا هم اتباع كل نبي في زمانه ، والإسلام ( هو الإيمان بالله واليوم الأخر والعمل الصالح الذي اعني به الوصايا العشر او مكارم الأخلاق ) فكل من امن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا ( الوصايا ) هو مسلم رغم انف الجميع بغض النظر عن انتمائه او طائفته ، كما ان الإسلام سابق على الإيمان فلا يمكن ان تكون مؤمنا ان لم تكن مسلما اولا واقرأ قوله تعالى :
( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ، وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ
فهم مسلمين قبل نزول القرأن وبايمانهم به بعد نزوله صارو مؤمنين
، و من الممكن ان تكون مسلما دون ان تتبع منهاج احد من الأنبياء ، فاذا كانت اركان الإسلام الايمان بالله واليوم الأخر والعمل الصالح ( الوصايا العشر ) وهذه الأركان تجدها من نوح حتى محمد علهما السلام ، فإن اركان الأيمان هي شهادة ان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاه وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع هذه متطلبات الأيمان بالرساله المحمديه وهذه حصرا للمؤمنون اتباع الرساله المحمديه
وايات الذاريات تبين لنا ان هناك فرق بين المؤمنين والمسلمين ( فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) الذاريات36،35
فهذا البيت من المسلمين الذين لم يؤمنوا بــ لوط عليه السلام ومع ذلك شملتهم النجاه كونهم مسلمين
(أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ- قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ- وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) الزمر43-45.
فنجد انهم استبدلوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى بمحمد رسول الله. فالآية تقول اذا ذكر الذين من دونه وانا اسألكم ما هو تعريف ما هو من دون الله؟. اليس هو كل ما هو في خلق الله وصنع الله. فهذه آية شاملة جامعة وعلى كل مسلم ان يتوخ الحذر حين يقول "لا اله الا الله محمد رسول الله". واننا لا ننهي احدا عن ذكر الرسول عليه السلام, بل امرنا ان نذكره ونصلي عليه ونسلم له تسليما. ولكن حينما تذكر الله اذكره وحده واذكر الرسول في اي وقت آخر او في اي وضع آخر. حينما تذكر الله اذكره وحده وفقا لأوامر الله.
سيثورون ويهيجون ويقولون لك نحن نقول انه رسول الله وليس الله او ابن الله وانا أسألهم وفقا لللآيات السابقة والتفاسير التي نقلناها...هل كان يعتقد مشركوا مكة ان اللَّاتَ وَالْعُزَّى هم الله او ابن الله والجواب لا...هم يعلمون انهم بشر امثالهم وكانوا يذكرونهم مع ذكر الله.
أنظروا الى البلاغة الإلهيه حين يقول أشمأزت قلوب ولم يقل أشمأزت وجوه ولنضرب مثلا: فان قال لك احدا لا اله الا الله ورددت انت عليه بنفس القول لا اله الا الله ولم تقل له محمد رسول الله فانه لن يلاحظ اي تأثير او تغيير على وجهه ولكن داخل قلبه سيكون منتهى الاشمئزاز وسيقول لنفسه لماذا لم ترد عليه ان محمد رسول الله.
ان الكفر قوي وان الشيطان لن يهنأ ولن يهدأ له بال حتى يشرك الجميع بالله الا من رحم ربي.
واحب ان اذكركم ان الشيطان لا يهتم كثيرا بما ترتكبه من ذنوب لأن شغله الشاغل هو ان يجعلك تشرك بالله. فهو يعلم تماما ان الله يغفر الذنوب جميعا الا ان يشرك به وسبيل الشيطان منذ بدء الخلق الى نهاية العالم هو ان يجعلنا نشرك بالله. وليس هناك افضل من ان نتخذ من دون الله اولياء وشفعاء حتى نكون في خطوات الشرك
هل نلغي حديث القرآن عن الكفر والكافرين وسمات الكافرين ، لكي لا يجرح مشاعر البعض ، هل نلغي مصطلح الجهاد من القرآن الكريم أم نؤصل له على أنه لرد الإعتداء فقط .. عندما يقول الدكتور أحمد أن القرآن ليس فيه عقوبة للمرتد ، اليس ما قال قد صدم الكثيرين من المسلمين الذين تربوا على أن المرتد يقتل ، هل تريدون منه أن يتنازل عن مثل هذا القول لكي لا يصدم أحدا ، إذا كان هذا ما تريدون فإنه من المؤكد ، أن يتحول الدكتور أحمد مطلقا عن قراءة آيات القرآن ، والتي تذكرنا بعذاب الله إذا أقترافنا ما يوجب العذاب .. من الواضح أن هناك من يريد تطويع رسالة الإسلام على مقاسه هو سواء كان مسلما أو يهوديا أو مسيحيا أو صابئا ، فظهرت الأديان الأرضية ، هذا مع أن الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم يؤكد على بشرية الرسول لكي لا يقع المسلمين فيما وقع فيه الأمم السابقة حيث ذكر الله سبحانه وتعالى من ضمن ما ذكر هذه الآية ( {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144) وذلك لمن يربط إيمانه بشخص خاتم الأنبياء والمرسلين يستمد منه الهداية ويتبرك به وبذلك يجعل له مع الله نصيبا من التقديس دون أن يدري وهو يحسب أنه يحسن صنعا، حيث أكد الله سبحانه وتعالى بإن من يفعل هذا ينقلب على عقبيه ، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا ، لأنه في الحقيقة يضر نفسه فقط ..فهل تريدون أن تنقلبوا على عقبيكم وأن ننقلب على عقبينا .. إن الدكتور بهذا المقال يريد أن يجعل التقديس كله لله سبحانه وتعالى لا يشاركه فيه أحد .
تكفيني هذه الآية الكريمة
" {ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ }غافر12"
ثم كل شيء هالك إلا وجهه سواء الرسل أو البشر أو الدنيا بما فيها فيجب ألا ندع مع اسم الله أحد من هذه الدنيا
" {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ..القصص88"
الى عمار نجم
تعليقك لم أفهم منه إلا أنك تتبارى فى الهجوم على الدكتور منصور دون علم أو دليل اللهم إلا شيئا ما فى نفسك لا أعلمه وإنى لأدعوك لأن تكن صادقا مع نفسك
و أقول لك و للمخالفين لمقال للدكتور أحمد
من ناحية التعظيم للرسول فهو واقع سواء إعترفنا بذلك أم إدعينا عدم وقوعه عندما نقرن بين
((1)) الشهادة لله العلى الكبير سبحانه وتعالى بالألوهية والتوحيد والقدرة والفضل والمنة على عباده بالرزق والخلق والعلم والهدى والرحمة وقبل هذا كله إيجاده من العدم حين لم يكن شيئا مذكورا
((2)) وبين الشهادة لخاتم الرسل عليهم جميعا سلام الله بالرسالة وأنه بشيرا ونذيرا من الله للعالمين
فالأولى إيمان وعبودية وخضوع وتسليم وإعتراف بالفضل والمنة
أما الثانية فيجب ألا تتعدى أن تكون خبر أو سطر من سطور تاريخ خطاب السماء [ رسالات ورسل الله]
نرى هنا هوة الفرق الهائل بين الشهادتين على قدر عظم الفرق بين المشهود لهما ومن الحكمة وحسن الإيمان والظن بالله أن نضع كل من الشهلدادتين فى الموضع اللائق بكل منهما من حيث زمان ومكان وحجم وكثرة أو قلة ذكر كل منهما فلا يصح قطعيا أن نقرن
* بين الشهادة لله العظيم القادر الخالق المهيمن المعبود الأوحد ......... الى آخر أسماءه الحسنى وصفاته العليا سبحانه وتعالى
*وبين الشهادة لعبد من عباده ومخلوق من مخلوقاته محتاج إليه وواقف بين يديه سبحانه وتعالى للحساب والجزاء يوم القيامة
وأما فهمكم الخاص لبعض آيات الذكر الحكيم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لا تبرر ولا توجب تكرار الشهادة لخاتم الرسل عليهم جميعا السلام مقترنة بكل شهادة لله (((( بالوحدانية )))) لأن هذة الوحدانية التى ننطق بها تستوجب عدم إقران الشهادة بها بأى شىء آخر بأى مسمى كان [شهادة أو ذكر أو خبر أو معلومة أو قول ] عن أى من مخلوقات الله بدءا من الملئكة وحتى أفل خلق من خلقه سبحانه وتعالى وإلا فهو الشرك والعياذ بالله
وما يقوله الكتور أحمد لايلزم به أحد ولم يحدث إطلاقا أن إتهم الدكتور أحمد أحدا بالكفر هذا محض إفتراء على الرجل كل ما قاله ويقوله دائما أن الله وحده من يعلم حقيقة ما فى الصدور سواء كان إيمانا أو كفرا وعندما يقول الدكتور أحمد أن الفعل أو القول (( كذا )) يعد كفرا فهذا ليس إتهام لأحد بالكفر ولكنه تحذير من الإتيان بهذا الفعل أز القول
وإتهام الدكتور منصور بأن نصحه للمسلمين بعدم إتيان ما يؤدى للكفر وهم يظنون أنهم على الصواب وأنهم يحسنون صنعا يعد تكفيرا فهذا مخالف للحقيقة وظلم كبير لباحث مخلص لدينه ولقومه أنفق الكثير من جهده ووقته وماله فى سبيل إصلاح ال المسلمين المخدوعين فى دينهم ويهجرون كتاب الله الى ديانات أرضية [ شيعة وسنة وبهائية وصوفية الخ ] من ديانات ما أنزل الله بها من سلطان
نسأل الله الهاية لنا ولكم ولجميع المخلصين المؤمنين
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هي شهادة الاسلام الوحيدة والتي بعث الرسل من أجل ايصالها للناس وهي ان الله واحد فقط و لا اله غيره . أما الرسل فهم عبارة عن اشخاص يحملون هذه المعلومة للناس فقط أما من يقدس الرسل ويلف ويدور و يكذب ويلوي عنق الآيات الواضحات فهذا شأنه وحده
و ماذا لو قلنا لشخص انطق شهادة الاسلام فقال : اشهد ان محمد رسول الله فقط , هل أغنت واسمنت من جوع ؟؟ كلا والف كلا
الاساس هو اشهد ان لا اله الا الله فقط و لا غير ولا يوجد غيرها شهادة وهذا واضح وبالعقل بائن .
نفسي اعرف كيف كان آدم يوحد الله وينطق بشهادة الاسلام ؟؟؟ أم أن محمد كان رسول وآدم بين الماء والطين ؟؟؟؟ ههههههههه
اقتبس من تعليق النجم :
{ ثبت بالدليل الشرعي القاطع غير القابل للدحض أن التفريق هو الفصل والمباعدة } قاله النجم
بهذا المعنى الفصل والمباعده يستقيم معنى الآيه :(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا)
فهل يستقيم معنى الآيه لو فهمنا التفريق هو التفضيل او المفاضله ؟
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ ( يفاضلوا او يفضّلوا ) بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا)
من الواضح ان معنى الآيه لا يستقيم بهذا الشكل ، فكيف يكون تفضيل بين الله ورسله ، ولو كان مقصود التفريق هو التفضيل ، لجاءت الآيه بهذه الصيغه ( (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ رسل الله) )
الكرة في ملعب الدكتور وننتظر .
وطاب يومك ,
من زمان نفسي اقول شئ وهو أن مقدار الصبر والتحمل الذي تتحلى به تحسد عليه , واتمنى ان اصل لهذه الدرجة من قوة التحمل .
احسدك فقط على قوة التحمل وليس شئ أخر لان هناك من يخافون من عيون الحساد (( : ,
وفقط شئ أخر لست متأكدة منه ولكني أعتقده صحيحا وهو , مهما كانت مساحة الحرية التي تسمح بها اية مجموعة سواء كانت دينية او سياسية او في اي مجال أخر لنقدها وفي جريدة تابعة لها او اذاعة خاصة بها او موقع الكتروني على اقل تقدير , لها حدود .
لنفرض ( س ) و( ص ) مجموعتان متعارضتان في السياسة او التوجه الديني او اي مجال اخر . فمن حق المجموعة ( س ) وبكامل حريتها أن تنتقدالمجموعة ( ص ) في جريدتها الخاصة ( اقصد جريدة س ) . واذا كان ما جاء في النقدكلاما كاذبا ومدلسا ا فمن حق المجموعة (ص ) ان ترد وهذا من حقها وفي نفس الصفحة وفي نفس المكان في جريدة (س ) , اما ان المجموعة (س ) تنقد المجموعة (ص ) وفي جريدة (ص ) وفي حدود تزيد عن المعقول والمسموح به فهذا ما لم اشاهده حتى في اكثر المجموعات ديمقراطية .
لست ضد حرية التعبير ولكن وكما يقول المثل كل شئ زاد عن حده انقلب ضده
والله أعلم , ----- كما يختم الاخ الفاضل محمود دويكات كل ما يكتبه (( : ----
دمت بكل خير ,
أمل
أؤيد الأستاذة أمل
جزاك الله خيرا يا د/أحمد على صبرك وجهادك وإنى لأعلم أن لقاء الله هو املكم ومبتغاكم
مع خالص الحب والتحية والتقدير لجهودكم النبيلة
هل السيد :
رفم 1
ورقم 2
ورقم 3
ورقم 4
و
هو نفس الشخص ويدخل باسماء مختلفة هاهاهاهاهاها , مجرد شك وظن , ولو ان بعض الظن اثم . وقد يكون ظني من المجموعة الثانية اي ان ظني ليس اثم , هاهاهاهاهاهاهاها مرة ثانية
تواصلا مع تقديس الله وحده لا شريك له فإن هذا يغضب البعض ، مع ان المسألة فى منتهى البساطة ، كما قال الاستاذ خالد حسن فإن شهادة الإسلام التى كان ينطق بها آدم عليه السلام ونطق بها جميع الأنبياء بعده عليهم جميعا السلام إلى أن وصلنا إلى خاتم الأنبياء والرسل عليه وعليهم جميعا السلام " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ..البقرة285 " فإن التفريق بين الرسل يخرج المسلم من طريق الإيمان والسمع والطاعة لله سبحانه وتعالى .
وكما قلت فإن الموضوع غاية فى البساطة فهناك من يعتقد فى كل زمان ومكان أن إقران اسم نبي بجانب الله سبحانه وتعالى ليس فيه شبهة شرك بالله سبحانه وتعالى ، وهناك من يعتقد أن هذا فيه شبهة شرك وكلا من الفريقين له أدلته وإن كنت أميل إلى الفريق الثاني إلا أنني أعطى كل الحرية للفريق الأول ليقول ما يشاء طالما أن هذا الأمر ليس حسابه فى الحياة الدنيا ولكن حساب الفريقين عند الله يوم القيامة لذلك فإن تبارى البعض للهجوم الذى فيه الكثير من المغالطات على اعتبار اثبات عدم صحة الجانب الآخر يؤدى بالقضية كلها إلى العدم ، حيث أن الاختلافات الدينية موعد البت فيها هو يوم القيامة " يوم الدين " فمن يريد أن يحسم هذا الموضوع فى الدنيا عن طريق السب والقذف والتهكم وليس بالرأى فقط إنما يحاول أن يقيم يوم الدين فى هذه الدنيا .وبذلك فإنه يقوم بنفسه بما أجل الله الحكم فيه إلى يوم القيامة .
وهناك ملحوظة أخرى فإن الدكتور منصور أعلن أكثر من مرة فى رده على هذه السلسة من المقالات أنه لا يكفر أحدا ، وهذا ما نفهمه من كتابات الدكتور منصور عن البهائية وغلاة الصوفية والذى ينسب إليهم اقوال مثل " ما فى الجبة غير الله " وغيرها من عبارات الاتحاد والحلول والتى حكم عليهم الغالبية بالكفر لكن الدكتور منصور لم يكفر أحدا مطلقا ،ولذلك فإن اتهام الدكتور منصور بالتكفير لأنه يستشهد بآيات تحدد سمات الكفار رغم أنه يجافى الحقيقة إلا أنه مفيد جدا لقراء مقالات الدكتور منصور حيث أن القارىء المحايد والذى يقرأ للدكتور منصور لن يجد مثل هذا التكفير فى مقالاته وأبحاثه ، ولو كان الهجوم على الدكتور منصور عير مفيد له لكانت مسيرة أهل القرآن تأثرت بهذا الهجوم ولكن من المؤكد أن انتشار الفكر القرآني يعتمد على المهاجمين .
وبسبب تعمق هذا الزيف فى قلوب الأغلبية الساحقة من المسلمين فإن القارىء لهذا المقال يستغربه ، وقد يستهجنه ، ولأنه لا يستطيع إنكار الايات القرآنية التى يقوم عليها ولا يستطيع الهجوم على القرآن الكريم فلا يتبقى له إلا الهجوم على كاتب المقال. 4 ـ بسيطة ..
غفر الله تعالى لنا ولكم ، وهدانا وإياكم قبل أن يأتى أحدنا الموت ..
(ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا .أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا .وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )النساء 150-152
--أرجو من الإخوة الأفاضل الذين يهاجمون المقالة أن يقرأوا القرآن كما هو ،وآلا يقتطعوا منه ما لايرضيهم ،ومالا يؤيد (أهواءهم) ،وآلا يدخلوا عليه بأفكار مُسبقة يريدون أن يُثبتوها ،وإنما يسيرون دُبر آيات القرآن ويرضون بنتائجه ويؤمنوا بها ، لو أرادوا يفقهوها ...كما اتمنى لو عادوا لتدبر الآيات السابقات فى التعليق .
وشكراً - هدانا وهداهم الله إلى طريقه المُستقيم .
وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ..
لكي يعطيك ربك اجرك ويكون غفورا رحيما معك فلابد أن تؤمن بالله ورسله ( جميع رسله من ذكرهم الله ومن لم يذكرهم ) ولا نفرق بين أحدا منهم ( وذلك بإن نجعل شهادة الإسلام تحتوى على نبي أو رسول واحد وتستبعد الباقين من ذكرهم القرآن ومن لم يذكرهم )( {وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً }النساء164) وبذلك نكون قد وقعنا في التفريق بين الرسل .. نحن لا نريد أن نفرق بين رسله فمن أراد أن يفرق فليفعل ، ومن يرى أن ذكر نبي واحد في شهادة الإسلام لا يضير وليس تفريقا فهذا شأنه ، ولن يحاسب شخص مكان شخص ، فكلا آتيه يوم القيامة فردا .. مع تحياتي للجميع ..
أبعث إليك بكل الإمتنان والتقدير لجهادك المستميت في سبيل إعلاء كلمة الحق تبارك وتعالى عما يشركون, وأحببت فقط للتوضيح لو سمحتي لي في بعض العبارات التي قمتي مشكورة بكتابتها مرارا بأن الرسول محمد ( عليه الصلاة والسلام ) هو ( خاتم الأنبياء والمرسلين ) ورددها آخرون من الأحبة كذلك!! فهذه العبارة برأيي الشخصي ليست دقيقة بأصولها القرءانية والتي تؤكد بوضوح إن الرسول محمد هو رسول الله وخاتم النبيين... وليس خاتم الأنبياء والمرسلين.
أرجوا عوتك الكريمة لو تفضلتي إلى دراستنا في الموقع بعنوان ( الفرق بين الرسول والنبي ) على الرابط:
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=3574
وكذلك:
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=3171
لتتعرفي على إن القرءان الكريم كرسالة سماوية يحتوي بداخله بيانه ( القرءان والفرقان معا, كتاب الله وسُنة الله, الشرعة والمنهاج معا ), في إشارة إلى ان النبي محمد هو خاتم النبيين وليس خاتم الرسل... لأن خاتم الرسُل هو القرءان الكريم بعينه كوحي إلهي رباني ورحمة العالمين ولكافة الناس بشيرا ونذيرا إلى أن تقوم الساعة بإذن الله... وما الرسول محمد إلا مبلغا ومبشرا ونذيرا لرسالة الله السماوية أسوة برسل الله وأنبياؤه جميعهم من الملائكة والناس صلوات الله عليهم وسلامه جل جلاله وحده لا شريك له.
أرجوا أن تكون الصورة واضحة وأن يتسع صدرك لتعقيبنا للتفريق بين العبارتين أعلاه...
أتابع تعليقاتك بإهتمام شديد ولنباهتك وفكرك المستنير... وأحببت التوضيح فقط.
تقبلي مني كل التقدير والإحترام
لماذا وصل النقاش إلى هذا المستوى وما الفائدة منه غير التباغض وكسب الإثم باتهام الآخرين في دينهم ؟ هل هكذا ستقنعون محاوريكم بصحة رأيكم ؟ مباهلة واتهام بالولاء لمدعي النبوة وغمز ولمز !!!
أصلح الله تعالى حالكم !!
لش الذكاء عندنا يبان الا عندما نريد الهدم----والعناد والكناية---والتحطيم---
لك الله تعالى يا دكتور احمد
يتساءل البعض: لماذا يشهد المسلم أن النبي الكريم محمداً عبد الله ورسوله بجانب شهادة ألا إله إلا الله ولم يشهد بأن عيسي مثلاً رسول الله أم موسي أو أي نبي آخر......؟؟...
وبالطبع فإن من يسأل هذا السؤال فهو لم يقرأ القرآن جيداً، بل نجده قد ألغي المنطق والعقل تماماً حينما سأل هذا السؤال.. والسبب بالطبع في منتهي البساطة، الا وهو أن الله تعالي قد أمرنا بذلك في محكم آياته..... فقد حثنا سبحانه علي الإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام علي وجه الخصوص ولم يحثنا علي الإيمان بنبي آخر بعينه، بل حثنا علي الإيمان بجميع أنبيائه ورسله... ولكن لماذا هذه الخصوصية بالنسبة لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام...؟؟..
ذلك لأن الإيمان برسول الله محمد عليه الصلاة والسلام هو إيمان بجميع ما أمرنا الله تعالي أن نؤمن به من إيمان به سبحانه وبملائكته وكتبه وجميع رسله.... فنحن كمسلمين لا نعرف موسي عليه السلام أو عيسي عليه السلام إلا من خلال القرآن الكريم فقط، أما التوراة والإنجيل الحاليين فلا يستطيع أن يستدل أي شخص من خلالهما علي شئ يقيني نظراً للتلاعب الذي حدث فيها علي أيدي البشر علي مر السنين وهذا بخلاف القرآن الكريم.... لذا فإننا لا نجد أي غرابة في صيغة التشهد حينما نقرأ في النصف الأول فيها: (أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله).... فالإيمان به عليه الصلاة والسلام معناه الإيمان بالقرآن الكريم، وهو يؤدي بالتبعية للإيمان بجميع ما أنزل الله وبجميع ما أمرنا الله تعالي به، فمن أهم أهداف نزول القرآن الكريم هو أن يُعلِم الناس بأن هناك إله واحد فقط (هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) (إبراهيم 52)..... وإنني أري أن تلك الآية تخص من فسدت فطرته ومن ثم فلا بد من تذكيره بأنه لا إله إلا الله، أما الشخص سوي الفطرة فهو يعلم أن هناك إله واحد بمنطقه وبصيرته، ثم يأتي الرسول بعد ذلك الرسول فيخبره عن صفات هذا الإله واسمه وماذا يطلب منه من تكاليف بما تشملها من أوامر ونواهي...
ليتنا بعد ذلك ندرك جميعاً تلازم الشهادتين والعمل بهما معاً لكي يصح إسلام الفرد وإيمانه
ان الله تعالى قد فضل بعض الرسل على بعض كما جاء في الكتاب الحكيم ، انا شخصيا لا ارى اي مانع من ان يقول المسلم
( اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله )
خصوصا وان الاذان مثله مثل الصلاة قد جاءتنا تواترا ولم يبين الكتاب الحكيم تفصيلاتها ، كذلك الرجم في الحج والكثير من العبادات التي نقلت الينا بالتواتر
لقد مكثت الفترة الماضية ( اسبوع تقريبا ) اقرأ بكتب الدكتور ومقالاته واستفدت منها جدا .. واظن باني اميل لفكر القرانيين وان التطور والتقدم المنشود للامة الاسلامية لن يكون الا على ايديهم
ما زالوا يصرون على القراءة الخاطئة لفكر الدكتور أحمد.....كما يصرون على اعتبار شهادة الإسلام شهادتين بدل من شهادة واحدة منذ آدم عليه السلام وحتى محمد عليه الصلاة والسلام ، ولماذا نصر على ان ذكر الشهادة بوحدانية الله سبحانه وخلوص العبادة له وحده ، ناقصة ويلزم إضافة بعدها هل تعودنا على الإضافات حتى أصبح لا يستقيم لنا أمرا إلا بدون أن نضيف ، لقد طلب منك كمسلم أن تشهد بوحدانية الله كباقي الأمم السابقة وأريد أن أسأل يا ترى مازال باب الجنة مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله كما تعلمنا في الصغر دونما ذكر نبي آخر فلقد تعودت كل أمة على تفضيل نبيها كنوع من أنواع العصبية القبلية التي نهى عنها الإسلام ،وأبدلها بالتقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وهل أحد ينازع في كوننا تلقينا القرآن عن طريق محمد النبي الرسول الذي نشهد أنه أدى الرسالة كاملة غير منقوصة واشهد في كل وقت بذلك لكن رجاء ألا تقرن هذه الشهادة بشهادة الوحدانية لله سبحانه .
ليست هذه هي أول الصدمات التي يحملها الفكر القرآني لإخراج المسلمين من الظلمات إلى النور ، لقد كانت أكبر الصدمات تأثيرا هي صدمة أعتماد القرآن الكريم مصدرا وحيدا للتشريع الإسلامي وفي كتابه القرآن وكفى قرن الدكتور أحمد صبحي بإن المسلم كما أنه ليس له إله إلا الله ، فإنه ليس له كتاب إلا القرآن الكريم ..!!، وكانت هذه أكبر صدمة والتي أخذت الكثير من النقاش وأضحت ليست بعيدة عن التصديق ، وكانت صدمة الشفاعة أيضا صدمة كبيرة حيث دفع الدكتور أحمد ثمنا باهظا وهو منصبه داخل جامعة الأزهر وتتلخص قضية الشفاعة في كون الله سبحانه وتعالى هو مالك يوم الدين وحده أو معه شركاء من أنبياء وأولياء ينفعون ويضرون وأنتصر الدكتور أحمد أن الله هو مالك يوم الدين .. وتتوالى الصدمات إلى أن نصل إلى الصدمة الأخيرة ، وهي عن شهادة الإسلام الحقيقة والتي قتلت بحثا من الفريقين ، فهل نؤمن بالله وحده لا شريك له أم لابد من الذين من دونه لكي نؤمن ..؟؟
حيث كان التصوف هو الدين الرسمي والدين السني يعارضه على إستحياء ، فكانت معارضة ولي صوفي أقوي من الكفر بالله ، وتمت الصدمة بفضل الفكر القرآني الذي بيغي تقديس الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيئ قدير .. فهل هذا يغضب من يغضب من هذا فليجهز حجته أمام الله سبحانه وتعالى ..!!
شهادة الإسلام ان تشهد ان لا اله الا الله ولا شيء معها ولا شيء غيرها وبها تصبح مسلما واقرأ :
( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ، وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ
وتمعّن جيدا في قولهم انا كنا من قبله مسلمين ، فهم مسلمين قبل نزول القرأن وقبل بعث محمد عليه السلام وقبل ان يعرفوة .
بماذا كانوا من قبله مسلمين ؟
بشهادة ان لا اله الا الله لا شيء معها ولا شيء غيرها .
كما انه ليس من متطلبات الإيمان برسالة محمد عليه السلام ان تجعل شهادة الإسلام مناصفه بينه وبين الله ، كما لا يعني ابدا الإيمان برسالة محمد ان تجعله شريكا لله في الشهادة تسبح شخصه الكريم ، فالإيمان ان نؤمن برسالة محمد وليس بمحمد الشخص والإيمان برسالته هو التفاعل مع هذه الرساله والقبول بشروطها .
لقد اصاب الدكتور منصور كبد الحقيقه بل الحقيقه كلها .
العلم المؤكد الموثق الذي لا يلبثه أي شك ولا يدخله أي ظن هو القرآن فإذا تحدث القرآن يجب أن نستمع إليه وأن ننصت ولنقرأ معا الآية التي تتصدرها كلمة شهد الله التي توضح لنا وتعلمنا كيف نشهدبالوحدانية الخالصة لله سبحانه :
{شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }آل عمران18
ثم نفصل بين علمنا الخاص أو ما استخلصناه وفهمناه وبين ما هو ثابت في آيات القرآن
{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وأن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }الأعراف33 يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ{{لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً }النساء166 {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }البقرة32
الاختلاف بين القران و الكتب السابقة هي اممي و ليس ديني القران لا يميز بين الكتب فالتوراة والنجيل في القران كتب سماوية مثلها مثل القران
و باعتقادي الاختلاف الاممي هو التلمود, الكنيسة(تقديس المسيح) والسنة المزعومة .
الايات عن الرسل هي الايات عن الكتب السماوية. القران جاء ليصدق التوراة و الانجيل و الايت القرانية عن التوراة و الانجيل واضحة كل الوضوح. مشكلة القرانيين انهم لا يريدون قبول الكتب السابقة كانهم يعلمون و القران لا يعلم
ثم يريدون تفسير الايات عن الانبياء و الرسل في القران. القران حتى حت النبي باتباع الكتب السابقة و الاستدلال بهم . لا يوجد علم عن الانبياء و الرسل الا من الكتب. لا نفرق بين احد من رسله معناه لا نفرق بين الكتب . و الايات القرانية في هذا واصحة كل الوضوح
لكن في اختلاف عن معنى "مصدقا" حيث بعض القرانيين لا يفسرونه بان المقصود هو كل التوراة و لكن جوهره . انا باعتقادي ان المقصود هو الفكر الديني السائد في التوراة. التوراة ليس كتاب ديني فقط فهو ليس القران.اي التوراة ليس كتاب ثيولوجي و لكن فيه من الحكمة وسيرة الانبياء لا يمكن الاسغناء عنه
. ومن القرانيين من يقول ان التوراة و الانجيل محرف. ثم تسالهم هل هذا ما قاله القران؟ لا يعرفون الاجابة.
شي غريب
ومنهم من يقول الكتب المذكورة في القران ليست الكتب الموجودة اليوم. و اذا سالتهم اي الكتب هي اذا؟ لا يعرفون الاجابة.
شي فعلا غريب.
هذا الموقع ممتاز و لكن كثير من الاخوة ليس لديهم خلفية جيدة عن التراث اليهودي و المسيحي
كان التخطيط فى البداية نشر ثلاث مقالات بحثية فقط عن التفريق و التفضيل و شهادة الاسلام الواحدة الوحيدة استرجاعا لما كتبته فى كتاب ( الأنبياء فى القرآن الكريم ) عام 1985 . والضجة التى أثارها المقال الأول عن التفريق جعلنى ـ بعد مرور 24 عاما أحسّ بمدى صدمة الأزهر عام 1985 ، ومدى عنفوانى فى مواجهتهم وقت حماسة الشباب .
أحسست فى الردود على المقال الأول بالحاجة الى توضيح نوعى الكفر و الشرك العقيدى و السلوكى فبحثت الموضوع على أمل أن أغطيه فى مقال فأصبحت سلسلة لا أعرف متى تنتهى ، ولا زالت قيد البحث والنشر . عدت لنشر المقال الثانى و الثالث فعادت الضجة أكبر تشعرنى مرة ثانية بمدى صدمة الأزهر عام 1985 . تأكدت أن الطريق لا يزال طويلا حتى يقدر بعض أهل القرآن رب العزة حق قدره ، وحتى يعرفوا معنى الاخلاص فى الدين لله جل وعلا رب العالمين . لهذا سأنشر مقالا ختاميا لموضوع التفريق و التفضيل و الشهادة الواحدة للاسلام ، وأعود بعه الى تدبر ملامح الكفر السلوكى والكفر العقيدى كما أبانها رب العزة فى القرآن الكريم وسلاسل الأبحاث الأخرى .
لا أكتم شعورى بالحزن من بعض ما قيل ، ليس حزنا على الإساءات التى تم توجيهها لى ، والتى أصفح عنها ، ولكنه الحزن على من قال ذلك ومن يتمسك بخلفيته دون أن تؤثر فيه آيات القرآن الكريم . أحترم حق المخالفين فيما يختارون لأنفسهم ، وأتمنى أن يحترموا حقى ايضا فى أن أكتب ما أومن به ، وموعدنا أمام الواحد القهار ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون .. وهو يوم قريب جدا فقد إقترب للناس حسابهم منذ أكثر من 1400 عام .
أرجو أن يتوقف التعليق على هذا المقال بعد أن أوضح كل معلق رأيه ..
وسأنشر ـ بعونه جل وعلا ـ بحثا جديدا فى التأصيل ضمن سلسلة الكفر السلوكى و الكفر العقيدى عن قوله جل وعلا ( إن ربك هو أعلم من ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) .
هدانا الله جل وعلا الى صراطه المستقيم .
[38076] تعليق بواسطة AMAL ( HOPE ) - 2009-05-02
سيدي الفاضل د. أحمد صبحي منصور , تحية طيبة لحضرتك
وطاب يومك ,
من زمان نفسي اقول شئ وهو أن مقدار الصبر والتحمل الذي تتحلى به تحسد عليه , واتمنى ان اصل لهذه الدرجة من قوة التحمل .
احسدك فقط على قوة التحمل وليس شئ أخر لان هناك من يخافون من عيون الحساد (( : ,
وفقط شئ أخر لست متأكدة منه ولكني أعتقده صحيحا وهو , مهما كانت مساحة الحرية التي تسمح بها اية مجموعة سواء كانت دينية او سياسية او في اي مجال أخر لنقدها وفي جريدة تابعة لها او اذاعة خاصة بها او موقع الكتروني على اقل تقدير , لها حدود .
لنفرض ( س ) و( ص ) مجموعتان متعارضتان في السياسة او التوجه الديني او اي مجال اخر . فمن حق المجموعة ( س ) وبكامل حريتها أن تنتقدالمجموعة ( ص ) في جريدتها الخاصة ( اقصد جريدة س ) . واذا كان ما جاء في النقدكلاما كاذبا ومدلسا ا فمن حق المجموعة (ص ) ان ترد وهذا من حقها وفي نفس الصفحة وفي نفس المكان في جريدة (س ) , اما ان المجموعة (س ) تنقد المجموعة (ص ) وفي جريدة (ص ) وفي حدود تزيد عن المعقول والمسموح به فهذا ما لم اشاهده حتى في اكثر المجموعات ديمقراطية .
لست ضد حرية التعبير ولكن وكما يقول المثل كل شئ زاد عن حده انقلب ضده
والله أعلم , ----- كما يختم الاخ الفاضل محمود دويكات كل ما يكتبه (( : ----
دمت بكل خير ,
تحياتي ياأخت أمل على ما تتمتعين به من زكاء وفطنة والله تكيد الحاقدين كما يقولون في العامية أروبة واسمحي لي أن أشاركك في رأيك ولو أن الدكتور أحمد يتأثر بعدد الحاسدين مهما زاد عددهم لم رأينا هذا الكم من الإنتاج العلمي ما بين مقالات تأصيلية تجلسهم في بيوتهم حزنا وكمدا ،ومقالات عادية أعطاه الله الصحة والعافية بل أنني أرى أنهم وبغير قصد منهم طبعا يصنعون الدعاية بأنفسهم كلما زادوا في غيظهم وكل إنسان يختار مكانته ويحددها طبقا لمعطيات شخصيته ( ودي وصلة رياضية ) فليقترفوا ما هم مقترفين وكما ترين أن الدكتور أحمد وكما يقول الشاعر الذي نسيت اسمه
اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
وتقبلي خالص ودي وتحياتي
جزاكم الله خير يا دكتور منصور على صبرك وسعة صدرك ،وفي انتظار المقال الذي تختتم به هذه المجموعة البحثية وأن لم يسعدني الحظ للتعليق على هذا المقال فإني انتظر المقال البحثي الجديد وتقبل تحياتي
صراحة لا افهم الحساسية. فكلام الدكتور صحيح من الاناحية الثيولوجية. ولكن بعض الناس يعتقدون انه يهمش الرسول محمد. و الحقيقة باعتقادي فان الرسول هو ليس الهدف, الرسالة هي الهدف. والرسالة هي القران. فباعتقادي كلامه صحيح. المذهب القراني مذهب التعددية و الثقافة العربية لا تعرف التعددية. انا اعتقد المهم هو القراء و ليس التعليق لان القراء هم الغالبية. قد يقول البعض باني معاديا للرسول. و لكني اقبل كل ما اتى به الانبياء. واضح هذا الموضوع حساس و لكني لا اراه كذلك. المذهب القراني يحتاج لتغيير الافكار القديمة و قبول الاختلاف. و هذا ليس بالهين. انا اقبل القران و التوراة و الانجيل و كل الرسل لدي سواء و من يومن بما جاء به الرسل فهم عندي مؤمن. هذا ما اجده في التوراة و الانجيل و القران. اما التلمود و الكنيسة و السنة هذا شيء اخر. هذا رايي الخاص
لقد أغلظت في القول هداك الله
ولم يغلظ عليك أحد بالقول فقولك يسيرون ( دبر أحمد منصور ) فيه إساءة كبيرة لي أنا شخصيا(عدا عن الإساءة للدكتور أحمد ) لأني أتبنى نفس الذي قاله الدكتور أحمد وقد أوضحت هذا ولم يكن هذا التبني سوى إيمانا بكلمات الله ( على الأقل من وجهة نظري ) ولا أنتظر رأي أحد آخر
إن كان لك رأي آخر فلك الحق أن تقوله دونما إساءة
أنتظر منك اعتذارا صريحا كما كانت إساءتك صريحة
هداك الله
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله.
إخوتي الأعزاء لقد إنضممت لكم منذ أيام قليلة وكتبت تعقيب صغير على هذه المقالة. واليوم عندما فتحت المقالة لأقرأ ردود الأفعال على تعليقي وجدت أن تعليقي غير موجود ربما يكون حذف أو ضاع لا أعرف ماذا حدث. لقد حاولت جاهدا أن أجد تعليقي في كل مكان على الموقع ولم أجده لأن الموقع غير مزود بخارطة مفصلة لمواقع الملفات. سمعت من زملائي في العمل أن الكومبيوترات مزودة بسلة محذوفات لحفظ الملفات المحذوفة فيها. فهل يمكن لأي من الإخوة القدامى هنا أن يدلني على مكان سلة المحذوفات الخاصة بهذا الموقع الكريم كي لأستعيد تعليقي الذي كتبته ولم أجده مع العلم أن التعليق كان بعنوان تريدون أن تفرقوا بين الله ورسوله وكان موجود هنا حتى مساء الأمس فأرجو من أي أخ يعرف أين هو أن يدلني على مكانه وله كل الشكر والعرفان.
الأخ الكريم جمال - أهلا بك على موقع أهل القرآن . تستطيع أن تعيد كتابته مرة أخرى (إن لم يك فيه ما يخالف شروط النشر ، أما لو كان فيه ما يخالف شروط النشر ،فنرجو أن تنقحه ،ثم تعيد نشره مرة أخرى . وشكراً لك .
لقد ضرب لنا ربنا بهذا القرآن من كل مثل
وجاء بألمنافقين أنهم إذا رؤوا رسول الله قالوا نشهد أنك لرسول الله ولكن المنافقين يكذبون
فمن أراد أن يشهد أن محمداً رسول الله عليه أن يشهد أولاًعلى ما جاء به من كتاب من ربه و لايكتفى بالقول أو بالتقليد فقط
ومن أراد أن يشهد أن لا إله إلا الله عليه يتبع ما أنزل الله من كتاب ولا يشرك به شيئاً أبداً .
ونحن إن شهدنا أن محمداً رسول الله فلأنه جاءنا بكتاب وحياً من ربه مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ،
ونشهد بذلك ليكون رسولنا هو أحد رسل سلام عليهم جميعاً وليس بدعاً من الرسل
فالقرآن هو النسخة العربية لكتاب الله ، ومن آمن بالقرآن فهو بذلك يؤمن بكل رسل الله وما جاءوا به من كتاب ولا يفرق بين أحد منهم
أستاذنا الفاضل الجليل / د.أحمد صبحي منصور.
تفكرت فيما طرحته لنا هنا في هذا الموضوع كثيراً وخلصت إلى الآتي وهي بالحجج العقلية البحتة أو سميها بالرياضيات إن شئت فأرجوا منكم قراءتها وتصحيحي إن كنت مخطأً ففي كل الأحوال أنا أثق بالله أنك تبحث عن الحقيقة مثلنا وأحسبك لا تريد إلا الحق فهو حسبك وحسبنا سبحانه :
1-أشهد أن لا إله إلا الله = إقرار بأن المستحق الأوحد الوحيد للعبادة هو الله وأنه مدبر كل شيئ لجميع خلقه وأن لاشريك له بالتأكيد الجازم.
وأشهد أن محمداً رسول الله =هي شهادة إقرار بأن محمداً ليس إلا رسول لله يبلغ ما أراده الله وهي تأكيد على مر الزمان أنه رسول وليس إله كما فعل النصارى والأخرون.
إذن...
علاقتها مع ما فوقها-الشهادة الأولى- تقع على التوالي وليس على التوازي معها فبما أننا شهدنا أن "لا إله إلا الله" فهذا يعني أنه ليس هناك توازي أبداً مع الله ...وهذه حجة عقلانية رياضية بحتة لا تقبل الحل بطريقة أخرى...
الخلاصة: إن إقران الشهادة الثانية بالأولى هي لتأكيد الأولى على الدوام دون حصول أي لبس ومنعاً لخلط الظن بأن الله سبحانه هو محمد عليه الصلاة والسلام...ولهذا كانت مقرونة على الدوام للتذكير...ومن الممكن أن نضيف من بعدها ما نشاء أيضاً فكله تحصيل حاصل بأن الله هو الإله الأوحد فمثلاً أن نقول بعد الشهادة والأولى والثانية وأشهد أن عيس رسول الله وأن موسى كذلك وكل الأنبياء والرسل...وأشهد أن الجنة حق والنار حق والقرآن حق......إلخ, كلها تصب في ذات المعنى ولا تخالفه.
فما ردكم معلمنا الفاضل ؟؟
أنيرونا بما فتح الله عليكم.
دمتم بخير ود.
تحيه خالصه إلى د. أحمد صبحى منصور وإلى كل عقل يبحث فى كتاب الله تعالى ويتدبر معانيه.
إن كان الهدف من هذا الموقع إصلاح ماتربينا عليه من تراث إسلامى يشوبه الكثير من المغالطات الواضحه أحيانا و الملتبسه فى أحيان أخرى فهو عمل جدير بكل إحترام وتقدير.، وإذا كان كل رواد هذا الموقع أو معظمهم يؤمن إيمانا حقيقياً بالقرآن وحده تبيانا لكل شيئ فهم بالقطع مستعدون للتخلى عن أفكار ومعلومات موروثه سلفاً، وإذا كنا ننتمى لفريق واحد كل على قدر علمه فالأحرى بنا أن نتحاور بالتى هى أحسن مع من يختلف معنا كما أمر الله
إدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.
وإذا كنا نوافق ونعلم ما ُنسب إلى النبى محمد شططاً وزوراً فهذا لا يدعونا إلى المغالاه والدعوه إلى تدمير كل ماوصلنا بالتواتر وكأن هذا هو الهدف!!.
وعن نفسي ورغم أنى لاأؤمن بالقوالب المعدة سلفاً وأرى تزيداً من كثير من المسلمين فى إعتقادهم أن الرسول الذى بعثه ربه بالحق والكتاب المبين هو أكثر من كونه بشراً رسولا وهو فى حقيقة الأمر فكر خاطئ تماماً إلا أني ألتمس لهم العذر وأتمنى أن يراجعو أنفسهم.، ولكنى لم أسمع أحداً منهم أبداً يؤله الرسول أو يدعو مع الله إلاهاً آخر. ولانريد أن نخلط الأمور.
أما النطق بالشهادتين فهو واضح صريح "أشهد أن لا إله إلا الله" و أشهد أن محمداً رسول الله" ولم يقل أحداً أو يعتقد أنه شريك الله ولا أرى هنا تفريقاً بين أحد من رسل الله بل هو إقرار بأن محمدا رسول الله أوليس كذلك؟!. ألم ينزل القرآن بتلك الآيات:-
وقال : قل أطيعوا الله والرسول [ آل عمران : 32 ] .
وقال : وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون [ آل عمران : 132 ] .
وقال : وإن تطيعوه تهتدوا [ النور : 54 ] .
وقال : من يطع الرسول فقد أطاع الله [ النساء : 80 ] .
هل نقول أن فى هذا التلازم فى ذكر الرسول مع ذكر الله تعالى شرك أو مشاركه فى الحكم أو التشريع ولم توضح الآيات إن كنا نطيعه فيما آتاه الله وحياً فقط لأنه مفهوم ضمنا من سياق آيات أخرى فالمطاع هنا هو الله، والرسول هو الذى يبلغ الرساله ولاجدال فى ذلك.
ولكي نؤمن بالقرآن لابد أن نقر ونشهد أولا بأن محمداً رسول الله لنصدق ماأنزل عليه من آيات الله.
ولنتأمل قوله تعالى١- : ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون" سورة المنافقون"
فلا عيب هنا فى الشهادة ولكنهم ينطقونها قولا فقط لأنهم منافقون.
٢-"ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" [النساء: 69]
هل توجد طاعتين أو يوجد فى اللفظ شرك؟!..
٣-﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِيناً﴾ [سورة الأحزاب الآية: 36]
لاحظ معى تكرار "الله ورسوله" ولاشيء في ذلك قطعاً لأنه كلام الله.، ثم لاحظ تلك المكانه فى قوله تعالى " إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً"
هل هذا شرك؟!. أبداً فالله يقضى والرسول يبلغ ولا يخالف ويستغفر لهم هل فى ذلك وساطة أوشرك؟!
أفيدونا أفادكم الله
فالذى يأتى لهذا الموقع لأوّل مرة ويقرا فيه بعض المقالات يقع فى المفاجأة فيبادر بالرد . وننصح للمرة ألألف بأن يصبر القارىء لنا حتى يقرأ معظم المنشور على هذا الموقع لنا من كتب ومقالات ، خصوصا كتاب ( القرآن وكفى ) .
هذا موقع علمى ومدرسة علمية وقافلة علمية تمضى الى الامام ، وليس لديها وقت لأن يجذبها أحد الى الوراء لأنه لم يقرأ ما سبق نشره من سنوات.
ومن يخافنا فى الرأى نحترم حقه فى عقيدته ورأيه ، ولا نفرض عليه رأينا ، وبالمقابل لا نريد أن يفرض هو علينا رأيه وعقيدته فى موقعنا ، لذا فمن يخالفنا نقول له ( لكم دينكم ولى دين ) ، ونعرض عنه راجين أن يعرض عنا .
خالص المنى
أحمد
أستاذنا الفاضل أحمد منصور
لم أفهم ردك جيداً!!.
هل تطلب ممن يشارك برأيه طلباً للعلم أن يعرض عنكم؟!. وحيث أنى ختمت تعليقى بأفيدونا أفادكم الله فقد كنت أتوقع رداً لا تقريعاً أو إعراضاً كما ذكرت حضرتك " لكم دينكم ولى دينى" فهذه دعوة للفرقه لا إلى الالتقاء فهل هذا هو منهج القافلة العلميه التى تسعى للأمام.؟ هل بمثل هذا الرد ينتشر العلم أم أن هذه مدرسة لاتسعى لنشر علمها و تغلق الباب أمام الزائرين.
الحقيقة أنى من المتابعين لكتابتك وأفكارك ولا توجد عندى أى صدمه مما يكتب فى هذا الموقع أو غيره فلست ممن يؤمنون بالمسلمات الفكريه المعده سلفاً وشكرا للنصيحة التى إتبعتها بالفعل حيث أقرأ لك ولغيرك أمثال نصر حامد أبو زيد وجمال البنا وغيهم ممن لا يتفق عليم معظم الناس ممن يصدمهم الخروج عن المألوف.
"القرآن وكفى"
قد طلبت منكم رداً على الآيات التى ذكرتها من القرآن وليس من كتاب آخر وسألت هل فى ذلك شرك ؟ ولا أعتقد أن فى ذلك مخالفة لمنهج الموقع تدعوك لتجاهل ماكتبت وتكتفى بالنصيحة وتقر على غير علم بأنى آتى
على هذا الموقع لأول مره ثم أين هى الصدمة من وجهة نظرك فى كلامى؟
وأين هى محاولة فرض الرأى إن كنت ختمت ماكتبت "بأفيدونا أفادكم الله"
للمرة الثانية أفيدونا أفادكم الله
أرجوأن تقبل تحياتى وإحترامى وإسمح لى بالإختلاف فى الرأى رغم الاتفاق على المنهج.
سامح الزقم
شهادة الاسلام هى أصلا شهادة توحيد أى شهادة واحدة ، ولكنهم يجعلوها شهادتين ، يقسمونها بالتساوى بين ذكر الله تعالى وذكر محمد ، ولا يخلو ذكر لله تعالى من وجود محمد معه كأنما يستكثرون ذكر اسم الله تعالى وحده .والغريب أنهم يهتفون دائما ( الله أكبر ) ويفتتحون الصلاة ب ( الله أكبر ) أى (أكبر) مطلقا من أن يكون الى جانبه مخلوق آخر ،أو (أكبر) من أن (نذكر) معه شيئا آخر، ثم يناقضون مفهوم (الله أكبر ) حين يضيفون للأكبر جل وعلا واحدا من مخلوقاته،وهم بذلك ما قدروا الله تعالى حق قدره . تمييزهم (محمدا ) وحده بذكر اسمه مع الله تعالى فى شهادة الاسلام يتجلى فيه التفريق بين الرسل ، فلماذا نذكر محمدا دون عيسى أو موسى أو لوط أو ابراهيم أواسحق أو يونس ..الخ . وتميز (محمد) بذكره وحده الى جانب الله تعالى فى شهادة الاسلام فيه تفضيل صريح لمحمد على من سبقه من الأنبياء و المرسلين ،وليس من حق أى مخلوق أن يفاضل بين الأنبياء ، ومن يفعل ذلك لا يكون فقط كافرا بالله تعالى ورسوله ولكن يكون أيضا مدعيا للالوهية دون أن يعلم.
وتميز (محمد) بذكره الى جانب الله تعالى فى شهادة الاسلام يجعل الاسلام دين محمد وحده دون بقية الأنبياء ، وهذا تناقض مع القرآن الكريم الذى يؤكد أن الاسلام هو دين الله تعالى الذى نزلت به كل الرسالات السماوية ، كل منها ينطق بلسان القوم الذين جاء منهم واليهم النبى أو الرسول ،الى أن نزل القرآن الكريم خاتما للرسالات السماوية بلسان عربى مبين . وتقديس اى نبى هو البداية التى تفتح المجال لتقديس البشر ممن يطلق عليهم الصالحين والأولياء و( القديسين )ثم ينفتح الباب على مصراعية لتقديس العصاة والمجرمين والحكام المستبدين والمتلاعبين بالسياسة و الدين. ومثلا فإن تقديس شخص محمد وإسمه وإدخال إسمه فى الصلاة و الأذان والحج الى الوثن المسمى بقبر النبى فى المدينة كان مقدمة لتقديس أضرحة الأولياء والحج اليهم واعتقاد الشفاعة فيهم أسوة بالشفاعة المزعومة للنبى محمد ،بل وإضافة أسماء الأولياء فى الأذان للصلاة بتمجيد أسمائهم على المآذن كما كان شائعا فى العصر المملوكى
إنّ الدخول فى ( دولة الاسلام )هو الذى يستلزم الدخول فى العهد والعقد. وهنا يتجلى الفارق بين الاسلام ودولة الاسلام .الاسلام علاقة خاصة بين المخلوق وخالقه جل وعلا ، لا تستلزم واسطة أو شهادة رسمية أو حضورا بشريا من أحد . وهنا يختلف الاسلام دين الله جل وعلا عن أديان البشر الأرضية حيث الكهنوت والمؤسسات الدينية و( رجال الدين ) بملابسهم الخاصة بألوانها الخاصة وتصميماتها الخاصة ، ودرجاتها ورموزها وطقوسها و طرقها العبقرية فى استجلاب و استحلاب أموال الناس. ومع أن دين الاسلام لا يستلزم هذا الإشهار فى دخول الاسلام أو الاشهار فى اعلان شهادة الاسلام فإن الأمر يختلف بالنسبة لدخول دولة الاسلام . لأن الدولة فى الاسلام هى تعاقد بين الناس تتم على أساسه قيام سلطة مهمتها إقرار العدل وحرية الفكر والمعتقد طبقا لقاعدة:(لا إكراه فى الدين). وفى هذا العقد يدخل الأفراد جميعا من رجال ونساء : (المائدة 7 ) ( الممتحنة 12 ) ، ثم هناك عهد آخر بالدفاع عن الدولة عند الخطر:( الأحزاب 15 ، 22: 24 )( الفتح 18، 10 ). وقد فصّلنا هذا فى مقالات سبقت. أخيرا : المنافقون هم الذين كانوا يأتون للنبى يشهدون له أنه رسول الله : لمشركون يتركز اهتمامهم على شخص النبى فيرفضون الكتاب السماوى حسدا منهم لشخص النبى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ) ويرد عليهم رب العزة : ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) (الأنعام 123 : 125 ).
السلام عليكم
انا حين اقول (اشهد ان لا الله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله) فانما اقصد بان لا الاه الا الله وان الكتاب الذي انزل على محمد هو كتاب الله ,وبهذا اكون قد تميزت عن الذين يؤمنون بالله ولا يؤمنون بالقران كتاب منزل من الله على رسوله محمد .
اعانك الله دكتور احمد ووفقك الله لما فيه الخير ، واستعجب ردود الذين يعتقدون انهم مصلحون وما هم إلا بضارين انفسهم ومشركين بالله، فسبحان الله عما يشركون ، وانتهز هذه الفرصة لان ليس لدي امكانية لكتابة الموضوعات وحروف التعليق لا يجب ان يتعدي 4000 حرف ، ولدى رؤية عن اية من كتاب الله واتمنى ان تفيدني كيف اسرد تدبيرها هنا فى الموقع.
أعدت قراءة وتأمل المقال وأعيد التعبير والتصريح عن الشكر الجزيل لما جاء فيه من تفاصيل مقنعة ومثيرة، ومن بين ما تبادر إلى الذهن أن خاتم الأنبياء مأمور بقول الشهادة وهي شهادة واحدة ، وبما أننا لا نشك ولا يمكن أن نشك أن خاتم الأنبياء لم يشهد غلا بهذه الشهادة الواحدة والوحيدة، فهل هناك في مكان ما أية إشارة إلى كيفية الاعلان للصلاة - مثلا- أو كيفية الأذان في عهده عليه السلام أو كيفية التشهد ف ي الصلاة؟ .
*************
وعندما يقول الله للرسل المصطفين أمامه ( ماذا أو بماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب ) المائدة 109- وهنا يتبادر أيضا إلى الذهن قول الرسول ( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) الفرقان 30 - كأن هذا التصريح منه عليه السلام يعتبر ردا منه لله عز وجل بالكيفية التي أجيب بها ؟
**************
1) (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) - الكهف 110.
2) وعندما نقول : فلا يشرك بربه أحدا .
وهنا التساؤل :
ألا يكون من يعتنق التشهد التقليدي الذي يسمى أيضا بالتحيات في الصلاة ويقحم فيه النبي وآله إلخ ..
ألا يكون هذا الصنف من الذين يشركون بعبادة ربهم أحدا ؟
******************
عندما قررت العودة الى القراءة في موقع اهل القران قررت ان ابدا بمقال شهادة الاسلام هي'' لا اله الا الله''. وقد اخذت عنوان التعليق من المقال نفسه . وبعد اذن الدكتور ساعيد في هدا التعليق التذكير باهم النقاط في هذا المقال ة من ناحية تطبيقا لقوله عز وجل ''وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ''. ومن ناحية اخرى لاقف على اهم النقط في هذا المقال والخصها في التعليق على كل كتاب او مقال اقرؤه كي اعرف عدد المقالات التي ساقرؤها في تحدي القراءة الذي اخذته مع نفسي . واليكم اهم النقاط التي ذكرها المقال.
شهادة الاسلام هى أصلا شهادة توحيد أى شهادة واحدة ، ولكنهم يجعلوها شهادتين
تمييزهم (محمدا ) وحده بذكر اسمه مع الله تعالى فى شهادة الاسلام يتجلى فيه التفريق بين الرسل.
تميز (محمد) بذكره وحده الى جانب الله تعالى فى شهادة الاسلام فيه تفضيل صريح لمحمد على من سبقه من الأنبياء و المرسلين.
تميز (محمد) بذكره الى جانب الله تعالى فى شهادة الاسلام يجعل الاسلام دين محمد وحده دون بقية الأنبياء.
تقديس اى نبى هو البداية التى تفتح المجال لتقديس البشر
ولو كنت مؤمنا صحيح الايمان فلن يكون أى مخلوق محلا لإيمانك ، فالايمان فى الاسلام ليس بشخص النبى أو شخص الرسول ، ولكن بما نزل على ذلك النبى وذلك الرسول ، يقول جلا وعلا :(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ)( البقرة 285 ـ)
إن شهادة الاسلام جاءت فى صيغتها الصحيحة فى قوله جل وعلا : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ )( آل عمران 18 : 19 ).
شهادة الاسلام ( لا اله الا الله ) شهادة واحدة هو"التشهد" وهو جزء أساس فى الصلاة اليوميةعن اكتفاء المؤمن بالله تعالى رباً يقول تعالى (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) ; (الزمر 36).
يقول تعالى (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ ) (فاطر 31).
وحين تقول : "اشهد ان لا اله الا الله" تكون قد نطقت بصحيح الايمان المذكور فى قوله جل وعلا : (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ
خاتم الأنبياء مأمور بقول شهادة واحدة
يقول جل وعلا ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) ( آل عمران 64 ) وهنا أمر بهذه الشهادة الواحدة: (فَقُولُوا) أى هم مأمورون بأن يجعلوا موضوع الشهادة واحدا فقط هو: (اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).يقول جل وعلا ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) ( آل عمران 64 ) وهنا أمر بهذه الشهادة الواحدة: (فَقُولُوا) أى هم مأمورون بأن يجعلوا موضوع الشهادة واحدا فقط هو: (اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ).
لماذا لا نقول اشهد ان لا اله الا الله وان جبريل رسول الله
او ليس جبريل رسول الله ايضا ؟
اعرف بان المسالة قتلت بحثا. كان هذا سؤالا استنكاريا ليس الا . فقد تفاجات بكمية التعليقات على هذا المقال بين مؤيد ومعارض. وحز في نفسي غياب جميع هؤلاء. .ترى اين هم ؟ وهل الاختلاف في الراي يفسد الود؟ .مشكلة العقل العربي هو الاختزال .فعوض الاتفاق على اكثر الاشياء والتوافق عليها والاستمرار مع احترام الراي الاخرحتى لو لم يتفق عليه والتصرف حسب الراي الخاص .فانهم يختزلون الانسان في راي لم يتفقوا عليهة بالرغم من مئات الافكار الصائبة والاراء السديدة التي ياتي بها واتى بها .عجبي ؟؟؟
يا جماعة حد فيكم يقولي مين سرب اسئلة عذاب القبر لو سمحتوا ؟؟؟؟؟ ههههههههه.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,691,067 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
مهم الاخلاق الحميدة: انا وواحد مسيحي حبينا بعض و عايزي ن نتقاب ل و...
السعودية: مارأي كم فى السعو دية ؟ وهل تكره السعو دية ؟ ...
التكقير من تانى : أری ;د أن أتمنّ ی منکم أن لا تکفّر وا ...
اربعة أسئلة : سؤال ان مرتبط ان : السؤ ال الأول : ما معنى...
أنواع الصلاة : ما هو رأيك فى تأديت نا للصلا ة ؟ وفى رأيك ما...
more
أخي الحبيب الدكتور أحمد، تحية من عند الله مباركة طيبة،
أشهد الله تعالى أنكم تجاهدون في سبيل الله بالعلم والقلم، وتدعون الناس بالتي هي أحسن، وتنيرون السبيل بنور الله تعالى الذي وهبه لكم، سدد الله خطاكم على الصراط المستقيم.
لما قرأت هذا المقال في توحيد الله تعالى وحده لا شريك له، تذكرت رسالة كنت بعثت بها إليكم مستفسرا عن إدراج اسم النبي محمد عليه السلام في الآذان وفي التشهد، وها أنتم قد وضحتم ذلك في هذا المقال المفيد لمن اتقى. وإليكم الرسالة كما هي:
أخي العزيز الدكتور أحمد تحية طيبة،
أود معرفة حقيقة أمر الشهادتين، خاصة لما لاحظت في مقالكم عن الشعراوي أنكم ذكرتم شهادة لا إله إلا الله، و هذا مما لم أفهم من زمان لماذا نقول و أن محمدا رسول الله؟ فهل كان من قبلنا من الحواريين يقولون مثلا أشهد أن لا إله إلا الله و أن عيسى رسول الله؟
وكنت أنتقد بشدة الذين يبيعون و يشترون( الكوادر ) التي يكتب عليها الله .. محمد. وأنا أعتبر هذا من الشرك فما قولكم؟
و قد لاحظت هذه الكتابة في سحن مسجد المدينة كتب على جدرانها: الله، محمد، أبوبكر في نفس الصف، وعمر، عثمان، علي، في الصف الثاني، ثم آيات من القرآن.ألا يعتبر هذا من الخبل و من الجهل؟
كيف كان نبي الله إبراهيم عليه السلام يؤذن في الناس للحج؟
هل الآذان الموروث و الذي يقض مضاجع المرضى و يفزع الأولاد و الرضع، ( هناك حفيد عمره أربع سنوات كان بمجرد أن يسمع الآذان يهرع إلى أمه أو أحدى النساء الموجودة أمامه ففي يوم من الأيام كان يلعب فسمع أنكر الأصوات من المؤذن فهرع إلى أمه و كانت في بيت واقفل الباب و نادى بأعلى صوته أحمار..... فقلت لأمه صدق الصبي و صدق الله العظيم حيث يقول: إن أنكر الأصوات لصوت الحمير.) أقول هل الآذان أمر به الله بالصيغة التي نسمع؟
إذا كان هذا الآذان هو الذي كان في عهد الرسول عليه السلام يرفع و هو الذي وصل إلينا متواترا بزعمهم، كيف لا نجده موحدا؟ وكل يدعي الوصل بليلى و ليلى لا تقر بذلك.
أرجو منكم توضيح سند الآذان و مصدره و متى بدأ؟ لأنني أشك في وجود مثل هذا الضجيج.
مع أخلص تحياتي. إبراهيم.
تاريخ الرسالة: 23.04.07
ختاما يقول الله الصمد: وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ(28).غافر.
تقبل أخي الحبيب الدكتور أحمد أزكى السلام والتحيات.