مازلنا نرحب بالتعليقات و نرد عليها:
(Terrorism) إرهاب أم ترويع؟

مصطفى فهمى Ýí 2008-11-05


(Terrorism) إرهاب أم ترويع؟
انتبهوا! نداء لمن يهمه الأمر

أننى منذ سنوات عديدة تؤرقنى استعمال كلمة (إرهاب) التى تبنيناها فى مقابل كلمة (Terrorism) باللغة الانجليزية مع أن الصحيح المقابل لها فى اللغة هى كلمة (ترويع) و لكن عدم وجود منفذ أسلكه فقد كنت على أمل أن يكشفها أحد من الذين لهم تأثير على الرأى العام.


إن ترسيخ تلك الكلمة (إرهاب) فى أذهان الناس و استعمالها كمصطلح لوصف الاعتداء على الناس و ترويعهم و قد مضاجعهم بل و قتلهم يكون فى منتهى الخطورة و يفرض واقع جديد مع مرور الزمن على معنى تلك الكلمة  فى اللغة العربية، و بالتالى على معناها فى القرآن، فنكون داعمين بذلك التقوّل على القرآن بأنه هو منبع و مفرخ الشرور و الترويع فى العالم و بتسليمنا بذلك المعنى الجديد نكون سلمنا الزاعم بذلك آية قرآنية مشهورة تؤيده فى زعمه.
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) الأنفال}

فببحث و تحقيق الكلمة الانجليزية و معناها وجدنا أنها تقابل كلمة ترويع و ليس كلمة إرهاب
فتعريف كلمة "Terrorism" فى معجم وبستر
"Terrorism" involves the use or threat of violence and seeks to create fear, not just within the direct victims but among a wide audience.
و ترجمة ذلك التعريف إلى اللغة العربية
"Terrorism" ينطوى على استخدام العنف أو التهديد باستخدامه و يسعى إلى خلق و إيجاد الشعور بالخوف ليس فقط للضحايا المستهدفين بشكل مباشر بل بين أكبر عدد ممكن من الناس

ومعنى (الترويع) فى معاجم اللغة العربية
الترويع هو الفعل أو التلويح و التهديد بفعل مؤذ بقصد الإفزاع و إدخال الفزع موضع الإفزاع و هو روع الإنسان
و يكون تعريفنا له، ترويع الآمن و قد مضجعه و إفزاعه و يكون ذلك بتفعيل القوة الكامنة بالأذى الشديد من المُرَوِّع أو بالتلويح و التهديد بها لشخص أو مجموعة، أو يكون بتوقع أو بوقوع الأذى الشديد على المُرَوَّع من المُرَوِّع و يظهر ذلك المعنى مطابقا فى الآيات التالية
فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب (72) قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد (73) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) هود
لم يهدأ رُوّعَ و فزع إبراهيم بتوقع الشر و الأذى الشديد من الزائرين بامتناعهما عن الأكل الذى ضايفهما به (و كان سبب الروع و الفزع أن عدم تقبل الأكل من الضيوف علامة على نية الشر و الأذى للمضيف فى عرفهم و تقاليدهم) إلا بعد أن كشف الملكين عن طبيعتهما و مهمتهما، فذهب الروع من روعه و أطمئن على نفسه و أهله
أما معنى (الإرهاب) فى معاجم اللغة العربية
الإرهاب هو التخويف و التوعد للآخرين لردعهم
و يكون تعريفنا له هو إظهار و استعراض بالقوة الكامنة للتخويف و التوعد لردع الآخرين أن أن يهموا بالعدوان و هى إثبات للقدرة فقط بدون فعل أو التلويح بفعل و يظهر ذلك المعنى مطابقا فى الآيات التالية
قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) الأعراف
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) الأنفال
لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13) الحشر
والمعنى و المقصود واضح من الآيات السابقة

فيا أهل القرآن تنبهوا لهذا الخطر و يا أهل الإعلام من صحافيين و معدى و مذيعى و معلقي برامج الإذاعة و التلفزيون بل و يا أهل السياسة حاربوا هذا التوجه و امتنعوا عن ذكر كلمة "إرهاب" مقابلة لكلمة "Terrorism " و استعملوا الكلمة الصحيحة "الترويع" دفعا لشرا مستطيرا ينال من القرآن وأهله
مع رجاء خاص لإدارة الموقع بتغير أسم القسم فى عامود المقالات من (محاربة الإرهاب) إلى (محاربة الترويع)

اجمالي القراءات 27139

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (8)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الخميس ٠٦ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[29546]

عندك حق استاذ مصطفى .

شكرا استاذ مصطفى على المقالة وما بها من تنبيهات . وأعتقد أن كثيراً من القرآنين يوافقونكم على معنى كلمة (الإرهاب ) وهو التلويح بالقوة لردع المعتدى حتى لا يفكر فى الإعتداء أو يقدم عليه و يعتدى على الآمنين المسالمين ...


واضم صوتى إليكم فى مناشدة الأستاذ ( أمير منصور ) فى تغيير العنوان ( من محاربة الإرهاب إلى محاربة الترويع ) .


2   تعليق بواسطة   محمد حسن     في   الجمعة ٠٧ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[29625]

مقال رائع

شكرا أستاذ مصطفى على مقالك .


3   تعليق بواسطة   مصطفى فهمى     في   الجمعة ٠٧ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[29665]

أخى أحمد إبراهيم

هكذا تكون الإضافة و إثراء الموضوع، و أدعو ا الفراء إلى مقالك الداعم فى تفصيل كلمة "الإرهاب" على الرابط


http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=4367


4   تعليق بواسطة   مصطفى فهمى     في   الجمعة ٠٧ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[29673]

الأخوة عثمان محمد على / فؤاد القرحى

نشكركم على الدعم


5   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٧ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[29690]

مطلوب الالتزام بأدب الحوار

حذفت تعليقات غير لائقة هنا.


وأرجو عدم تضييع وقتنا فى الحذف.


أرجوكم.


أحمد


6   تعليق بواسطة   مصطفى فهمى     في   الجمعة ٠٧ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[29691]

الأخ سنان السمان

جاء فى تعقيبكم (فهنا القوة الرادعة لإرهاب الآخر وليس للمغامرة بحرب ، وهكذا نرى أن الرهبة والرهبانية هي من مفردات التنزيل الحكيم ومن اشتقاقاتها الإرهاب وهي لاتعني إطلاقاً الحرب والقتال ومعانيها ليست في هذا المجال.)

و كذلك جاء (والإرهابي هو المُرَعّب، أي الذي يقوم بعمليات قتل من طرف واحد ترعب الناس. ومن صفاته أنه يقتل أناساً مع سبق الإصرار وهدفه قتل أكبر عدد ممكن من طرف لا على التعيين غير مقاتل، وبث الرعب في الأحياء بغض النظر عن النية.)

فلم نفهم هل أنت موافق على استعمال كلمة (إرهاب) فى مقابل (Terrorism) أم لا؟


7   تعليق بواسطة   مصطفى فهمى     في   السبت ٠٨ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[29722]

أخى سنان السمان

شكرا على الإجابة! و لا أجد فى جبعتى غير استعارة المثل الصينى الذى يقول                  " إن إيقاد شمعة خير ألف مرة من لعن الظلام" 


8   تعليق بواسطة   خالد عزالدين     في   الثلاثاء ١١ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[29850]

ليس الامر كذلك

الارهاب ... و الفساد

للقرآن مصطلحاته التي يجب ان تفهم من خلال القرآن نفسه, و منها الارهاب.

و الارهاب في القرآن تعريفه واضح من الآية : ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ )) 

فالارهاب معناه في القرآن كما حددته الآية هو مجرد تخويف للعدو حتى لا تقوم حرب بين المسلمين و اعدائهم. 

فماذا فعل اعداء الاسلام?

اخذوا من الآية كلمة الارهاب ولم ياخذوا منها المعنى , بل اسقطوا على الكلمة المعاني البشعة التي حملتها هذه الايام من قتل للمسالمين رجالا كانوا او اطفالا ا نساءا. وهو ما لم تشر له الاية الكريمة من قريب او بعيد

على ان الارهاب بمعناه الحالي من تخريب و قتل له في القرآن اسم آخر وهو الفساد : ((وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ )) فعرفت الآية الفساد باهلاك الحرث و النسل و هو التعريف الحديث للارهاب,و اعقبه الاخبار بان الله لا يحب هذا الامر

و عقابه اي الفساد في الارض واحد من اشد العقوبات في القرآن ((إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )

فعقاب الفساد في الارض - او الارهاب ان شئت بالمعنى الحديث المتعارف عليه عالميا- و ليس قرآنيا للكلمة -  هو الاعدام

و هو جريمة بشعة ابرزت الآية بشاعتها باسلوب فريد : اذا نصت هذه الجريمة في آية واحدة مع من يحارب الله تعالى!!!

فانظر كيف عرف القرآن هذه الجريمة و كرهها الينا ثم وضع الحد الشرعي الحازم للقضاء عليها.

فياله من منهج رباني قرآني تام.

و يا اهل القرآن افهموا مصطلحات القرآن كما عرفها القرآن و ليس كما عرفها الغرب او الشرق.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-09-30
مقالات منشورة : 50
اجمالي القراءات : 1,638,825
تعليقات له : 406
تعليقات عليه : 709
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt