عثمان محمد علي Ýí 2008-10-04
الفكر القرآنى وأثره على المفكرين العلمانين :
بدأت مسيرة الفكر القرآنى الحقيقى منذ قرابة ثلاثة عقود مضت ، ومما لا شك فيه أنه سبقها إجتهادات لا باس بها عبر التاريخ الإسلامى بدءاً منالإمام أبى حنيفة النعمان ،ثم الإمام محمد عبده وتلامذته الشيخ شلتوت ،و الأستاذ -أحمد أمين ،والشيخ المراغى ،والشيخ أبو زهرة (صاحب المق&aelil;لمقولة الشهيرة –لوكان البخارى حياً لحاكمته) . ومع ذلك فإنها لكنها كانت إجتهادات بسيطة خفيفة على إستحياء ،مطالبة بتنقية روايات الحديث (السنة) وتفاسير المفسرين . إلى أن بدأت محنة الأستاذ الدكتور – منصور – فى جامعة الأزهر -بمنعه من نشر المبحث الدينى فى رسالته للدكتوراة عن (التصوف فى العصر المملوكى فى مصر) ، ثم تطورت المحنة بعد ذلك إلى أن تحولت إلى محاكمته على مجموعة من مؤلفاته و كتبه وأبحاثه على رأسها كتابه (الأنبياء فى القرآن الكريم) ، ونتج عنها إيقافه عن العمل اثناء التحقيق، واستغرق ذلك بضع سنوات ، ثم صدر قرار بفصله من العمل نهائيًا من جامعة الأزهر ، إلا أن هذه المحنة وتعنت مشايخ الأزهر وعلى رأسهم الشيخ طنطاوى (شيخ الأزهر الحالى ) جعلته يعيد قراءة القرآن مرة آخرى بقلب آوعقل آخرين ، عقل وقلب الباحث عن إجابة لسؤال خطير وهو، (هل هذا القرآن حقاً كتاب رب العالمين ،أم أنه من تأليف محمد بن عبدالله ؟؟؟) فخرج بإقتناع و بإيمان لن يتزعزع ونتيجة هى ، أن هذا الكتاب لا يمكن أن يكون كتاباً بشرياً ، ولا يمكن لمحمد بن عبدالله - أن يكون قد ألف فيه حرفاً واحداً ،إذً فهو كتاب رب العالمين الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ...ثم عاد لنفس السؤال ليجيب عن حقيقة السنة أو الروايات التى كان يتشكك فى بعضها ،وهل هى من عند محمد بن عبدالله – حقاً؟؟ وهل هى جزءاً من الدين لا يمكن الفكاك منه ؟؟ فخرج من دراسته التاريخية لمتنها وسندها وتاريخها ،أن محمد بن عبدالله (عليه الصلاة والسلام ) برىء منها ، وأنها لا تمت للإسلام بصلة ، وأنها متناقضة مع القرآن الكريم تناقضاً تاماً وصريحاً ، ، وأن أئمتها متناقضون فيما بينهم تناقضاً كبيراً ، وأن بٌعد المسافة والشقة بينهما لاحدود لها ، وأنها متناقضة فيما بينها تناقضات صارخة. فصدق فيها قول الله تعالى (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً [النساء : 82]..إذن فإن الروايات والسنة هى مادة تعبر عن ثقافة عصرها ولا صلة لها بالإسلام ، وإنما ترتبط بظروفها ومكانها وزمانها فقط كأى علم من علوم علم الكلام التى تنشأ فى أى زمان وأى مكان . ومن هنا تاكد له أنه عليه أن يصدع بحقيقة مفادها (القرآن وكفى ) ، وبعد أن كان الخلاف على بعض المتناقضات فى فهم بعض آيات القرآن الكريم ،وعدد من الروايات ،أصبح الموضوع هو إعادة قراءة وإكتشاف القرآن الكريم ،والمناداة بجعله دستوراً أوحداً للإسلام ، وقطع الصلة بينه وبين الروايات نهائيا . وأصبحت محاولات الصلح والموائمة بينه وبين مشايخ الأزهر مرفوضة ، وأنه لن يعود إلى الجامعة إلا ومعه هذا الفكر الجديد ،و لديه الحرية الكاملة فى الصدع به والدعوة إليه . وكانت النتيجة أنه فصل من عمله فى الجامعة . ولكنه ثبت على الحق ونادى بدعوة القرآن وكفى بين أصدقاءه وزملاءه وبعضاً من تلامذته .والحمد لله وجد أذاناً صاغية من بعضهم ،فشاركوه الراى وبدأوا فى الحديث عنها (رغم الإضطهادات والإعتقالات ) ،ثم بكتابات عبر الصحف ،ثم باحاديث عبر التلفاز (كلما تيسر ) .ثم تطور الأمر إلى أن أصبح هناك فريق من أصحاب الفكر القرآنى متخصصاً فى الفقه القرآنى ،وفى الروايات والتفسير ،وفى علوم الفقه ومصطلحه ، وقد صبروا وصابروا إلى أن إخترقوا الفكر السنى وفضحوه بالحجة والبرهان أمام أهله وأمام الناس ،حتى أصبح الفكر السنى إضحوكة بفتاويه ومرجعياته لدى المفكرين والمثقفين (الغير سنيين ) ولدى العامة والبسطاء ، وتحولت القضية من السؤال عن هل هناك روايات ضعيفة وموضوعة فى الحديث أم لا؟؟ إلى هل هناك سنة محمدية (روايات ) اصلاً أم لا؟؟ وهل حقاً كتاب البخارى منزلاً من عند الله ؟ أم أنه مجموعة من الأكاذيب إخترعها إبن برزريه ؟؟؟
أى أن الفكر السنى أصبح يصارع البقاء ،وأصبحت مؤسساته الرسمية بملايينها ومليارتها تجيش الجيوش لتحميه من إشعاعات أقلام الرصاص القرآنية ، لأنه فقد مصداقيتة ومرجعيتة الدينية والعقلية لسقوط حجته وبرهانه ...
وعلى الجانب الآخر ،تشعب الفكر القرآنى فى دعوته وإنتشاره إلى التصدى إلى دعاة الدولة الدينية من أحفاد السلفية والوهابية والإخوان ، وتفنيد دعوتهم و مزاعمهم فى الوصول إلى الحكم بإمتطائهم ظهور الناس عبر شعارات دينية ما أنزل الله بها من سلطان .
ثم نادى الفكر القرآنى أيضا إلى دعم حقوق الإنسان ودولة المواطنة وحقوق الأقليات والمرأة ، على قواعد قرآنية ثابتة راسخة لا ريب فيها ،فاصلة بين كتاب الله وبين أوهام الشياطين وتشريعاتهم من رواة الأحاديث .
ثم اصبح الفكر القرآنى اكثر إنتشاراً وإستحواذاً على إهتمام فئة آخرى من المثقفين والمفكرين والمستشرقين العلمانيين داخل العالم العربى وغيره من البلاد الغربية .فمنهم من تعامل معه وتدبره وناقشه بحيادية ،فأنصفه ودافع عنه واعتبره الصورة المضيئة للفكر الإسلامى الحديث ، وأنه يقدم الإسلام بصورة أكثر إنسانية، وأكثر توافقا مع الليبرالية والحياة المدنية وما سموها (بأنسنة الإسلام ) . ومن هذا الفريق - المفكر المصرى العلمانى الدكتور فرج فودة (يرحمه الله) – والأستاذ الكريم الفاضل الدكتور – عادل العمرى – الذى نشر له الدكتور منصور –بحثه القيم على موقعكم المبارك تحت عنوان (هذا هو النقد المتحضر الذى نريده ونستفيد منه ) .
ومنه من هاجمه بعنف وبشدة مثل الدكتور – كامل النجار – فرد عليه الدكتور منصور – بسلسلة من المقالات تحت عنوان (هذا العلمانى الضحية صريع السلفية ) . واعتقد انه بعد هذه السلسلة أعاد قراءة جزءاً من الفكر القرآنى مرة آخرى فتغيرت طريقته وصياغته فى الكتابة عن الإسلام بعض الشىء .حتى كتب مقالة متأثرا فيها بالفكر القرآنى ، حاول فيها التفرقة بين الله وبين نبيه ورسوله محمد بن عبدالله (عليه الصلاة والسلام ) ، وبين القرآن الكريم والبخارى ، متسائلاً فى بدايتها ونهايتها قائلاً (أيهما أعظم عند المسلم - الله – أم محمد؟؟) . ضارباً بعضاً من الأمثلة على الفوارق بين القرآن والروايات فى موضوعات العقائد ، وعلم الغيب ، وحرية العقيدة ، وحد الردة ، وعقوبة الزانى ،وأصل القتال فى الإسلام ، ساخراً أيضا من فتاوى شيوخ السلفية واهل السنة والجماعة .وسنورد لكم مقالته كاملة فى نهاية المقالة .
وكذلك اثر القرآنيون بكتاباتهم وحواراتهم الشخصية على بعض المتشددين من العلمانين .الغربين كأمثال الصحافى ( دانيال بيبس ) وكثير من زملاءه فى تغيير نظرتهم السابقة المتشددة ولغة خطابهم عن الإسلام كدين سماوى /إلى التفريق بينه وبين المسلمين وسلوكياتهم .
وهذا كله يعتبر دليلاً قوياً واضحاً على نجاح موقع أهل القرآن وكتاباته وكتابه ومعقبيه فى التاثير على كثير من المسلمين المتكلمين بالعربية القارئين له .
وعلى نجاحه فى إقناع بعض المفكرين والمثقفين الغربيين فى التفرقة بين الإسلام والمسلمين ، حتى أصبحوا يلجأون للموقع وأهله للتعرف على الإسلام وعدالته بعيداً عن الفكر السنى المشوه كما يقولون .
إلا أنه ما زال هناك فريق من العلمانين يمزج بين الإسلام والمسلمين ،ويخلط بين القرآن والبخارى ،وأقوال الفقهاء والشيوخ والمتطرفين وآيات القرآن ، ويضعهم جميعا فى سلة فكرية واحدة .
ومن هؤلاء الكاتب – نضال الصالح . الذى كتب مقالة تحت عنوان ( موقف الفكر الدينى من الآخر ومن حقوق الإنسان ) سننشرها فى ذيل مقالتنا –
نلخص لكم بعضاً مما فهمناه منها .فيقول عن - اليهودية والمسيحية والإسلام ما يلى .
الفكر الدينى مبنى على طرد الاخر من الفردوس الموعود فى الدنيا والآخرة . فاليهود يبنون عقيدتهم على طرد الآخر وقتله ،لأنهم الأخيار وما عداهم فهم من سلالة النجاسات وأبنائها .ولذلك وجب أن يكون هناك حائل بين أبناء اليهود وغيرهم ،ولا يتأتى هذا الحائل سوى بقتلهم والتخلص منهم . ثم يقول ان المسيحية أخذت هذه القاعدة وجعلتها مرجعية وغطاءاً شرعياص لها فى غزواتها الإستعمارية .
ثم جاء المسلمون وأعتبروا أن اية السيف من سورة التوبة هى الاية الحاكمة الناسخة لكل ايات الرحمة والسلام فى القرآن ، مستدلاً على ذلك بتفسيرات إبن كثير – وكتابات محمد عبدالسلام فرج – فى كتابه ( االجهاد الفريضة الغائبة) . ثم إنتقل إلى الحديث عن الخطاب الإسلامى وموقفه من حقوق الإنسان – معتبراً إياه خطاباً متنازعاً بين طرفين أحدهما يدعو للحرية وحقوق الإنسان فى القرآن ،والآخر يدعو للقتل لمن يخرج عن الإسلام فى أقوال الفقهاء والمحدثين . ثم يستدل ايضا على تاييد وجهة نظره بأفعل المتطرفين حول العالم ،معتبراً أن هذا يعتبر فكراً عاماً عشش فى خلايا المجتمعات الإسلامية .
وبملاحظة سريعة وتعقيبا على ما قاله فى مقالته ندرك أنه – إما أنه لم يقرأ شيئاً للقرآنيين ، وإما أنه فى خصومة شديدة مع الاديان السماوية جميعا ً ، نسأل الله له الخلاص منها ،وله ولنا الهدى والهداية لدينه الحنيف .
فيا أهل القرآن كتبت لكم هذه المقالة لترو بأعينكم تأثير كتاباتكم وأقوالكم ، وإنتشارها بين جموع المثقفين والمفكرين بكل أطيافهم ، ولتوقنوا ولتتأكدوا بأن الله متم نوره ولو كره الكارهون .
----مقالة الدكتور – كامل النجار
------مقالة الأستاذ – نضال الصالح
(موقف الفكر الدينى من الآخر ومن حقوق الإنسان)
الفكر الديني بمجملة يرفض الآخر باعتباره خارج عن دينه الذي يدعوه دين الله. فاليهودية تقوم على فكر التلمود الذي يقسم العالم إلى يهود وأغيار أو غوييم. ويحظر على اليهود التعامل مع الأغيار بأي شكل كان، فلا يبايعهم ولا يصاهرهم ولا يهديهم ولا يقبل منهم الهدايا ولا يسعى إلى مساعدتهم أو علاجهم ولا إلى إنقاذهم إن رآهم في خطر.
الأغيار في نظر التلمود هم دنسون مثل الإفرازات "البول والبراز" منذ طفولتهم فولد الأغيار يكون دنسا كالسيلان عندما يبلغ العمر تسع سنوات ويوما،لأنه في نظر التلمود يكون عندئذ قادرأ على ممارسة الجنس أما بنت الأغيار فتكون دنسة كالسيلان منذ أن تبلغ من العمر ثلاث سنين ويوما لأنها تكون منذ ذلك العمر ملائمة لممارسة الجنس وصالحة للزواج.( عبودة زرة 36 ب) أما إناث الأغيار فهن في رأي التلمود" طامثات أي دنسات منذ ولادتهن وإلى الأبد"( عبودة زره 36 ب) . وفي مكان آخر يقول التلمود على لسان يهوه : أحتقر كل شعوب العالم لأنني خلقتهم من بذرة نجسة، أما أنتم بني إسرائيل فلقد خلقتكم من بذرة كريمة.anhum/tanhumabobr nši 13(16a). وليس عجيبا بعد هذا أن نسمع من رابيو اليهود ومن قادتهم تصريحات ملئها العنصرية وكراهية الغير. فالأب الروحي لليهود الأصوليين في إسرائيل الرابي كوك الإبن كتب يقول:" الفرق بين نفس اليهودي بقوتهها ومبادئها وداخلها ونفس الغريب لأكبر بكثير من الفرق بين نفس الغريب والحيوان. لأن الفرق بين الأخيرين فرق في الكم أما بين اليهودي والغريب ففرق في النوع. إن أفعال الغريب ولو كانت تظهر الخير فهي أفعال شيطانية أما أفعال اليهودي ولو كانت تظهر الشر فهي أفعال من الله.( عن مقال لإسرائيل شامير نشر على موقعه الألكتروني).
الديانة المسيحية تؤمن بالتوارة بكتابية العهد القديم والعهد الجديد. العهد القديم يحث على إبادة الآخر كقوله على لسان موسى لقومه:" فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها ." عدد 31 / 7-18 ". كما قام يشوع التوراتي خليفة موسى بعملية الإبادة الجماعية لسكان فلسطين حيث تحدثنا التوراة باعتزاز كيف استولى يشوع على مدينة أريحا وقام بقتل كل من فيها من بشر و دابة ،وذلك بمباركة الرب يهوه وإرشاداته وتقول على لسان يهوه: " وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف " يشوع : 6 / 21 . و تابع يشوع عملية الإبادة والقتل الجماعي مع بقية المدن. قال الرب ليشوع : " قم واصعد إلى عاي، فتفعل بعاي وملكها كما فعلت بأريحا وملكها، غير أن غنيمتها و بهائمها تنهبونها لنفوسكم … وضربوهم حتى لم يبق منهم شارد ولا منفلت " يشوع : 8 . و تتابع التوراة مسيرة القتل والنهب فتقول: " ذلك اليوم ، استولى يشوع على مقيدة وفعل بملك مقيدة كما فعل بملك أريحا . ثم اجتاز يشوع من مقيدة وكل إسرائيل معه إلى بتة، فدفعها الرب هي أيضا بيد إسرائيل مع ملكها ، فضربها بحد السيف ، وكل نفس بها ولم يبق بها شاردا … ثم اجتاز يشوع وكل إسرائيل معه إلى لخيش … فضربها بحد السيف وكل نفس بها… ثم اجتاز يشوع وكل إسرائيل معه من لخيش إلى عجلون، فنزلوا عليها وحاربوها ،وأخذوها في ذلك اليوم و ضربوها بحد السيف، وحرم كل نفس بها في ذلك اليوم، حسب كل ما فعل بلخيش. ثم صعد يشوع و جميع إسرائيل معه من عجلون إلى حبرون و حاربوها،وأخذوها وضربوها بحد السيف مع ملكها،و كل مدنها،وكل نفس بها . لم يبق شاردا حسب كل ما فعل بعجلون فحرمها وكل نفس بها ."يشوع 10 / 34 - 36.
لقد فهم المسيحيون ما ورد في العهد القديم من أمر بالإبادة على أنه أمر إلهي دائم يعطيهم التسويغ العقدي من أجل إبادة شعوب البلاد التي قاموا باحتلالها. لقد قدمت نصوص العهد القديم هذه ومثيلاتها الدعم المعتقدي لعدد من المشاريع الاستعمارية في مختلف مناطق العالم مثل أمريكا الجنوبية في القرون الوسطى وأفريقية في القرنين التاسع عشر والعشرين وفي فلسطين في القرنين التاسع عشر وإلى يومنا هذا. لقد وظفت تلك النصوص لدعم الاستعمار في مناطق عديدة وفي فترات مختلفة حيث كانت الشعوب الأصلية للبلدان المستعمرة تشبه بالحثيين والكنعانيين وآخرين من شعوب التوراة التي أمر إله التوراة بإبادتها كما كان المستعمرون يشبهون أنفسهم بشعب إسرائيل التوراتي الذي تسلم أمرا إلهيا بإبادة كل السكان الذين انتصر عليهم. ويمكن العثور على جذور التسويغ البابوي للعنف في أفكار القديس أغسطين الذي لجأ إلى العهد القديم ليظهر أن من الممكن أن يأمر به الرب مباشرة. لقد كانت الحرب التي شنت باسم الرب حربا عادلة بامتياز.
لقد اتفق فقهاء الفكر الديني الإسلامي على تسمية الآية الخامسة من سورة التوبة، التي تسمى سورة براءة أيضا بآية السيف. وقالوا أنها نسخت كل ما قبلها من الآيات التي تدعوا للسلم والتعايش مع "الكفار". لقد خلق التفسير الحرفي لهذه الآية إلى جانب الآيه 29 وقلعهما من سياقهما التاريخي فكرا عدوانيا في غاية الخطورة لا نزال نعاني منه لحد الآن وسوف نعاني منه إلى أمد طويل.
لقد أمرت آية السيف المسلمين بقتل المشركين أينما وجدوهم (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم). ويفسر المفسرون الآية بأن "لا ترفعوا السيف عن رقاب المشركين . فإن تابوا أي أسلموا. خلوا سبيلهم. (انظر تفسير الجلالين).ويدعم إبن كثير تفسيره بحديث نبوي رواه البخاري يقول:أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويأتوا الزكاة، فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا فقد حرمت علينا دمائهم وأموالهم.
وهذا يعني أن القتل يشمل أهل الكتاب، حيث أنهم لا يؤمنون برسالة محمد ولا يقيموا صلاة المسلمين ولا يستقبلوا قبلتهم ولايأتوا الزكاة . ونفس الأمر وجهته للمسلمين الآية (73) (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير). والآية (123) (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين). وحسب تفسير الجلالين وإبن كثير فإن معنى كلمة (يلونكم من الكفار) هو: الأقرب فالأقرب من الكفار، ولهذا بدأ الرسول بقتال المشركين في جزيرة العرب ولما فرغ منهم شرع في قتال أهل الكتاب فتجهز لغزو الروم وهكذا.
وينقل أحد القادة الإسلاميين في مصر المدعو محمد عبدالسلام فرج آراء المفسرين في هذه الآية، في كتابه (الجهاد الفريضة الغائبة.) فيقول: (قال الحافظ ابن كثير في تفسير الآية: قال الضحاك بن مزاحم: أنها نسخت كلًّ عهدٍ بين النبي ? وبين أحدٍ من المشركين، وكل عقد وكل مدة. وقال العوفي عن ابن عباس: في هذه الآية لم يبق لأحد من المشركين عهدٌ ولا ذمةٌ منذ نزلت براءة. وقال الحسين بن فضل فيها: آية السيف هذه نسخت كل آية في القرآن فيها ذكر الإعراض والصبر على أذى الأعداء. فالعجب ممن يستدل بالآيات المنسوخة على ترك القتال والجهاد. وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن حزم في الناسخ والمنسوخ } باب الإعراض عن المشركين { : في مائة وأربع عشرة آية في ثمان وأربعين سورة، نسخ الكل بقوله عز وجل ? .. فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ..?).
وسورة التوبة أو براءة هي السورة الوحيدة في القرآن التي لا تبدأ بالتسمية بالله (بسم الله الرحمن الرحيم) بخلاف كل السور الأخرى. ويشرح تفسير الجلالين سبب ذلك فيقول: (ولم تُكتب فيها البسملة لأنه صلى الله عليه وسلم لم يأمر بذلك. كما يؤخذ في حديث رواه الحاكم، وأخرج في معناه عن علي: أن البسملة أمان وهي نزلت لرفع الأمن بالسيف. وعن حذيفة: إنكم تسمّونها سورة التوبة وهي سورة العذاب
الخطاب الديني الإسلامي وحقوق الإنسان يتعارضان ويتناقضان تماما، ففي الوقت الذي تعطي فيه لائحة حقوق الإنسان للفرد حرية الفكر والرأي والعقيدة واختيار دينه وتغيره ساعة يشاء والتعبير عن كل ذلك بشتى الوسائل فإن الخطاب الديني يعاقب أي رأي يخرج عن إطاره ويعاقب بالموت من تسوله نفسه الخروج عن إطار الفكر الديني وخطابه.
الدين الحق في رأي علماء الفكر الإسلامي هو الاسلام وفق فهمهم, الدين المنزل من رب العالمين الخالص من البدع والتحريف وهو دين الإسلام الحنيف الذي لا يقبل الله من أحد سواه، {إِنَّ الدّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلَـٰمُ} [عمران:19]، {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ} [عمران:85].
وحفظ الدين في رأيهم هو أهمُّ مقاصد الشريعة الإسلامية، ولا يمكن أن يكون هذا المقصد العظيم معرَّضاً للضياع والتحريف والتبديل؛ لأن في ذلك ضياعاً للمقاصد الأخرى وخراباً للدنيا بأسرها.
الردة في منطوق الفكر الديني، هي أخطر جريمة تهدِّد دين الإنسان وتنقضه، ودين الإنسان بطبيعة الحال هو الدين الإسلامي كما فصله علماء الفكر الديني.
قال البعلي( المطلع على أبواب المقنع (ص 378).: "الردة الإتيان بما يخرج به عن الإسلام إما نطقاً وإما اعتقاداً وإما شكاً و قال ابن تيمية: "وليس من السيئات ما يمحو جميع الحسنات إلا الردة.
(مجموع الفتاوى (11/700).
وعقوبة الردة هي الموت وعن ابن عباس أن النبي محمد ص قال ( من بدل دينه فاقتلوه) أخرجه البخاري في استتابة المرتدين، باب: حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم (6922). وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة). أخرجه البخاري في الديات (6878)، ومسلم في القسامة والمحاربين (1676).وقال ابن قدامة: "وأجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتدين. المغني (12/264). ويقول ابن تيمية في الحكمة من قتل المرتد: "فإنه لو لم يُقتَل لكان الداخلُ في الدين يخرج منه، فقتلُه حفظٌ لأهل الدين وللدين، فإن ذلك يمنع من النقص ويمنعهم من الخروج عنه" مجموع الفتاوى (20/102). ويقول عبد القادر عودة: "وتُعاقب الشريعةُ على الردة بالقتل لأنها تقع ضدَّ الدين الإسلامي وعليه يقوم النظام الاجتماعي للجماعة، فالتساهل في هذه الجريمة يؤدي إلى زعزعة هذا النظام ومن ثمَّ عوقب عليها بأشد العقوبات استئصالاً للمجرم من المجتمع وحماية للنظام الاجتماعي من ناحية ومنعاً للجريمة وزجراً عنها من ناحية أخرى، ولا شك أن عقوبة القتل أقدر العقوبات على صرف الناس عن الجريمة، ومهما كانت العوامل الدافعة إلى الجريمة فإن عقوبة القتل تولِّد غالباً في نفس الإنسان من العوامل الصارفة عن الجريمة ما يكبت العوامل الدافعة إليها ويمنع من ارتكاب الجريمة في أغلب الأحوال" التشريع الجنائي الإسلامي مقارناً بالقانون الوضعي (1/661، 662).
واذا لـم يـكـن الـمرتد عن الاسلام مولود من مسلمين او من مسلم فانه يؤمر بالتوبة ,فان تاب قبلت توبته ولم تجر عليه تلك الاحكام , واما اذا لم يتب جرت عليه الأحكام. أما المولود من مسلمين أو من مسلم فيقام عليه الحد وهو الموت. ويرفض الفكر الديني مقولة ان حكم المرتد هو نوع من الارهاب العقائدي والفكري, خـصـوصا أن اولئك المرتدين الذين وجب عليهم الحد هم الذين ولدوا من ابوين مسلمين وترعرعوا في محيط اسلامي , فانه من البعيد جدا انـهـم لـم يـتعرفوا على محتوى الاسلام , وعليه فان ارتدادهم عن الاسلام اقرب ما يكون الى سؤ القصد والخيانة منه الى الاشتباه وعدم إدراك الحقيقة , وهـدفـهـم من ذلك زلزلة اعتقادالمسلمين باسلامهم وايمانهم فمثل هؤلاء يستحقون جزاء الارتداد. فهم في الحقيقة يعلنون عن ثورتهم ضد الحكم الاسـلامـي ,وعـليه فمن الواضح ان هذه الصرامة والشدة في حقهم ليست خالية من الدليل , كماانها لاتـتـنـافى ابدا مع حرية الراي والعقيدة(كذا). والسكوت عن المرتدين يشكل خطرا على الإسلام ويسمح لأعدائه بالتمرد عليه. ويعتبر الفكر الديني أن الردة عن الإسلام ليست مجرد موقف فكري، بل هى أيضاً تغير للولاء وتبديل للهوية وتحويل للانتماء. فالمرتد ينقل ولاءه وانتماءه من أمة إلى أمة أخرى فهو يخلع نفسه من أمة الإسلام التى كان عضواً فى جسدها وينقم بعقله وقلبه وإرادته إلى خصومها ويعبر عن ذلك الحديث النبوى بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه: (التارك لدينه المفارق للجماعة) رواه مسلم ، وكلمة المفارق للجماعة وصف كاشف لا منشئ ، فكل مرتد عن دينه مفارق للجماعة.
الفكر الديني يعتبر إن التهاون فى عقوبة المرتد ، يعرض المجتمع كله للخطر ويفتح عليه باب فتنة لا يعلم عواقبها إلا الله سبحانه. فلا يلبث المرتد أن يغرر بغيره ، وخصوصاً من الضعفاء والبسطاء من الناس ، وتتكون جماعة مناوئة للأمة تستبيح لنفسها الاستعانة بأعداء الأمة عليها وبذلك تقع فى صراع وتمزق فكرى واجتماعى وسياسى ، وقد يتطور إلى صراع دموى بل حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس.(كذا)
جمهور من الفقهاء قالوا بوجوب استتابة المرتد قبل تنفيذ العقوبة فيه ومنحه مدة حددها بعض الفقهاء بثلاثة أيام وبعضهم بأقل وبعضهم بأكثر ومنهم من قال لا يُستتاب أبداً . والمقصود بهذه الاستتابة إعطاؤه فرصة ليراجع نفسه عسى أن تزول عنه الشبهة وتقوم عليه الحُجة ويكلف العلماء بالرد على ما فى نفسه من شبهة حتى تقوم عليه الحُجة إن كان يطلب الحقيقة بإخلاص وإن كان له هوى أو يعمل لحساب آخرين..
لقد بين علماء المسلمين من المذاهب الاربعة أنواع الردة فقال النووي الشافعي في كتابه روضة الطالبين ما نصه :" الردة : وهي قطع الإسلام ، ويحصل ذلك تارة بالقول الذي هو كفر وتارة بالفعل ، وتحصل الردة بالقول الذي هو كفر سواء صدر عن اعتقاد أو عناد أو استهزاء " و قال الشيخ محمد عليش المالكي في كتابه منح الجليل ما نصه :" وسواء كفر ( أي المرتد) بقول صريح في الكفر كقوله: كفرت بالله أو برسول الله أو بالقرءان ، أو: الإله اثنان أو ثلاثة ، أو : العزير ابن الله ، أو بلفظه يقتضيه أي يستلزم اللفظ للكفر استلزاما بينا كجحد مشروعية شىء مجمع عليه معلوم من الدين بالضرورة ، فإنه يستلزم تكذيب القرءان أو الرسول ، وكاعتقاد جسمية الله أو تحيزه" . و قال الفقيه ابن عابدين الحنفي في رد المحتار على الدر المختار ما نصه :" قوله: وركنها إجراء كلمة الكفر على اللسان، هذا بالنسبة إلى الظاهر الذي يحكم به الحاكم، وإلا فقد تكون بدونه كما لو عرض له اعتقاد باطل أو نوى ان يكفر بعد حين" . و قال البهوتي الحنبلي في شرح كتابه منتهى الإرادات ما نصه :" باب حكم المرتد : وهو لغة الراجع قال الله تعالى : ﴿ ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين (21)﴾ [ سورة المائدة / وشرعا من كفر ولو كان مميزا بنطق أو اعتقاد أو فعل أو شك طوعا ولو كان هازلا بعد إسلامه ".
و من الردة سب الله اوأحد من رسله او القرآن او الملائكة او شعيرة من شعائر الدين الإسلامي او تحريم الحلال البين كالنكاح و البيع و الشراء أو تحليل الحرام البين كشرب الخمر أو السرقة. كذلك من الردة السجود للصنم او الشمس أو القمر أما السجود لإنسان فان كان على وجه العبادة فكفر. و من الردة ايضا اعتقاد ان الله علمه لا يشمل الكليات او الجزئيات او انه عاجز عن شيء او انه يشبه شيئا من خلقه او محتاج الى شيء من خلقه. من وقع في الردة بطل نكاحه و صيامه و تيممه وحبطت كل أعماله و إن مات على ردته فلا يرث و لا يورَّث و لا يغسَّل ولا يكفَّن ولا يصلّى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين.( مقتبس من عدد من الموسوعات الإسلامية الألكترونية وعلى الإنترنت)
الموقف من الردة هذا متفق عليه في الفكر الإسلامي ومن قبل جميع أطياف هذا الفكر ولو طبق بحرفيته لسبب في قتل نصف الأمة أو يزيد. حتى الشيخ القرضاوي الذي يحلوا للبعض وصفه بشيخ المعتدلين يخلق الأسباب والعلل لعقوبة القتل لما يدعى بجريمة الردة. ففي الوقت الذي يتحدث فيه عن حرية الدين في الإسلام ويردد الآيات" لكم دينكم ولي دين" فإنه عندما يصل إلى موضوع الردة يقول أنه إذا أراد أحد أن يكفر بالإسلام فيلكفر فهو حر ولكن إذا أراد أن ينشر هذا الكفر بين الناس فسيصبح عنئذ خطرا على الأمن القومي. وكل دين وكل مجتمع يعمل على حماية نفسه وحماية الأسس العامة حتى لا يتعرض المجتمع للتفكك والإنهيار. وهو يؤكد على معنى الحديث النبوي"التارك لدينه المفارق للجماعة" بأنه يعني تغير الولاء وتغير الإنتماء وليس من حق أي مجتمع أن يفتح الباب لأن في ذلك خطر على الأمة.(موقع القرضاوي الألكتروني_ من حديث له على قناة الجزيرة)
القرضاوي إذن كغيره من رموز الفكر الديني يعتبر الخروج من بوتقة الفكر الديني الإسلامي خيانه وعقوبتها الموت. كأنما الإنتماء للأمة والوطن لا يكون إلا بالإنتماء للفكر الديني والموافقة على كامل منطوقه. وكأنما أحد الشروط للوطنية والإلتزام بها وحب الوطن والدفاع عنه لا تكون إلا بالإنتماء لهذا الفكر والإلتزام به. فإذا أردت أن تكون لا دينيا أو مسيحيا أو بوذيا أو حتى مسلما رأيك مخالف لدوغمة الفكر الديني وأن تكون في نفس الوقت مؤمنا بربك، وطنيا مخلصا لوطنك وأمتك وتراثك، فهذا غير مسموح به على الإطلاق فإنتمائك للأمة والوطن يكون من خلال إنتمائك لمنظومة الفكر الديني. والقرضاوي نفسه الذي خلق الأسباب التبريرية لقتل ما يسمى بالمرتد، وقع في ذات الحفرة التي وافق على حفرها لغيره، حيث اتهمه فريق من نفس الفكر بالكفر والردة عن دين محمد بسبب بعض فتاويه التي أثارت مجموعات مختلفة من رموز الفكر الديني.
من هذا كله نرى أن الخطاب الديني يعارض معارضة تامة حقوق الإنسان من حرية فكر وعقيدة ويرفض الديموقراطية الفكرية والسياسية رفضا قاطعا. الخطاب الديني الإسلامي يعطي الحق للقائمين علئ هذا الخطاب بقتل أي شخص تقع عليه صفة المرتد سواء كفر ( أي المرتد) بقول صريح في الكفر كقوله: كفرت بالله أو برسول الله أو بالقرءان ، أو: الإله اثنان أو ثلاثة ، أو : العزير ابن الله ، أ&ae"> إذن عندما يأتي الغلاة والمتعصبون ودعاة الإرهاب ويجعلون من هذا الفكر سندا شرعيا لدعواتهم وإرهابهم فهم لم يأتوا من فراغ فلقد تشبعوا منذ صغرهم من فكر عدائي زرع في وعي الأمة منذ مئات السنين. ولا يمكنك أن تأتي اليوم وتتنصل من هؤلاء وتدعوهم بالإرهابيين والقتلة وغلاة الأمة وفي نفس الوقت تقوم بطبع وتوزيع الكتب والمؤلفات التي تدعو إلى أن آية السيف قد ألغت كل ما قبلها من آيات التعايش مع الغير وحللت محللها.لا يمكنك اليوم أن تتنصل من هؤلاء ومن أعمالهم وأفكارهم وأنت في نفس الوقت تدعوا لنفس الفكر وتعلن أو توافق على القول بأن آية السيف قد ألغت كل ما قبلها من آيات التسامح والمصالحة.
إنه مأزق فكري وأخلاقي متشبع بالنفاق والإزدواجية. فإذا كان فكرنا الديني يعلن أن كل آيات التسامح والصفح وعدم الإكراه وحق الاختيار والتولي والإعراض عن الآخرين الذين يدعوهم الفكر الديني كفارا أو مشركين، سواء كانوا من أهل الكتاب أو من أهل فكر مختلف، قد ألغيت ونسخت. فكيف لنا أن نجد أسسا للعيش المشترك مع الآخرين؟ كيف يمكننا أن ننزع فتيل الحقد والكراهية والحرب والدمار من قلوب شباب يائس قد تشبع منذ صغرة بهذا الفكر.؟
رفض الآخر ليس حكرا على الغلاة والمتشددين من الإسلاميين، إنه جزء من فكر عام يعشش في خلايا وعي المجتمعات الإسلامية بمختلف طبقاتها، حكاما أو محكومين.
أخي اشكرك على هذه المقدمة ،وأعتقد أن الفكر القرآني قد أخذ مكانه في العالم الاسلامي ،واتفق مع أخي أحمد شعبان في النقلة النوعية والتي سماها شروط التفكير .لأن مشكلتنا الاساسية في الاصلاح الديني تتلخص بأزمة منهج العقل المسلم في تعاطيه مع كتاب الله ،وفي تعاطيه مع المعطيات الحضارية ،سواء كان من تراثه أو غيره. مع كل اسف العلمانين من أمثال الدكتور نضال الصالح من خلال مقالته المنشورة ،عند قرائتها بتعمق تعطيك شعوراً أن الدكتور نضال ما زال في الصفوف الخلفية في تدبره لكتاب الله . وملاحظاته المذكورة هي في الحقيقة تنم عن رؤية علمانية صرفة ،غايتها نقد الفكر الديني من خلال الموروث أو التراث وهذا حقه الطبيعي ،لأننا نحن من يعرف مدى تأثير هذا التراث على تخلف المسلمين. وهذه المرحلة نحن على موقعنا هذا قد تجاوزناها ،وقلنا كلمتنا الأخيرة .بأن المرجعية الوحيدة لدين الله هو كتاب الله الذي بين ايدينا.وأعتبرنا التراث حقيقة موجودة شئنا أم ابينا ،هو تراثنا ،وعلينا نقده ،ونقد مؤلفيه ،فلا قداسة عندنا إلا لله عز وجل . ولا حديث في الدين إلا لكتاب الله عز وجل ،ولا سنة للدين إلا سنة الله .وهذه هي سبيلنا ،وهذا هو منهج نضالنا السلمي في سبيل الاصلاح الديني. وكم كنت اتمنى على الدكتور نضال الصالح من أن يضم جهوده الى جهودنا لاتمام عملية الاصلاح وذلك من خلال اطلاعه على فكرنا المنشور على هذا الموقع وخاصة فكر الدكتور أحمد وأخص كتابه القرآن وكفى كمدخل اساسي وهام
ملاحظة أخيرة . في مقدمتك ذكرت أن بأن القران " هو الدستور الاوحد للمسلمين" قد لا اتفق معك كون القرآن هو الدستور. لأن الدستور في عرفنا السياسي ، قابل للتعديل والتغير .والاصح أن نقول أن القرآن هو كتابنا الديني الاوحد .والله أعلم وشكراً لك.
الأخ الفاضل / د / عثمان ـ أري من وجهة نظري أن أفضل أثر تركه الفكر القرآني على الساحة الآن هو ما جاء في هذه الفقرة من مقالكم (((وتحولت القضية من السؤال عن هل هناك روايات ضعيفة وموضوعة فى الحديث أم لا؟؟ إلى هل هناك سنة محمدية (روايات ) اصلاً أم لا؟؟ وهل حقاً كتاب البخارى منزلاً من عند الله ؟ أم أنه مجموعة من الأكاذيب إخترعها إبن برزريه ؟؟؟)))
وبارك الله فيك وهدانا وهداكم صراطه المستقيم والله جل وعلا هو المستعان
أحيانا يكون في كلام شخص تعتبره أخي عثمان علماني متطرف ما هو حقيقي مثل هذه الفقرة الأخيره من مقال الاستاذ نضال .. وأتمني أن تعيد قراءة مقالة الدكتور كامل النجار مرة أخري فلا فرق في الجوهر بينها وبين مقالة الاستاذ نضال صالح..
"رفض الآخر ليس حكرا على الغلاة والمتشددين من الإسلاميين، إنه جزء من فكر عام يعشش في خلايا وعي المجتمعات الإسلامية بمختلف طبقاتها، حكاما أو محكومين.
وتعليق الاستاذ زهير قوطرش كما هو الحال دائما يستحق الكثير من التقدير وخاصة هذه الفقرة :
ملاحظة أخيرة . في مقدمتك ذكرت أن بأن القران " هو الدستور الاوحد للمسلمين" قد لا اتفق معك كون القرآن هو الدستور. لأن الدستور في عرفنا السياسي ، قابل للتعديل والتغير .والاصح أن نقول أن القرآن هو كتابنا الديني الاوحد
من المهم جدا أن نرقب تاثيرنا فيمن حولنا ، فقد أصبحنا فى معمعة التطور المتنامى فى الحركة الفكرية للمسلمين ، والركيزة الأساس فيه.. ولأنها حركة تتحدث بأكثر من لغة فارجو أن يقوم من يعرف الانجليزية بمتابعة المنشور بها ، على أن يجد د. عثمان وقتا ليلاحق هذا التطور فى المنشور بالعربية.
هذا حلم ليس مستحيلا تحقيقه ..
ما رايكم ..دام فضلكم ؟؟
أرسل لي الدكتور نضال رده على تعليقي المذكور اعلاه في سياق ردي على مقالته . وقد حاول ارساله ،لكن المحاولة فشلت كونه نسي الكود . وحاول عدة مرات تسجيل دخول جديد لكنه لم يفلح. لهذا أنقل نيابة عنه تعليقه الآتي:
"الاخ زهير قوطرش صديق عزيز وأخ أعتز بصداقته. نعيش في الغربة سويا في عاصمة الجمهورية السلوفكية براتسلافا. نلتقي باستمرار و نناقش سويا الوضع المأساوي في العالم العربي والاسلامي واستطيع أن أقول أن آراءنا تتطابق الى حد كبير رغم اختلافنا في بعض القضايا وهو امر طبيعي. ولذلك فاجأني رده على مقالي فنحن قد سبق وتناقشنا في المواضيع اللتي طرحها مقالي المذكور ولم أشعر بأن لديه أي اعتراض على ما ورد فيه.
مقالي لم ينتقد القرآن ولكن النقد كان موجهاً الىالخطاب أو الفكر الديني الأصولي اللذي ينسخ بجرة قلم مائة وعشرين آية قرآنية تدعو للتصالح مع الغير، ليثبت آية واحدة هي آية السيف والتي أخرجها من سياقها التاريخي. هل يوجد إعتراض على هذا القول سواء من قبل الصديق زهير أو من قبل غيره من أهل القرآن؟ أليس هذا الفكر هو مصدر العنف وعامل مهم في تلطيخ سمعة الإسلام والمسلمين..؟ أو ليس هذا الفكر هو الفكر المسيطرفي عالمنا لإسلامي؟ هذا الفكر يا سادة يملك أكثر من ألف محطة تلفزيونية مدعومة من مالكي البترودولار.
إن كنت علمانيا يا صديقي زهير فأنت علماني كذلك فأنت مثلي ترفض الدولة الدينية وسلطة رجال الدين . ألم نتفق على أن العلمانية لا تعني رفض الدين وإنما رفض سلطة رجال الدين و تدخللهم السلطوي في أمور الحكم؟
و في الختام تحياتي لك ولاهل القرآن وإلى لقاء قريب
ألآخ اللذي لم تلده أمك نضال الصالح
أخي زهير قوطرش
الاستاذ نضال في رده المرسل إليك و في أجزاء كثيرة من مقاله .. محق تماما ..
وبصراحة أكثر .. العلمانية هي الحل كما أوضحها
إن كنت علمانيا يا صديقي زهير فأنت علماني كذلك فأنت مثلي ترفض الدولة الدينية وسلطة رجال الدين . ألم نتفق على أن العلمانية لا تعني رفض الدين وإنما رفض سلطة رجال الدين و تدخلهم السلطوي في أمور الحكم؟
الاسلام مثل أي دين آخر .. لا يجب أن يتحول الي أيديولوجية سياسية ..
والحل للإشكالية التي طرحها الاستاذ سنان في أمور الاحوال الشخصية من زواج وطلاق وميراث أن يختار الانسان القانون المدني أو التشريعات الدينية .. رغم عدم أهمية الآمر .. فالمسلمون في الغرب الكثير منهم أكثر إيمانا من بلادنا رغم تطبيق القوانين المدنية ..
أما العقوبات فقد ولي عصر تطبيق التشريعات الدينية .. قطع يد وجلد وحرابة وماملكت الآيمان واقتصاد مشوه مستغل اسمه اقتصاد اسلامي.. بذمتك ده كلام .. وسورة التوبه كانت لفترة تاريخية انتهت بفتح مكة
تحية ملؤها الحب والاخترام وبعد
أولا : بالنسبة للشكل الذي يقدم به الإسلام والذي هو منفر أكثر منه دعوة سامية ، فلكم العذر في عدم تقبل الإسلام ، ولكن لا عذر لديكم في الركون إلى هذا المقدم ولم تبحثوا أنتم بأنفسكم في معتقدهم ، لذا نجد الانسلاخ منه بهذا الشكل
ثانيا : يقوم عملي على الترويج للعلمانية والدولة المدنية ، ولكن لي رأي متباين مع حضراتكم ولا أقول مختلف .
اقوم بهذا العمل لإقتناعي الكامل بأن الفكر القرآني الممنهج يقدم لنا العلمانية في صورتها المثلى
وهذا ما عبرت عنه في الكثير من المقالات على هذا الموقع .
وتقبلوا تحياتي وإحترامي .
سعدت بالتفسير الذى قاله الأستاذ نضال الصالح وهو يضع فاصلا بين النّص القرآنى وسوء استغلاله ..وحزنت لأنه لم يتمكن من التسجيل فى موقعنا. أرجو أن يسجل إسمه من جديد وأن تكون له صفحة فى الموقع لنستفيد بثمرات عقله ، مع الالتزام مثلنا بشروط النشر التى تسرى على الجميع.
أقول للجميع إننا نؤمن بان الاسلام دين علمانى . وقد كتبت فى هذا معطيا ملامح العلمانية فى القرآن الكريم ، وسميتها ( علمانية مؤمنة ).. ومن الطبيعى أن مفهوم العلمانيى مختلف فيه ، ومن حقنا أن نؤصل تعريفا للعلمانية من خلال القرآن الكريم. وأرجو أن يقرأ الاستاذ نضال الصالح مقالات لى فى هذا الاطار منها مقال عن التناقض بين الدولة الاسلامية و الدولة العلمانية ، ومقالات أخرى عن ديمقراطية الاسلام ، وعن حقوق الانسان وحد الردة ..الخ.
مرحبا بك استاذ نضال الصالح .. وشكرا للأخ الحبيب زهير أن عرّفنا بك.
خالص المنى
أحمد
الشريعة الاسلامية القرآنية جزء أصيل فى علمانية الاسلام ، فلا بد من وجود تشريع فى أى دولة علمانية لأنها دولة العدل والمساواة وسيادة القانون .
وسيأتى التوضيح فى أبحاث التأصيل عن ماهية الشريعة الاسلامية وإنسانيتها وحدود تطبيقها .. بعونه جل وعلا ..
تحية طيبة وبعد
ألم يكن في الأخير تم الموافقة على خط عام واحد ما بين أهل القرآن والعلمانية المؤمنة .
وهذا هو هدفنا " توحيد قوى المجتمعات العربية والإسلامية " وليس تشتيتها
وأرجوا أن نتقارب حول موضوعات أخرى .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أخى الكريم ، والموقع ملىء بالهداية القيمة العظيمة ،فأمدد يدك وخذ ما شئت .
أخى الحبيب والصديق الوفى الاستاذ - أحمد شعبان .لا يمكن أن انسى سنوات النضال المشرف سوياً ، وما زلنا نناضل وسنظل إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولا. ونعم أنا معك انه ولله الحمد لقد أنتشر الفكر القرآنى وأزدهر أكثر مما كان ، والفضل والمنة لله سبحانه وتعالى أن وفق أهل القرآن للصدع بحقائقه مرة أخرى للناس جميعاً .ومع ذلك نحن متأكدون أننا ما زلنا فى أول الطريق وفى خطواتنا الأولى ، وما زلنا فى حاجة إلى تطوير أنفسنا وخطابنا ، والحمد لله أنه (اى خطابنا) يتحسن ويصلح من نفسه يوماً بعد يوم حتى بات مؤثراً ولو بدرجة قليلة على المحيطين بنا ......
أما عن وضع شروط للفكر ، فلا نستطيع فعل هذا ،ولكن كما قلت لسيادتكم أن الفكر يصحح نفسه بنفسه يوماً بعد يوم وسنظل جميعا نجاهد فى تطوير أنفسنا وتحسين لغة خطابنا وأفكارنا حتى نصل إلى أقرب نقطة من الفقه القرآنى الصحيح إن شاء الله ..... وشكراً لكم مرة أخرى صديقى الحبيب.
شكراً أخى الكريم - الأستاذ - زهير قوطرش . على تعقيبك القيم . واشكرك على لفت نظرى حول إستخدام كلمة كتاب بدلا من دستور (حول القرآن الكريم ) ...
.أما بخصوص الاستاذ الكريم - نضال الصالح - فقد عرضت مقالته كدليل على مزج وخلط أقوال وأفعال المسلمين مع القرآن والإسلام عند بعض الكتاب العلمانيين ،وهذا ما نحاول نحن أن ننوه له بالفصل التام بينهما .
وكما قال أستاذى الدكتور منصور - نحن نرحب به كاتباً معنا على موقع أهل القرآن فاهلا به وسهلاً. وشكرا لكم وله اخى الكريم
شكراً استاذ - رضا - وكان الله فى عونك أما خصومك من الأزهرين وعلى مواقع الإنترنت الاخرى . وادعوك لمزيد من الصبر عليهم ،فلعل وعسى أن يراجعوا أنفسهم يوماً ما .فتزداد حسناتك حسنات على حسنات ،من الصبر عليهم ومن الهداية لنا ولهم إن شاء الله . وهذا قمة ما نبغيه يوم الفوز العظيم.
شكراً دكتور عمرو - على تعقيبك الكريم . وما قصدته من المقالة هو تبيان النقلة النوعية فى فكر بعض المفكرين العلمانين فى الفصل بين الإسلام وبين المسلمين .. وليس معنى هذا أنهم أصبحوا متطابقين مع القرآنين مئة بالمئة ..ولكنها نقلة نوعية يحمدون عليها ,
شكراً أستاذنا الكريم على تعقيبك .وسأكتفى برد استاذى الدكتور منصور عليه . وساضيف فقط .أنه بالتأكيد أصبح هناك تأثيراً للفكر القرآنى على المحيطين به عن ذى قبل، فقبل عقدين من الزمان كنا نعد على اصابع اليد الواحدة ،والآن ما شاء الله اصبح أنصاره بالألاف .ولو أعطيت حرية التعبير والحرية الدينية لبلداننا العربية والإسلامية ربما تجدهم بالملايين ... إذن هناك بالتأكيد تأثير على المحيطين به ،وإن شاء الله إلى المزيد والمزيد فى الكم والكيف معاً
اشكركم استاذى العظيم على تعقيبكم وعلى ردودكم على تعقيبات إخوانى الكرام . وغن شاء الله سنتابع تطور الفكر القرآنى وأثره خارج موقع أهل القرآن وعلى الوسط الإعلامى العربى (ما إستطعنا إلى ذلك سبيلا)
أخي الدكتور / عثمان
بورك فيك يا أخي لما قلت
وإن شاء الله سنتابع تطور الفكر القرآنى وأثره خارج موقع أهل القرآن وعلى الوسط الإعلامى العربى (ما إستطعنا إلى ذلك سبيلا) .
وهذا جميل منك يا أخي
أخي د.عثمان حفظك الله من كل سوء
بارك الله فيك على هذه المقالة الأكثر من رائعة.
بخصوص ما تفضل به أحد الأحبة المعلقين حول إختلاف الآراء بين أهل القرآن،فإني أطمئنه .
لأن مرجعيتنا الوحيدة هي بمثابة (الفرازة) التي تنقي المادة الأصلية من الشوائب.وستكتشفون بعد مدة من الزمن أننا جميعا نحمل نفس الرأي في معظم المسائل المطروحة.
والبقاء للرأي الأصلح
تحياتي للجميع
شكرا أخي الكريم ، ونعم الرأي ما قلت
ولكن المسألة مسألة وقت .
العالم يتقدم ونحن لا زلنا نتقهقر .
فكان ولابد أن نوقف هذا التدهور المستمر بمحاولاتنا بإصلاح أنفسنا .
والبقاء للرأي الأصلح هذا صحيح ، ولكن التاريخ يخبرنا عن أصحاب الرأي الأصلح ، والذين حوربوا ولم تظهر أفكارهم إلا بعد مئاة السنين
فهل نحن نملك ترف ضياع هذا الوقت ، لا أعتقد ذلك
ولكن يبقى شكرى لك على هذه المداخلة الطيبة .
وفقنا الله جميعا لما فيه الخير .
أستاذى الكريم د/عثمان
مقالكم أعلاه هو تقييم موفق وواقعى لأثر الفكر القرآنى المتنامى وقد أسعدنا ما جاء فيه وندعو الله بالتوفيق والنصر المبين للحق القرآنى والفكر النقى لأهل القرآن المخلصين
فشكرا جزيلا على جهودكم الحثيثه
وأمنياتى الطيبة بدوام إبداعاتكم الرائعه
لأن الفكر القرآني أصبح متواجد على الساحة فلابد أن يؤثر ويتأثر ، والقرآن الكريم ليس ملكا لأحد ولا حكرا على أحد وكذلك كل العلوم الإنسانية هي موجودة ومتاحة وتتمنى أن يغترف منها الجميع ،ولكن ينبغي ان يتم كل هذا في جو صحي يفترض حسن النية في الآخرين ، فكلنا سواء نحاول أن نرتقي بأنفسنا ، وبمجتمعاتنا ، والوصول إلى أحسن فهم للقرآن الكريم ، ولذلك لابد ان يكون حوارنا راقي يعكس قوة رسالتنا وتماسكها .. ولذلك أرجو من بعض الأخوة التي ظهرت عليهم أعراض التشنج في هذا الموقع الكريم ، أن يتذكروا هذا ويتخلصوا من تشنجهم..
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-24 |
مقالات منشورة | : | 834 |
اجمالي القراءات | : | 6,270,434 |
تعليقات له | : | 6,440 |
تعليقات عليه | : | 2,705 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | Canada |
باب Beyond Conflict: Decentralization and th
كلمة الله جل جلاله ويحيى وعيسى عليهما السلام .
فوز -ترامب - وأثره على مصر والشرق الأوسط .
دعوة للتبرع
على بن ابى طالب: هل صحيح إن علي بن أبي طالب كان إشترا كيا ؟...
نتمنى ذلك ولكن..: موقعك م ممناز من الناح ية العلم يه خاصة في...
المس والملامسة : هل مجرد لمس النسا ء يستلز م حتما الغسو ل أو...
المرأة فى البوليس: هل يجوز للمرأ ة العمل فى البول يس ...
بين التيسير والتدبر: هل القرء ان الكري م بحر لا ساحل له أم كونه...
more
تحية طيبة وسلاما
لقد ذكرتني مقالتكم هذه بالأيام الخوالي حين كنا سويا نناضل الفكر العلماني الفج ، ونحاول التقريب بين كل التيارات الفكرية ، وذلك بتقريب أنفسنا لهم بما يتقارب مع أفكارنا ، وهاجرت أنت وتركتني في هذا المناخ أناضل .
وفعلا تم إكتسابنا لأنصار ليس تبهية ولكن مساحة عريضة من التقارب بعد تعديل مساراتنا الفكرية ، فهو مخاض لمناخ فكري راق .
وأتفق مع سيادتك في كل ما قلت .
ولي سؤال : هل وصلنا إلى غاية المنى بالنسبة لتوجهنا الفكري ، أم مازال أمامنا الكثير الواجب تحقسقه .
أعتقد بعدم وجود أحد ينكر بأن أمامنا الكثير الواجب عمله ، ولكن ما الواجب عمله ؟
" التطوير " ، أن نطور أنفسنا بأن نضع لنا أرضية مشتركة نعمل من خلالها ، بدلا من أن كل منا يعمل حسب قناعاته ، وبذلك يظهر أمامنا كثير من التنوع لم نستطع بلورته في عمل جماعي بديلا عن الاختلافات والمشاحنات التي لا طائل من ورائها .
ما أطالب به على نمط شروط النشر للموقع ، وهو " شروط التفكير " على الموقع والمتمثلة في الفكر المنظم وهذا له أدبياته .
ثم ننظر إلى المادة بين أيدينا " القرآن الكريم " ونتعامل معه وفق هذه الشروط .
من غير هذا فنحن في حالة فراغ منهجي ، وهو ما بني عليه التراث المتسبب فيما نحن فيه من هوان .
وكل عام وحضرتك بخير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .