محمد صادق Ýí 2008-08-08
كلمات من على المنبرفى اواخر الثمانينات واوئل التسعينات
تابع " من الحشر إلى الحساب "
الجزء الثالث
الحساب الجماعى
بعد الإنتهاء من الشهادة الجماعية، يأتى بعد ذلك الحساب الجماعى لكل أمة.
يقول رب العزة " يوم ندعوا كل أناس بلإمامهم فمن أوتى كتــبه بيمينه فأولئك يقرءون كتــبهم ولا يظلمون فتيلا ومن كان &Y; فى هذه الدنيا أعمى فهو فى الآخرة أعمى وأضل سبيلا ".
كل قوم يأتون ويتقدمهم إمامهم.. بمعنى أن الطريقة الأحمدية يأتى أمام اللــه ويتقدمهم السيد البدوى، والشاذلية يأتون وأمامهم حسن الشاذلى، وفى عصرنا هذا سنأتى وكل قوم أمامهم الشيخ فلان...
أيضا المؤمنون يأتون وأمامهم إمامهم إذا كانوا مؤمنين وإمامهم مؤمنا، يأتى قوم فرعون وأمامهم فرعون، يقول رب العزة: " فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقْدُمُ قومه يوم القيــمة فأوردهم النار وبئس الورد المورود ".
تأتى كل أمة فى الحساب الجماعى يتقدمها إمامها ثم كل أمة تدافع عن نفسها وتدافع بالباطل بعد أن جاء كتاب الأعمال ورأوا فيه ما قدمت أنفسهم وبعد أن شهد عليها فى داخلها الأولياء الذين كانوا يعبدونهم رغم أنفهم أو الأولياء الذين دعوا إلى عبادتهم. وبعد كل ذلك يُنكرون أنهم مشركين أما اللــه، يقول سبحانه فى سورة الأنعام " ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين اشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون " وذلك بعد أن تبرأوا منهم، فيقول اللــه معقبا على إجابتهم " ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا واللــه ربنا ما كنا مشركين أنظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ".
تخيل المشرك الذى يسمع هذا الكلام وينكره ومعتقد فى صميم قلبه وعقيدته أنه غير مشرك ويظل مصمما على هذا الخطأ إلى أن يأتى أمام اللــه يوم الحساب ويقول " واللــه ربنا ما كنا مشركين " يُقسم باللــه أمام اللــه أنه ليس مشرك، يقول سبحانه " أنظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ".
هذه الآية نهديها للذين يعتقدون أن آيات القرءآن الكريم الذى تتحدث عن المشركين، إنما مقصود بها العرب فى العصر الجاهلى فقط أو قوم نوح أو لوط...الخ. أولئك الذين يعتبرون أنفسهم مسلمين ومهما فعلوا سيدخلون الجنة عن طريق الشفاعات والأساطير ويصممون أن آيات القرءآن عن المشركين لا تعنيهم فى شئ إنما تتحدث عن أقوام ماتوا منذ زمن بعيد.
نقول لهم أن القرءآن حين يتحدث عن يوم الحساب يتحدث حديثا عاما لكل المشركين فى كل زمان وكل مكان من أولاد آدم، نقول لهم أن المشركين يوم الحساب سيأتون أمام اللــه ينكرون أنهم مشركين. إن المنافقين الذين كلنوا فى عصر الرسول وكانوا وكانوا يتخذون أيمانهم وأقسامهم ويحلفون جُنة (أى وقاية) يقول رب العزة عنهم " يوم يبعثهم اللــه جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شئ ".
المشرك يكرر قصة حياته فى الدنيا، المشرك الذى يعتقد أنه مسلم ومؤمن وأنه سيدخل الجنة يأتى يوم القيامة أمام اللــه ويقسم أنه لم يكن مشركا وأنه كان على الحق، يقول رب العزة " انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ".
هنا الحساب الجماعى ويأتى دفاع المشركين كلهم عن أنفسهم أمام اللــه بالباطل ثم تأتى الشهادة الجماعية عليهم بعد ذلك. فأولئك الذين يقسمون أمام اللــه ما كانوا مشركين يأتى من بينهم من يشهد عليهم لأنه كان يقول لهم الحق ولكنهم أعرضوا عنه، إنه كان يُذكرهم بالقرءآن ولكنهم تركوه، يقول رب العزة " فكيف أذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون اللــه حديثا ".
أو كما قال "وجيئ بالنبيين والشهداء "، النبى يكون شهيدا على قومه، شهيدا على أى شاهد إثبات عليهم بالشرك... شاهد خصومة. والنبى بعد أن يموت يكون بعده شهداء من كل قوم من داخل أنفسهم " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد ".
يقول رب العزة عن أولئك الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ويفترون الأحاديث الكاذبة وينسبونها للرسول أو ينسبونها للــه، يقول سبحانه " ومن أظلم ممن إفترى على اللــه كذبا أولئك يُعرضون على ربهم ". هؤلاء أصحاب الأحاديث الكاذبة والأحاديث النبوية والقدسية والسنة وكل ما يخالف القرءآن " يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد " الأشهاد هم هؤلاء الذين كانوا يكلمونهم بالقرءآن ويحاولون أن يردوهم إلى الحق عن طريق الآيات، ويقول الأشهاد " هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة اللــه على الظالمين".
إذن... يأتى شهيد وهذا الشهيد لا بد أن يكون فى الدنيا فى عراك مع أولئك الذين يُروجون الأحاديث والسنن والقدسيات...الخ، يكون معهم فى نزاع فى الدنيا ثثم يأتى يوم القيامة شهيدا عليهم، يقول سبحانه فى سورة غافر " إنا لننصر رسلنا والذين ءآمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظــلمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار "، يأتى الشهيد الذى يشهد على قومه بأنه قال لهم الحق ويأتى خصما لأولئك الكاذبين المفترين، أتى هذا الشهيد ويقول " هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة اللــه على الظــلمين " أ يضا يأتى الأنبياء كل نبى يأتى شهيدا على قومه، فى هذا الموقف يأتى عيسى عليه السلام قائلا " سبحــنك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك إنك أنت علــم الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن إعبدوا اللــه ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ".
هنا يعلن عيسى عليه السلام برائته من أولئك الذين إتخذوه وأمه إلاهين، يأتى دور محمد عليه السلام ويعلنها صراحة وبراءة من أولئك الذين هجروا القرءآنواخترعوا ما يعرف بالسُنة واخترعوا الأحاديث النبوية والقدسية " وقال الرسول (محمد) يـترب إن قومى إتخذوا هذا القرءآن مهجورا وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا ".
أى أن أولئك الذين يكذبون على الأنبياء ويكذبون على اللـــه ويتبعون الوحى الشيطانى ويحاربون الوحى الالهى، إنما هم أعداء للـــه ولرسله. يأتى الشهداء على المزيفين والمشركين يقيمون الحق فلا يجد المشركون إلا الإذعان، يقول رب العزة " ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم " الشهيد بعد أن يشهد لا بد أن يأتى بالبرهان، وما هو البرهان، هو كتاب الأعمال الذى سجل المواقف والجدال والخصومات التى كانت فى الدنيا حين كان هذا الشهيد يأتى بالأدلة القرءآنية، " فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا (أى المشركون) إن الحق للــه وضل عنهم ما كانوا بيفترون " عندئذ.. يسكتون ويُسلمون...
يقول رب العزة أيضا فيهم " حتى إذا جاؤا " أمام اللــه قال " أكذبتم بئاياتى ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون ". يعنى جئناكم بالقرءآن وكان هناك من الدعاة المؤمنين يقرؤن القرءآن ويقيمونه أمامكم فما الذى حدث منكم ؟ أنكم كذبتم بالآيات وتمسكتم بالأحاديث وبالشفاعات.
" حتى إذا جاؤا قال أكذبتم بئاياتى ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون " يسكتون ولا يجدون إجابة...
يقول رب العزة " ولو ترى إذ وقفوا على ربهم " بعد أن كانوا منكرين وشهد عليهم شاهد منهم أمام اللــه وأتى بالبرهان.. " ولو ترى إذ وُقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون "، فى اللحظة الأخيرة وبعد أن تتوالى الأدلة عليهم يُقال لهم أليس هذا بالحق فيضطرون إلى الإعتراف " بلى وربنا " فيقول ربهم " فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون "، ثم يلزمهم رب العزة جميعا الانس والجن بالحق " يـمعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آيــتى وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحيــوة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كـتفرين ".
الحساب الفردى
مضى الحساب الجماعى لكل أمة...مضى بالشهداء، مضى بإعتراف المشركين بعد أن كانوا يقسمون أنهم ما كانو مشركين، إعترفوا أمام اللــه إعترافا عاما، ويأتى بعد ذلك الحساب الفردى لكل شخص، يقول رب العزة " وجيئ بلنبيين والشهداء وقُضى بينهم ... " ويقول " ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون " ويقول سبحانه وتعالى " وكلهم آتيه يوم القيامة فردا " ويقول أيضا " ولقد جئتمونا فرادى كما خلقنــكم أول مرة ".
كل نفس تأتى تدافع عن نفسها بكل ما تستطيع بعد أن كانت كل أمة تدافع عن نفسها ... يقول " يوم تأتى كل نفس تجــدل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون ".
تأتى كل نفس وتدافع عن نفسها ونوزن أمامها أعمالها لكن أيضا هنا يأتى دور الشهادة الفردية، إذا كانت نفسا خاطءة فالشهادة عليها أما إذا كانت نفسا صالحة فالشهادة لها.
فالنفس الخاطئة تكون الشهادة عليها تأتى من ذلك الذى كان قرينا لها من الجن ونحن نعلم أن الذى يبتعد عن وحى اللــه وهُداه يُقيض له قرين، يقول سبحانه وتعالى " ومن يعشُ عن ذكر الرحمـتن نقيض له شيطــنا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جائنا قال يــليت بينى وبينك بُعد المشرقين فبئس القرين ".
يأتى ذلك القرين أمام اللــه يخاصم النفس البشرية التى أضلها، يقول رب العزة " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ". ثم بعد ذلك ببضع آيات يقول " وقال قرينه هذا ما لدى عتيد ألقيا فى جهنم كل كفار عنيد مناع للخير مُعتد مُريب الذى جعل مع اللــه إلاها آخرفالقياه فى العذاب الشديد قال قرينه " هنا يأتى القرين من الجن الذى كان معه فى الدنيا ويتبرء منه " قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد قال (رب العزة) لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يُبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد ".
ليس هنا شفاعة ولا محسوبية والحق يأخذ مجراه بدون جدال ، فلا تبديل للقول فمن حُكم عليه بالنار فهو فيها لا خارج منها، وتبطل هنا المعتقدات الكاذبة بالدخول إلى النار ثم تتبدل كلمات اللــه وتذهب بعدها إلى الجنة، هراء وإفتراء على اللــه كذبا وما هى إلا أساطير . يقول سبحانه " ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد ويوم نقول لجهنم هل إمتلأت وتقول هل من مزيد ".
هذه هى الشهادة على النفس الخاطئة فهى شهادة خصومة. أما إذا كانت نفسا صالحة فميزان أعمالها يُثقل بالعمل الصالح، كتاب أعمالها فيه الشفاعة لها ويحمل هذا الكتاب - كتاب الأعمال الشخصية - الملائكة " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد – الشهيد من الملائكة الذى سجل كل شئ الذى هو رقيب وعتيد ووضعت هذه الأعمال فى كفة الميزان فرجحت كفته فيكون ذلك العمل التى تحمله الملائكة يكون الشفع لذلك الفرد الذى يقف أمام اللــه. من أجل ذلك يقول سبحانه عن الملائكة الذين يشهدون أو يشفعون لكل نفس صالحة مما عملت يقول " ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون " .
هنا شهدوا بالحق ويعلمون أفعال ذلك الإنسان إنما هم الملائكة الحفظة الذين يكتبون عليه أعماله وهذه الأعمال تزكى صاحبها وتشفع له وحين توضع هذه الأعمال فى كفة الميزان فتثقُل الكفة لصالح صاحبها فينجو ويكون هذا هو الشفع له.
الحساب يكون بالميزان وكلمة الميزان بالنسبة للآخرة تشمل كل شيئ حتى فى الدنيا رب العزة يقول " وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل شئ موزون " أى لكل شئ وزنه الذرى، ويم القيامة يوزن كل شئ حتى النيات والرغبات " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره " . كل شئ يوضع فى كفة الميزان لصاحبه ويقول رب العزة عن ذلك الميزان " والوزن يومئذ الحق فمن ثقُلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بئاياتنا يظلمون ".
يقول فى سورة القارعة " فأما من ثقُلت موازينه فهو فى عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ماهية نار حامية ".
ويقول تعالى فى سورة المؤمنون " فمن ثقُلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون ". وهذه الموازين بالقسط والعدل " ونضع الموازين القسط فلا تطلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين " ولاحظ هنا أن كلمة الموازين بالجمع وليست بالمفرد.
فى يوم القيامة وحين تضع الموازين القسط، ليس هناك مجال للتوسط لأن كفة الميزان إما أن تكون ثقيلة وإما أن تكون خفيفة، لا يوجد كفة تترجح بين هذا وذاك، فلا توسط فى هذا الموقف " أولئك الذين كفروا بئآيآت ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقُيم لهم يوم القيامة وزنا ".
ذلك المشرك الذى يأتى بأعمال صالحة يحبط اللــه أعماله الصالحة وتصبح عديمة الوزن، إذن يخسر ميزانه ... " لا نقيم له يوم القيامة وزنا ". الميزان هنا ميزان حق، عقيدة صحيحة إذن العمل يقبله اللــه فترجح كفة الميزان بالنسبة له. عقيدة باطلة فاسدة، أضرحة، شفاعات وموالد، إذن كل الأعمال الصالحة تُحبط ولا تبقى إلا الأعمال السيئة فتضيع كفة ميزانك وتخف وتضيع أنت معها، الميزان بالحق وبالقسط.
ويوم الحساب يوم رهيب بل أن عملية الحساب نفسها عملية رهيبة شديدة ويكفى أن رب العزة يقول " فأما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا " من يرضى عنه اللــه يجعل حسابه يسيرا، المؤمنون دائما يخافون ليس من النار فقط وإنما يخافون من سوء الحساب من أجل هذا يقول عنهم رب العزة فى سورة الرعد "....ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ".
رب العزة حين يحاسب المشركين يحاسبهم حسابا شديدا يقول " فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا ". إذن هنا حساب سهل يسير للمتقين " وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون " أى أن المتقى الذى يحاسب نفسه قيل أن يحاسبه ربه فحينما يجئ أمام اللــه فى وقت الحساب فيكون حسابه يسيرا وكأنه لا شئ لأنه كان فى الدنيا يحافظ على التقوى والعمل الصالح ويدرء بالحسنة السيئة، عند ذلك يكون حسابه أمام اللــه يسيرا.
أما اولئك الذين ينسون يوم الحساب ويتعلقون بالشفاعات والأمانى يكون حسابهم شديدا عسيرا يقول رب العزة " وأما من أوتى كتابه وراء ظهره فسوف يدعوا ثبورا ويصلى سعيرا ".
فالحساب سريع والكل سيحاسب فى وقت واحد يقول جل شأنه " إن اللــه سريع الحساب ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين "، " ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة " يُنادى على الناس جميعا للحساب الفردى " يوم يأتى لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقى وسعيد "، " لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ".
المهم... أنه لا يستطيع نبى أن يجزى عنك فى يوم الحساب ويكفيكم أن رسولنا محمد عليه السلام قال له ربه " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين " أى أن تتحملعنهم شيئا من حسابهم ولا يستطيعون هم أن يتحملوا شيئا من حسابك " كل إنسان بما كسب رهين "، إذا كان هذا بالنسبة لأصحابك يا مُحمد، أيضا بالنسبة لأعدائك فلن يستطيع أحد من أعدائك أن يحمل عنك شيئا يوم الحساب. يقول رب العزة " ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهوء الذين لا يعلمون أنهم لن يُغنوا عنك من اللـــه شيئا..." إذن يوم الحساب لا مجال فية للتوسط أو التشفع... كل إنسان مشغول بنفسه، كل إنسان يُختبر عن نفسه.
إذا كان هذا بالنسبة للرسول فكيف يكون بالنسبة لنا نحن ؟
إن الحساب يشمل النيات يقول رب العزة " إن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللــهفيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء " ويقول أيضا " إن السمع والبصروالفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا " فإنك ستُسأل عن سمعك وبصرك وفؤادك وخواطرك ونيتك وبعد ذلك يغفر اللــه لك إذا كنت صاحب عقيدة صحيحة ومؤمنا وفاعلا للصالحات.
لقد عشنا لحظات مع القرءآن الكريم مع يوم الحشر ويوم الموقف العظيم ويوم الحساب أمام اللــه. وقلنا ما ذكره ربنا فى القرءآن الكريم لأنه ما ذكره ربنا إنما هو الحق المطلق ولا كلام غيره فى هذا المجال لأن اللــه وحده الذى عنده علم الساعة وعلم الساعة يشمل ما يحدث فيها وعلامتها واشراطها اللــه وحده هو الذى يعلم ذلك أما ما يُنسب للرسول بالنسبة لأمور الساعة من حساب وعذاب وجنة ونار وأوهام وشفاعة... الخ فذلك كله كذب وإفتراء.
الموروث قال لنا أن الصلاة عماد الدين"”
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
دعوة للتبرع
رفث الصائم : كنت أداعب زوجتى وأنا صائم فقالت هذا حرام لأنه...
الترمذى كافر كذاب: هناك حديث مرعب يقول : (إنّ العبد ليتكل م ...
محنة ومنحة: هى سيدة مدرسة معلمة مربية فاضلة ، متزوج ة ...
مسامحة من مات : هل يصح المسا محه للميت من دين أو حق معنوي رغم...
الخطأ فى التلاوة : أحيان ا أقع فى الخطأ فى تلاوة آيات من القرآ ن ...
more
جزاك الله خيرا عنا جميعا.لقد تدبرت ،واجتهدت في تدبرك ،وجئنا بالصورة القرآنية ليوم الحساب ،وأروع ما في هذا التدبر ،هو تصوريك للحساب الجماعي والحساب الفردي ،وتصويرك من خلال آيات القرآن العظيم لموقف الشرك والمشركين امام رب العباد ،والله يقف شعر بدني عندما اتصور هذه المواقف،وأقول في نفسي ،وأقول لكل إنسان مهما كان ،لو انك أغمضت عينيك للحظة وتصورت هذه المواقف ،وتصورت نفسك يوم الحساب ،ما ذا ستفعل ؟ الفرصة امامنا الآن لنعود الى الله من خلال كتبه ورسله ،الفرصة امامنا الآن لنتسابق في فعل عمل الخير ،الفرصة امامنا الآن لكي نعود إليه ونستغفره ونبحث عن الطريق الصحيح للوصول الى الهدف النهائي الذي يتمناه كل إنسان ألا وهو رضاء رب العالمين .شكراً لك على هذا التدبر وزاد الله من امثالك يا خي.