آحمد صبحي منصور Ýí 2023-10-30
لم يكن لفلسطين كيان سياسى قبل سايكس بيكو عام 1916
أنشأ الانجليز الكيان الفلسطينى ليكون وطنا قوميا لليهود لا للعرب
مقدمة :
فى هذا المقال حقائق تاريخية صادمة لا مفرّ من ذكرها بإيجاز
أولا :
1 ـ لم يرد لفظ فلسطين فى القرآن الكريم برغم كثرة القصص القرآنى الذى دار حول أنبياء بنى إسرائيل . ولم يرد لفظ فلسطين حتى فى الأحاديث التى إنتشرت وسادت من العصر العباسى تعكس واقع الناس وثقافتهم وقتئذ .
2 ـ لم يرد لفظ فلسطين فى المصادر التاريخية التى بدأت كتابتها فى مطلع العصر العباسى ، وانتشرت وتنوعت فى العصور التالية ( الفاطمى ، الأيوبى ، المملوكى ، العثمانى ).
3 ـ الدولة المملوكية إتّسعت من جنوب الأناضول وغرب العراق شرقا الى برقة غربا ، مع الحجاز . ونقلت الي القاهرة الخلافة العباسية ، المماليك هم الذين أوقفوا زحف المغول ، وهم الذين إستأصلوا الوجود الصليبى فى الشام . وقتها لم يكون وجود لفلسطين ضمن الولايات المملوكية برغم زخم الأحداث التى جرت شرق مصر . وكان للسلطان المملوكى فى القاهرة ما يعرف بنائب السلطنة على الولايات التابعة له فيما يعرف الآن بالشام والعراق وغيرهما . ولم يرد لفظ فلسطين فى الحوليات التاريخية للعصر المملوكى . وكان من المعتاد فى تلك الحوليات التأريخ لكل سنة أو ( حول )، وغالبا تبدأ أحداث العام بذكر إسم الخليفة العباسى والسلطان المملوكى ونُوّاب السلطان فى الأقاليم التابعة له ، والقادة المماليك والقضاة الأربعة . ونأخذ نموذجا مما ذكره أشهر مؤرخ مصرى فى العصر المملوكى ، وهو تقى الدين المقريزى المولود فى القاهرة عام 766 والمتوفى بها عام 845 . يقول فى مفتتح التأريخ لأحداث عام 826 : ( .سنة ست وعشرين وثمانمائة:أهلت وسلطان مصر والشام والحجاز الملك الأشرف برسباي الدقماقي، والأمير الكبير الأتابك بيبغا المظفري، والدوادار الكبير الأمير سودن بن عبد الرحمن، وأمير سلاح الأمير قجق، وأمير مجلس الأمير أقبغا التمرازي، وأمير أخور الأمير قصروه، نوبة النوب الأمير أزبك، والوزير أستادار الأمير أرغون شاه، وكاتب السر علم الدين داود بن عبد الرحمن بن الكويز، وناظر الخاص الصاحب بدر الدين حسن بن نصر الله وقاضي القضاة الشافعي علم الدين صالح بن البلقيني، ونائب الشام الأمير تنبك العلاي ميق، ونائب حلب الأمير تنبك البجاسي، ونائب طرابلس الأمير أينال النورزي ونائب صفد الأمير مقبل الدوادار ونائب، حماة شار قطلوا.) . مذكور هنا الولايات التابعة للدولة المملوكية ( الشام / حلب / طرابلس / صفد / حماة ). لم توجد فلسطين ولاية .
4 ـ سقطت الدولة المملوكية وإحتلت الدولة العثمانية أملاكها . وقامت بتقسيمها الى ولايات ، تتقسم الى صناجق ، وبعضها كان ( متصرفية ) . ونعرض لبعضها كالآتى :
4 / 1 : ولاية سوريا ، وتشمل دمشق وحوران وحماة والكرك ( الأردن ).
4 / 2 : ولاية بيروت ، وتشمل اللاذقية وطرابلس لبنان ، عكا ، نابلس .
4 / 3 : ولاية حلب ، وتشمل حلب وعينتاب ، وجبل سمعان ، مرعش ، أورفة .
4 / 4 ـ متصرفية القدس الشريف .
4 / 5 : متصرفية دير الزور .
4 / 6 : ولاية بغداد ، وتشمل : بغداد ،والديوانية وكربلاء ونجد .
4 / 7 : ولاية البصرة ، وتشمل البصرة والعمارة والمنتفق والاحساء .
4 / 8 : ولاية الموصل ، وتشمل الموصل وكركوك والسليمانية .
4 / 9 : خيديوية مصر . بلا تقسيم .
لا توجد فلسطين . إذ لم يكن لفلسطين كيان سياسى ضمن الولايات العثمانية . والمدن (الفلسطينية ) الآن كانت تتبع ولاية بيروت بالاضافة الى متصرفية القدس.
5 ـ سقطت الدولة العثمانية ما بين نوفمبر 1922 الى يولية واكتوبر 1923 . وعقدت انجلترة وفرنسا إتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ، ومع تعديلات لاحقة تم رسم خريطة جديدة للمنطقة فسيطرت فرنسا على سوريا ولبنان ، وسيطرت بريطانيا على ما أسمته العراق وشرق الأردن ، وما أسمته فلسطين ، ليكون وطنا قوميا لليهود . وعملت لهذا تنفيذا لوعدها ( وعد بلفور ). هذه هى الحقيقة البائسة .
ثانيا :
زعماء لفلسطين ليسوا فلسطينيين
1 ـ مفتى القدس ( أمين الحسينى ) .
مولود فى متصرفية القدس فى العصر العثمانى عام 1895 قبل أن يكون لفلسطين كيان سياسى . أى إنتمى للدولة العثمانية حتى لقد إلتحق بالكلية الحربية فى استانبول وشارك فى الثورة العربية تابعا للدولة العثمانية . وتعلم فى الأزهر وكلية آداب القاهرة . برز زعيما فى نضاله ضد الانجليز بعد إنشائهم الكيان الفلسطينى توطئة لأن يكون وطنا قوميا لليهود. تعرض للعزل من وظيفة المفتى وللسجن ، وهرب وتنقل بين دول مختلفة الى أن مات فى بيروت عام 1974 .
2 ـ عز الدين القسّام : الذى أطلقت إسمه على جناحها المسلح ( كتائب عز الدين القسام ).
هو من أصول عراقية ، ولكنه مولود فى جبلة ( اللاذقية ) عام 1883 قبل تأسيس انجلترة الكيان الفلسطينى ليكون وطنا قوميا لليهود . تعلم القسّام فى الأزهر ، وعاد لبلده وشارك فى الجهاد ضد الفرنسيين ، وطارده الفرنسيون فذهب الى حيفا عام 1920 ، وبدأ نشاطه العسكرى ضد الانجليز فى منطقة جنين ، ودارت بينه وبينهم معركة اسفرت عن مقتله عام 1935 بعد أن أبلى بلاءا حسنا . وأدى مقتله الى إندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 .
3 ـ ياسر عرفات
المتعارف عليه هو هجرة الأفراد والعائلات من الولايات المملوكية والعثمانية خصوصا الى مصر . يُقال إن ياسر عرفات ينتمى لأسرة فلسطينية هاجرت لمصر من غزّة . ولكن أباه مولود فى مصر قبل تأسيس الانجليز للكيان الفلسطينى . أى إن أباه مصرى صميم ، والاسم الحقيقى لياسر عرفات هو ( محمد عبد الرءوف بن عرفات القدوة الحسينى ) . إتخذ إسما مستعارا هو ( ياسر عرفات / أبو عمار ) . ولد فى القاهرة فى 4 أغسطس عام 1929 . وكان والده يعمل فى تجارة الأقمشة فى حى السكاكينى . ياسر عرفات إحتفظ باللهجة المصرية طيلة حياته ، وانهى تعليمه فى مصر حتى كلية الهندسة ، تخرج عام 1950 . والغريب إن عرفات فى شبابه كان يتردد على حى اليهود فى القاهرة ، وتعرف على الشاب اليهودى موشى ديان ، والذى جاء الى مصر فى زيارة ، حيث كانت لعرفات علاقات باليهود ومناقشات معهم برّرها فيما بعد بأنه كان يريد التعرف على عقلية عدوه . مع أن العداء لم يكن قد إستحكم بعد بين المصريين العاديين واليهود . علاقته بموضوع فلسطين بدأ مع إتصاله بالشيخ أمين الحسينى الزعيم الفلسطينى وقت أن كان منفيا فى القاهرة . ورآها فرصة لتغيير مجرى حياته . وتغيّر بالفعل مجرى حياته فخلع حقيقته المصرىة وانغمس فى موضوع فلسطين من عام 1948 تحت إسم ( ياسر عرفات / أبو عمار ). الجميع يعرفونه زعيما فلسطينيا ولا يعرفون إنه مصرى عريق . لو ظل مصريا شأن كثيرين من المصريين الذين انحدروا من أجداد مهاجرين لمصر لما عرفه أحد .
ثالثا :
زعماء صهاينة مولودون فى منطقة فلسطين :
1 ـ موشى ديان المولود فى عام 1915 فى كيبوتس دغانيا أول مستوطنة يهودية أقيمت فى تحت الحكم العثمانى وقبيل أن تنشىء انجلترة الكيان السياسى لفلسطين .
2 ـ اريل شارون المولود فى 26 فبراير 1928 فى كفر ملال فى فلسطين .
3 ـ اسحاق رابين : مولود فى القدس فى اول مارس 1922 . وقت سيطرة انجلترة عليها .
4 ـ إيجال ألون : مولود فى 10 اكتوبر عام 1918 . وهو مولود فى مستوطنة كفار تافور فى منطقة الجليل .
أخيرا
1 ـ هذه حقائق موجعة ، تؤكد أن المحمديين أُّمّة مفعول بها ، من المماليك الى العثمانيين ثم الفرنسيين والانجليز . لكى يتحوّل المحمديون الى أُمّة فاعلة تمسك مصيرها بيدها فلا بد من إصلاح دينى يؤسّس لاصلاح سياسى بدولة علمانية حقوقية ينتهى فيها حُكم الفراعنة الصغار الذين ساعدوا فى توسّع إسرائيل ، يركعون لها وللغرب ويوجهون أسلحتهم لشعوبهم . الاصلاح الدينى يحتاج الى تنوير ، والتنوير لكى ينتشر ويعُمّ يحتاج وقتا ومعاناة وصبرا .
2 ـ المصلح متخصص فى السيئات كالطبيب المتخصص فى المرض . المريض أمام الطبيب يسمع ويطيع . المريض الذى يتعامل معه المصلح يرفض التشخيص ويرفض العلاج ويلعن المصلح . ومع هذا لا بد من الاستمرار .
3 ـ لا أنصح بقراءة هذا المقال لمن يريد راحة البال .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,685,769 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
إقرءوا قبل أن تسألوا: Hello! What do you think of the Hadith: "تركت فيكم ما ان تمسكت م ...
سجود السهو فى الصلاة: هل سجدات السهو نأتي بها إذا نسينا ركعة أو ما...
الصلاة فى الطائرة: كيف أصلى فى الطائ رة ؟...
إبن أخ لئيم : مات أخوى الكبي ر وترك ابن يتيم ، وتزوج ت أمه...
ما يدور فى النفس: أنا أشعر بأنني قد كفرت بالله دون أن أقصد حيث...
more
القضية التي تدعى الآن قضية فلسطين هي قضية بشر هُجّروا عام 1948 وما قبله إما بالقوة أو بالترهيب من الأرض التي كانوا يسكنون فيها، وتعدادهم كان حوالي 750 ألف نسمة ويعادل 85 بالمئة من سكان المناطق التي هجروا منها (لا أحد يستطيع القول أن 85 بالمئة من شعب يترك أرضه طواعية). وبهذا كان المطلب المنطقي هو عودة اللاجئين إلى ديارهم. ولقد طالب الفلسطينيون بهذا الحق، لكن هذا اندمج مع المطالبة بحل الدولتين، وأنا بصراحة أرى هذا كمشروع اسرائيلي قبل أن يكون عربي. الخلاف كان دائمًا على كيان الدولة الفلسطينية. لقد نسي العرب المطلب الأساس ودخلوا في متاهات سياسة اسرائيل والغرب. رغم ذلك كانت ولاتزال اطروحات عربية بقيام دولة ديموقراطية واحدة للعرب واليهود، أو بكلمة أخرى دولة يعيش فيها المسلم والمسيحي واليهودي بسلام. لكن هذا لم يكن في يوم من الأيام هدفًا للسياسات الغربية. نقلًا عن البي بي سي أن بايدن صرح في يوم من الأيام بأن " لو لم تكن هناك دولة اسرائيل، لكان على الولايات المتحدة أن تخلق اسرائيل لحماية مصالحها". أكثر من هذا وضوح لا يوجد. وظيفة اسرائيل هي الحفاظ على التوازنات في المنطقة (الفوضى الخلاقة). هذه السطور تشرح القضية دون الأخذ بالإعبار عما إذا كان الكيان اسمه فلسطين كما اسماه القيصر هادريان سنة 135 بعد أن كان اسمه يهودا، أو كما كان المؤرخ اليوناني هيرودوت (توفي سنة 425 قم) يدعوه كأرض الفلستر. لو نظرنا إلى العرب وحاولنا تقسيمهم حسب سياساتهم تجاه قضية "فلسطين"، لرأينا من باع هذه القضية، ومن يبيع ويشتري فيها، ومن نخر التعصب أوصاله، ومن يتمتع ببلاهة لا يحسد عليها.