الاستبداد والكفر السلوكى
جاءتنى هذه الرسالة تقول :
كل يوم نقرأ عن خبر أو أكثر عن التعذيب في عهد مبارك , مثلا اليوم فقط يوجد في المصري اليوم هذا الخبر
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=70859
يحكي عن مشاجرة نشبت بين مواطن وأميني شرطة داخل الأتوبيس في الطريق إلي القاهرة الجديدة نتيجة تعديهما بالسب و الإهانة على سائق الأتوبيس ، ثم منعا السائق من الوقوف في المحطة لينزل المواطن ، و أمرا السائق أن يتوقف فقط عند القسم لينزلا هما مباشرة أمام مكان عملهما .. فلما إعترض المواطن إستدرجاه إلى مقر عملهما بقسم شرطة مصر الجديده بحجة أن يشتكي للضابط أو يحرر محضر ضدهما، وإحتجزاه في حجرة البلوك أمين ثم عادا و في أيديهما عصى خشبية و بدون أن ينطقا كلمه إنهالا عليه بالضرب حتى سقط على الأرض بعد وصلة من التعذيب و قطعا شريان يده و رمياه بعنف على الباب لينكسر الزجاج و يسقط على رأسه
ثم خبر أخر في صحيفة الدستور عن تكملة التحقيقات مع الشاب الذي حرقته الشرطة في واحة سيوة بالسبرتو و عذبته بالكهرباء و كل أنواع التعذيب ثم قدموه للطبيب ليعالجه على إنه مجند و ليس سجينا ثم عالجوه سرا في مستشفى بالأسكندرية و طلبوا جواز سفره من أهله و وضعوه في سيارة و أمروا سائقها ألا يتركه ينزل إلا في ليبيا ليتخلصوا منه , و كشف خمسة أخرون أن الشرطة في سيوه حرقتهم هم أيضا بنفس الأسلوب .
ثم خبر أخر في صحيفة الدستور أيضا عن أهالي المعتقلين في المصيف من الإخوان عندما أرادوا زيارة المعتقلين و كيف أن الشرطة تلاعبت بهم .. فتركتهم في الشمس ثلاث ساعات ثم أدخلتهم داخل السجن في مكان محصور لمدة أربعة ساعات أخرى و لم تستجيب لهم عندما طلبوا أن يشربوا الماء و السبب إنها كانت تجهزهم بالعطش لتبيع لهم عصير كانتين السجن ثم لما نفذت رغبتها في بيع بضاعة الكانتين رفضوا السماح لهم بالزيارة رغم أن معهم التصاريح.
و خبر عن تشييع جثمان قتيل الشرطة في رفح و أخر عن طلبة جامعة الأسكندرية الذين إختطفتهم الشرطة.
إذا بقراءة سريعة و بمجرد التصفح تطلع بخمسة أخبار عن القهر و الظلم و إنتهاك حقوق الإنسان في يوم واحد .. و هذا ما وصل للصحافة و لصحيفتين مستقلتين فقط , المصري اليوم و الدستور , و الله أعلم بباقي ما تفعله شرطة مبارك ضد المواطنين .
ثم هناك كل تصرفات الحكومة من تزوير لجميع الإنتخابات و الإستفتاءات وصولا لنظام حكم غير شرعي لأنه أتى بإنتخابات مزورة ، وممنوع على الناس ـ بقانون وضعه الحاكم ـ أن يعترضوا بمجرد بالكلام لفك الكبت و التعبير عن الظلم أن إنتخابات الرئاسة مزورة .. و إلا تعرضوا للسجن بعقوبة كبيرة , ثم هناك كبت الحريات , و هناك سرقة و نهب البلد و الإفساد فيها و ضياع حق الفقير ... أشياء كثيرة
أليس من فعل و يفعل ذلك كل يوم كافر ؟ .. اليس التكفير حقا لنا .. فلماذا تمنعوننا منه ؟ .. الم تشاهد بنفسك كيف و ماذا فعلوا مع المهندس عبد اللطيف و أصحابة ؟ .. نحن لا نعترف بحد الردة , و بالتالي فالتكفير بالنسبة لنا ليس دعوة للقتل , و لكن هو مجرد الكلمة التي تريح المظلوم تجاه ظالمه و تعطيه العزاء أن الله ينزله منزلة الأشرار .. فلماذا تمنعوننا منها ؟
رددت عليه قائلا :
لو قرأت مقالى عن (معنى الاسلام ومعنى الطاغوت )
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=183
لوجدت الاجابة على سؤالك.
المستبدون من الحكام و المشهورون بالتعذيب وقهر شعوبهم هم فعلا كفار بحسب السلوك ،وليس بسبب عقائدهم ـ فمرجع الحكم فيها للواحد القهار يوم القيامة.
هم كفار بسبب ظلمهم واعتداءاتهم التى نلمسها و نحكم عليها باعتبارهنا شهودا عليها نحن والعالم كله . يدخل فى هذا الحكم بالكفر السلوكى كل الجماعات الارهابية التى تقتل وتخطف الآمنين المسالمين الذين لا يرفعون سلاحا.
قلت فى المقال المذكور:
الاسلام في معناه القلبي الاعتقادي هو التسليم والانقياد لله تعالي وحده . وليس لأحد من البشر ان يحاسب انسانا بشأن عقيدته ،والا كان مدعيا للالوهية.والقرآن يؤكد علي تأجيل الحكم علي الناس في اختلافاتهم العقيدية الي يوم القيامة والي الله تعالي وحده
اما الاسلام في التعامل الظاهري فهو السلم والسلام بين البشر مهما اختلفت عقائدهم. فكل انسان مسالم هو مسلم حسب الظاهر ولا شأن لنا بعقيدته التى سيكون المرجع فى الحكم فيها للله تعالى وحده يوم القيامة.
الكفر و الشرك سواء, هما قرينان فى مصطلح القرآن لذلك يأتيان مترادفين فى النسق القرآنى. ( 9 / 1 ، 2 ، 17 ) ( 40 /42 )
وفى كل الأحوال فان الشرك والكفر يعنيان معا الظلم والاعتداء.
وقد وصف الله تعالى الشرك بالله بأنه ظلم عظيم (13 / 31) فأعظم الظلم أن تظلم الخالق جل وعلا وتتخذ الاها معه ، وهو خالقك ورازقك، وهذا طبعا فى العقيدة والتعامل مع الله.
أما فى التعامل مع البشر فإذا تطرف أحدهم فى ظلم الناس بالقتل والقهر والاستبداد ومصادرة الحقوق الأساسية للانسان فى المعتقد والفكر ، أصبح هذا الظالم مشركا كافرا بسلوكه،وتصرفه وتعامله الظالم مع الناس ، ولا شأن لنا بما فى قلبه أو بعقيدته التى يتمسح بها أو يعلنها. نحن هنا نحكم فقط على جرائمه الظاهرة من قتل للابرياء واعتداء على الآمنين وقهر للمظلومين . أما عقيدته وعقائدنا فمرجع الحكم فيها فالى الله تعالى يوم القيامة.والقرآن يؤكد علي تأجيل الحكم علي الناس في اختلافاتهم العقيدية الي يوم القيامة والي الله تعالي وحده (2/ 113)(3/ 55) (10/ 93،) (16 / 124) (5/ 48 ) (39/ 3،7،46).
4 ـ وعليه فكما للاسلام معنيان (الايمان بالله وحده الاها والانقياد والاستسلام لله وحده) حسب العقيدة القلبية فىالتعامل مع الله، و( الأمن والثقة والسلام )فى التعامل مع كل الناس ، فان الشرك والكفر يعنيان معا الظلم والاعتداء. الظلم لله تعالى والاعتداء على ذاته بالاعتقاد فى آلهة أخرى معه ، وتقديس غيره ، فيما يخص العقيدة ، والظلم والاعتداء على البشر بالقتل للابرياء وسلب حقوقهم وقهرهم، في التعامل مع الناس. وبينما يكون لله تعالى وحده الحكم على اختلافات البشر فى أمور العقيدة ـ من اعتقاد فيه وحده أوبالعكس مثل إتخاذ أولياء وآلهة معه أو نسبة الابن والزوجة له ـ فإنه من حق البشر الحكم على سلوكيات الأفراد وتصرفاتهم ، إن خيرا وإن شرا. إن كانت سلاما وأمنا فهو مؤمن مسلم ، وإن كانت ظلما وبغيا فهو مشرك كافر بسلوكه فقط.
هنا يكون سهلا تحديدنا المسلم بأنه الذى سلم الناس من أذاه مهما كان دينه الفعلى أو الرسمى أو إعتقاده، والمشرك الكافر هو المجرم الارهابى والمستبد الظالم الذى يقهر شعبه ، او الطاغية ، من الطغيان ، وهو أفظع الظلم ، والبغى وهو الظلم الذى يجاوز الحد ويعتدى على الآخرين ظلما وعدوانا.
5 ـ لقد ارتبط الكفر والشرك فى القرآن الكريم بوصف الظلم. وتكرر وصف الظلم فى القرآن الكريم نحو مائتى مرة ، كما ربط الله تعالى بين الكفر والشرك ومصطلح الاعتداء فى مواضع كثيرة ،وقد حرّم الله تعالى البغى ووصف كبار المشركين بالبغى والطغيان.
تبقى جزئية التعذيب و صلتها بالكفر السلوكى و العقيدى.
فى سبتمبر 2005 كتبت نداء للأمم المتحدة لمحاكمة الحكام المستبدين المتهمين بالتعذيب قلت فيه : ( التعذيب هو أساس الاستبداد. المستبد يرهب الناس ليمنعهم من مقاومة الظلم. بالتعذيب يقتل المستبد فى الانسان أعز ما يملك . الحاكم المستبد لا يمكن أن يستغنى عن ارهاب مواطنيه ليؤكد هيبته فى قلوبهم - تحت شعار هيبة الدولة، لأنه هو الدولة. الحاكم المستبد يمتلك ويحتكر كل القوة العسكرية والأمنية والثروة والامكانات ويستخدم ذلك كله لارهاب الأحرار. تحت ظل الارهاب الذى يمارسه الحاكم المستبد يقع الشعب أسيرا لسلطان قاهر . وفقا لشعارالوطنية وعدم تدخل قوى اجنبية فى الشئون الداخلية ينفرد المستبد بشعبه يطيح فيهم استبدادا وتعذيبا وفسادا مما يجعل الشباب يلجأ للتطرف والارهاب باسم الدين. لم يعد مستساغا فى قريتنا العالمية أن يتحكم شخص واحد فى شعب بأكمله مدعيا أنه الوطن . الوطن يشمل كل المواطنين وعلى قدر المساواة المطلقة بين الحاكم والمحكوم فى الحقوق والواجبات .أساس النظام الديمقراطى ان الحاكم هو الذى يسترضى الشعب ليختاره الشعب خادما له يحاسبه ويعاقبه أو يكافئه على حسب ادائه فى خدمة الجمهور. أساس الاستبداد ان الحاكم هو الذى يملك الرعية وهو الذى يسيطر عليها بالتخويف والارهاب والتعذيب. لا بد من تقديم بيان للمجتمع الدولى والأمم المتحدة يطالب بمحاكمة جنائية لكل حاكم مستبد يمارس نظامه التعذيب. التعذيب جريمة فى القوانين الدولية وحتى فى بعض القوانين المحلية ، ولذلك فان منظمات حقوق الانسان ترصد جرائم التعذيب وتطالب عبثا بالكف عنها ، وطالما يبقى الحكام بمأمن من المحاسبة عن جريمة التعذيب فالانتهاكات مستمرة ، وسلخانات السجون تدوى فيها صرخات ضحايا التعذيب . وقد آن الأوان لمحو هذا العار فى بلادنا وفى العالم بأسره باستدعاء الحكام انفسهم لساحة العدالة متهمين بجريمة التعذيب التى لا تسقط بالتقادم. ان مجرد احداث ضجيج حول هذا البيان على مستوى العالم وتردد صداه فى المحافل الدولية سيجعل سوط الجلاد يرتعش وسيتنفس بعض الضحايا فى ظلام السجون الصعداء.
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=56
وعن صلة التعذيب بالكفر العقيدى فهذا مرجعه لكون الديمقراطية أساسا فى عقيدة الاسلام وعباداته وقيمه العليا ، لذا كان خاتم النبيين ـ وهو حاكم المدينة ـ مأمورا بالديمقراطية المباشرة لأنه كان يستمد سلطته من الناس لذلك امره ربه جل وعلا أن يشاورهم ـ جميعا ـ فى الأمر ، وقال إن من رحمته أن جعله الله تعالى لينا فى تعامله مع الناس ـ ولو كان فظا غليظ القلب لأنفضوا من حوله ( آل عمران 159 ). أى لا بد أن يتحبب اليهم حتى يظلوا الى جانبه ، ولو كان فظا غليظ القلب لانفضوا من حوله وتركوه وحيدا بدون دولة أو حماية.
لذا تجد الحاكم فى النظم الديمقراطية يتحبب للناس كى ينتخبوه ، وكل الحكام يطلق عليهم (خدم ) الشعب ـ ومعروف ان الحكومات فى الدول الديمقراطية تخشى الشعب .
العكس فى النظم الاستبدادية ، ففيها الكفر العقيدى ـ ونحن هنا نحكم على نظام و ليس على أشخاص ـ ففى النظام الاستبدادى ترى المستبد يرفع نفسه فوق مستوى النبى محمد عليه صلوات الله تعالى و سلامه ، الذى كان مامورا بالشورى عاملا بها ، يتحبب للناس ويتصرف معهم باللين ، و طبقا لما أمره الله تعالى كان يعفو عنهم ويستغفر لهم إذا استطالوا عليه .
المستبد يرفع نفسه فوق النبى ويستنكف أن ينزل الى مرتبة الشعب لأنه يعتبر نفسه مالكا للشعب ، أى يزعم صراحة او ضمنا تأليه نفسه ، وهنا الكفر العقيدى الكامن فى النظام المستبد يؤكده الكفر السلوكى حين يقهر الناس و يرعبهم ويرهبهم حتى لا يطالبوا بحقوقهم فى السلطة و الثروة التى سلبها منهم ذلك المستبد .
ثم يهبط المستبد الى الدرك الأسفل من دركات الظلم والظلام حين لا يكتفى بمصادرة حقوق الناس فى الثروة و السلطة بل يتعدى ذلك الى تصوره أنه يمتلك عقول الناس و ضمائرهم وعقيدتهم فيصادر حقهم فى حرية العقيدة ، أى يجعل نفسه فوق منزلة الله تعالى ، لأن الله تعالى ـ وهو الخالق العلى الجبار ـ قد ترك للناس حرية الايمان او الكفر ، والطاعة او المعصية مؤجلا الحكم على الناس فى امور الدين الى يوم القيامة الذى هو (يوم الدين ).
يأتى ذلك المخلوق المستبد فيرفع نفسه فوق الخالق جل وعلا حين يجعل نفسه متحكما فيما رغب عن التحكم فيه الخالق القيوم جل وعلا ، يأتى ذلك الحاكم البشر المخلوق من طين ليتحدى رب العالمين ، وليجعل لنفسه فى هذه الدنيا يوما للدين الارضى يقوم فيه باضطهاد من يخالفه فى العقيدة و الفكر.
ومن أجل هذا فان الله تعالى كرر قصة فرعون موسى ليكون مثلا لكل طاغية يأى بعده ، لأن فرعون وصل به الاستبداد الى إدعاء الالوهية وانكار وجودالله تعالى ، ووصل به علوه و طغيانه أنه غضب على السحرة فعذبهم أشد العذاب لأنهم أعلنوا إيمانهم بموسى ، جريمة السحرة عند فرعون أنهم آمنوا برب هارون وموسى قبل أن يأخذوا إذنا من الفرعون لأنه تصور أن مفاتيح قلوبهم بيده وأن عقائدهم ملك يمينه ، وتلك شيمة كل حاكم متأله، إقرأ قوله تعالى عن فرعون والسحرة : (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ) ( الأعراف 120 ـ ) (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ) ( طه 70 ـ )
والمؤسف أنه بعد نزول القرآن الكريم بكل هذا التوضيح عن فرعون و فلسفة الاستبداد فقد عرف المسلمون فى تاريخهم أفظع أنواع المستبدين الذين يستخدمون اسم الاسلام نفسه لتبرير استبدادهم وظلمهم و تعذيبهم للناس و التحكم فى عقائدهم. والمؤسف أن تاريخ المسلمين نفسه حفل بالمحن التى لاقاها اولئك المستبدون ـ فحاق بهم ما حاق من فرعون من لعنات.والمؤسف أكثر أننا لا زلنا نعانى من الاستبداد مع أن نسائم الديمقراطية وصلت الى موريتانيا.
اليس فى مصر رجل رشيد فى شهامة ذلك القائد العسكرى الموريتانى الذى تنازل عن الحكم ليؤسس ديمقراطية ينعم بها اهله ووطنه ؟
اجمالي القراءات
18815
تحيه طيبه وبعد
شكرا على مقاللك الرائع وبغض النظر عن مدي اقتناعى بفكره نظريه الفصل بين الكفر العقائدي والكفر السلوكى بمعنى الظلم والاستبداد فإننا نفق فى مساحه ان الظلم والاستبداد يؤديان حتما الى الكفر وان كلاهما لا تقرهما أي شريعه على الاطلاق
ومن هذا المنطلق دعنى استاذي الفاضل تقمص وجهه النظر الاخري التى تعبر عن غير المسلم الذي ينظر على طريقه تعاملنا مع بعضنا البعض وممارسات التعذيب التى لا يخفى عليك انها ليست وليده فتره الاستبداد الحالى ولكن على مر التاريخ الاسلامى عبر تاريخه
ذلك الاخر ينظر الى ممارسات التعذيب تلك على انها جزء من ثقافه المسلم وجزء من تكوينه العقائدي فنصوصه المقدسه وتاريخه يؤكدان المبدأ والتطبيق
فاسفاره تعتمد اساسا على العقوبات الماديه العنيفه مع الابقاء على الحياه فالقران ينص على جلد الزانى وقطع الارجل والايدي من خلاف والصلب فى حاله الجرائم العنيفه وكذلك انه يعتمد مبدأ القصاص فى حالات الجروح وهو احداث مثل الجروح التى احدثها الجانى والبعض يعتمد عقوبه الرجم فى حاله الزانى المحصن
كما ان ممارسات النبى من خلال كتب التاريخ تزخر بموقف على الاقل لتطبيق كل عقوبه من العقوبات انفه البيان
ان الاخر حين ينظر الى فلسفه العقوبه فى الاسلام من خلال القران الكريم والسنه يجد ان العقوباتن الماديه والبدنيه التى يمكن القول بانها تندرج تحت بند التعذيب القانونى هى المعتمده ولا يمكن ان يختلف عليها اثنين من المسلمين
وهذا يقود الى انه رغم ان الاسلام عدد جرائم محدده وحدد عقوبتها الا انه ترك للفقهاء المسلمين ان يعتمدوا ذلك النهج فى العقاب البدنى فى سائر الجرائم التى لم يرد فيها نص
ومن هنا تولدت ثقافه العنف لدي المسلمين
ان ما نراه من وسائل تعذيب من قبل الحكومات الاستبداديه لهو رد فعل طبيعى لثقافه العقوبات الانتقاميه التى يعتمدها دينهم وبالتالى فان اقناعهم بالتخلى عنها امر بالغ الصعوبه
كان هذا رأي احد غير المسلمين الذين تناقشت معهم عن فلسفه العقوبات والحق اننى لم استطع ان اجد ردا مقنعا له
فهل اجد الاجابه عند سيادتكم
ولكم جزيل الشكر