الوحي والصلاة ، الاتصال ، الإشارة ،الدعاء
بسم الله الرحمان الرحيم
الصلاة كلمة في القرآن تعني بتعبيرنا اتصال من وصل يصل إيصالا و الاتصال ليس سطحيا بل يصل إلى أصل الشيء أو الإنسان ، و يقال أيضا اتصال جنسي ، و أيضا نستعمله في حياتنا العامة من خلال الهواتف التي تتصل و تصل بين شخص و آخر .
الناس تعيش في كوكب في الفضاء يسمى الكرة الأرضية ليس لديهم أي اتصال من العالم الخارجي و جاءهم أول اتصال من عالم الغيب و من خارج الكوكب جاء ، من الله الخالق سبحانه وتعالى
و هذا الاتصال هو الوحي و الرسالة أي القرآن و أمرنا الله تعالى أن نربط به الاتصال فيقول ( هو الذي يصلي عليكم و ملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور ) أي هو الذي اتصل بنا عن طريق الملائكة و الرسالة ، القرآن ليخرجنا من الظلمات إلى النور
ويقول أيضا ( إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها اللذين آمنو صلوا عليه و سلموا تسليما ) أي ، الله عن طريق الملائكة اتصل بالنبي و اعطاه الرسالة القرآن
يا أيها الذين آمنو اتصلوا بالرسالة و القرآن التي مع النبي و سلموا أنفسكم لهذه الرسالة تسليما واستسلموا للأوامر التي فيها و كونوا مسلمين. و ليس اتصال بالنبي شخصيا .
طبعا كثير من الناس ما عجبها هذا الاتصال لأنه جاء عن طريق بشر، هم يريدون شيء اعجازي، مثلا يريدون رؤية ملائكة أو أن يتجمعوا في مكان و ينزل عليهم كتابا من السماء عموما هم يريدون خارقة من الخوارق .
استهزئوا بالرسول و قالو انت من عامة الناس و تكذب علينا و مسحور و مجنون.
حتى في الاتصالات السابقة جاءتهم خوارق فقالوا سحر . فمن كان عنده ، كبر في قلبه لا يهديه الله إلى تلك الإشارة فيتصل معها ، ومن يبحث عنها ،يهديه الله إليها و يجدها.
و الذي جاءه الاتصال من الخالق ، منهم من جعلوه ابن الله ، و منهم من جعلوه الله نفسه متجسدا في هيئة إنسان و منهم من جعلوه شريكا لله واستثنائيا ،و الله يقول و يكرر أنه بشر مثلكم إنما اتصلت به لينذركم و حتى لا تقولوا بعدين ما عرفنا ، فكيف لله أن يتصل بجميع الناس و كل واحد وحده .
اتصال واحد في كل زمن فابحثوا عنه و أنا أهديكم إليه ، بشرط أن تبحثوا عنه .
لدينا مثال في إبراهيم هو بشر مثلنا بحث عن الاتصال فوجده .
عندما أراد ربط اتصال بالكوكب و بالشمس و بالقمر فلم يستطع .
و للمفارقة المضحكة أن البشر يتسابقون و يسقطون و يقومون و يصرفون الملايير للتقاط أدنى اشارة من الفضاء الخارجي . ذلكم الشيطان قال و لأضلنهم.
ومن الاتصالات السابقة من الله عن طريق الملائكة إتصال بلوط ، اتصال بإبراهيم ، قالو نحن رسل ربك ، اتصال بمريم قال أنا رسول ربك لأهب لك .....الخ من الإتصالات من عالم الغيب لهذا الكوكب . و منها اتصال مباشر إلى موسى بغير ملائكة .
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا )(163)
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) (21)
أي يتصلون بالوحي أي بالقرآن الذي أمرنا الله أن نتصل به ، أمرنا بذلك عندما قال ( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما ) أي اتصلوا به
و الذين يقطعون الإتصال بالوحي يكونون مفسدين في الأرض و لهم اللعنة، يقول تعالى (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) (25
و تلك العهود كلها موجودة في القرآن نقضوها بعدما قطعوا الإتصال بالوحي
(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) أي عندما تأخد الصدقة إجعل لهم صلاة أو بتعبير آخر، إجعل لهم اتصال للخالق بالدعاء ليحفظهم ويبارك لهم في أموالهم و عندما يسمعون ذلك يكون ذلك الاتصال عليهم سكنا و يضيف و الله سميع عليم
مثلا في حياتنا اليومية عندما نساعد شخص ما ، ماليا أو جسديا ، يصلي علينا، يقيم اتصال أو صلاة لله من أجلنا ، بمعنى ، يدعو لنا بأن يحفظنا و يرزقنا و يبارك لنا و يغفر لنا ، و عندما نسمع تلك الصلاة أو ذلك الدعاء نشعر بالرضا و السكينة . و خذ بمعنى إمسك أي إقبل تلك الصدقة .
و الكثير من الناس يهرع للمساعدة بغية سماع تلك الصلاة له فيشعر بالرضا و السكينة .
ومنهم من يلح لك أن تصلي له أي أن تدعوا له ، بأن يقول أنا ابحث فقط عن دعوة الخير
خاصة الناس يهرعون لمساعدة الضعفاء من العجائز و النساء ، بغية سماع تلك الصلوات عليه ، خاصة من هم ، الظاهر فيهم التقوى و الإيمان ، لأننا نعرف أن اتصاله قوي .
نلاحظ ، أنه عندما نعطي صدقة أو نساعد شخص فتمسك من المتلقي بدون أي كلام ، نشعر باضطراب ولا نشعر بالرضى ، فالصلاة سكينة .
( و تصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين ) (88) نلاحظ صلاة اخوة يوسف على يوسف بقول جزاك الله خيرا إن الله يجزي المتصدقين . و أكيد شعر يوسف بالسكينة و الرضى .
من المعلوم أن كثيرا من الناس ترفض أخذ أو قبول الصدقات لعزة في النفس أو من باب ، يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف
و لكن الله أمرنا أن نأخذها مادية كانت أو معنوية و نقبلها ونصلي لهم بمعنى نتصل بالله لهم أو بتعبير ندعو عليهم لله ، إن صلاتنا أي دعائنا سكنا لهم ، و لو بنا كفاية نأخذها و نعطيها المحتاجين من الجيران أو الأقارب .
ثم يقول ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) أي الله هو يأخذ الصدقات بمعنى أنه يقبلها فالصدقة هي توبة
(لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) (10)
لذلك طلب منا الله أن نأخذها بمعنى نمسكها ، لكي يتم الفعل و يكون كاملا ، أي عطاء و أخذ فإذا كان هناك عطاء بدون أخذ فتلك مشكلة ، ثم يقبلها الله و كأنها أعطيت لله
(وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) أي لا تقم باتصال لله عليهم ،من مات منهم أبدا . لمذا؟ لأنهم كفروا بالله و رسوله و ماتوا و هم فاسقون ، يعني يقيم اتصال لله من اجلهم يدعو عليهم بالخير و الرحمة و المغفرة
لأن الإتصال لله من أجل الاموات تكون فقط للصالحين و المؤمنين .
و لا تقم على قبره بمعنى لا تقف عند قبره فتتذكره و تقيم صلاة من أجله بمعنى الدعاء له .لأنهم ماتوا و هم فاسقون .
نلاحظ صلاة الملائكة أو بمعنى دعاء الملائكة للأموات ، أو للغائبين ، كان للصالحين فقط
رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ ۚ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (9
نلاحظ ، و من صلح من آبائهم
أو للمؤمنين و المؤمنات .( رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا) (28
طلب المغفرة لوالديه وللمؤمنين الأحياء و الأموات لأنهم كانوا مؤمنين أما الظالمين فلا تزدهم إلا تبارا .أي تتبيرا
الخلاصة أن هناك صلاة حركية وهناك صلاة قولية و المهم هو الإتصال بالخالق بالفعل أو القول .
نصائح لتقوية الاتصال بالوحي و منه بالخالق
مثال في الهواتف
أن تكون قريب من مركز الإشارة أو برج الإتصال
بمعنى أن تكون قريب من الوحي تتلوه دائما و تقرأه دائما و تفهمه و تتدبره
أن يكون هاتفك ببطارية مزودة بالطاقة أو الكهرباء
بمعنى أن تتزود بالتقوى و هي خير الزاد
أن يكون هاتفك مزود ببرنامج حماية من الفيروسات فأحيانا الفيروسات تقوم بحجب الاشارة .
بمعنى أن تستعيذ من الشيطان فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان
أن يكون هاتفك قوي و برصيد من المال
بمعنى ، الصدقات، التطهر من الذنوب بالاستغفار ، لا يمسه إلا المطهرون .
اجمالي القراءات
2291
إضافة لـمثال في الهواتف ، قبل أن تكون قريبا من الإشارة أو برج الاتصال
أولا يجب أن تبحث عن الإشارة ، يدلك عليها شخص أو أي أحد .
بمعنى أن تبحث عن الوحي ، يدلك أو يهديك إليها الله .