تعليق: شرح ممتاز د أحمد | تعليق: معلومات قيمه جدا | تعليق: الراجل ده كداب كدب عجيب !!!!!!! | تعليق: شكرا جزيلاأستاذ مراد أكرمك الله . | تعليق: هو ده الكلام يا د. عثمان | تعليق: اكرمك الله جل وعلا د مصطفى حماد ، واقول : | تعليق: قطعان هائمة | تعليق: شكرا استاذ بن ليفانت وشكرا أخى بن ليفانت ، وأقول : | تعليق: لا تتعب نفسك دكتور أحمد فوطنك هو القران الكريم . | تعليق: وجهة نظر | خبر: 9.4 مليون مصري ينامون جوعى يوميًا والحكومة تبني قصورًا بتكاليف فاحشة | خبر: وزارة الصحة تقرر حرمان الفرق الطبية من الوجبات الغذائية رغم التحذيرات الخطيرة | خبر: لماذا طلبت أسماء الطلاق من بشار؟ | خبر: قانون الإجراءات الجنائية في مصر.. معارضة شديدة لتعديل مثير للجدل | خبر: تقارير: أسماء الأسد طلبت الطلاق أملا في مغادرة موسكو إلى لندن | خبر: السيسي: نحتاج إلى 50 تريليون جنيه للإنفاق على التعليم والصحة! | خبر: غيرترود بِيل.. الجاسوسة التي سلّمت العرب للإنجليز | خبر: وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية للإسلام | خبر: مصدر سعودي: الرياض حذرت ألمانيا 3 مرات من المشتبه به في هجوم الدهس وبرلين رفضت طلبا لتسليمه | خبر: منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، معادى للإسلام وعلى صلة باليمين المتطرف الألمانى . | خبر: وفاة سجين سياسي 70 عاما مصري في محبسه بعد رفض علاجه | خبر: WSJ: سقوط الأسد تذكير بهشاشة الديكتاتوريات وضربة لصورة روسيا | خبر: محكمة إسبانية تقضي بسجن مدير سابق لصندوق النقد الدولي | خبر: حراك الكونغو ضد آبل يكشف الأسرار.. نهب وثروات دامية | خبر: ترامب مهددا دول الاتحاد الأوروبي: اشتروا المزيد من نفطنا وغازنا أو واجهوا التعريفات الجمركية |
ف 2 : زى المرأة بين الاسلام ودين السنة الذكورى ( مقدمة ثانية )

آحمد صبحي منصور Ýí 2022-12-31


ف 2 : زى المرأة بين الاسلام ودين السنة الذكورى ( مقدمة ثانية )
القسم الثانى من الباب الثالث : التشريعات الاجتماعية
كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى)
ف 2 : زى المرأة بين الاسلام ودين السنة الذكورى ( مقدمة ثانية )
مقال ( البكاء غدا على أطلال وطن ). سبق نشره بتاريخ 27 نوفمبر 2006
ملاحظة : المقال السابق أعطى لمحة عن دور النقاب فى العصر المملوكى تحت شعار الشريعة السنية . هذا المقال المكتوب عام 2006 يعكس القاع الذى وصل له المحمديون عام 2006 ، ويبكى مقدما على وضع أشد سوءا ، حيث ستتحول الأوطان الى أطلال . وهذا ما يحدث الآن وسيحدث غدا .
أولا : المقال : ( البكاء غدا على أطلال وطن ).
( ( 1 )
العراقيون يقتلون أنفسهم بأيديهم وأيدى الايرانيين والسوريين وبقية المسلمين السنيين والشيعة. منذ الاحتلال الأمريكى وصل عدد ضحايا الحرب الأهلية فى العراق الى ما يزيد على سبعمائة الف قتيل وعشرات الملايين من الجرحى والنازفين والنازحين .
الشعب العراقى يسير بثقة وتؤدة فى انتحار بطىء ومؤلم!!
(2 )
الفلسطينيون يقتلون أنفسهم بايديهم وأيدى الاسرائيليين لأن الفلسطينيين يؤمنون بالحل الصفرى المستحيل فى التعامل مع اسرائيل : ( إما نحن وإما هم ) ، وتلك معادلة ليس موعدها الا يوم القيامة حيث سيكون المجال والمآل إما الى الجنة وإما الى النار، ولا توسط بينهما ، كما قال تعالى ( فريق فى الجنة وفريق فى السعير ) ( الشورى 7 ).
هذا الحل لا يجدى فى الدنيا خصوصا فى التعامل السياسى الذى لا بد أن يتسع لخيارات شتى حسب اختلاف الظروف و التوازنات، والنبى محمد عليه السلام عقد صلحا فى الحديبية مع قريش الظالمة المتعدية ، لو تم مثيله اليوم لاتهمه المزايدون بالتفريط فى القضية و خيانة القومية العربية و الانبطاح للعدو الصهيونى والتحالف مع المعسكر الصليبى. هذا مع أن الله تعالى اعتبر فى القرآن الكريم صلح الحديبية نصرا عزيزا. ولكن القرآن الكريم لا يجدى وحده فى هداية الضالين، فلا بد للضال من أن يقتنع أولا بحاجته الى الهداية و يبحث عنها فى القرآن مخلصا ، عندها تأتيه هداية الله تعالى بالقرآن. أما إن كان مصمما على ضلاله فقد وضع حجابا على قلبه فلا يمكن أن يهتدى أبدا...
الفلسطينيون لا يجوز لهم الآن شرعا قتال الاسرائيليين لأنهم ليسوا فى حالة تمكنهم من التصدى للجيش الاسرائيلى ، وهكذا كان المسلمون فى مكة وفى أول إقامتهم فى المدينة. أمرهم الله تعالى بكف أيديهم والصبر الى أن يستطيعوا رد الاعتداء بمثله. ثم بعدها حين أصبحوا مستعدين للدفاع عن أنفسهم جاء الاذن بالقتال الدفاعى.
ولو سلك الفلسطينيون مقاومة سلمية بيضاء دون عنف لحصلوا على وطن ودولة بتأييد المجتمع الدولى وقوى السلام الاسرائيلية الراغبة فى التعايش السلمى مع الفلسطينين شأن المجتمعات الغربية والأمريكية التى تساعدنا ـ نحن المهاجرين العرب والمسلمين. كان ممكنا أن يعيش الفلسطينيون والاسرائيليون فى سلام خصوصا وأن معظم الجيل الحالى من الاسرائيليين مولود فى نفس الأرض واكتسب حقا شرعيا بالبقاء فيها شأن الفلسطينى المولود فى نفس الأرض ، ولكن الثقافة الدينية السائدة جعلت المعادلة الصفرية الدينية فى الآخرة سياسة دنيوية يتعامل بها الشعب الفلسطينى مع اسرائيل ، وأقنعت الشعب الفلسطينى بالقتال للنهاية ، وجعلته دينا وجهادا يقتل المدنيين هنا وهناك . والنتيجة أن شعبا شبه أعزل منقسما على نفسه ومنقسما بين مختلف الميليشيات والزعامات أصبح يحارب باستمرار أقوى قوة عسكرية فى المنطقة، ويفقد كل يوم قتلى وجرحى وبيوتا وبنية تحتية ، وهو لا يسكت ولا يتراجع . وهو بالمثل يفقد كل يوم اهتمام العالم وتعاطفه لأنه يرفض كل الحلول والتسويات المتاحة ثم يتحسر عليها بعد فوات الأوان ، أى لا يختار الا المستحيل الذى لا يقدر عليه ، ويترك الحل السياسى الممكن تمسكا بمعادلته الصفرية ( إما نحن وإما هم ) لذا يصفق لقادة حماس والجهاد وبلاغتهم الحماسية التى ما أطعمتهم من جوع وما آمنتهم من خوف..
الشعب الفلسطينى يسير بثقة وتؤدة فى انتحار بطىء ومؤلم!!
(3 )
الشعب اللبنانى يتأهب لنفس المصير.
بعد خمسة عشر عاما من الحرب الأهلية التى دمرت الأخضر واليابس فى لبنان فان اللبنانيين اليوم على شفا حرب أهلية بفعل الايرانيين والسوريين وحزب الله.
حزب الله منذ البداية أعطى نفسه الجزء المقدس من المعادلة الصفرية فجعل نفسه حزب الله وبالتالى فالآخرون هم حزب الشيطان. وقام منذ خمود الحرب الأهلية بالاستعداد والتمدد حربيا واقتصاديا داخل لبنان. واصبح جاهزا ليكون أخطر ذراع لايران فى المنطقة تضغط به على مصر والخليج و أمريكا والغرب. واذا اشتعلت الحرب الأهلية فى لبنان فستكون بين طرف قوى مسلح مستعد متحد ـ هو حزب الله ـ وأطراف مهتزة ومتنافرة . ولن تستطيع أمريكا أو الغرب بعد تجربة العراق التضحية بأبنائهم فى مستنقع لبنان بعد أن غرقوا فى امواج العراق. واذا كف الغرب يده قد تنطلق اليد الاسرائيلية حتى لا يبتلع حزب الله وايران لبنان. وستدخل عندها سوريا المعركة كارهة أو راغبة، وقد يتراقص النظام المصرى بين هذا وذاك. ولكن لبنان الأرض والبشر سيدفع الثمن.
الشعب اللبنانى يسير بثقة وتؤدة نحو انتحار بطىء ومؤلم.
( 4 )
ليس الوضع أقل خطورة فى مصر والسودان و الجزيرة العربية وشمال أفريقيا. هناك ثقافة المعادلة الصفرية ( نفى الآخر ) تسيطر على النظام وعلى أقوى معارضة فى الشارع، هذا فى الوقت الذى تعانى فيه تلك الأنظمة من انسداد فى الشرايين السياسية حيث لا تداول للسلطة وحيث يفرض التوريث نفسه بديلا لبقاء الوضع على ما هو عليه. التوريث هو الحل المتاح لدى تلك الأنظمة ولكنه مجرد تأجيل لانفجار حتمى قادم يعادل هوله ما تحملته تلك الشعوب من ظلم وهوان و فساد طيلة عشرات الأعوام. وهو فساد وظلم وهوان ـ لو تعلمون ـ عظيم .!!
تلك الشعوب العربية تسير بثقة وتؤدة نحو انتحار بطىء ومؤلم.
( 5 )
تلك الشعوب العربية تسير بثقة وتؤدة نحو انتحار بطىء ومؤلم ولكنها ليست مشغولة مطلقا بهذا الانتحار الذى يلاحقها أو ينتظرها . لأن لديها القضية الشاغلة والمصيرية الأعظم : حجاب المرأة.
تغطية شعر رأس المرأة أكثر خطورة من أنهار الدماء فى العراق التى لا يتحدث عنها أحد ولا يهتم بها أحد. وأهم من ضحايا فلسطين ومعاناة الفلسطينيين الذين لا يأبه بهم أحد ولا ينصحهم أحد. وأهم وأخطر من الهاوية التى تنتظر لبنان و سوريا و ومصر والسودان والجزيرة العربية وشمال افريقيا.
كل ذلك يهون ولكن حجاب المرأة لا تهاون فيه و لا تنازل عنه.
( 6 )
( الحجاب ) فى القرآن الكريم لا علاقة له على الاطلاق بالمرأة وزى المرأة.
( الحجاب ) المادى فى القرآن يعنى ( الستارة ) وبهذا المعنى قال تعالى للمؤمنين فى عهد النبوة فى شأن التعامل مع نساء النبى محمد ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ) ( الأحزاب 53 ) ، ويأتى بمعنى الحجاب العقلى والمعنوى الذى يمنع من فهم القرآن ، وهو ما ينطبق على متطرفى أيامنا هذه الذين يرفضون الاكتفاء بالقرآن ويقولون بنسخ أى الغاء أحكامه لتوافق أهواءهم، يقول تعالى عن هذا الصنف من البشر : ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً (46) ( الاسراء 45 ـ ) يعنى لا يؤمنون بالقرآن وحده ، واذا دعوتهم بالقرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا لأن هناك حجابا بينهم وبين القرآن.
المصطلح القرآنى لزى المرأة هو الخمار والجلباب ( النور 31 ) ( الأحزاب 59).
وطبقا للقرآن الكريم فانه ليس حراما ظهور شعر المرأة وليس حراما أن تصلى المرأة مكشوفة الشعر لأن الخمار لتغطية الصدر وليس الرأس، ولأن الوضوء للصلاة يعنى غسل الأعضاء المكشوفة للرجل والمرأة ومنها الرأس وشعر الرأس. واذن فالخمار هو لتغطية صدر المرأة فقط ، كما إن الجلباب لتغطية ساقيها ، وغير ذلك مباح ظهوره ولا حرمة فى سفوره. وتحريم ما أحل الله تعالى فسوق وعصيان واتهام لله تعالى بالتفريط ومزايدة على الله تعالى فى دينه. وقد تمت هذه المزايدة فى أديان أرضية اخترعها البشر وهم المشرعون فيها وهم الذين أطلقوا عليها الأسماء من سنة وتشيع وتصوف،وانتحلوا لها المفاهيم والمصطلحات ومنها الحجاب الذى جعلوه فى أديانهم الأرضية الهابطة ذروة التدين وقمة التقوى ، وليس مهما سقوطهم فى عبادة البشر والحجر والأنصاب و الأضرحة وهو إشراك عقيدى بالله تعالى وأفظع ظلم له ، وليس مهما أنهم أصبحوا بترك الاسلام شرّ أمة أخرجت للناس ، وليس مهما كون الحجاب والنقاب مظهر نفاق و خداع ، و ليس مهما أن تنتشر الفاحشة و تتزايد مع انتشار التدين السطحى والحجاب والنقاب ، الأهم أن يتمكن الحجاب من القلوب وأن يرتفع عاليا خفاقا فوق ما سيتبقى من الوطن من أطلال وأشلاء ..!!
( 7 )
من حق المرأة أن ترتدى ما تشاء من حجاب أو نقاب لكن ليس من حقها أن تنسب ما تفعله للاسلام أو أن تجعله دينا. إذا أرادت التدين الحقيقى بالاسلام فلتطهر قلبها وعقلها من عبادة البشر والحجر و لتركز التقوى ـ اى الضمير الحى ـ فى تعاملها مع الناس ، وأن تبتعد عما يغضب الله تعالى وأن تطيعه فى السر قبل العلن دون اهتمام بالمظاهر السطحية. وقبل ذلك لا تفترى على الله تعالى كذبا ، و لا تزايد على الله تعالى فى دينه وشرعه كما يفعل أصحاب النقاب و الحجاب.
أما أن نقع فى الشرك العقيدى والانحلال الخلقى و الظلم والفساد والقتل والارهاب ثم نغطى كل تلك العورات بالنقاب والحجاب فهذا اعلان حرب على الله تعالى ورسوله ، ومصيره الاهلاك الحتمى ، وهو ما يجرى الآن بأيدينا وأيدى الآخرين.
( 8 )
لقد ظلمنا الله تعالى فى دينه وشرعه فلا بد من عذاب الله تعالى لنا فى الدنيا قبل الاخرة. وهذا ما نفعله الان بانفسنا أمام أعين العالم. إن الله تعالى لا يهلك إلا القرى ـ اى المجتمعات ـ الظالمة ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) ( هود 117 ) ولقد حذّر الله تعالى من هذا المصير من قبل فقال ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)الانعام ) ، وهذا بالضبط ما يحدث الآن فقد أصبحنا شيعا وطوائف يذيق بعضها بأس بعض، و توضح الاية التالية سبب هذا العذاب ، وهو التكذيب بآيات الله تعالى : ( وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) الانعام ) ، فلا يقرأون القرآن و لا يفهمونه إلا بتحريفات وتأويلات التراث فأصبح بينهم موجودا مهجورا ، وذلك أفظع التكذيب للقرآن الكريم. ثم تأتى الآية التالية تنبىء باعجاز مستقبلى نشهده الآن ، عذابا واهلاكا ومذابح نكون فيها القاتل والقتيل والجانى والضحية، يقول تعالى إن ذلك العذاب سيحدث ( لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67) ( الأنعام ).
ولقد تكررالاهلاك فى تاريخ المسلمين فى صورة مذابح يذيق بعا بعضهم بأس بعض أو بفعل غزو خارجى من الشرق أو من الغرب ، أو بفعل مجاعات وأوبئة تأكل الأخضر واليابس. وقتها كانت ثقافة التعصب والتطرف والحجاب والنقاب هى السائدة .. وها هى قد عادت وعاد معها العقاب الالهى ..
(9 )
من هو المسئول عن هذا الضياع ؟
شعوب تجرى مغمضة العينين نحو الهلاك وهى تهتف للموت.. شعوب تندفع نحو الانتحار وهى مشغولة بالحجاب، شعوب تنطح الصخر فتسيل دماؤها و لا تسكت ولا تفكر فى حل آخر.
لا شك أن هناك مخدرا قويا معنويا تناولته تلك الشعوب فأصبحت تلعب فى الجّد وتجدّ فى اللعب ،وتسعى للموت وتقتل الأطفال المساكين أملا فى لقاء الحور العين.
قد يقال إن المسئول هو أمريكا ولكن ظهر أن أمريكا هى الأخرى ضحية ، فقد استدرجوها بالحادى عشر من سبتمبر الى المنطقة فتورطت فى المستنقع العراقى وهى الآن تستنجد بالأعداء قبل الأصدقاء للتخلص من الورطة ، وستظل عقدة العراق تتحكم فى السياسة الأمريكية بأكثر ما فعلته بها عقدة فيتنام.
قد يقال أن المسئول هو نظم الحكم العربية المستبدة. وهذا صحيح جزئيا ، ولكن نظم الحكم نفسها ستكون ضحية فى المستقبل القريب جدا، وهى فى حالة فزع ، ومصير صدام حسين كابوس مرعب لا يفارق العيون.
المسئولية الكبرى تقع على عاتق شيوخ التطرف السنى والشيعى الذين استرجعوا فكر العصور الوسطى الذى يستبيح قتل الآخر المسالم لمجرد أنه مختلف فى المذهب وفى الدين .
هم الذين خلطوا المطلق الدينى ( إما وإما ) بالمتغير السياسى فجعلوا السياسة تعنى ( إما نحن وإما هم ) وما يعنيه هذا من استمرار للقتل ومئات الألوف من الضحايا الأبرياء الذين لا يأبه بهم العالم.
هم الذين جعلوا الحجاب والنقاب للمرأة دينا، وبالغوا فيه فجعلوه أهم من الدماء التى يرتكبها أتباعهم .
هم الذين انفردوا بمقاليد الفكر الدينى ومؤسساته وأدواته فى الاعلام والتعليم والثقافة والمساجد والمراكز فتحكموا فى عقول تلك الشعوب المسكينة باسم الاسلام ، وأطعموها مخدرات عقلية ترتدى ثوب أحاديث نبوية وتفسيرات مغشوشة آثمة و فتاوى مسمومة ، ينسبونها للاسلام زورا . وقامت هذه المخدرات العقلية بالغاء عقولهم ثم تلغى بعدها وجودهم بدفعهم الى الانتحار فوجا إثر فوج ، وهم لا يتراجعون ولا يتوقفون لا يتوبون ولا يتذكرون ، كيف لا وقد أصبحت المساجد مراكز حربية وأهم ميادين القتال وأصبح أكثر الضحايا من الأطفال والنساء والطاعنين فى السن.وأصبح صعبا أن تميز بين القاتل والضحية فكلاهما يهتف : الله أكبر..
ليس هناك خبل أكثر من ذلك سوى أن نترك تلك المجازر اليومية تتزايد وتتسع لندافع عن حجاب المرأة باعتباره قدس الأقداس !! .
الانتحار الجماعى والبطىء لتلك الشعوب يحدث فى ظل سيطرة مطلقة دينية وعقلية لأولئك الشيوخ. وهم يسعون لاستمرار المذابح والسكوت عليها خوف البحث فى أسبابها وتوضيح مسئوليتهم عنها. ولذلك تثور قضايا هامشية تافهة مثل الحجاب لالهاء الناس عن مئات الألوف من القتلى فى العراق وفلسطين ، وحتى تظل الأزمات وتستفحل بدون نقاش حقيقى يسفر عن حل معتدل.
هذه بعض مظاهر المرض الذى تسبب فيه شيوخ الدم والاجرام حين سيطروا على عقلية المسلمين وارتدوا بها الى الوراء والسلف غير الصالح.
( 10 )
بعض المسئولية تقع على كاهل المثقفين المسلمين والعلمانيين المسلمين الذين تركوا ساحة الفكر الاسلامى لشيوخ التطرف يرتعون فيها كيف شاءوا ويتلاعبون بأفئدة الناس كيف ارادوا. فكانت الكارثة.
كارثة سريالية باكية لشعوب ترتدى الحجاب وهى تنتحر بالبطىء وتخسر الحاضر والمستقبل ؛ فلا عزة فى الدنيا ولا حور عين فى الاخرة ..
( 11 )
يا حسرة على العباد ..فى الشرق الأتعس ..!! )
أخيرا :
إنتهى المقال .. فهل إنصلح الحال ؟ أم أن من عام 2006 وأطلال وخرائب الأوطان تنتشر وتقول : هل من مزيد ؟
لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .!!
اجمالي القراءات 2379

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الإثنين ٠٢ - يناير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[93799]

الحل الصفري


أتفق مع كثير مما جاء في مقالكم مع تحفظي على بعضه لأنه حسب تصوري جاء كجزء من الحقيقة.



أولًا: الحل الصفري الموجود عند العرب. أنا أسميه "التفكير الرقمي"، يعني إما واحد أو صفر (digital thinking) أو بتعبير آخر "إما أسود أو أبيض". بالرغم من أن العرب الآن بعيدون عن العالم الرقمي ولا يدركون منه إلا كيفية الاستهلاك، إلّا أنهم يفكرون حسب القاعدة الأساسية لهذا العلم، ليس عندهم حل وسط، إما هكذا أو هكذا، إما أبيض أو أسود، مع أنه توجد ألوان رمادية لا حصر لها، وكذلك الآراء والأهداف والحلول ووجهات النظر. حتى يوم القيامة لا أراه كما ترونه بأنه حل صفري، فالجنة والنار، كلاهما فيه درجات.



ثانيًا: في ما يخص الفلسطينيين، ينطبق علهم مبدأ التفكير الرقمي أيضًا، فمنهم من يريد إزالة اسرائيل من الوجود، وهؤلاء من ذكرتم وركزتم عليهم في مقالكم "من يريد القتال حتى النهاية.."، لكنه ياسيدي يوجد في المقابل الطرف الآخر من الفلسطينيين، والذين لم يأتي ذكرهم في المقال، وهم من يريدون الحل السلمي، حل الدولتين، منهم من يريد دولة ديموقراطية واحدة لليهود وغير اليهود، ومنهم من تنازل على أكثر مما هو مطلوب (يقال في العامية شلح بنطلونه). اسرائيل لاتريد أن تسمع من هؤلاء. حجتهم أنهم لا يستطيعوا الاستجابة لسلام طالما هناك أناس ترفضهم. في المقابل ياسيدي هناك أطراف يهودية متعصبة أيضًا لا تريد أي فلسطيني في فلسطين (اسرائيل والضفة)، فهل نترك الخيار للمتعصبين من كلا الطرفين؟ ليس كل الفلسطينيين يصفق لحماس وما شابه حماس – كما جاء في المقال.



2   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الإثنين ٠٢ - يناير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[93800]

تابع الحل الصفري


ثالثًا: "ولو سلك الفلسطينيون مقاومة سلمية بيضاء دون عنف لحصلوا على وطن ودولة بتأييد المجتمع الدولى وقوى السلام الاسرائيلية الراغبة فى التعايش السلمى مع الفلسطينين شأن المجتمعات الغربية والأمريكية التى تساعدنا" عن أي تأييد تتكلمون؟ نعم هناك تأييد جمعيات، أفراد. هناك يهود يدافعون عن الفلسطينيين وحقوقهم أكثر من العرب. لكن سياسة الدول تختلف كليًا عن هذا. لماذا لا تساعدكم الحكومة الأمريكية في نشر آرائكم؟ والمفروض أنكم – حسب المنطق الغربي - أقوى سلاح ضد الإرهاب. لو كان الغرب يرغب هذا التعايش السلمي لفرضوه، فكم من المرات فرضوا آرائهم عندما يريدون ذلك. قوى السلام الإسرائيلة تتلاشى تدريجيًّا، يحل مكانها قوى يمينية متعصبة أنتجت الآن حكومة أكثر تطرفًا في إسرائيل. هذه القوى تتناغم مع القوى المتعصبة في الطرف العربي. ربما تصبح إسرائيل دولة دينية مثل ايران، مع الفارق أن التقسيم الرسمي في ايران هو إثني (ايراني) مثل بقية دول العالم، بينما في اسرائيل تقسيم ديني (يهودي أو غير يهودي)، يعني من ليس يهوديًا أصبح بين ليلة وضحاها أجنبي. رغم ذلك فأنا مع مقاومة سلمية بيضاء، لعدم وجود بدائل لها، على الأقل في الوقت الحاضر.



رابعًا: المجتمعات العربية عموما مجتمعات فاسدة، بدأ الفساد فيها من الطبقة الحاكمة، لكنه مع الوقت أصبح الشعب فاسدًا (طبعًا أتكلم هنا عن ظاهرة ولا أعني كل فرد). لكي يستطيع العرب تغيير أحوالهم يجب عليهم تغيير أنفسهم، تغيير تفكيرهم، تغيير استراتيجيتهم، وليس باتهام الآخر طيلة الوقت مع تبرأة أنفسهم، بأن الطرف الآخر هو الظالم وهم المساكين.


3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٠٢ - يناير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[93801]

جزاك الله جل وعلا خيرا اخى بن ليفانت . واقول


أتفق مع كثير مما جاء في تعليقكم مع تحفظي على بعضه . 

1 ـ القضية / الأزمة الفبسطينية تتداخل فيها الحقائق مع المشاعر ، وتتنازع فيها الآراء ، ولكن المستفيدين على الجانبين لا يريدون حلا . 

2 ـ ما أراه هورؤية من واقع تاريخ المنطقة وجغرافيتها السياسية ، وأرى إن السلام هو الحل الأمثل للاسرائيليين والفلسطينيين ، يبدو هذا مستحيلا ولكنه ممكن بنشر ثقافة السلام والحديث عما يجمّع ولا يفرّق ، وأن حقوق الانسان هى المواطنة ، وأن العدو الحقيقى هو الاستبداد والطغيان وأكابر المجرمين هنا وهناك ..الذى يهمنى هم المستضعفون فى فلسطين وفى اسرائيل أيضا . 


 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5132
اجمالي القراءات : 57,364,938
تعليقات له : 5,458
تعليقات عليه : 14,839
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي