أركان الإسلام أم أركان الإيمان
أركان الإسلام أم أركان الإيمان
أتباع التراث يقولون أركان الإسلام خمس: الشهادتين، الصلاة،الزكاة،صيام رمضان،الحج.
مقدمة: حين سموا هذا اركان الإسلام فهو تعبير خاطئ ، والسؤال: إذا كانت كلمة (أركان الإسلام) قد سيطرت على الأذهان والعقول والعلماء والعامة، فمن أين أتت؟ ليس لها أصل في القرءآن ولا السنة، وإنما هي تسمية اصطلاحية لبعض أهل الحديث.
سيجد لكل صحابي (أركان إسلام) تختلف عن (أركان الإسلام) عند صحابي آخر!
مجرد مثال لا الحصر:عن ابن عمر، وفيه: {قال النبي الإسلام:الشهادتين، تقيم الصلاة،تؤتى الزكاة،تحج،وتعتمر،وتغتسل من الجنابة، وأن تتم الوضوء،وتصوم رمضان. قال: فإذا فعلت ذلك فأنت مسلم ؟ ثمانى أركان.
إسلام آخرعند ابن عمر: فيه حذف الشهادتين والعمرة وتتم الوضوء:
تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت وتغتسل من الجنابة. خمسة أركان.
الله سبحانه وضع الأساس للإسلام وليس الأركان فسماه " كلمة سواء " إذا عرفنا ما هى كلمة سواء وهى بالدرجة الأولى تشير إلى إستواء وتسوية يقام عليها دين الله الحنيف والذى من المفترض أن تكون متوافق عليها من جميع أتباع الكتب السماوية " التوراة والإنجيل والقرءآن" .
الكلمة السواء
" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ (1) وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً (2) وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ (3). فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْبِأَنَّا مُسْلِمُونَ" آل عمران 64 .
نفهم من سياق هذه الآية الكريمة أن الشروط لكى تكون مسلما حنيفا يجب أن تنطبق عليك الشروط الثلاثة المذكورة فى الآية أعلاه وهم : 1- أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ ، 2- وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً ، 3- وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ . فإن لم تنطبق عليك هذه الشروط أو أعرضت عنها أوبعضها : فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْبِأَنَّا مُسْلِمُونَ " بمعنى أنك ليس من المسلمون المعنيين فى هذه الآية الكريمة.
هذه الآية تعتبر قاعدة قرءآنية موجهة إلى أتباع التوراة والإنجيل و القرءآن، لحل مشاكلهم والنزاعات بينهم .
1- الخطوة الأولى : أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ,
نقرأ فى القرءآن الكريم : أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" (البقرة 133)
2- الخطوة الثانية: وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً
هذه الخطوة الثانية والتى جاءت متضامنة مع الخطوة الآولى ولكن بأسلوب النفى لزيادة التأكيد فقال سبحانه:
لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهاً آخَر"الإسراء
3- الخطوة الثالثة : " وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ "
الخطوة الثالثة هى لُب المشكلة لأنهم جميعا يتناسون أويتجاهلون لسبب أو آخر هذه الخطوة الثالثة وبسببها إختلفت الأمة ولن يعترفوا بأنهم عبدة علماؤهم ومشايخهم ورهبانهم وأحبارهم فكانت النتيجة فرق ومذاهب ومدارس وجماعات كلها تعبد هذا الطاغوت الموروث إتخذوا هؤلاء مشرعين من دون الله سبحانه فإتبعوهم
وتناسوا قول الله تعالى:
اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " (سورة التوبة 31
فهؤلاء ليس مسلمين لرب العالمين وقد بين الله وأكد على ذلك فى القرءآن الكريم الذى هو هدى للناس فقال عز من قائل :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) (سورة آل عمران
نلاحظ أن الكلمة السواء لم يذكر فيها أى إسم لنبى أو رسول أو حتى مؤمن صالح، هذا يدل على أن الله سبحانه وتعالى لم يربط الدين بأى شخص ويكون الدين كله لله خالصا لا شريك معه باى صورة من الصور أو بأى شكل من الأشكال.
المقصود من الكلمة السواء أن تكون رسالات الله هى الركيزة التى يبنى عليها التدين بالإسلام السليم وليس فى أقوال البشر أى قداسة.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (سورة المائدة 104
أكثر من ذلك، تجدهم لا يتمسكون بآيات الله البينات وفى بعض الأحيان ترى فى وجوههم الغضب عند سماعها فيقول الله سبحانه:
وإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ:
أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " (سورة الحج 72
الخلاصة: بناءا على آية سورة الحج 72 ، نتيجة إتباع ما ألفينا عليه آباءنا يقودنا إلى الشرك ويكون مصيرنا النار وعدها الله الذين كفروا واشركوا .
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ " (سورة غافر 44
اجمالي القراءات
3071