ف 7 : قضية الحيض بين الاسلام والدين الٍسُّنى : (2 ) عن المباشرة الجنسية والصوم والصلاة

آحمد صبحي منصور Ýí 2022-08-30


ف 7 : قضية الحيض بين الاسلام والدين الٍسُّنى : (2 ) عن المباشرة الجنسية والصوم والصلاة
القسم الأول من الباب الثالث : عن تشريعات المرأة التعبدية بين الاسلام والدين السنى
كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى)
ف 7 : قضية الحيض بين الاسلام والدين الٍسُّنى : ( 2 ) عن المباشرة الجنسية والصوم والصلاة
المزيد مثل هذا المقال :

الحيض والمباشرة الجنسية بين الاسلام والدين السُنّى
1 ـ الغريب والمؤسف معاً أن الدين السنى هنا يقف على النقيض تماما مع ما يقوله رب العزة جل وعلا . ففى القرآن الكريم تأكيد على منع الاتصال الجنسي الخفيف بالحائض إلا بعد أن تطهر من الحيض، وهذا هو فحوى الآية كلها ، حيث يقول سبحانه وتعالى " فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ " أي عدم الاقتراب الجنسى إلا بعد الحيض ، بعدها يكون ( الحرث ) الجنسى . لذلك تقول الآية التالية بعدها " نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ " البقرة 222 ، 223..هنا التأكيد على منع الاقتراب الجنسي من الحائض إلى أن تطهر ، والتأكيد على اعتزالهن ، وجاء التأكيد بالأمر والنهي معاً ( فَاعْتَزِلُوا ) ، ( وَلا تَقْرَبُوهُنَّ ) بما لا يدع أى مجال في تحريم أي اقتراب جنسي من الحائض باللمس او الجنس الشفوي أو الجنس الكامل.
2 ـ إلا أن الدين السنى يناقض ذلك ، ويجعل النبى محمدا عليه السلام عاصيا لأوامر الله جل وعلا ونواهيه ، فالبخاري ومسلم يوردان أحاديث تؤكد على أن النبي محمدا عليه السلام كان يباشر نساءه وهن في المحيض ، وذلك تحت عنوان خاص وفاضح يقول : "باب مباشرة الحائض" وموجز هذه الأحاديث فى التأكيد أنه كان يأمر الحائض فتتزر ــ أي ترتدي إزاراً ــ ثم يباشرها . ويأتى هذا ضمن أحاديث تطعن فى شخص النبى محمد عليه السلام وتجعله مهووسا بالجنس وأنه كان يطوف على نسائه ليلا بغُسل واحد ، دون أى إشارة عما إذا كانت إحداهن حائضا أم لا . هذا لا يمكن أن يصدر عن النبي محمد عليه السلام ، وهو الذي كان يتّبع الوحي ، فإذا أمره ربه وأمر المسلمين باعتزال الحائض وعدم الاقتراب منها ، فلا يمكن ان يقترب منها ، وهو أول المؤمنين بما انزل الله في كتابه..
3 ـ المهم أن فحوى آية الحيض في منع المباشرة الجنسية قد شرع الدين السُّنّى عكسها تماما وعن قصد وتعمد ، إذ نسب ذلك في أحاديث للرسول لكي تكتسب صُدقية وتصبح دينا . لو قالوا إن الامام الشافعى مثلا كان يفعل ذلك أو يجيز ذلك لأمكن الاعتراض بأن ما يفعله الشافعى هو رأى شخصى وليس دينا . هنا خطورة أن تنسب للنبى حديثا فيصبح عند من يؤمن بالأحاديث دينا واجب الاتباع.
الحيض والصلاة والصوم بين الاسلام والدين السُنّى
1 ـ لم يكتف أئمة الدين السنى بهذا التشريع المناقض فى مباشرة الحائض ، بل في نفس الوقت ناقضوا تشريع القرآن حين حرموا على الحائض الصلاة بل أسقطوها عنها ، ثم يحرمون عليها الصيام أيضاً ـ وإن كان عليها أن تصوم قضاء ما أفطرت في أيام الطهر بعد رمضان ..
2 ـ فالبخاري يكتب بابا بعنوان " الحائض تترك الصوم والصلاة" ويقول فيه " إن السنن ووجوه الحق لتأتي كثيراً على خلاف الرأي فما يجد المسلمون بُداً من اتباعها ، من ذلك أن الحائض تقضى الصوم ولا تقضي الصلاة .." والواضح أنهم استشعروا أنه لا منطق في ذلك ، لذلك أسرعوا بنسبة هذه الفتوى للنبي في حديث يقول : أليس إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم ، فذلك نقصان دينها" وذلك الحديث قد مليء بهجوم على المرأة وكيف أنها تكفر العشير وأنها ناقصة عقل ودين.
أئمة الدين السُّنّى وتحريم صلاة الحائض
الصلاة فرض مكتوب فى أوقاتها على المؤمنين والمؤمنات . يقول رب العزة جل وعلا :
1 : ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239) البقرة ). هنا أمر للمؤمنين والمؤمنات بالقيام فى الصلاة قانتين ، فإن خافوا ضياع وقت الصلاة فعليهم أن يصلوا فى أى حال / مترجلين أو راكبين . يعنى لا يوجد عذر فى تضييع الصلاة فى أوقاتها الخمس . . قد يُقال إن الخطاب هنا للذكور ، وهذا قول سقيم لأن كل الأوامر للمؤمنين تشمل المؤمنات ، ما لم يأت تحديد . ونقرأ قوله جل وعلا :
1 / 1 : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (35) الأحزاب )
1 / 2 : ( عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً (5) التحريم )
2 :( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنْ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً (101) وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمْ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً (102) فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً (103) النساء ). المطارة الحربية لا تُسقط الصلاة فى أوقاتها الخمسة . فتجب الصلاة مع القصر ، والحذر . لماذا لأن ( الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً ) . أى إن الله جل وعلا حين أوجب الصلاة على المؤمنين"كتابا موقوتا" لم يعط إستثناءا للنساء فى الحيض. ومعنى أن تكون الصلاة ( كتابا موقوتا ) يعنى فرضها فى أوقاتها الخمسة ، ومعنى أنها ( كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) أنها لا تسقط بالتقادم ، بمعنى إذا ضاع عليك فرض صلاة الظهر فى يوم فأنت مدين لربك جل وعلا به ، لأنه ( عليك ) و ( عليك ) أن تقضيه ، مثل من يفطر بعذر فى صيام رمضان . هذا فى غاية الوضوح لمن يريد الحق وأن يتبعه : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) ق ) .
3 ـ ولكن الدين السُنّى أوجب على النساء فى الحيض عدم الصلاة وعدم قضاء الصلوات ، ومن أسف أن هذا لا يزال ساريا .
أئمة الدين السُّنّى والصيام
1 ـ قال جل وعلا فى وجوب الصوم على المؤمنين ذكورا وإناثا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) البقرة ).
2 ـ رب العزة جل وعلا أباح الفطر للصائم والصائمة في حالات محددة ، هي السفر والمرض والمشقة الكاملة التي لا يستطيع بها الإنسان ان يطيق صوم رمضان ، وذلك ما رددته آيات الصوم مرتين (البقرة 184 ، 185) . لم يقل رب العزة جل وعلا إنه ( يحرم الصوم على المسافر والمريض والعاجز عن الصوم ) ولكن أباح الفطر في هذه الحالات نوعاً من التيسير ومراعاة الظروف. بل قال جل وعلا : ( وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ). وتشريع الرحمن جل وعلا مبنى على التخفيف والتيسير ورفع الحرج ، خصوصا فى العبادات .
3 ـ يجوز للحائض أن تفطر في رمضان إذا ارتبط حيضها بمرض شديد ، وحينئذ يكون السبب هو المرض المنصوص عليه في الآية " وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ" ، " فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ " أي يكون العذر هو المرض وليس الحيض ، وهنا يكون رأي الطبيب المختص هو المرجع وله الفتوى، وليس مواشى السلفية .
4 ـ لم يرد على الطلاق تحريم عبادة من العبادات . هو فقط تيسيرات محددة . ولكن تطرُّف الدين السُّنّى إنه فقط لم يكتف باباحة الفطر فى رمضان للحائض ، بل إنه قام بتحريم صومها أساساً . جاء هذا من تلك النظرة الذكورية التى تزدرى المرأة الحائض وتراها لا تصلح للعبادة لأنها " غير طاهرة" . تناسوا أن الصيام لا يستلزم طهارة كالوضوء والغسل مثل الصلاة . ولكنهم إعتبروها فى حالة الحيض فى ( نجاسة كلية ) مادياً ومعنوياً وظاهرياً وباطنياً ، ولذلك لم يقولوا بأن الحيض رخصة لها في الإفطار مثل رخصة السفر والمرض والمشقة الزائدة ، ولكنهم حرموا عليها الصوم أساساً ومنذ البداية ، وفرضوا عليها أنه إذا فوجئت بالحيض فلابد ان تفطر ، وأنه يحرم عليها الصوم أو نية الصوم وهي حائض..
5 ـ التدبر في القرآن يعطينا دليلاً آخر . لنفترض أن امرأة قتلت مؤمنا او مؤمنة خطأً .. وحينئذ يكون عليها أن تقدم فدية ، ومن بنود تلك الفدية ودرجاتها أن يصوم القاتل او القاتلة في حالة الخطأ شهرين متتابعين .أي تصوم المرأة ستين يوما متتالية ، والذي أنزل الكتاب جل وعلا هو الذي خلق الأنثى تحيض ، وهو الذي لم يجعل الحائض محرماً عليها الصوم في رمضان أو غيرها ، ولذلك أوجب في الفدية أن يكون الصيام شهرين متتابعين ، وفي حالة المرأة القاتلة لمؤمن خطأ ، وعليه ، فإن الحيض لا يمكن أن يكون حائلا دون صيام الشهرين المتتابعين المتتاليين .
6 ـ يقول ابن تيمية انه يحرم على الحائض الصلاة والصوم بالنص والإجماع ، ويحرم عليها مس المصحف عند عامة العلماء ، (أي بدون إجماع) ويحرم عليها أيضا قراءة القرآن في بعض الآراء ، وأقدم كتاب فقهي يعبر عن مذهبي مالك وأبي حنيفة هو الموطأ ، ولم يذكر فيه ان الحائض يحرم عليها صوم رمضان ، والكتاب التالي له في القدم هو الأم للشافعي ، ولم يذكر فيها أيضا أن الحائض يحرم عليها صوم رمضان ، مع أنه أفاض في احكام الصوم ، وأفاض في احكام الحائض ن وذكر انها تترك الصلاة وأنها لا تقضى ما فات منها ، ولم يذكر شيئا عن الصايم بالنسبة لها.
7 ـ وابن حنبل هو أول من ذكر إفطار الحائض في رمضان ، في "كتابه أحكام النساء" ، ولم يذكر أحاديث في ذلك وإنما قال رأيه الشخصي ، ومما يذكر أن الرواي لكتاب "أحكام النساء" لابن حنبل هو ابنه عبد الله ، وهو يسأل أباه وأبوه يجيب ، ولذلك فإن أباه يجيب قائلا عن الحائض :" امرتها ان تمسك عن الطعام " أي هو الذي يفتى ويأمر ، كأنه صاحب الشرع. وفعلا ، فالأديان الأرضية يملكها أئمتها ، يقولون ويشرّعون ما شاء لهم الهوى ، ويجدون أتباعا لهم من مواشى البشر .
8 ـ ومن أكبر المصائب في القرن الثالث اعتقال ابن حنبل وتعذيبه في مشكلة "خلق القرآن" على يد الدولة العباسية ، لأن تلك الحادثة المؤسفة جعلت له ولاتباعه نفوذا وشهرة بين عوام المتدينين ، الذين عرفهم العصر العباسي باسم الحشوية ، أي الذين يحشون رءوسهم بالروايات دون عقل و فهم ، وهؤلاء الحشوية اضطرت الدولة العباسية في عهد المتوكل العباسي للتحالف معهم لإحكام السيطرة على الشارع ولمواجهة دسائس العصبيات الارستقراطية العربية والفارسية ، وهذا موضوع يطول شرحه ، ويستحق بحثاً مستقلا عن الجذور التاريخية لتشريعات المرأة في التراث . وأولئك الحشوية الحنابلة هم الذين جعلوا آراء ابن حنبل الشخصية أحاديث ، أى جعلوها دينا . ومنها تحريم صوم الحائض الذى لم يعرفه مالك وأبوحنيفة والشافعي ، إذ ذكره البخاري ومسلم ، فقد مات ابن حنبل وقد اقترب من الثمانين سنة 241هــ وقد طبقت شهرته الآفاق ، وتأثر بها شباب العلماء وكان منهم البخاري المتوفي سنة 256هــ ، ومسلم المتوفي سنة 261هــ ، وقد كانا يجمعان الأحاديث من أفواه الحشوية وأغلبهم حنابلة. وأصبحت قاعدة فقهية للمتأخرين بعد البخاري ومسلم ، ان يحرم صوم الحائض وتقضي ما افطرته في رمضان دون ان تقضي ما تركته من الصلاة أثناء حيضها.
اجمالي القراءات 3183

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   يحي فوزي نشاشبي     في   الأربعاء ٣١ - أغسطس - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93443]

يقع كل هذا على الرغم من رأي مالك في الموطأ والشافعي في مؤلفه هو الآخر ؟


 ...... وأقدم كتاب فقهي يعبر عن مذهبي مالك وأبي حنيفة هو الموطأ ، ولم يذكر فيه ان الحائض يحرم عليها صوم رمضان ، والكتاب التالي له في القدم هو الأم للشافعي ، ولم يذكر فيها أيضا أن الحائض يحرم عليها صوم رمضان ، مع أنه أفاض في احكام الصوم ، وأفاض في احكام الحائض ن وذكر انها تترك الصلاة وأنها لا تقضى ما فات منها ، ولم يذكر شيئا عن الصايم بالنسبة لها. 



شكرا  أستاذنا،  لهذه  الاضاءات  والتنبيهات ،  وإنّ  ما  جاء  في  هذه الفقرة لمثير ومفاجئ  حقا : والواقع  الممارس حاليا، هي يفيد  أن الأغلبية  الساحقة  لم  تعر  أي  اهتمام  حتى  لموقفي  كل  من مالك في الموطأ، والشافعي  في مؤلفه هو الآخر ؟ 


2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٣١ - أغسطس - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93444]

شكرا استاذ يحيى ، وأكرمك الله جل وعلا


الأفكار الانسانية تتجدد وتختلف . هذا لا بأس به ، خصوصا وقد تتغير الى الأفضل . ولكن الكارثة عندما تصبح تلك الأفكار دينا بنسبتها للنبى فيما يسمى بالحديث النبوى ، أو لرب العزة جل وعلا فيما يزعمونه الحديث القدسى. الكارثة ليس فقط فى تاسيس دين أرضى يملكه أصحابه ، ولكن أيضا فى أن تلك الآراء التى أصبحت دينا تضع المتاريس أمام حركة العقل وتمنعه من مناقشتها . والدليل إن ما رآه ابن حنبل اصبح مُطاعا حتى اليوم ، ومن يناقشه يكون عندهم مرتدا .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5111
اجمالي القراءات : 56,686,013
تعليقات له : 5,445
تعليقات عليه : 14,818
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي