الرسول محمد عليه السلام هل كان ( بوسطجى ) ؟
الرسول محمد عليه السلام هل كان ( بوسطجى ) ؟
مقدمة : هذا سؤال واجهناه كثيرا ، ربما بنفس الألفاظ وبنفس الاستنكار ، وهذا واحد منها : ( تقولون ان الرسول عليه السلام كان عليه فقط تبليغ الرسالة . يعنى ( بوسطجى ) . كيف هذا وانتم تقولون انكم مسلمين ). وأقول :
أولا :
إن من يوجّه هذا الاستنكار يتخذ له إلاها ، أطلقوا عليه إسم ( محمد ) . ونرد بأمثلة قرآنية على بعض مزاعمهم :
1 ـ جعلوا له جاها يقسمون به : ( جاه النبى )، مع النبى فى القرآن الكريم ـ شأن كل البشر ـ لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا ، وكان مأمورا بإعلان هذا :
1 / 1 : ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) الأعراف )أى هو مجرد بشير ونذير بتيليغ القرآن الكريم .
1 / 2 : ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلا نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ ) (49) يونس ).
2 / 1 : إنه مثل كل البشر يقع عليه الضرر والخير ، ولا يكشف عنه الضرر إلا الله ، ولا يستطيع أحد منع خير أرسله الله جل وعلا اليه :
2 / 1 : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107) يونس )
2 / 2 : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الأنعام )
3 ـ رفعوه فوق الرُسُل ، وجعلوه يعلم الغيب ، مع إن الله جل وعلا أمره أن يعلن : ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) الأحقاف ). لاحظ هنا أن مهمته مقصورة على التبليغ بالقرآن الكريم نذيرا ، وأنه فقط متبع للوحى .
4 ـ جعلوا له قبرا مقدسا يزعمون أنه حىّ فيه يراجع أعمال ( أمّته ) وانه يجيب الداعى إذا دعاه ويكشف السوء عنه ،. هذا مع إن الله جل وعلا قاله له فى حياته عنه وعن خصومه : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) الزمر ). أبرز خصومه أبوجهل وأبو لهب وغيرهم ، هم ميّت مثلهم، جميعهم تتحلل أجسادهم وتذوب فى التراب ، وسيأتون عند الله جل وعلا ـ على قدم المساواة ـ يختصمون .
5 ـ جعلوا له شفاعة يملك بها يوم الدين ، مع إن الله جل وعلا قال له :( أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19) الزمر ) .
المستفاد مما سبق أن الاله الذى صنعوه وأسموه ( محمدا ) تتناقض صفاته مع النبى محمد عليه السلام . وعليه فإما ـن تكفر بالقرآن الكريم وتؤمن بهذه الضلالات ، وإما أن تكفر بهذه الضلالات ، وتؤمن بالقرآن الكريم . ولا توسط ، ولا مجال للّعب على الحبال .
ثانيا:
لا نقول إنه عليه السلام كان ( بوسطجى ) بالمعنى المعروف لدينا .
1 ـ ينطبق وصف ( البوسطجى ) على ( مخلوق ) يحمل رسالة الى مخلوق آخر .
1 ـ فى قصة يوسف كان هناك ( رسول بوسطجى ) حمل رسالة من الملك الى يوسف فى السجن ، وردّه يوسف برسالة أخرى الى الملك ، ولم يتعدّ دوره تبليغ وتوصيل الرسالة : ( وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) يوسف )
2 ـ فى قصة سليمان كان الهدهد رسولا الى ملكة سبأ : ( اذْهَب بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) النمل ).
3 ـ أما محمد عليه السلام فقد كان رسولا من رب العالمين بخاتم الرسالات الالهية للبشر جميعا : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً (1) الفرقان )
4 ـ التبليغ يشمل الدعوة الى ( لا إله إلا الله ) جل وعلا والانذار والتبشير والشهادة عليهم يوم القيامة ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45) وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً (46) وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنْ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً (47) الأحزاب ).
5 ـ هو نفس الحال مع الرسل السابقين . قال جل وعلا :
5 / 1 : ( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمْ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49) الأنعام ) إقرأ الآية التالية : ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (50) الأنعام )
5 / 2 : ( وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (18) العنكبوت).
5 / 3 : ( كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (35) النحل)
5 / 4 : ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (17) يس ).
5 / 5 : تأتى مهمة التبليغ للرسول باسلوب القصر والحصر ، حتى أصبح مثلا شعبيا أن يقال ( ما على الرسول إلا البلاغ ). المضحك هنا إنهم يجعلونها مثلا فى تعاملاتهم الدنيوية ، ويرفضونها إسلاميا .!!
ثالثا :
قصر التبليغ على مجرد التبليغ يؤكّد حرية البشر فى الدين ، وأنه لا يتعدى التبليغ الى مصادرة هذه الحرية .هذا يتجلى فى :
1 ـ أنهم إن أعرضوا وتولُوا عنه فقد أدى مهمته ، فما عليه إلا البلاغ . قال جل وعلا :
1 / 1 : عن اهل الكتاب والعرب فى عصره إذا تولوا عنه : ( وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) آل عمران )
1 / 2 : ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (82) النحل )
1 / 3 : ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (54) النور) ، أى أن مهمته التبليغ ، ومسئوليتهم الاستجابة ، فإن أطاعوا الرسول فى تبليغه الرسالة فقد إهتدوا ، وإن تولوا فما عليه سوى البلاغ بالقرآن الكتاب المُبين .
( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (12) التغابن )1 / 4 ـ
1 / 5 : ( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (98) مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99) المائدة ). الآية 98 عن رب العزة جل وعلا . والآية التالية فيها قصر التبليغ على الرسول .
2 ـ هذا التقسيم جاء واضحا فى قوله جل وعلا :
2 / 1 :( وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)الرعد)
2 / 2 : ( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) الغاشية ). هو مجرّد ( مُذكّر ) وليس عليهم بمسيطر . من تولّى وكفر فمرجعه الى الله جل وعلا يوم الحساب .
3 ـ فى تبليغه الرسالة لم يكن حفيظا عليهم أى مسئولا عنهم يحفظ ويحافظ عليهم. قال جل وعلا :
3 / 1 ( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ ) (48) الشورى ) .
3 / 2 : ( مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (80) النساء )
3 / 3 : فى تقرير الحرية الدينية والمسئولية الشخصية لكل شخص : ( قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104) وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105) اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ (106) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107) الانعام )
3 / 4 : يرتبط بهذا ألا يتطرف فى التبليغ الى درجة الإكراه فى الدين : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) يونس ) .
4 ـ فى تبليغه الرسالة كان منهيا عن الحزن على كفر المعاندين فى مكة :
4 / 1 : ( وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23) لقمان )
4 / 2 : ( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) الحجر)
4 / 3 : ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) فاطر).
4 / 4 : ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6) الكهف )
5 ـ وكان يحزن من تقولاتهم ، فجاءه النهى عن ذلك :
5 / 1 : ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) الانعام )
5 /2 ( فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76) يس ).
5 / 3 : ( وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65) يونس
6 ـ وبسبب تبليغه تآمروا عليه ، فنزل عليه النهى ألا يضيق بمكرهم :
6 / 1 : ( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) النحل ).
6 / 2 : ( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70) النمل )..
7 : وفى المدينة كان القائد للدولة ، ومع ذلك فلم يكن عليه سوى التبليغ .
7 / 1 : كان منهيا عن الحزن على من يؤمن ثم يرتد مسارعا فى الكفر ( لا وجود لأُكذوبة حد الرّدّة ) :
7 / 1 / 1 : ( وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) آل عمران )
7 / 1 / 2 : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنْ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنْ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ) (41) المائدة ).
8 ـ هناك من الصحابة من أسلم بمعنى السلام وآمن بمعنى الأمن ، ولكن ظل محافظا على عبادة الأوثان والأنصاب ، هاجر بهذا ، وفى دولة الاسلام فى المدينة جاءهم الأمر باجتناب هذا الرجس واساطير الزور : ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) الحج ). لم يطيعوا متمتعين بالحرية الدينية ، وبرغم التبليغ ظلوا يعكفون على الأنصاب ( القبور المقدسة ) وشرب الخمر والاستقسام بالأزلام بزعم معرفة الغيب . وفى آخر ما نزل من القرآن الكريم فى المدينة قال جل وعلا للذين آمنوا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92) المائدة ). يهمنا هنا :
8 / 1 : قوله جل وعلا لهم : ( فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُون ).
8 / 2 : تحميلهم المسئولية مع التأكيد أن ما على الرسول هو فقط البلاغ المبين : ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ) . .
أخيرا
لم يقل جل وعلا ( وما على النبى إلّا البلاغ )، ولم يقل ( أطيعوا الله وأطيعوا النبى ) . لأن النبى هو شخص محمد عليه السلام فى حياته وتعاملاته وعلاقاته، وبمصطلح النبى كان يأتيه اللوم والعتاب والتأنيب . أما فى سياق التبليغ والطاعة فهو الرسول ، أى الرسالة القرآنية الباقية بعد موت النبى الى قيام الساعة.
اجمالي القراءات
3425
تحياتنا إلى الأستاذ أحمد صبحي منصور ، فالمقال مهم جدا، إن لم يكن هو الأهم ، ولا أدري؟ إني اخترتُ هذا المقطع الذي أراه جديرا بالتأمل والتحديق فيه مليا :
تأتى مهمة التبليغ للرسول باسلوب القصر والحصر ، حتى أصبح مثلا شعبيا أن يقال ( ما على الرسول إلا البلاغ ). المضحك هنا إنهم يجعلونها مثلا فى تعاملاتهم الدنيوية ، ويرفضونها إسلاميا .!!
ثالثا :
قصر التبليغ على مجرد التبليغ يؤكّد حرية البشر فى الدين ، وأنه لا يتعدى التبليغ الى مصادرة هذه الحرية .هذا يتجلى فى :
1 ـ أنهم إن أعرضوا وتولُوا عنه فقد أدى مهمته ، فما عليه إلا البلاغ . قال جل وعلا :
1 / 1 : عن اهل الكتاب والعرب فى عصره إذا تولوا عنه : ( وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) آل عمران )
1 / 2 : ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (82) النحل )