آحمد صبحي منصور Ýí 2020-09-01
خرافات ( تفسير الطبرى ) في نزول المسيح
مقدمة
بين الطبرى المؤرخ والطبرى ( المُفسّر )
1 ـ أشهر مؤلفات الطبرى في التاريخ و ( التفسير ) .
2 ـ الكتابة التاريخية ليست دينا . هي تأريخ للبشر يقوم بتسجيله بشر . الأحداث والأقوال فيه هي صناعة بشرية . الطبرى ( ابن جرير الطبرى / أبو جعفر ) في تاريخه كان يعتمد على الاسناد ( روى فلان عن فلان ) بمنهج المحدثين ، ويأتي بروايات متعددة في الموضوع الواحد . مهمة الباحث التاريخى هو فحص متن الروايات ، المتعارض منها والمتداخل ، وترجيح رواية عن أخرى ، أو تجميع أجزاء من روايات مختلفة في رواية واحدة يرى أنها هي الأقرب للصدق. ما يصل اليه الباحث التاريخى ليس حقيقة مطلقة ، بل هو ــ مثل كل الأحداث التاريخية ـ إن صحّت فهى حقيقة نسبية ، أي يجوز فيها الصدق والكذب . الحقيقة التاريخية المطلقة توجد في ( القصص القرآنى ) وفى كتاب الأعمال الذى يشهده البشر يوم القيامة .
3 ـ الطبرى في تفسيره لا يكتب دينا إلاهيا . بل دين عصره السُّنّى ، فيما ينسبه للنبى من أحاديث مفتراة . والأحاديث التي يرويها فيها التعارض والتناقض ، وهو ــ بكل جُرأة ــ يوردها كلها ، وقد يقول رأيه . وهو لا يملّ من الاستطراد ، ويطوف بالقارىء في متاهات تؤكد أن ما يكتبه عن آيات القرآن الكريم البيّنات المبيّنات الواضحات ليس سوى غموض ولوغاريتمات وإسفاف . وبرغم أنها أكاذيب إلّا إنها تعبر عن عورات الدين الأرضى السُّنّى .
ولكن لأنه يكتب في دين أرضى فلا توجد هنا حقائق نسبية مثل كتاباته التاريخية . هنا كذب مطلق يناقض الحق المطلق في القرآن الكريم والإسلام العظيم.
4 ـ ينطبق هذا على ما قاله الطبرى في ( تفسيره ) لآيتى ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ) ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) . في ( تفسيره ) للآية الأولى أطال فبلغت كلماته 2678 ، وبلغت في الآية الأخرى ( 718 ) .
5 ـ هذا الإسفاف والتطويل دار في تأكيد نزول المسيح آخر الزمان ، وفيه ذكر الطبرى ( المتوفى عام 310 ) حديثا لم يعرفه البخارى المتوفى عام 156 ، وهو : ( حدثني بشر بن معاذ قال ، حدثني يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن عبد الرحمن بن آدم ، عن أبي هريرة : أن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال : الأنبياء إخوة لعَلاتٍ ، أمهاتهم شتى ودينهم واحدٌ. وإنيّ أولى الناس بعيسى ابن مريم ، لأنه لم يكن بيني وبينه نبيٌّ. وإنه نازلٌ ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، فإنه رجل مربُوع الخَلق ، إلى الحمرة والبياض ، سَبْط الشعر ، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بَلل ، بين ممصَّرتين ، فيدُقّ الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال ، ويقاتل الناس على الإسلام حتى يهلك الله في زمانه الملل كلَّها غير الإسلام ، ويهلك الله في زمانه مسيحَ الضلالة الكذابَ الدجال ، وتقع الأمَنَة في الأرض في زمانه ، حتى ترتع الأسود مع الإبل ، والنمور مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، وتلعب الغِلمان أو : الصبيان بالحيات ، لا يضرُّ بعضهم بعضًا. ثم يلبث في الأرض ما شاء الله وربما قال : أربعين سنة ثم يتوفَّى ، ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه. ) .
وأكثر الروايات منسوبة الى ابن عباس ، ويجمعها كلها التعارض والتناقض .
6 ـ لم يقتصر الأمر على صناعة الروايات في نزول المسيح ، بل تعدى هذا الى :
6 / 1 : التشكيك في النّص القرآن بزعم أن قراءة الاية هي كذا . ونعطى أمثلة :
6 / 1 / 1 : قال ( عن ابن عباس : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال :هي في قراءة أبيّ : ( قبل موتهم ) ( حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا يعلى ، عن جويبر في قوله : " ليؤمنن به قبل موته " ، قال : في قراءة أبيّ : ( قبل موتهم ). هنا تغيير للكلمة القرآنية ( موته ) جعلوها ( موتهم )
6 / 1 / 2 : ( حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا حصين ، عن أبي مالك وعوف عن الحسن أنهما قالا في قوله : ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) قالا نزول عيسى ابن مريم وقرأها أحدهما " وَإِنَّهُ لَعَلْمٌ للسَّاعَةِ " . ). (حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسيّ ، قال : ثنا غالب بن قائد ، قال : ثنا قيس ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ " وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ " قال : نزول عيسى ابن مريم. ) ( حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن عطية ، عن فضيل بن مرزوق ، عن جابر ، قال : كان ابن عباس يقول : ما أدري علم الناس بتفسير هذه الآية ، أم لم يفطنوا لها ؟ " وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ " قال : نزول عيسى ابن مريم. ) ( حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : " وَإِنَّهُ لَعَلْمٌ للسَّاعَةِ " قال : نزول عيسى ابن مريم.) ( حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا حصين ، عن أبي مالك وعوف عن الحسن أنهما قالا في قوله : ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) قالا نزول عيسى ابن مريم وقرأها أحدهما " وَإِنَّهُ لَعَلْمٌ للسَّاعَةِ " .) .
في الآية الكريمة كسر العين من العلم ، جعلوها بفتح العين اى العلم أو السارية المرفوعة .
6 / 2 : زعموا لأنفسهم العلم بالغيب الذى لم يكن يعلمه النبى محمد عليه السلام . فقالوا :
6 / 2 / 1 ( ليس يهودي يموت أبدًا حتى يؤمن بعيسى. قيل لابن عباس : أرأيت إن خرّ من فوق بيت ؟ قال : يتكلم به في الهُوِيِّ. فقيل : أرأيت إن ضربَ عنق أحد منهم ؟ قال : يُلجلج بها لسانُهُ. )
6 / 2 / 2 : ( قال : قبل موت عيسى. والله إنه الآن لحيٌّ عند الله ، ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون. قال : قبل موت عيسى ، إذا نزل آمنت به الأديان كلها. )
6 / 2 / 3 : ( قال : إذا نزل عيسى ابن مريم فقتل الدجال ، لم يبق يهوديٌّ في الأرض إلا آمن به. قال : فذلك حين لا ينفعهم الإيمان. )
، قال : ( لا تخرج نفسه حتى يؤمن بعيسى ، وإن غرق ، أو تردَّى من حائط ، أو أيّ ميتة كانت. )
6 / 2 / 4 : ( ، عن ابن عباس قال : لا يموت اليهودي حتى يشهد أنّ عيسى عبد الله ورسوله ، ولو عُجِّل عليه بالسِّلاح.)
6 / 2 / 5 : ( ليس يهودي يموت أبدًا حتى يؤمن بعيسى. قيل لابن عباس : أرأيت إن خرّ من فوق بيت ؟ قال : يتكلم به في الهُوِيِّ. فقيل : أرأيت إن ضربَ عنق أحد منهم ؟ قال : يُلجلج بها لسانُهُ. )
6 / 2 / 6 : (قال : لا يموت يهودي حتى يؤمن بعيسى ابن مريم. قال : وإن ضُرب بالسيف ، يتكلم به. قال : وإن هوى ، يتكلم به وهو يَهْوِي. )
6 / 2 / 7 : ( عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : لو أن يهوديًّا وقع من فوق هذا البيت ، لم يمت حتى يؤمن به يعني : بعيسى. )
6 / 2 / 8 : ( سمعت عكرمة يقول : لو وقع يهوديٌّ من فوق القَصر ، لم يبلغ إلى الأرض حتى يؤمن بعيسى. )
6 / 2 / 9 : ( قال : لا يموت رجل من أهل الكتاب حتى يؤمن به ، وإن غرق ، أو تردَّى ، أو مات بشيء. )
6 / 2 / 10 : ( قال ابن عباس : ليس من يهودي [يموت] حتى يؤمن بعيسى ابن مريم. فقال له رجل من أصحابه : كيف ، والرجل يغرق ، أو يحترق ، أو يسقط عليه الجدار ، أو يأكله السَّبُع ؟ فقال : لا تخرج روحه من جسده حتى يقذف فيه الإيمان بعيسى.)
7 ـ رأينا أن نعطى هذه المقدمة قبل أن يملّ القارىء ممّا ننقله من ( تفسير ) الطبرى.
وهو الآتى :
أولا :
(1) القول في تأويل قوله : { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ }
قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في معنى ذلك :
فقال بعضهم : معنى ذلك : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به " ، يعني : بعيسى " قبل موته " ، يعني : قبل موت عيسى يوجِّه ذلك إلى أنّ جميعهم يصدِّقون به إذا نزل لقتل الدجّال ، فتصير الملل كلها واحدة ، وهي ملة الإسلام الحنيفيّة ، دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم.
*ذكر من قال ذلك :
10794 - حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا عبد الرحمن قال ، حدثنا سفيان ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : قبل موت عيسى ابن مريم.
10795 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : قبل موت عيسى.
10796 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا هشيم قال ، أخبرنا حصين ، عن أبي مالك في قوله : " إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : ذلك عند نزول عيسى ابن مريم ، لا يبقى أحدٌ من أهل الكتاب إلا ليؤمننّ به. (1)
10797 - حدثني المثنى قال ، حدثنا الحجاج بن المنهال ، قال ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن الحسن قال : " قبل موته " ، قال : قبل أن يموت عيسى ابن مريم.
10798 - حدثني يعقوب قال ، حدثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن في قوله : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : قبل موت عيسى. والله إنه الآن لحيٌّ عند الله ، ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون.
10799 - حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة في قوله : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، يقول : قبل موت عيسى.
10800 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : قبل موت عيسى.
10801 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر ، عن قتادة : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : قبل موت عيسى ، إذا نزل آمنت به الأديان كلها.
10802 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن الحسن قال : قبل موت عيسى.
10803 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو أسامة ، عن عوف ، عن الحسن : " إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال عيسى ، ولم يمت بعدُ.
10804 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عمران بن عيينة ، عن حصين ، عن أبي مالك قال : لا يبقى أحدٌ منهم عند نزول عيسى إلا آمن به.
10805 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن حصين ، عن أبي مالك قال : قبل موت عيسى.
10806 - حدثنا يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : إذا نزل عيسى ابن مريم فقتل الدجال ، لم يبق يهوديٌّ في الأرض إلا آمن به. قال : فذلك حين لا ينفعهم الإيمان.
10807 - حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، يعني : أنه سيدرك أناسٌ من أهل الكتاب حين يبعث عيسى ، فيؤمنون به ، " ويوم القيامة يكون عليهم شهيدًا " .
10808 - حدثنا محمد بن المثنى قال ، حدثنا محمد بن جعفر قال ، حدثنا شعبة ، عن منصور بن زاذان ، عن الحسن أنه قال في هذه الآية : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " قال أبو جعفر : أظنه إنما قال : إذا خرج عيسى آمنت به اليهود.
* * *
وقال آخرون : يعني بذلك : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى ، قبل موت الكتابي. يوجِّه ذلك إلى أنه إذا عاين علم الحق من الباطل ، لأن كل من نزل به الموت لم تخرج نفسُه حتى يتبين له الحق من الباطل في دينه.
[ذكر من قال ذلك] :
10809 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : لا يموت يهودي حتى يؤمن بعيسى.
10810 - حدثنا ابن وكيع وابن حميد قالا حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : لا تخرج نفسه حتى يؤمن بعيسى ، وإن غرق ، أو تردَّى من حائط ، أو أيّ ميتة كانت.
10811 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : " إلا ليؤمنن به قبل موته " ، كل صاحب كتاب ليؤمنن به ، بعيسى ، قبل موته ، موتِ صاحب الكتاب.
10812 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " ليؤمنن به " ، كل صاحب كتاب ، يؤمن بعيسى
" قبل موته " ، قبل موت صاحب الكتاب قال ابن عباس : لو ضُربت عنقه ، لم تخرج نفسُه حتى يؤمن بعيسى.
10813 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا أبو تميلة يحيى بن واضح قال ، حدثنا الحسين بن واقد ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لا يموت اليهودي حتى يشهد أنّ عيسى عبد الله ورسوله ، ولو عُجِّل عليه بالسِّلاح.
10814 - حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال ، حدثنا عتاب بن بشير ، عن خصيف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : هي في قراءة أبيّ : ( قبل موتهم ) ، ليس يهودي يموت أبدًا حتى يؤمن بعيسى. قيل لابن عباس : أرأيت إن خرّ من فوق بيت ؟ قال : يتكلم به في الهُوِيِّ. فقيل : أرأيت إن ضربَ عنق أحد منهم ؟ قال : يُلجلج بها لسانُهُ.
10815 - حدثني المثنى قال ، حدثني أبو نعيم الفضل بن دكين قال ، حدثنا سفيان ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : لا يموت يهودي حتى يؤمن بعيسى ابن مريم. قال : وإن ضُرب بالسيف ، يتكلم به. قال : وإن هوى ، يتكلم به وهو يَهْوِي.
10816 - وحدثني ابن المثنى قال ، حدثني محمد بن جعفر قال ، حدثنا شعبة ، عن أبي هارون الغنوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : لو أن يهوديًّا وقع من فوق هذا البيت ، لم يمت حتى يؤمن به يعني : بعيسى.
10817 - حدثنا ابن المثنى قال ، حدثنا عبد الصمد قال ، حدثنا شعبة ، عن مولى لقريش قال : سمعت عكرمة يقول : لو وقع يهوديٌّ من فوق القَصر ، لم يبلغ إلى الأرض حتى يؤمن بعيسى.
10818 - حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا عبد الرحمن قال ، حدثنا سفيان ، عن أبي هاشم الرماني ، عن مجاهد : " ليؤمنن به قبل موته " ، قال : وإن وقع من فوق البيت ، لا يموت حتى يؤمن به.
10819 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا حكام ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن منصور ، عن مجاهد : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " . قال : لا يموت رجل من أهل الكتاب حتى يؤمن به ، وإن غرق ، أو تردَّى ، أو مات بشيء.
10820 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا ابن علية ، عن ليث ، عن مجاهد في قوله : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : لا تخرج نفسه حتى يؤمن به.
10821 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن خصيف ، عن عكرمة : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : لا يموت أحدهم حتى يؤمن به يعني : بعيسى وإن خَرَّ من فوق بيت ، يؤمن به وهو يهوِي.
10822 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن جويبر ، عن الضحاك قال : ليس أحدٌ من اليهود يخرج من الدنيا حتى يؤمن بعيسى.
10823 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن إسرائيل ، عن فرات القزاز ، عن الحسن في قوله : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : لا يموت أحد منهم حتى يؤمن بعيسى صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت [يعني : اليهود والنصارى].
10824 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا إسرائيل ، عن فرات ، عن الحسن في قوله : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : لا يموت أحدٌ منهم حتى يؤمن بعيسى قبل أن يموت.
10825 - حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا عبد الرحمن قال ، حدثنا الحكم بن عطية ، عن محمد بن سيرين : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : موتِ الرجل من أهل الكتاب.
10826 - حدثنا محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن مفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : قال ابن عباس : ليس من يهودي [يموت] حتى يؤمن بعيسى ابن مريم. فقال له رجل من أصحابه : كيف ، والرجل يغرق ، أو يحترق ، أو يسقط عليه الجدار ، أو يأكله السَّبُع ؟ فقال : لا تخرج روحه من جسده حتى يقذف فيه الإيمان بعيسى.
10827 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال : سمعت أبا معاذ يقول ، أخبرنا عبيد بن سليمان قال ، سمعت الضحاك يقول في قوله : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، قال : لا يموت أحد من اليهود حتى يشهد أن عيسى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
10828 - حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا يعلى ، عن جويبر في قوله : " ليؤمنن به قبل موته " ، قال : في قراءة أبيّ : ( قبل موتهم ) . وقال آخرون : معنى ذلك : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بمحمد صلى الله عليه وسلم ، قبل موت الكتابي.
*ذكر من قال ذلك :
10829 - حدثني المثنى قال ، حدثنا الحجاج بن المنهال قال ، حدثنا حماد ، عن حميد قال ، قال عكرمة : لا يموت النصراني واليهوديُّ حتى يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم يعني في قوله : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " .
قال أبو جعفر : وأولى الأقوال بالصحة والصواب ، قول من قال : تأويل ذلك : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى قبل موت عيسى " .
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب من غيره من الأقوال ، لأن الله جل ثناؤه حكم لكل مؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم بحكم أهل الإيمان ، في الموارثة والصلاة عليه ، وإلحاق صغار أولاده بحكمه في الملة. فلو كان كل كتابيّ يؤمن بعيسى قبل موته ، لوجب أن لا يرث الكتابيّ إذا مات على مِلّته إلا أولاده الصغار ، أو البالغون منهم من أهل الإسلام ، إن كان له ولد صغير أو بالغ مسلم. وإن لم يكن له ولد صغير ولا بالغٌ مسلم ، كان ميراثه مصروفًا حيث يصرف مال المسلم يموت ولا وارث له ، وأن يكون حكمه حكم المسلمين في الصلاة عليه وغَسْله وتقبيره. لأن من مات مؤمنًا بعيسى ، فقد مات مؤمنًا بمحمد وبجميع الرسل. وذلك أن عيسى صلوات الله عليه ، جاء بتصديق محمد وجميع المرسلين صلوات الله عليهم ، فالمصدّق بعيسى والمؤمن به ، مصدق بمحمد وبجميع أنبياء الله ورسله. كما أن المؤمن بمحمد ، مؤمن بعيسى وبجميع أنبياء الله ورسله. فغير جائز أن يكون مؤمنًا بعيسى من كان بمحمد مكذِّبًا.
فإن ظن ظانٌّ أنّ معنى إيمان اليهودي بعيسى الذي ذكره الله في قوله : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، إنما هو إقراره بأنه لله نبيٌّ مبعوث ، دون تصديقه بجميع ما أتى به من عند الله فقد ظن خطأ.
وذلك أنه غير جائز أن يكون منسوبًا إلى الإقرار بنبوّة نبي ، من كان له مكذبًا في بعض ما جاء به من وحْي الله وتنزيله. بل غير جائز أن يكون منسوبًا إلا الإقرار بنبوة أحد من أنبياء الله ، لأن الأنبياء جاءت الأمم بتصديق جميع أنبياء الله ورسله. فالمكذب بعض أنبياء الله فيما أتى به أمّته من عند الله ، مكذِّب جميع أنبياء الله فيما دعوا إليه من دين الله عبادَ الله. وإذْ كان ذلك كذلك وكان الجميع من أهل الإسلام مجمعين على أن كلَّ كتابي مات قبل إقراره بمحمد صلوات الله عليه وما جاء به من عند الله ، محكوم له بحكم الملّة التي كان عليها أيام حياته ، غيرُ منقولٍ شيء من أحكامه في نفسه وماله وولده صغارهم وكبارهم بموته ، عما كان عليه في حياته دلَّ الدليل على أن معنى قول الله : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " ، إنما معناه : إلا ليؤمنن بعيسى قبل موت عيسى ، وأن ذلك في خاصٍ من أهل الكتاب ، ومعنيٌّ به أهل زمان منهم دون أهل كل الأزمنة التي كانت بعد عيسى ، وأن ذلك كائن عند نزوله ، كالذي : -
10830 - حدثني بشر بن معاذ قال ، حدثني يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن عبد الرحمن بن آدم ، عن أبي هريرة : أن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال : الأنبياء إخوة لعَلاتٍ ، أمهاتهم شتى ودينهم واحدٌ. وإنيّ أولى الناس بعيسى ابن مريم ، لأنه لم يكن بيني وبينه نبيٌّ. وإنه نازلٌ ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، فإنه رجل مربُوع الخَلق ، إلى الحمرة والبياض ، سَبْط الشعر ، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بَلل ، بين ممصَّرتين ، فيدُقّ الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال ، ويقاتل الناس على الإسلام حتى يهلك الله في زمانه الملل كلَّها غير الإسلام ، ويهلك الله في زمانه مسيحَ الضلالة الكذابَ الدجال ، وتقع الأمَنَة في الأرض في زمانه ، حتى ترتع الأسود مع الإبل ، والنمور مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، وتلعب الغِلمان أو : الصبيان بالحيات ، لا يضرُّ بعضهم بعضًا. ثم يلبث في الأرض ما شاء الله وربما قال : أربعين سنة ثم يتوفَّى ، ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه.
وأما الذي قال : عنى بقوله : " ليؤمنن به قبل موته " ، ليؤمنن بمحمد صلى الله عليه وسلم قبلَ موت الكتابي - فمما لا وجه له مفهوم ، لأنه مع فساده من الوجه الذي دَللنا على فساد قول من قال : " عنى به : ليؤمنن بعيسى قبل موت الكتابي " يزيده فسادًا أنه لم يجر لمحمد عليه السلام في الآيات التي قبلَ ذلك ذكر ، فيجوز صرف " الهاء " التي في قوله : " ليؤمنن به " ، إلى أنها من ذكره. وإنما قوله : " ليؤمنن به " ، في سياق ذكر عيسى وأمه واليهود. فغير جائز صرف الكلام عما هو في سياقه إلى غيره ، إلا بحجة يجب التسليم لها من دلالة ظاهر التنزيل ، أو خبر عن الرسول تقوم به حُجَّة. فأما الدَّعاوى ، فلا تتعذر على أحد.
قال أبو جعفر : فتأويل الآية إذْ كان الأمر على ما وصفنا : وما من أهل الكتاب إلا من ليؤمنن بعيسى ، قبل موت عيسى وحذف " مَن " بعد " إلا " ، لدلالة الكلام عليه ، فاستغنى بدلالته عن إظهاره ، كسائر ما قد تقدم من أمثاله التي قد أتينا على البيان عنها.
ثانيا:
القول في تأويل قوله تعالى : { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62) }
اختلف أهل التأويل في الهاء التي في قوله : ( وَإِنَّهُ ) وما المعنيّ بها ، ومن ذكر ما هي ، فقال بعضهم : هي من ذكر عيسى ، وهي عائدة عليه. وقالوا : معنى الكلام : وإن عيسى ظهوره علم يعلم به مجيء الساعة ، لأن ظهوره من أشراطها ونزوله إلى الأرض دليل على فناء الدنيا ، وإقبال الآخرة.
* ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن يحيى ، عن ابن عباس ، ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) قال : خروج عيسى ابن مريم.
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن ابن عباس بمثله ، إلا أنه قال : نزول عيسى ابن مريم.
حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسيّ ، قال : ثنا غالب بن قائد ، قال : ثنا قيس ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ " وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ " قال : نزول عيسى ابن مريم.
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن عطية ، عن فضيل بن مرزوق ، عن جابر ، قال : كان ابن عباس يقول : ما أدري علم الناس بتفسير هذه الآية ، أم لم يفطنوا لها ؟ " وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ " قال : نزول عيسى ابن مريم.
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : " وَإِنَّهُ لَعَلْمٌ للسَّاعَةِ " قال : نزول عيسى ابن مريم.
حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا حصين ، عن أبي مالك وعوف عن الحسن أنهما قالا في قوله : ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) قالا نزول عيسى ابن مريم وقرأها أحدهما " وَإِنَّهُ لَعَلْمٌ للسَّاعَةِ " .
حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) قال : آية للساعة خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة.
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ " قال : نزول عيسى ابن مريم علم للساعة : القيامة.
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : " وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ " قال : نزول عيسى ابن مريم علم للساعة.
حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) قال : خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة.
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) يعني خروج عيسى ابن مريم ونزوله من السماء قبل يوم القيامة.
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) قال : نزول عيسى ابن مريم علم للساعة حين ينزل.
وقال آخرون : الهاء التي في قوله : ( وَإنَّهُ ) من ذكر القرآن ، وقالوا : معنى الكلام : وإن هذا القرآن لعلم للساعة يعلمكم بقيامها ، ويخبركم عنها وعن أهوالها.
* ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : كان الحسن يقول : " وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ " هذا القرآن.
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة قال : كان ناس يقولون : القرآن علم للساعة. واجتمعت قرّاء الأمصار في قراءة قوله : ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) على كسر العين من العلم. ورُوي عن ابن عباس ما ذكرت عنه في فتحها ، وعن قتادة والضحاك.
والصواب من القراءة في ذلك : الكسر في العين ، لإجماع الحجة من القرّاء عليه.
وقد ذكر أن ذلك في قراءة أُبيّ ، وإنه لذكر للساعة ، فذلك مصحح قراءة الذين قرءوا بكسر العين من قوله : ( لَعِلْمٌ ). ) . انتهى .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,689,943 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
نعم ..بشرط: السل ام عليكم ,عندي سؤال وارجو ا ...
ثلاثة أسئلة: من الاست اذ أبى يوسف : ( الوال د الفاض ل ...
عن لحظات قرآنية : عنوان الحلق ات هو لحظات قرآني ة ، ولكنك فى...
الذنوب والدعاء : هل تحجب الذنو ب او التقص ير في العبا دة عن...
more