آحمد صبحي منصور Ýí 2020-05-21
لصوص العراق والدم المُراق . عن : أكابر المجرمين في العراق
مقدمة
1 ـ من عدة سنوات أتصلت بى شخصية عراقية طلب زيارتى ، رحبت به ، جاء ومعه السيدة زوجته ، قال إنه حين كان في العراق كانت تصله مقالاتى منسوخة من موقع أهل القرآن ، وسألته عن أحوال العراق . وعرفت منه انه كان قاضيا ومسئولا عن هيئة النزاهة ، وحين قام بواجبه أطلقوا على بيته دانة مدفع . أحسّ بالخطر فهاجر لأمريكا لاجئا في نهاية العمر. هذا عراقى نبيل أمين ، لم يشأ أن يكون من أكابر المجرمين .
2 ـ نتوقف مع أكابر المجرمين في العراق :
أولا : تقرير السفارة الأمريكية في العراق ومقال موقع عربى 21
( تقرير أمريكي: ثروات قادة العراق 700 مليار دولار) قالت الصحيفة : (
أكد نائب عراقي صحة المعلومات الواردة في تقرير السفارة الأمريكية والمتعلق بحجم الثروات التي اكتسبها القادة السياسيون في العراق، حيث قدرت بــ700 مليار دولار توزعت بنسب متفاوتة بين الأحزاب ونواب البرلمان.وقال النائب عن التحالف المدني الديمقراطي مثال الآلوسي إن هيئة النزاهة استلمت من السفارة الأمريكية في بغداد تقريراً مفصلاً عن ثروة كل واحدة من القوى السياسية الفاعلة في العراق، مشيراً إلى أن هذه الثروات تشمل مبالغ نقدية وأخرى غير منقولة مثل العقارات والسندات والأسهم، بالإضافة إلى حصص في الشركات.وأضاف الآلوسي في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن التحالف الكوردي جاء بالمرتبة الأولى في حجم الثروات وبمبلغ 300 مليار دولار يستحوذ عليه 15 مسؤول كردي، فيما جنى ائتلاف رئيس الوزراء السابق نوري المالكي مبلغ 210 مليارات دولار.وتابع الآلوسي أن القائمة العراقية "يتزعمها إياد علاوي" لديها 180 مليار دولار، في حين كانت حصة المجلس الأعلى بزعامة عمار الحكيم والتيار الصدري التابع لمقتدى الصدر 150 مليار دولار، لافتاً إلى أن هذه الثروات الضخمة هي السبب في امتناع القوى السياسية عن الموافقة على قانون الأحزاب الذي يضم في فقراته مواد تطالب بوضوح تحديد جهة التمويل.
واعترف مسؤول في هيئة النزاهة العراقية عن قصور كبير في إجراءات الملاحقة القانونية بحق الأموال العامة التي تستحوذ عليها الأطراف السياسية، موضحاً أن سياسة المحاصصة الطائفية في توزيع المناصب داخل الدولة العراقية تمنع أي كشف كبير للفساد الحاصل داخل دوائر صنع القرار.وقال المسؤول في مديرية تحقيق بغداد التابعة لهيئة النزاهة إن الإجراء المعتمد حالياً، وهو كشف الذمة المالية والذي يقوم بتسجيل ممتلكات المسؤول العراقي قبل تسلمه أي منصب، "لا يمكنه رصد أي تضخم في ثروة المسؤول، لأنهم ببساطة ينقلون ملكية كل الأموال التي يحصلون عليها بأسماء أقربائهم وشركاء لهم سواء في داخل او خارج العراق".وأوضح المسؤول في تصريح خاص لـ"عربي21" أن "أغلب المسؤولين يعتبرون إنجاز ورقة الذمة المالية هي بمثابة شهادة بحسن السلوك ونظافة الذمة ويحرصون على إبرازها إعلامياً، ولكنها ليست كذلك على الإطلاق"، مشيراً إلى رصد عقارات وشركات معظمها خارج العراق، تعود ملكيتها لمقربين من نواب ووزارء عراقيين، ولكنه اعترف بصعوبة التحقيق في هذه الملفات لحساسيتها السياسية.
وفي السياق، بيّن الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني أن معظم الأحزاب السياسية العراقية متورطة بعمليات غسيل أموال تتم بشكل منتظم في دول الخارج، لافتاً إلى أن الحصص المالية التي تحصل عليها الأحزاب يتم بنقلها باستمرار إلى الخارج لتحويلها الى عقارات وشركات وأسهم في مشروعات تعود أرباحها إلى إدارة شؤون الحزب.
وذكر المشهداني في تصريح لـ"عربي21" أن الأحزاب العراقية تفضل عواصم مثل بيروت وعمان ومدنا تركية وأخرى في جنوب شرق آسيا؛ لشراء عقارات وأملاك مختلفة، كاشفاً عن تحقيق غير حكومي رصد امتلاك وزير في الحكومة الحالية وقيادي في حزب نافذ أكبر مجمع أفران في إمارة دبي، وأن ملكيته تم تسجيلها باسم أحد زملاء "النضال السابقين"، في حين يشرف على إدارته أحد أقربائه الذي انتقل حديثاً من إيران إلى الإمارات العربية المتحدة.ولفت المشهداني إلى أن تتبع خيوط الفساد في العراق سهل جداً، ولكنه ممنوع في الوقت ذاته ، لأنه سيوصل إلى معظم الرؤوس الكبيرة في الدولة التي تتبع أحزابا كبيرة تنال حصة ثابتة من الوزارات والمناصب الحساسة، مذكراً بأن أغلب الأحزاب تصر على نيل وزارات خدمية مثل النفط والكهرباء لأنها تكون صاحبة أعلى المبالغ في الموازنة العامة، وفق قوله.)
ثانيا : تصريح الرئيس الأمريكي :
( صرّح الرئيس الامريكي دونالد ترامب أن أموال السياسيين العراقيين المودعة في المصارف الامريكية هي ملك الشعب الامريكي وضريبة دماء الجنود الامريكان التي ازهقت في العراق ، مجموع هذه الأموال 583 مليار دولار .
اسماء أكابر المجرمين العراقيين السارقين كما نشر في موقع الخزينة الامريكيه:
نوري المالكي 66مليار دولار
عدنان الاسدي 25مليار دولار
صالح المطلك 28مليار دولار
باقر الزبيدي 30مليار دولار
بهاء الاعرجي 37مليار دولار
محمد الدراجي 19مليار دولار
هوشار زيباري 21مليار دولار
مسعود برزاني 59مليار دولار
سليم الجبوري 15مليار دولار
سعدون الدليمي 18مليار دولار
فاروق الاعرجي 16مليار دولار
عادل عبد المهدي 31 مليار دولار
اسامه النجيفي 28مليار دولار
حيدر العبادي 17مليار دولار
محمد الكربولي 20مليار دولار
احمد نوري المالكي 14 مليار دولار
طارق نجم 7مليار دولار
علي العلاق 19مليار دولار
علي اليساري 12مليار دولار
حسن الانباري 7مليار دولار
اياد علاوي 44مليار دولار
جلال طالباني 35 مليار دولار
رافع العيساوى 29 مليار . )
ثالثا : التعليق : على هذه الأموال المسروقة
1 ـ هذا عن أموال العراق المسروقة والمهربة الى أمريكا فقط ، ماذا عن غيرها في بنوك أوربا وآسيا وأفريقيا و ( الأوف شورز ) ؟
2 ـ ليس للمرجع الشيعي العراقى السيستانى أموال في أمريكا . قالوا عنه وعن ثروته وثروات أسرته :
2 / 1 : ثروته ضئيلة تقدر ب 3 مليار فقط حتى 2006 ، ماذا تبلغ ثروته الآن 2020 ؟
2 / 2 : دخله السنوي بسيط مقداره ما بين 500 : 700 مليون دولار .. فقط .! وتأتى بانتظام من ريع الخُمس .
2 / 3 : كشف دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق في مذكراته، أنّ بلاده دفعت للمرجع الشيعي بالعراق علي السيستاني 200 مليون دولار لإصدار فتوى تُحرِّم على الشيعة قتال الأمريكان للمساعدة في سقوط العراق في أيدي الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة.
2 / 4 : صهر السيستانى مرتضى كشميرى اشترى فيلا في لندن ب 6 مليون دولار . وفعل نفس الشىء صهره الثانى جواد شهرستانى ، اشترى فيلا في لندن ب 4 مليون دولار . أما بنت السيستانى فقد اشترت فيلا ثالثة إضافية في لندن بحوالي 2 مليون دولار
3 ـ المرجع الشيعي الشاب عمار الحكيم يمتلك ثروة مقدارها 33 مليون دولار،على شكل أرصدة واستثمارات في شركات نفطية , وعقارات , في إيران ولبنان ولندن والأمارات والكويت والسعودية , ويملك أيضاً شركات نقل عملاقة متنوعة داخل وخارج العراق.
4 ـ الشاب مقتدى الصدر دخل الساحة مؤخرا ، بادر بتكوين ثروته بالابتزاز مستغلا زعامته لمنظماته الإرهابية . بلغت ثروته حوالى 2 بليون ، مع أصول وأملاك وشركات في لبنان وايران وتركيا .
أحوال المستضعفين في الوطن العراقى :
هم من الشيعة والسُنة التابعين لأكابر المجرمين . هم يعانون الفقر والتخلف والأمراض والبطالة ونقص الخدمات والركود الاقتصادي . لا سبيل لهم للخروج من نفق الحرمان إلا بالقتال تحت راية أكابر المجرمين .
السياسة الأمريكية :
1 ـ تحركها تجارة السلاح . تشجّع وجود النُّظّم المستبدة والكهنوت بأنواعه خصوصا في البلاد المحمديين التي تتكون من تنويعات عرقية ودينية ومذهبية كالعراق . صدام كان عميلا أمريكيا ، وإن تظاهر بغير ذلك . حين قامت ما تسمى بالجمهورية الإسلامية في إيران والتي اعتبرت أمريكا الشيطان الأكبر وقتها قامت أمريكا بعمليتين متوازيتين :
1 / 1 :تضخيم الخطر الايرانى لجعل إيران العدو الأكبر للغرب بديلا عن الاتحاد السوفيتى الذى إنهار ، وتقربت روسيا للغرب ، واصبح أعداء الأمس حلفاء اليوم ، وكان لا بد من خلق ( عدوّ ) بديل تتوجه اليه السهام . وساعد أئمة ايران على هذا التّوجه الأمريكي لعلو قامتهم فيما يسمى بالعالم ( الاسلامى ) ففي الوقت الذى ينبطح فيه مستبدو السنيين يقف شيعة إيران في وجه الشيطان الأكبر .
1 / 2 : شجعت أمريكا صدام حسين على غزو إيران لاستنزاف ثروات العراق وإيران معا . تعلم أمريكا أن الحرب بين الجارتين ( العراق وإيران ) لا يمكن حسمها لأنهما يشتركان في حدود طويلة كما يشتركان في وجود شيعة وسُنّة وتاريخ من العداء المشترك . أمريكا هو الرابح الأكبر ليس فقط في مبيعات السلاح ، ولكن في إجهاد وإجهاض طموح صدام وقادة إيران الكهنوتيين . وفعلا تحولت الحرب الى تدمير متبادل للمدن . وترنّحت إيران وصدام .
2 ـ دفعت أمريكا بصدام الى مغامرة أخرى هي إحتلال الكويت وسلبه ونهبه . رحّب صدام بالمهمة ليعوّض ما خسره ماليا ومعنويا في حرب إيران، وحتى يشغل جيشه عن الخروج عليه .
3 ـ قامت أمريكا بحشد اعوانها ضد صدّام ، واحتلت العراق . ولأنه لا يمكن للإحتلال الأمريكي أن يدوم ، فقد عمدت الى تسريح الجيش العراقى والقيام بعملية صورية لتدمير أسلحته ، وهى تعلم أن الأسلحة ستختفى تحت الأرض ، ثم تظهر في أيدى الميليشيات الشيعية والسُّنيّة ، ويتحول العراق الى ساحة من الدم . وحتى يستمر الصراع العسكرى الطائفى بين الشيعة والسُنّة قامت أمريكا بتعزيز الكهنوت الشيعي والسُنّى في العراق ، كما سمحت بظهور داعش وتوغلها في العراق لتزيد من حمأة الإقتتال ، وبالتالي تزداد حصيلتها من بيع الأسلحة .
4 ـ الأخطر أن أمريكا قامت بتغطية كل هذا بديكور ديمقراطى، من انتخابات ومجلس نيابى . وأمريكا تعلم أن أحدث أنواع الاستبداد أن تقيم ديمقراطية بدون تعميق ثقافة الديمقراطية ، ولا يمكن لثقافة الديمقراطية أن توجد في مجتمع يقدس الكهنوت الشيعي والكهنوت السُّنّى ، ويضع الإنتماء الطائفى فوق الإنتماء الوطنى ، خصوصا وأن العراق تم إستحداثه بعد الحرب العالمية الأولى وفق إتّفاق سايكس بيكو . أي لم تتجذّر فيه العاطفة الوطنية والانتماء الوطنى . أمّا المتجذر فيه من القرن الأول الهجرى فهو الانتماء الشيعي أو السُنى ، والفتن بينهما تشكل تاريخ هذه المنطقة حتى الآن . بالانتخابات الصورية يصل المفسدون للحكم ، ولأن وجودهم في السلطة وقتى فإن نهب المال هو عملهم الأكبر . وبهذا تمّ ويتم نهب وتجريف ثروة العراق ، والمختلفون سياسيا ومظهريا يقتسمون الثروة ( كما يحدث في لبنان ) . كل هذا مستمر بوجود الكهنوت ، فهو الذى يقوم بغسيل مخ للعوام والرعاع ، وهو الذى يتحكم فيهم ، لذا فهو يشارك في النهب والسلب . المضحك أن توزيع المناصب في العراق يكون على أساس المحاصصة الطائفية ( مثل لبنان )، وهذا تكريس للفساد وتدمير للإنتماء الوطنى الذى يجب أن يعلو فوق الانتماء الطائفى .
5 ـ أمريكا لم تخترع العداء السّنّى الشيعي ، هو موجود بين المحمديين من القرن الأول الهجرى . أمريكا قامت فقط باستغلاله لمصلحتها في نهب ثروات العراق وقتل سكانه ، شعارها : هم يريدون قتل بعضهم فلندعهم يقتلون بعضهم .
6 ـ أمريكا هي المستفيد الأكبر مما يحدث في العراق . ليس فقط في مشتريات السلاح الأمريكي ، ولكن الأهم أن ما يسرقه أكابر المجرمين في العراق يجد طريقه الى إنعاش الاقتصاد الأمريكي ويكون تحت رحمة أمريكا .
7 ـ أسوأ رئيس أمريكى في تقديرى هو ترامب . هو شخص عنصرى متعصب مستبد ، ولكنه الأفضل لأمريكا في التعامل مع أكابر المجرمين في الشرق الأوسط . هو يحتقرهم علنا ، ويبتزُّهم علنا . أدمن هذا مع حكام السعودية . وهو يرى أن أموال السياسيين العراقيين المودعة في المصارف الامريكية هي ملك الشعب الامريكي وضريبة دماء الجنود الامريكان التي ازهقت في العراق . وليس مستبعدا في وضعه الراهن ـ وهو تحت قصف كورونا ـ أن يستولى على ما سرقه أكابر المجرمين في العراق والسعودية وغيرهما . ترامب يعلم أن ما أنفقته أمريكا في حروب العراق أغلبه ثمن أسلحة باعتها أمريكا للعراق ، ليقتل العراقيون أنفسهم بهذا السلاح وهم يهتفون ( الله أكبر ) .
8 ـ ليس العراق مدينا لأمريكا . أمريكا هي التي ظلمت العراق . ولكن الأكثر ظلما للعراق هم أكابر المجرمين فيه .
أخيرا
1 ـ نحن في أمريكا ونحمل الجنسية الأمريكية ، وعملنا في مراكز أمريكية تقدم النصيحة للكونجرس والبيت الأبيض والخارجية الأمريكية . ومعروفون جيدا لصُنّاع السياسة الأمريكية حتى قبل إطلاق موقعنا أهل القرآن وقبل تسجيل مركزنا ( المركز العالمى للقرآن الكريم ) . ونتلاقى مع ما تعلنه أمريكا من نشر الديمقراطية وحقوق الانسان ومواجهة الإرهاب . مع هذا فهم يرفضون مساعدتنا كما يساعدون المنظمات الأمريكية الأخرى . هذا لأن مصلحتهم مع أكابر المجرمين وليس مع المصلحين .
2 ـ السياسة الأمريكية تؤمن بالمثل الأمريكي القائل : ( كل شيء من أجل المال. ) .
كتبت في مستهل تعليقي أستاذنا محمد .أقصد أستاذنا وحبيبنا احمد صبحي منصور!!
السلام عليكم
وجهة نظر
اللصوص وهم المؤشر المباشر للفساد موجودون حيثما يوجد بشر – مع اختلاف نسبتهم بين مجتمع وآخر. المجتمعات العربية خاصة والغير ديموقراطية عموماً، والتي تهيمن عليها أنظمة استبدادية تشتهر بارتفاع حاد لهذه النسبة مقارنة بغيرها من المجتمعات. من أسباب هذا التباين أن اللصوصية والفساد في المجتمعات الديموقراطية معرضة دائماً للكشف عنها وفضحها من الطرف الآخر أو الاعلام، بينما تبقى في المجتمعات الاخرى قابعة تحت ستار النظم الاستبدادية تحميها وتقمع كل من ينتقدها أو حتى يشير إليها. أحياناً ترتفع نسبة الفساد واللصوصية بحيث يصبح من الصعب تبريرها أو التغطية عليها – وهذا هو الحال في العراق ولبنان. في هذين البلدين أصبح الفساد ثفافة، فأنا لا أرى اختلافاً بين فساد من يملك المليارات والمسكين الذي لو ملكها لفسد هو الآخر أيضاً.
لنبقى الآن في العراق، إذ أن المقال يتناول قضيته بصورة خاصة، ولنبدأ من عهد صدام حسين وخلافه مع ايران. هذا الخلاف كان سببه قومياً وليس دينياً، دخل فترة استراحة بعد اتفاق بين صدام والشاه، أصبح نظام الشاه ضعيفاً قبل سيطرة الخميني على الحكم، وكان ذلك أحب لصدام من نظام ديني قوي في ايران. سيطرة الخميني أثارت استياء العراق الذي ظهر جلياً في الاعلام العراقي. بعد الخلاف بين امريكا وايران استغلت أمريكا هذا الاستياء واعطت الضوء الاخضر لدخول العراق في حرب ضد ايران. وفق ما صرح به هنري كيسنجر في احدى مقابلاته مع تلفزيون الماني ذكر "كنا نأمل أن نتخلص من الاثنين لكنا مع الاسف لم نستطع ذلك". بقي هدف امريكا التخلص من كلا النظامين، العراقي والايراني، قائماً. ما حصل بعد ذلك وحتى احتلال امريكا للعراق معروف للجميع. هذا الاحتلال بُنِيَ على كذب وليس على خطأ، لكن ما حصل بعد الاحتلال كان خطأ فادحاً للسياسة الامريكية، إذ سُلّم العراق لقمة سائغة للعدو الآخر، ايران. كان باستطاعة امريكا فرض الديموقراطية على العراق كما فرضتها يوم ما على المانيا بعد الحرب العالمية الثانية – لو أرادت ذلك، ربما مع جهد أكبر. غير أن أجندتها لم تتضمن ذلك. لم يكن مستغرباً أثناء الفوضى التي عاشها العراق أثناء الاحتلال أن تترعرع ثقافة الفساد، ثم بعد انسحاب امريكا انتقلت المسؤولية عن هذا الفساد إلى مسؤولين عراقيين – إلى فاسدين. قبل وباء كورونا بأشهر بلغ الاستياء من الفساد أوجه وخرج الناس من كافة الاطياف إلى الشارع – الحراك حالياً في استراحة مؤقتة.
أنا اسمع كثيراً من غربيين ومع الاسف من عرب أيضاً، أن تطبيق الديوقراطية في البلاد العربية غير ممكن، الغربيون يعللون ذلك باسباب حضارية، أما العرب فيفترضون وجود ثقافة ديموقراطية قبل تطبيق الديموقراطية، ولهذا ليس بالامكان في الوقت الحاضر تطبيق هذا النظام. أنا أسأل هؤلاء الناس: هل في الامكان انشاء وتطوير ثقافة ديموقراطية في انطمة سلطوية استبدادية؟ هل سيسمح النظام بمثل هذه الثقافة مع أنه يعلم أنها بمثابة نهاية حتمية له؟ إذا كان الجواب "لا"، وهذا جوابي أيضاً، فلا بد إذاً من فرض الديموقراطية وتقبل النكسات التي سترافق العملية. هذه الطريقة مكلفة على كل المستويات وليس لها مع الاسف بدائل. لا زال عندي أمل!
كلمة أخيرة عن امريكا وسياستها: الحروب التي خاضتها امريكا في العراق وافغانستان كلفت طبعاً العرب ثمناً باهظاً، لكنها كلفت الميزانية الامريكية بلايين الدولارات أيضاً، ولم تؤتي ثمارها كما تتصورها الطبقة الحاكمة في امريكا. الاستراتيجية الامريكية لا تسير دائما حسب المخطط لها وليست معصومة عن الخطأ. لكن العرب هم الخاسر الاكبر في هذا الصراع، ومن الغباء ألقاء اللوم دائما على امريكا والغرب.
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
أكرمك الله استاذنا دكتور منصور -على هذا التحليل الرائع لمُشكلة العراق ، وأعتقد أن من أسباب إستقرار الفساد وتفحُله فى العراق الخوف المُقدس والخوف الأمنى . الخوف المُقدس هو خوف (الشيعة بلا إستثناء وهم أكثرية الشعب ) من (مرجعيتهم ) حتى لو ظهر بأن اتباع المرجع الفلانى ضد المرجع الفلانى سياسيا إلا أنهم جميعا يخافون من المرجعيات الشيعية ويُقدسونها والكلمة الأولى والأخيرة فى كل شىء (دينى سياسى إجتماعى ................) للمرجعية والمرجع الشيعى ولا يستطيعون مساءلته او محاسبته ...
والخوف الأمنى . كل العراقيين الذين ولدوا قبل صدام وأثناء حكم صدام يخافون من بعضهم البعض أمنيا ولازالوا يعيشون هاجس الخوف من تجسس بعضهم على بعض لصالح الأمن (كما كان يفعل عبدالناصر بالمصريين اثناء حُكمه ) . ومن هُنا ولد الفساد الإقتصادى والسياسى بعد صدام وإستقر وإزدهر ولا خروج منه إلا بعد وفاة كل هذه الأجيال وعودة العراق للأجيال الجديدة التى تربت على ثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية ومُساءلة المسئولين وتحجيم المرجعيات الدينية ودورها فى المجتمع ، أى بعد 50 سنة تقريبا .
المعذرة أخ أحمد، أنا لم أذكر "ومن الغباء إلقاء اللوم دائما على أمريكا والعرب " وإنما "ومن الغباء إلقاء اللوم دائما على أمريكا والغرب " – الغرب وليس العرب...ولقد ذكرت كلمة "دائماً" وهي مهمة في الجملة. هناك كثير من العرب الذين أدخل معهم في نقاش حول هذه المواضيع يلقي اللوم في كل صغيرة وكبيرة على الغرب وأمريكا، وأرى أن هذا الاسلوب في التعامل مع الواقع لا يوصل إلى أي نتيجة –حتى لو ثبتت ادانة الغرب وامريكا. العرب لا يتستطيعوا تغيير سلوك الغرب وامريكا. لكنهم يستطيعون تغيير سلوكهم واستراجيتهم وتعاملهم مع الواقع. ربما عند ذلك يشعر الغرب وامريكا بوجوب تغيير سلوكهم مع العرب.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,687,772 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : ما هو المقص ود فى قوله...
إن الغيب إلا لله .!: ان الله يتحدث في كتابه الكري م بصيغة الماض ي ...
الاعراض عنهم : في هذا الفيد يو يردون عليكم . بعد التدل يس ...
ذكى / زكّى : ( ذكى ) من ( الذكا ء ) هل جاءت فى القرآ ن الكري م ...
شهادة الزور: الشها دة الزور لانقا ذ برىء :: هل تجوز ؟...
more
أستاذنا محمد.تقريرك وتحليلك ممتاز ولكن السؤال ،: إلى متى يستمر هذا الوضع في العراق ؟ ?? .أما من بوادر حل في الأفق ؟ وهل قدر العراق نفس الاوضاع السيئة من زمان الحجاج الثقفي الى زمن مقتدى الصدر؟؟!