آحمد صبحي منصور Ýí 2020-01-15
القاموس القرآنى : ( الحلقوم )
مقدمة :
1 ـ يسود فهم خاطىء لقوله جل وعلا ( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ الواقعة ) ؛ يحسبون الحلقوم هو ذلك التجْويفٌ ( خلْفَ تجويف الفم وفيه سِتُّ فُتحَاتٍ : فُتْحَة الفَمِ الخلفية ، وفُتْحَتا المنخِرَيْن ، وفُتْحَتا الأُذُنَيْن ، وفُتحة الحنْجَرة ، وهي مجْرى الطَّعام والشَّراب والنَّفَس ). يحسبونه جزءا من الجسد . ويرون أن ( الروح ) تصل الى هذا التجويف عند الإحتضار.
2 ـ وسبق أن قلنا إن مصطلح ( الروح ) فى القرآن يعنى جبريل وما يتعلق به من نفخ النفس والنزول بالوحى الإلاهى على الرسل عليهم السلام . أما ( النفس ) فهى ذاتية الانسان التى تسيطر على جسده ، هى الكائن البرزخى الذى يدخل فى الجنين فيكون إنسانا و ( خلقا آخر ) ثم يخرج إنسانا يعيش الوقت المحدد له فى هذه الأرض وتلك الحياة الدنيا ، ثم تموت نفسه أى ترجع الى البرزخ الذى أتت منه ثم يكون بعثها يوم يقوم الناس لرب العالمين (المطففين 6 ).
3 ـ عن مرحلة الخلق ثم الموت ثم البعث قال جل وعلا :
3 / 1 : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ﴿١٢﴾ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ﴿١٣﴾ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴿١٤﴾ ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ ﴿١٥﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ﴿١٦﴾المؤمنون )
3 / 2 :(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾ غافر )
3 / 3 : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴿٥﴾ الحج).
4 ـ قوله جل وعلا:( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ الواقعة ) هو عن النفس وليس الجسد .
5 ـ ونعطى تفصيلا :
أولا : السياق الذى جاءت فيه الآيات :
1 ـ هو خطاب يوجهه رب العزة جل وعلا للمكذبين بالقرآن الكريم والذين يتخذون من الدين إرتزاقا ، أى الكهنوت أصحاب الإحتراف الدينى والتدين السطحى المنافق .
1 / 1 : قال جل وعلا : ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿٧٩﴾ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨٠﴾ أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾ الواقعة )
1 / 2 ـ الجزء الأول من الآيات هو عن عظمة القرآن الكريم ( 75 : 80 ). الجزء الثانى خطاب للكهنوت ( 81 : 82 ) . الجزء الثالث وعظ يذكّرهم بلحظة الإحتضار التى لا مهرب منها ( 83 : 94 ) . الجزء الأخير تأكيد على أن هذا هو حق اليقين من رب العالمين سبحانه جل وعلا ( 95 : 96 )
2 ـ نفس السياق تكررفى قوله جل وعلا : ( إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ﴿٤١﴾ اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٢﴾ أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٤٥) الزمر )
2 / 1 : الجزء الأول عن القرآن الكريم ( 41 )
2 / 2 : الجزء الثانى عن نوعى الوفاة فى هذه الدنيا: وفاة مؤقتة بالنوم ، ووفاة الموت .( 42 ).
2 / 3 ، الجزء الثالث عن المكذبين بالقرآن المؤمنين بشفاعة البشر الذين إذا ذُكر الله جل وعلا وحده ( كأن يقال : اشهد أنه لا إله إلا الله ) تشمئز نفوسهم ، أما إذا اضيف مخلوق مع الله جل وعلا إذا هم يستبشرون . هل وصلت الرسالة أيها المحمديون ؟!
3 ـ وجاءت عنه إشارة فى قوله جل وعلا :( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٠٠﴾ المؤمنون ).
3 / 1 :هنا إشارة الى الكافر المُشرك حين يأتيه الموت بالحق اليقين ويدرك أنه كان فى غفلة فيصرخ طالبا فُرصة أخرى يرجع فيها الى الحياة ليعمل صالحا غير الذى كان يعمل ، ويأتيه الرد بالرفض ، وانه طالما وصل الحلقوم فأمامه برزخ يستمر فيه ميتا ـ بلا إحساس بالزمن حتى يستيقظ بالبعث .
3 / 2 : عند البعث يقسم أنه لبث مجرد ساعة : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ ﴿٥٥﴾ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّـهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ ۖ فَهَـٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٥٦﴾ الروم). أى ليس هناك عذاب قبر وثعبان أقرع أيها المحمديون.
ثانيا : ماهية الحلقوم للنفس قرآنيا
1 ـ الحلقوم فى الجسد هو بوابة التنفس والطعام والشراب . الحلقوم فى القرآن الكريم هو ( بوابة البرزخ ) التى إذا بلغته النفس فلا بد أن تدخله ، ولا يمكن أن ترجع الى الدنيا ولا مصير لجسدها سوى الفناء.
2 ـ عن النفس
2 / 1 : النفس ـ ذلك الكائن البرزخى ـ مسجون فى هذا الوعاء الجسدى ، ويتحرر منه مؤقتا بالنوم ، ويتحرر منه نهائيا بالموت .
2 / 2 : فى النوم ــ الذى يشكّل ثلث حياة الإنسان ــ تظل هناك رابطة تربط النفس بوعائها ، لذا تعود اليه باليقظة . تنقطع هذه الصلة حين تبلغ النفس بوابة البرزخ تمهيدا لأن تدخله ، أى حين تبلغ الحلقوم ، وترى ملائكة الموت . هنا لا رجوع مطلقا .
2 / 3 : قد يتعرض الجسد الى عارض مُهلك قبل الموعد المقرر لموته . حينها قد يرى الإنسان نفسه على تخوم البرزخ بعيدا عن بوابة الحلقوم ، وفى مرحلة أبعد من المستوى الذى تدخله نفسه فى النوم . فى النوم يرى النائم رؤى وأحلاما . فى حالة العارض المُهلك قبل موعد الموت يرى الإنسان نفسه يترك جسده ويدخل فى عالم لا يستطيع وصف ألوانه ولا أصواته ، ثم يعود الى جسده لأن موعد موته لم يأت بعد ، ولا يزال هناك بقية له من الحياة فى هذه الدنيا. يستيقظ من إغمائه فيتذكر بعض ما رآه ، ولكنه لا يستطيع توصيف ما سمعه وما رآه . هذا لأن نفسه لا تزال مربوطة بجسده ، تزول هذه الرابطة إذا بلغت نفسه الحلقوم ودخلت البرزخ الفعلى ورأت ملائكة الموت .
ثالثا : ماذا يحدث عند بلوغ النفس بوابة البرزخ ( الحلقوم )
1 ـ هذا غيب أخبر به رب العزة جل وعلا. لا يستطيع بشر أن يحكيه لأن الذى يرى هذا المشهد لا يمكن أن يرجع ليقصّ على الأحياء ما رآه .
2 ـ نتخيل شخصا فى حالة الإحتضار ، يقولون عنه ( يصارع سكرات الموت ) أى هو فى حالة ( سكرة ) أى غياب عن الوعى . هذا خطأ . ليس هو فى غياب عن الوعى ، بل هو فى ذروة الوعى ، فهو فى حالة تحرر من الغطاء المادى الجسدى . وتستمر معه ذروة الوعى هذه بالبعث والحشر والحساب . الغطاء الجسدى المادى يوقع الإنسان فى الغفلة . بكشف هذا الغطاء وزواله تزول الغفلة ويبلغ الفرد ذروة الوعى ، فأصبح يرى ما لم يكن يراه من قبل ، ومن ضمن ما سيراه الشخص الكافر ولى الشيطان هو ذلك القرين الشيطانى الذى كان يضله . قال جل وعلا :
2 / 1 :(لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿٢٢﴾ وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ﴿٢٣﴾ ق )
2 / 2 : (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾ الزخرف )
3 ـ المحيطون بالشخص المحتضر الذى بلغت نفسه بوابة البرزخ ( الحلقوم ) ، لا يزالون فى غفلة ؛ ينظرون ولا يبصرون .
3 / 1 : ينظرون الى جسد تتخلّص منه نفسه ويحسبون أن هذا الجسد هو نفس الشخص ، لا يدركون أن ما ينظرون اليه ليس سوى رداء كانت ترتديه نفس الشخص الذى كانوا يعرفونه ثم خلعت نفسه هذا الثوب نهائيا ، وآن الأوان لأن يُلقى هذا الثوب فى القبر.
3 / 2 : هم لا يبصرون ما تبصره نفس ذلك المُحتضر. لا يبصرون أن الله جل وعلا وبملائكته أقرب اليه منهم . قال جل وعلا : ( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾).
4 ـ يتمنون إرجاعه الى الحياة ، ينسون أن كل الأطباء يعجزون عن هذا ، بل إن الأطباء أيضا يموتون . أليس كذلك ؟.!. ينسون أنهم ( مدينون ) بحياتهم الى ( المُحيى المُميت ) جل وعلا . الله جل وعلا ( أقرضهم ) هذه الحياة ، وهم ( مدينون ) له جل وعلا بهذه الحياة ، أى هم مماليك ومملوكون له جل وعلا ، وبالتالى لا يستطيعون دفع الموت عن أحب الناس اليهم ولا دفع الموت عن أنفسهم. قال جل وعلا : ( فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾)
5 ـ الذى لا يبصرونه والذى يبصره المُحتضر فى ذروة الوعى هم ملائكة الموت . وفى هذا الموقف يعرف المحتضر مصيره ونتيجة سعيه.
5 / 1 : ؛ إن كان من أولياء الله الصالحين تبشره ملائكة الموت بالجنة. وأولياء الله الصالحون درجتان : مقربون واصحاب اليمين . قال جل وعلا : ( فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾)
5 / 2 : إن لم يكن من أولياء الله جل وعلا فهو من أولياء الشيطان ، من المكذبين بالقرآن الضالين ، وتبشره الملائكة بالجحيم . قال جل وعلا : (وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾)
6 ـ وردّا مسبقا علي أولياء الشيطان المكذذبين بالقرآن قال جل وعلا : ( إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾) صدق الله العظيم.!!
7 ـ الله جل وعلا يصف القرآن الكريم فى سورة أخرى بأنه ( حق اليقين ) . قال جل وعلا : (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ﴿٥١﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٥٢﴾ الحاقة )
8 ـ والله جل وعلا يصف ذروة الوعى عند الإحتضار بالحق اليقين فى قوله جل وعلا : ( إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾ الواقعة)
9 ـ وتكرر وصفها باليقين فى قوله جل وعلا:
9 / 1 : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴿الحجر: ٩٩﴾، أى الى آخر لحظة فى حياتك
9 / 2 (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴿٤٤﴾ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴿٤٥﴾ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿٤٦﴾ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿٤٧﴾ المدثر) . هذا ما سيقوله أصحاب الجحيم ردا على سؤال : (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿٤٢﴾ ).
أخيرا
ألا يتعظ بهذا المحمديون ؟ .!!
حفظكم الله جل و علا .. أتسآل ذات السؤال الذي طرحه الأخ الكريم حول معرفة حقيقة المآل أثناء الوفاة و قبل يوم الحساب ؟
كذلك ماذا عن من يموت فجأة !
تدبر جميل فيما يخص الحلقوم و ربطه ببوابة البرزخ .
ورد فى السطر الثانى من الفقرة1 من أولا 5 الإحتراف الدين وهى الإحتراف الدينى
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,686,869 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
بذاءة البخارى: صديقي أحمد منصور من الرقة مدينت ي في سوريا و...
أهلا وسهلا: سلام علی ;کم یا دکتر احمد صبح 40; ...
ثلاثة أسئلة: 1 ـ ما رأيك فى دعوة الشيخ المغا مسى السعو دى ...
عن لحظات قرآنية : لو تكرمت وجعلت في احدى اللحظ ات القرا نية ...
تحريفاتهم هى السبب: السلا م عليكم ورحمة الله وبركا ته اريد ان...
more
السلام عليكم
أولاً: اغتنم الفرصة كالعادة لاطرح تساؤلا قديما لي:
جاء في مقالكم الحالي: " الذى لا يبصرونه والذى يبصره المُحتضر فى ذروة الوعى هم ملائكة الموت . وفى هذا الموقف يعرف المحتضر مصيره ونتيجة سعيه."، وفي مقال قديم لكم "بالموت يتحدد مصير الفرد ، هل هو من أولياء الله جل وعلا أو من أعدائه".
كذلك يُفهم من الآيات: وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿الانفال ٥٠﴾. فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴿محمد ٢٧﴾
أفهم من الآيتين أن لدى الملائكة العلم بمصير الانسان عند موته. إذا كان الامر كذلك، فماذا عن يوم الحساب في الآخرة؟ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿النحل: ١١١﴾. هل هناك احتمال أن تنجح النفس في الدفاع عن نفسها ويغفر الله لها ذنوبها، بالرغم من أنها ضربت من الملائكة بعد الموت؟ أما إذا كان المصير معروف سلفاً، فما العبرة من الجدال؟
ثانياً حول عبارة "الحلقوم": هل نستطيع القول أن جملة " فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ " هي تعبير مجازي يعني من سياق الكلام وصول الانسان (النفس) إلى وضع لا عودة منه؟ نحن لا نعلم ماهية النفس (أو الروح كما يطلق عليها الآن)، ولا نعرف كيف دخلت جسم الانسان و كيف ستخرج منه، ولا نعلم كيفية ارتباطها بالجسم الانساني. لذا فكل محاولة لتصوير هذا السيناريو هو من محض الخيال ولا يمت بصلة إلى الواقع.