آحمد صبحي منصور Ýí 2019-03-22
سفاح نيوزلنده والارهابيون بين قوة الضعف وضعف القوة
أولا :
1 ـ إستعمل سفاح نيوزلنده أقصى المتاح له من قوة وهاجم ضعفاء مسالمين فقتل منهم وجرح ما إستطاع. ثم تغلبت عليه قوة أكبر منه فإعتقلته. الضعفاء حازوا التأييد . هنا : ثلاثة عناصر : ضعيف أصبح بضعفه قويا معنويا . قوى إستخدم أقصى ما لديه من قوة. ثم هناك من هو أقوى منه.
2 ـ المستفاد هو ما نسميه ضعف القوة وقوة الضعف.
ثانيا :
1 ـ اضعف البشر هم أقوى البشر . الطفل المولود أضعف البشر ، لديه غريزة البكاء وبها يكون اقوى البشر . يكفى للضعيف أن يُظهر ضعفه ليكون قويا بعطف الناس وتأييدهم. تخيل شيخا طاعنا فى السن يبكى ، تتجمع حوله القلوب متعاطفة معه فيصبح بها قويا. المرأة بغريزتها هى الأقوى بدموعها ، وبدموعها تسيطر على الرجل الأقوى منها ( ظاهريا ).
2 ـ القوة فى البشر نسبية . القوى هو قوى بالنسبة لمن هو أقل منه قوة ، وهو ضعيف مقارنة بمن هو أقوى منه.
3 ـ سفاح نيوزلندة إستخدم أقصى ما لديه من قوة ضد ضعفاء ، فغلبه من هو أقوى منه ، وترتب على عمله أن أصبح الضعفاء المُعتدى عليهم أقوياء بالتأييد المعنوى. هم كسبوا وهو خسر. وهذا ما لا يفهمه الارهابيون من الغرب ومن الشرق الأوسط .
ثالثا :
1 ـ فهم هذا وقام بتطبيقه نبلاء عصرنا : ( غاندى ). ( 1869 : 1948 ) ومارتن لوثر كينج ( 1929 : 1968 ) ومانديلا ( 1918 : 2013 ). كل منهم إستخدم قوة الضعف يخاطب بها جانب الخير فى عدوه القوى . كان فى عدوه القوى قدر لا بأس به من الخير ، لذا نجح كل منهم سلميا وبدون عنف فى الحصول على ما تمنى ، وسجل إسمه فى أنصع صفحات التاريخ .
2 ـ لم يفهم هذا ولم يطبقه ثوار ايرلنده . فى ضعفهم أمام انجلترة إستخدموا العمليات الارهابية ضد المدنيين ، فخسروا قضيتهم وغلبتهم أنجلترة العجوز .
3 ـ لم يفهم هذا ولم يطبقه هتلر الذى إستخدم أقصى قوته ضد خصومه الأقوياء والضعفاء على حد سواء . أهلك ملايين اليهود الذين لا حول لهم ولا قوة. وفى النهاية تغلب عليه من هو أقوى منه ، وهلك تتبعه لعنات . وهو مصير من يسير على سُنّته من المتعصبين البيض ، ومنهم ذلك السفاح الاسترالى.
4 ـ فى منطقتنا يكفى مثال فرعون موسى ، وهو مذكور فى العهد القديم ، ومذكور بأروع ما يكون فى القرآن الكريم . وهو المثل لكل مستبد يصل به غرور القوة الى قتل المستضعفين ، فتكون عاقبته أسوأ ما يكون . ولكن المحمدييين لا يتعظون .
رابعا :
المستبد العربى يضرب بأقصى قوته عندما يشعر بالخطر. المستبد العربى وخصمه الوهابى كل منهما يستخدم أقصى ما لديه من قوة ضد الشعب الأعزل المنزوع السلاح .
1 : فى الصراع بين النظام العسكرى فى الجزائر والوهابيين الطامعين فى الحكم إستعمل الطرفان أقصى ما لديهما من قوة ضد المدنيين ، وخصوصا سكان القرى للإستيلاء على أراضيهم . لم تكن المذابح تميز بين ذكر أو انثى أو بين طفل رضيع أو شيخ طاعن في السن , وأصبحت وصمة عار تلك التى تُسمى بالعشرية السوداء والتى إستمرت من عام 1992 الى عام 2002 . وبلغ ضحاياها حوالى 200 الف قتيل ..!
2 : تعرض صدام حسين لاطلاق نار عشوائى فى يولية 1982 فكانت مذبحة الدجيل . قاومه الأكراد فقتلهم أطفالا ونساءا وشيوخا بالسلاح الكيماوى فى حلبجة فى مارس 1988 ، وقتل 5500 ، وفى نفس العام كانت مذبحة الأنفال . واجه صدام قوة اكبر منه أسرته وحاكمته وأعدمته.
3 : إرتكب حافظ الأسد مجازر ضد شعبه السورى فى حلب عام 1980 : 1981 قتل الآلاف ، وفى حماة عام 1982 ووصل عدد الضحايا من 17 ألفا الى 40 ألفا . وابنه بشار أفظع حالا من ابيه . حافظ الأسد عاش معزولا ، وجاء إبنه فدمر سوريا وتسبب فى قتل وتشريد الملايين . وهو الآن فى يد روسيا رهين .
4 : الرئيس البشير فى السودان إستخدم أقصى طاقته فى حرب إبادة ضد مسلمى دارفور . بدأت فى فبراير عام 2003 . وصل عدد الخسائر البشرية عدة مئات آلاف من القتلى، إما بسبب القتال أو الجوع والمرض. أصبح مجرما عالميا ، وينتظره مصير سفاح صربيا .
5 : السيسى فى مصر إستخدم أقصى قوته فى فض إعتصام رابعة ، في تقرير منظمة هيومن راتيس ووتش فى اغسطس عام 2014 واستغرق إعداده سنة كاملة، وصفت المنظمة الفاجعة بأنها إحدى أكبر وقائع القتل الجماعي لمتظاهرين سلميين في يوم واحد في تاريخ العالم الحديث. وقالت إن ما حصل "لم يكن مجرد حالة من حالات القوة المفرطة أو ضعف التدريب، بل كانت حملة قمعية عنيفة مدبرة من جانب أعلى مستويات الحكومة المصرية". وصل السيسى الى الحكم على أكتاف المصريين الكارهين للإخوان. كان بإمكانه التخلص من إعتصام مؤيدى الرئيس الإخوانى محمد مرسى بأيسر طريق. كان عملاء السيسى داخل الاعتصام وبإمكانهم التخلص من قادة الاخوان وسط ضجيج الاعتصام . كان بإمكانه التضييق على مداخل الطرق ومحاصرة المعتصمين لارغامهم على الاستسلام وحقن دمائهم . ولكن السيسى فضّل إستعمال القوة المفرطة بدون اى داع وبعد مرور 45 يوما من الاعتصام لاتاحة الفرصة لتجميع اكبر عدد من مناصرى الاخوان . وهاجمتهم قواته في صباح الأربعاء 14 أغسطس 2013 . تضاربت الأقوال فى عدد الضحايا من 120 شخصا قتيلا وألاف الجرحى الى 2200 قتيل وأربعة آلاف جريح . واصبحت مذبحة رابعة نقطة سوداء فى تاريخ السيسى ، جعلت أمامه طريقا وحيدا هو المُضى فى سلاح القوة الى نهايته. ليحمى نفسه من الإنتقام القادم وكوابيس الرعب التى تهاجمه أصبح يترصد أى كلمة ، ويتزايد عدد السجناء لتفترسهم آلات التعذيب . وفى نفس الوقت يستقوى بالغرب يشترى سلاحا لا حاجة له بها سوى إستمالة الغرب وملء خزائنه بالعمولات .
6 : تمكنت داعش أو ما يسمى بالدولة الاسلامية فى العراق والشام من السيطرة على عدة مناطق على حدود سوريا والعراق . وحرصت على إذاعة ونشر الإعدامات التى تقوم بها ، وأبرز ضحاياها كانوا من الشيعة والمسيحيين والأيزيدية ، وأجنحة داعش فى مصر وليبيا تواصل قتلها للمدنيين ، وأبرز ضحاياها أقباط مصريون كانوا يعملون فى ليبيا لا حول لهم ولا قوة ، ومئات من المصلين فى جامع فى سيناء . المشهور من جهادهم ما يعرف بمجزرة سبايكر ، وقد اسروا طلاب القوة الجوية في قاعدة سبايكر الجوية العراقية يوم 12 يونية 2014 ، بعد سيطرتهم على مدينة تكريت . وصل عدد الأسرى ما بين 2000 الى 2200 . وأعدموهم جميعا. ودفنوا بعضهم وهم أحياء.وحشية الجهاد الوهابى لدى داعش تسبب فى قتل عشوائى لمئات الآلاف والى تدمير سوريا ، وأدى فى النهاية الى القضاء تقريبا على دولة داعش ، وإن بقى فكر داعش يدافع عنه الوهابيون بل إن شيخ الازهر فى مصر يرفض تكفير داعش ويعتبرهم مسلمين . داعش إستخدمت أقصى قوتها ضد المستضعفين فووجهت بقوة أكبر قضت عليها . نفس ما حدث للسفاح الاسترالى الداعشى الذى إستخدم أقصى قوته فى قتل المسالمين فإنهزم امام قوة أكبر منه.
خامسا :
1 ـ ظهر فى الغرب وفى الشرق غاندى ومارن لوثر كينج ونيلسون مانديلا يواجهون القوة بسلاح الضعف ، فنجحوا . هو نفس التشريع القرآنى الذى يوجب على الضعيف أن يكف يده عن المواجهة بالعنف ، ولا يرد الإعتداء إلا عندما يكون لديه الاستعداد بالقوة التى تردع المعتدى مقدما . الفرد المؤمن إذا تعرض للتعذيب لإكراهه فى الدين فإنه يباح له أن ينطق بالكفر ، ولا عليه مؤاخذه طالما مطمئن قلبه بالايمان ( النحل 106 ) . بل يُباح له أن يوالى هذا العدو المعتدى ليتقى شره ( آل عمران 28 : 29 ). وعليه أن يهاجر ما إستطاع لينجو ممن شر هذا النظام المعتدى الجائر ( النساء 97 : 99 ، 75 ). ولكن فى كل الأحوال فلا يجوز أن يقاوم عدوا قويا حتى لا تكون المقاومة إنتحارا .
2 ـ لم يفعل ذلك الفلسطينيون وهم يواجهون قوة أكبر من طاقتهم . لم يستعملوا السلاح السلمى كما فعل غاندى ومارتن لوثر كينج ومانديلا . ليس لهم جيش يستطيع مواجهة الجيش الاسرائيلى ، وثقافتهم المتوارثة لا تعترف بالجهاد السلمى . لذا قاتلوا بما إصطلح العالم على تعريفه بالارهاب ، والذى يدفع ثمنه الأبرياء .
2 / 1 : بدأوا نضالهم بخطف الطائرات وتعريض ركابها الى الخطر ، هؤلاء الركاب مدنيون بلا سلاح ولا حول لهم ولا قوة ، ولا ناقة لهم ولا جمل فى القضية الفلسطينية .
2 ـ ثم حين كانت لهم بعض القوة تحت رعاية الملك حسين تمردوا عليه وتآمروا على قتله وأقاموا لهم دولة داخل الدولة ، وكانت النتيجة إجلاؤهم من الأردن .
2 / 3 : وفعلوا نفس الشىء فى لبنان فتسببوا فى الحرب الأهلية فيها والتى استمرت من عام 1975 الى عام 1990 ، وقضت على حوالى 120 ألف شخص . وبها خرج المسلحون الفلسطينيون من لبنان.
2 / 4 : وصلت حماس الى السلطة فتغنى بمدحها كثيرون ، كتبنا نحذر من حماس ودينها الوهابى فهوجمنا أعنف هجوم . تحقق ما تنبأنا به من خطورة حماس إذ أسرعت فسيطرت على غزة وإستقلت بها وقتلت جنودا مصريين ، ومارست جهادها الوهابى ضد إسرائيل بإستراتيجية تعتمد على التفجيرات ، وأن تطلق صواريخ ثم تختبىء فى العُمق السكانى فى غزة ، حيث يوجد اكبر تكاثف للسكان. أى تطبق المبدا التشريعى السنى المعروف بالتترس ، أى الاحتماء بالمدنيين وإهلاكهم لإحداث خسائر فى العدو.
سادسا :
1 ـ نحن أهل القرآن فقط الذين ندعو الى الحل السلمى . ولهذا يتهمنا الوهابيون بالكفر ، وتعرضنا الى السجن والاضطهاد .
2 ـ أذكر وأنا فى معتقل طرة ( فى نوفمبر / ديسمبر 1987 ) أن كان زميلا لنا فى الزنزانة ينتمى الى منظمة التحرير الفلسطينية ، وقتها نشبت إنتفاضة الحجارة، وكان يتابعها بهوس يحمل راديو ترانسستور يطوف به فى الزنزانة . قلت له : أتمنى لو كان أطفال فلسطين يتظاهرون سلميا يحملون ورودا يقدمونها الى جنود الاحتلال وهم يرفعون مطالبهم . بهذا تنتصرون . رفض ما أقول .
3 ـ كتبت كثيرا ناصحا للفلسطينيين بأن يسلكوا النضال السلمى. أوضحت لهم بالثقافة العصرية الفارق بين ( الحق ) و ( الاستحقاق ). الصهاينة يؤمنون بأن لهم حقا فى فلسطين . تسلحوا لهذا الحق بالإستحقاق ، أى الاستعداد العسكرى والسياسى ، وتكونت دولتهم بالسلاح وبإطار قانونى من الأمم المتحدة. الفلسطينيون يؤمنون أن لهم حقا لكنهم لم يقوموا بواجب الاستحقاق ، بل دمروه بعملياتهم الارهابية .
4 ـ ملامح ( الحق ) و ( الاستحقاق ) نراها فى :
4 / 1 : قصة موسى عليه السلام . كان معه ( الحق ) ولكن لم تكن معه إمكانات الاستحقاق بينما إحتكر خصمه فرعون كل إمكانات الاستحقاق . لذا أمر الله جل وعلا موسى وهارون أن يتعاملا مع فرعون بالقول اللين : (اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿٤٣﴾ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤﴾ طه ) .
4 / 2 : فيما جاء عن خاتم النبيين واصحابه . كانت قريش تتابعهم بهجمات عسكرية وهم فى بداية مقامهم بالمدينة ( البقرة 217 ). وكانوا مأمورين بكف اليد وعدم مقاومة الهجوم . ونزل لهم الآمر بالاستعداد العسكرى لارهاب العدو المعتدى ( الأنفال 60 ) . وبعد تمام الاستعداد الحربى جاءهم الإذن برد العدوان ( الحج 39 : 40 ) ، وعندها إحتج بعض المؤمنين المسالمين وطلبوا تأجيل المقاومة المسلحة جاء الرد عليهم فى القرآن الكريم ( النساء 77 ـ ، البقرة 216 ) .
5 ـ نحن نواجه الوهابية والاستبداد ، وهما أكبر قوتين فى الشرق الأوسط ودول المحمديين. المستبد الشرقى السُّنّى يدافع عن الوهابية وله كهنوت وهابى يسبح بحمده . المعارضة السياسية والعسكرية للمستبد هى الأخرى وهابية ولها شيوخها . مع أنهما ضد بعضهما سياسيا وعسكريا إلا إنهم يتحدون معا ضدنا . فنحن ضد الاستبداد والفساد والظلم ، ونحن مع المستضعفين فى الأرض ومع الشريعة الاسلامية الحقيقية التى تقوم على الحرية والعدل والاحسان والرحمة والسلام والإخاء بين المسالمين وحقوق الانسان . فى نشرنا لهذه الثقافة الإسلامية نتعرض للإضطهاد والتهميش لأن لخصومنا مصلحة فى نشر ثقافة الكراهية للغرب . تلك الثقافة التى تتعيش عليها داعش وأخواتها ، والتى أظهرت تعصب الرجل الأبيض فى الغرب ، وسببت إعتداءات على المسلمين فى الغرب ، لن يكون آخرها ما حدث فى نيوزلنده.
4 ـ نجح غاندى ومارتن لوثر كينج ومانديلا لأنهم ظهروا فى غير مجتمعات المحمديين وكانوا يخاطبون الجانب الطيب لدى الغربيين . لو ظهر غاندى فى مصر الآن لتعرض لتعذيب تقشعر منه الأبدان .
5 ـ فارق هائل بين المستبد الشرقى والاستعمار الغربى. هذا يستحق وقفة.
سلام الله عليك استاذ منصور أو أخ أحمد. أنت تعرف اسمي، فأنا بعثت لك ميل للتوضيح في سنة 2016 على ما اعتقد.
إذا ضاعت الاوليات من الذاكرة ، أبعث لك نسخة عن هذا الميل بالتفاصيل
ومع تحياتي
أسأل د صبحى متى استعمل مسلموالروهينجا ومسلمو الإيجور أى شكل من أشكال العنف؟ألم يقوم البوذيون فى بورما بذبحهم جهارا نهارا بلاشفقة ولارحمة ودون أى سبب سوى أنهم مسلمون؟وهل أجداهم ضعفهم فتيلا أمام الضمير العالمى اليقظ!؟ماذافعل مسلمو الإيجور حتى يُجبروا على تغيير أسمائهم وعلى أن يشربوا الخمور ويأكلوا لحم الخنزير؟ياسيدى ما تقوله ربما ينطبق على جميع الأديان والأجناس عدا العرب والمسلمين.بضعة آلاف مسيحى تقام لهم دولة مستقلة فى إندونيسيا تحت اسم تيمور الشرقية وأكثر من مائة مليون مسلم تحت النير الهندوسى فى كشمير،والأمثلة كثيرة وماذا فعل الضمير العالمى اليقظ والعادل أمام الإبادة الصامتة التى يمارسها الهندوس على مسلمى سيلان تحت سمع وبصر العالم كله ،نصف مليون مسلم قتلهم جواهر لال نهرو فى الهند أوائل الستينات بمباركة زعيمنا الخالد ،مائة ألف مسلم قام نظام أنديرا غاندى بإخصائهم ،ولما كان بينهم عددا قليلا من السيخ اغتالها -مشكورا -أحدهم،ثم بعد هذا نُتهم بالوقوع ضحايا نظرية المؤامرة!!!يا دأحمد هل أنت مقتنع فعلا بأن الضعف سيجدى المسلمين فتيلا؟ ألم تقرأ رسائل التقريظ والمدح التى انهالت على سفاح نيوزيلندا من عشرات الألوف شرقا وغربا؟والله إنى لأضن بك وأنت الدارس المتعمق للتاريخ أن تغيب عنك الحقائق الساطعة بل والصارخة،يا سيدى ليس للمسلمين أصدقاء،ليس للمسلمين أعوان ،ليس مع المسلمين متعاطفون،ليس للمسلمين من نصير سوى الله هذا إذا أطاعوه إيمانا وعملا.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,691,051 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
التشيع فى مصر: هل يمكن لمذهب التشي ع أن ينتشر ويسود في مصر ؟...
أكرمك الله جل وعلا: قرأت ان أول من فسر القرآ ن بمنهج عقلي هو احمد...
العشور: ما هو اصل كلمة العشو ر ؟ لاح ظت انها لم تذكر...
خسابه عند ربه: السلا م عليكم ورحمة الله وبركا ته اخوان ي ...
سرابيل: ما معنى سرابي ل فى سورةا لنحل آية 81 ؟ ...
more
السلام عليكم
عندي وجهات نظر لبعض ما جاء في هذا المقال هنا وهناك.
أولا عن استعمال القوة أو عدم استعمالها، ومع التسليم بأن استعمال القوة لايذاء الآخر بدون سبب هو عمل غير أخلاقي، أؤمن بأنه من الجنون استخدام القوة، التي لا تملكها أو الغير كافية، لتصل إلى حق لك. أما إذا كانت لديك القوة الكافية لاسترجاع حقك الذي سلب منك بالقوة، فلم لا؟ المسلمون عندما أصبحت لديهم القوة الكافية في المدينة استعملوها ضد المشركين (لاسترداد حقوقهم). في حالة الضعف فالفطرة السليمة تستوجب استغلال الضعف بحكمة لكسب التأييد العالمي - ما يفترض استعمال العقل (جهاز التفكير) وليس القوة. هذا بالضبط ما يفتقده العرب – ليتهم يستعملون هذا الجهاز (العقل) كما يستعملون أجهزة أخرى (الجهاز التناسلي مثلا).
ثانيا عن " ظهر فى الغرب وفى الشرق غاندى ومارن لوثر كينج ونيلسون مانديلا يواجهون القوة بسلاح الضعف ، فنجحوا ": نيلسون مانديلا لم يبقى مسالما طيلة صراعه مع نظام الحكم، وكان له رأي آخر فيما يخص اللاعنف، واورد هنا قولا عنه (مترجم عن الالمانية) "أنا لم أعتبر اللاعنف وفقًا للنموذج الغاندي مبدأً لا يمكن انتهاكه ، ولكن كتكتيك يمكن استخدامه اعتمادًا على الموقف. لم يكن هذا المبدأ مهمًا لدرجة أنه يجب على المرء أن يتبع الاستراتيجية حتى لو كانت مدمرة ذاتيًا ، كما يعتقد غاندي". مانديلا ومعه المؤتمر الوطني الافريقي (ANC) استعملوا القوة بعد سنة 1960 وبعد مذبحة شاربفيل وذلك لفشل المحاولات السلمية للوصول إلى الحقوق المسلوبة.
ثالثا القول " لم يفعل ذلك الفلسطينيون وهم يواجهون قوة أكبر من طاقتهم . لم يستعملوا السلاح السلمى كما فعل غاندى ومارتن لوثر كينج ومانديلا . ليس لهم جيش يستطيع مواجهة الجيش الاسرائيلى ، وثقافتهم المتوارثة لا تعترف بالجهاد السلمى": أولا ليس الفلسطينيون هم من قام بتلك الاعمال المذكورة في المقال، وإنما المنظمات الفلسطينية. ثانيا ليس كل الفلسطينيين يؤمنون باستعمال القوة، فصاحبنا أبو مازن ومعه فتح لا يترك فرصة للادلاء بتصريحاته بأنه مع الحل السلمي قلبا وقالبا وأنه ضد أي عمليات تستعمل القوة. صاحبنا، وكما يقول البعض (شلح بنطلونه)، فهل سمع الضمير العالمي له "إنك لا تسمع الموتى..". ليس معنى هذا أني موافق على ماتقوم به حماس أو ما تؤمن به في موضوع استعمال المقاومة للعنف أو للقوة. قد ناقشنا هذا الموضوع طويلا ًووصلنا إلى طريق مسدود.
رابعا خاتمة المقال "فارق هائل بين المستبد الشرقى والاستعمار الغربى" أقول: كلاهما يستعمل العنف في أيذاء الغير من غير حق وهذا وفاق هائل بين الاثنين...، إنه عمل لا أخلاقي ويستوجب الرد عليه، لكن كما تسنح الظروف.