حوار حول المقال السابق : (رسالة الى الرئيس السيسى حول إنفجار الأزهر الأخير )

آحمد صبحي منصور Ýí 2019-02-20


حوار حول المقال السابق : (رسالة الى الرئيس السيسى حول إنفجار الأزهر الأخير )

مقدمة

حظى مقال الأمس بتعليقات بعض الأحبة ، كان تعليق الاستاذ محمد عبد المجيد ( طائر الشمال ) تحت عنوان (الدكتور أحمد صبحي منصور يصرخ في الصُمّ!) و د عثمان محمد على ، تحت عنوان :(السيسى لا امل فيه) والاستاذ سعيد المجبرى تحت عنوان :( ما بين مهادنة الطاغوت و شماتة الكهنوت ) والاستاذ اسامة قفيشة بعنوان :  ( ما لا افهمه ) و د . مصطفى اسماعيل حماد بعنوان :  ( الشر المعبود ) والاستاذ بن ليفانت بعنوان : ( أخيرا و ليس آخرا ). تعليقات هادفة ، اشكرهم عليها ، وأكتب هنا وجهة نظرى .

أولا : بين الجهل والوعى

1 ـ أسس الوالى محمد على باشا مجلسا للمشورة ، جاء حفيده الخديوى اسماعيل باشا وحوّل هذا المجلس الى ( مجلس شورى النواب ) على النسق الأوربى ، وإفتتحت أولى جلساته فى 25 نوفمبر عام 1866 . وكان أول مجلس نيابى فى المنطقة . فى أول جلسة قيل للنواب أن يفعلوا مثل برلمانات أوربا ، أن ينقسموا الى قسمين ، قسم يجلس على ( اليمين ) وهم الذين يوافقون ( أفندينا : الخديوى ) ، وقسم يجلس على اليسار، وهم الذين يعارضون (أفندينا : الخديوى اسماعيل) . بادر الجميع الى الجلوس على اليمين لأنهم لا يتصورون أن يعارضوا ( أفندينا : الخديوى اسماعيل ) . الذى لم يفهمه الخديوى اسماعيل أن الديمقراطية تستلزم وعيا ، وهذا الوعى يتأتى بتعليم حقيقى لكل الشعب ، كى يمارس الديمقراطية بمعنى المشاركة السياسية .

2 ـ والواقع إن اسماعيل أحدث نهضة تعليمية بين النُّخبة ، إستمرت بعده ، ولكن هذه النهضة التعليمية ظلت محصورة فى الطبقة العليا من الشعب ، ليس فقط فى أن الدولة كانت ترسل الطلبة للتعلم فى أوربا ، بل كان يفعل ذلك الإقطاعيون والرأسماليون ، وظلت أغلبية الشعب المصرى فى جهل قاتم قائم . فى اوائل القرن الماضى حصل الطالب محمد حسين هيكل على ( الدكتوراة ) فى القانون من السوربون عام 1912، وقد أصبح من أعمدة الأدباء والسياسيين والحقوقيين ، وهو أول من كتب رواية مصرية ( زينب ) وتحولت الى فيلم . وتولى الوزارة أكثر من مرة . د محمد حسين هيكل من قرية (كفر غنام ) وهى لا تبعد كثيرا عن قريتنا ( أبو حريز ) . عاد من السوربون ليعمل فى المحاماة ، ثم رأى أن يرشح نفسه فى الانتخابات النيابية فى مسقط رأسه . غريمه كان من أبناء المنطقة . اشاع بين الناس أن د محمد حسين هيكل يؤمن بالديمقراطية ، وهى المشاركة الجنسية فى النساء بمعنى أن يشاركك الآخرون فى زوجتك وأن تشارك الآخرين فى زوجاتهم . إستنكر أهل ( الدائرة الانتخابية ) أن يقول المرشح ابن دائرهم هذا. فقال لهم الرجل : إسألوه بأنفسكم : هل هو ديمقراطى أم لا ؟ . سألوه فى محفل عام فقال بحماس : إنه ديمقراطى. فإنفضوا عنه وخسر الانتخابات فى تلك المرة.

الذى لم يفهمه د محمد حسين هيكل أن أهل دائرته الانتخابية جهلاء لا يصلحون للديمقراطية بل لا يعرفون معناها. الديمقراطية لا بد لها من وعى ، وهذا الوعى لا يتأتى إلا بتعليم حقيقى لكل الشعب كى يمارس الديمقراطية بمعنى المشاركة السياسية.

ثانيا : بين الوعى و تعليم الجهل

1 ـ هناك ( جهل ) وهو مرض فظيع . هناك ما هو أفظع من مرض الجهل ، وهو تعليم مرض الجهل . ثم هناك الأشد فظاعة ، وهو تعليم مرض الجهل على انه الاسلام ، أى تعليم الجهل وربطه بالدين الاسلامى ، ويحدث هذا حين يسيطر دين أرضى على دولة يحمل شعار الاسلام فيهبط بهذد الدولة الى أسفل سافلين .

2 ـ فى عهد الخديوى اسماعيل لم يكن الأزهر سوى ذلك الجامع ببعض الطلبة فيه بينما تتجه مصر الى أوربا تتعلم منها ، ثم جاء محمد عبده فحاول إصلاح الأزهر ، وسار هذا الاصلاح متلكئا متمهلا على يد الظواهرى ومن جاء بعده ، وتم إفتتاح بعض معاهد دينية أزهرية فى القاهرة والاسكندرية والزقازيق وغيرها مع بعض الجامعات التراثية ، أقيمت بالقرب من الجامع الأزهر . ثم توسع العسكر من عهد عبد الناصر فى التعليم الأزهرى  بغرض سياسى ، وتعاظم التوسع فى عهد مبارك الى درجة أن تحول الأزهر الى عدة جامعات وعشرات الكليات وعشرات الألوف من المعاهد الابتدائية والاعدادية والثانوية ، وواكب هذا إنتشار الوهابية بحيث طغت على الأزهر والتعليم العادى والاعلام والمساجد ، ومن الطبيعى أن تؤثر على الحياة السياسية ، بدءا من المزايدة المستمرة بين العسكر والوهابيين فيمن هو الأشد إيمانا وإنتهاءا بإستغلال الدين فى الحملات الانتخابية.

أذكر أن أحد الشيوخ ترشح عن الحزب الوطنى الحكومى فى عصر مبارك ، وقال أرباب هذا الحزب إنهم لا يحتاجون الى تزوير فى هذه الدائرة الانتخابية لأن نجاح هذا الشيخ مضمون . وفعلا رفع هذا الشيخ شعارا يقول : ( سيبوا الدايرة لأهل الله ) أى لأولياء الله . الذى لم يعرفه هذا الشيخ أن عبارة ( أهل الله ) هى كفر بالله جل وعلا ، لأن (اهل الرجل ) بمعنى الزوجة ، ولأن الأهل إجتماعيا يعنى الأقارب ، والله جل وعلا ما إتخذ صاحبة ولا ولدا ، وهو جل وعلا الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. الشيخ الذى يعبر عن الدين الأرضى السائد لا يعرف أساس الاسلام الذى جاء فى سورة (قل هو الله أحد ) ولكنه يعرف ثقافة الجهل الدينى التى يتم تعليمها فى الأزهر فى مادة التربية الدينية فى التعليم الرسمى وفى المساجد ، ومنها عبارة ( اهل الله ) ، ولنه يعتبر نفسه من ( أهل الله ) ويعتبره الناس من اهل الله فقد إتخذ هذا الشعار ( سيبوا الدايرة لأهل الله ) لكى يصل الى مجلس الشعب. ووصل به الى مجلس الشعب . !.

2 ـ فظاعة تعليم الجهل أن صاحبه يظن نفسه متعلما . الجاهل العادى الذى لا يقرأ ولا يكتب يعترف بهذا ، وقد تكون لديه قابلية وإستعداد للتعلم . ولكن الذى يتعلم جهلا يحسب نفسه متعلما ويتغطرس على الآخرين . فإذا تعلم الجهل الدينى فهو يتصور نفسه المبعوث من رب العالمين لهداية الناس أجمعين ، وهو ينشر جهله وخرافاته على أنها صحيح الدين ، ومن يعارضه فمن الكافرين .

3 ـ من اسف فإن ثقافة الجهل الدينى هى المسيطرة الآن على مصر ، وهى التى تنذر بتحولها الى حمامات دم ومقابر جماعية أغلب أصحابها من المستضعفين فى الأرض . والحل هو أن يحلّ الوعى محل الجهل الدينى . وهذا الوعى يستلزم تعليما حقيقيا .

4 ـ بدون هذا الوعى دعنا نتخيل الاستاذ محمد عبد المجيد ( طائر الشمال ) مرشحا فى إنتخابات نزيهة ونظيفة ولا مجال فيها مطلقا للتزوير . الاستاذ محمد عبد المجيد أديب مبدع وصاحب رؤية . هل ممكن أن ينجح فى إنتخابات نظيفة يعبر فيها المواطنون عن رأيهم ؟ لن ينجح إلا إذا كان هناك وعى مؤسس على تعليم حقيقى .

5 ـ أنا أنتمى الى المستضعفين فى الأرض ، أدافع عنهم خوفا عليهم وشفقة بهم . تخيل أننى  أسير فى مدينة مصرية بين الناس، وعرفوا أننى فلان منكر السنة الذى يكره النبى والصحابة كما يشيعونه عنى . فماذا سيحدث لى؟  أولئك المستضعفون الذين أدافع عنهم سيبادرون بقتلى ليدخلوا الجنة ، فهذا ما تعلمون من شيوخ الأزهر .

ثالثا : الوعى ( الفريضة الاسلامية الغائبة )

1 ـ ( الوعى) ليس من مصطلحات القرآن الكريم . ولكن معناه تكرر عشرات المرات فى مصطلحات ( يبصرون ) ( يفقهون ) ( يعلمون ) ( يتذكرون ) (يعقلون ) ( يتفكرون ) ومشتقاتها . الكتابة فى هذا تحتاج مجلدا كاملا . ولمجرد التذكير نقرأ قوله جل وعلا : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢﴾ يوسف ) ( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣﴾ الزخرف)( كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٦١﴾ النور) (أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٤٤﴾ البقرة ) ( أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٠﴾ القصص ) ( أَفَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٦٨﴾ يس ).

2 ـ التعقل والتبصر والتفقه والتذكر والتفكر والتعلم يعنى أن يتكون لديك وعى بتفعيل عقلك وتشغيل ( مخّك ). ويبدأ هذا بتعليم الطفل على المناقشة وإحترام حق الخلاف وحرية الآخر المخالف فى الرأى . هذا يتنافى مع اسلوب التلقين والتحفيظ وإستظهار النصوص القرآنية دون فهم حقيقى ، بل فهمها على هوى أصحاب الدين الأرضى السائد ، فالكافرون ( مثلا ) هم المخالفون لرأينا ، ولا بد من قتلهم وقتالهم . يتلقى الطفل هذا فى الصغر فيثبت فى دماغه ، وتأتيه الفرصة للتطبيق فيتحول الى قنبلة موقوتة .

3 ـ الوعى بمعنى التعقل والتبصر والتفقه والتذكر والتفكر والتعلم يمنعك أن تسمح لدجال يمتطى ظهرك باسم الدين أو بإسم القومية أو بإسم الوطن .

رابعا : مستحيل أن تنجح الديمقراطية بتسيد تعليم الجهل

1 ـ فى ظل الجهل الذى يرتدى ثوب الاسلام لم تنجح الديمقراطية فى باكستان . تاريخها سلسلة من حكم ديمقراطى فاشل يليه إنقلاب عسكرى. وهو نفس ما يحدث فى السودان ، وما سيحدث فى العراق. من يصل الى الحكم يمارس الفساد والسلب والنهب الى أن يسقط ، والمستضعفون فى الأرض هم الذين يهتفون وهم الذين يجوعون وهم الذين يُقتلون .

2 ـ قبل ممارسة الديمقراطية لا بد من تسيد ثقافة الديمقراطية عبر إصلاح تعليمى وتشريعى يؤكد على حرية التعبير. بدون هذا الاصلاح يكون الشعب أشبه بمريض بالسرطان نضع على وجهه مساحيق خادعة .

3 ـ بدون هذا ستظل مصر فى دائرة الصراع بين العسكر والاخوان وتوابعهم . وستظل التفجيرات ومسلسل الدماء ، وبلا نتيجة . فإلى متى سيظل هذا الوضع قائما ؟ .

4 ـ ليس هناك أمل فى التغيير من داخل الشعب . يبقى الأمل فى الفرعون الحاكم . لا بأس أن ينصب نفسه حاكما طول العمر ، فالمستبد يبقى فى الحكم حتى العزل او الموت ، والشعب فى حالته هذه لن يستطيع تغيير الوضع . لا يبقى إلا أن نطالب السيسى بإصلاح يتبنى ( التحوّل الديمقراطى ). وتعبير التحوّل الديمقراطى يعنى وقتا طويلا يستغرق ما بقى من عمره وعمر من سيأتى بعده . فالتحول الديمقراطى عملية كبرى متصلة ليتعلم الناس معنى الديمقراطية وثقافة حقوق الانسان وحقوق المواطنة المتساوية للجميع وأن لا أحد يعلو فوق القانون الذى يسُنّه مجلس نيابى تم إنتخابه معبرا عن شعب صاحب وعى ، لا تخدعه الشعارات ولا يعطى عقله أجازة مفتوحة .

5 ـ الرئيس السيسى شأن أى فرعون يحتاج الى كهنوت دينى . وشيخ الكهنوت يعرف هذا ، وشيخ الكهنوت لا يستطيع إصلاح مناهج الأزهر، وهو يرفض الاصلاح اصلا . وأمام السيسى إمّا أن يضحى بشيخ الأزهر ويقوم بالاصلاح السلمى ويكتسب مشروعية سياسية بين الشعب وإما أن يظل يستجدى شيخ الأزهر ، ويظل مبتعدا خائفا من الشعب ومن المستقبل .

أخيرا

1 ـ من عام 1982 وأنا اكرر الدعوة الى الاصلاح بلا ملل وبلا سأم . لم يستجب مبارك ، ولا يهمنى  إن إستجاب الرئيس السيسى أو رفض .الكاتب المُصلح  يخاطب الأجيال القادمة.

2 ـ  أيها الجيل القادم : هل تسمعنى ؟  

اجمالي القراءات 5673

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (7)
1   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الخميس ٢١ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90475]

أخيرا وليس آخرا


السلام عليكم



لا أحد (عنده ذرة من العقل) يدعي أن الديموقراطية يمكن تطبيقها بين يوم وليلة، أو أن المجتمع سيتقبلها بصدر رحب ويرقص على أنغامها، وهناك طبقة كبيرة من هذا المجتمع البائس يرفضها أصلا. لندع هذا المصطلح جانبا وأنا لم أذكره لذاته وانما لتوضيح الفكرة التي أردت ايصالها.



لقد حصلت في دولة عربية سنة 2011 مظاهرات تنادي بـ (شوية حرية)، وكان بوسع سيادة الحاكم أن يستوعب الطلب، ولو أجرى مثلا انتخابات حرة لنجح فيها وبمعدل 60% على الاقل، ودخل التاريخ من بابه المشرف، لكنه رفض ذلك واستعمل القوة ضد المتظاهرين، إذ اعتبرها بداية النهاية (أول الغيث قطر) وهو يتبنى أيضا نفس الفكرة القائلة بأن المجتمع لم يصل إلى النضوج ليتقبل الديموقراطية. لا أريد هنا التشبيه، فانتم تقولون هذا، وهو قول حق، وهدفكم الاصلاح وغيركم يقوله ويريد به باطلاً. الدولة في العالم العربي ومعها المجتمع يعاني من آفات عديدة واهمها الجهل، ولنسلم بأن القضاء على هذا الجهل وكما ذكرتم يكون "بالتعقل والتبصر والتفقه والتذكر والتفكر والتعلم يعنى أن يتكون لديك وعي بتفعيل عقلك وتشغيل (مخّك)، ويبدأ هذا منذ عهد الطفولة". هنا أسأل لماذا لم يبدأ الحكام بهذا حتى الآن؟ طبعا ستظهر اسباب لذلك، وفي علاج هذه الاسباب تخرج اسباب اخرى، واذا تابعنا الامر سنصل مرة اخرى إلى تعليم الاطفال.  وحتى اوضح الفكرة أذكر هذه الحكاية: الاب طلب من ابنه احضار ماء من البئر، سأله الابن: بماذا احضر الماء؟ الاب: بالسطل، الابن: لكن السطل فيه ثقب، الاب: سد الثقب، الابن: بماذا؟ الاب: بالتبن، الابن: لكن التبن طويل لا يصلح، الاب: قَصِّره، الابن بماذا؟ الاب: بالسكين، الابن: لكن السكين غير حادة، الاب: اشحذها، الابن: كيف؟ الاب: بحجر الشحذ، الابن: لكن الحجر جاف، الاب: بلله بالماء، الابن: لايوجد ماء، الاب: احضر ماء من البئر.....وهلم جره  (على فكرة: هذه اغنية ألمانية للاطفال). هذه علاقة دائرية لا أول لها ولا آخر. المطلوب هنا كسر هذه العلاقة، بكلمة اخرى فرض حل بطريقة ما أو اخرى لازالة أحد الاسباب فيها، فالديكتاتور لن يسمح بذلك من ذات يده لأنه ليس غبيا إذ بها تكون نهايته. هذا ما حصل سنة 2011 أو في العراق عندما انهى الامريكان حكم صدام حسين. بعدها حدث فراغ لم تملؤه قوى تحمل فكرا مستنيرا ولها تأثير في المجتمع بحيث تصل بهذا الفكر إلى قلوب الناس. امريكا استعانت بدجالين همهم جمع أكثر ثروة ممكنة، فهل كان هذا غباء أم مقصودا؟ الله أعلم. في كل الاحوال هم نجحوا في المرحلة الاولى واخفقوا في المرحلة التالية. في مصر نجح (الثوار) في المرحلة الاولى ثم فشلوا بعد ذلك في تقييم الاوضاع لانعدام الفكر المستنير عند المجموعات الفاعلة. انتم تمتلكون هذه الافكار المستنيرة، لكنكم لم تصلوا إلى قلوب الناس بحيث يصبح لكم تأثير في مجرى الامور، هذا بالرغم من مضي 37 سنة على كفاحكم. فما هو السبب؟ ربما يقول أحدكم أن هذا الادعاء غير صحيح، فهناك قبول متزايد على هذا الفكر. إذا كنتم مقتنعين بهذا الرأي، فانتظروا ونحن معكم منتظرون. أما إذا كان عندكم نفس شعوري فمن الواجب البحث عن الاسباب، الاسباب الذاتية وليس العوامل الخارجية، إذ أن البشر وخاصة العرب يرمون عادة باللوم على هذه العوامل الخارجية ويصلوا بذلك إلى أن الذنب ليس ذنبهم.أو كما تقول الملايين في العالم الاسلامي: هذه مشيئة الله...



2   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الخميس ٢١ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90476]

المُصلح و الأمل


حفظكم الله جل و علا و ستبقى أبحاثك و مقالاتك أساس قوي لن تطمسه رمال الأفكار الاستبدادية و حكم الفرد الواحد ! المُصلح و عبر التاريخ لا توجد لديه الآلية القوية لتحقيق أفكاره و ربما ( أقول ربما ) لو وجد نفسه في مكان السلطة لتغير ( غصبا عنه ! ) و لندم أشد الندم ليس لانه ( تغير ) ! بل لانه شعر أن الموقف أكبر من رأي لمفكر . إن أفكار هذا المقال رائعة جدا جدا ( انها حوصلة لمقالات و أبحاث كثيرة ) و لكن تطبيقها صعب جدا جدا و لكن ليس مستحيلا و العامل الأساس هو الإيمان بهذه الأفكار و تغيير الفكر السائد و الصبر و الإيمان بالنجاح .. الدكتور أحمد يوجه أفكاره الإصلاحية لمصر لانه ( مصري صميم و يحمل مصريته عار على جبينه ! ) هنا تحس و تشعر و تتألم بحجم رحيق الفكر الإصلاحي العميق المعجون (  باللا يأس و ببصيص الأمل ) .



سمعك الجيل الحالي و بلا شك ستسمعك الأجيال القادمة ... و ستبقى افكارك شاهده على عمق مصريتك .. و الله جل و علا هو المستعان و لا يكلف نفسا الا وسعها . 



3   تعليق بواسطة   سعيد المجبرى     في   الخميس ٢١ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90477]

رسالة من شاب قرآني إلى الدكتور عثمان و الدكتور أحمد

بعد التحية و التقدير ل د . عثمان :
أنا أرى أن هذه الثورة السلمية يجب أن تقوم أولا لإسقاط و تنحية الطاغية الإرهابي المستبد السيسي الذي نصب نفسه رئيسا بالقوة و ليس بإرادة الشعب ... و سجن و قتل و أعدم الآلاف و لن يتوقف هذا الإرهاب و البطش الذي يمارسه هذا الطاغية على الشعب المصري إلا بقيام هبة شعبية عاتية تقتلعه هو و زبانيته كما اقتلعت من هو أشد منه طغيانا و بطشا . و الشرطة و الجيش يجب عليهم تنفيذ ما يطلبه الشعب و ليس ما يطلبه الطاغية الإرهابي الدكتاتور ....
أما شيخ و مشايخ و وعاظ الأزهر و غيرهم من سدنة الكهنوت فإن القضاء عليهم سيكون عن طريق حرية الرأي و الفكر و التعبير للجميع و مقارعة الحجة بالحجة و هكذا لن تصمد أباطيلهم أمام حقائق القرآن و حجيته القوية و الدامغة التي ستنسف دعائم الكهنوت فتتهاوى الواحدة تلو الاخرى فيتلاشى غبارها من العقل الجمعي للأمة .
أما استعداء الطاغية الإرهابيي السيسي على هذا الكهنوت سيأتي بنتائج عكسية تماما لأن الغالبية الساحقة من الشعب المصري و الشعوب العربية ما زالت متمسكة بأباطيل و تخاريف هذا الكهنوت - و ذلك بسبب غياب مناخ الحرية و الديمقراطية - فعندما يقوم الطاغية الإرهابيي المستبد بأي خطوة لالغاء هذا الكهنوت بجرة قلم فهذا يعني زيادة التفجيرات الانتحارية و المفخخات من أتباع الكهنوت الذين يظنون أن هذا جهادا في سبيل كهنوتهم ... بل سيأتي هذا الاستعداء بعواقب وخيمة على أهل القرآن .
نحن أهل القرآن نرفض رفضا تاما أي محاولة للتصالح مع الطغاة الإرهابيين المستبدين أو مهادنتهم من أجل تحقيق مصالح شخصية دنيوية زائلة بزوال الطاغية ... بل سنطالب بالحرية و الديمقراطية لنا و لغيرنا و سنكون صفا من صفوف المطالبين بقيام دولة الشورى و الحرية و الديمقراطية و الحكم الرشيد و حقوق الانسان ... و في هذه الدولة و في هذا المناخ يستطيع الجميع طرح أفكارهم و آرائهم بحرية تامة فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ..@@
و استسمح الدكتور أحمد و أقول :
د . أحمد .. إن استشهادك بما يقال أنه حدث في عهد محمد علي باشا و ابنه اسماعيل باشا في ذلك الزمان البعيد زمان الجهل و التخلف ذلك الزمان الذي لم تنضج فيه حتى ديمقراطيات اوروبا ... هذا الاستشهاد ليس في محله تماما و فيه اتهام مباشر للشعب المصري بالقصور ثقافيا و علميا في القرن 21 قرن العلم و التكنولوجيا و انسياب المعلومات عبر الأثير متخطية متاريس الطاغوت و احتكار الكهنوت .... مع العلم أن الشعب المصري في 2011 استطاع بانتفاضته القوية اقتلاع أعتى طواغيت العرب الدكتاتور حسني مبارك و أولاده و حاشيته .. و استطاع الشعب المصري إجراء انتخابات تكاد تناطح انتخابات اوروبا من حيث التنظيم بنتائج شهد لها كل العالم بالنزاهة و كانت حرية الرأي متاحة للجميع و تشكلت ادارة الدولة من رئيس اختاره الشعب - على الرغم من اختلافنا معه فكريا - و برلمان اختاره الشعب هو الذي يضع القوانين و بدأت العملية الديمقراطية تتبلور و تكتمل أركانها إلا أن الطاغوت لم يعجبه ذلك فانقض على السلطة و دمر ما بناه الشعب و تم ذلك بمباركة الكهنوت ..
د . أحمد .. هل نطلب - نحن أهل القرآن - الذين ننادي بإقامة دولة المدينة دولة الشورى و الحرية و الحقوق التي أقامها النبي محمد عليه السلام هل نطلب من الدكتاتور الإرهابي السيسي الذي أطاح بأحلام الشعب المصري بإقامة دولة ديمقراطية تنافس دول اوروبا هل نضع أمل الإصلاح في هذا المستبد !!؟ هل نطلب منه الإصلاح !!؟ .... هل نضع أمل الإصلاح في هذا الدكتاتور المستبد الإرهابي الذي وصفه الدكتور عثمان في أحد تعقيباته بأنه ضحل التفكير و صغير القامة أمام المفكرين و المثقفين !!؟ ... هل نضع أمل الإصلاح في هذا الطاغية الإرهابي ضحل الفكر و قليل الثقافة الذي استطاع صحفي أمريكي من الدرجة الثانية - و هو سكوت بيلي - أن يتلاعب به الآمر الذي جعله يتصبب عرقا في موقف سخر منه كل من شاهده عبر العالم !!؟
نحن أهل القرآن لن نعمل على استعداء الطواغيت على شعوبهم و لن نتصالح معهم و سنطالب بالحرية و الديمقراطية لنا و لغيرنا و في مناخ هذه الحرية و الديمقراطية سنكافح بقرآننا المجيد من أجل إصلاح الأمة .

4   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   الخميس ٢١ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90478]

كل شعب يستحق الحكومة التى تحكمه


 بعد قراءة متأنية لمقال د أحمد وتعليقات الإخوة الأحبة أجد الجميع يركز على التنوير ونشر الثقافة الحقيقية وهذا جيد ,ولكن ماذا عن طبيعة الشعب المصرى؟ هذا الشعب الذى يستمرئ الذل ويتغذى بالخنوع وكما قلت سابقا يعين الظالم على المظلومين ويتشفى فيهم لله فى لله, ثم أيستطيع المستبد أيا كان جبروته أن يستمر دون معاونة من قطاع كبير من الشعب؟صدقونى هذا الشعب ميئوس منه تماما ولن يأتى بأى خيروأنا أحسد العزيز بن ليفانت على قوة عزيمته وصموده وتمسكه بمبادئه أما عنى أنا فقد انسحقت تماما. بل إنه لمن دواعى أسفى أننى صرت (أسايس أمورى)و(أمشى حالى)بشرط عدم التنازل عن قيمى وأخلاقى وبشرط ألا انحدر للمحرمات وبالطبع فتحقيق هذه المعادلة يستلزم مهارة فائقة اضطررت إليها ولا حول ولا قوة إلا بالله .يقول تشرشل (كل شعب يستحق الحكومة التى تحكمه ) أليس محقا فى ذلك؟

 



5   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ٢١ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90483]

شكرا أحبتى ، أكرمكم الله جل وعلا ، وأقول : إنه التعذيب ، وما أدراكم ما التعذيب


أكتب كثيرا عن الفرعون المصرى وعن التعذيب . وهما وجهان لعملة واحدة هى محور التاريخ المصرى لأعرق دولة  فى التاريخ ، من 5 آلاف سنة ، ولا تزال مصر باقية بدولتها العميقة الفرعونية ، من فراعنة مصريين الى فراعنة ليبيين ونوبيين واشوريين ويونانيين وبيزنطيين وعرب ومماليك وعثمانيين . فى هذا التاريخ كله يكدّ المصرى المقهور فى إنتاج الخير للغير ، يعمل تحت ارهاب السّلطة ، وتفننها فى التعذيب ، وحرصها على إشهار ضحية التعذيب ، قديما كان بتجريسه فى الشارع ، الآن عن طريق أجهزة الاعلام دون حياء أو خجل. بدون هذا التعذيب يسقط الفرعون وتتحول مصر الى إنفلات أمنى يكون أفظع من تعذيب الفرعون .

عايشت تاريخ مصر باحثا وناشطا سياسيا مناضلا من أجل حقوق الانسان ، وعرفت طعم السجن ، لم أتعرض للتعذيب ، ولكن حين خرجت من السجن كان يخاف الناس من الاقتراب منى ، والاعلام يهاجمنى . فهاجرت الى أمريكا ثم عدت لآدخل السجن ليلتين. خرجت من السجن ولكن لم يخرج منى السجن حتى الآن . فما البال لو تعرضت للتعذيب الذى تعرض له أخى عبد اللطيف ورفاقه عام 2007 . وماذا عن ضحايا التعذيب الآن ، وقد إستشرى التعذيب بسكوت المجتمع الدولى ونفاقه. خوفا من التعذيب يسيرون المصريون الآن  فى رعب شديد . من الممكن أن يستمر .

6   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ٢١ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90484]

تابع


المبادرة التى أطرحها تخفف من هذا التعذيب من حيث الكمّ والعدد . بتقنين حرية التعبيرسيتضاءل عدد الضحايا ، ويقتصر التعذيب على المتهمين بالارهاب وبالجرائم. نحن ضد كل أنواع التعذيب ، ولكن نتعامل مع واقع شديد الكآبة .

لا يمكن تغيير الواقع بالعبارات الحماسية والمزايدات الرنانة . ولا نخدع أنفسنا بمدح الشعب المصرى ، فالمستبد مصرى وأجهزته الأمنية والقضائية مصرية صميمة . والمصرى الضعيف يتسلط على من هو أشد منه ضعفا ، وهذه هى ثقافة العبيد ، والتى يتظالم فيها الناس أى يظلم بعضهم بعضا . نريد تغيير هذه الثقافة ، ثقافة العبيد ، ومنشور لنا مقالان عن ثقافة العبيد وكيف نتخلص منها.

أشكركم على تعليقاتكم ، وليس فى وسعنا سوى أن نكتب ونتناقش. 

7   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   الجمعة ٢٢ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90487]

خلاصة القول


(فالمستبد مصرى وأجهزته الأمنية والقضائية مصرية صميمة . والمصرى الضعيف يتسلط على من هو أشد منه ضعفا )، هذا هو القول الفصل ودعونا من السياحة فى أحلام يقظة لن تجدى فتيلا.       شكرا دأحمد.

 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5111
اجمالي القراءات : 56,688,769
تعليقات له : 5,445
تعليقات عليه : 14,818
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي