هناك أرض للجنة وليس للجحيم أرض

آحمد صبحي منصور Ýí 2019-01-02


 هناك أرض للجنة وليس للجحيم أرض

سؤال عن معنى الآية 105 من سورة الأنبياء عن أن الصالحين سيرثون الأرض . وأن هذا يتنافى مع حال المؤمنين الصالحين فى هذه الدنيا . ونقول :

أولا :  عرضنا فى القاموس القرآنى لمصطلح (الأرض).ونتوقف بالتفصيل هنا عن أرض الجنة التى وعد الرحمن بها عباده  .

أولا : فى مشاهد سريعة موجزة :

1 ـ   قال جل وعلا : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴿٦٨﴾ الزمر ) هنا الكلام عن الأرض والسماوات فى هذه الدنيا

2 ـ عن الأرض فى الآخرة قال جل وعلا فى الآية التالية : ( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾ الزمر ) الكلام هنا عن أرض الآخرة التى ستشرق بنور الرحمن وسيجرى فيها الحساب . الكافرون وقتئذ سيكونون مع المؤمنين فى هذه الأرض ، وفى حالة ندمهم سيتمنون لو تسوى بهم ( الأرض ) ولا يكتمون الله جل وعلا حديثا (  يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّـهَ حَدِيثًا ﴿٤٢﴾ النساء ).

3 ـ بعد الحساب يحدث الانفصال ، يُساق الكافرون الى أبواب جهنم ليدخلوها : ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢﴾ الزمر ) ويُساق المتقون الى الجنة ليدخلوها : ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ الزمر )

4 ـ وهذه الجنة فى الأرض الأخروية : ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾ الزمر ) .

5 ـ وهى أرض الجنة التى جاء الوعد بها  فى قوله جل وعلا :

5 / 1 : ( ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون ، إن فى هذا لبلاغا لقوم عابدين.) الأنبياء 105 ـ )

5 / 2 : (  وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ﴿١٣﴾ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ۚذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ) ( 14﴾ابراهيم ). الأرض هنا هى أرض الجنة وهى وعد لكل من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى.

6 ـ قبل دخول أهل الجنة الى الجنة وأهل النار الى النارتكون الأرض مشرقة بنور ربها : ( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾ الزمر ) بعده :

6 / 1 : يكون حجب النور الالهى عن أصحاب النار ، قال جل وعلا : ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴿١٥﴾ المطففين ) ومعنى أنهم محجوبون أنهم معذبون يتحول النور بالنسبة لهم الى (نار ) الجحيم قال جل وعلا بعدها : ( ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ﴿١٦﴾ المطففين )،

6 / 2 : ويكون هناك سور حائل بين أهل الجنة الذين يسعى نورهم بين أيديهم وأيمانهم وأهل النار ومن بينهم المنافقون ، قال جل وعلا : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٢﴾ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴿١٣﴾الحديد )

7 ـ النور الالهى هنا يعنى الرحمة من عذاب النار ، قال جل وعلا :

7 / 1 : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿١٠٦﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّـهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿١٠٧﴾ آل عمران ).

7 / 2 : وقال جل وعلا عن الحساب لكل أمة : ( وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ۚ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴿٢٨﴾ هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩) بعدها قال جل وعلا عن الفائزين برحمته ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴿٣٠﴾ الجاثية ).

ثانيا : أرض الجنة : جنات تجرى من تحتها الأنهار

1 ـ تبقى الأرض جنة للمتقين ، فيها راحة وإستقرار ، ويتكرر وصفها بأنها ( جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ). ليست جنة واحدة بل جنات، والانهار تجرى من تحتها .

2 ـ ويرتبط بهذه الأنهار مساكن لأصحاب الجنة . قال جل وعلا :

2 / 1 :(  وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾ التوبة ) . الرضوان الأكبر هو أنهم يتلقون من ربهم جل وعلا تحية تحية وسلاما (هُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ ﴿٥٧﴾ سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ ﴿٥٨﴾ يس )

2 / 2 : ( يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٢﴾ الصف ).

3 ـ ويأتى التعبير عنها بالغرف . قال جل وعلا :

3 / 1 : ( أُولَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا﴿٧٥﴾ الفرقان )

3 / 2 : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٥٨﴾ العنكبوت )

3 / 3 : ( وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ﴿٣٧﴾ سبأ )

3 / 4 : ( لَـٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖوَعْدَ اللَّـهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ الْمِيعَادَ ﴿٢٠﴾ الزمر ). أى غرف بأدوار متعددة .

4 ـ وفى هذه الغرف أسرّة أو سُرُر ( جمع سرير ). قال جل وعلا  فى وصفها :  

4 / 1 :  ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿٤٧﴾ الحجر ). أى سرر متقابلة، ومثله قوله جل وعلا :(فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿٤٣﴾ عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ) 44 ﴾  الصافات )

4 / 2 : ( مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ) ﴿٢٠﴾ الطور )، أى سُرُر مصفوفة منظمة.

4 / 3 :  ( فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ﴿١٠﴾ لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ﴿١١﴾ فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ ﴿١٢﴾ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ ﴿١٣﴾ الغاشية ) هى جنة عالية وكذلك سُرُرُها عالية .

5 ـ وفيها أرائك يتكئون عليها . ، قال جل وعلا :

5 / 1 :  (   مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ )  ﴿٣١﴾ الكهف )

5 / 2 : ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ﴿٥٥﴾ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ﴿٥٦﴾  يس )

5 / 3 : وهنا تفصيلات أكثر :

5 / 3 / 1 : ( مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴿١٣﴾وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ﴿١٤﴾ وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا ﴿١٥﴾ قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا ﴿١٦﴾ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا ﴿١٧﴾ عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا ﴿١٨﴾  وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا ﴿١٩﴾وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴿٢٠﴾ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ﴿٢١﴾ إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ﴿٢٢﴾ الانسان )

5 / 3 / 2 :( إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿٢٢﴾ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴿٢٣﴾ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴿٢٤﴾ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ ﴿٢٥﴾ المطففين )

5 / 3 / 3 : ( وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ ﴿١٤﴾ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ﴿١٥﴾ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴿١٦﴾ الغاشية )

رابعا : لا توجد أرض لأصحاب الجحيم

1 ـ ليس لأهل النار أرض ، لأن طبيعة تعذيبهم الخالد يمنع مكوثهم دقيقة واحدة فى مكان بذاته . يكفى فى وصف حالهم قوله جل وعلا  : (وْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾ الأنبياء ) أى يتناولهم العذاب من وجوههم الى ظهورهم لا يستطيعون منعه .

2 : عدم استقرارهم فى مكان يتجلى فى آلية العذاب فى الجحيم. إذ أنهم يدورون فيها من أسفل الى أعلى ، وفى دورانهم يُصبُّ الحميم وهو ماء النار المشتعل عليهم الذى يجذب المزيد من النار. قال جل وعلا :

2 / 1 : ( هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ﴿٤٣﴾ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ﴿٤٤﴾ الرحمن )

2 / 2 : ( إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ﴿٧١﴾ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ﴿٧٢﴾ غافر )

2 / 3 : عن شجرة الزقوم :

2 / 3 / 1 : ( أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ﴿٦٢﴾ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ ﴿٦٣﴾إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ﴿٦٤﴾ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴿٦٥﴾ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ﴿٦٦﴾ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٦٧﴾ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴿٦٨﴾ الصافات )

2 / 3 / 2 ( إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ ﴿٤٣﴾ طَعَامُ الْأَثِيمِ﴿٤٤﴾ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ﴿٤٥﴾ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ﴿٤٦﴾ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاءِ الْجَحِيمِ ﴿٤٧﴾ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ﴿٤٨﴾ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴿٤٩﴾ الدخان )

2 / 3 / 3 : ( ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ﴿٥١﴾ لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ ﴿٥٢﴾ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ﴿٥٣﴾ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ﴿٥٤﴾ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ﴿٥٥﴾ الواقعة )

3 ـ ايضا لا يستطيعون الخروج من النار : كلما وصلوا فى دورانهم الى القرب من أبواب النار المغلقة أرادوا الخروج فتتلقفهم ملائكة العذاب بالمقامع تعيدهم الى أصل الجحيم أو قعر الجحيم . نفهم هذا من قوله جل وعلا :

3  / 1 : ( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖكُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴿٢٠﴾ السجدة )

3 / 2 : ( هَـٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴿١٩﴾ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴿٢٠﴾ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴿٢١﴾ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٢٢﴾  الحج ).  

اجمالي القراءات 7488

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (8)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ٠٢ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[89960]

تصور جديد عن كينونة الجنة والنار .


اكرمك الله استاذنا دكتور -منصور- وجزاك خيرا على بحثك وإجتهادك  فى آيات القراءان الحكيم  عن الجنة والنار . وما فهمته من هذا البحث الرائع يتلخص فى نقطتين وهما -1- أن الجنة مُقامة ومُستقرة على أرض من الأرض التى ستُخلق ليوم القيامة ،و ستكون أشبه ما تكون بمدينة مُقسمة على أعظم تقسيم وتشكيل هندسى من قصور وبيوت ومساكن  وجنات (بساتين )ومن  تحتهم انهار أو وكأنها مدينة بُنيت داخل بحيرة فى محيط  ضخم ويتخللها عديد من الأنهار  ،المهم انها ارض ثابتة مُستقرة خالية من العواصف والصقيع والحرارة الشديدة  وما شابه .



2- أما النار فهى تُشبه كورة دائرية ضخمة  جدا محكمة الغلق على أهلها  ،غير مستقرة  أو كانها ( برميل ) كبير  محكم الغلق غير مستقر  مُعلقة فى الغلاف الجوى لمنطقة ما من مناطق أرض يوم القيامة ،تتحرك فى  حركة دائرية مستمرة من اعلى لأسفل والعكس  ، ويسارا ويمينا  والعكس تجعلهم يتلاطمون فيها  كتلاطم الأمواج ، ويُصبُ  فوق رؤسهم من سورها ومحيطها الداخلى الوان وصنوف من  العذاب المهين  . 



ولا أدرى هل انا فهمتها صح أم خطأ ؟؟



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٠٢ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[89961]

نعم التلخيص يا د عثمان


وأنت بهذا أتممت المقال ، وقد كان ناقصا. 

3   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ٠٢ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[89962]

ربنا يبارك فى حضرتك يا استاذى .


 العفو يا أستاذنا وربنا يبارك فى حضرتك وفى عُمرك وفى علمك  استاذى الدكتور منصور . وأنا أتعلم من حضرتك كل يوم ومن كل مقال و بحث و فتوىو فيديو لحضرتك . وربنا يُجازيك خيرا عما علمتنا إياه فى كيف نفهم القرءان من القرءان .....



وقبل أن أقرأ المقال  كان معى صديق وحبيب  على التليفون وقال لى . الدكتور احمد صبحى منصور نشر مقالا قمة فى الجمال عن الجنة والنار ، وإستشهد فيه بآيات قرءأنية واضحة وضوح الشمس وأنا ( هو ) أستغرب  على من لا يفهمون القرءان ويستغنون عنه بالأحاديث وهو بهذا الوضوح وليس فيه طلاسم . وظل يدعو لحضرتك بالخير والجزاء الحسن  فى الدُنيا والآخرة على أنك بعد فضل الله ونعمته ساعدت فى إنقاذه من الضلال إلى إتباع القرءان وحده .. فربنا يبارك فيك وينفعنا جميعا بالقرءان العظيم .



4   تعليق بواسطة   أسامة قفيشة     في   الخميس ٠٣ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[89963]

بعض الملاحظات في التوصيف


حين نستخدم مشتقات ( ورث ) فهذا يدل على النقل و التعاقب و التداول ( من إلى ) أي فيه تقلب و امتلاك ,



و بما أن الجنة هي ميراث الذين اتقوا ربهم ( وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ) و جاء التعبير القرآني بأنها ميراث لهم فهذا يعني نقل و تعاقب و تداول , و هنا اعتقد بأن مساكن و غرف الجنة بسررها المتقابلة و المصفوفة هي ملكٌ عام للجميع , أي ليس هناك ملك خاص بأن نقول بان هذا مسكن فلان و هذا مسكن فلان , و هذا ما افهمه في قوله جل وعلا ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) , مع الانتباه بأنه لم يردنا وصف جهنم بأنها ميراث الذين كفروا .



و من اللافت للانتباه بأن الجنة لم يأتي وصفها بأنها مثوى الذين آمنوا , في حين تم حصر المثوى وصفا للنار بأنها مثوى الذين كفروا ,



إذا فنحن أمام ميراث فيه تقلب و تداول في الجنة , أو أمام مثوى في جهنم , و هذا واضح في قوله سبحانه ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ) , أي أهل الجنة يتقلبون بنعيمها و أهل النار في مثوى عذاب الجحيم , طبعا هذا في الحياة الآخرة أما في الدنيا فالتقلب من نصيب الجميع ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ) و قوله ( قد نرى تقلب وجهك في السماء ) و التقلب كما قلنا ( من إلى ) ,



لذا كانت الجنة ميراث و النار مثوى .



و جاء وصف الجنة و النار بوصفٍ مشترك بأنهما ( نُزل ) أي منازل , أي درجات و مراتب , و هذا يدل على التفاوت و الاختلاف بين تلك المنازل سواء في النعيم أو في الجحيم , و هذا واضح في منازل أهل الجنة و درجاتها , و يتضح لنا أيضاً بأن ذلك يسري على أهل النار ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) ,



و وصفٌ مشتركٌ آخر و هو ( المأوى ) الذي ستأوي إليه كل الأنفس و تمكث فيه .



لا بأس بأن نتخيل و نتصور كل هذا , و لا اعتراض على ذلك , و لكن لا يمكن لنا الجزم بما نتخيله و نتصوره .



فأنا شخصياً لا أتصور ولا أتخيل بأن الجنة هي مساحه جغرافيه و لا النار كذلك , في حين أتصور ذلك الوضع بأنه سيكون فيه التشابه الكبير لما يحدث معنا في حالة النوم حين تنفصل النفس عن هذا الجسد بمادته , حينها تتجرد النفس من المادة و الزمن .



فتنطلق كل نفس في رحاب مأواها و الدرجة التي هي عليها لتلاقي النعيم إن كانت من أهل الجنة , أو الجحيم إن كانت من أهل النار .



و كل تلك الأوصاف التي تصف الجنة و النار هي مجازيه لا أكثر . 



5   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ٠٣ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[89968]

شكرا استاذ اسامة على هذه الإضافة ، وكل عام وانتم بخير


الموضوع مفتوح للنقاش ، وقد أدليت فيه برأى مبدئى فى إطار الموضوع وهو أرض الجنة وليس تفصيلات نعيمها. ، أرجو أن تتتابع المقالات لتضيف المزيد.

ملاحظاتك قيّمة استاذ اسامة ، وأرجو أن تفرد لها مقالا مفصلا. 

6   تعليق بواسطة   محمد شعلان     في   الخميس ٠٣ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[89978]

لهم فيا ما يدّعُون....


والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز عن تحقيق أمنيات أهل الجنة  في إدعائهم  واشتهاء أنفسهم قولان كريمان من الله جل وعلا.



القول الأول: لهم فيها ما يدعون: وإذا كان الإدعاء في رأيي هو الزعم والأمنية او الحلم فكل من أهل الجنة له زعمه الخاص وله أمنياته الخاصة وله أحلامه التي لم تتحقق في الحياة الدنيا وله شهوات نفس لم ينلها في الحياة الدنيا، وها قد أتى يوم تحقيق الأمنيات واشباع الرغبات  المكبوتةالفائتة في الدنيا، وتحقيق الأحلام المستحيلة!!؟



يا له من جزاء لا يضارع ولا يضاهى من رب العالمين.



القول ثاني لرب العالمين في كتابه العزيز : لهم فيها ما تشتهي الأنفس:



وكلنا في الدنيا له شهوات قد حُرِم منها طوعاَ منه وأمراَ من الله  تعالى لكل المؤمنين في الحياة الدنيا ، فمتاع الدنيا قليل.



فلنؤجل متاع الدنيا القليل ونستبدله ثوابا من الله تعالى  بتحقيق ادعاءاتنا، وشهواتنا الفائتة.



 شكرا شكرا لأساتذتنا الأفاضل ، الدكتور / أحمد صبحي ، والدكتور/عثمان محمد علي والأستاذ العزيز/أسامة قفيشة، وكل عام وأنتم بخير.



7   تعليق بواسطة   أسامة قفيشة     في   الجمعة ٠٤ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[89980]

الشكر لك د منصور


سافعل ان شاء الله و سأبحث اكثر في تلك التوصيفات مستعينا بالله جل وعلا . 



8   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٠٤ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[89981]

شكرا ابنى الحبيب د محمد شعلان ، وأقول :


نحن صرعى لغرور الدنيا وغرور الشيطان. ندعو الله جل وعلا ان ينجينا من هذا الغرور.

كلنا يفكر فى مساكن طيبة فى الدنيا  مع إنه يعلم أنه لا بد أن يفارقها وتظل بعده يعيش فيها غيره. والظالمون المترفون لا يكتفون بمسكن واحد بل تتعدد لهم القصور والشقق والعمارات والشاليهات واليخوت ، وربما لا يمكث طيلة عمره عاما واحدا فى واحد منها ، وإذا نام فلا يحتل جسده سوى مساحة جسده فقط. ثم يتركها حاملا أوزار ما كسبت يداه من ظلم وسلب ونهب وسرفة وبغى . ثم يكون مصيره الخلود فى الجحيم حيث لا نوم ولا موت ولا حياة ولا تخفيف من العذاب ولا خروج منه. يظل هكذا خالدا أبدا. 

هل هذا المصير هو الذى نتنافس فى الدنيا من اجله ؟

اللهم إهدنا الى صراطك المستقيم. 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5111
اجمالي القراءات : 56,688,557
تعليقات له : 5,445
تعليقات عليه : 14,818
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي