آحمد صبحي منصور Ýí 2018-12-01
تحريف التواتر الالهى فى التسبيح :
اولا : فى التواتر الالهى الاسلامى
1 ـ التسبيح فى التواتر الاسلامى الالهى هو ذكر الله جل وعلا ، وهو فرض له مواقيته ويجب ان يكون بخفوت الصوت وتضرعا ، قال جل وعلا : (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ ﴿٢٠٥﴾ الاعراف )، وهذا يشمل الدعاء الذى يجب أن يكون بتضرع وبخفوت صوت ، وإلا كان من يدعو ربه معتديا ، قال جل وعلا : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿٥٥﴾ ( وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٦﴾ الاعراف ) . وهذا هو التواتر الاسلامى والذى إتبعه النبى زكريا عليه إذ دعا ربه خاشعا بصوت خفى ، قال جل وعلا : ( ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ﴿٢﴾ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ﴿٣﴾ مريم ) ، وقد إستجاب له ربه جل وعلا ، قال جل وعلا : ( وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴿٨٩﴾فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ) ووصفهم رب العزة جل وعلا بالمسارعة فى الخيرات والدعاء رغبا ورهبا والخشوع : ( ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴿٩٠﴾) الأنبياء ).
2 ـ والخشوع فى العبادة ـ ومنه الذكر والتسبيح ـ تمسك به المؤمنون من أهل الكتاب ، قال جل وعلا عنهم : ( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّـهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۗ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٩٩﴾آل عمران).والتعبير عنهم بتأكيد الجملة الاسمية يفيد الثبوت والاستمرارية .
3 ـ ومن علامات الخشوع أن يرتجف قلب المؤمن عند ذكر إسم الله وإذا سمع تلاوة آيات الله ، فهذا مقياس الايمان الحق فى كل زمان ومكان ، قال جل وعلا : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٢﴾ ) الأنفال ) . وهؤلاء هو ( المخبتون ) قال عنهم جل وعلا : ( فَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣٥﴾ الحج ). وفى كل زمان ومكان يصف رب العزة جل وعلا أصحاب الجنة ، قال جل وعلا عنهم : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٣٥﴾ الاحزاب ).
ثانيا : إعلان التحريف للتسبيح فوق المآذن
1 ـ أصبحت المساجد مساجد ضرار تتبع البشر ، ليس فقط فى إطلاق إسماء البشر عليها بل أيضا فى إستخدامها لأغراض سياسية ، ثم فيما بعد لأغراض دينية بتسيد التصوف وإنتشار مؤسساته الدينية فى العصر المملكى ثم العثمانى.
2 ـ من المفترض أن التسبيح أن يكون لرب العزة جل وعلا ( سبحانه وتعالى وحده ) ، ولكنهم جعلوا التسبيح علنيا فوق المآذن ولخدمة أغراضهم السياسية . قال المقريزى عن التسبيح العلنى فوق المآذن : ( وأما التسبيح في الليل على المآذن فإنه لم يكن من فعل سلف الأمة ..) ويرى أن صلاح الدين الأيوبى هو أول من إبتدعه وجعل له غرضا سياسيا فى حرب التشيع ونشر دين التصوف السنى مكانه ، قال : ( ... فلما ولي السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب سلطنة مصر وولى القضاءصدر الدين عبد الملك بن درباس الهدباني الماراني الشافعي ، كان من رأيه ورأي السلطاناعتقاد مذهب الشيخ أبي الحسن الأشعري في الأصول ، فحمل الناس إلى اليوم على اعتقادهحتى يكفر من خالفه ، وتقدم الأمر إلى المؤذنين أن يعلنوا في وقت التسبيح على المآذنبالليل بذكر العقيدة التي تعرف بالرشدة فواظب المؤذنون على ذكرها في كل ليلة بسائرجوامع مصر والقاهرة إلى وقتنا هذا.) أى استمرت الى عصر المقريزى فى القرن التاسع الهجرى .
3 ـ وتأسست صورة إلاهية للنبى محمد ، وبجعله إلاها كان التسبيح بذكر مناقبه الالهية ومنها الشفاعة ، وخصصوا ما يسمى بالتذكير ،وبدأ هذا بالتدريج ، ننتبعه كالآتى :
3 / 1 : يقول المقريزى : ( ومما أحدث أيضًا التذكير في يوم الجمعة من أثناء النهار بأنواع منالذكر على المآذن ليتهيأ الناس لصلاة الجمعة وكان ذلك بعد السبعمائة من سنيالهجرة.قال ابن كثير رحمه الله في يوم الجمعة سادس ربيع الآخر سنة أربعوأربعين وسبعمائة رسم بأن يذكر بالصلاة يوم الجمعة في سائر مآذن الجامع الأموي ففعلذلك.).
3 / 2 : ثم كان تصريحا مباشرا في سنة 782، يذكر ابن حجر وابن إياس : (أحدث السلام علي النبي عقب آذان العشاء ليلة الآذان الإثنين) . (إنباء الغمر لابن حجر : جـ1/218، تاريخ ابن اياس جـ1/2/265.) .
3 / 3 : ثم تحول التسليم على النبى الى توسل بجاهه المزعوم صريحا بعد صلاة الصبح ، وأمر القاضي الشافعي بذلك ، وكان سببه اعتراض بعض تلامذة ابن تيمية على قصيدة صوفية تتوسل بالرسول. وكان ذلك سنة 874. ] انباء الغمر جـ1/290. ). ومعنى التوسل بغير الله في الآذان أن يجهر بعقيدة تخالف الإسلام، ثم يقولون (الله أكبر) وهو تناقض لا يستسيغه إلا التصوف
3 / 4 : ثم أضحى الآذان في أواخر القرن التاسع مجالاً خصباً للزيادة لكل من هب ودب.. يقول البقاعي في حوادث 880 (أحدث بعض أتباع الشيطان العاشقون في البدع أن يقال عقب آذان الصبح بصوت كصوت الآذان مع الاتصال به : يا دايم المعروف يا كثير الخير يا من لا ينقطع معروفه أبداً) وقد أبطل البقاعي ذلك في كل مئذنة له فيها تعلق كما يقول((تاريخ البقاعى مخطوط ..حوادث سنة 880).
3 / 5 ثم إنتشر وصف النبي بعبارات إلهية ، (لطائف المنن للشعرانى 272 :273 الطبعة القديمة ) تمهيداً لأن يوصف الصوفية بتلك الصفات على المآذن، لذا بعدها كانوا يقولون فى الأذان تقديسا للسيد البدوى (السلام عليك يا سيدي أحمد يا بدوي ) وانتشرت المنامات وإشاعات الكرامات تحذر من ينكر على ذلك بانتقام أحمد البدوي : (الحلبى النصيحة العلوية 37.مخطوط. ).
ثالثا : تحويل الأذان ثم التسبيح الى أغنية
1 ـ ذكر ابن سعد فى طبقاته أن عمر بن عبد العزيز نهى عن التغنى بالأذان ، فكان يقول للمؤذن : ( أذّن آذانا سمحا ولا تغنه وإلا فاجلس فى بيتك ( ابن سعد 5 ، 282 ) ، والمفهوم من هذا أن المؤذن الذى تعرض لتأنيب عمر بن عبدالعزيز كان يجعل من الأذان أغنية فهدده بالطرد من العمل إن لم يؤذن بدون غناء .. وقد قال عمر بن عبدالعزيز لمؤذنه : ( أحدد الأقامة حدا ولا ترجع فيها ( ابن سعد 5 ، 264 ) أى قل الأذان بصيغة دعاء الناس للصلاة والقيام لها دون ترجيع مثل ترجيع الأغانى. أى وقف عمر بن عبد العزيز مبكرا ضد من يحوّل الأذان الى أغنية . وجدير بالذكر أن بعضهم كان يتندر على الأذان الاسلامى بأن يجعله أغنية ساخرا ، وكان هذا فى المدينة فى عصر النبى محمد عليه السلام فقال جل وعلا : (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ﴿٥٨﴾ المائدة ) كان هؤلاء من كفرة أهل الكتاب ، وقريب منه ما قاله جل وعلا عن المنافقين فى إستهزائهم بالله جل وعلا وكتابه : (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّـهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦٥﴾لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿٦٦﴾ التوبة)
2 ـ تطور الأمر سياسيا فى العصر العباسى بأن أمر أبو كاليجار المسيطر على الخلافة العباسية عام 436 ( ضرب الطبل فى الصلوات الخمس ، ولم يكن الملوك يضرب لها الطبل ببغداد فبدأ عضد الدولة بأن ضربوا له في الأذان ثلاث نوبات ، وجعلها كاليجار خمسا . ) هذا ما ذكره المؤرخ الحنبلى ابن الجوزى : ( المنتظم 15 ، 293 ) . أى تحول الأذان إلى حفلة تكريم للسلطان.
2 ـ وفى مصر الطولونية التابعة إسما للخلافة العباسية جاء تطور جديد قال عنه المقريزى : ( ثم إن الأمير أبا العباس أحمد بن طولون كان قد جعل في حجرة تقرب منه رجالًاتعرف بالمكبرين ، عدتهم اثنا عشر رجلًا يبيت في هذه الحجرة كل ليلة أربعة يجعلونالليل بينهم عقبا ، فكانوا يكبرون ويسبحون ويحمدون الله سبحانه في كل وقت ويقرأونالقرآن بألحان ويتوسلون ويقولون قصائد زهية ويؤذنون في أوقات الأذان وجعل لهمأرزاقًا واسعة تجري عليهم.) يهمنا هنا أنهم كانوا يقرآون القرآن بالألحان الموسيقية ، وبالتالى يكون تكبيرهم وتسبيحهم وتحميدهم. وإستمر الأمر بعد ابن طولون ، قال المقريزى : ( فلما مات أحمد بن طولون وقام من بعده ابنه أبو الجيش خماروية أقرهمبحالهم وأجراهم على رسمهم مع أبيه ، ومن حينئذ اتخذ الناس قيام المؤذنين في الليل علىالمآذن وصار يعرف ذلك بالتسبيح.). هذه هى بداية ما يسمى بالتسبيح فى مآذن مصر ، وواضح إرتباطها بالموسيقى والألحان .
3ـ قام الدين الصوفى على أساس الغناء والرقص تحت شعار ( الذكر ) و( الوجد ).وبهذا تحول دين التصوف الى دين حقيقى للهو واللعب . وبتسيد التصوف للعصر المملوكى انتشر التغنى بالقرآن بالألحان و(الجوقات ) و الآلات الموسيقية ، وزحف الغناء الى الأذان للصلاة مصطحبا معه ما شاع فى العصر المملوكى من شيوع للشذوذ الجنسى متأثرا أيضا (أى الشذوذ الجنسى ) برعاية التصوف . ونعطى بعض لمحات :
3 / 1 ـ تطرف الصوفية فى تأدية شعائر التصوف أثارت حنق بعض الفقهاء فاحتجوا على ما يحدث ، ومنهم الفقيه المغربى الصوفى ابن الحاج العبدرى فى كتابه ( المدخل ) الذى خصّصه لنقد ما يحدث فى التدين المصرى فى عصره فى القرن الثامن الهجرى . يقول ابن الحاج"وكان الغالب فى صفة الإمام في قيام رمضان أن يكون حسن الصوت"[1].. وعن طريق الصوت الحسن تتحول الصلاة في رمضان إلى لهو .
3 / 2 : وعكست وثائق الوقف ذلك فكانت تشترط في قراء القرآن في المؤسسات الصوفية أن يكونوا حسنى الصوت :
3 / 2 / 1 : في وثيقة وقف برسباي "ويصرف الأربعة نفر حسنى الصوات يجلسون مع الصوفية ويقرءون ما شرط على كل من الصوفية "و"يصرف لخمس جوق كل جوقة ثلاث نفرمن حفاظ القرآن العظيم تقرأ كل جوقة بعد كل صلاة جزبين من القرآن العظيم على العادة ألف درهم"[2].أى جعل قارئى القرآن " جوقاً "والجوقة هم مجموعة مطربين.
3 / 2 / 2 ـ وفي وثيقة وقف قراقجا الحسني " يصرف لخمسة عشر نفراً من حملة كتاب الله العزيزعن ظهر قلب بالسوية بينهم ..على أن يكونوا خمسة جوق لكل جوقة منهم مائتا درهم ،على أن تقرأ جوقه منهم بعد صلاة الصبح بالجامع المذكور حزباً واحداً من تجزئة ستين حزباً من القرآن العظيم .. ويجتمعون قراءتهم بالصلاة على النبى (ص) ويدعون أحسنهم صوتاً"[3].
3 / 2/ 3 ـ وفي وثيقة وقف الغورى "تصرف لرجل من أهل العلم الشريف حافظاً لكتاب الله.. مشهور بالخير والدين حسن الصوت"واشترطت ذلك للخطيب والمؤذن " وعند القراءة والدعاء للواقف يتولى ذلك "من يكون أحسنهم صوتاً وأطربهم نغمة"[4].
4 ـ ولاحظ ابن بطوطة في رحلته أن المصريين في القرافة "يرتبون القرآن ،يقرءون القرآن ليلاً ونهاراً بالأصوات الحسان"[5].
5 ـ ونفس الشرط اشترطته حجج الوقوف للمؤذن والإمام في الصلاة :
5 / 1 : في وثيقة قراقجا الحسنى "يصرف لتسعة نفر من المؤذنين حسان الأصوات على أن يكونوا ثلاث جوق"[6].
5 / 2 : وفي حجة قايتباى "ويصرف لتسعة نفر رجالاً مؤذنين.. يكون كل منهم حسن الصوت وفي ليلة الجمعة ينشد أحسنهم صوتاً ما تيسر له من مدح النبى عند آذان الفجر"[7].
5 / 3 : وفي حجة برسباى"..فيصرف لستة مؤذنين حسنى الأصوات مبلغ ألف درهم.."[8].وفي حجة مغلطاى الجمالى"ويرتب معه قارئ ميعاد حسن الصوت من حملة الفقرا العشرة المذكورين .. ويرتب بها أيضاً مؤذنين حسنى الصوت عارفين بالمواقيت"[9].
5 / 4 : وكان المؤذنون ينشدون القصائد والمواعظ والسحريات والفجريات. وتكاد تجمع وثائق الوقف على اشتراط كون المؤذن حسن الصوت ( 10 )
6 ـ. وبعضهم كان أمرد مخنثا في عصر انتشر فيه الشذوذ الجنسى.وقد احتج على هذا الوضع الفقيه ابن الحاج يقول"ما أحدثوه من صعود الشبان على المنابر للآذان ولهم أصوات حسنة ونغمات تشبه الغناء "فيرفعون عقيرتهم بذلك ،فكل من له غرض خسيس يصدر منه في وقت سماعه مالا ينبغى ،وقد يكون ذلك سبباً إلى تعلق قلب من لا خير فيه بالشاب الذى يسمعونه ، ويترتب على ذلك من الفتن أشياء لا تنحصر"[11]. أى صار النداء الإسلامى للصلاة " الله أكبر" نداء للفتنة والشذوذ الجنسى.
7 ـ واشتهر بعض المؤذنين في مجال الغناء والطرب .منهم نجم الدين الصوفي ت731 ، وكان رئيس المؤذنين بجامع الحاكم "وكان بارعاً في فنه له أوضاع عجيبة وآلات غريبة"[12]. وكان المازونى ت 862 "أحد الأفراد في إنشاد القصيد وعمل السماع،وكان من عجائب الدنيا في فنونه، كان صوته كاملاً.. مع شجاوة ونداوة وحلاوة،وكان رأساً في إنشاء القصيد على الضروب والممدود.. وكان له تسبيح هائل على المآذن.. وكان يشارك فى الموسيقى ويعظ في عقود الأنكحة"[13]. وكان البدر الفيشى ت879 "أمام المؤيدية " قد "أتقن القراءات،وازدحم العامة علي سماعه ،حصوصاً في ليالى رمضان"[14].وكان المحلاوى مؤذن السلطان الغورى"وكان حسن الصوت مطبوعاً في فنه"[15].. ويقول ابن خلدون فى مقدمته (والظاهر تنزيه القرآن عن هذا كله..لأن القرآن محل الخشوع بذكر الموت وما بعده وليس مقام التذاذ بإدراك الحسن من الأصوات" [16].. وفى العصر الحديث كتب توفيق الحكيم معترضا على التسابيح الملحقة بالأذان والتى تتغزل فى النبى محمد عليه السلام وتصفه بصفات انثوية ، كقولهم يا كحيل العينين يا أحمر الخدين .!!
(1 ) المدخل جـ / 86.
[2]حجة وقف برسباى نشر أحمد دراج ص3
[3]وثيقة قراقجا الحسنى . ص 210 . نشر عبداللطيف ابراهيم ، سطر 126 ، 131 . دوريات جامعة القاهرة
[4]وثيقة وقف الغورى : 43 ، 44 نشر عبداللطيف ابراهيم.
[5] رحلة ابن بطوطه جـ 1 / 21.
[6]وثيقة قراقجا الحسنى . ص 208 سطر 114 .نشر عبداللطيف ابراهيم . دوريات جامعة القاهرة.
[7] حجة قايتباى ص65.
[8] حجة برسباى 2.
[9]حجة مغلطاى الجمالى.
[10]محمد أمين : الأوقاف 234 ، عبداللطيف ابراهيم دوريات القاهرة 241.
[11] المدخل جـ 2 / 67.
[12]تاريخ ابن الوردى جـ 2 / 295.
[13]النجوم الزاهرة جـ 16 / 192 : 193.
[14]الضوء اللامع جـ 3 / 117.
[15] تاريخ ابن اياس جـ 4 / 218.
[16]مقدمة ابن خلدون 425 ، 426.
حفظكم الله جل و علا و أبعد القلق عنكم و جملكم بتاج الطمأنينة بذكره جل و علا ... الحمد لله جل و علا هذا بيتي الحقيقي ففيه أشعر براحة نفسية عميقة ( رغم الانشغال و الظروف ) الا انني يوميا اتصفحه بدءاً بمقالاتكم الثرية ثم بمقالات اخوتي الكتاب ان سمح الوقت بذلك لا سيما اخوتي الدكتور عثمان و محمد صادق و نهاد حداد و اسامة قفيشه و البقية الرائعة الاخرى .
و حتى لا يقلق الدكتور أحمد علينا فارجوا من الجميع خصوصا ممن ينقطع فترات طويلة عن الموقع ان يعلق على اي مقال حتى لا ( يقلق ) الدكتور احمد عليه . هو بيت الجميع .. بيت تكتنفه السعادة و يشع منه نور العلم و الإيمان .. حفظ الله جل و علا الجميع .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,689,025 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
لا أعرف إلا ..: الدكت ور احمد سلاما وتحيه لااطل ب فتوى ولكن...
السلفيةن خدم المستبد: السلف يون يستدل ون بالقر آن وأنا نسيت...
والعافين عن الناس : هناك شخص قريب لى ، وتعود ت على إكرام ه ...
مسألة ميراث : من فضلك استاد من يرت فى هذه الحال ات التى...
حبُّ الله جل وعلا: انا كتبت مرة علي صفحتي الشخص ية ان الله يحب...
more
العودة للأصل و بالأدلة التأريخية و التتبع العلمي لأصل التحريف هو جهد بليغ و عمل رائع و جديد لا يتقنه إلا من ( نظف عقله من وساخات التدين البشري ) !! هذه السلسلة تدعوا للعودة للأصل و هي رائعة و نقية لذا فإن فريضة كالتسبيح لم تعد قائمة بالكيفية التي كانت و طالها التحريف .
هناك صلاة أسموها بصلاة التسابيح !! و يقيمونها في رمضان أحيانا !!!
خالص الشكر و التقدير دكتور أحمد حفظكم الله جل و علا .