عن ابليس والشيطان والمحمديين .. و ( الله أكبر ).!!

آحمد صبحي منصور Ýí 2018-08-12


عن ابليس والشيطان والمحمديين .. و ( الله أكبر ).!!

جاءنى هذا السؤال ، وارد عليه . يقول : ( تحية طيبة لكم ارجو ايصال مداخلتي للدكتور منصور . كنت اتصفح كتابكم " الاسلام دين الصدق " . وفي المقالة رقم 6 والتي بعنوان "القاموس القرآنى ( صدق ): ( 6 ) بين الصدق والكذب فى الدين.. وفي السطر الاول وردت الجملة التالية : 1" ـ دين الله جل وعلا هو الصدق . دين الشيطان هو الكذب . سؤالي : هل فعلا الشيطان يكذب ؟ ان من خلال بحثى البسيط في القران الكريم حول اين كذب الشيطان لم اجد اي موضع يتحدث عن ان الشيطان يكذب . ما وجدته ان الشيطان متكبر ،مخلفا للوعد، يسعى لاغواء البشر وهو الوسواس الذي يوقع الناس في الكفر ..ولكن اين يكذب؟ ففي قوله تعالى "فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) فالشيطان هنا لا يكذب بل على العكس يذكر ادم بنهي ربه له عن الشجرة " ما نهاكما " فلو نسي ادم التحذير فها هو الشيطان يذكرة وثم يقول لهما ان ربكما نهاكما عن تلك الشجرة لانكما اما ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين .فهو هنا يزين لهما الامر ف يبدوا انهما كانا يرغبان في نفسهما بان يكونا من الملائكة او مخلدين من الخالدين في تلك الجنة . فالشيطان يقوم بالاغواء وتزيين الامر لهما وهو في تزيينه امر الشجرة لادم كان فقط يسعى لان يكتشف ادم حقيقة نفسه لا ان يكفر بربه بل فقط يريد منه بان يرى عورته وجسده الترابي بدليل قوله "ليبدي لهما ما وري عنهما من سواتهما" . ولو من خلال الصدق . فانا ممكن ان اقول لك في هذا الصندوق عقد لؤلؤ يجعلك اغنى الاغنياء ان فتحت الصندوق واخذته، تقوم بفتحه واذ بثعبان ملتفا حول العقد يلدغك فتموت فهنا لم اكذب عليك ولكني اغويتك بالاغراء وحتى ابليس يقول" (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي) ..ونعلم ان ابليس لم ينكر الخالق وهو يعلم يقينا ان الله موجود لهذا نجده دائما يقسم بالله كقوله "قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82).. فبقسمه هذا هو ليس كاذب لانه يعلم علم اليقين ان الله ربه وبقسمه يؤكد ان سلاحة الاغواء وليس الكذب..لماذا لا يوجد وصف في القران الكريم لابليس بالكذب بل نجد انه يعدهم بالغرور (وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) فهل يا دكتور احمد لك ان تشير لنا في القران الكريم اين كذب الشيطان ؟؟ لاني لا اجد انه كذب ولكنه يتبع اسلوب الاغواء.وليتك توضح لنا لماذا ينسب الاغواء لله تعالى " (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي) هذا التساؤل ولد لدي تساءل اخر وهو: الله سبحانه وتعالى طرد ابليس من الملاء الاعلى بعد ان رفض ان يسجد لادم ."قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ .. ثم نقرأ قوله تعالى :"فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا" ان ابليس طرد من الملاء الاعلى فهل تعني هذه الاية ان نفيه كان في الجنة التي كان فيها ادم وزوجه ؟؟ والا كيف وسوس لهماوقد طرد ؟ شكرا لكم ولجهدكم في الكتاب .واسف للاطالة  )
وأقول :

أولا :  شكرا على سؤالك ،  وهو دليل على عقلية رائعة ، ونريدك معنا معلقا وكاتبا فى الموقع ملتزما مثلنا بشروط النشر وهى عدم إسناد أى حديث للنبى إوعدم إنكار حقائق الاسلام مثل الصلوات الخمس .

ثانيا : عن ابليس

1 ـ أنا لم أقل ( ابليس كاذب ) ولكن تحدثت عن ( الشيطان ) .

 ابليس بعد لعنه وطرده من الملأ الأعلى أصبح إسمه ( الشيطان ) واصبح من الجن محظورا عليه الصعود للسماء الدنيا وما بعدها ، وعاش فى برازخ الأرض مثل الجن ، ومنها البرزخ الذى فيه الجنة التى عاش فيها آدم وزوجه . وبسبب إغوائه آدم وزوجه هبطا الى الأرض .

3 ـ ابليس فى رفضه السجود لآدم أبى واستكبر ، وأيضا زعم كذبا أن الله جل وعلا أغواه . والله جل وعلا لم يغوه . كل ما هناك أنه أمر الملائكة بالسجود لآدم . وهو ضمن الملائكة . كلهم بادر بطاعة الأمر ، وهو رفض حقدا على آدم . وقرن رفضه بالتبرير عنادا وإستكبار وإتهاما لرب العزة جل وعلا بأنه أغواه .

4 ـ قال جل وعلا : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34) البقرة ). إبليس ( أبى وإستكبر ) ف ( كان ) أى أصبح من الكافرين . و ( كان من الجن ) أى أصبح من الجن ، قال جل وعلا : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (50) الكهف ) . ( كان ) فى المصطلح القرآنى تأتى بمعانى مختلفة منها ( اصبح ) أو ( صار ) كقوله جل وعلا : ( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) (184) البقرة ) ( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) ) (196) البقرة )

5 ـ ابليس لم ينكر الخالق جل وعلا. بل أصبح من الكافرين. والكفر لا يعنى إنكار الخالق جل وعلا بل إتخاذ آلهة أخرى معه ، وإبليس حين عصى وإستكبر فقد عبد هواه ، اى جعل نفسه ندا للخالق جل وعلا . ولأجل هذا سيقول جل وعلا لأتباع الشيطان إنهم عبدوا الشيطان  : (  أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64)  يس ) . ولا يوجد فى البشر من ينكر الخالق جل وعلا . الكافر هو  من إتبع هواه عاصيا للخالق جل وعلا جاعلا ذلك الهوى دينا ، وهو نفس ما يفعله الشيطان فى إغواء البشر يزين لهم أن يتبعوا أهواءهم وأن يجعلوها دينا ( أرضيا ) ينسبونه إفتراءا الى رب العزة على أنه دين إلاهى. ولنا حلقات عديدة فى برنامج ( لحظات قرآنية ) تؤكد على أن الكافرين المشركين يؤمنون بالله جل وعلا ولكن يؤمنون بآلهة أخرى معه ، وهذا مايفعله المحمديون، أرجو أن تحظى بمشاهدتك.

ثالثا  ـ الشيطان

1 ـ أنا لم أقل الشيطان كاذب ، بل قلت ( دين الشيطان هو الكذب ) مقابل أن دين الله جل وعلا هو الصدق . وعبارتى صحيحة لأن الشيطان يوحى الى أوليائه وحيا شيطانيا كاذبا منسوبا لله جل وعلا ولرسوله قيصبح دينا ، وهذا الوحى موصوف بأنه إفنراء وإفك . والشيطان بهذا الوحى الكاذب إمام الكاذبين المفترين ، فما أفظع الكذب على رب العالمين.

2 : الأديان الشيطانية تتأسّس على  الوحى الكاذب المفترى المنسوب للوحى الالهى كما فى أديان السُّنّة والتتشيع والتصوف .  ، قال جل وعلا  عن ذريته من الشياطين : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) الانعام )، وكيف هم يوحون الى أوليائهم من الإنس ليجادلوا المؤمنين : (  وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121) الانعام ) . وأتباع الشيطان ممّن يفترى الكذب وممّن يؤمنون به هم أظلم الناس لرب العزة قال جل وعلا : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) يونس )، وتكرر هذا المعنى كثيرا فى سور الأنعام والأعراف وغيرهما.

3 : الشيطان هو الذى يقنع أتباعه بتقديس الأحجار كالقبور المقدسة او ( الأنصاب ، قال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) المائدة  ). هى ( من عمل الشيطان ) .

4 ـ  الشيطان هو الذى يفوم بتغييب العقل البشرى : العقل البشرى لا يقتنع بعبادة الأحجار أو عبادة الأموات الذين تحولوا الى رماد. ويعمل الشيطان على تحييد العقل البشرى وحجبه حتى يتسنى أن يجعل الانسان مؤمنا بالخرافات التى يرفضها عقله ، بل يجعله يحسب نفسه على الهدى حين ينسب هذه الخرافات الى رب العزة جل وعلا ، ولذلك يحسب أولياء الشيطان أنهم مهتدون ، قال جل وعلا :( إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) الاعراف )، وقد قال جل وعلا عن درجة خداع  الشيطان لهم : ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) الكهف ). والذى يعمى عن نور القرآن يتوكل به شيطان يقترن به قرين يزين له الضلال هدى والهدى ضلالا ويجعله يحسب نفسه على الهدى : ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) االزخرف).

5 ـ من مهارة الشيطان أنه يقرن الإضلال بالتمنى ، أى الاعتقاد بالشفاعات ، أى يظل ضالا عاصيا ومقتنعا أنه سيدخل الجنة مهما فعل ، لو عرف إنه ضال لاهتدى ، قال ابليس عن وسائله فى إغواء البشر : ( وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ ) (119)  النساء ) ويقول جل وعلا عن وعده الكاذب لهم : (  يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (120) النساء ) . ولهذا تشيع أكاذيب وخرافات الشفاعات بين أتباع الشيطان من المحمديين وغيرهم .

5 ـ وهو مع أتباعه فى النار يتبرأ منهم ومن وعوده الكاذبة : (  وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)  ابراهيم )، لذلك حذّر رب العزة بنى أدم من الشيطان فقال جل وعلا : (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر   ).

 رابعا : العبرة من قصة ابليس وآدم

1 ـ تكررت هذه القصة فى القرآن الكريم فى سور البقرة والأعراف و طه والحجر و ( ص ) وغيرها . ومنها نفهم العظة والعبرة فى موضوع الطاعة والعصيان . لنا خيارات ثلاث :

1 / 1 : المبادرة بطاعة الأمر الالهى حتى لو بدا لنا غريبا كما فعلت الملائكة ( عدا إبليس ) سارعو بالسجود لآدم طاعة للآمر جل وعلا دون سؤال عن الحكمة أو السبب .

1 / 2 : المبادرة بالعصيان وتبريره وتشريعه كما فعل ابليس الذى عصى واستكبر وجادل رب جل وعلا مبررا ومشرعا عصيانه .

1 / 3 : العصيان ثم التوبة كما فعل آدم وحواء ، عصيا أمر الله فأكلا من الشجرة المحرمة ، ولما تبين لهما الخطأ لم يبرراه ولم يشرعاه بل بادرا بالتوبة وطلب الغفران  .

2 ـ فى تطبيق ذلك على البشر نرى :

1 ـ هناك مؤمنون يبادرون بالطاعة دون سؤال عن السب . مثلا : يحرمون أكل لحم الخنزير إمتثالا لأمر الرحمن دون سؤال عن الحكمة فى التشريع ، يصومون رمضان دون سؤال عن سبب تخصيصه بالصيام .  إن داوموا على ذلك فهم السابقون المقربون أصحاب الجنة .

2 ـ هناك من يقع فى المعصية ثم يبادر بالتوبة ، ويلتزم بتوبته فلا يصمم على المعصية ، وبهذا يكون من المتقين أصحاب اليمين فى الجنة ، وقد قال جل وعن صفات المتقين (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) آل عمران  ).

3 ـ الذى يخطىء ويرتكب جريمة من الكبائر وهو يعلم إنه أرتكب جريمة من المنتظر أن يتوب . أما الذى تستحيل توبته فهو الذى يبرر جريمته ويشرعها ويجعلها دينا ، وهو بذك من أولياء الشيطان ، يسير على سُنّة ابليس الذى عصى وبرّر العصيان .

 أخيرا : ( الله أكبر  ) هى الدليل الحاسم فى ضلال المحمديين

1 ـ صديقة لنا أمريكية مصرية ، ولدت إبنتها فى أمريكا . بلغت البنت الثلاثين ، وزارت مصر مع أمها . فى بيت امها فى القاهرة سمعت أذان الفجر من الميكروفون والمؤذن يصيح ( الله أكبر ) البنت أصابتها حالة من الرعب ، جرت من السرير تقفز وتصرخ متخيلة عملا إرهابيا قد حدث لأنه إرتبط لديها نداء ( الله أكبر ) بعمل إرهابى .! .. هل نلومها .!؟

2 ـ المؤمن التقى يقول ( الله أكبر ) فيخشع قلبه ، وهو فى الصلاة يقول ( الله أكبر ) فى الدخول فى الصلاة ، ويكررها عند الركوع وعند السجود ، ومفروض وهو ينطق ( الله أكبر ) أن يعنى أن : الله جل وعلا أكبر من ان ينشغل عنه فى الصلاة بأى شىء آخر. وهذا المؤمن حين ينفّذ معنى ( الله أكبر ) فيرفض أن يجعل مخلوقا مثل ( محمد ) شريكا لرب العزة جل وعلا خالق السماوات والأرض ــ فى شهادة الاسلام ( لا إله إلا الله ) وفى الأذان ( الله أكبر . لا إله إلا الله ) وفى الحج ..هو يعنى ما يقوله فى الفاتحة ( إياك نعبد وإياك نستعين ) فهذا ما كان يقوله خاتم النبيين عليهم السلام ، كانوا لا يعبدون إلا الله ولا يستعينون إلا بالله ، لأن عندهم :( الله أكبر ) .

3 ـ الكافر العادى لا يؤمن ب ( الله أكبر ) لأن محمدا أو عيسى أو بوذا عنه أكبر .

4 ـ الكافر المجرم هو الذى يصيح ( الله أكبر ) وهو يقتل الأبرياء ، أو  هو الذى يحرّض بنطقها على عمل إرهابى. اذكر أننى فى ندوة دُعيت اليها عام 1987 ــ وكانت مؤامرة لإغتيالى  ـــ أن وقف شاب وأنا اتكلم  وصرخ ( الله أكبر ) وكان بداية الهجوم علىّ . وأنجانى رب العزة . 

اجمالي القراءات 6815

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ١٣ - أغسطس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89122]

الشىء العجيب .


اكرمك الله استاذنا دكتور - منصور - وإجابة رائعة على سؤال الأخ الكريم ....الأمر الغريب ايضا هو . رغم علم (إبليس ) التام قبل أن يُصبح (شيطانا ) بحقيقة اليوم الآخر وما فيه من ثواب وعقاب وجنة ونار  ، وان مصيره النار إن لم يتب  ويستغفر الله لذنبه ليتوب عليه  إلا انه لم يفعل وإستمر فى كبرياءه وعصيانه للمولى جل جلاله !!!!! 



 فلرُبما لو كان فعل وتاب إلى الله لظل (آدم وزوجه ومن بعده ذريته ) فى الجنة ،او على الأقل لكانت درجات البلاء والإبتلاء والإختبار لنا  فى الدنيا أخف وأسهل وايسر بكثير ولأقتصرت على الإيمان بالله وعبادته وطاعته سبحانه ،وإعمار الأرض دون صراع مع النفس الأمارة بالسوء وغواية الشيطان ووسوته لها .



.فلعنة الله على إبليس وعلى ذريته وأولياءه من الجن والإنس . وصدق الله العظيم حين قال مُحذرا لنا (( ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير ))



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5111
اجمالي القراءات : 56,689,461
تعليقات له : 5,445
تعليقات عليه : 14,818
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي