آحمد صبحي منصور Ýí 2018-05-27
غيب الوحى القرآنى
مقدمة :
هذا سؤال يتمتع بجهل مبين ، ومع هذا نرد عليه فى تدبر للقرآن الكريم عن غيب الوحى القرآنى :
يقول : ( عندي سؤال جاء في بالي ما الدليل ان الذي نزل للنبي هو ملاك من الله هل راه احد لم يراه الا النبي ربما يكون جنا فقد جاء ذكر الجن في القران كثيرا وان النبي كان يلتقي بهم وقد يكون للجن قدرات اقوي منا بحيث ياتو باشياء صعبه علينا مثل اعجاز لغوي مثلا قد يكونو اذكي منا بهذا استطاعو ان ياتو بالقران قد يكون مخلوق اخر لا نعرفه او قد يكون مخلوقا فضائيا ما الدليل انه جبريل والنبي اصلا لم يكن يعرف جبريل انزلنا عليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب وما الايمان. قد يكون هذا المخلوق كذب علي النبي وقال له انه جبريل هل مثلا طلب منه النبي دليل انه جبريل ؟؟ )
وأقول :
أولا : غيب القرآن الكريم بين الايمان أو الكفر
1 ـ وحى الأنبياء هو غيب بالنسبة لنا ، ولا نعلم عنه إلا من القرآن الكريم وليس لنا أن نتكلم عنه من خارج القرآن الكريم ، وإلا أصبح كلامنا خرافات لأنه كلام بلا علم . ( الغيب ) المذكور فى القرآن الكريم فقط هو الذى يجب الايمان به ، ومن صفات المتقين كما جاء فى أوائل سورة البقرة الإيمان بالغيب، قال جل وعلا : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)) وكل إنسان له الحرية فى الايمان أو الكفر وفى الطاعة أو المعصية . وسيكون مساءلا عن هذا يوم الحساب أمام الله الواحد القهار . وأسئلتك تحوى إفتراضات وتشككات فى الغيب القرآنى، هذه حريتك . وأنت وما تختاره لنفسك .
2 ـ غيوب البرزخ ضمن ما أشار اليه رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم ، قلنا هذا من قبل ، ونشير اليه سريعا لأنه جزء من الموضوع :
2 / 1 : لا يمكن للبشر أن يروا عوالم البرزخ من الجن والملائكة والشياطين . قال جل وعلا لبنى آدم عن الشيطان وقبيله، قال جل وعلا : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) الاعراف ). والذى لا يؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا يقترن به شيطان يزين له الحق باطلا والباطل حقا ، ولا يرى هذا الشيطان القرين إلا فى الآخرة بعد أن ينكشف عن هذا الانسان غطاء الجسد المادى ، قال جل وعلا : (وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) فصلت ) ، وقال جل وعلا : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) الزخرف )
2 / 2 ـ بعض الأنبياء رأوا الملائكة متمثلة لهم فى صورة بشرية ، كما حدث مع ابراهيم وزوجه ولوط وبعض قومه ( هود 69 : 78 ). ومريم العذراء رأت الروح جبريل وقد تمثل لها بشرا سويا ( مريم 17 : 21 ). محمد رسول الله أراه الله جل وعلا جبريل آية خاصة له فيما يخص الوحى له بالقرآن الكريم .
2 / 3 ـ حسب الذى جاء فى القرآن الكريم لم ير الأنبياء الشياطين . والشياطين توسوس للبشر جميعا ، وقد أمر الله جل وعلا خاتم المرسلين بأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ( الاعراف 200 / النحل 98 / المؤمنون 97 : 98 / فصلت 36 ).
ثانيا : غيب الوحى :
بتدبر القرآن الكريم نقول عن الوحى :
1 ـ معنى الوحى : هو الاتصال بغير الكلام والحديث . قال جل وعلا عن زكريا عليه السلام: ( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً (11) مريم )، أى أشار اليهم لأنه لم يكن يستطيع الحديث معهم ، قال له جل وعلا : ( آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً ) 41) آل عمران ). هذا الرمز موصوف بأنه ( وحى ) مع أنه بين بشر وبشر .
2 ـ هناك وحى إلاهى وهناك وحى شيطانى .
3 ـ يتنوع الوحى الإلهى الى :
3 / 1 : الوحى للمخلوقات بما نسميه بالغريزة . الله جل وعلا خلق الكائنات الحية وهداها بغرائز تستمر بها حياتها ، قال جل وعلا : (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) طه) وقال جل وعلا : (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) الاعلى ) . بهذا الهدى أو تلك الغرائز تهتدى الكاائنات الحية الى رزقها وتكاثرها وسائر ما يعينها على حياتها ، وبهذا الهدى يلتقم الطفل ثدى أمه فى عملية معقدة . ومنه الوحى للنحل ، قال جل وعلا : ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) النحل )
3 / 2 : وحى الله جل وعلا فيما يخص بدء خلق الكون ، قال جل وعلا : ( فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فصلت )
3 / 3 : وحى الله جل وعلا فيما يخص تدمير الكون : قال جل وعلا : ( إِذَا زُلْزِلَتْ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتْ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) الزلزلة )
3 / 4 : وحى الله جل وعلا للملائكة ، قال جل وعلا : ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) الانفال )
3 / 5 : وحى الله جل وعلا للبشر، عموما قال عنه رب العزة جل وعلا : ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) الشورى ). هذا ما نؤمن به ، وهو بالنسبة لنا غيب لا نستطيع معرفة كيفيته .
وينقسم وحى الله جل وعلا للبشر الى قسمين :
3 / 5 / 1 : وحى لغير الأنبياء ، مثل الوحى لأم موسى ، قال جل وعلا : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ (7) القصص ) ، وقال جل وعلا : ( إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنْ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) طه ).
3 / 5 / 2 : وحى الله جل وعلا للأنبياء والرسل : وهو نوعان :
3 / 5 / 2 / 1 : الوحى التوجيهى الذى يصاحب النبى ، مثل الوحى الى نوح عليه السلام ( هود 36 : 48 ) ، يعقوب ( يوسف 15 : 16 ) وموسى (الاعراف 117 / يونس 87 / طه 77 )
3 / 5 / 2 / 2 : الوحى بالكتاب للأنبياء . قال عنه جل وعلا ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (163) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164) النساء ).
4 ـ الوحى القرآنى لخاتم النبيين عليهم السلام :
4 / 1 : محمد رسول الله أراه الله جل وعلا جبريل مرتين ، وهى رؤية آية له . كما جاء فى سورة النجم عن الاسراء ، حين نزل له جبريل وتم طبع القرآن الكريم كتابا مكتوبا على قلبه عليه السلام ـ مرة واحدة ،ــ فى ليلة الاسراء التى هى ليلة القدر . ردا على تكذيب العرب للقرآن وإتهامهم رسول الله انه ضل وغوى حين دعاهم بالقرآن ، قال جل وعلا : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) النجم ). ولأنها رؤية له وحده فقد قال جل وعلا عنها : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) الاسراء) أى ليريه هو ، وليس غيره . وغيره ليس له أن يتكلم فى غيب هذه الرؤيا ، ولو تكلم فيها وقع فى الفتنة ، فتلك الرؤيا التى رآها النبى فى الوحى هى فتنة للناس ، قال جل وعلا : (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) (60) الاسراء )
4 / 2 : نحن بتدبرنا للقرآن الكريم نؤمن بما قاله جل وعلا أن نزول القرآن الكريم عن طريق جبريل ( الروح ) على قلب خاتم النبيين . ومنه قوله جل وعلا : (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) البقرة ) ، وقال جل وعلا : (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) الشعراء )
4 / 3 : قبل أن ينزل عليه الوحى وقبل أن يكون نبيا لم يكن يعرف الكتاب ولا الإيمان الحق ، إختلف وضعه بعدها ، قال جل وعلا : (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) الشورى) . قبل الوحى كان محمد بن عبد الله القرشى ضالا وبالوحى هداه الله جل وعلا ، قال جل وعلا : (وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى (7) الضحى ) . ودعاه قومه الى العودة الى هذا الضلال فأمره ربه جل وعلا أن يقول لهم : (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُهْتَدِينَ (56) الانعام ) (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِي الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) غافر ) .وهى عبرة لمن يعبد محمدا ، وهى عبرة لمن يكون فى الضلالة ويريد الخلاص منها بأن يهتدى الى الحق القرآنى وأنه لا إله إلا الله جل وعلا .
5 ـ بين الوحى الالهى للأنبياء والوحى الشيطانى لأوليائه :
5 / 1 : إنتهى الوحى الالهى فى الدين بإكتمال القرآن الكريم نزولا . أما الوحى الشيطانى لأوليائه فهو مستمر . قال جل وعلا عنه بصيغة المضارع : ( وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121) الانعام ) ،وقال جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) الانعام ).
5 / 2 : وقال جل وعلا ايضا عن القرآن الكريم : (َمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنْ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) الشعراء )، ثم قال عن الوحى الشيطانى : (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) الشعراء ) .
صراع العقل و القلب .. العقل في ديمومة البحث و السؤال و به قد يصل أو لا يصل و به قد يدرك الحقيقة الناصعة البياض أنه لا إله إلا الله جل و علا و بهذه الحقيقة يترسخ في عقله و قلبه أنه لا حديث إلا حديث الله جل و علا الذي لا يمكن أن نؤمن مع حديثه بحديث آخر و بهذا الرسوخ تتلاشى كل الشكوك و يثبت القلب ثبات الجبال الراسيات و يبدأ العقل في التحرر من قيد الأحاديث البشرية و لكي يستعمل هذا العقل في البحث ليس لإثبات أن القرءان الكريم وحيا أم لا ! بل للبحث في القران الكريم و بآلية البحث التي ( أكتشفها ) أو ( وضع قواعدها ) الدكتور أحمد و هي طريقة بحث راقية تحرك عقلك و تحفزه للبحث – التدبر – و هي أي الطريقة التي أكتشفها الدكتور أحمد وسيلة رائعة و راقية تجعلك أولا تقرأ القرءان ككتاب و بهذه القراءة ستجد عقلك يبحث و يتسآل و قلبك يخشع و يطمئن و هنا ستجد أن القرءان الكريم كتاب يسير الفهم و مع الاجتهاد أكثر و أكثر و تخصيص الوقت يوميا للتدبر فستألف طريقة الحق جل و علا في الحديث القرءاني الكريم و بهذه الألفة سيستأنس قلبك و يستيقظ عقلك و ستجد نفسك أنك أمام كتاب عظيم لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه لأنه تنزيل من لدن الحكيم الحميد يقول جل و علا : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) .
المتقين هم الذين يؤمنون بالغيب الذي في القران الكريم و لا يقفون طويلا أمام – ثرثرة لا داع لها – و هي – ثرثرة – الفيصل بين الإيمان و الكفر فلا تنصيف هنا إما أن تؤمن بهذا الحديث و بما فيه من غيب و إما أن تسلم نفسك لعقلك الغير مؤمن و هنا فقط يكون فريسة سهلة للغواية الشيطانية و حينها ستجد عقلك يطرح أسئلة يزينها الشيطان لك ليقنعك بأنها صحيحة !! هنا لحظة القرار إما أن تؤمن أو لا تؤمن !! لذا أنصح بعدم تضييع الوقت مع السائلين بكفيه نزول الوحي و كيفيه حفظه و كيفيه عدم تحريفه .
فالوقت ثمين و ما أجمل أن نخصصه في التدبر .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,687,413 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
عحوز وشيخ : هل هناك فرق بين كلمتى عجوز وعجوز ة وشيخ وشيخة...
قريش وبنو اسرائيل: لماذا الله سبحان ه و تعالى في القرآ ن و ذلك فى...
سلاما / سلام : فى قصة ان الملا ئكة بشّرت ابراه يم وزوجت ه ...
حبس مبارك: انا رانيا صحفية من اليوم الساب ع واواد أن اخذ...
الغضب والإثم: هل فى الغضب والعص بية في الخلق والسل وك إثم...
more
بارك الله فيك دكتور مقالة رائعة وشاملة وهذا مايميز دكتور احمد عن غيره تغطية الموضوع من كل جوانبه.