( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ )

آحمد صبحي منصور Ýí 2018-04-21


( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ )

قال : طبقا لقول اللهجل وعلا :( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ )  يستطيع الفاسق أن يكفّر كل مرة عن عصيانه وظلمه بالصدقات . يعنى يسرق مليون ويتصدق بعشرة آلاف ، وهذه العشرة آلاف تكفّر عن سرقة المليون . أو يزنى كل يوم ويتصدق كل يوم . وبالتالى فهذه الآية تشجع على المعصية وتجعل الأثرياء الماكرين يدخلون الجنة بأموالهم السُّحت ، أما الفقير فهو تعيس الدنيا وتعيس الآخرة .

قلت : هذا فهم خاطىء للآية الكريمة

قال : كيف ؟

قلت : أنت لم تقرأ الآية بأكملها . الله جل وعلا يقول : (وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) هود ).

قال : ماذا تعنى ؟

قلت : إن قوله جل وعلا : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) هو نتيجة مترتبة على ما سبق ، وهو قوله جل وعلا : (وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) .

قال : وما هى الصلة بين أول الآية وآخرها ؟

قلت : فى أول الآية أمر بإقامة الصلاة .

قال : وهذا يعنى أن يُصلّى ثم يعصى .! أى نفس المعنى الذى أنا قلتُه من قبل ، أن يعمل حسنة ثم يعصى ، وهذه الحسنة تكفر السيئة ، وبالتالى يستمر فى العصيان متشجعا عليه .

قلت : هذا فهم خاطىء لقوله جل وعلا : (وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ ) .

قال : ما معنى ( أقم الصلاة )؟

قلت : إقامة الصلاة غير تأدية الصلاة .

قال : كيف ؟

قلت : المنافقون كانوا يؤدون الصلاة ، ولم يكونوا يقيمون الصلاة . كانوا يؤدونها شكلا فقط بلا خشوع ، مجرد مظهر . قال جل وعلا عنهم : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) النساء ) ولهذا لم يقبل الله جل وعلا أعمالهم الصالحة ، قال جل وعلا عنهم : (وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ (54) التوبة ). وتوعّد الله جل وعلا أولئك الذين يُصلون رياءا ونفاقا ، وهم ساهون عن أن الصلاة هى وسيلة للتقوى ، قال جل وعلا :  (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7) الماعون ).

قال : إذن فماذا يعنى إقامة الصلاة ؟

قلت : كلمة ( أقام الشىء ) أى حافظ عليه . و ( أقام الصلاة ) أى حافظ على ثمرتها ، بالخشوع فى أثناء الصلاة ، وبالتقوى طيلة اليوم .

قال : مزيدا من الشرح لو سمحت .!

قلت : إقرأ بداية سورة ( المؤمنين ) ومنها تفهم معنى المحافظة على الصلاة .

قال : يقول جل وعلا فى الآيات الأولى من سورة المؤمنون : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) )

قلت : المعنى أنه ليس كل المؤمنين مفلحين . المفلحون من المؤمنين هم الذين يخشعون فى صلاتهم ، والذين يحافظون على صلاتهم بالإعراض عن اللغو وبتزكية النفس بالأخلاق الحميدة والذين لا يقعون فى الزنا ، والذين يرعون العهد ويؤدون الأمانات ، بهذا هم على صلاتهم يحافظون .

قال : هذا معنى المحافظة على الصلاة ، أو إقامة الصلاة . فما هو العكس ؟

قلت : عكس المحافظة على الصلاة هو تضييع الصلاة . أن تؤدى الصلاة شكلا ولا تقيمها فى قلبك خشوعا ، ولا تقيمها فى سلوكك تقوى .

قال : هذا رأيك الشخصى .!

قلت : بل هو ما قاله جل وعلا فى معنى تضييع الصلاة . قال جل وعلا عن الأجيال التى خلفت الأنبياء : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59) مريم )  أضاعوا ثمرة الصلاة بالمعاصى . مصيرهم جهنم إلا من تاب منهم ، فى الآية التالية يقول رب العزة جل وعلا : ( إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (60) مريم ) .

قال : إذن فالصلاة وسيلة للابتعاد عن المعصية ؟

قلت : نعم ، فالصلاة الخاشعة هى التى تتجلى ثمرتها فى أن تنهى الانسان عن الفحشاء والمنكر ، قال جل وعلا فى إقامة الصلاة : ( وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) 45) العنكبوت ) . العبادات كلها وسائل للتقوى ، قال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) البقرة  )

قال : أخذتنا فى موضوع طويل لا صلة له بآية : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ )   

قلت : لعلك نسيت قولى لك إنها نتيجة مترتبة على قوله جل وعلا : (وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) .

قال : مزيدا من التوضيح

قلت : المؤمن الذى يريد أن يكون من المفلحين يوم القيامة والذين يرثون الفردوس هم الذين يقيمون الصلاة فى أوقات الصلاة طرفى النهار وقليلا من الليل، أى وقت اليقظة.

قال : مزيدا من التوضيح

قلت : الذى يقيم الصلاة هو المتقى الذى لا يبتعد فقط عن المعاصى بل يشغل وقته بالطاعات وعمل الخير . ولأنه بشر غير معصوم فقد يقع فى الخطأ والعصيان ، ويتوب ويئوب ، والله جعل من صفات المؤمنين المتقين أنهم توابون أوّابون . بالتوبة وعمل الصالحات فإن حسنات العمل الصالح تكفّر أو تذهب بتلك السيئات .

قال : القرآن الكريم مثانى ، أى يتكرر فيه المعنى أكثر من مرة . فهل هناك آية أخرى عن إقامة الصلاة قريبة من هذا المعنى ؟

قلت : نعم . قال جل وعلا : () أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً (78)الاسراء). هنا امر بإقامة الصلاة أى بالتقوى وقت يقظة الانسان .

قال : هل هناك آية قريبة من معنى أن الحسنات يُذهبن السيئات ؟

قلت : نعم . قال جل وعلا فىصفات المؤمنين أولى الألباب : ( وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) الرعد) ، وقال جل وعلا أيضا فى صفات أهل الكتاب المؤمنين :( وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (54) القصص ).أى يمنعون بالحسنات شرّ السيئات .

قال : ما معنى شر السيئات ؟

قلت : الذى يموت عاصيا فاسقا كافرا سيكون عذابه بما إرتكب من سيئات . أى تتحول سيئاته الى نار يتعذب بها خالدا فى الجحيم . ولهذا فإن تكفير السيئات يعنى تغطيتها بالأعمال الصالحة بما يدرأ ويمنع خطرها وتحولها الى نار .

قال : وما هو دليلك من القرآن ؟

قلت : الملائكة تدعو الله جل وعلا للمؤمنين فتقول : (  رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمْ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) غافر). تدعو أن يقيهم الله جل وعلا عذاب الجحيم وأن يقيهم الله جل وعلا السيئات ، أى شرور السيئات ، والذى ينجو من شرور السيئات يكون فى رحمة الله جل وعلا والتى هى قريبة من المحسنين .

قال : موضوع آخر يتصل بما نقول . نفترض أن رجلا متدينا يفعل الخيرات ويبتعد عن المعاصى ، ويقيم المساجد ويتصدق ، ولكنه يؤمن بالبخارى ويحج الى قبر النبى والى القبور المقدسة الأخرى .. ما هو مصيره ؟

قلت : الخلود فى الجحيم . يحبط الله جل وعلا أعماله الصالحة التى تتحدث عنها . وبهذا حذّر الله جل وعلا كل الأنبياء ، حذّرهم من الوقوع فى الشرك ، لأنهم لو أشركوا لأحبط الله جل وعلا أعمالهم الصالحة ، قال جل وعلا : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (65) الزمر ) .

قال : وماذا إذا أحبط الله جل وعلا العمل الصالح ؟

قلت : لن يدخل الجنة ومصيره الخلود فى النار . قال جل وعلا : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) المائدة ). وهم فى النار سيرون أعمالهم الصالحة يتحسرون عليها ، وماهم بخارجين من النار ، قال جل وعلا : (كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ (167) البقرة )

قال : الآن أفهم أهمية أن يتذكر الناس ، فى قوله جل وعلا : (وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ). هو فعلا ذكرى للذاكرين .

قال : هل من أجل معتقدات خرافية يكون مصيره الخلود فى النار ؟ هل من أجل أن يؤمن بحديث آخر غير القرآن يكون مصيره الخلود فى النار ؟ هل من أجل أن يقف متوسلا بقبر مبنى من طوب وحجارة يكون مصيره الخلود فى النار ؟ هل تستحق هذه الخرافات أن يضحّى بسببها الانسان بالجنة ويخلد فى النار ؟

قلت : قل لهم هذا . وتذكر أن الله جل وعلا قال : (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44) يونس  )

قال : صدق الله العظيم .!

اجمالي القراءات 16627

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (5)
1   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الأحد ٢٢ - أبريل - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[88470]

اقامة الصلاة وأداء الصلاة


السلام عليكم

أولا: أن فهم عبارة "الحسنات يذهبن السيئات" بمعنى أن "الفاسق يستطيع أن يكفّر كل مرة عن عصيانه وظلمه بالصدقات" يذكرني بصكوك الغفران، مع الفارق أن هذه الصكوك كانت تأتي عن طريق الكنيسة (بائع الجملة)، أما هنا فهي تشترى رأسا (بالمفرق) من عند الخالق. تزني ثم تتصدق بسجادة لمسجد فلان، وربما تدفع الصدقة مقدما فيصبح لك الحق بعمل معصية (على كيفك). يا سلام.

ثانيا وهنا أخرج عن الموضوع لادخل في موضوع آخر عن اقامة الصلاة. أذكر هنا بداية بعض ماجاء في مقالكم:

• إقامة الصلاة غير تأدية الصلاة

• و ( أقام الصلاة ) أى حافظ على ثمرتها ، بالخشوع فى أثناء الصلاة ، وبالتقوى طيلة اليوم .

• عكس المحافظة على الصلاة هو تضييع الصلاة . أن تؤدى الصلاة شكلا ولا تقيمها فى قلبك خشوعا ، ولا تقيمها فى سلوكك تقوى .

يعني أن اقامة الصلاة هي أداة للتقوى، والتقوى تفترض الايمان بالله وعدم الاشراك به، وإلا فكيف تتقيه وانت لا تؤمن أو تشرك به. الله وحده يعلم إن كان فلان يقيم الصلاة أم يؤديها رياء. الناس لا يعرفون سريرة فلان هذا. هم يرونه يصلي، ويعطيهم بذلك انطباعا بأنه مسلم مؤمن بالله، وليس مسالما فقط، فالانسان يمكن أن يكون مسالما دون أن يقيم أو حتى يؤدي الصلاة. اقامة الصلاة، وهي محاولة للتقوى، تفترض بالمسلم أن يكون مسالما (ولا تعتدوا)، أي أن المسالمة هي شرط لازم لمن يكون مسلما ومؤمنا ويقيم الصلاة ويتقي (أو صفة لمسلم غير مشرك)، لكنه ليس شرط كافي، بمعنى أنه ليس كل مسالم هو بطبيعة الحال مسلم ومؤمن ويقيم الصلاة.

بعد هذه المقدمة ألفت النظر إلى الخلاف الابدي حول الآية 5 والآية 11 في سورة التوبة:

فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥﴾ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١١﴾.

من غير المعقول أن يصبح هؤلاء المشركون اخوانا في الدين و (يقيموا) الصلاة، وهم ما زالوا مشركين، حتى لو كانوا مسالمين. ترتيب سورة التوبة في التنزيل هو 113 وبعدها نزلت سورة النصر 114، فعلى افتراض أنها نزلت قبل دخول مكة، فهذه الآيات توحي بوجود عملية أسلمة. أو أنها في حقيقة الامر نزلت بعد فتح مكة واعلان الناس اسلامهم ثم عودتهم إلى شركهم. هنا نستطيع فهم الشرط باقامة الصلاة لاخلاء سبيلهم. يعني: إن كنتم مسلمين كما تدعون فتصرفوا كمسلمين. هذا ينطبق أيضا على أهل الكتاب وما جاء عنهم في الآية 29 من سورة التوبة: قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴿٢٩﴾، يعني إذا كنتم تدعون انكم من أهل الكتاب، فتصرفوا حسبما جاء فيه (في كتابكم).

 



2   تعليق بواسطة   نور مصطفى على     في   الأحد ٢٢ - أبريل - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[88472]

بارك الله فيك دكتور


دائما ماتنير بصيرتنا بشروحاتك الرائعة ولكن بعض الجهلاء كما قلت ، يضيعون حسناتهم بالشرك ، وللاسف يتبعونهم من هم من شاكلتهم بالخزعبلات ولا ندرى اين تلك العقول التى تؤمن بخرافات معتوهة مثال يمجدون فى الرسول ثم يخرجون بحديث ان الرسول حين زوج زيد بزينب اعجب بهاباختصار قالت لزيد وقال لها يطلقها للتزوجها الرسول وانها وقعت فى قلب الرسول لم اكمل فلاادرى ما نهايته  تلك التفاهات كيف السبيل دكتور لاخراجها من تلك العقول لم الإصرار على هذا العته .ققال الله تعالى الم يأن للذين امنوا ات تخشع قلوبهم لذكر الله.هدانا الله جميعا



3   تعليق بواسطة   يحي فوزي نشاشبي     في   الإثنين ٢٣ - أبريل - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[88482]

إلى الأستاذ : Ben levante


عد هذه المقدمة ألفت النظر إلى الخلاف الابدي حول الآية 5 والآية 11 في سورة التوبة:



فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥﴾ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١١﴾.



أشكركم  يا  أستاذ ،  للفت الإنتباه  إلى الخلاف الذي تثيره هاتان الآيتان. وما هو الموقف أو مصير أولئك  المشركين الذين لم  يقيموا الصلاة ولم  يوتوا الزكاة   وفي نفس الوقت  لم  يعتدوا  على أحد؟ فأين نضع الفهم ( الهائل ) الذي مفاده أن لا عدوان إلا على الظالمين ؟ وأن لا إكراه  في الدين ؟ والظاهر أن مثل هذا الإرتباك  في  فهم  مثل  هذه الآيات  هو الباعث الرئيسي لمؤيدي العنف والإرهاب ،  وكذلك  لمؤيدي السلم  والسلام ؟ وكلاهما ينهل فهمه من القرآن ومن نفس الآيات   في غالب الأحيان ؟ 



 



4   تعليق بواسطة   يحي فوزي نشاشبي     في   الإثنين ٢٣ - أبريل - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[88483]

دائما ما الأستاذ Ben levante


ثم  إذا كنا  نحن المؤمنين المنتسبين إلى القرآن ، لا نتفق على فهم كنه  مثل هذه الآيات ؟



فكيف يمكن أن ( نحلم ) وننتظر من غير المؤمنين أن يفهموا  شيئا  آخر ؟ ما عدا  القرآن يدعو إلى سفك  دماء  غير المسلمين والإعتداء  عليهم ، واحتساب الأجر العظيم عند الله ؟ وإلى كل الشرور التي تزخر بها الكرة الأرضية  في الوقت الراهن بل وفي كل زمان ؟ 



5   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٢٣ - أبريل - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[88484]

شكرا أحبتى ، وندعو الله جل وعلا أن يعيننا على الاستمرار


1 ـ هو إختلاف سيحكم فيه رب العزة جل وعلا يوم القيامة .

2 ـ هذا المقال عن يوم القيامة ، ومن يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة بالتقوى والخشوع . وقلنا كثيرا إن إقامة الصلاة وايتاء الزكاة بالاسلام السلوكى تعنى السلام والأمن ، ولا تعنى دخول الجنة.

3 ـ منشور مقال اليوم ليكمل الصورة. 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5111
اجمالي القراءات : 56,688,476
تعليقات له : 5,445
تعليقات عليه : 14,818
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي