آحمد صبحي منصور Ýí 2018-02-12
زوجة أب .. مظلومة
مقدمة : هو سؤال طويل كان مفترضا أن أنشر الرد عليه فى باب الفتاوى ، ولكن رأيت الأفضل أن أنشره فى مقال . هو من زوجة أب ، كتبته بإنفعال المظلوم ، وحرصت على التصحيح بما لا يغير المعنى المقصود وحذفت بعض سطورها لأنها غير ملائمة للنشر ، وأجيب عليها .
أولا : تقول :
1 ـ تجوزت أول مرة ، واضطريت بسبب ظروف صحية قهرية لاستئصال الرحم ، وضاع أملى فى الانجاب بعد سنتين من الجواز . طلقنى زوجى بعدها مباشرة . تحطمت نفسيتى لأنه طلقنى بسبب لا ذنب فيه . قلبى يمتلىء بحب الأطفال ، وكان نفسى ولد أو بنت ياخد حنانى كله . قلت يمكن تيجى لى فرصة بواحد أرمل يكون عنده أطفال أربيهم وأخليهم أولادى . تقدم لى رجل مطلق وعنده اربعة اولاد بنتين وولدين ، ومحتار بيهم . ما رضيش به حد عشان عياله وعشان طليقته . وافقت وتجوزته ، وفتحت قلبى للولدين والبنتين ، ولكن من أول يوم رفضونى ، وكل ما أقرب منهم يصدونى ، بقيت أخدمهم وأصحيهم للمدارس بالسنوتشات وعاملة ليهم خدامة ، لدرجة ان جوزى انبهر باللى بأعمله ، ولكن عياله واخدين مضاد حيوى ضدى . أمهم تجوزت بعد طلاقها من أبيهم ، وبعد شهر إتطلقت وعايزة ترجع لجوزى . وسلطت علىّ أولادها . وتحملت لدرجة أن جوزى عرض على يرجعها ويتجوزها ورفضت وبعدين وافقت . لكن زوجته السابقة ما وافقتش، وقالت إنه لازم يطلقنى . وهو شخصيته ضعيفة ، وفى الآخر طلقنى . ودخلت فيها المستشفى شهرين ، وكرهت الجواز ، وقلت أعيش وحيدة لغاية ما أموت . لكن تقدم لى عريس جديد ، على المعاش وميسور ، وأرمل ماتت مراته ومعاه بنت متجوزة اصغر منى ب 15 سنة وعندها ولد عمره 3 سنين . غيرت رأيي ووافقت بسرعة عليه وقلت لنفسى حتبقى بنته زى بنتى أو أختى الصغيرة ، ومش مهم فرق السّن. ودى كانت أكبر غلطة عملتها فى حياتى.
2 ـ بنته دى لا مثيل لها فى العالم ، مدللة وكسولة وأنانية ، وعاملة نفسها مركز الكون وان الدنيا كلها فى خدمتها . كانت وحيدة أبوها وأمها بعد موت أخيها الكبير ، عودتها أمها من صغرها على انها تخدمها وتعمل لها كل شىء ، حتى نظافتها من دم الدورة الشهرية ، وحتى الطبق الذى تأكل فيه أمها هى التى تحمله وتغسله ، وملابسها وكل شىء . أمها عاملة لها خدامة . وأبوها كان أيضا يساعد أمها فى خدمتها ، فعاشت معتادة على الاعتماد على والديها فى كل شىء ، ولا تستطيع خدمة نفسها ، ولا تستطيع التصرف فى أى شىء . خابت فى التعليم لكسلها وسخرية الزملاء منها وضاقوا من غلاستها وسوء خلقها . لم تجد عريسا يتزوج بها ، فوجد لها أبوها من يتزوجها ، إشترى لها شقة ، ولم يتكلف العريس شيئا فى شبكة ولا مهر ، وحملوها له الى شقة الزوجية ، وسرعان ما جاء بها العريس الى بيت أبوها بعد اسبوع من الزواج لأنه لم يتحمل كسلها واهمالها وقذارتها وأنانيتها وغلاستها . بعد محايلة وإستعطاف رضى العريس أن يعيش معا مقابل مصروف شهرى من والدها ، وأن تقضى معظم وقتها مع والديها بعيدا عنه ، وهو فى شغله لا يراها إلا عند النوم ، أى عندما يذهب الى العمل تذهب هى الى بيت أبيها ، وتظل فيه الى المساء فتعود الى بيتها ويكون الزوج الشاب قد خدم نفسه بنفسه وطبخ وأكل وغسل الصحون . ولا يراها إلا عند النوم .
3 ـ ما لبث أن حملت ووضعت طفلا ، فتعقدت المشكلة ، وأصبح على أبوها أن يذهب كل صباح ليأخذها من شقتها ومعها الطفل الى بيته ، وتقوم أمها برعايتها هى والابن الصغير . والرعاية تشمل كل شىء يخص الأطفال الصغار من البزازة الى تغيير الفائف ، والهانم تشاهد التليفزيون وتشرب العصير وتأكل مكسرات . أمها فاض بها فطلبت منها أن تساعد نفسها وحتى تغسل الطبق الذى تأكل فيه . حدثت الكارثة ، الهانم أغمى عليها من شعورها بالاهانة ، وطلبوا الاسعاف ، وقالوا ان عندها إكتئاب . بعدها أبوها وأمها لا يجرؤ أحد منهم على إغضابها حتى لا يغمى عليها . ثم لم تحتمل الأم ، وقعت فريسة الاجهاد والكبت ، ومرضت ، وماتت واستراحت ، وتركت المشكلة للأب . وهذا الأب هو الذى تزوجنى لأخدم الهانم بنته .
4 ـ حظى اسود . زوجى فى ليلة الدخلة صارحنى بكل شىء ، ووعدنى إنه سيساعدنى فى رعاية الهانم وابنها ، وابنها عفريت ، لا يكف عن الصراخ وتحطيم الأشياء ويحتاج الى فرقة تحرسه وترعاه . المشكلة الأكبر إن الهانم بنت زوجى تنظر بإحتقار تعتبرنى خدامة لها ولابنها . وبدون سبب تصرخ فى وجهى . فاض بى الكيل ، ولم أعد أحتمل . فى مرة هددت زوجى بالانتحار إن لم يطلقنى . وبكى وبقى يقبّل يدى ويرجونى ألا أتركه . بقى صعبان علىّ . واتفقنا أن أنا لا شأن لى بها وأنه هو الذى سيتولى خدمتها ، وإتفقنا أن أعتزلها تماما عندما تأتى البيت ، وأن أخدم نفسى فقط ، وأبتعد عنها وعن لسانها .
5 ــ بعد مدة سقط زوجى مريضا ، وواضح انه سيكون ضحية لبنته مثل زوجته . الغريب إن أبوها لما مرض إكتفت بالصراخ ، فزادت حالته سوءا . هذا هو كل ما قدرت عليه فى خدمته . لم تتعب نفسها فى خدمته . أنا من ساعده ووقف الى جانيه وذهب به الى المستشفى . وكلما أتت للمستشفى تزوره مع زوجها وابنها يطردونهم من المستشفى بسب شقاوة الولد وصراخ الهانم .
6 ــ زوجى يريدك أن تقترح عليه الحل . وهو قرأ رسالتى هذه ، وهو موافق على كل ما فيها .. وأرجو الاسلااع بالرد ..وشكرا . ).
ثانيا : اقول :
1 ـ هذه البنت ضحية لتربية سيئة من والديها ، بهذه التربية أصبحت لعنة على أبويها وزوجها وطفلها . المشكلة الكبرى أنه بحالتها هذه ـ لو إستمرت ـ فستقضى على نفسها وطفلها . من الممكن للزوج أن يهرب منها وينجو بجلده ، ولكن ما هو مصير الطفل ؟ ثم ما هو مصيرها لو مات والدها وهو مريض وعلى المعاش . إمرأة شابة فى هذه السّن وتعيش عالة على الغير ، تنتظر من أبيها أن يخدمها فى شيخوخته ، وعاشت بالأنانية تأخذ ولا تعطى ، وحين تأخذ لا تشكر . هذه المرأة مستحيل أن تجد من يحتملها . وبالرشوة يحتملها زوجها الآن ، وعند تتوقف الرشوة وينقطع المصروف فلن يجد ما يستحق أن يعيش معا فى بيت واحد . ولو فقدت زوجها وأبيها وليس لها من يحتملها وهى عاجزة عن رعاية نفسها وابنها فمصيرها أن تقضى على نفسها وولدها .
2 ـ هى فى الشباب وتتمتع بصحتها ، ولكن لا تستخدم صحتها فى أن تكون مستقلة بنفسها تساعد نفسها والآخرين . كسلها وأنانيتها وخمولها طغى على غريزة حُب البقاء فيها . الانسان عند الشدائد يستنفر كل طاقاته المخزونة ليبقى حيا . هى لم تواحه أى شدائد . عاشت على كتفى والديها من طفولتها ، وإستمرت بهذه الطفولة حتى بعد أن تزوجت وأنجبت .
3 ـ الحل هو أن توجد فى وضع تستنفر فيها كل قواها المختزنة داخلها . هذا صعب جدا ، ولكنه ليس مستحيلا . يحتاج فقط الى عزيمة قوية من الأب ، أن يتغلب على نفسه وعواطفه ، وان يقاطعها تماما .
4 ــ أنصح ــ وبشدة ــ أن يقوم زوجك بكتابة الشقة التى تعيشان فيها بإسمك ، وأن تقومى بطردها إذا طرقت باب بيتك ، وأن تسمع من الداخل صوت أبيها يطردها ، لتعود اى شقتها التى إشتراها لها ، وأنه لن يراها أبدا ما ظل حيّا . ثم تقومين بتهدديها بإستدعاء الشرطة إذا جاءت ثانيا تطرق الباب لأن وجودها يمثل خطرا على صحة ابيها .
5 ــ هنا ستضطر الى الرجوع الى الاستقرار فى شقتها ، وستضطر الى خدمة نفسها وطفلها ورعاية بيتها وزوجها . لن يكون سهلا أن تتغير سريعا ، ولكن قسوة الظروف ستجبرها على أن تخدم نفسها . لو جاعت ستضطر للأكل ، ولن تجد من يضع فى فمها الطعام ، وهكذا إن جاع ابنها . لو تكاثرت الملابس المحتاجة الى تنظيف ستضطر الى أن تغسلها ، وهكذا فى سائر متطلبات الحياة .
6 ــ أساس النجاح هنا أن تتأكد تماما أنه لا أمل لها فى شفقة أبيه ، وان أباها تغير تماما ، وفقد إهتمامه بها ، وأصبح مهتما بصحته .
7 ـ هو الحلُّ الصعب ، ولكنه الحل الوحيد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .
أخيرا
فى أمريكا يتعود الطفل على الاعتماد على نفسه ، بداية من استعمال فرشة الأسنان الى حمل حقيبة صغيرة على كتفية وهو دون الثانية من العمر ، بعدها يتعود على ترتيب سريره وحفظ متعلقاته ، وفى المدرسة يشترك فى حملات الكشافة فى المناطق البرية والخلوية حيث يعتمد كل طفل على نفسه وفى نفس الوقت يتعلم التعاون مع الآخرين .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,689,890 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
صلاة الجمعة: إذا صليت في بيتي يوم الجمع ة أصلي ركعتي ن أم...
حالة الاضطرار: لنفتر ض اننى اعمل فى مكتب للزوا ج المدن ى فى...
استاذ مصطفى غفارى : أكرمك الله تعالى أستاذ ي وحفظك ورعاك لاحظت...
أطفال القرآنيين: سلام الله عليكم أستاذ أحمد : والله لقد أدمنت...
الخلود : الخلو د هل يوجد فى الدني ا ، ؟ هل يصح ان يقال (...
more
شكرا استاذنا دكتور منصور على هذه النصائح الثمينة لهذه العائلة المنكوبة بتلك الفتاة المريضة ...ولتسمحوا لى بإضافة ان البنت حقا وصدقا مريضة نفسيا وتحتاج إلى جلسات علاج طب نفسى سواء بزيارات مُتكررة لطبيب عصبية ونفسية ،او بالإقامة لفترة فى إحدى المصحات النفسية لتعديل سلوكها وبث روح إهتمامها بنفسها وبأسرتها ككل (الأب والطفل والزوج ) وتحفيزها على مقاومة كل سلبيات حياتها وتصرفاتها وتغييرها للأفضل ،وعلى ان تتعامل مع الناس بإحترام ،وتتعلم قيمة العطاء قبل الأخذ .
ولابد أن يتحمل والدها وزوجها تكلفة علاجها معا (والدها لأنه افسدها طول عمره ، وزوجها من أجل مصلحة إبنه ) ....الطب النفسى لا يُعالج (المجانين فقط كما يعتقد الناس فى مصر وفى وطننا العربى ) ولكن يُعالج اصحاب السلوك المُضطرب والشخصيات المهزوزة ..فعلاجها وزيارتها لطبيب نفسى فى حالتها هذه اصبح ضرورة مُلحة .
كان الله معكم وشفاها وعافاها من مرضها ....وللسيدة الفاضلة صاحبة الرسالة إحتسبى معاناتك وصبرك فى حياتك كلها عند الله وسُجازيك عنه خيرا إن شاء الله .