النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن ما بعد نوح فى القرآن الكريم

آحمد صبحي منصور Ýí 2016-12-31


قال المذيع : ماذا عن هذه الفترة من نوح الى ابراهيم فى القرآن ؟

قال النبى محمد عليه السلام : فيها تفاصيل قصص لأنبياء وأممهم .   

قال المذيع :   أريد عرضا سريعا ، ثم نتوقف مع كل نبى فيما بعد .

قال النبى محمد عليه السلام  : قلنا من قبل بعض الملامح ، وهى : أنه جل وعلا لن يعذب حتى يبعث رسولا ، (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) الاسراء )، وأنه كان فى كل أمة نذير: (  وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلا فِيهَا نَذِيرٌ (24)  فاطر ) وأن الله جل وعلا لم يذكر كل الأنبياء والرسل (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164) النساء ). ويقول جل وعلا : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)( 78)غافر )

قال المذيع :  هل هناك بعض ملامح أخرى عن أولئك الأنبياء الذين لم يذكرهم القرآن .؟    

قال النبى محمد عليه السلام  : تأتى ملامح عامة .

قال المذيع : مثل ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : بعد الحديث عن غرق قوم فرعون قال جل وعلا عن الأمم التالية : ( ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) يونس )، هذا ينطبق على كل الرسل والأنبياء من ذرية نوح فى العالم كله باعتبار أن البشر بعد نوح هم من ذرية نوح .  

قال المذيع : وماذا عن القوم الذين جاءوا بعد هلاك قوم نوح ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : هم قوم عاد ، وتكرر ذكرهم فى القرآن الكريم . وقد كانوا أقوى من قوم نوح ، وقد قال لهم نبيهم (هود ) :( وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) الاعراف )، وبعد هلاكهم وهلاك قوم ثمود الذين جاءوا بعدهم  قال جل وعلا : ( ثُمَّ أَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (42) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (44) ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) المؤمنون )، أى توالت الرسل من بعد هلاك قوم عاد  وقوم ثمود الى مبعث موسى وهارون . وهذا حديث يشير الى العالم كله ، إذ بعث الله جل وعلا لكل أمة رسولا ، ويكذبون ويهلكون ، وأتبع الله جل وعلا بعضهم بعضا الى مبعث موسى ، وكان فرعون خاتمة القوم المُهلكين ، هلك بقومه غرقا مثلما هلك الأوائل من قوم نوح غرقا .

قال النبى محمد عليه السلام  : وهناك أنبياء مذكورون بالاسم فقط .

قال المذيع : مثل ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : النبى اليسع والنبى ذو الكفل ، جاء ذكرهما فى قوله جل وعلا : ( وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنْ الأَخْيَارِ (48) ص ) ( وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنْ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنْ الصَّالِحِينَ (86) الانبياء )( وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) الانعام ).

قال المذيع : وماذا أيضا ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : وجاء ذكر اسحاق عدة مرات فى التبشير بولادته وأنه سيكون نبيا ،دون تفاصيل عن حياته .

قال المذيع : وماذا أيضا ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : وبعض الأنبياء ورد ذكرهم بإختصار مثل ادريس : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً (57) مريم ) ، ومثل النبى الياس : ( وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمْ الأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (129) سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) الصافات )

قال المذيع : وماذا أيضا ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : كما أن هناك تفصيلات قليلة عن بعض الأنبياء المشهورين مثل اسماعيل و زكريا و يحيى عليهم السلام .

قال المذيع : وماذا أيضا ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : ورد ذكر بعض الأمم دون ذكر أنبيائهم مثل قوم تُبّع ، وواضح انهم كانوا فى اليمن ، وأصحاب الرس ، قال جل وعلا : ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) ق ) ،ويقول جل وعلا عن قوم تبع ومن كان قبلهم : ( أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37) الدخان ).  

قال المذيع : وماذا أيضا ؟

قال النبى محمد عليه السلام  :ثم هناك قصة قوم سبأ ، وقد جاء ذكرهم فى بضعة آيات ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّاماً آمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19) وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21)  ) سبأ ).

قال المذيع : وماذا أيضا ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : ومع كثرة الأنبياء من بنى إسرائيل فلم  يرد فى القصص القرآنى سيرة بعض الأنبياء القتلى منهم  ، مع الاشارة اليهم فى قوله جل وعلا : ( لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ (70) المائدة ).  ( لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران )( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ  ) (155) النساء )( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) آل عمران ).

 قال المذيع : وماذا أيضا ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : ثم هناك ثلاثة رسل أرسلهم الله جل وعلا الى قرية ( أى مجتمع ودولة فيها مدينة ) ولم يذكر رب العزة إسم القرية ولا أسماء الرسل ، وجاء هذا فى قوله جل وعلا : ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) يس ).

قال المذيع : وأين تلك القرية ؟

قال النبى محمد عليه السلام : وربما تكون هذه القرية فى الصين أو الهند أو العالم الجديد . ولا تنس قصة أصحاب الكهف .

قال المذيع : وماذا أيضا ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : هناك رسل يكونون مع رسول مشهور مثل هارون مع موسى ، وهناك إشارة الى رسل كانوا مع النبى هود فى دعوته لقومه عاد ومع النبى صالح فى دعوته لقوم ثمود ، نفهم هذا من قوله جل وعلا : (  فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جَاءَتْهُمْ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14)  ) فصلت ).

قال المذيع :  ما هى أهمية التركيز على رسل بعينهم ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : ربما لأنهم يمثلون مرحلة فى تاريخ الأنبياء .    

قال المذيع :  مثل ؟

قال النبى محمد عليه السلام   : بعد آدم فإن نوحا عليه السلام بداية مرحلة الرسالات ، ثم ابراهيم عليه السلام يمثل نقلة نوعية لأن من ذريته جاء أنبياء بنى اسرائيل ومن ذرية اسماعيل بن ابراهيم جئت خاتما للنبيين .   يقول جل وعلا عن الأنبياء وعن البشر جميعا من ذرية آدم ثم ذرية نوح ثم ذرية ابراهيم ، من كان صالحا ومن كان فاسقا :  ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً (58) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (60)مريم )

 وقال النبى محمد عليه السلام  : هنا تركيز على نوح وابراهيم لأن كلا منهما يمثل مرحلة ، وكلاهما تتابعت فى ذريته النبوة والملك ، إما على مستوى العالم كله مثل ذرية نوح أو على مستوى إقليمى مثل ذرية ابراهيم فى وسط العالم ، قال جل وعلا عنهما :  ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (26) الحديد )

وقال النبى محمد عليه السلام  : وقال جل وعلا عن ذرية ابراهيم الذين هم أيضا ذرية نوح : (  وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87)  الانعام )،

وقال النبى محمد عليه السلام  : وقال جل وعلا عن ذرية ابراهيم :( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (27) العنكبوت ) ( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (54) النساء ).

قال المذيع :  وماذا بعد ابراهيم ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : قوم فرعون هم آخر من أهلك الله جل وعلا . وبهذا يحتل موسى وكتابه مرحلة جديدة ونقلة نوعية ، قال جل وعلا  عن هلاك قوم فرعون : (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنْ الْمَقْبُوحِينَ (42) القصص ) ثم بعدها قال جل وعلا عن رسالة موسى عليه السلام  كبداية لمرحلة جديدة : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43) القصص  )

قال المذيع :  وهذا معنى ان موسى بداية مرحلة تنتهى بعيسى ، وبها يكون فى ذرية ابراهيم الكتاب والملك والحكمة ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . فقد تتابعت الرسل بعد موسى الى مبعث المسيح ، قال جل وعلا  عن نوح وابراهيم :  ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (26) الجديد ) ثم قال بعدها عن الرسل اللاحقين من بعد موسى الى عيسى : (  ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ ) ( 27) الحديد ).

وقال النبى محمد عليه السلام : وعن موسى بإعتباره بداية مرحلة فى تاريخ الأنبياء  قال جل وعلا :  (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) (87 )البقرة )،

وقال النبى محمد عليه السلام : وقال جل وعلا عن عيسى خاتما لأنبياء بنى اسرائيل :( وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46)  المائدة ).

قال المذيع : ثم كان محمد بن عبد الله خاتم النبيين . وبه ينتهى تاريخ الأنبياء .

اجمالي القراءات 6876

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الأحد ٠١ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84202]

طوفان نوح


السلام عليكم



تعليق على أن البشر كلهم اليوم هم من ذرية نوح: يمكنني الاقتناع بهذا إذا افترضنا أن كل البشر في عهد نوح كانوا موجودين في منطقة واحدة من العالم، ثم أتى الطوفان عليهم إلا قليلا، وبدأ بعدها انتشار الناس في الارض. معنا هذا أنه لم يكن هناك داع لأن يشمل الطوفان كل الأرض. معنى هذا أيضا أن الطوفان حدث قبل زمن سحيق بحيث مضى وقت كاف لكي تتطور اختلافات في مظاهر البشر (أسود وأبيض، طويل وقصير الخ.) لكن هذه النظرية يمكن أن تخالف طبيعة الكلام في القرآن فقد كان موجها لقوم نوح، فلو كان قوم نوح هم الوحيدين في الارض، لما كان ضروريا ذكر كلمة قوم.



عما جاء في المقال السابق: "حين نزل القرآن الكريم لم تكن للبشر معرفة واضحة إلا بالمنطقة الوسطى من العالم . وكانت الصين كتلة سكانية منعزلة مكتفية بنفسها." ياسيدي لنفترض أن البشر كانوا فقط في المنطقة الوسطى من العالم، وبعد الطوفان انتشرت ذرية نوح ومنهم من ذهب إلى الصين أو أفريقيا أو أو، وربما لم يكتب القرآن عن الصينيين أو شعب الانكا لأنهم لم يكونوا معروفين للشعوب في المنطقة الوسطى. لكن أين أخبار الانبياء الذين بعثوا لتلك الامم في تلك المناطق النائية؟ أنا لا أتكلم هنا عما جاء في القرآن والانجيل والتوراة وإنما في تاريخ هذه الامم المكتوب لديهم، علما بأن الصين كانت منطقة متقدمة حضاريا ومدنيا ويملك الناس فيها أدوات التأريخ. هل كان كونفوشيوس مثلا نبيا، فحُرِّف ما جاء به من رسالة إلاهية؟ ومن كان نبيا قبله؟



وأخيرا كل عام وانتم بخير!



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ٠١ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84209]

شكرا أحبتى ، وندعو الله جل وعلا أن يعيننا على الاستمرار


لا بأس من إختلافات وجهات النظر فيما بيننا . 

وجهات نظرى التى لا أفرضها على أحد فيما تفضّل به الأحبة :

1 ـ خاتم النبيين أكثر دلالة من آخر النبيين . وهى عندى تعادل القول ب ( خاتم المرسلين من رب العالمين )

2 ـ  ( ذو الأيد ) تعنى أصحاب القوة ، وبالتعبير القرآنى ( أولو العزم ) قال جل وعلا (  وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ (45)  ص ) وسبق ذكر النبى داود ووصفه بأنه ( اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) ص ). وهنا أمر لخاتم النبيين بالصبر إقتداءا بالنبى داود ذى الأيد . وجاء أمر آخر لخاتم النبيين بالصبر والاقتداء بأولى العزم من الرسل : ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ (35) الاحقاف ).وسياق قصة داود فى سورة (ص ) تؤكد ان الحديث عن نبى واحد ، وقصة الخصمين جاءت فى معرض المدح له وليس الذم ، خصوصا مع بداية أمر النبى محمد بذكر النبى داود ( اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17)  ) ص ). وسبق التعرض لقصة داود فى كتاب منشور هنا عن هجص القرطبى .

3 ـ تسعدنى تعليقات الاستاذ بن ليفانت مع إختلافى مع بعضها . ويظل موضوع الطوفان نقطة خلاف بيننا . أنا أرى أنه عمّ وأغرق الكرة الأرضية ، وأن البشر بعد نوح من ذرية نوح . وهو يخالفنى ، وأحترم حريته فى الاختلاف الفكرى . 

4 ـ كل عام وأنتم بخير .

3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ٠١ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84212]

كل عام وانت بخير د نهاد حداد


ورجاءا ألّا تحرمى الموقع من إطلالتك وعقلك الجميل .

هذا الموقع يزدهر بباقة من أولى الألباب ، أدعو الله جل وعلا أن يهدينا الى الصواب ، وأن يجمعنا يوم الدين مع الأنبياء والشهداء والصالحين والصديقين .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5111
اجمالي القراءات : 56,686,389
تعليقات له : 5,445
تعليقات عليه : 14,818
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي