آحمد صبحي منصور Ýí 2016-07-12
مقدمة :
1 ـ فى محاولة لإثبات أساطير الشفاعة قام أئمة الأديان الأرضية بتأويل آيات إستغفار النبى ليجعلوها شفاعة للنبى ، وتوارث الناس هذا قضية مسلّمة دون نقاش .
2 ـ دعنا نتدبر آيات إستغفر الأنبياء من خلال القرآن الكريم ، راجين التوفيق من رب العزة جل وعلا :
أولا : إستغفار النبى لنفسه:
1 ـ هذا فى حدّ ذاته ينفى عصمة النبى و شفاعته للآخرين ، فإستغفار النبى لنفسه يعنى وقوعه فى ذنب ، وخوفه من عذاب يوم عظيم . ولقد تكرر فى القرآن الكريم ثلاث مرات خوف النبى محمد من عذاب يوم عظيم ـ إن عصى ربه جل وعلا (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) الأنعام) ، ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) يونس 15 ) (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) الزمر ) وقالها النبى صالح عليه السلام : (فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) هود )
2 ـ وجاءت فى مكة ـ وقت الاضطهاد ــ أوامر لخاتم النبيين بالصبر وأن يستغفر لذنبه ، وان يسبح بحمد ربه جل وعلا ، يقول جل وعلا له :( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ (55) غافر )
3 ـ وجاءت له أوامر عند النصر والفتح بأن يسبح بحمد ربه جل وعلا وأن يستغفره : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3) النصر ) ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً (3) الفتح ). أى إنه عليه السلام كان مأمورا بالاستغفار فى كل الأوقات حتى يغفر الله جل وعلا ذنوبه .
4 ـ وبالتالى كان الأمر بالاستغفار هاما حين يقع فعلا فى ذنب يستوجب الأمر له بالاستغفار . وحدث هذا حين تعجّل بتزكية مجرم دون أن يتثبت من الأمر ، وكان أهل هذا المجرم قد خدعوا البنى فصدقهم النبى ودافع عن ابنهم فقال جل وعلا له عليه السلام :( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً (105) وَاسْتَغْفِرْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (106) وَلا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً (107) يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً (108) هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (109) النساء ). وقد عرضنا كثيرا لهذه الآيات فى مقالات وفى خطبة للجمعة .
ثانيا : الاستغفار عبادة يتشارك فيها النبى والمؤمنون معه
1 ـ المشاركة فى الاستغفار واردة ، أن يستغفر النبى للمؤمنين وأن يستغفر المؤمنون لبعضهم البعض ، بإعتبار أن الاستغفار ـ فى حدّ ذاته ـ دعاء وعبادة . ونقرأ قوله جل وعلا لخاتم النبيين ـ فى أعظم تكريم له ـ عن قيامه الليل هو وأصحابه المؤمنون : ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) المزمل ).
2 ـ نتدبر فى الآية الكريمة قول رب العزة جل وعلا للنبى والمؤمنين : ( فَتَابَ عَلَيْكُمْ )، وهذه التوبة كانت عن ذنوب كان الاستغفار عنها والتوبة منها، وقول رب العزة جل وعلا للنبى والمؤمنين فى ختم الآية الكريمة : (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )، فالاستغفار هنا عبادة مأمور بها النبى والمؤمنون معه ، وهنا الحديث عن الصحابة الذين كانوا يقيمون الليل مع النبى محمد عليه السلام ، مع مشاغلهم فى طلب الرزق وفى الجهاد والقتال . وقد نزلت ألاية الكريمة بالتخفيف عنهم فى قيام الليل ، وهو عبادة تطوعية لا يقوم بها إلا من يريد أن يكون يوم القيامة من السابقين المقربين من رب العزة جل وعلا. ومع هذا فلهم ذنوب تستوجب التوبة والاستغفار ..!!
ثالثا : النبى يستغفر للمؤمنين كما يستغفر لنفسه
1 ـ يتأكّد هذا بقوله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) (19) محمد ). أى فطالما يستغفر المؤمنون لأنفسهم فالنبى يستغفر لهم . والاستغفار يعنى طلب الغفران يوم القيامة ، أو طلب الرحمة يوم القيامة.
2 ـ ، وهذا قريب من صلاة المؤمنين (على ) النبى ، وصلاة النبى فى حياته ( على المؤمنين ). وهذه الصلاة تعنى ( الرحمة ، أى طلب الرحمة ). والله جل وعلا وملائكته ( يصلون على ) ، والصلاة بمعنى الرحمة ، يقول جل وعلا للمؤمنين : ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (44) الاحزاب ).ويقول رب العزة جل وعلا عن المؤمنين الصابرين : ( وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة ). والنبى محمد عليه السلام كان مأمورا أن (يصلى على ) المؤمنين التائبين ، يقول جل وعلا له : (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) التوبة )، والله جل وعلا ـ فى المقابل ـ قال إنه ( يصلى على) النبى هو وملائكته، وامر المؤمنين بالصلاة على النبى أى الدعاء له بالرحمة،: يقول جل وعلا:(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56) الاحزاب ).
3 ـ أرجو إعادة التدبر فى الآيات الكريمة السابقة للتأكد من المساواة بين النبى والمؤمنين ، وأنه ليس فى الأمر تقديس وعبادة للنبى كما يزعم الهجص السنى وغيره .
رابعا : النبى يستغفر للمؤمنين التائبين تعضيدا لتوبتهم :
1 ـ أخوة يوسف أعلنوا توبتهم أمام أبيهم وطلبوا منه تعضيد توبتهم بأن يدعو الله جل وعلا أن يغفر لهم : ( قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98) يوسف ) .
2 ـ ونفس الحال مع المؤمنين فى عهد خاتم النبيين ، والذين كانوا يسـتأذنونه فى الانصراف عند حضور مؤتمرات الشورى الجماعية والتى كانت فرضا على جميع المؤمنين والمؤمنات ، يقول جل وعلا :( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62) النور ) . وإذا حدث تجاوز فى مجالس الشورى من بعض الحاضرين فعلى النبى أن يعفو عنهم وأن يستغفر لهم ، فقد جعله الله جل وعلا ليّنا ، ولم يكن فظا غليظ القلب ، يقول جل وعلا : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) آل عمران )
خامسا : إستغفار النبى للمنافقين
1 ـ كان المنافقون نوعين : نوع أدمن النفاق ولم يصدر منهم قول أو فعا يفضح نفاقه ، ونوع فضحته أعماله وأقواله .
2 ـ ومن هذا الصنف الأخير من كان يحلف بالكذب . وكان النبى يستغفر لهم إذا أقسموا أنهم ما قالوا وما فعلوا، ومنهم من كان يسخر من المؤمنين المتبرعين بأموالهم للجهاد ، فقال جل وعلا عنهم للنبى : ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) التوبة ) .
3 ـ وبعضهم كان إذا دُعى لأن يأتى للنبى معترفا بذنبه مستغفرا أمام النبى فكان يرفض ، وهذا الصنف قال عنه رب العزة : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) المنافقون )
سادسا : المنافقون والاستغفار والتقاضى أمام الرسول عليه السلام :
نتدبر فى هذا قول رب العزة جل وعلا هذه الآيات من سورة النساء :
1 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)). المُطاع واحد ، وهو رب العزة جل وعلا فى كتابه الكريم ، والذى يحكم به الرسول وأولو الأمر أى اصحاب الشأن والاختصاص . وعند التنازع تظهر حقيقة الايمان لدى المؤمنين المخلصين ، فهم يبتغون الحق من خلال الحكم بالقرآن ويذعنون اليه . وهذا المراد بقوله جل وعلا : (إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59 ).
2 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60)). ولهذا رسب المنافقون فى هذا الاختبار الايمانى ، زعموا الايمان بالقرآن الكريم ، ولكن أرادوا الاحتكام الى ( الطاغوت ).
و ( الطاغوت ) فى المصطلح القرآنى هو كتب الأديان الأرضية المقدسة بوحيها الشيطانى ، فذلك أكبر طغيان على الحق الالهى . ( راجع هذا المعنى فى سور البقرة 256 : 257 ، النساء 51 ، المائدة 60 ، النحل 36 ، الزمر 17 : 18 )، وهم مأمورون بالكفر بهذا الوحى الشيطانى ( ومنه البخارى وأمثاله )، والعادة أن يرفض المنافقون فى كل عصر الاحتكام الى كتاب الله ويبتغون الاحتكام الى كتب الطاغوت المأمور بالكفر بها . ولهذا هم يرفضون إتباع ما أنزل الله ويتمسكون بما وجدوا عليه آباءهم . وهذه هى مشكلتنا مع الوهابيين وسائر السلفيين الشيعة والصوفية .
3 ـ ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61)). هذا عن رفضهم الحضور أمام النبى للتحقيق معهم وإسماعهم ما نزل من القرآن الكريم بشأنهم . كانوا يصدون عن هذا. ونرى أن ما ( انزل الله ) يعنى الرسالة القرآنية التى كان يحكم بها الرسول محمد عليه السلام .
4 ـ ( فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) ) أى عندما تحل بهم مصيبة عقابا على ما قدمت أيديهم وبسبب عدم توبتهم عندها يأتون للنبى يحلفون ـ كذبا ـ أنهم ما كانوا يريدون إلّا إحسانا وتوفيقا .
5 ـ ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) ) والنبى مأمور ـ حينئذ ـ بالاعراض عنهم ووعظهم ـ دون عقابهم .
6 ـ ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً (64) ). وهنا يوضح رب العزة ما كان ينبغى عليهم أن يفعلوه إذا أذنبوا ، أن يأتوا للنبى معترفين بالذنب تائبين ، مستغفرين الله جل وعلا ، وبناءا على إستغفارهم وتوبتهم العلنية الحقيقية يستغفر النبى لهم ، عندها يغفر الله جل وعلا لهم ويرحمهم يوم القيامة من عذاب الجحيم
7 ـ ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65) النساء )). وهنا معنى الايمان الحقيقى ، فى الاحتكام الى ما أنزل الله جل وعلا ، والتسليم بالحكم المقضى به .
8 ـ واضح أن هذا عن الخلافات والمنازعات التى كان المنافقون طرفا معتديا فيها ، ويرفضون الانصياع الى التقاضى أمام النبى الذى يحكم بينهم بما أنزل الله جل وعلا . والواقع أنهم ما كانوا يرضون الاحتكام إلا عندما يكون الحق معهم لأنهم كانوا يثقون فى عدل الرسول عليه السلام ، فإذا كان الحق عليهم وكانوا المعتدين رفضوا التقاضى ، وفى هذا يقول عنهم رب العزة جل وعلا : ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمْ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمْ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقِيهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ (52) النور).
سابعا : النبى والمؤمنون والاستغفار للمشركين :
1 ـ ابراهيم عليه السلام وعظ أباه الكافر : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً (41) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنْ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً (43) يَا أَبَتِ لا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً (45)مريم ) ، فرفض أبوه الكافر : ( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً (46)) فأعلن ابراهيم إعتزال أبيه ووعد أن يستغفر له : ( قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّاً (48) مريم )، ( إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) الممتحنة ).
وظل ابراهيم يستغفر لأبيه حتى بعد أن أنجب اسماعيل واسحاق : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) ابراهيم ) . ثم كفّ عن الاستغفار لأبيه عندما تبين له أن أباه عدو لرب العزة جل وعلا .
2 ـ وكان خاتم النبيين يستغفر لعمه أبى لهب ، بعد أن تبين له أن أبا لهب عدو لرب العزة ، من هنا نزل قوله جل وعلا للنبى محمد وللمؤمنين : ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) التوبة ).
أخيرا : حاجة تقرف .!!
1 ـ تقربا للعباسيين وطعنا فى العلويين أبناء على بن أبى طالب زعم الرواة السنيون هجصا بأن أبا طالب مات كافرأ ، وأنه المقصود بآية سورة التوبة السابقة ( 113 ) ، وابن إسحاق العميل العباسى روى هذا الهجص زاعما أنه سمعه من أحد العباسيين، تقربا للمهدى العباسى ،يقول : ( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدّثَنِي الْعَبّاسُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبّاسٍ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ، قَالَ مَشَوْا إلَى أَبِي طَالِبٍ فَكَلّمُوهُ؟ وَهُمْ أَشْرَافُ قَوْمِهِ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ وَأُمَيّةُ بْنُ خَلَفٍ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ فِي رِجَالٍ مِنْ أَشْرَافِهِمْ فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ إنّك مِنّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ وَقَدْ حَضَرَك مَا تَرَى، وَتَخَوّفْنَا عَلَيْك، وَقَدْ عَلِمْتَ الّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَ ابْنِ أَخِيك، فَادْعُهُ فَخُذْ لَهُ مِنّا، وَخُذْ لَنَا مِنْهُ لِيَكُفّ عَنّا، وَنَكُفّ عَنْهُ وَلِيَدَعَنَا وَدِينَنَا، وَنَدَعَهُ وَدِينَهُ فَبَعَثَ إلَيْهِ أَبُو طَالِبٍ فَجَاءَهُ. فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي: هَؤُلَاءِ أَشْرَافُ قَوْمِك، قَدْ اجْتَمَعُوا لَك، لِيُعْطُوك، وَلِيَأْخُذُوا مِنْك. قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَعَمْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ تُعْطُونِيهَا تَمْلِكُونَ بِهَا الْعَرَبَ، وَتَدِينُ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ. قَالَ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ نَعَمْ وَأَبِيك، وَعَشْرَ كَلِمَاتٍ قَالَ تَقُولُونَ لَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَتَخْلَعُونَ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ. قَالَ فَصَفّقُوا بِأَيْدِيهِمْ ثُمّ قَالُوا: أَتُرِيدُ يَا مُحَمّدُ أَنْ تَجْعَلَ الْآلِهَةَ إلَهًا وَاحِدًا، إنّ أَمْرَك لَعَجَبٌ قَالَ: ثُمّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ إنّهُ وَاَللّهِ مَا هَذَا الرّجُلُ بِمُعْطِيكُمْ شَيْئًا مِمّا تُرِيدُونَ فَانْطَلِقُوا وَامْضُوا عَلَى دِينِ آبَائِكُمْ حَتّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ. قَالَ ثُمّ تَفَرّقُوا... فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : وَاَللّهِ يَا ابْنَ أَخِي، مَا رَأَيْتُك سَأَلْتَهُمْ شَطَطًا، قَالَ فَلَمّا قَالَهَا أَبُو طَالِبٍ طَمِعَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي إسْلَامِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ لَهُ أَيْ عَمّ فَأَنْتَ فَقُلْهَا أَسْتَحِلّ لَك بِهَا الشّفَاعَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ فَلَمّا رَأَى حِرْصَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَيْهِ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي، وَاَللّهِ لَوْلَا مَخَافَةُ السّبّةِ عَلَيْك وَعَلَى بَنِي أَبِيك مِنْ بَعْدِي، وَأَنْ تَظُنّ قُرَيْشٌ أَنّي إنّمَا قُلْتهَا جَزَعًا مِنْ الْمَوْتِ لَقُلْتهَا لَا أَقُولُهَا إلّا لِأَسُرّك بِهَا. قَالَ فَلَمّا تَقَارَبَ مِنْ أَبِي طَالِبٍ الْمَوْتُ قَالَ نَظَرَ الْعَبّاسُ إلَيْهِ يُحَرّكُ شَفَتَيْهِ قَالَ فَأَصْغَى إلَيْهِ بِأُذُنِهِ قَالَ فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي. وَاَللّهِ لَقَدْ قَالَ أَخِي الْكَلِمَةَ الّتِي أَمَرْتَهُ أَنْ يَقُولَهَا، قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَمْ أَسْمَع.) . العباس حاضر فى الرواية ، والرواية منسوبة لابن عباس ، بعد موته بحوالى قرن من الزمان .
2 ـ ثم تتالت أحاديث أخرى فى ( هجص / صحيح مسلم ) بعد قرن من موت ابن اسحاق عن تعذيب أبى طالب فى جهنم عذابا هينا بسبب شفاعة النبى محمد فيه .
3 ـ وينقل القرطبى فى هجصه عن الاية الكريمة ( 113) من سورة التوبة : ( روى مسلم عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية ابن المغيرة، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله» فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب. فلم يزل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعرضها عليه ويعيد له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله. فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك» فأنزل الله عز وجل: {ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ}) .
4 ـ الجهل الفاضح هنا أن ( مسلم ) هذا الكذّاب ( صاحب الصحيح ) مولود فى نيسابور فى العصر العباسى الثانى عام 206 ، وتوفى عام 261 . بينما وُلد سعيد بن المسيب فى المدينة عام 14 ، ومات بها عام 94 ، فى العصر الأموى ، فمتى واين إلتقى هذا الكذاب ( مسلم القشيرى النيسابورى ) بسعيد بن المسيب ؟ .
5 ـ ثم كيف يروى سعيد بن المسيب الذى ولد فى المدينة حادثة حدثت فى مكة قبل هجرة النبى محمد الى المدينة ، وهو ـ سعيد بن المسيب ـ لم يكن صحابيا بل كان من التابعين ؟ .
6 ـ حاجة تقرف ..!!
متفقة مع حضرتك فى البعد عن مجالس الخوض فى ايات الله بغير حق ولكن ذلك كان فى عربة السيدات بمترو الانفاق وكنت مضطرة لاكمال طريقي للعمل .. وكنت من قبل دخلت فى سجال معهم فى ان عمل ابن آدم لا ينقطع بعد موته بالصدقة الجارية وحاولت اؤكد على الحقائق القرآنية بان ليس للانسان الا ما سعي وقد قوبلت بتعنيف شديد وكشروا عن انيابهم واحدي المنتقبات سالتني " انتى باه البيقولوا عليكم قرآنيين " !! فقولت كل مسلم هو قرآني فكالعاده نعتتني بالكفر!.. ولكن خشيتهم تلك المرة لان تقاسيم وجوهههم تحوي القسوة والعنف وقد امتلا المترو بالذقون والمنتقبات والمختمرات مصداقا قولة تعالى (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر ۖ يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا ۗ قل أفأنبئكم بشر من ذلكم ۗ النار وعدها الله الذين كفروا ۖ وبئس المصير ) .. اتمني الا اكون مذنبة بصمتي عن الحق وان يغفر الله لى ضعفي وقلة حيلتي وسط غالبيتهم التي لن تراعي فى مؤمن الا ولا ذمة
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,688,219 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
عدد الاسرائيليين : هل نقبل ماقال ة اليهو د دون تمحيص ؟ ألم يقل...
استعباد الأمازيغ: ما موقف الاسل ام من الاست عباد الذي تعرض له...
الرضاعة التى تحرّم : ابن خالتي متقدم لاختي واكبر منها ثمان سنين...
شذوذ النساء والرجال: ورد فى كتابك م (القر ن وكفى ) حكم اللات ى ...
الميتة المحرم أكلها: كيف نحدد الميت ة المحر م أكلها ؟...
more
كانت واقفه تقرا القرآن بصوت عالى واجش !! جعلتني لا استطيع التركيز فيما اقرا من كتاب الله فى اواخر ايام شهر رمضان الاخير وكنت سابدا فى سورة الاحقاف وعندما انتهيت من القراءة بعلو الصوت اغلقت المصحف وبدات تعظ الناس بعظمة وجلالة النبي محمد ولم تتكلم باى شئ عن مالك الملك وقالت اننا فى احتياج الى شفاعته وان الاعمال تعرض علية كل اثنين وخميس وذكرت هذا الحديث ان من يصلي علية يرد الله لة روحه ليرد علية السلام !! ولا ادري كيف ترد الروح له علية السلام عند كل صلاة علية ويعاد لة روحه ويعاد موته مرة اخري !! .. وعندما انتهيت بدا اقرا سورة الاحقاف وكأنها ترد على هؤلاء المشعوذين الجهله (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) .. وصدق ربي العظيم وكذب بخاريهم
دام قلمك وسلم قلبك المطمئن بالايمان دكتور أحمد