آحمد صبحي منصور Ýí 2015-12-19
أولا :
1 ـ جاءت هذه الرسالة من واحد من أهل القرآن يستفتى فى موضوع الميراث والوصية .
2 ـ يقول : ( أنا الابن الثالث والأصغر لأبى الذى أنجب ثلاثة أولاد . توفى اخى الأكبر قبل موت أبى ، ثم توفى أخى الذى بعده بعد موت أبى . ثم ماتت أمى . ونحن الآن ( انا وزوجتى وابنى ) و( أرملة أخى الأكبر وأولادها وبناتها ( 2 + 2 ) ) و( أرملة أخى الثانى ( ولد + بنت ) ) نعيش فى بيت يتكون من ثلاثة طوابق . رغبت فى بناء طابق رابع لى فاحتجت ارملة اخى الأكبر وارملة أخى الثانى ، وكل منهما طالبت بالميراث من ابى . أنا من المدمنين على قراءة فى موقع ( أهل القرآن ) . وقرأت كتابك عن الميراث والفتاوى عن الوصية للوارث . وكتبت تعليقات باسم مستعار . ولكن لم أجد الاجابة على حالتنا . أنا لا أريد أن آكل حق اليتامى من ابناء اخوتى ، وهما اخوتى أصحاب فضل على ّ ، لأننى الوحيد الذى تعلم وهم من كان ينفق على تعليمى ، ولا أتذكر لهما إلا كل الخير . ولكن المشكلة فى تحديد التركة التى هى الآن بالمُشاع . واسمح لى بالشرح : والدى يرحمه الله ـ كان يعمل فلاحا وصيادا للسمك . وبسبب سُمعته الطيبة فقد تزوج من فتاة أهلها فى مستوى أعلى منه إجتماعيا وماديا . وكان بيت والدى فى البداية من الطوب النيىء وآيل للسقوط لأنه ورثه عن أبيه . وعشت طفولتى فى هذا البيت المتواضع . ولكن أخوالى كانوا يشعرون بالحرج من البيت الذى تعيش فيه اختهم والدتى ، وحدثت مشاكل بين أبى وأمى ، وبين أمى واخوتها بسب أن بيتنا غير مناسب لبنت فلان من العائلة الفلانية . وحلا للمشاكل فقد أعطى خالى الأكبر لأبى خمسين ألف جنيه سُلفة ليبنى بيتا مناسبا على أن يسدد المبلغ لهم بالتقسيط . وبنى والدى البيت الجديد من دور واحد فقط . ولكى يسدد أقساط البيت أخرج أخى الأكبر من الجامعة وسافر الى الأردن ليعمل فى المعمار ويساعد فى تسديد الدين .وسدد أبى الدين . وتزوج أخى الأكبر وضاق علينا البيت فسافر أخى الثانى الى الأردن أيضا واستطعنا بناء الدور الثانى وعاش فيه اخى الاكبر وزوجتة وأولادهما . وتزوج أخى الثانى فاحتجنا الى بناء الدور الثالث ليعيش فيه أخى وزوجته . فى كل هذا الوقت كنت متفرغا للتعليم فأنا الأصغر . وتخرجت صيدليا وفتحت بمعونة أخوتى أول صيدلية فى المنطقة ، ونجحت فى عملى . وتزوجت فى الدور الأرضى مع أمى وأنجبت طفلى . ومات أخى الأكبر فى الأردن ، ثم مات أبى ، ثم مات أخى الثانى ، ثم ماتت امى أخيرا . وهى التى كانت فى حياتها المسيطرة على كل شىء ، وهى التى كانت تجمعنا على مائدة الافطار والغذاء والعشاء ، وفى حياتها وبسبب شخصيتها القوية فلم يفتح أحد موضوع الميراث ، وكل منا مكتفى بما معه . وبعد موتها تفرق الجميع ، ونشبت الخلافات بين زوجتى وسلفتها ام علاء وام فتحى ، وتفاقم الخلاف حين أرادت زوجتى ان أقيم لها الدور الرابع ، وتنتقل من الدور الأول اليه ، ويظل الدور الأول مشاعا للجميع . رفضت أم علاء وام فتحى ، وكل منهما تطلب الميراث . كل منهما تقول أن زوجها بنى البيت بعرقه ، مع أنى سأبنى هذا الطابق الرابع على نفقتى . ويكون الدور الأرضى للجميع ، ولكن كل منهما تريد أن تشمل التركة الصيدلية التى هى فى يدى . قلت لهما بحسب الشرع فإن أخى الأكبر الذى مات فى حياة أبيه لا يستحق الميراث ، وليس لأولاده سوى الوصية الواجبة ، وهى فى حدود الثلث ، أى الدور الذى يعيشون فيه الآن هو حقهم . أما أخى الثانى الذى مات بعد الوالد رحمه الله فهو يرث ، ويمكن تقسيم باقى التركة على هذا الاساس . وكما قرأت فى كتابك عن الميراث فلأمى فى تركة أبى (الثمن) ، لأنها الزوجة ، والباقى ينقسم بالتساوى بينى وبين أخى . ونصيب أخى يذهب لزوجته وأولاده . وهو الآن الدور الذى يقيمون فيه فعلا . وقلت : إن أمى ترث السدس من تركة أخى الثانى . وبعد موتها فأنا الوارث الوحيد لها . اى من حقى أن أرث الدور الأول الذى أعيش فيه . وأنا متنازل عنه ليكون ملكية مُشاعة للعائلة كلها ، مقابل السماح لى ببناء الدور الرابع ليكون خصوصية لى لأننى وزوجتى لا نشعر بالخصوصية فى الدور الأول ، فالضيوف يأتون لنا أو يمرون علينا . والأولى بهذا الدور الأرضى أن يكون للجلسات العائلية واستقبال الضيوف. السؤال الان يا دكتور أحمد : هل هناك ظلم فيما أعرضه عليهم ؟ وهل لهم حق فى الصيدلية ؟ هذه الصيدلية كانت بالايجار ثم إشتريتها من أرباح الدواء . )
ثانيا : أقول عموما :
1 ـ الورثة ومن تكون لهم الحق فى الوصية هم ( الأقربون ) وليس مجرد الأقارب أو ذوى القربى أو أولو القربى . يقول جل وعلا فى أول آية فى تشريع الميراث:(لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (7) النساء ) الأقربون هم أقرب الأقارب وهم الزوج أو الزوجة ، والأب والأم ، والأولاد ذكورا وإناثا . مجرد الأقارب لا يرثون لأن الله جل وعلا يقول فى الآية التالية : ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (8) النساء ) . هنا قال أولو القربى أى الأقارب العاديون ، وليس ( الأقربون ) . أولئك الأقربون هم أيضا الأحق بالوصية دون الأقارب العاديين ، يقول جل وعلا : ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) البقرة ). لم يقل للوالدين وذوى القربى أو أولى القربى بل ( الأقربين )
2 ـ مصطلح ( الأقربون ) متحرك ، فالاولاد هم الأقربون الورثة وأصحاب الحق فى الوصية . والأخوة فى وجود الأولاد هم أولو القربى الذين لا يرثون ولا حق لهم فى الوصية . ولكن إذا لم يكن للمتوفى أولاد فيصبح الأخوة هم الأقرب من غيرهم ، وهم الذين يرثون محل الأولاد كما فى حالة الكلالة . يقول جل وعلا : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176) النساء ).
3 ـ قوله جل وعلا : ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) البقرة ) هى فيمن أشرف على الموت ولم يوصّ ، عندما يحضره الموت دون أن تسبق له الوصية فعليه أن يتدارك الأمر ويقوم بالوصية . أو يوصيهم بتنفيذ ما وصى سابقا ، أو بتعديلها .
4 ــ ويصح ويجوز للمؤمن أن يوصى وهو فى صحته قبل أن يحضره الموت .
5 ـ وخارج نطاق الوصية يجوز له أن يهب من ماله لبعض الأقارب الذين ليس لهم الحق شرعا فى تركته ميراثا ووصية، ولكنهم مستحقون لأسباب خاصة . بمعنى أن اباك فى حياته فقد إبنه الأكبر بالموت ،وهذا الابن الأكبر أفنى حياته فى تكبير الثروة ، ثم مات ولم يعد وارثا ، بل وترك ذرية ضعافا لا يرثون ويعيشون فى كنف جدهم . عند موت هذا الجد ( والدك ) لن يرثوا لأنهم سيكونون محجوبين بالأقربين الذين هم أبناؤه وزوجته . من الممكن للأب أن يهب لهم شيئا يكتبه باسمهم مساويا لما أسهم فيه أبوهم ( الابن المتوفى فى حياة أبيه ) . وهذه ليست وصية بل هى هبة ، أو بيعا وشراءا لصالحهم .
6 ــ ولا ننسى أن تشريع الميراث هو مجرد أوامر تشريعية يخضع تنفيذها للمقصد الأعلى فى التشريع الاسلامى وهو العدل والقسط . أو المعروف ، أى المتعارف على أنه عدل وقسط . وبالتالى فيمكن التدخل فى إصلاح الفجوات فى الظروف الخاصة بمنطلق العدل حرصا على إقامة القسط .
ثالثا : أقول : على وجه الخصوص فى مشكلتكم :
1 ـ فى إجتماع خاص عائلى،ويحضره بعض الموثوق بهم من المحاسبين والمحامين ، يجرى حصر ما أسهم فيه اخوك الأكبر فى سداد السلفة ، وما اسهم فيه من نفقات أخرى . ونفس الحال مع الابن الثانى أخيك الثانى ، سواء فى بناء الدور الثالث وغيره وفى شراء الصيدلية ، وما قمت به أنت فى شراء الصيدلية . يتم الحساب بسعر اليوم سواء الاسهامات فى البناء أو سعر الوحدة السكنية فى بيتكم . وليكن المعيار هو سعر الذهب وقتها واليوم .
2 ـ هذا لا دخل له على الاطلاق فى حقك فى أن تبنى دورا رابعا لك ولأولادك . مع الأخذ فى الاعتبار أن أساس البيت يسمح بتحمل بناء دور إضافى .
3 ـ أُحييك على تحرى العدل وعلى إعترافك بجميل أخويك . وأنتظر أن تكون لأبنائهم نعم العم الرفيق الحنون .
5- فلأبناء إخوتك ( عليهم رحمة الله ) 40 % فى كل ما تمتلك من صيدليات ،وأموال فى البنوك ومن ارض و ممتلكات أخرى نتجت عن ارباح الصيدلية . وذلك كمُساهمين منذ اللحظة الأولى برأس المال له 50% . وأنت (بعملك وإسمك ومهنتك وتخصصك كصيدلى ومحافظتك على المشروعات وتنميتها ) ب 50 % ..ومع ذلك سنقتطع من حقهم 10% كمرتب لك . فسيُصبح نصيبك اليوم ،وبتقييم سعر اليوم فى (ملكية الصيدليات كأرض إذا كانت كلها تمليك ) وكإسم تُجارى ،وكأدوية خالصة القيمة بعد خصم ثمن ما لم يُدفع ثمنه للشركات حتى اليوم (60%) . وسيصبح لهم (40%) صافى فى كل ممتلكاتك التى نتجت عن ربح الصيدليات دون أن ينقص جنيه واحد. اما لو كنت سافرت ،او إقترضت من البنوك وفتحت صيدليات اخرى ،او إشتريت املاك من ناتج هذا السفر او القرض فليس لهم اى نصيب فيما إشتريته من سفرك او من قرض البنوك .
6- اراك يا دكتور يا زميلى العزيز تتحرى الصدق والعدل .فتأكد أن رب العزة جل جلاله سيجازيك خيرا على إقامتك للقسط و للعدل بينك وبين ابناء إخوتك ،وسيرزقك من حيث لا تحتسب ،ونسأل الله أن يرزقنا وإياك رضوانه ،وتأكد يا زميلى العزيز أن صيدليات وأموال الدنيا كلها بأرباحها . لا تساوى واحد على مليار من رضوان الله ورحمته جل جلاله لنا فى الدُنيا والآخرة .
تحياتى لك ولأستاذنا الدكتور منصور ، وبارك الله فيكما ، ورحمة الله علينا وعلى والديك وإخوتك .
ربنا يتم نعمه عليك دكتور احمد ..
كثيرا ما نستشعر الظلم فى بعض ايات المواريث لان البنت تجهز وتنفق كالولد الان ولا تزال ترث النصف وهم اصحاب التراث يجهلون الناس بشان فريضة الوصية والتي بها يتحقق العدل لان كل اسرة ادري بظروفها وربما هناك اخ او اخت احق بالمزيد فجعل الله سبحانة وتعالي الوصية لكي تعدل دافة الحقوق
السلام عليكم
فيما يخص حظ الأنثى و إرث أبناء الإبن المتوفي. هناك رأي للدكتور شحرور أقنعني و مبين من القرأن. أرجو من الأخ أن يقرأ كتابه (نحو أصول جديدة للفقه ألإسلامي) و كذلك كتاب الميراث للدكتور منصور.
بارك الله فيكم
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,685,409 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول هل ( يزول ) هو ( يزال ) وهما فى...
لا تهتم به .!: كنت اتناق ش مع زميل مسيحي في العمل فقال لي ان...
( كبد ) من تانى .!!: الأيه الكري مة التي تقول " لقد خلقنا...
شهادة المحمديين : ماذا تعني شهادة أن محمد رسول الله عند...
النظر الحرام: هل النظر حرام ومن الكبا ئرأم من الصغا ئرأو ...
more
ربنا يبارك فيك استاذى دكتور منصور - ويبارك فى علمك ،واخلاقك العالية . وفى دعوتك الدائمة المُستمرة إلى تحرى العدل والإحسان فى المعاملات بين الناس ...الموضوع غاية فى الأهمية ، ومُتكرر يوميا وينطبق على الاف ،بل ربما ملايين الحالات فى مواريث عائلات المُسلمين . ، (لو رفعنا الصيدلية ووضعنا مكانها اى مشروعات أخرى ) . ويفتح بابا رائعا فى إقامة العدل وهو (حساب جهد ومجهود الأبناء ،ومُشاركتهم فى الحفاظ على ثروات ابيهم أو أمهم وتنميتها وحسابه وإستقطاعه وخروجه من التركة ،وكأنه دين على الأب أو الأم واجب سداده ،ثم تقسيم التركة من بعده ) .....
-- ولزميلى الصيدلى النموذج الرائع فى تحرى العدل وتقوى الله . لو سمح لى بالمُشاركة (كصيدلى ) فى إبداء الرأى فى موضوع الصيدلية من خلال خبرة 30 سنه كصيدلى حُر صاحب صيدليه .. أقول .
من خلال رسالة حضرتك فهمت الآتى . 1- أن إخوتك ووالدك (عليهم رحمة الله ) هم الذين فتحوا لك الصيدلية الأولى ..... 2- انك إشتريتها (كمحل وأرض ) وحولتها من إيجار إلى تمليك من ارباحها
..3- وانك قلت (الصيدلية الأولى ) وهذا يعنى أن لك صيدلية أخرى، وربما صيدليات تحت اسماء صيادلة آخرين .....4- ان شراء الصيدلية الأولى وتحويلها من إيجار إلى تمليك ،وفتح صيدليات أخرى تم من ارباح الصيدلية الأولى ، ولم تُسافر إلى السعودية أو الكويت (مثلا ) لتشترى الصيدلية أو لتفتح صيدليات أخرى ،ولم تقترض من البنوك لعمل هذا ، ولم يُساعدك أهل زوجتك فى هذا (يعنى من الاخر -كله من ارباح الصيدلية ) .... وبناءا عليه اقول ..