آحمد صبحي منصور Ýí 2015-11-16
1 ـ هذه قصة حقيقية من ذكريات الشباب:
زميل لنا فى الجامعة أطلقت عليه لقب ( ريفى بهرته أضواء المدينة ) ، كان قرويا صعيديا إحتفظ فى داخله بالكثير من النقاء والرومانسية . كان شاعرا حالما ، لديه إستعداد للإنبهار بأى جديد فى القاهرة تقع عليه عيناه . سكن فى شقة فى العباسية مع بعض زملائه ، وكان يحلو أن يسهر حالما فى بلكونة الشقة . لفت نظره فى شرفة مقابلة فى طابق علوى فى عمارة فى الشارع المقابل ، رأس فتاة ذات شعر أصفر ذهبى تجلس دائما فى البلكونة ، تخيلها ساكنة شاردة مثله . كلما دخل البلكونة نهارا أو ليلا وجدها فى مكانها . أشار اليها بيده ، ولكن دخل شخص بلكونتها ، فأسرع زميلنا تاركا مكانه ، ورجع متسللا متلصصا فوجدها فى إنتظاره . إنشغل زميلنا بهذه الفتاة ذات الشعر الأصفر الذهبى ، ونطق فيها شعرا ، وأصبح حبه لها وأشعاره فيها مدار الحديث بين أصدقائه وزملائه . وكان بعضهم يشاغبه بأنه حُبُّ من طرف واحد ، ومازحه آخرون بأنه لا يعرف عنها شيئا ، فمن الممكن أن لا تكون بنت صاحب الشقة ، ربما تكون زوجته . وربما تكون مخطوبة . دافع صاحبنا عن حبه بكل ما يستطيع من لوعة وهيام ، وأعلن عن عزمه على التقدم لخطبتها . وكلم صاحبة العمارة التى يسكن فيها لتتحرى عن فتاة البلكونة وأسرتها . السيدة الفاضلة تطوعت بالتحريات ، وجاءت بالخبر اليقين ، إنها طالبة فى الجامعة فى السنة النهائية وأبوها ناظر مدرسة ثانوى . وبالتالى فلن يوافق أبوها على أن يتقدم لها طالب أزهرى فى السنة الأولى فى الجامعة مهما كان ثريا . وأمام تصميم زميلنا وافقت السيدة الفاضلة على أن تصحبه فى زيارة اليهم . ارتدى زميلنا أفخر ما لديه ، وذهب مع السيدة الفاضلة وزوجها يحمله الشوق الى رؤية الحبيبة . ورحب بهم الأب الناظر . وجاءت الفتاة تحمل صينية الشربات ، وتسبقها إبتسامتها ، ونظر اليها زميلها ، وكانت المفاجأة الأولى إنها ليست صاحبة الشعر الأصفر الذهبى . كتم مفاجأته ، وهمس للسيدة الفاضلة إن كانت لهم بنت أخرى ذات شعر أصفر ذهبى . فأكدت له هامسة أن هذه الفتاة هى إبنتهم الوحيدة على أربعة من الأشقاء تزوجوا واستقلوا بالسكن . فهمس لها مؤكدا أن الفتاة التى يراها فى بلكونتهم صاحبة شعر أصفر ذهبى . وأنه تأكد من وجوها فى البلكونة قبل أن ينزل ويأتى الى شقتها . وتحيرت السيدة الفاضلة وتهامست مع زوجها المحترم . إقترح الزوج المحترم أن يذهب الزميل الى البلكونة . وإستأذنوا الأب الناظر على الخروج للبلكونة للإستمتاع بنسمة الهواء . أوسع لهم الأب الطريق . دخلوا البلكونة . وكانت المفاجأة الكبرى ، كانت هناك فى البلكونة حزمة كبيرة من البصل المجفف معلقة على الحائط ، تبدو لأى من ينظر من بعيد أنها رأس فتاة ذهبية الشعر . .!!
2 ـ زميلنا الحالم الشاعر أمضى ليالى طوالا ساهدا مغرما بفتاة رائعة الجمال ذات شعر ذهبى . قال فى حبيبته ذهبية الشعر أجمل أشعاره ، وعاش فى أحلام يقظته يتخيلها بين أحضانه ، ويداعب شعرها الذهبى .. وفى النهاية إستيقظ من أحلامه على ( بصل ). تمتع زميلنا بعدها بلقب أطلقته عليه وهو ( حبيبى يا بصل ).!!
3 ــ مصيبة زميلنا الحالم هينة ومؤقتة . عاش أحلامه فترة وأفاق منها سريعا بأقل قدر ممكن من الخسائر ، وتزوج وأنجب ، وربما يتذكر ( حبيبى يا بصل ) فيقهقه ضاحكا .
المصيبة ليست فى ( حبيبى يا بصل ) المشكلة فى ( سيدى يا بصل ) . أولئك الذين يصنعون بخيالاتهم آلهة ، يتقربون لهم بالنذور والقرابين ، ويتوسلون بهم فى الأزمات والكروب ، هذا القطيع البشرى صاحب ( سيدى يا بصل ). هو يخسر فى الدنيا ـ خسارة مؤقتة ـ ويخسر فى الآخرة ـ خسارة خالدة .
4 ـ تخيل أحدهم يقدم النذور والقرابين لقبر مقدس ، تدفعه أوهامه وخرافاته المقدسة الى الايمان بأن المدفون فى القبر سيسعد بهذه النذور والقرابين. تأمل كيف يرزقه الله جل وعلا مالا فيقتطع من الرزق الذى أنعم الله جل وعلا عليه به جزءا يقدمه الى ( إله وهمى مجهول ) ، وهو يحسب أنه يحسن صنعا. يقول جل وعلا عنهم ( وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًۭا مِّمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ ۗ تَٱللَّهِ لَتُسْـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ ﴿٥٦﴾ النحل ).
يقف أمام القبر المقدس للحسين معتقدا أن الحسين بداخله ، أو رأس الحسين بداخله . هو لا يعلم أن رأس الحسين لم تأت للقاهرة مطلقا . ولا يعلم أنه حين قُتل الحسين فى كربلاء لم تكن القاهرة موجودة أصلا ، فبين تأسيس القاهرة ومقتل الحسين حوالى ثلاثة قرون . ولا يعلم أنه يستحيل على أحد تمييز جمجمة الحسين عن جمجمة يزيد بن معاوية . هو لا يعلم شيئا عن الشىء المدفون تحت القبر المقدس المنسوب لرأس الحسين أو للحسين نفسه . هو نفس الحال مع كل من يقف أمام ( قبور ) الحسين ، وأمام ( قبور أخته السيدة زينب ).
هذا الذى يقف متبتلا أمام القبر المنسوب للسيدة زينب فى القاهرة يقدم له النذور والقرابين لا يعلم أن السيدة زينب لم تأت مصر أبدا ، وأن بين موتها وتأسيس قبرها هذا حوالى تسعة قرون . الذى يقدم القرابين لقبر السيد البدوى فى طنطا ويهتف باسم سيده البدوى لا يعلم الإسم الحقيقى لهذا المقبور ، إسمه الحقيقى ( أحمد بن على بن ابراهيم ) ، والذى يتوسل بأبى الحسن الشاذلى يقدم القرابين لقبره المقدس فى ( حميثرا ) ويحجُّ اليه مع قطيع الحجّاج لا يعلم مثلهم الاسم الحقيقى للشاذلى ، وهو ( على بن عبد الجبار ) ..وهكذا الحال فى كل القطيع من البشر الذى يقدمون القرابين الى آلهة وهمية من نوعية : ( سيدى يا بصل )، يدفعون وهم متبتلون خاضعون يبتسمون .
5 ـ ولقد كان هناك قصر مهجور فى المطرية بالقاهرة فى السبعينيات ، ويعيش فيه بواب يحرسه ، وكانت غرفة البواب فى ركن من سور القصر ، وكان البواب يترك غرفته مُضاءة وشباكها مفتوح ، وفوجىء بأموال تُلقى عليه من الشباك . وعرف أن هناك من قطيع البشر ظنوا أن الغرفة هى ضريح لولىّ مقدس فتطوعوا بإلقاء المال اليه من الشباك . وإنتقل البواب من تلك الغرفة ، الى غرفة فى بير السلم داخل القصر ، وظل يتسلل الى غرفته القديمة يجمع ما يُلقى فيها من النذور . وهكذا تحولت غرفته الى أله وهمى مقدس من نوعية ( سيدى يا بصل ). !. يقصدها قطيع البشر يدفعون وهم متبتلون خاضعون يبتسمون .
6 ـ قطيع (سيدى يا بصل ) ليس مقصورا على الشيعة والصوفية ، بل يشمل أيضا السنيين . يكفى وجود شيخ ملتحى بميكروفون ينادى ( تبرع يا أخى لبناء المسجد ) ، وتنهال عليه التبرعات ، لا يسأله أحد عن إسمه ولا عن ظروف هذا المسجد والقائمين عليه ومدى ما جمعوا من مال وما أنفقوه وماتم بناؤه . هو إحتراف مستمر للنّصب والدّجل . وأتباع ( سيدى يا بصل ) يدفعون وهم متبتلون خاضعون يبتسمون .
7 ــ نفس الحال مع الكنائس .. يُديرها ويملكها كهنوت يزعم أنه تخلّى عن الدنيا ، وهم الأكثر حُبّا لها . يجمعون الأموال بالبلايين دون مساءلة ، ويقدمها لهم أتباع ( سيدى يابصل ) يدفعون وهم متبتلون خاضعون يبتسمون .
حكى لى فنان تشكيلى مسيحى أنه لا ينسى منظرا رآه فى طفولته . دخل الكنيسة وفتح باب حجرة فرآى القسيس يلتهم ـ وبصورة مقززة ـ ما لذ وطاب من الطعام والشراب المقدم نذورا للكنيسة ، وترسبت هذا المنظر فى داخله وغيّر فكرته عن أرباب الكنائس فصار لا دينيا من وقتها .
أنا بنفسى دعونى الى كنيسة وذهبت وحيدا ، وسألت عن من دانى ، وفتحت باب حجرة بطريق الخطأ فوجدت قسيسا شابا يجلس على مكتب وأمامه كم هائل من العملات الورقية يقوم بعدّه وحده . أغلقت الباب بسرعة . واسترجعت نفس المنظر فى عدّ أموال التبرعات فى المسجد . الفارق انهم فى المسجد مجموعة معا تتبع جمعية تقوم بعد المبلغ وإثباته . أما صاحبنا القسيس الشاب فقد كان وحده ، وأمامه ( تلُّ ) من الأموال تبرع بها المسيحيون الطيبون الغلابة من أتباع ( سيدى يا بصل ) يدفعون وهم متبتلون خاضعون يبتسمون.
8 ـ الغريب فى جميع أتباع ( سيدى يا بصل ) أن أحدهم إذا إشترى شيئا دقّق فى السلعة وساوم فى السعر ، واستحضر عقله وهو يشترى وهو يبيع ، ولا يسمح لأحد أن يخدعه ، ثم يفقد عقله تماما أمام القبر المقدس . وتراهم يقدمون النذور والقرابين عن طيب خاطر ،يدفعون وهم متبتلون خاضعون يبتسمون.
9 ـ ونعود الى قوله جل وعلا عنهم ( وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًۭا مِّمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ ۗ تَٱللَّهِ لَتُسْـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ ﴿٥٦﴾ النحل ).. وقد تدبرنا كيف أنهم يجعلون ( لما لا يعلمون ) نصيبا مما رزقهم الله جل وعلا ، أى يعطيهم الله جل وعلا الرزق فيعطون منهم لآلهة وهمية لهم لا يعلمون عنها شيئا .
يبقى أن نتدبر قوله جل وعلا لهم مهددا ومؤكدا :( تَٱللَّهِ لَتُسْـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ ﴿٥٦﴾ النحل ). هنا نقرأ أن رب العزة جل وعلا يقسم بذاته ( تَٱللَّهِ ) ثم بلام التوكيد ونون التوكيد الثقيلة أنه جل وعلا ليسألنّهم : ( لَتُسْـَٔلُنَّ ) عما كانوا يفترون فى دنياهم:( عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ ﴿٥٦﴾ النحل). نلاحظ أسلوب ( الالتفات ) هنا : بدأت الاية الكريمة بالحديث عنهم بصفة الغائب، يقول جل وعلا عنهم ( وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًۭا مِّمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ ۗ ) ، ثم كان الالتفات من أسلوب الغائب الى أسلوب الخطاب المباشر : ( تَٱللَّهِ لَتُسْـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ ﴿٥٦﴾ النحل ) ليكون وقع التأكيد والتهديد أشد وأثقل . ولأن هذه المُساءلة ستكون فى المستقبل ، فى اليوم الآخر جاء التعبير بالمضارع المستقبلى مُعزّزا بأثقل أساليب التأكيد . والمُساءلة المؤكدة هذا تعنى العقوبة لأنها عن جريمة الافتراء على الله جل وعلا ، لأنهم فى إفتراءاتهم ينسبون ما يفعلون الى دين الله جل وعلا . ينسبون الى رب العزة دينهم الأرضى فى تقديس ما لا يعلمون من البشر والحجر ، ويقدمون مال الله ورزقه الى ما لا يعلمون ، وفى النهاية يأكله أحقر خلق الرحمن جل وعلا من الكهنوت الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله .
10 ـ حزمة البصل المجفف المعلق على البلكونة فى قصة زميلنا القديم ( حبيبى يا بصل ) لم تؤذ أحدا ، بل هى طعام مفيد ، ونبات البصل فيه غذاء وشفاء . أما ( سيدى يا بصل ) فهو أوهام سامة ، وتجارة يربح منها الكهنوت السُّنى والشيعى والصوفى والبوذى والكنسى . ويوم القيامة سيُحمى عليهم فى نارجهنم بما اكلوه من سُحت .
أخيرا :
يقول جل وعلا : (يـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِنَّ كَثِيرًۭا مِّنَ ٱلْأَحْبَارِ وَٱلرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَ ٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَـٰطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۗ وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍۢ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا۟ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴿٣٥﴾ التوبة ).
ودائما : صدق الله العظيم .
-ايضا الأقدار جعلتنى بحكم مكان عملى - أن أكون شاهدا لمدة اكثر من 17 سنه على مولد العذراء بمسطرد -قليوبية - وأن ارى جزء من التبرعات والنذور التى تُقدم لكنيسة العذراء بمسطرد .فى مولدها فى اغسطس من كل عام والذى يأتيه الحجيج والزوار المسيحيين من كل ربوع مصر . وبدون مُبالغة حجم الأموال والذهب ،والهدايا التى تُقدم بدون أى إيصالات ولا رقابه ،ولا مُحاسبة للقساوسه هُناك تزيد عن نصف مليار جنيه . فأين تذهب ،ولمن ولماذا؟؟؟ الله أعلم .
ومع ذلك لدى معلومة تقول أن أموال تبرعات موالد المسيحيين (مولد العذراء ،ومولد مارى جرجس وووووو) تذهب مُباشرة إلى البابا فى الكاتدرائية .كم يسقط منها فى الطريق ، ومن يراقبه ويحاسبه عليها ؟؟؟؟؟
الله أعلم .
لقد أضحكتنى يا دكتور أحمد بهذه الحكايات بالذات فى وقتنا هذا المليء بالنكد والقتل وغيره. خلاص ولا يهمك عند سفرى للشرق الأوسط المرة القادمة بإذن الله سأذهب إلى ضريح فلان وبأعلى صوتى سأقول (مدد يا سيدى بصل) هههههههههه.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,687,463 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
هل هو فى الجنة ام.؟: أعيش فى أمريك ا و فيها عرفت أصدقا ء من أحسن...
أسئلة شتى .!!!: دكتور احمد لقد قررت ان استغن ي عن جميع...
الوعد والميعاد: هل الوعد هو الميع اد ؟ والله جل وعلا لايخل ف ...
اريد العودة اليها: اريد الرجو ع الي مطلقت ي حيث طلقت ثلاث وهم...
مللنا من الهُواة : أنا ....دكت ور صيدلي ، مولود في 9/11/1979 ، مصري ،...
more
شكرا لأستاذنا الدكتور منصور على تقديمه المعلومه ببساطة ،وبعمق ايضا ،وفى صورة كوميدية من الكوميديا السوداء .
فى سنة 1983 كنت اسكن بالمطرية ،قريبا من مسجد التوحيد التابع للجمعية الشرعيه بالكابلات (احد اشهر مساجد تفريخ الإرهابيين والإخوان والسلفيين فى الوقت الراهن ) . وكان منظر الجامع يدل على ان بناءه بدأ منذ 10 سنوات على الأقل ،ولم يكتمل بالرغم من التبرعات الأسبوعية له من الذين يقيمون فيه صلاة الجمعه .. وفى اسبوع ما أعلنوا أن الشيخ (فلان الفلانى رئيس الجمعية الشرعية وقتها ) سيحضر ليخطب الجمعه القادمه ليحث الناس على التبرع للجامع .فذهبت من باب الفضول لأسمع منه وأتعرف على فكره (بصفته رئيس الجمعيه الشرعيه ) . فحضر مئات الألاف من المُصلين من شرق القاهرةه ووسطها وشبرا الخيمه وربما الأرياف المتاخمة لشرق القاهرة الكبرى .وقام صاحبنا يخطب الجمعه .ووجدته فارغ العقل ،قليل المعرفة تماما بالرغم من أنهم كانوا يطلقون عليه (إمام أهل السنة والجماعه ) ،وكل خطبته كانت عن ضرورة ووجوب التبرع بكل شىء وأى شىء لبناء الجامع ،وركز على حديث القطه ومن بنى لله مسجدا ولو قد رجل القطه !!!!!!! بنى الله له قصرا فى الجنه ....وعندما إعتلى المنبر للخطبة ،قام فى كل صف من صفوف المُصلين اكثر من خمس رجال يجمعون التبرعات فى حجور جلاليبهم ،وعندما تمتلىء يذهبوا ليفرغوها امام القبلة ،ويعودوا مرة أخرى ،وكانت التبرعات بكل شىء بالفلوس ،بالذهب من النساء ،وخواتم من الرجال ،وبالساعات ،وبعد الصلاة صممت الا أذهب إلا بعد أن أعرف كيف سيتصرفون فى التبرعات .فوجدتهم بقيادة (إمام أهل السنة والجماعه -رئيس الجمعية الشرعية ) يضعون الفلوس فى جوالات (شوالات )، والساعات فى شنط سمسونيت ،والذهب فى صناديق خاصة فى حجر الشيخ ....ولا توجد أى رقابة عليهم من الدولة ولا من أى هيئة ، ولا توجد إيصالات تبرع لأى من المُتبرعين ،ولايعرف أحد ماذا سيكون مصير هذه الاموال والكنوز ..وأعتقد أن الجامع (مسجد التوحيد بالكابلات - المطرية -القاهرة ) لازال يجمعون فيه التبرعات لصالح (خليفة إمام أهل السنة والجماعه ) ...
لا يفوتنى أن أقول من باب العظة والعبرة للآخرين أن إمام أهل السنة والجماعه ،ورئيس الجمعية الشرعية (آنذاك ) عُذب فى آواخر سنوات عُمره بمرض نفسى خطير وصل لحد الجنون ، والأقدار جعلتنى اكون قريبا من مكان علاجه و شاهدا على مرضه ،وموته منه ...