آحمد صبحي منصور Ýí 2013-12-27
النبى لا يشفع يوم الدين :( كتاب الشفاعة بين الاسلام والمسلمين )
الباب الخامس : الشفاعة وتطبيق الشريعة الحنبلية
الفصل الثالث عشر: الحنابلة وإضطهاد الشيعة ب 5 ف 11 / ج 4 ( طرائف وفواجع ).
أولا : إستمرار الأخبار النمطية لابن الجوزى عن إضطهاد الشيعة بواسطة الحنابلة
1 ـ قهر الشيعة ولعنهم رسميا عام 458 لأنهم مارسوا طقوسهم : ( ..أن أهل الكرخ أغلقوا دكاكينهم يوم عاشوراء وأحضروا نساء فنحن على الحسين عليه السلام على ما كانوا قديمًا يستعملونه . واتفق أنه حملت جنازة رجل من باب المحول إلى الكرخ ومعها الناحية فصلى عليها وناح الرجال بحجتها على الحسين وأنكر الخليفة على الطاهر أبي الغنائم المعمـر بـن عبيـد اللـه نقيـب الطالبيـن تمكينـه مـن ذلـك فذكر أنـه لم يعلم به إلا بعد فعله وأنه لما علم أنكره وأزاله فقيل له: لا تفسح بعدها في شي من البدع التي كانت تستعمل. واجتمع في يوم الخميس رابع عشر المحرم خلق كثير من الحربية والنصرية وشارع دار الرقيق وباب البصرة والقلائين ونهر طابق بعد أن أغلقوا دكاكينهم وقصدوا دار الخلافة وبين أيديهم الدعاة والقراء وهم يلعنون أهل الكرخ واجتمعوا وازدحموا على باب الغربة وتكلموا من غبر تحفظ في القول ، فراسلهم الخليفة ببعض الخدم أننا قد أنكرنا ما أنكرتم وتقدمنا بـأن لا يقـع معاودة....فانصرفوا وقبض على ابن الفاخر العلوي في آخرين ووكل بهم في الديوان ، وهرب صاحب الشرطة لأنه كان أجاز لأهل الكرخ إيقاع الفتنة ، ثم واصل أهل الكرخ التردد إلى الديوان والتنصل مما كان والاحتجاج بصاحب الشرطة وأنه أمرهـم بذلـك ، والسـؤال فـي معنـى المعتقلين فأخرج عنهم في ثامن عشر المحرم بعد أن خرج توقيع بلعن من يسب الصحابة ويظهر البدع.)
2 ـ قتل الشيعة وإحراق للكرخ : (465 : في شعبان: قصد أهل المحال الكرخ فقاتلوا أهلها وأحرقوا فيها شيئًا كثيرًا ..)،، ( وفي شعبان: ثارت فتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة والقلائين أحرق فيها من الكرخ الصاغة وقطعة من الصف ، وقتل فيها خلق كثير. ) ، عام ( 466 وفي شعبان: وقعت الفتنة بين القلائين والكرخ وجعلوا يشتمون الشحنة ( الشرطة ) ومن قلده ، فعبر إليهم وقتل منهم وأحرق أماكن. ) ، ( وفي ذي الحجة عادت الفتن بين اهل الكرخ والسنة وأحرق شطر من الكرخ ومن باب البصرة .) ( 480 ذو القعدة وفـي هـذا الشهـر، وقـع القتال بين أهل الكرخ وأهل باب البصرة ... ) ( عام 570 : ..وجـرت خصومـات بيـن أهـل بـاب البصـرة وأهل الكرخ قتل فيها جماعة ، واتصلت ، واصلح بينهم من الديوان ، ثم عالدا إلى الخصام ، فتولى الأمر سليمان بن شاووش ، فخافوا سطوته وكفوا.)
3 ـ نهب الشيعة :( .479 وفـي شوال: وقعت الفتنة بين السنة و الشيعة ، وتفاقم الأمر إلى أن نهبت قطعة من نهر الدجاج وطرحـت النـار ، وكـان ينـادي علـى نهـوب الشيعـة إذا بيعت في الجانب الشرقي: هذا مال الروافض. ).! ( عام 478 وفي شعبان: بدأت الفتن بين أهل الكرخ ومحال السنة ونهبت قطعة من نهر الدجاج وقلعت الأخشاب حتى من المساجد .)
4 ـ فى عام 574 قتل ناشط شيعى بعد قطع لسانه وأطرافه ، ثم حرق جثته ، وارهاب الشيعة :( وفـي ليلـة الجمعـة رابع عشرين رمضان: كبس بالكرخ على رجل يقال له أبا السعادات ابن قرايا كـان ينشد على الدكاكين ويقال إنه كان يذكر على العوني وغيره من الرفض، فوجدوا عنده كتبًا كثيرة فيها سب الصحابة وتلقيفهم ، فأخذ فقطع لسانه بكرة الجمعة ، وقطعت يده ، ثم حط إلى الشـط ليحمـل إلـى المارستـان، فضربـه العـوام بالآجـر فـي الطريـق ، فهـرب إلـى الشط فجعل يسبح وهم يضربونه حتى مات . ثم أخرجوه وأحرقوه ثم رمي باقيه إلى الماء، فطفا بعد أيام فقالت العامة مارضيته السمك .. ثم تتبع جماعة من الروافـض فجعلـوا يحرقـون كتبـًا عندهـم مـن غيـر أن يطلـع عليهـا مخافة أن ينم عليهم وخمدت جمرتهم بمرة وصاروا أذل من اليهود. ).!!
ثانيا : أخبار غير نمطية
1 ـ تصالح الشيعة والحنابلة:( 488 : اصطلح أهل الكرخ مع بقية المحال وتزاوروا وتواكلوا وتشاربوا . وكان هذا من العجائب ) !.
2 ـ إتّحاد الشيعة والحنابلة ضد السلطة العباسية عام442 : يذكر ابن الجوزى إرسال ابن النسوى لاخماد فتنة الشيعة والحنابلة ، فاتحد الشيعة والحنابلة لمنعه من المجىء : ( أنه ندب أبو محمد النسوي للعبور وضبط البلد . ثم اجتمع العامة من أهل الكرخ و القلائين و باب الشعير و باب البصرة على كلمة واحدة : في أنه متى عبر ابن النسوي أحرقوا أسواقهم و انصرفـوا عـن البلـد ، فصـار أهـل الكـرخ إلـى بـاب نهـر القلائيـن فصلـوا فيـه و أذنـوا فـي المشهـد حـي على خير العمل ، وأهل القلائيـن بالعتيقـة و المسجـد بالبزازيـن بالصلا خيـر مـن النـوم ، و اختلطـوا واصطلحوا وخرجوا إلى زيارة المشهدين : مشهد علي والحسين ، وأظهروا بالكرخ الترحم علـى الصحابة. ).
ويذكر ابن الأثير هذا فى أحداث عام 441 ، ويعطى تفاصيل الصراع ، الذى جاء ابن النسوى لاخماده فاتحد الشيعة والحنابلة معا ضد قدومه . يقول ابن الأثير : ( وفيها منع أهل الكرخ من النوح، وفعل ما جرت عادتهم بفعله يوم عاشوراء، فلم يقبلوا وفعلوا ذلك، فجرى بينهم وبين السنة فتنة عظيمة، قتل فيها وجرح كثير من الناس، ولم ينفصل الشر بينهم حتى عبر الأتراك وضربوا خيامهم عندهم، فكفوا حينئذ، ثم شرع أهل الكرخ في بناء سور على الكرخ، فلما رآهم السنة من القلائين ومن يجري مجراهم شرعوا في بناء سور على سوق القلائين، وأخرج الطائفتان في العمارة مالاً جليلاً، وجرت بينهما فتن كثيرة، وبطلت الأسواق، وزاد الشر، حتى انتقل كثير من الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي فأقاموا به، وتقدم الخليفة إلى أبي محمد بن النسوي بالعبور وإصلاح الحال وكف الشر، فسمع أهل الجانب الغربي ذلك، فاجتمع السنة والشيعة على المنع منه، وأذنوا في القلائين وغيرها بحي على خير العمل، وأذنوا في الكرخ: الصلاة خير من النوم، وأظهروا الترحم على الصحابة، فبطل عبوره.)
ثالثا : الصراع يؤدى الى الكفر والردة عن الاسلام
1 ـ دارت معركة بين الحنابلة والشيعة من ناحية والجنود الأتراك فى الناحية الأخرى ، وكان الجند الأتراك نازلين فى حى الحنابلة ببغداد ( باب البصرة )، وحدثت منازعة بين جندى تركى وبعض الهاشميين فى 6 شوال 421 ، ( فاجتمع الهاشميون إلى جامع المدينة، ورفعوا المصاحف ، واستنفروا الناس، فاجتمع لهم الفقهاء والعدد الكثير من الكرخ وغيرها، وضجوا بالاستغفار من الأتراك وسبهم ، فركب جماعة من الأتراك، فلما رأوهم قد رفعوا أوراق القرآن على القصب رفعوا بإزائهم قناة عليها صليب . وترامى الفريقان بالنشاب والآجر، وقتل من الآجر قوم . ). الجند الأتراك مسلمون ، ولكنهم حين زايد عليهم الحنابلة والأشراف الهاشميون والشيعة برفع المصحف يحولونها الى حرب دينية تحداهم الجند الأتراك ( المسلمون ) برفع الصليب .!..يعنى بالمثل المصرى : طُظ فيكم .!!
2 ـ ويقول ابن الجوزى : ( وفي عشية الجمعة تاسع عشر صفر عام 482 : كبس أهل باب البصرة الكرخيين فقتلوا رجلًا وجرحوا آخر ، فأغلقت اسواق الكرخ ، ورفعت المصاحف على القصب، وما زالت الفتن تزيـد وتنقـص إلى جمادى الأولى . فقويت نارها وقتل خلق كثير ، واستولى أهل المحال على قطعة كبيرة من الكرخ فنهبوها . فنزل خمارتاش نائب الشحنة على دجلة ليكف الفتنة فلم يقدر. ) واستغاث أهل الكرخ بلا فائدة ، واستعان حنابلة باب البصرة بسبع يرهبون به أهل الكرخ . وجاء قادة الحنابلة الى الكرخ وقراءوا عليهم منشورا بإلزامهم بترك التشيع والتزام السُّنة . يقول ابن الجوزى : ( وركب حاجب الخليفة وخدمه ، والقضاة: أبو الفرج بن السيبي ويعقوب البرزيني وأبـو منصـور ابـن الصيـاغ و الشيـوخ: أبو الوفاء بن عقيل وأبو الخطاب وأبو جفعر بن الخرقي المحتسب ، وعبروا إلى الشحنة وقرأوا منشورًا بالكرخ من الديوان ، وفيه: " قد حكي عنكم أمور يجب أن نأخذ علماءكم على أيدي سفهائكم ، وأن يدينوا بمذهب أهل السنة .فأذعنوا بالطاعة ....ونصب أهل الكرخ رايتين على باب السماكين وكتبوا على مساجدهم: خير الناس بعد رسول الله أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. ) وتطور الأمر الى قتال أسفر عن رفع عوام الحنابلة الصليب : ( ورفع العامـة الصلبـان علـى القصـب ، وتهجمـوا علـى الوزيـر أبـي شجـاع فـي حجرتـه من الديوان ، وكثروا من الكلام الشنيع ، ولم يصل حاجب الباب في جامع القصر إشفاقًا من العامة .)، ويقول ابن الجوزى : ( قال المصنف: ونقل من خط أبي الوفاء بن عقيل ، قال: عظمت الفتنة الجارية بين السنة وأهل الكرخ فقتل نحو مائتي قتيل ودامت شهورًا من سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة ، وانقهر الشحنة ( الشرطة ) واتحش السلطان ،وصار العوام يتبع بعضهم بعضًا في الطرقات والسفن فيقتل القوي الضعيف ، ويأخذ ماله . وكان الشباب قد أحدثوا الشعور والجمم وحملوا السلاح وعملوا الـدروع ورمـوا عن القسي بالنشاب والنبل . وسب أهل الكرخ الصحابة وأزواج رسول الله صلى اللـه عليـه وسلـم علـى السطـوح ،وارتفعـوا إلـى سـب النبـي صلـى الله عليه وسلم ، ولم أجد من سكان الكرخ من الفقهاء والصلحاء من غضب ولا انزعاج عن مساكنتهم. فنفر ( الخليفة ) المقتدي إمام العصر نفرة ، قبض فيها على العوام وأركب الأتراك وألبس الأجناد الأسلحة وحلق الجمم والكلالجات ، وضـرب بالسياط وحبسهم في البيوت تحت السقوف. وكان شهر آب . فكثر الكلام على السلطان وقال العوام: هلك الدين مات السنة ونصبت البدعة، ونرى أن الله ما ينصر إلا الرافضة فنرتد عن الأسلام. قال ابن عقيل: فخرجت إلى المسجد وقلت: بلغني أن أقوامًا يتسمون بالإسلام والسنة قد غضبـوا علـى اللـه وهجـروا شريعتـه وعزموا على الارتداد وقد ارتدوا . فإن المسلمين أجمعوا على أن العزم على الكفر كفر. )
3 ـ هذا الفقيه الحنبلى المتطرف أبو الوفاء بن عُقيل الذى زايد عليه عوام الحنابلة ـ كما سبق ـ وهو الآن يزايد عليهم حين هددوا بالردة عن الاسلام . ومن ( مناقب ) هذا الفقيه المتعصب أنه حرص على قتل شخص شيعى ( باطنى أى : إسماعيلى فاطمى ) بحدّ الردة . يقول ابن الجوزى فى أحداث عام 490 : ( وفـي شـوال: قُتـل إنسـان باطنـي علـى بـاب النوبـي ، أتـى مـن قلاعهـم بخوزستان ، وشهد عليه بمذهبه شاهدان دعاهما هو إلى مذهبه، فأفتى الفقهاء بقتله ، منهم ابن عقيل، وكان من أشدهم عليه . فقال له الباطني : كيف تقتلوفي وأنا أقول لا إله إلا اللّه ؟ قال ابن عقيل: أنا اقتلك. قال: بأي حجـة قـال: بقـول اللّـه عـز وجـل:( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ) . هذا الفقيه الحنبلى الأحمق يعطى نفسه هنا سُلطة رب العزة .!!
رابعا : البساسيرى ينتقم من رئيس الرؤساء ابن المسلمة ( الحنبلى ) الذى تطرف فى أضطهاد الشيعة :
1 ـ تطرف ابن المسلمة فى إضطهاد الشيعة : كان فقيها حنبليا فأصبح وزيرا للخليفة القائم العباسى ، وتلقب برئيس الرؤساء ، واشتهر بكراهية الشيعة وكان يسعى لاستقدام الأتراك السلاجقة السنيين ليحلوا محل البويهيين ( الشيعة ) المتحكمين فى الخلافة العباسية . ونال شيعة بغداد منه ضرر كبير . ونعطى أمثلة لما حدث لهم بتدبيره . فى عام 447 تحالف الجنود مع فرقة من الحنابلة تحت شعار تغيير المنكر ، وطلبوا الإذن لهم فى التصرف ضد الشيعة فأُذن لهم بذلك . يقول ابن الأثير : ( فأجيبوا إلى ذلك، وحدث من ذلك شر كثير.). ويذكر ابن الجوزى مأساة حدثت فى العام التالى : 448 ، حيث إحتلّ متطرفو الحنابلة حى الكرخ ، وأرغموا أهله على تغيير الأذان : يقول : ( أقيـم الأذان فـي المشهـد بمقابـر قريـش ومشهد العتيقة ومساجد الكرخ: " بالصلاة خيـر مـن النـوم " وأزيـل مـا كانـوا يستعملونـه فـي الأذان " حي على خير العمل " وقلع جميع ما كان علـى أبـواب الـدور والـدروب مـن " محمـد وعلـي خيـر البشـر " ، ودخـل إلـى الكـرخ منشـدو أهـل السنة من باب البصرة ، فأنشدوا الأشعار في مدح الصحابة، وتقدم رئيس الرؤساء ( ابن المسلمة ) إلى ابن النسوي ( رئيس الشرطة ) بقتـل أبـي عبـد اللـه بـن الجلاب شيـخ البزازيـن بباب الطاق ، لما كان يتظاهر به من الغلو في الرفض ، فقتل وصلب على باب دكانه. وهرب أبو جعفر الطوسي ونهبت داره.).وفى نفس العام 448 ، يقول : ( وفـي هـذه السنـة: تقـدم رئيـس الرؤسـاء أبـو القاسـم علي بن الحسن ابن المسلمة بأن تنصب أعلام سود في الكرخ ، فانزعج لذلك أهلها ، وكان يجتهد في أذاهم .) وفى العام التالى 449 في المحرم سلب الحنابلة عدة دكاكين من نهر الدجاج ونهر طابق والعطارين وكسروا دراباتها وأخذوا ما فيها ). ( وفي صفر هذه السنة: كبست دار أبي جعفر الطوسي متكلم الشيعة بالكرخ ، وأخذ ما وجد من دفاتره وكرسي كان يجلس عليه للكلام وأخرج ذلك إلى الكرخ ، وأضيف إليه ثلاثة مجانيق بيض كان الزوار من أهل الكرخ قديمًا يحملونها معهم إذا قصدوا زيارة الكوفة . فأحرق الجميع.).
2 ـ فى نفس الوقت كان أبو الحارث البساسيرى يتعاون سرا مع الدولة الفاطمية . والبساسيرى كان من قواد الملك الرحيم البويهى ( آخر ملوك بنى بويه فى بغداد ) وقد زاد نفوذه حتى سيطر على الخليفة القائم والملك البويهى الرحيم . وكان طبيعيا أن يزداد النفور بين البساسيرى وابن المسلمة رئيس الرؤساء الحنبلى المتعصب. وفى تطورات الصراع بين البساسيرى والسلطة البويهية عام 447 أمر رئيس الرؤساء باعتقال أهل البساسيرى فى بغداد ونهب بيوته وأملاكه .ويذكر ابن الأثير أن ابن المسلمة أثار الحنابلة والجنود الأتراك ضد البساسيرى ، وساعدهم فى الحصول على إذن من الخليفة بنهب بيت البساسيرى : ( فحضروا دار الخليفة، واستأذنوا في قصد دور البساسيري ونهبها، فأذن لهم في ذلك، فقصدوها ونهبوها وأحرقوها، ونكلوا بنسائه وأهله ونوابه، ونهبوا دوابه وجميع ما يملكه ببغداد.وأطلق رئيس الرؤساء لسانه في البساسيري وذمه، ونسبه إلى مكاتبة المستنصر، صاحب مصر، وأفسد الحال مع الخليفة إلى حد لا يرجى صلاحه، وأرسل إلى الملك الرحيم يأمره بإبعاد البساسيري، فأبعده. ).
3 ـ وأتى طغرلبك السلجوقى واحتل بغداد واعتقل الملك الرحيم البويهى وأمر بطرد البساسيرى وقطع أرزاق الجند الأتراك التابعين للبويهيين فانضموا للبساسيرى فإزداد بهم قوة ، بينما نهب السلاجقة قرى العراق ، وأمر طغرلبك شيعة الكرخ بالأذان السُّنى ، فكاتب البساسيرى الخليفة الفاطمى المستنصر بالانضمام اليه ، وأن يتوسع باسمه فى العراق ، فأذن له . وعاد طغرلبك الى موطنه تاركا الخليفة وأعوانه فى بغداد ، فاقتحمها البساسيرى وهزم الخليفة وأعوانه ، وخطب باسم المستنصر الفاطمى فى جامع المنصور ببغداد ، وصار الأذان فى بغداد بالطريقة الشيعية ( حى على خير العمل ). ووقع فى الأسر الخليفة القائم ورئيس الرؤساء ، وقد أُعطى الأمان للخليفة بينما تسلم البساسيرى عدوه ابن المسلمة . ولما تسلمه البساسيرى قال له متهكما : مرحباً بمهلك الدول، ومخرب البلاد! فقال: العفو عند المقدرة. فقال البساسيري: فقد قدرت فما عفوت، وأنت صاحب طيلسان، وركبت الأفعال الشنيعة مع حرمي وأطفالي، فكيف أعفو أنا، وأنا صاحب سيف؟! )، وأمر البساسيرى باعتقاله ، ثم أخرجه من محبسه فى آخر ذي الحجة، من محبسه بالحريم الطاهري مقيداً، وعليه جبة صوف، وطرطور من لبد أحمر، وفي رقبته مخنقة جلود بعير، ..وطيف به فى الكرخ ( وبصق أهل الكرخ في وجهه عند اجتيازه بهم، لأنه كان يتعصب عليهم، ) ( ثم أُعيد إلى معسكر البساسيري، وقد نُصبت له خشبة، وأُنزل عن الجمل، وأُلبس جلد ثور، وجعلت قرونه على رأسه، وجعل في فكيه كلابان من حديد، وصُلب ، فبقي يضطرب إلى آخر النهار ، ومات.) هذا بعض ما ذكره ابن الأثير ، وقد أفرد صفحات فى حركة البساسيرى . أما ابن الجوزى فيختصر ، ويقول فى أحداث عام 450 :( ثم دخل البساسيري بغداد يوم الأحد ثامن ذي القعدة ومعه الرايات المصرية.. ونهبت دار قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني ، وهلك أكثر السجلات والكتب الحكمية فبيعت على العطارين ، ونهبت دور المتعلقين بالخليفة ، ونُهب أكثر باب البصرة ( مركز الحنابلة ) بأيدي أهل الكرخ تشفيًا لأجـل المذهـب . وانصـرف الباقون عراة فجاؤوا إلى سوق المارستان وقعدوا على الطريق ومعهم النساء والأطفال. وكان البرد حينئذ شديدًا .وعاود أهل الكرخ الأذان بحي على خير العمل . وظهر فيهم السرور الكثير، وعملوا راية بيضاء ونصبوها وسط الكرخ ، وكتبوا عليها اسـم المستنصـر باللـه ...فلما كان يوم الجمعة الثالث عشر من ذي القعدة: دعي لصاحب مصر في جامع المنصـور وزيـد فـي الـأذان حـي علـى خيـر العمـل.. .. وحمل ابن المسلمة إلى البساسيري .. فقيده، ووكل به، وضرب ضربًا كثيرًا . وقيد.ثم قتله .).
أخيرا : لك يوم يا ظالم ؟!
وظل إضطهاد الحنابلة للشيعة قائما محتدما حتى قبيل سقوط بغداد على يد هولاكو عام 656 . يقول ابن كثير فى أحداث عام 655 (وفيها: كانت فتنة عظيمة ببغداد بين الرافضة وأهل السنة، فنهب الكرخ ودور الرافضة حتى دور قرابات الوزير ابن العلقمي، وكان ذلك من أقوى الأسباب في ممالأته للتتار.) . ويقول فى العام التالى فى تفصيلات سقوط بغداد عام 656 ( وذلك كله عن آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي، وذلك أنه لما كان في السنة الماضية كان بين أهل السنة والرافضة حرب عظيمة نهبت فيها الكرخ ومحلة الرافضة ، حتى نهبت دور قرابات الوزير.)
تصالح الشيعة والحنابلة:( 488 : اصطلح أهل الكرخ مع بقية المحال وتزاوروا وتواكلوا وتشاربوا . وكان هذا من العجائب ) !.إتّحاد الشيعة والحنابلة ضد السلطة العباسية عام442 : يذكر ابن الجوزى إرسال ابن النسوى لاخماد فتنة الشيعة والحنابلة ، فاتحد الشيعة والحنابلة لمنعه من المجىء : ( أنه ندب أبو محمد النسوي للعبور وضبط البلد . ثم اجتمع العامة من أهل الكرخ و القلائين و باب الشعير و باب البصرة على كلمة واحدة : في أنه متى عبر ابن النسوي أحرقوا أسواقهم و انصرفـوا عـن البلـد ، فصـار أهـل الكـرخ إلـى بـاب نهـر القلائيـن فصلـوا فيـه و أذنـوا فـي المشهـد حـي على خير العمل ، وأهل القلائيـن بالعتيقـة و المسجـد بالبزازيـن بالصلا خيـر مـن النـوم ، و اختلطـوا واصطلحوا وخرجوا إلى زيارة المشهدين : مشهد علي والحسين ، وأظهروا بالكرخ الترحم علـى الصحابة. ).ويذكر ابن الأثير هذا فى أحداث عام 441 ، ويعطى تفاصيل الصراع ، الذى جاء ابن النسوى لاخماده فاتحد الشيعة والحنابلة معا ضد قدومه . يقول ابن الأثير : ( وفيها منع أهل الكرخ من النوح، وفعل ما جرت عادتهم بفعله يوم عاشوراء، فلم يقبلوا وفعلوا ذلك، فجرى بينهم وبين السنة فتنة عظيمة، قتل فيها وجرح كثير من الناس، ولم ينفصل الشر بينهم حتى عبر الأتراك وضربوا خيامهم عندهم، فكفوا حينئذ، ثم شرع أهل الكرخ في بناء سور على الكرخ، فلما رآهم السنة من القلائين ومن يجري مجراهم شرعوا في بناء سور على سوق القلائين، وأخرج الطائفتان في العمارة مالاً جليلاً، وجرت بينهما فتن كثيرة، وبطلت الأسواق، وزاد الشر، حتى انتقل كثير من الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي فأقاموا به، وتقدم الخليفة إلى أبي محمد بن النسوي بالعبور وإصلاح الحال وكف الشر، فسمع أهل الجانب الغربي ذلك، فاجتمع السنة والشيعة على المنع منه، وأذنوا في القلائين وغيرها بحي على خير العمل، وأذنوا في الكرخ: الصلاة خير من النوم، وأظهروا الترحم على الصحابة، فبطل عبوره.)
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,690,300 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
عهد الله جل وعلا: بسم الله الرحم ن الرحي م العم والوا لد ...
كتبنا عن الشيعة: بعد فلقد شاهدت كثير من فيديو ات ومقاط ع ...
محمد عبد المجيد . : الاست اذ الكبي ر الفاض ل محمد عبد المجي د ...
الدين والسياسة: لماذا ينتهى الصرا ع السيا سى بين العرب...
الحمد لله : ما هو الفرق بين (الحم لله ) و ( لله الحمد )؟ ...
more
قهر الشيعة ولعنهم رسميا عام 458 لأنهم مارسوا طقوسهم : ( ..أن أهل الكرخ أغلقوا دكاكينهم يوم عاشوراء وأحضروا نساء فنحن على الحسين عليه السلام على ما كانوا قديمًا يستعملونه . واتفق أنه حملت جنازة رجل من باب المحول إلى الكرخ ومعها الناحية فصلى عليها وناح الرجال بحجتها على الحسين وأنكر الخليفة على الطاهر أبي الغنائم المعمـر بـن عبيـد اللـه نقيـب الطالبيـن تمكينـه مـن ذلـك فذكر أنـه لم يعلم به إلا بعد فعله وأنه لما علم أنكره وأزاله فقيل له: لا تفسح بعدها في شي من البدع التي كانت تستعمل. واجتمع في يوم الخميس رابع عشر المحرم خلق كثير من الحربية والنصرية وشارع دار الرقيق وباب البصرة والقلائين ونهر طابق بعد أن أغلقوا دكاكينهم وقصدوا دار الخلافة وبين أيديهم الدعاة والقراء وهم يلعنون أهل الكرخ واجتمعوا وازدحموا على باب الغربة وتكلموا من غبر تحفظ في القول ، فراسلهم الخليفة ببعض الخدم أننا قد أنكرنا ما أنكرتم وتقدمنا بـأن لا يقـع معاودة....فانصرفوا وقبض على ابن الفاخر العلوي في آخرين ووكل بهم في الديوان ، وهرب صاحب الشرطة لأنه كان أجاز لأهل الكرخ إيقاع الفتنة ، ثم واصل أهل الكرخ التردد إلى الديوان والتنصل مما كان والاحتجاج بصاحب الشرطة وأنه أمرهـم بذلـك ، والسـؤال فـي معنـى المعتقلين فأخرج عنهم في ثامن عشر المحرم بعد أن خرج توقيع بلعن من يسب الصحابة ويظهر البدع.)ـ قتل الشيعة وإحراق للكرخ : (465 : في شعبان: قصد أهل المحال الكرخ فقاتلوا أهلها وأحرقوا فيها شيئًا كثيرًا ..)،، ( وفي شعبان: ثارت فتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة والقلائين أحرق فيها من الكرخ الصاغة وقطعة من الصف ، وقتل فيها خلق كثير. ) ، عام ( 466 وفي شعبان: وقعت الفتنة بين القلائين والكرخ وجعلوا يشتمون الشحنة ( الشرطة ) ومن قلده ، فعبر إليهم وقتل منهم وأحرق أماكن. ) ، ( وفي ذي الحجة عادت الفتن بين اهل الكرخ والسنة وأحرق شطر من الكرخ ومن باب البصرة .) ( 480 ذو القعدة وفـي هـذا الشهـر، وقـع القتال بين أهل الكرخ وأهل باب البصرة ... ) ( عام 570 : ..وجـرت خصومـات بيـن أهـل بـاب البصـرة وأهل الكرخ قتل فيها جماعة ، واتصلت ، واصلح بينهم من الديوان ، ثم عالدا إلى الخصام ، فتولى الأمر سليمان بن شاووش ، فخافوا سطوته وكفوا.)ـ نهب الشيعة :( .479 وفـي شوال: وقعت الفتنة بين السنة و الشيعة ، وتفاقم الأمر إلى أن نهبت قطعة من نهر الدجاج وطرحـت النـار ، وكـان ينـادي علـى نهـوب الشيعـة إذا بيعت في الجانب الشرقي: هذا مال الروافض. ).! ( عام 478 وفي شعبان: بدأت الفتن بين أهل الكرخ ومحال السنة ونهبت قطعة من نهر الدجاج وقلعت الأخشاب حتى من المساجد .)