آحمد صبحي منصور Ýí 2013-06-16
كتاب الحج بين الاسلام والمسلمين
الباب السادس :مذبحة كربلاء وإنتهاك المسلمين للبيت الحرام والشهر الحرام
الفصل الرابع : قبيل مذبحة كربلاء : مراسلة الكوفيين الحسين وقتل مسلمبن عقيل
مقدمة : تقول الرواية عن ارسال مسلم بن عقيل للكوفة ( : وكان مخرج ابن عقيل بالكوفة لثماني ليال مضين من ذي الحجةسنة ستين وقيل: لتسع مضين منه ) . أى حدث هذا فى الشهر الحرام . وهو موضوعنا ، عن الانتهاك فى الأشهر الحرم . ننقل الأحداث التاريخية برواياتها بالترتيب مع تلخيص لها :
1 ـ بعض شيعة الكوفة يراسلون الحسين ليأتى اليهم ، ويقولون إنهم يقاطعون الأمير الأموى ، وأنه لو جاءهم فسيطردون ذلك الأمير . تقول الرواية :( ولما بلغ أهل الكوفة موت معاوية وامتناع الحسين وابن عمر وابنالزبير عن البيعة أرجفوا بيزيد واجتمعت الشيعة في منزل سليمان بن صرد الخزاعيفذكروا مسير الحسين إلى مكة وكتبوا إليه عن نفر منهم: سليمان بن صرد الخزاعيوالمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وغيرهم: بسم الله الرحمن الرحيمسلامٌ عليك فإننا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فالحمد لله الذي قصمعدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها وغصبها فيئها وتأمرعليها بغير رضىً منها ثم قتل خيارها واستبقى شرارها وجعل مال الله دولة بينجبابرتها وأغنيائها فبعدت له كما بعدت ثمود وأنه ليس علينا إمام فاقبل لعل الله أنيجمعنا بك على الحق. والنعمان بن بشير في قصر الإمارة ، لسنا نجتمع معه في جمعة ولاعيد . ولو بلغنا إقبالك إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام " ) ( وسيروا الكتاب مع عبد الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن والٍ . ثمكتبوا إليه كتابًا آخر وسيروه بعد ليلتين . فكتب الناس معه نحوًا من مائة وخمسينصحيفة . ثم أرسلوا إليه رسولًا ثالثًا يحثونه على المسير إليهم . ثم كتب إليه شبث بنربعي وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث ويزيد بن رويم وعروة بن قيس وعمرو بن الحجاجالزبيدي ومحمد ابن عمير التميمي بذلك.)
2 ـ الحسين يردّ عليهم بأنه سيبعث اليهم ابن عمه مسلم بن عقيل ليستكشف الأمر بنفسه، تقول الرواية :( فكتب إليهم الحسين عند اجتماع الكتب عنده: أما بعد فقد فهمت كلالذي اقتصصتم . وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ، وأمرتهأن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم . فإن كتب إلي أنه قد اجتمع رأي ملإكم وذوي الحجىمنكم على مثل ما قدمت به رسلكم أقدم إليكم وشيكًا إن شاء الله. .) .
3 ـ ثم أرسل الحسين إبن عمه مسلم الى الكوفة ، فدخلها مسلم واجتمع به شيعة الكوفة ووعدوه بالنصرة ، تقول الرواية :( ثم دعا الحسين مسلم بن عقيلفسيره نحو الكوفة ، وأمره بتقوى الله وكتمان أمره واللطف، فإن رأى الناس مجتمعين لهعجل إليه بذلك.).. ( فسار مسلم حتى أتى الكوفة ، ونزل في دار المختار وقيل غيرها ، وأقبلتالشيعة تختلف إليه( أى تزوره )، فكلما اجتمعت إليه جماعة منهم قرأ عليهم كتاب الحسين فيبكونويعدونه من أنفسهم القتال والنصرة . واختلفت إليه الشيعة حتى علم بمكانه .) .
4 ـ أمير الكوفة الأموى يعظهم ويحذّرهم رافضا أن يواجههم بالسلاح ، وأنصار الأمويين عارضوه ثم طلبوا من الخليفة يزيد عزله يتهمونه بالضعف ، تقول الرواية : ( وبلغ ذلكالنعمان بن بشير وهو أمير الكوفة، فصعد المنبر فقال: " أما بعد فلا تسارعوا إلىالفتنة والفرقة ، فإن فيهما تهلك الرجال وتسفك الدماء وتُغصب الأموال.". وكان حليمًا ناسكًا يحب العافية ثم قال: " إني لا أقاتل من لميقاتلني ، ولا أثب على من لا يثب علي . ولا أنبه نائمكم ، ولا أتحرش بكم ، ولا آخذ بالقرفولا الظنة ولا التهمة ، ولكنكم إن أبديتم صفحتكم ونكثتم بيعتكم وخالفتم إمامكم فواللهالذي لا إله غيره لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمة بيدي ولو لم يكن لي منكم ناصر ولامعين . أما إني أرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يرديه الباطل." فقام إليه عبد الله بن مسلم بن سعيد الحضرمي حليف بني أمية فقال:إنه لا يصلح ما ترى إلا الغشم . إن هذا الذي أنت عليه رأي المستضعفين." . فقال: " أكون من المستضعفين في طاعة الله أحب إلي من أن أكون منالأعزين في معصية الله." . ونزل.فكتب عبد الله بن مسلم إلى يزيد يخبره بقدوم مسلم بن عقيل الكوفة، ومبايعة الناس له. ويقول له: " إن كان لك في الكوفة حاجة فابعث إليها رجلًا قويًا، ينفّذ أمرك ويعمل مثل عملك في عدوك ، فإن النعمان رجل ضعيف أو هو يتضعف.". وكان هو أول من كتب إليه ، ثم كتب إليه عمارة بن الوليد بن عقبةوعمرو بن سعد بن أبي وقاص بنحو ذلك.)
5 ـ يزيد يعزله ويعيّن عبيد الله بن زياد ابن أبيه والي البصرة واليا على الكوفة أيضا، ويأمره بقتل مسلم بن عقيل ، تقول الرواية : ( فلما اجتمعت الكتب عند يزيد دعا سرجون مولى معاوية ، فأقرأه الكتب، واستشاره فيمن يوليه الكوفة .) فأشار عليه بتولية عبيد الله بن زياد بن أبيه . ( فأخذ برأيه ، وجمع الكوفة والبصرة لعبيد الله ، وكتب إليه بعهده ، وسيّرهإليه مع مسلم بن عمرو الباهلي والد قتيبة ،فأمره بطلب مسلم بن عقيل وبقتله أونفيه.فلما وصل كتابه إلى عبيد الله أمر بالتجهز ليبرز من الغد.)
6 ـ وكان الحسين قد بعث برسالة الى زعماء أهل البصرة يدعوهم الى نُصرته ، فخافوا الرد عليه ، وأحدهم بعث بالرسالة الى الوالى عبيد الله بن زياد ، فقتل ابن زياد رسول الحسين وهدّد أهل البصرة بأشد العقاب لو تحركوا ضده وهو غائب عنهم فى الكوفة ، تقول الرواية : ( وكان الحسين قد كتب إلى أهل البصرة نسخةً واحدة إلى الأشراف، فكتبإلى مالك بن مسمع البكري والأحنف بن قيس والمنذر بن الجارود ومسعود بن عمرو وقيس بنالهيثم وعمر بن عبيد الله بن معمر يدعوهم إلى كتاب الله وسنة رسوله وأن السنة قدماتت والبدعة قد أحييت، فكلهم كتموا كتابه إلا المنذر بن الجارود ، فإنه خاف أن يكوندسيسًا من ابن زياد. فأتاه بالرسول والكتاب ، فضرب ( ابن زياد ) عنق الرسول وخطب الناس وقال: " أمابعد، فوالله ما بي تقرن الصعبة وما يقعقع لي بالشنان ، وإني لنكلٌ لمن عاداني وسلمٌلمن حاربني ..يا أهل البصرة إن أمير المؤمنين قد ولاني الكوفة، وأنا غادٍ إليها بالغداة ، وقد استخلفت عليكم أخي عثمان بن زياد ، فإياكم والخلافوالإرجاف . فوالله لئن بلغني عن رجل منكم خلاف لأقتلنه وعريفه ووليه ، ولآخذن الأدنىبالأقصى ، حتى تستقيموا ولا يكون فيكم مخالف ولا مشاق . وإني أنا ابن زياد أشبهته منبين من وطىء الحصى فلم ينتزعني شبه خال ولا ابن عم.". )
7 ـ وسافر عبيد الله بن زياد للكوفة ومعه 500 من أتباعه ، فتفرقوا عنه فى الطريق يحاولون تعطيله حتى يصل الحسين للكوفة قبله ، ولكنه سبق ، ودخل الكوفة وحيدا ، متنكرا ، وكان أهل الكوفة يظنونه الحسين ، ودخل دار الامارة وقابل الأمير المعزول ، والذى كان يظن أيضا أنه الحسين ، فكشف له ابن زياد عن شخصيته ، وتولى مكانه واليا ، تقول الرواية : ( ثم خرج من البصرة .. وقيل: كان معه خمسمائة فتساقطوا عنه.... ورجوا أن ..يسبقه الحسين إلى الكوفة ، فلم يقف على أحدمنهم حتى دخل الكوفة وحده ، فجعل يمر بالمجالس فلا يشكّون أنه الحسين ، فيقولون:مرحبًا بك يا ابن رسول الله! وهو لا يكلمهم . وخرج إليه الناس من دورهم فساءه مارأى منهم . وسمع النعمان ، فأغلق عليه الباب، وهو لا يشك أنه الحسين . وانتهى إليه عبيدالله ومعه الخلق يصيحون فقال له النعمان: أنشدك الله ألا تنحيت عني! فوالله ماأنا بمسلم إليك أمانتي وما لي في قتالك من حاجة! فدنا منه عبيد الله وقال له:افتح لا فتحت - فسمعها إنسان خلفه فرجع إلى الناس وقال لهم: إنه ابن مرجانة.ففتح له النعمان فدخل ، وأغلقوا الباب . وتفرق الناس . ) ..
8 ـ ابن زياد يعلن سياسته لأهل الكوفة بالاحسان للمطيع منهم والقسوة مع المعارضة ، تقول الرواية :( وأصبح ، ..فجلس علىالمنبر ..وخطبهم .. فقال: " أما بعد ، فإن أمير المؤمنين ولّاني مصركموثغركم وفيئكم ، وأمرني بإنصاف مظلومكم وإعطاء محرومكم وبالإحسان إلى سامعكم ومطيعكم، وبالشدة على مريبكم وعاصيكم .وأنا متبع فيكم أمره ومنفذٌ فيكم عهده ، فأنا لمحسنكمكالوالد البر ولمطيعكم كالأخ الشقيق، وسيفي وسوطي على من ترك أمري وخالف عهدي . فليبقامرؤ على نفسه.". ).
9 ـ ابن زياد يأمر أعوانه بتسجيل أى غريب قدم للكوفة ، وأى مشبوه وأى متهم بأنه من الخوارج ( الحرورية ) وأن يضمن كل منهم المنطقة التى هو مسئول عنها ، ويهدد بصلب من يتوانى منهم فى أداء مهمته ، تقول الرواية : ( ثم نزل فأخذ العرفاء والناس أخذًا شديدًا . وقال: اكتبوا إليالغرباء ومن فيكم من طلبة أميرالمؤمنين ، ومن فيكم من الحرورية وأهل الريب الذين رأيهم الخلافوالشقاق ، فمن كتبهم إلي فبرئ ومن لم يكتب لنا أحدًا فليضمن لنا ما في عرافته أن لايخالفنا فيهم مخالف ولا يبغي علينا منهم باغٍ فمن لم يفعل فبرئت منه الذمة وحلاللنا دمه وماله . وأيما عريف وجد في عرافته من بغية أمير المؤمنين أحدٌ لم يرفعه إليناصلب على باب داره..".. . ثمنزل.).
10 ـ مسلم بن عقيل يستجير بهانىء بن عروة شيخ عشيرة بنى مراد ، فيُجيره هانىء مُضطرا ، وتصبح دار هانىء ملتقى الشيعة الراغبين فى مقابلة مسلم ، تقول الرواية : ( وسمع مسلم بمقالة عبيد الله فخرج من دار المختار ، وأتى دار هانئ ابنعروة المرادي، فدخل بابه ، واستدعى هانئًا فخرج إليه، فلما رآه كره مكانه . فقال لهمسلم: " أتيتك لتجيرني وتضيفني."!. فقال له هانئ : لقد كلفتني شططًا ولولا دخولك داري لأحببت أنتنصرف عني ،غير أنه يأخذني من ذلك ذمام ادخل." فآواه ، فاختلفت الشيعة إليه في دار هانئ .).
11 ـ ابن زياد يرسل جاسوسا ويزرعه فى دار هانىء ليعرف أخبار مسلم وأنصاره ، تقول الرواية : ( ودعا ابن زياد مولى له ، وأعطاه ثلاثة آلاف درهم ، وقال له: "اطلب مسلمابن عقيل وأصحابه ، والقهم ، وأعطهم هذا المال ، وأعلمههم أنك منهم واعلم أخبارهم.". ففعل ذلك . وأتى مسلم بن عوسجة الأسدي بالمسجد فسمع الناس يقولون:هذا يبايع للحسين وهو يصلي فلما فرغ من صلاته قال له: " يا عبد الله إني امرؤ منأهل الشام أنعم الله علي بحب أهل هذا البيت وهذه ثلاثة آلاف درهم أردت بها لقاء رجلمنهم بلغني أنه قدم الكوفة يبايع لابن بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقدسمعت نفرًا يقولون إنك تعلم أمر هذا البيت وإني أتيتك لتقبض المال وتدخلني علىصاحبك أبايعه وإن شئت أخذت بيعتي له قبل لقائي إياه." فقال: " لقد سرني لقاؤك إياي لتنال الذي تحب وينصر الله بك أهل بيتنبيه، وقد ساءني معرفة الناس هذا الأمر مني قبل أن يتم مخافة هذا الطاغية وسطوته".فأخذ بيعته والمواثيق المعظمة ليناصحن وليكتمن واختلف إليه أيامًا( أى قابله ) ليدخله على مسلم بن عقيل.... ثم إن مولى ابن زياد الذي دسه بالمال اختلف إلى مسلم بن عوسجة .. فأدخله على مسلم بن عقيل ، فأخذ بيعته وقبض ماله ، وجعل يختلف إليهم ( اى يزورهم ) ويعلمأسرارهم وينقلها إلى ابن زياد.).
12 ـ ابن زياد يستدعى هانىء بن عروة ، تقول الرواية : ( وكان هانئ قد انقطع عن عبيد الله بعذر المرض ، فدعا عبيد الله محمد بنالأشعث واسماء بن خارجة .. فسألهم عن هانئوانقطاعه فقالوا: إنه مريض.فقال: بلغني أنه يجلس على باب داره ، وقد برأ ، فالقوه فمروه أن لايدع ما عليه في ذلك.فأتوه فقالوا له: إن الأمير قد سأل عنك وقال: لو أعلم أنه شاكلعدته ، وقد بلغه أنك تجلس على باب دارك وقد استبطأك . والجفاء لا يحتمله السلطان. أقسمنا عليك لو ركبت معنا.". فلبس ثيابه وركب معهم.فلما دنا من القصر أحست نفسه بالشر ، فقال لحسان بن أسماء بن خارجة:"يا ابن أخي إني لهذا الرجل لخائفٌ فما ترى ؟ " فقال: " ما أتخوف عليك شيئًا ، فلا تجعلعلى نفسك سبيلًا .").
13 ـ ابن زياد يحقّق مع هانىء ويواجهه بالجاسوس ويثبت أن مسلم بن عقيل فى داره ، ويأمره ابن زياد بتسليم مسلم بن عقيل فيرفض هانىء فيقوم ابن زياد بضربه وتعذيبه ، وتقلق قبيلة مذحج على حياة هانىء ، فيأتى بعضهم الى خارج القصر ليطمئن على هانىء ، فيأمر عبيد الله بن زياد القاضى شريح فيخرج اليهم ويطمئنهم بأن هانىء بخير ، فانصرفوا وتركوا هانىء فريسة فى يد عبيد الله بن زياد ، تقول الرواية : ( فدخل القوم على ابن زيادوهانئ معهم، فلما رآه ابن زياد .. قال ..: "أريد حياته ويريد قتلي عذيرك من خليلك من مراد"... فقال هانئ : "وما ذاك ؟ "فقال: " يا هانئ ما هذه الأمور التي تربص في داركلأمير المؤمنين والمسلمين؟ ! جئت بمسلم فأدخلته دارك وجمعت له السلاح والرجال وظننتأن ذلك يخفى علي! ". قال: "ما فعلت.".قال: "بلى.". وطال بينهما النزاع فدعا ابن زياد مولاه ، ذاك العين ، فجاء حتى وقف بينيديه . فقال: أتعرف هذا ؟ قال: نعم .وعلم هانئ أنه كان عينًا عليهم فسقط في يده ساعة. ثم راجعته نفسه قال: " اسمع مني وصدقني ، فوالله لا أكذبك. والله ما دعوته ولا علمتبشيء من أمره حتى رأيته جالسًا على بابي يسألني النزول علي، فاستحييت من رده ولزمنيمن ذلك ذمام فأدخلته داري وضُفته وقد كان من أمره الذي بلغك ، فإن شئت أعطيتك الآنموثقًا تطمئن به ورهينةً تكون في يدك حتى أنطلق وأخرجه من داري وأعود إليك.".فقال: لا والله.لا تفارقني أبدًا حتى تأتيني به." قال: "لا آتيك بضيفي تقتله أبدًا.". فلما كثر الكلام قام مسلم بن عمرو الباهلي وليس بالكوفة شامي ولابصري غيره فقال( لابن زياد ): " خلني وإياه حتى أكلمه لما رأى من لجاجه." وأخذ هانئًا ، وخلا بهناحية من ابن زياد ، بحيث يراهما فقال له: " يا هانئ أنشدك الله أن تقتل نفسك وتدخلالبلاء على قومك! إن هذا الرجل ( مسلم بن عقيل ) ابن عم القوم ( يعنى بنى أمية ) وليسوا بقاتليه ولا ضائريه ، فادفعهإليه فليس عليك بذلك مخزاة ولا منقصة إنما تدفعه إلى السلطان! " ) قال( هانىء ) : " بلى ، واللهإن علي في ذلك خزيًا وعارًا . لا أدفع ضيفي وأنا صحيح شديد الساعد كثير الأعوان . واللهلو كنت واحدًا ليس لي ناصر لم أدفعه حتى أموت دونه.". فسمع ابن زياد ذلك فقال: "أدنوه مني.". فأدنوه منه.فقال:" والله لتأتيني به أو لأضربن عنقك! " قال: "إذن والله تكثرالبارقة حول دارك! ". وهو يرى أن عشيرته ستمنعه.فقال: "أبالبارقة تخوفني.؟". وقيل إن هانئًا لما رأى ذلك الرجل الذي كان عينًا لعبيد الله علمأنه قد أخبره الخبر فقال: " أيها الأمير قد كان الذي بلغك ولن أضيع يدك عندي وأنتآمن وأهلك فسر حيث شئت." . فأطرق عبيد الله عند ذلك ، ومهران قائم على رأسه وفي يده معكزةفقال ( مهران يخاطب الأمير يحرضه على هانىء ): " واذلاه! هذا الحائك يؤمّنك في سلطانك! " فقال (ابن زياد لمهران ): "خذه." ، فأخذ مهران ضفيرتيهانئ ، وأخذ عبيد الله القضيب، ولم يزل يضرب أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسيلالدماء على ثيابه ونثر لحم خديه وجبينه على لحيته حتى كسر القضيب ، وضرب هانئ يده إلىقائم سيف شرطي وجبذه فمنع منه ، فقال له عبيد الله: "أحروري؟ أحللت بنفسك وحل لناقتلك! ". ثم أمر به فألقي في بيت وأغلق عليه.فقام إليه أسماء بن خارجة فقال:" أرسله يا غادر! أمرتنا أن نجيئكبالرجل فلما أتيناك به هشمت وجهه وسيلت دماءه وزعمت أنك تقتله.". فأمر به عبيد الله فلهز وتعتع ، ثم تُرك . ( أى ضربوه ضربا شديدا ثم تركوه ) وبلغ عمرو بن الحجاج أن هانئًاقد قتل ، فأقبل في مذحج ( قبيلة مذحج ) حتى أحاطوا بالقصر ونادى: "أنا عمرو بن الحجاج ، هذه فرسانمذحج ووجوهها ، لم نخلع طاعة ولم نفارق جماعةً.". فقال عبيد الله لشريح القاضي وكان حاضرًا: " ادخل على صاحبهم ( أى هانىء ) فانظرإليه ثم اخرج إليهم فأعلمهم أنه حي.". ففعل شريح ، فلما دخل عليه ، قال له هانئ : " يا للمسلمين! أهلكتعشيرتي.! أين أهل الدين؟ أين أهل النصر؟ أيخلونني وعدوهم وابن عدوهم! "وسمع ( هانىء ) الضجةفقال: يا شريح إني لأظنها أصوات مذحج وشيعتي من المسلمين ، إنه إن دخل علي عشرة نفرأنقذوني."فخرج شريح ومعه عين ( جاسوس ) أرسله ابن زياد، قال شريح: " لولا مكان العينلأبلغتهم قول هانئ " .فلما خرج شريح إليهم قال: "قد نظرت إلى صاحبكم وإنه حي لم يقتل." فقال عمرو وأصحابه: " فأما إذ لم يقتل فالحمد لله! " ثم انصرفوا.)
14 ـ وبلغ مسلم ما حدث لهانىء ، فنادى أصحابه للحرب لانقاذ هانىء ، واعدّ جيشا لقتال عبيد الله بن زياد ، وحاصر بهم قصر الإمارة الذى تحصّن فيه ابن زياد، واتصل ابن زياد برءوس القبائل المتحالفين معه ، وأمرهم بالتحريض ضد مسلم بن عقيل، كما دعا من معه فى القصر من رءوس القبائل بأن يعلنوا من شرفات القصر بالترهيب والترغيب حتى ينفض عن مسلم أنصاره . وفعلا ما لبث أن تفرّق عن مسلم أنصاره ،وصار وحيدا !!. تقول الرواية : (وأتى الخبر مسلم بن عقيل فنادى في أصحابه: يا منصور أمت! وكانشعارهم وكان قد بايعه ثمانية عشر ألفًا وحوله في الدور أربعة آلاف فاجتمع إليه ناسكثير فعقد مسلم لعبد الله بن عزير الكندي على ربع كندة وقال: سر أمامي وعقد لمسلمبن عوسجة الأسدي على ربع مذحج وأسد وعقد لأبي ثمامة الصائدي على ربع تميم وهمدانوعقد لعباس بن جعدة الجدلي على ربع المدينة وأقبل نحو القصر.فلما بلغ ابن زياد إقباله تحرز في القصر وأغلق الباب وأحاط مسلمبالقصر وامتلأ المسجد والسوق من الناس وما زالوا يجتمعون حتى المساء وضاق بعبيدالله أمره وليس معه في القصر إلا ثلاثون رجلًا من الشرط وعشرون رجلًا من الأشرافوأهل بيته ومواليه وأقبل أشراف الناس يأتون ابن زياد من قبل الباب الذي يلي دارالروميين والناس يسبون ابن زياد وأباه.فدعا ابن زياد كثير بن شهاب الحارثي وأمره أن يخرج فيمن أطاعه منمذحج فيسير ويخذل الناس عن ابن عقيل ويخوفهم وأمر محمد بن الأشعث أن يخرج فيمنأطاعه من كندة وحضرموت فيرفع راية أمان لمن جاءه من الناس وقال مثل ذلك للقعقاع بنشور الذهلي وشبث بن ربعي التميمي وحجار بن أبجر العجلي وشمر بن ذي الجوشن الضبابيوترك وجوه الناس عنده استئناسًا بهم لقلة من معه.وخرج أولئك النفر يخذلون الناس وأمر عبيد الله من عنده من الأشرافأن يشرفوا على الناس من القصر فيمنوا أهل الطاعة ويخوفوا أهل المعصية ففعلوا فلماسمع الناس مقالة أشرافهم أخذوا يتفرقون حتى إن المرأة تأتي ابنها وأخاها وتقول:انصرف الناس يكفونك ويفعل الرجل مثل ذلك فما زالوا يتفرقون حتى بقي ابن عقيل فيالمسجد في ثلاثين رجلًا.)
15 ـ واصبح مسلم بن عقيل يسير فى شوارع الكوفة خائفا يترقّب .!! ، وذهب الى مساكن قبيلة كنده ، يظن أنهم سينصرونه لأن زعيمهم محمد بن أشعث بن قيس من كبار الشيعة ، ولم يكن يعرف أنه أصبح عميلا لابن زياد ، فاستجار مسلم بامرأة من كندة، فأجارته وآوته ، ، تقول الرواية عن حال مسلم بن عقيل : ( فلما رأى ذلك خرج متوجهًا نحو أبواب كندة ، فلما خرج إلى الباب لم يبقمعه أحد ، فمضى في أزقة الكوفة لا يدري أين يذهب ، فانتهى إلى باب امرأة من كندة يقاللها طوعة ، أم ولد كانت للأشعث وأعتقها فتزوجها أسيد الحضرمي فولدت له بلالًا . وكانبلال قد خرج مع الناس، وهي تنتظره ، فسلم عليها ابن عقيل وطلب الماء فسقته ، فجلس، فقالتله: " يا عبد الله ألم تشرب ؟ "قال: " بلى" .قالت: "فاذهب إلى أهلك . " فسكت . فقالت لهثلاثًا فلم يبرح . فقالت: " سبحان الله! إني لا أحل لك الجلوس على بابي." ، فقال لها: " ليس لي في هذا المصر منزل ولا عشيرة ، فهل لك إلى أجرومعروف ، ولعلي أكافئك به بعد اليوم ؟ " قالت:" وما ذاك ؟" قال:" أنا مسلم بن عقيل، كذبنيهؤلاء القوم وغرّوني."!. قالت:" ادخل".فأدخلته بيتًا في دارها وعرضت عليه العشاء فلم يتعش.وجاء ابنها ، فرآها تكثر الدخول في ذلك البيت فقال لها: "إن لكلشأنًا في ذلك البيت."، وسألها فلم تخبره ، فألحّ عليها فأخبرته ،واستكتمته ،وأخذت عليه الأيمانبذلك فسكت.).
16 ـ بعد أن تأكّد ابن زياد من تفرّق أنصار مسلم بن عقيل عنه جمع قادة شرطته وجنده فى المسجد ونادى فى الناس بالحضور فيه ، وأمرهم بالطاعة وهددهم إن عصوا ، وأمر الشرطة بتفتيش بيوت الكوفة وجعل جائزة لمن يأتيه بمسلم بن عقيل ، وخاف ابن السيدة التى أوت مسلم بن عقيل ، فأفشى السّر لعبد الرحمن ابن محمد بن الأشعث فأوصل الخبر الى ابيه محمد بن الأشعث فأوصله الى ابن زياد . فجعل ابن زياد محمد بن الأشعث ( الكندى ممثلا لقبائل قحطان اليمنية ) قائد الحملة المكلفة باعتقال مسلم بن عقيل وجعل معه أحد زعماء قبيلة قيس المُضرية فى الكوفة ليكون هناك توازن بين قبائل (مُضر ) وقبائل ( قحطان ). تقول الرواية : ( وأما ابن زياد فلما لم يسمع الأصوات قال لأصحابه: انظروا هل ترونمنهم أحدًا فنظروا فلم يروا أحدًا فنزل إلى المسجد قبيل العتمة وأجلس أصحابه حولالمنبر وأمر فنودي: ألا برئت الذمة من رجل من الشرط والعرفاء والمناكب والمقاتلةصلى العتمة إلا في المسجد.فامتلأ المسجد فصلى بالناس ثم قام فحمد الله ثم قال: أما بعد فإنابن عقيل السفيه الجاهل قد أتى ما رأيتم من الخلاف والشقاق فبرئت الذمة من رجلوجدناه في داره ومن أتانا به فله ديته.وأمرهم بالطاعة ولزومها وأمر الحصين بن تميم أن يمسك أبواب السكك ثميفتش الدور ..ودخل ابن زياد وعقد لعمرو بن حريث وجعله على الناس ، فلما أصبح جلسللناس.ولما أصبح بلال ابن تلك العجوز التي آوت مسلم بن عقيل أتى عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث فأخبره بمكان ابن عقيل ، فأتى عبد الرحمن أباه وهو عند ابنزياد فأسر إليه بذلك ، فأخبر به محمدٌ ابن زياد، فقال له ابن زياد: " قم فأتني بهالساعة . " وبعث معه عمرو بن عبيد الله بن عباس السلمي في سبعين من قيس حتى أتوا الدارالتي فيها ابن عقيل.)
17 ـ ودافع مسلم بن عقيل عن نفسه بما استطاع ، وفى النهاية إنخدع بوعد محمد بن اسحاق فسلّم نفسه جريحا ، بينما رفض القائد الآخر إعطاءه الأمان بل نزع سلاحه ، فأيقن مسلم بالغدر، تقول الرواية عن مسلم عندما أحسّ بمجىء الحملة لاعتقاله : ( فلما سمع الأصوات عرف أنه قد أتي فخرج إليهم بسيفه حتى أخرجهم منالدار ثم عاودا إليه فحمل عليهم فأخرجهم مرارًا وضرب بكير بن حمران الأحمري فم مسلمفقطع شفته العليا وسقطت ثنيتاه وضربه مسلم على رأسه وثنى بأخرى على حبل العاتق كادتتطلع على جوفه فلما رأوا ذلك أشرفوا على سطح البيت وجعلوا يرمونه بالحجارة ويلهبونالنار في القصب ويلقونها عليه.فلما رأى ذلك خرج عليهم بسيفه فقاتلهم في السكة فقال له محمد بنالأشعث: لك الأمان فلا تقتل نفسك! فأقبل يقاتلهم وهو يقول( شعرا ) :
أقسمت لا أقتل إلاحرًا وإنرأيت الموت شيئًا نكرا
أو يخلط البارد سخنًا مرًا رد شعاع الشمس فاستقرا
كل امرىءٍ يومًا يلاقي شرًا أخاف أن أكذب أو أغرا
فقال له محمد( ابن الأشعث ): "إنك لا تُكذب ولا تُخدع .القوم ( يعنى بنو أمية ) بنو عمك وليسوا بقاتليكولا ضاربيك.". وكان قد أثخن بالحجارة وعجز عن القتال ، فأسند ظهره إلى حائط تلكالدار ، فآمنه ابن الأشعث والناس ، غير عمرو بن عبيد الله السلمي، فإنه قال: " لا ناقةلي في هذا ولا جمل " ، وأتي ببغلة فحُمل عليها ، وانتزعوا سيفه ، فكأنه أيس من نفسه ، فدمعتعيناه ، ثم قال: "هذا أول الغدر.!". قال محمد( ابن الشعث ):" أرجو أن لا يكون عليك بأس.". قال: " وما هو إلا الرجاء؟ أين أمانكم ؟! "ثم بكى. فقال له عمرو بن عبيد الله بن عباس السلمي: " من يطلب مثل الذي تطلبإذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك! " فقال: " ما أبكي لنفسي ، ولكني أبكي لأهليالمنقلبين إليكم .! أبكي للحسين وآل الحسين..!! ثم قال لمحمد بن الأشعث: " إني أراكستعجز عن أماني ، فهل تستطيع أن تبعث من عندك رجلًا يخبر الحسين بحالي ويقول له عنيليرجع بأهل بيته ولا يغره أهل الكوفة، فإنهم أصحاب أبيك الذين كان يتمنى فراقهمبالموت أو القتل؟ " فقال له ابن الأشعث: " والله لأفعلن! " ثم كتب بما قال مسلم إلىالحسين ، فلقيه الرسول بزبالة ( مكان اسمه زبالة ) فأخبره ، ( أى أخبر الحسين ) فقال( الحسين ) : " كلما قدر نازلٌ عند الله نحتسب أنفسناوفساد أمتنا.".! وكان سبب مسيره من مكة كتاب مسلم إليه يخبره أنه بايعه ثمانية عشرألفًا ويستحثه للقدوم..
18 ـ وجىء بمسلم الى قصر عبيد الله بن زياد ، وطلب محمد بن الأشعث من ابن زياد بأن يفى بعهد الأمان الذى قطعه بن الأشعث لمسلم ، فرفض ابن زياد . ، تقول الرواية : ( وأما مسلم فإن محمدًا قدم به القصر ودخل محمد على عبيد الله فأخبرهالخبر وأمانه له فقال له عبيد الله: " ما أنت والأمان! ما أرسلناك لتؤمنه إنماأرسلناك لتأتينا به! " ، فسكت محمد. ولما جلس مسلم على باب القصر رأى جرةً فيها ماءبارد فقال: " اسقوني من هذا الماء." فقال له مسلم بن عمرو الباهلي: " أتراها ما أبردها! والله لا تذوقمنها قطرة حتى تذوق الحميم في نار جهنم!" فقال لهم ابن عقيل: " من أنت قال: أنامن عرف الحق إذ تركته ونصح الأمة والإمام إذ غششته وسمع وأطاع إذ عصيته أنا مسلم بنعمرو." . فقال له ابن عقيل: " لأمك الثكل ، ما أجفاك وأفظك وأقسى قلبكوأغلظك! أنت يا ابن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم مني! " .. فدعاعمارة بن عقبة بماء بارد فصب له في قدح فأخذ ليشرب فامتلأ القدح دمًا ، ففعل ذلكثلاثًا فقال: " لو كان من الرزق المقسوم شربته.". وأُدخل على ابن زياد فلم يسلم عليه بالإمارة، فقال له الحرسي: " ألاتسلم على الأمير ؟ " فقال: " إن كان يريد قتلي فما سلامي عليه ؟ وإن كان لا يريد قتليفليكثرن تسليمي عليه." . فقال له ابن زياد: "لعمري لتقتلن! " فقال: " كذلك ؟ "قال: نعم.قال: فدعني أوصي إلى بعض قومي.قال: افعل. فقال لعمر بن سعد ( ابن أبى وقّاص ) :" إن بيني وبينك قرابة ولي إليك حاجة وهي سر " ، فلميمكّنه من ذكرها ، فقال له ابن زياد: " لا تمتنع من حاجة ابن عمك." ، فقام معه ، فقال: " إن عليّ بالكوفة دينًا استدنته منذ قدمت الكوفة، سبعمائة درهم فاقضها عني ، وانظر جثتي فاستوهبها فوارها." فقال عمر لابن زياد: إنهقال كذا وكذا.فقال ابن زياد: " لا يخونك الأمين ، ولكن قد يؤتمن الخائن ، أما مالكفهو لك تصنع به ما شئت ، وأما الحسين فإن لم يردنا لم نرده وإن أرادنا لم نكف عنه. وأما جثته فإنا لن نشفعك فيها"..ثم قال ( ابن زياد ) لمسلم: " يا ابن عقيل ، أتيت الناس وأمرهم جميع وكلمتهم واحدةلتشتت بينهم وتفرق كلمتهم! " فقال ( مسلم ) : " كلا ، ولكن أهل هذا المصر زعموا أن أباك قتلخيارهم وسفك دماءهم وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر، فأتيناهم لنأمر بالعدل وندعو إلىحكم الكتاب والسنة."فقال ( ابن زياد ) : " وما أنت وذاك يا فاسق ؟ ألم يكن يعمل بذلك فيهم إذ أنت تشربالخمر بالمدينة ؟ " قال: " أنا أشرب الخمر! والله إن الله يعلم أنك تعلم أنك غير صادق، وأني لست كما ذكرت ، وإن أحق الناس بشرب الخمر مني من يلغ في دماء المسلمين فيقتلالنفس التي حرم الله قتلها على الغضب والعداوة وهو يلهو ويلعب كأنه لم يصنعشيئًا." ، فقال له ابن زياد: " قتلني الله إن لم أقتلك قتلةً لم يقتلها أحدٌفي الإسلام! " قال: " أما إنك أحق من أحدث في الإسلام ما ليس فيه ، أما إنك لا تدعسوء القتلة وقبح المثلة وخبث السيرة ولؤم الغلبة ، ولا أحد من الناس أحق بها منك." . فشتمه ابن زياد وشتم الحسين وعليًا وعقيلًا ، فلم يكلمه مسلم . ثم أمر( ابن زياد ) به فأصعد فوق القصر لتضرب رقبته ويتبعوا رأسه جسده . فقال مسلم لابن الأشعث: " واللهلولا أمانك ما استسلمت قم بسيفك دوني قد أخفرت ذمتك.". فأصعد مسلم فوق القصر، وهو يستغفر ويسبح ،وأُشرف به على موضع الحدائينفضربت عنقه ، وكان الذي قتله بكير بن حمران الذي ضربه مسلم . ثم أتبع رأسه جسده.فلما نزل بكير قال له ابن زياد: " ما كان يقول وأنتم تصعدون به؟ " قال: " كان يسبح ويستغفر فلما أدنيته لأقتله قلت له: ادن مني ، الحمد لله الذي أمكنمنك وأقادني منك! . فضربته ضربة لم تغن شيئًا فقال: أما ترى في خدش تخدشينه وفاءمن دمك أيها العبد ؟ فقال ابن زياد: وفخرًا عند الموت! قال: ثم ضربته الثانيةفقتلته."
19 ـ وحاول ابن الأشعث مع ابن زياد أن يعفو عن هانىء ، فلم ينجح ، ، تقول الرواية : ( وقام محمد بن الأشعث فكلم ابن زياد في هانئ وقال له: قد عرفتمنزلته في المصر وبيته وقد علم قومه أني أنا وصاحبي سقناه إليك فأنشدك الله لما وهبته لي فإني أكره عداوة قومه. فوعده أن يفعل. ) وحنث اين زياد بوعده بعد قتل مسلم ( فأمر بهانئ حين قتل مسلم فأخرج إلى السوق فضربت عنقه . ) ( وبعث ابن زياد برأسيهما إلى يزيد ، فكتب إليه يزيد يشكره ويقول له:" وقد بلغني أن الحسين قد توجه نحو العراق ، فضع المراصد والمسالح ، واحترس ، واحبس على التهمة ، وخذ على الظنة ، غير أن لا تقتل إلا من قاتلك.).
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,686,468 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
المراهنات: أستاذ نا الفاض ل عندى سؤال أعتبر ه ضمنا...
يا ليت ..!: صبا ح الخير قرات الان على اهل القرا ن ...
شيوخ الدعارة: ما تفسير ك دكتور في تراجع كل من الحوي ني ...
أكرمك الله جل وعلا: سلام عليكم , اتمنى تكونو في خير وعافي ة, ودتت...
العصمة : قرأت ردودك م على كتاب العصم ة للسيد...
more
تابعت ما مضى من سلسلة مواضيعك عن الصحابة وأعجبني فيها أنك كشفت تاريخهم بكل تجرد وأزلت غطاء القداسة عنهم وأنهم بشر يصيبون ويخطئون وليسوا معصومين . وأيضا أن النبي لا يعلم الغيب فمن يزعم أن هؤلاء مبشرين بالجنة أو أن فلانا وفلانا سيدا شباب أهل الجنة فإنه ينسب للنبي علم الغيب الذي نفاه الله عنه في عدة آيات .
ولكني تمنيت كمحب وكمتابع ألا تدخل في أحكام التكفير لأشخاص بعينهم لأن هذا يعني أنك تقطع بأن مصيرهم إلى النار . يفترض أن يكتفي الباحث بالحكم على العمل حتى لا يدخل في ذمته نوايا الناس .
نتمنى منك يا دكتور أحمد أن تتحفنا حسب وقتك الثمين بسلسلة ولو مختصرة أو مقالة حول من ثبت من الصحابة على منهج الرسول وهو منهج القرآن الكريم .