يحي فوزي نشاشبي Ýí 2013-05-17
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف ومتى يكون المعاصرون أو الأسلاف
أو الخلفاء راشدين مهديين ؟
عندما يطلع المرء على تلك السلسلة التي تـَكرّم بنشرها الدكتور أحمد صبحي منصور - مشكورا - تحت عنوان كتاب الحج، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تلك التي جاءت مؤخرا تحت عنوان " خلافة علي والإنتقام الإلهي في موقعة الجمل ".
عندمايطلع المرء على تلك التفاصيل التاريخية حيث يلمـّــح لنا التاريخ بقوة أو يصرّح بأن تحذير ربّ العالمين أصاب فعلا أسلافنا الذين لم يأخذوه مأخذ جد ، وبالتالي لم يفلتوا من عواقب من استخف بذلك التحذير : ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب) سورة الأنفال – الآية 25.
عندما يطلع المرء على كل ذلك، وتمتلئ رأسه بتلك الأصوات وتلك الجلبة التاريخية، وذلك الصخب، وتلك الأهواء السلبية، وتلك المؤامرات والمناورات وتلك الإعتداءات السافرة ، وتلك التجاوزات والإنتهاكات، فإن المرء يكاد يلمح أو يرى فعلا تلك العاديات الضابحات، الموريات قدحا، المغيرات صبحا، المثيرات لذلك النقع الهائل، لاسيما عندما يذكـّره التاريخ، وبكل وقاحة وبدون شفقة ولا رحمة بأن تلك العواصف أو تلك الإعصارات انطلقت منذ عهد سقيفة بني ساعدة، وجسم النبئ محمد عليه الصلاة والتسليم، جسم ذلك الذي صلى عليه الله هو وملائكته لمّا يـُوارى التراب .
عندما يُعـْـلِــم ُ التاريخ المرءَ بأن أسلافنا وهم أولئك الذين تتفاوت مسافات انتمائهم إلى عصر وعهد نزول الوحي، ومع ذلك فإنهم قد تحقق فيهم ذلكم النبأ، إذ لم يشفع فيهم كونهم قريبي العهد بحياة رسول الله ( عليه الصلاة والتسليم) حيث أنهم ما أن وافته المنية حتى انقلبوا على أعقابهم وخاضوا في حروب أهلية وبإسراف لا مثيل له، بل وإلى درجة أن تولدت منها الفتنة الكبرى.
نعم ، عندمايطلع المرء على كل ذلك، فإن التساؤل الكبير الذي يكون حتما فرض نفسه على المستمع في كل مرة يسمع فيها الخطيب والواعظ وهو يتذمر من حــــــالنا الراهن ويتأسف ويتأوه، وبالمقابل ينطلق ذلك الخطيب الغيور(الذي تغلب عليه صفة ذلك الشخص عندما يتحول إلى ملكيّ أكثرمن الملك) ينطلق وبدون أدنى تورع في مدح السلف واصفا إياه بالرشد والصلاح ، وبدون أن يرحم أو يقيم أدنى وزن لمنطق وأدمغة مستمعيه وما يحدث فيها من أثر حديثه وإسرافه فيه !?
وإن ما يزيد لطين التساؤل بـِلـّـة ،(إن جاز هذا التعبير) هو عندما يقول الخطيب أو عندما يروي ذلك الحديث المنسوب إلى رسول الله عــليه الصلاة والتسليـــم : " قد تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين !? عضّـوا عليها بالنواجد ... إلخ ... ".
وإن كل من يكون قد استمع إلى ما باح به له التاريخ ، ثم طرقت أذنيه رواية تلك المحجة البيضاء وقولة العض على سنة الخلفاء الراشدين المهديين ، إن كل من كان كذلك، فمن المتصور أن تنتشر في أوساط تلك الملايير من خلايا دماغه وقلبه حالة طوارئ وحالات اهتزازية متفاوتة في الدرجات .
* وبقطع النظرعن صحة تلك الرواية، فإن المتفق عليه هو أن المحجة هي جادة الطريق، أو الطريق المستقيم، أو حبل الله الواجب الإعتصام به وحده لا شريك له.
* وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أخبرعبده ورسوله في آية رقم 101 سورة التوبة بأنه ( أي عبده ورسوله ) محاط بمنافقين، وممن مــــردوا على الـــنفاق: ( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم ).
* فإن تاريخ أسلافنا لاسيما - من على بـُـعد أربعة عشر قرنا من الزمن - يكون حتما غير بعيد عما رَوَى ، وما رُوي ، بل قد يكون ما خفي ولم يُـروَ أعظم، ولسبب بسيط معزز بشهادة من لدن الخالق العلي العظيم . ( سورة التوبة الآية رقم 101) وغيرها من الآيات الواضحة المبينة التي تبين أن النفس البشرية ألهمت فجورها وتقواها.
* وحتى لا يجنح المرء إلى رفض التاريخ برمته ورده جملة وتفصيلا، أو إلى تقبله وهضمه كما هو، بدون أي تمحيص جملة وتفصيلا، فإن الحلّ الذي يمكن أن يكون حلا مصيبا ، لعله يكون في محاولة اكتساب ما يلي :
1) الإعتقاد بأن رسول الله (عليه الصلاة والتسليم) كان في مستوى المهمة من حيث احترام المحجة البيضاء التي لا يمكن أن تكون شيئا آخر غير الوحي المنزل. وأن ذلك الإنسان الذي حمّـله الله مهمة تبليغ الرسالة للعالمين كان حقا في مستوى المهمة ، قد فعل وأجاد وأدى المهمة أداء كاملا غير منقوص، وأنه لم يَحِدْ أبدا ولم يتقول على الله بعض الأقاويل.
2) أن لا ينسى المرء أبدا ولا يغفل، أن أولئك الذين عاصروا النبئ الرسول وأولئك الذين سبقوهم في معاصرة جميع الأنبياء والرسل ومن بعدهم إلى يوم الدين ، أن لا ينسى أن طبيعتهم لم تتغير، فهم جميعهم ومعهم جميع الأنبياء والرسل لم يكونوا إلا من تلك المخلوقات البشرية التي تأكل الطعام وتمشي في الأسواق لا غير.
3) وأما عن تلك (البوصلة - أي الإسطرلاب ) التي يحرص كل واحد منا على أن يبنيها وينشئها ويركبها لنفسه ثم يعتمد عليها حتى يكون حافظا لتوازنه ومهتديا ، وحتى يكون دوما على بصيرة ، فيجب أن تكون تلك الآلة من النوع الذي يتركز على الأقل على الركائز التالية :
أ) على روح تلك الآيات الثلاث الأولى في سورة البقرة .
ب) الإطئمنان الكامل العميق بأن النبيّ لم يتقول أبدا على الله بعض الأقاويل.
ج) أن يعمل جاهدا في سبيل اكتساب تلك الملكة أو تلك العضلة التي تشيرإليها تلك الآية القرآنية رقم: 18 في سورة الزمر(الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ).
د) أن لا يغيب عنه أن ما يروى من التاريخ يمكن طبعا وبدون أدنى شك أن يكون تاريخا غير نظيف وغير منصف ، وفي نفس الوقت على المرء الجاد المخلص أن يتلو ويتدبر بقلب منزوع الأقفال ومتحرر، تلك المعلومة أو التعليمة التي قررها الله العلي العظيم في سورة التوبة رقم الآية (101) والتي لا ريب فيها .
هـ) أن يعتقد المرء ويطمئن أن السلف مكون من عباد مخلوقين ، لا يمكن أن يكونوا جميعهم صالحين كما لا يمكن أن يكونوا جميعهم غير صالحين ، وأن لكل عصر نصيبه من الفجور والتقوى.
وإن الذكاء والفطنة والتعقل والحكمة كل الحكمة في أن نستخلص الدروس والعبر لا أن نكرر نفس الهفوات والأسباب ونفس المخالفات .
هناك كثرة تحاول إبخاس ذلك الحق الذي نُزّل على محمد.
ميلاد مأساة !? الظاهر أن "فريدريك نيتشه" مصيب في حدسه !? ******
دعوة للتبرع
مكتئب إنتحر : حكم المنت حر بسبب تعرضة لحاله نفسية سيئة جدا...
مقالات موجعة جدا : استاذ ي د. احمد ارجو ان تقرأ مقالا في موقع...
كتبنا متاحة مجانا: من آين أشتري كتبكم الفاض لة: الصلا ة بين...
الموت أفضل ..: قرأت أن بعض المجر مين اختطف وا رجلا فى الليل...
more
هو تعقيب رائع من عالم مسلم يحب دينه ، ويعرف تماما الفارق بين الاسلام بعظمته ورُقيّه وبين المسلمين وأعمالهم وتاريخهم وحضارتهم وتراثهم ، المسلمون بشر ، وأعمالهم بشرية يختلط فيها الحق والباطل و الصحيح والخاطىء . ولقد عصم الله رسوله الكريمة وعصم القرآن من نقائصه البشرية فنزل القرآن يصحح النبى ويقوّمه ويعاتبه ويلومه أحيانا ويمدحه أحيانا ليؤكد لنا على أنه عليه السلام بشر مثلنا ولكن يُوحى اليه . ومن عداه من بشر لا يوحى اليهم معرضون للخطأ و الصواب ، وأعمالهم يجب نسبتها لهم بصحيحها وخطئها ، ولا صلة للاسلام العظيم بها. ومن يحب دينه مثلك يحرص على تبرئة الاسلام العظيم من أعمال المسلمين بخيرها وشرّها . وبالتالى يكون من الطعن فى الاسلام أن نجعل أشد الناس عداوة له ( إسلاميين ) وأقصد بهم هؤلاء الوهابيين الارهابيين المتطرفين المتاجرين باسم الاسلام العظيم.
بارك الله جل وعلا فيك وزادك وزادنا هدى .