آحمد صبحي منصور Ýí 2013-04-11
كتاب الحج بين الاسلام والمسلمين
الباب الرابع : إنتهاك المسلمين للبيت الحرام والشهر الحرام
الفصل السابع : مكر قريش باستغلال الأعراب ضد النبى والمسلمين
أولا : إستعراض موجز لسورة الأنفال
بعد هزيمة قريش فى بدر دخل المسلمون عصرا جديدا فارقا عما قبله ، واستلزم وضع قواعد يعتمد فيها المسلمون على أنفسهم بدون حاجة الى تثبيت الملائكة لقلوبهم . لذا نزلت فى سورة الأنفال قواعد للنبى عليه السلام والمسلمين فى العلاقات مع المعتدين الكافرين ، وفى القتال الدفاعى ،وكانت هذه القواعد تستشرف المستقبل لأنّ من أنزلها هو عالم الغيب والشهادة . ونبدأ باستعراض لسورة الأنفال وهى تشير الى أحداث ستقع ، وتضع لها القواعد مقدما ، ومنها :
1 ـ إن الأنفال أو الغنائم ليست هدفا للقتال فى الاسلام كما هو الشأن فى الإقتتال بين القبائل أو فى الفتوحات العربية وغيرها . وقد تنازع المسلمون حول تقسيم الأنفال أى الغنائم ، وسألوا النبى عن كيفية تقسيمها، فنزل فى أول سورة الأنفال قوله جل وعلا يؤكّد عدم أهمية المال لأن للتقوى الأهمية القصوى : (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفَالِ قُلْ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (1). ثم نزل تقسيم الغنائم: ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41). ثم جاء التصريح بحلّها :(فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69) .
حين يكون القتال فى سبيل الغنائم فقد يحدث نزاع ، قد ينتهى الى ( الفتنة الكبرى ) كما حدث بين صحابة الفتوحات . ولكن عندما يكون القتال دفاعيا وفى سبيل الله جل وعلا فلا مجال للتنازع . ولهذا جاء فى نفس السورة التحذير من النزاع والأمر بطاعة الله جل وعلا ورسوله :( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46).
كانت هذه قاعدة كاشفة ، لم يستوعبها الصحابة، بدليل أنهم فى موقعة (أُحُد ) عصوا أمر النبى فتسارعوا الى الغنائم بعد أن هزموا جيش قريش فى بداية المعركة ، وأثناء صراعهم حول الغنائم إلتف خالد ابن الوليد بجيش قريش وأوقع الهزيمة بالمسلمين . والمعنى إن الله جل وعلا صدقهم وعده فانتصروا فى البداية ، ثم حين التفتوا للغنائم لم يصبح القتال فى سبيل الله ، فأصبحت النتيجة مرهونة بمدى القوة العددية والحنكة الحربية ، فانهزموا . يقول جل وعلا فى ذلك :( وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) ( آل عمران )
2 ـ موضوع الأسرى : بدأ التشريع الثابت فى تحرير الأسرى مجانا فى هذه السورة بعد وجود أسرى لدى المؤمنين فى موقعة بدر . أطلق النبى سراحهم مقابل مال ، فنزل عتاب شديد له : (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67). أى إن وجود أسرى مرتبط بقيام حرب ، ولا يجوز أن يكون الغرض منها المال وعرض الدنيا لأن الله جل وعلا يريد لهم الفلاح فى الآخرة ، ثم يأتى التهديد والتوبيخ : ( لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68). ويأمر الله جل وعلا رسوله أن يقول للأسرى الذين أخذ منهم مالا لإطلاق سراحهم أنه جل وعلا سيغفر لهم إن كان فى قلوبهم خير، وسيعوّضهم خيرا ممّا دفعوه من مال .( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمْ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70). وخوف خيانتهم بعد إطلاق سراحهم فإن الله جل وعلا يضمن حماية النبى من خيانتهم :( وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( 71).
تأكّد إطلاق سراح الأسرى مجانا ( منّا ) او بتبادل الأسرى فيما بعد :( حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا )(4)( محمد ). وإذا إستجار المحارب الكافر أثناء المعركة وتوقف عن القتال فيجب حمايته وتوصيله الى مأمنه بعد أن يسمع القرآن ليكون سماعه القرآن حجة عليه أمام الله جل وعلا :(وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (6) ) ( التوبة ).
هذه القاعدة الكاشفة تاتى حُجّة على المسلمين فى الفتنة الكبرى،وهم يقتلون الأسرى من نفس المسلمين ، وقد أصبح هذا عادة سيئة فى الدولة الأموية .ثم العباسية . وقام محمد بن اسحاق بتسويغ هذا الإثم وتشريعه حين إفترى أن النبى قتل أسرى بنى قريظة .بل إفترى أن النبى عليه السلام كان يسبى النساء والذرية ، وهذا إفك شنيع ، ولكن نقله عنه المؤرخون اللاحقون كابن سعد والطبرى .
3 ـ القتال فى الاسلام هو لرد العدوان ولمنع الاضطهاد فى الدين ، فإذا أقلع الكافر المعتدى عن عدوانه فإن الله جل وعلا يغفر له ما سلف ، وإن عاد لاعتدائه فيجب قتاله لمنع الفتنة أو الاضطهاد الدين وليكون الدين كله لله ، يحكم فيه يوم القيامة بين الناس فيما هم فيه يختلفون : ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39).هذه القاعدة أكّدتها لاحقا سورة البقرة ( 190: 194) .
4 ـ فى القتال الدفاعى جاء تحريم الفرار إلا ضمن تخطيط لهزيمة العدو : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمْ الأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) ، ولا بد من الثبات واطاعة وذكر الله جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45 ).
نسى المسلمون هذا فى موقعة ( حُنين ) حين نسوا الله جل وعلا وأعجبتهم كثرتهم فلم تغن عنهم شيئا : ( لَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25)( التوبة ). جاءهم التحذير من قبل فى سورة الأنفال ألّا يتصرفوا كجيش قريش حين زحف مستكبرا معجبا بنفسه فحاقت به الهزيمة : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47). نسوا هذا التحذير.!
5 ـ لا بد من الاستعداد الحربى بكل المُستطاع ، ليس للهجوم ولكن لردع العدو المعتدى مقدما حتى لا يعتدى . الدولة الاسلامية هى الدولة المُسالمة القوية . فإذا كانت مُسالمة وضعيفة فإن ضعفها يشجع عدوها على الاعتداء . فقوتها تردع من يفكر فى الاعتداء عليها . وبذلك تحقن دم المعتدى ودمها أيضا . وهذا معنى الارهاب هنا ، هو ردع العدو الفاجر لمنعه من الاعتداء ، فالارهاب هنا هو طريق للسلام :( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60).
فإن جنحوا للسلام فلا بد من قبول عرض السلام ، حتى لو كان العرض مخادعا ، لأن الاسلام هو دين السلام ، ولأن الله جل وعلا من أسمائه الحسنى ( السلام ) ولأنّ الله جل وعلا هو الذى سينتقم من ذلك الذى يريد أن يخدع بالسلام ، والله جل وعلا سيجعل مكرهم السىء يحيق بهم :( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62).
6 ـ العدو المعتدى الذى يدمن نقض العهد لا بد من قتاله دفاعيا بكل قوة حتى يرتدع ، وحتى لا يتشجع من خلفه على نكث العهد : ( الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57). هذا مرتبط بسياسة الردع . والردع هنا مقصود به آخرين حتى لا يخونوا العهد بالسلام . وحسب طبيعة المكان والزمان وقتها كان فى إمكان من يخون العهد أن يفاجىء المدينة بالهجوم عليها ، دون إعلان منه بنقض العهد ، أى يصحو أهل المدينة فيجدونها وقد تم إحتلالها من جانب من كان عاقدا معاهدة معهم ثم خان العهد ، وسار جيشه ليلا ومختبئا بالنهار الى ان يهاجم المدينة على حين غفلة من أهلها . من هنا وجبت الحيطة، فإذا إستشعر النبى خيانة فعليه أن يعلن مخاوفه لهم ويطلب منهم توضيحا ، ويكون مستعدا ، وهذا معنى قوله جل وعلا : (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) الانفال ).
القتال وقتها كان له طبيعة خاصة . فالمدينة مستقرة وقائمة بمكانها الثابت وسكانها المستقرين بها ، وهى دولة تحت الحصار والتهديد الحربى ، ولها حدود . والذين يعتدون عليها يقطعون الطريق فى الصحراء يهاجمون بغتة ثم يفرّون . وبالتالى فإن القتال الدفاعى يستلزم مواجهتهم قبل إغارتهم على المدينة . وإذا نجحوا فى الاغارة على المدينة فلا بد من مطاردتهم داخل الصحراء لتأديبهم . هذا هو طبيعة الدفاع ضد معتدين من الأعراب وغيرهم . ومن هنا نفهم طبيعة ما يقال بأنه ( غزوات النبى ) أو معاركه الحربية . فلم تكن للهجوم على قوم مسالمين . فهذا مرفوض اسلاميا ، ولا يجوز حربيا ، فكيف يرسل النبى جيشا من مدينته ليهاجم قوما مسالمين ومدينته تحت خطر الاغارة فى أى وقت ، وحولها أعراب منافقون من أشد الناس كفرا ونفاقا ، وحوله أيضا اعراب كفرة ينتظرون أى ثغرة واى بادرة للهجوم على المدينة ؟
بعد نزول هذه الآيات قاسى النبى والمسلمون فى المدينة من نقض العهود ، سواء من اليهود ، أو من الأعراب ، أو من قريش . ومن هنا تأتى هذه الآيات تكشف مقدما عما سيحدث ، وتضع له القواعد.
7 ـ إنّالهجرة هى أساس الانتماء للدولة الاسلامية فى عهد النبى . بالهجرة والاقامة فى المدينة يكون الفرد عضوا فى الدولة له كل الحقوق وعليه الدفاع عنها بالنفس والمال . أما إذا لم يهاجر وظل محتفظا باسلامه وإيمانه وسط قومه المشركين فليس داخلا فى دولة الاسلام فى المدينة ،وليس للمسلمين إلتزام بالدفاع عنه إذا كان بين المسلمين وبين أولئك القوم المشركين معاهدة سلمية : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجَرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) الانفال ). الدفاع عنه يكون فقط إذا لم يكن هناك معاهدة سلمية بين دولة الاسلام وأولئك المشركين .
8 ـ ويأتى الأمر بأن يوالى المؤمنون بعضهم بعضا كقوة للخير مقابل قوى العدوان التى توالى بعضها بعضا . فإن لم يتّحالف معا أهل الخير ضد أهل الشر المعتدين فستكون فتنة فى الأرض وفساد كبير : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) الأنفال ).. وعصى معظم المسلمين هذا الأمر، فنزلت آيات تنهى عن موالاة المشركين الكافرين المعتدين ، هذا بينما بذلت قريش كل وسعها فى عقد محالفات الاحزاب ثم مع الأعراب ضد المسلمين. وهنا ندخل على مكر قريش .
ثانيا : مكر قريش وإستخدامها الأعراب فى حرب النبى
1 ـ وهذا أيضا سبقت سورة الأنفال الى التحذير منه بإشارة لم يلتفت لها المسلمون . فى الاستعداد الحربى قال جل وعلا : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ) (60). وقتها كانوا يعرفون عدوا مُعيّنا يستعدون له ، ولكن الله جل وعلا يشير الى عدو آخر مستقبلى لا يعرفونه وقت نزول الآية ، ولا بد من إستمرار الاستعداد العسكرى لمواجهة هذا العدو القادم . هذا العدو خلقه مكر قريش الذى تزول منه الجبال .
2 ـ كان المكر القرشى يتحالف مع اليهود ، وكان اليهود من جانبهم حريصين على ذلك الى درجة أن أحبارهم أفتوا لمشركى قريش أنهم على الحقّ وأنّ النبى على الباطل : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (51) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (52)( النساء ). وبعد هزيمة الأحزاب وإجلاء بنى قريظة وانتهاء الوجود اليهودى المتآمر حول المدينة إحتاج المكر القرشى الى بديل ساذج أكثر قوة وأسرع إندفاعا وأقل دهاءا من اليهود ، وتستطيع أن تحارب به النبى بطريق غير مباشر، فإن تمت هزيمته نجت قريش من فضيحة الهزيمة ، وإن انتصر تحقق لقريش أملها . وكان الأعراب هم الوسيلة المناسبة . وبهم يستغل المكر القرشى الظروف المتاحة ، وأهمها أن المدينة ( مدينة مفتوحة ) تستقبل من يأتيها مؤمنا مسالما مهاجرا. ومن هنا بدأ الحديث مؤخرا فى القرآن الكريم عن وجود ( أعراب منافقين ) و( أعراب محاربين ).
لم يكن هناك ما يستدعى ان يغامر الأعراب بحرب دولة المدينة بعد فشل الأحزاب وطرد اليهود ووصول المدينة الى أقصى قوتها . لايمكن أن يفعل الأعراب ذلك إلا بدفع خارجى من عدو ماكر ، وطبقا لإتفاق مسبق . ونحن لا نتكلم عن كل الأعراب ، ولكن عن مجموعة منهم تحالفت مع قريش ، واحترفت النفاق ، وبعضها الآخر إحترف الاعتداء والكفر الصريح ، وجرى تنسيق بينهم نتعرف عليه من القرآن الكريم .
3 ـ كانت الهجرة للمدينة نقطة قوة يزداد بها المؤمنون عددا ، كما كانت نقطة ضعف إذ يتسلل بها العملاء من كل حدب وصوب بتأثير من العدو الأكبر فى مكة . وتوافد العملاء عبر الهجرة للمدينة من مكة وقريش أو من الأعراب المقيمين حول المدينة . وهذا أنتج ظهور الكثير من المنافقين من الأعراب وداخل المدينة . وبعد فشل معركة الأحزاب بدأت ظاهرة جديدة ، هى جرأة الأعراب البدو على الهجوم على المدينة واتباعهم تكتيكا جديدا ، هو دخول المدينة بزعم الاسلام ثم الهجوم عليها ، وعقد معاهدات مع المدينة ثم نقضها . وفى دخولهم للاسلام يقيمون علاقات مع أهل المدينة ويكتسبون أنصارا .
4 ـ والملأ القرشى متخصّص فى التجارة ، وقد أستعملها لخلق زبائن له عبر وسائط تجاريين داخل المدينة ترتبط مصالحهم باستمرار العلاقة مع قريش ، ثم تطوير هذه العلاقة لتكون ولاء وتحالفا . ويلفت النظر هنا أن سورة التوبة فى نهيها عن موالاة المشركين جاءت بإشارة جديدة لم تأت فى الآيات السابقة التى كانت تنهى عن موالاتهم ، هى إشارة الى علاقات تجارية مع الكافرين تستغل مناخ الحرية التجارية والحرية السياسية والحرية الدينية لتؤسس طابورا خامسا يعمل ضد النبى عليه السلام ، يقول جل وعلا فى سورة التوبة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنْ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24 ). لأول مرة يقال : ( وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا ) فى أشارة للتأثير الاقتصادى والتجارى فى خلق عملاء داخل الدولة الاسلامية .
5 ـ ويقول رب العزة يصف كيد أولئك الاعراب ( وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمْ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ) (98) التوبة ). وهذا التربّص والكيد تعلموه من المكر القرشى .ومن تربص أولئك الأعراب بالمؤمنين أنهم يدخلون المدينة بزعم الدخول فى الاسلام ، بينما يكون هدفهم التربص بالمؤمنين ، أى التجسّس عليهم ، ومعرفة دفاعات المدينة ، وأسهل الطرق لاقتحامها والثغرات الدفاعية فيها ، والتواصل مع العملاء الآخرين وبقية المنافقين داخل سكان المدينة . ثم إعطاء هذه المعلومات لأعراب آخرين مجاورين للمدينة ليقوموا بالاغارة عليها .
6 ـ وتعلّم أولئك الأعراب الأجلاف من قريش اسلوب النفاق فى إصطناع الأصدقاء داخل المدينة . فقد ثارت مشكلة أولئك الأعراب المنافقين الذين يتربصون بالمدينة الدوائر ، ومع ذلك كان بعض المؤمنين حريصا على هدايتهم مخدوعا بهم ، ويحاول إيجاد مبرر لهم. وعندما أثير موضوع كيفية التعامل مع هؤلاء المنافقين الأعراب المتلونين ناكثى العهود إنقسم المسلمون فريقين مختلفين فنزل الحّل فى قوله جل وعلا. حيث يبدأ رب العزة بالتوبيخ على انقسامهم : ( فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88) النساء ). ويحرّم رب العزة موالاتهم حتى يهاجروا ويقيموا فى المدينة : ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (89) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنْ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً (91) النساء ). المراد هنا : أنه يتعيّن على اولئك الأعراب إن كانوا مؤمنين مسالمين فعلا أن يهاجروا الى المدينة وأن يسكنوا فيها ، وفيها يتمتعون بالحرية المطلقة فى الدين وفى المعارضة السياسية كالمنافقين من سكان المدينة . أما لو أرادوا البقاء خارج المدينة فليلتزموا بالسلم ويكفّوا ايديهم عن الاعتداء. وإذا أصروا على الاعتداء ولم يعتزلوا العدوان على المؤمنين فلا بد من حربهم . وبذلك خلق المكر القرشى مشكلة مزمنة للمسلمين فى المدينة.
7 ـ ولم يكتف المكر القرشى بذلك ، فقد ظهرت مجموعات مقاتلة من الأعراب تحيط بالمدينة ، وتحدثت عنهم سورة التوبة ، وفيها نزل الأمر الحازم للنبى والمؤمنين بالقتال الدفاعى لأولئك الكفار الذين (يلون ) المدينة ، أى يتجمعون حولها ، ينتظرون الهجوم عليها على حين غرة متسلحين بالمعلومات التى يحصلون عليها من الأعراب المنافقين الذين يدخلون المدينة بزعم الاسلام . يقول جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)(التوبة). قوله جل وعلا (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) يأتى تذييلا فى آيات التشريع فى القتال ليؤكّد على أن يكون القتال دفاعيا فقط لأن الله جل وعلا لا يحب المعتدين . وفى حركة الردة كان أولئك الأعراب المحيطون بالمدينة أول من هاجم المدينة .
8 ـ ونعيد قراءة قوله جل وعلا فى أواخر ما نزل فى سورة التوبة عن الأعراب :( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ) (101) ( الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمْ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)( التوبة ) أى يوجد منافقون يعيشون حول حدود المدينة موصوفون بأنهم الأشدّ كفرا والأشدّ نفاقا ، يتربّصون بالمؤمنين الدوائر. وأعراب كفرة يترقبون فرصة الهجوم على المدينة ويجب قتالهم بشدة . هذا كله صنعته قريش وقت نزول الوحى ، بمكرها الذى تزول منه الجبال .
9 ـ ومن المنتظر بعد موت النبى وإنقطاع الوحى نزولا أن يتعاظم المكر القرشى . وهذا ما حدث ، إذ ثار معظم الأعراب فى وقت واحد ، ليس فقط للخروج على الدولة الاسلامية والاستقلال عنها ولكن للهجوم عليها ، وليس فقط فى نفس الحروب المعتادة ( العلمانية ) ، ولكن بتحويلها الى حرب دينية يتزعمها من يدعى النبوة . ومضحك جدا أن يزعم الأعراب البدو وقتها إدعاء النبوة ، فالتقاتل بين الاعراب كان بعيدا عن التمسّح بالدين ، ولكن أن يتم التمسح بالدين وأن يتم استغلاله تجاريا وكهنوتيا فهذه صناعة قرشية أصيلة ، ثم أن ينتشر هذا الوباء بادعاء النبوة مرة واحدة من إمرأة كسجاح ورجال مغمورين كمسيلمة وطليحة الأسدى والعنسى فهذا أمر تم الاعداد له بالمكر القرشى ..
10 ـ ولكن لماذا يلجأ المكر القرشى بعد دخوله فى الاسلام لإثارة حرب الردة ضد المسلمين ثم لا يشترك فيها بل يكون عملاؤه وأعمدته هم قواد المسلمين ضد أولئك المرتدين ؟ السؤال فيه الاجابة . لكى تعود قريش للقيادة وتتصدر المشهد كما كانت من قبل .
انتظرونا لمزيد من التفصيل .
لنا بحث عن إفتراء محمد بن اسحاق فى السيرة عن قتل النبى لأسرى بنى قريظة . أرجو نشره بعد الفراغ من هذا الكتاب . وهناك بحث آخر عن فلسفة الاستبداد الفرعونى فى القرآن الكريم ، لإثبات أن المستبد العربى يسير على منهاجه .
وكان هناك مقال بحثى قديم لم أكمله يقارن بين ( عمر بن الخطاب ) و ( الرئيس بوش ) فى احتلال العراق ، ومدى تدمير هذا وذاك للرافدين . ولكن لم أكمله . ولا أنوى أكماله .. أترك ذلك للقارىء الحصيف لمقالات هذا الكتاب ، راجيا أن يقارن هو بنفسه بين ما فعله الصحابة فى الفتوحات فأصبحوا آلهة عندنا بينما نحن نشجب ونكره ما فعله بنا المستعمر الغربى ( الانجليز والفرنسيون والأمريكان ) وهو أهون بكثير مما إرتكبه الصحابة الذين نقدّسهم . على الأقل فإن المستعمر الغربى لم يتمسّح برب العزة فى ارتكابه الغزو والاستعمار مثلما فعل الصحابة الذين بدءوا تشويه الاسلام ، وسار على مثالهم آخرون جعلوا هذا دينا أرضيا ، يتمسك به الان الوهابيون ما بين افغانستان والمغرب مرورا بالجزائر وتونس وليبيا ومصر والشام والعراق ومصر وباكستان والصومال والسعودية والسودان ..
أشكر لك أخى الحبيب إهتمامك بقراءة مقالاتى .
خالص المنى .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,688,381 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
ضد الاكتئاب : ربما تتذكر نى ، أنا الآن مدرس على المعا ش ،...
ماعز خفيف الدم : قام المدع و عبد العزي ز أبو مندور ويطلق عليه...
نسخة القرآن الأصلية : ما قولك في عدم وجود النسخ ه الاصل يه للقرا ن ...
الدعوة وتغيير الاسم: هل نحن مطالب ون بدعوة الآخر الي الاسل ام وهل...
الزهد والتصوف: اريد الفرق بين الزهد و التصو ف ...
more
بداية اهنئك دكتور احمد على هذا المقال وهذا التحليل الرائع المترابط والموضح للآيات التي حاول ابن اسحاق وغيره ان يشوهوها برواياتهم المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام
واحييك لانك نصرت رسول الله على هذا الافتراء في السيرة الاسحاقية ولعل من يريد ان يرجع الى التاريخ المشوه للنبي فعليه حتما ان يرجع الى تحليلاتك التي توضح المكر القرشي ونستطيع ان نفهم دور بن لادن والظواهري والتسيد القرشي من خلالا القوة الامريكية وادخال الدول المسلمة في فتن لاتنتهي اوكما يقولون في تراثهم "تعرض الفتن على قلب المؤن كعرض الحصير عودا عودا" فلو تحققنا من كتب تراثهم لوجدناها اعتى من برتوكولات صهيون وللاسف الشديد اغلب المسلمين يقدسون هذه الكتب التراثية بدون تبصر لما تحويه من مكر يطيح بالمجتمعات المسلمة
بارك الله فيك اخي احمد الله لتكتب لنا سيرة رسول الله من خلال القرآن ومن خلال التوافق التاريخي واعانك على ذلك حتى وان شوهوها