خربشات على هامش الأخونة
• حكاية سيجرب الناس حكم الظلاميين ويعون الدرس وبعدها يأتي الفرج هي تناول ساذج أو سطحي وتبسيط مخل للمسألة، فهذه النقطة في أحسن الأحوال مجرد عامل من عدة عوامل تشكل ملامح المستقبل، منها تغير نظام التعليم الذي أنتج أجيالاً هذه هي ثمارها، ومحو الأمية السياسية وليس فقط الأمية الأبجدية، وتطور المجتمع ووسائل إنتاجه لتختفي العشوائية التي هي عامل رئيسي في رواج دعوة الظلاميين، كذا يلزم تشكل منظمات مجتمع مدني قوية تحقق ما فشلت فيه المنظمات التي تشكلت في الفترة الماضية. . هذه العناصر كلها نتوقع أن تتطور بالسلب في المرحلة القادمة نتيجة أخونة الدولة والهيمنة التي ستمارس على المجتمع، ليبقى العامل الوحيد المتوقع تطوره إيجابياً وهو إدراك الناس لخداع الشعارات الإخوانية عبر الممارسة الحياتية، وهو هكذا يشكل هامشاً من التطور في الحالة المصرية لا يكفي وحده في مواجهة سائر العناصر التي تنحدر بصورة تمكن الظلاميين من الاستمرار.
• دعاوى الوحدة بزعم القومية العربية أو الخلافة الإسلامية وراءها استشعار الضعف والهوان، ليكون النزوع لطلب المستحيل بجمع أصفار عسى أن يكون الناتج رقماً مرعباً لما عداه من أرقام. . ليس فلول اليسار وهتيفة العروبة والناصرية من يستطيعون وضع حد لهيمنة تجار الدين، فهؤلاء هم الفشل مجسداً، وبقاؤهم بالساحة خير تمكين لطيور الظلام. . إذا كانت الطبقة الوسطى مطحونة بمتطلبات الحياة، وعلى درجة مذهلة من الأمية الثقافية، فلا عجب أن تسير معماة خلف تهاويم الإخوان وشعاراتهم الجوفاء.
• إذا كان هناك ما يسمى "هوية" باعتبارها الجوهر الأصيل للفرد أو الجماعة، فمن المثير للسخرية أن يتحدثوا عن حماية "الهوية"، فأي جوهر هذا ما يحتاج إلى حماية؟!!. . مفهوم "الهوية" أكذوبة أو خرافة يتشبث بها دعاة الجمود والمرتعبون من مواجهة متغيرات الحياة.
• قال السيد المسيح: "دع الموتى يدفنون موتاهم"، فلما لا نترك الكهنة والرهبان (باعتبارهم موتى عن العالم) يختارون رئيسهم (البطريرك) باعتباره رئيس كهنة، ثم نقيم أداء رجال الكنيسة بعد ذلك كرجال أحرار، وليس كغنم تساق إلى الذبح والسلخ والتغييب؟!! . الفارق بين انتخابات بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية وبين صناعة الآلهة من البلح قديماً، أن الناس كانوا يأكلون الآلهة العجوة، أما الآن فالإله العجوة هو الذي يلتهم الكنيسة وشعبها. . نعم ليس لي نوعية إيمان عموم الأقباط في قيام الرب باختيار الرؤساء، لكن هذا الإيمان رائع، وكما يقولون عن البطريرك أنه مختار من الله، فالحاكم أيضاً كذلك وفق الإيمان والصلوات الأرثوذكسية، وعليهم الخنوع لما ينزله بهم مرشد الجماعة المحظورة دون شكوى أو تذمر. . يعني يخرسوا خاااااااالص.
• "اكتشاف نص قبطي يحوي إشارة لزوجة المسيح". . في كلام السيد المسيح غلب المجاز على الكلام المباشر، فقد قال عمن حوله من تلاميذ أنهم أمه وإخوته، ويمكن أن يقول مثل ذلك باستخدام مجاز "زوجتي"، وبالتالي لم تخرج البروفيسير "كارين كينج" عن حدود ما يمكن استناجه منطقياً من العبارة المبتورة في المخطوطة القبطية محل الجدل.
• لعل أسوأ نتائج انقلاب 25 يناير 2011 حتى الآن هو ما يحدث الآن من مطاردة للفريق/ أحمد شفيق.
• هل تكرر أمريكا خطيئتها في أفغانستان حين استخدمت الجماعات الجهادية الإسلامية في إسقاط حكم "بابراك كارمال" الماركسي، فتستخدمهم الآن في إسقاط بشار الأسد البعثي؟!!
• أكل الزبيب شغال في سيناء، باعتبار أن "ضرب الحبيب زي أكل الزبيب"!!
• "الإخوان يشترون موقع البديل ويتفاوضون لإطلاق 5 قنوات فضائية". . هذا مجرد دليل مادي على أن فشل اليساريين المصريين ومفارقتهم للواقع من أهم عوامل رواج التأسلم السياسي، ومع ذلك يتحدثون بعنجهية من احتكر الوطنية لنفسه. . اليسار بطبعته المصرية ثم الناصرية العروبجية الحنجورية أضعفت الجسد المصري، ليصير فريسة سهلة للإسلام السياسي. . فلا تتعشموا خيراً من تصدي رموز أس البلاء للبلاء ذاته. . الميكروبات تلتهم بعضها البعض وتسكت بعضها البعض. . وهكذا كان التهام الإعلام الإخواني الاستقصائي لموقع البديل الاستقصائي اليساري. . هذا قدرك يا مصر. . مسكين د. محمد البرادعي، فهو إما يلزم بيته وحديقته الجميلة ويصمت، وإما يتحالف مع أراجوزات وتجار وأفاقين من كل لون وصنف، فليس غير هذه بضاعة بالسوق المصري. . دائما ما تفشل ما نسميها تحالفات القوى الوطنية لأنها تتم عبر ما يعرف بـ "قعدة رجالة"، يتفقوا في فورة حماسة أو لأنهم مش لاقيين حاجة يعملوها، أنهم "يبقوا حلوين مع بعض ويدوا لبعض سجاير"، ولا يلبثوا أن يتفرقوا كل في طريقهم، ماداموا لم يضعوا أسساً فكرية واضحة وكافية لقيام تحالف. . يعني شغل مصاطب وطق حنك وموالد بلا حمص وإن كثرت بها المراجيح. . هذه الأجيال شباباً وكهولاً وشيوخاً هم أس البلاء والنكبة، وهم من استحقوا حكم الجهالة والجهال، ولن يغير الحال إلا أجيالاً جديدة تحتاج لحوالي قرن من الزمان لتتشكل.
• يكفي جداً أن أعيش أسير جيناتي الموروثة، ومن الجنون أن أقبل بأغلال أخرى تحيلني إلى شجرة صخرية من متحف التاريخ.
• عندما تتبارى وسائل الإعلام في نشر التفاهات والهلوسات ينزوي العقلاء والعلماء، ويزداد المخروفون تخريفاً والجهلاء جهالة. . نحن أبناء ثقافة الاستعباد مهما تبحرنا في العلم والمعرفة لا نعرف غير النقيضين، إما الخنوع أو التسيد والهيمنة، هي النظرة الثنائية أن تكون إما قاتلاً أو مقتولاً، مؤمناً أو كافراً، سيداً أو مسوداً.
• لعل أخطر إنجازات نكبة 25 يناير 2011 اغتيال المجموعة الاقتصادية بوزارة د. أحمد نظيف، والتي كانت تعمل بجدية على إصلاح الاقتصاد المصري ليقف على قدمية بعد طول تخبط وتهريج خلال العقود السابقة.
• لا يهمني نص أي قسم يقسم عليه أي مسؤول مصري، فلا أظن أن مصرياً يحترم حقيقة أي قسم يقسمه.
• ما أظرف السفيه الذي يطالب الناس بالتزام الأدب!!
• نقول كمان: صحيح الحالة نيلة قوي، لكن مصر بشعبها ومؤسساتها ليست أنية زجاجية يسهل على المهرجين والمخربين تحطيمها، هي كتلة صعبة المراس عصية على التطوير والتحديث، كما هي عصية أيضاً على التخريب وإن بدرجة أقل.
اجمالي القراءات
10105
الأستاذ الفاضل كمال غبريال
مفهوم الأخونة ليس المقصود منه السيطرة اللحظية أو الحالية فهذا أمر طبيعي في ظل نظام حكم ديمقراطي ولو أننا نُسلّم بوجود مثل هذا المفهوم عند من يعارضون الرئيس والإخوان بخلفية كيدية، من حق الرئيس مرسي إقالة وتعيين من يشاء، فالجمهور سيحاسبه ومن الحساب يأتي حق السلوك.
ولكن المفهوم أبعد من ذلك خصوصاً بعد شيوع مؤثرات العصر التي سلبت الوعي الإنساني وقامت بتزييفه حسب هوى القادر.
لم نتعظ من التاريخ حتى الآن..فتجاربه خير مثال على شيوع مرادفات الأخونة بصورة الهتلرية والناصرية وأسرة محمد علي، حتى تجارب الاحتلال لم تخلُ من تلك المرادفات إذ صنعت من معارضي الاحتلال أناساً مشاغبين...إنه تزييف وعي قد يتعدى حدود السياسة فما بالك بحاكم يتحدث بمرجعية دينية، لن تجد حوله يهتفون له ويناصرونه أكثر حماساً ممن يريدون التسلط على رقاب الناس باسم الدين، فهو بالنسبة لهم الأمل الوحيد وتتوفر فيه أغلب شروط القدوة.